حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الأرجنتيني سيزار:

الآذان هز كياني.. فأخرجت فيلما

حوار وترجمة: أحمد القاسمي

بابلو سيزار (Paplo César) مخرج أرجنتيني يعمل باستمرار على أن يكون حلقة وصل بين شعوب الجنوب ليكشف تنوع إرثها الثقافي وليكسر الطوق المنمّط لأساليب الإنتاج السينمائي على شاكلة النموذج الهوليودي. سعى إلى تنويع إنتاجه المشترك مع بلدان إفريقيا وآسيا منتصرا إلى السينما المقاومة المنفتحة على قضايا الإنسان وهمومه. أخرج تسعة أفلام طويلة ونحو عشرين فيلما قصيرا ودرّس الإخراج السينمائي بالجامعة الأرجنتينيّة وأشراف فيها على ندوة سينما المؤلف.

التقته الجزيرة الوثائقيّة وكان لها معه الحوار التالي

·         مسيرتك ثريّة بصفتك كاتبا ومخرجا مبدعا وبصفتك مدرّسا للفنّ السينمائي.. مما يصعب علينا تقديمك للقراء..

لقد بدأت تجربتي منذ زمن بعيد، في فضاء خاص سمته الأولى الحوار والنقاش والمطالعة. ولكن على المستوى العام كانت رغبتنا في التعبير تصطدم بقمع الحكم الديكتاتوري المهيمن على الأرجنتين وقتها. فكان الفن السينمائي ملاذي الذي منحني هامشا من الحريّة. وفي سن العشرين أنجزت أول أفلامي الطويلة: وجوه المرآةDes visages du miroir 1982. سنة 1989 دعيت إلى مهرجان قليبية الدولي لفيلم الهواة فكان لقائي الأول بإفريقيا والعرب والمسلمين، أذكر وقتها أنّ الآذان قد هزّ كياني فحفظته وقرأت القرآن بالإسبانيّة والعربيّة لاحقا وبفضل هذه الأفق الروحية الجديدة التي انبثقت أمامي وبالاشتراك مع الجامعة التونسيّة للسينمائيين الهواة أنجزت فيلم حديقة الورود "Equinoxe : Le jardin des roses وفيه أدرجت شيئا من سورة التكوير. والآن حينما أتأمل مسيرتي أستطيع أن أجزم أن هذه التجربة منحتني بعدا روحيا عميقا ورغبة في اكتشاف الآخر ممثلا في ثقافته وأفكاره  للتعبير عنه سينمائيّا.

·         إذن هذا ما جعلك تختصّ لاحقا في الإنتاج المشترك وفي الأفلام ذات التمويل المحدود؟

نعم هذا صحيح بكل تأكيد فضلا عن رغبتي في اكتشاف الآخر. فالمتفرج في الأرجنتين مثلا يتوق إلى أن يكتشف السينما في إفريقيا والعالم العربي وعموما يريد سينما تخترق النّمط الهوليودي الاستهلاكي الآسر. وهذا ما أكرس أفلامي له، أنا أحاول أن أفتح الأبواب على الجانب المضيء في ثقافات الآخر وأن أمنح المتفرّج صورة مختلفة عن بلدان لا يرى منها في وسائل الإعلام غير الكوارث والحروب والجفاف وخطر أسلحة الدمار الشامل.

رسالتي أنّ قيم الخير والجمال شاملة لكل الحضارات الإنسانيّة ولا يمكن اختزالها في النمط الغربي. ومن ثمة كان إخراجي لحديقة الغلال سنة 1996 بالاشتراك مع الهند Unicorne Le jardin des fruits وحديقة العطور سنة 1998 بالاشتراك مع مالي Aphrodite :Le jardin des parfums أما آخر أعمالي فيتمثل في فيلم Orillas أخرجته هذه السنة بالاشتراك مع البنين. كما صورت مع شعوب الكوالي وهم مسلمون يعيشون على الحدود الهندية الباكستانيّة جعلت حياتهم البدويّة البعض يعتقد بأنهم غجر.

ورغم أن معرفتي بالسينما العربيّة تظل محدودة. فقد شاهدت حلفاوين للتونسي فريد بوغدير وأعرف سينما الجزائري الأصل مهدي الشريف وشاهدت أفلاما عربية أخرى هنا أو هناك. وتواصلت مع الجالية العربيّة والإسلامية في بوينس آيرس التي قدّمت لي  مراكزها الثقافيّة مساعدة قيّمة في إنتاج فيلم "حديقة الورود" وفي مزيد التعرف على تونس حينئذ.

·     لنتحدث عن السينما الأرجنتينيّة هي تنتج الآن من سبعين إلى ثمانين فيلما طويلا في السنة وتعدّ الأفلام القصيرة بالمئات. ألا تدفعنا هذه الأرقام إلى الاعتقاد بكونها تشهد نهضة مستعادة بعد أن كانت محظورة على أيام الحكم الدكتاتوري؟.

في بلادنا نحظى بالدعم من المعهد الوطني للسينما والفنون السّمعيّة البصريّة (الذي يستقي موارده من آداءات موظفة على شبكات التلفزيون والإشهار لا من المال الوطني) ممّا أفضى إلى غزارة في الإنتاج وارتفاع في الأرقام بالنتيجة. وبدافع من هذه القنوات التي تحتاج مادة سينمائيّة أصبح الوثائقي اختيارا يكشف غياب العدالة في المجتمع أو الاستغلال المفرط للطبيعة وما يخلّف التلوث من أمراض. ولكننا مع ذلك نظلّ نفتقد إلى الحركيّة والعمق اللذيْن ميّزا سينما الستينيات. وبعض الأفلام المحليّة تعرض فلا يتجاوز عدد متفرّجيها الألفين.

إننا نرى اليوم ملايين المواطنين يعيشون الفقر المدقع دون أن نكون قادرين على أن نقدّم لهم شيئا لأن الوجه الآخر للسينما هو المال والتجارة ولكي تشاهد فيلما لابدّ أن تحدوك الرغبة في دفع ثمن مقابل الدخول. ولا سبيل إلى ذلك أمام  نسق (le système) ينتج شبابا يبحث عن سينما الإثارة والمتعة ولا يهتم كثيرا بالسينما الملتزمة بمشاغل المجتمع. لقد دخلت السينما عندنا بداية من التسعينات، مع التوجه اللّيبرالي لحكم كارلوس منعم، في كل ما هو سطحي وساذج. كيف تستفيد السينما من نظام سياسي يجيب رئيسه حينما يُسأل إن كان في الأرجنتين سود بأن "ليس لدينا سود في بلادنا، هذا المشكل يوجد في البرازيل" كما لو أنّ وجود السود في حد ذاته يمثّل مشكلة؟

وبالمقابل لا يجب أن تتركنا هذه العوامل المحبطة مكتوفي الأيادي. وكما لهذا النسق العالمي نقاط قوة تعمل على تسطيح الفكر، له أيضا نقاط ضعفه: إنها الإنترنت بكل تأكيد فمن خلالها يمكننا أن نبلغ للناس ما يحدث حولهم ونقطع الطريق على من يريد أن يسوقهم كما القطيع

·     باعتبارك احد رموز سينما المؤلف إبداعا وتدريسا: كيف تحكم على اعتقاد البعض أن هذا النمط السينمائي قد وقع أسير شكلانيّته وأنه أضحى يتغافل كليّا عن مشاغل لليومي ليخوض في الحياة الباطنة لمخرجه وليعرض أحلامه وهلوساته.

ما أقدمه لا علاقة له إطلاقا بهذه السينما الأنانيّة التي قد تظهر هنا أو هناك. سينما المؤلف عندي هي البحث سينمائيا عن طرائق مختلفة للتعبير تجعلنا ندرك ما يوجد حولنا ولا ننتبه إليه بفعل تأثير أنساق فكريّة تعمي وتُصمّ. إنها سينما تقطع مع الأكاذيب التي تطوقنا: أين أنفلونزا (H1N1) الآن؟ سينما المؤلف في اعتقادي هي التي تكشف تلاعب المؤسسات الاقتصادية، ومن يقف خلفها من المتنفذين، بالرأي العام الدولي لتحويل حبنا للحياة إلى حقن وأمصال تباع في الصيدليات. خذ لك مثلا الفيلم الوثائقي (zeitgeist) الذي يتضمن شهادات بأن تفجيرات 11 سبتمبر2001  قد حدثت قبل انهيار برجين التجارة العالميين فيقاوم هذه الأنساق ويكشف زيفها. هذا مثال جيّد لسينما المؤلف ورغم أنه ممنوع من العرض للعموم إلا أنه يحقق أرقاما خياليّة لعدد مشاهديه عبر الإنترنت. في كلمة سينما المؤلف عندي هي أن نتمسك بحريّة التعبير وأصالة الصورة السينمائيّة بعيدا عن القواعد المحنّطة.

·     فيلم (ZEITGEIST) نموذج لسينما مقاومة تفضح التلاعب بالرأي العام الدولي  أمام الصعوبات التي يواجهها سينمائيو  الجنوب إنتاجا وتوزيعا أضحى الكثير منهم يعتقد أنّنا دخلنا زمن الوثائقي وأن زمن الفيلم التخييلي إلى زوال.

لست بهذا القدر من التشاؤم. القنوات المهيمنة على المشهد الإعلامي لا تبثّ الوثائقيّ فحسب. هل تعلم أن نيجيريا تنتج أكثر من 400 فيلم في السنة تتوزع بين وثائقي وتخييلي؟ وأن أغلبها يروج في شكل أقراص على قارعة الطريق؟ إذن فحظ التخييلي ما زال قائما هناك رغم أنها لا تصل إلى المتفرّج الغربي. صحيح أن طريق هذا الجنس السينمائي أصعب. ولكن ذلك قدره وعليه أن يسير فيه إلى النهاية. عندما أنجزت فيلما عن تونس وجدت معارضة شديدة من قبل الذين لم يستسيغوا فكرة أن يكون ممثلو فيلم أرجنتيني وتقنيوه تونسيين ولكننا قاومنا وأنجزنا ما نريد وأسسنا لنمط جديد من الإنتاج المشترك.

·     مع ثورة علوم وتقنيات السمعي البصري نشأ تصنيف سينمائي جديد بات يصطلح عليه بسينما المدارس وهي تلك التي ينجزها الطلبة في مشاريع تخرّجهم. وباعتبارك أحد المؤطرين لهذه السينما هل لك أن تحدثنا عن المعادلة بين امتلاك التقنية وتوظيفها إبداعيّا؟

التقنية في السينما على قدر كبير من الأهميّة. إنها وسيلة للعمل نتعلمها في المدارس أو الورشات. ولكننا لا نتعلّم، مدرسيّا، كيف نكون فنّانين. فالجانب الباطني والروحي من المبدع رهين خياله ومشاعره وقدرته على الابتكار. خاصّة في عالم السينما والموسيقى. أنا أوكل للفنّ مهمّة إخراج المشاعر العميقة من أجل خلق الحيرة وتوليد القلق في الإنسان. والتقنيّة عنصر مساعد لتجسيد هذه المهمّة ولكنها تبقى عاجزة على خلقها دون موهبة وقدرة على الابتكار توجّهانها.

الجزيرة الوثائقية في

30/09/2010

 

حبل الغسيل... وثائقي في مهب الحصار

بشار إبراهيم 

عندما يجتاح جيش مدجج بأعتى الأسلحة وأقواها، مدينة عزلاء، تضيق الدوائر، حتى تكاد تنغلق. تفرغ المدينة من مارّتها، وتنغلق أبواب البيوت ونوافذها، ويعشعش الفراغ في المكان، وتنزوي الأرواح في ظلمات أركان بعيدة، باحثة عن شيء من الأمن والأمان، مستسلمة لعجزها، وقلة حيلتها.

تغدو مدينة "رام الله" مستباحة، والدبابات تطلق صرير جنازيرها، تلوك الطرقات، وتقضم الأرصفة.. تدمّر كل ما يمكن أن تطاله حافاتها القاسية، وسبطاناتها الوقحة. لن يبقى في الشوارع سوى القطط والكلاب الشاردة، وجند الاحتلال.

عن زمن الاجتياح والحصار، وعن عوالم الخوف والقلق والعزلة، لامرأة مفردة في بيتها، تصنع المخرجة علياء أرصغلي فيلمها «حبل الغسيل»، عام 2006، وثائقي مدته 14 دقيقة. حيث ثمة أشياء كثيرة يقولها الفيلم، وأشياء أكثر تبقى متوارية، لن تتعثر في طريق الوصول إلى نباهة المشاهد، الذي سيدرك حتماً أن ثمة ما هو أبعد مما يراه على الشاشة، من تفاصيل، ومن نزف قلق للروح المحاصرة، المتعبة، متروكة نهباً فيما بين الشك واليقين.

مع امرأة وحيدة معزولة في بيتها، وعلى ضوء شمعة ذابل، نمضي وقتاً هو مآل عمر كامل، انتهى بعد شوط الزمن إلى هذه اللحظة الأسيرة لكل ما يمض الروح ويوجعها، ويثير نكبتها مرة أخرى ومن جديد.

هل يصلح البيت مكاناً للاختباء؟.. أي أمان يمكن أن يوفره البيت، وهو مشرع للرصاصات والقذائف، القادرة على نبش أحشائه في طرفة عين، ونثرها ركاماً وحطاماً من موت ودمار؟..

لن نعرف من هي هذه المرأة؟.. أهي المخرجة ذاتها؟.. أم هي موضوعها؟.. لا فرق فالمرأة الفلسطينية تعيش هذه اللحظات التي لا يمكن أن تكون عادية وطبيعية.. في مثل هذه اللحظات تتغير معاني الأشياء ودلالاتها.. يتغير ما بداخل البيت، تماماً كما يتغير ما بخارجه، في تشابك جدلي عجيب. حتى رشفة الماء المتبقية في قعر القنينة ستأخذ معنى آخر. ركوة القهوة، وبقايا الطعام.. افتراش الأرض، والنوم في ركن خوف بات البيت ينزفه من جدرانه، قبل أن يأتي من الشوارع والعندما يجتاح جيش مدجج بأعتى الأسلحة وأقواها، مدينة عزلاء، تضيق الدوائر، حتى تكاد تنغلق. تفرغ المدينة من مارّتها، طرقات والساحات التي أقفرت على جند ودبابات وموت.

تطل المرأة متلصصة، خلسة، من طرف ستارة نافذتها. فيأتيها ما يعزز الوحشة والعزلة والحصار. الخواء يعمر المكان، والظلام يشيعه، ولا صوت إلا لإطلاق رصاص، وقصف قذائف، وصدى يتردد في فضاء المدينة التي لم تعد هي التي كانت قبل الاجتياح والحصار.

ستنتبه المرأة إلى أن حبل الغسيل، وحد بقي خارجاً. كأنما في غفلة منها. بينها وحبل الغسيل، على شرفة البيت، خطوات قليلة باتت مستحيلة العبور. دونها الموت. وحبل الغسيل يحول الثياب المعلقة عليه، راياتٍ تعلن الحياة التي كانت، ويشهر ملاقطه شارات نصر، فهو وحده الذي بات قادراً على المضي في السهر على شرفة البيت، مطلاً على المكان. وهو وحده الذي سيستيقظ مع المرأة في الصباح. تنظر إليه، وينظر إليها، ويتحاوران دونما كلام.

حبل الغسيل مشرّع للصباح، للهواء، والمساء.. والمرأة الفلسطينية مرهونة للخوف، والظلمة، والتلصص من خلف طرف الستارة. ليس لها إلا أن تفتش في أوراقها القديمة، أرقام هواتفها، تعابث قطع نقودها.. تكتب رسالة: تعاتب. تلوم. تتساءل. تنوس بين الشك واليقين. وتقرر في النهاية: «لم أهزم.. لست خائفة.. لن انطفئ»..

تكتب الرسالة كأنما لنفسها، لتستمد القوة. لن نعرف فيما إذا كانت تكتب لرجل غاب، وتركها وحيدة.. أم تكتب ليومها، لغدها، لمستقبل غامض تركها في عراء البيت هذا. قعيدة على الأرض، وفي الفراش.. تتحرك في ظلمة المكان.. وظلمة ما ينتظرها..

تتعالى أصوات الطلقات، ويبقى «حبل الغسيل» في مهب الحصار.

الجزيرة الوثائقية في

30/09/2010

 

أبواق الدعاية: السينما ليست نوعا طاهرا

فجر يعقوب 

يقول أحدهم :" عندما نشاهد أفلام اليوم نشعر وكأننا في حفل تسوق ". يبدو الكلام مقدمة ذهبية للحديث عن برنامج ( ماوراء الشاشة : أبواق الدعاية ) الذي بثته مؤخرا محطة الجزيرة الوثائقية . يكشف البرنامج عن لحظات مهمة في تاريخ صناعة الأفلام الأميركية . ربما لاينتبه لها المشاهد العادي الذي أدمن مشاهدة هذه الأفلام ، ومن المؤكد أن هذا الكشف يضع في مجال الرؤية ، وبشكل مكثف المعنى القائل بأنه " مامن لحظة في هووليود لم تكن مرتبطة بالتجارة ، منذ أديسون وحتى يومنا هذا ". السينما كما يؤكد عالم اجتماع أميركي مشارك في البرنامج " ليست نوعا طاهرا ، فلقد حدث تحول نوعي في الأفلام ، فالبيع والتسويق تغلغل في مسامات الثقافة ، وأصبحت الأفلام مثالية للتسويق ". في الخمسينيات كانت إحدى الشركات مثلا تقوم برشوة النجوم والنجمات للتركيز على خواتم الخطوبة في أفلام هووليود  ، الأمر الذي كان يؤدي بالطبع إلى مبيعات أكبر لهذه الخواتم بين المقدمين على الزواج . لقد كان يجري بالفعل صفقات بين المعلنين وبين المنتجين ، لدرجة أن الشركات كانت تفخر بدورها بأنها تراقب نصوص هووليود .

ثمة مثال ساطع حول مبيعات ذلك المسدس الحربي من إحدى الماركات بعد ظهوره في فيلم ( هاري القذر ) واستعماله من قبل كلينت ايستوود فقد ارتفعت مبيعاته بشكل لا يصدق ، وهذا دفع بالشركات لاستخدام الأفلام بغية تسويق منتجاتها ، وأصبح المعلنون يبحثون دائما عن بيئة حاضنة لجمهور لا يعمل على " تغيير المحطة " ، وبدا أن المنتجون راضون تماما لأنهم يحصلون على المال اللازم من أجل صناعة أفلامهم . وهكذا أخذ تسويق الفيلم كمنتج يدفع بالمنتجين لعرض منتجات تجارية في خلفيات مشاهد كثيرة  ، وإضافة حوارات في النص ، وهو ما سمي من قبل أستاذة في علم الاجتماع ب " تركيبة الفخامة " ، وهي لقطة للنجم يستسيغ فيها المنتج . وهكذا أصبحت الأفلام السينمائية هي دعائم الإعلانات الرئيسية ، ومعها لم يعد مفاجئا مشاهدة مجموعات من الرجال وهم يحتسون شراب بيبسي كولا ، ويقومون بإظهار الكؤوس أمام الكاميرات ، وهي أساسا تحمل شعارات لافتة لأنظار الجميع . وقد قامت شركة كوكاكولا بشراء شركة كولومبيا بكتشرز قبل ثمانية عقود ، وأخذت تضّمن أفلامها دعايات مكثفة عن مشروباتها الغازية ، وهو الأمر الذي لم يعد عديم المغزى ، فهو جلي وواضح يتمثل بصناعة إعلان مجاني عن منتج . في فيلم ( المفقود ) مثلا سوف نشهد على حرب المياه الغازية بين بيبسي كولا ، وكوكا كولا ، فقد أخذنا نرى الأشرار التشيليين ، أتباع الديكتاتور بينوشيت يحتسون المشروب الأول ، فيما يشرب الأميركيون الأخيار الشراب الثاني .وهكذا صرنا نشهد على منتج تجاري يزعم بأنه يحكي عن مشروب في خمسينيات القرن الماضي ، بما يوحي بأنه كان موجودا في ذلك الوقت ، أو في فيلم مستقبلي ، وكأن المشروب سيبقى للأبد . وشاع تقليد سينمائي يقضي بالسخرية من المنتجات التجارية ، وهو الأمر الذي كان يزيد من حجم مبيعاتها كما في فيلم ( برنامج ترومان ) ، فقد لحظ علماء الاجتماع وجود إعلانات ساخرة لعبت دور مصفاة  الدخان لأن الفيلم يؤدي دور إعلان مدفوع . يقول مواطنون إنه من الواقعية أن تظهر المنتجات على الشاشة ، ولكن الفرق شاسع بين العالم الذي نعيش فيه ، والعالم الذي يقبع في الأفلام ، فهو يظهر الإعلانات جيدة ، علما أنها غير ذلك ، وهكذا غدت المنتجات تشكل النواة العاطفية للأفلام ، كأن يسترد أعمى بصره ، وأول شيء تقع عليه عيناه هو علبة كوكاكولا .

في فيلم ( لديك رسالة ) يصبح موضوعه سلسلة مقاهي ستار باكس ، ولا يعود الموضوع قصة الحب ، بل خدمات الشركة ، اذ يصبح صعبا من بعدها أن تتخيلوا حياتكم من دون هذه المقاهي . أفلام أشبه بتحف من عصور سحيقة ، وإذا ما كانت الدراما وسرعة الأحداث عناصر غير كافية ، فهذا يعني أن الفيلم غير مجد .

صنع الأفلام للمسوقين

قبل 40 عاما ظهر فيلم ( فطور في مطعم تيفاني ) . الغريب يومها أن مطعم تيفاني لم يستفد شيئا من الفيلم ، بعكس أفلام اليوم التي يتداخل معها ما يمكن تسميته ( التسويق الضمني ) . ففي فيلم ( فرقة الموضة ) يقوم نجوم الفيلم بارتداء ملابس levis  ، وفيلم ( الغد لايزول أبدا ) تناول سياسة التسويق الضمني بشكل شبه كامل . وقد أصبح الهدف هو جني الأرباح ، ولا يبقى الفيلم هنا مجرد فيلم ، فهو يشمل تسويق الكتاب والرسوم الهزلية والأسطوانات الموسيقية والملابس ، وبحسب التعبير الهوليوودي الشائع ، فإن الشخصيات ترغب في التحول إلى دمى . هكذا تبددت الحدود بين الجانب الإبداعي ، والجانب التسويقي ، وأصبحت ( جوراسيك بارك ) مثلا مملكة سحرية في عالم التشويق .في فيلم ( حرب النجوم تهديد الشبح ) الذي تكّلف تصويره 115 مليون دولار ، كان القائمون عليه قد أبرموا عقودا تجارية من حوله بقيمة 3,5 مليار دولار ، ومعه لم يعد مهما للفيلم أن يحقق رصيدا لشباك التذاكر ، فالمهم " بيع  البضائع المحشوة في الفيلم". في هوليوود لا يهتمون بصنع أفضل الأفلام ، بل بعقد الصفقات . جورج لوكاس صاحب الفيلم يضحك ويؤكد على ذلك بقوله إنه كلام منصف .

اختطاف الأفلام

عمليات البيع الجديدة للأفلام في هوليوود أصبحت تأخذ منحى جديدا اثر عمليات دمج الشركات الكبرى ، فأي شركة ضخمة هناك من الضروري أن تمتلك شبكة تلفزيونية ، وأسهم في الكابلات، وأصول لمنافسة شركات الإعلان الضخمة . و قد اكتشفت الشركات أنه يمكنها أن تربح أكثر إذا ما تكتلت . وشركة ديزني أفضل مثال للحديث عن التآزر " فأنت تفكر في إنتاج الفيلم ونوعية البضائع التي ترافقه ، ونوعية مدينة الملاهي ". فيلم ( الأسد – الملك ) 1994 ، اعتبر حينها من أعظم أفلام الرسوم المتحركة في تاريخ هوليوود . شركة ديزني ربحت مليار دولار صافيا من خلال إنتاج برنامج تلفزيوني للمحطة ، وتصميم جولات في مدن الملاهي الأوروبية ، ناهيك عن وجود مئات المنتجات المستوحاة من الفيلم .

مايكل ايزنر أحد مسؤولي ديزني يلخص كل ما سبق بقوله :" لسنا مجبرين على دخول التاريخ ... هدفنا جني المال فقط ".

الجزيرة الوثائقية في

30/09/2010

 

رأي : من واقع السينما التونسية إلى سينما الواقع

أنور المبروكي *

ستراسبورغ فرنسا 

ما معنى أن يكون لشعب ما سينما خارج تداعيات المعنى..؟

نسمع أصواتا خجولة تطالب بتقويض المشاريع التي تجعل من السينما التونسية اليوم فناً بدون جمهور أو "عنكبوت بدون شباك". لإن مجرد تفكيرنا في حالة السينما التونسية اليوم يجعل منا جمهوراً يتيماً متسكعاً أمام أبواب قاعات السينما العالمية بحثاً عن صورة أكثر جدية من تلك الموسيقى الأنثوية التي مللناها منذ عقود .

وخذ مثلا السينما الوثائقية فوضعها المزري – إلا ما ندر- في بلاد ابن خلدون صاحب الوثائق والتوثيق يعد اليوم بحثا جريئاً في جيوب غالبية مخرجينا ذوي العملات الأجنبية. ذلك لأن القدرة على تصريف الدينار السينمائي التونسي اليوم أصبح صعباً داخل هذا الأسطول الفني الممتد. لقد أصبحت السينما التونسية اليوم سوقاً صورياً قتلت فيه الصورة والعبارة، بمعنى لم يعد للمتفرج التونسي موضوعا يعنيه سوى تلك الرقصات الإشهارية الانثوية ذات اللهجات الجهوية المتسكعة تحت ضل الفن البريء.

إن معنى الجمال في السينما  التونسية اليوم قد قتل فينا تلك الرغبة الملحة على البحث حتى في معنى القبح، مجموعة من الصور المتناثرة ذات البيان الإيروسي المتقوقع داخل زورق يريد الهجرة السرية بأية حال.

لقد حجبت عنا الأفلام نور السينما الصحراوية الحرة، تلك التي عودنا بها ناصر خمير،  فأطفأت عنا مصباح المعنى داخل عالم تبنى فيه القيمة كرباط  ساحلي يحرس أسماك الليل من السطو الأجنبي الذي أصبح تكويناً مستمراً للكثير من مخرجينا اليوم. إن حالة التهميش الغريزي للفيلم الوثائقي التونسي كإنتاج غير مرغوب فيه لهو جريمة فنية تقتل فيه، استيطيقا الصورة الجنسية ارستقراطيات المعنى والواقع ، ذلك أن الجسد العاري مكسو بالأوراق النقدية محمي بالأنضار أكثر من ذلك المتستر العنيد فاقد الدينار .

لقد أصبح جمهور سينما المعنى الجميل مشتاق اليوم إلى النظر بأعين أكثر واقعية إلى الأرض بحثاً عن لقطة حقيقية تواسيه، تؤنسه وتتونسه. لابد من الاعتراف حقيقةً بأن ضعف الإنتاج والمنتج السينمائي التونسي اليوم لهو اعتراف حقيقي بضعف النص السينمائي (السيناريو)، فكيف تبنى البنى بدون هندسة التصميم ؟ لقد طغى عالم الصورة الإيروسية على هذه السينما فهجر فينا معنى النظر بأعين بدوية. إنه قتل صريح لمعنى البداوة داخلنا، وإلا ما قيمة أن يجهل أغلبية التونسيين اليوم سينمائيهم.

لو سألنا 90 % من التونسيين اليوم  عن واحد من الأفلام  التي يعرفونها أو سمعوا عنها لمخرجين بلدهم  لقالوا لك فوراً   -عصفور سطح- أو -صيف حلق الوادي. طبعاً تلك هي حصيلة الثقافة الجنسية السينمائية التي تركها فينا بعض المخرجين التونسيين مستثمري السينما الأجنبية المتوغلة في حمّاماتنا ذات الفسيفساء الأندلسية الصامدة.

فما قيمة السينما إذا كان السيناريو فيها مبنياً بناءً تغريبياً، مصرفياً، مادياً يشترى فيه الموضوع ذو الماركة الأجنبية المسجلة، فتنصرف فيه الرؤية النقدية انصرافا جنينيا غاضباً حتى من الحديث عن هذا النوع من الأفلام. طبعاً إن حديثنا عن الفيلم التونسي الكفيف اليوم لا يعني أن هذا النوع من التجارة المعاصرة مربحة دائماً لكل رواد هذا السوق، فهناك أيضاً  الكثير من أولئك الذين يضاربون في بورصة القيمة النقدية ذات النفاذ المبكر والنفوذ الغائب، هؤلاء أيضاً يبحثون عن جمهور تائه داخل هذا الزحام المشهدي المنبت.

إن حال الفيلم التونسي اليوم لدليل على حال جمهوره الذي سئم الانتظار وراء هذه الصورة القاتمة لبلد الحضارات الخمسة التي نهشتها مكواة الإخراج السينمائي المتقوقع في "الغربنة" والتهميش ، وإلا مع هذا الهجر الشعبي لدور السينما التونسية ؟ أهو الحب المفرط حد جنون الهجر والتيه للبحث عن بقية الفنون الست، أم هو طلاق كاثوليكي بالتثليث لهذا الروتين السينمائي حاجب الصورة والصوت عن جمهور قرطاج حضارة الحضارات

أنور المبروكي

لابد من نص سينمائي جديد، لابد من معنى لهذا الفن السابع الذي نحن معنيون بالبحث في معناه كي لا تقتلنا الحقيقة. إن تلك الحقيقة وذلك الواقع الموجود الغائب داخل الفيلم التونسي يجعل من جمهوره مجهولا لقيطا بين الجماهير السينمائية الأخرى، يتسكع على موائد الاستطيقا أينما كانت.

نقول مع باشلار "ما أجمل أن نستفيق يوماً على تاريخ أخطائنا"، فما أجمل أن يكون للسينما التونسية واقع حقيقي فنتحدث إذاً عن سينما الواقع عوضا عن واقع السينما المرير. إن هذا الحضور الحذر لما تبقى من النفر القليل من متتبعي السينما التونسية، لهو نتاج مباشر لأفلام على نحو -الداوحة - و -الستار الأحمر - و - فاطمة -... وكأنناً نحيا ونموت على هذه الأنوثة المغتالة التي جعلت من السينما التونسية سينما المرأة الثائرة الماجنة المنغمسة في بورصة الجسد الإشهاري . أكيد إن هجر المجتمع التونسي العريق لهذه السينما اليتيمة لهو خير دليل على بلوغه مستويات راقية في الفكر والتفكير. لكن يبقى الحلف الأكثر خطورة داخل عالم هذه الصورة المتحركة الجامدة، هو ذلك التناغم الحميمي بين ثلة من النقاد السينمائيين التونسيين الغاضين النظر والمتورطين هم كذلك في هذه الجريمة الفنية.

إن معنى الفن السينمائي اليوم لابد أن يبدأ من البيت والمدرسة والشارع والسوق والمؤسسة ...اننا نحتاج إلى سينما   تمشي على الأرض لا سينما افتراضية... وإلا فلنتدرب أكثر... 

* باحث تونسي في مجال السينما

الجزيرة الوثائقية في

30/09/2010

 

مهرجان الاسماعيلية يحتفي بعيده 14

لمى طيارة 

ليست هي المرة الاولى ولا الأخيرة التي أرى  فيها أن مهرجان الإسماعيلية  الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية ويرأسه الناقد علي ابو شادي   قد أصبح حدثا فكريا وثقافيا هاما لعدد لا بأس به من صناع السينما  في العالم الغربي ، بينما لا يحظى بالاهتمام نفسه لدى الجانب العربي رغم انه مهرجان عربي من حيث (الإشراف والإدارة  ومكان الاقامه).

فمهرجان الإسماعيلية يعتبر بالنسبة للغرب المنفتح على  كل ماهو جديد في صناعة السينما  مكانا هاما وفرصة حقيقية لمتابعة أروع الانتاجات السينمائية وخاصة الشابة منها في مجالات ( فن التحريك، والتجريب والتسجيل ..الخ)  ، انه بنظرهم  اشبه بورشة عمل يومية وسط جو من البساطة والحميمية وفرصة لتلاقح الأفكار ولمشاهدة اكبر عدد ممكن من الأفلام المنتجة حديثا والمنتقاة بعناية، ضمن فترة زمنية مكثفة . وهو  السبب العكسي نفسه الذي يجعل من هذا الحدث الفني الهام امرأ غير مغر لدى فئة كبيرة من مدعي السينما في العالم العربي  بشقيها ( الإخراج والنقد) وخصوصا فيما لو قورن بالمهرجانات الأخرى  لما تحمله من بذخ مالي وبهرجة ، مهرجان الإسماعيلية ابعد ما يكون عنها ، لذلك وفي حال تعارض موعد هذا المهرجان مع اي مهرجان عربي آخر وخاصة خليجي وجدنا ان كفة  المهرجان الآخر تطغى على كفة مهرجان الإسماعيلية .

يعتبر مهرجان الإسماعيلية المهرجان العربي الأول ولربما الوحيد المخصص للأفلام التسجيلية والقصيرة وأفلام التحريك والتجريب  ، بينما اكتفت المهرجانات الأخرى بتواجد قسم واحد من تلك الأفلام ( كالأفلام القصيرة  وربما بعض الوثائقية) ، وقد يكون لهذا الابتعاد سببا منطقيا ، بدايته ان  العالم العربي سينمائيا بشقية الخاص والعام قليل الإنتاج منها ، ونهايته ان معظم المهرجانات السينمائية ولكي تنجح يجب ان  تضع   نصب اعينها اقامة بروباغندا ( دعائية) كبيرة لمهرجاناتها عبر استضافة اكبر عدد من النجوم العرب والأجانب الذين اكتفوا بالتواجد في القسم الروائي منها ، وبين البداية والنهاية تبقى مسألة العرض والطلب لدى أصحاب المهرجانات  صاحبة القرار الأول والنهائي .

المشاركات العربية في مهرجان الاسماعيلية

بعد كل ما سبق ذكره لن يكون مستغربا قلة تواجد الأفلام العربية في مهرجان الإسماعيلية  الدولي  المزمع انعقاده من (2 ولغاية 9 اكتوبر القادم 2010) في قصر الثقافة في الإسماعيلية ، فمن ضمن 78 فيلما مشاركا في مجمل الأقسام  ، قلة هي الأفلام العربية المشاركة وان وجدت فمعظمها  لأعمال مصرية ، فمثلا لن نجد سوى فيلمين عربيين  الأول  فيلم من الأردن ( حكاية حب ) إخراج بهية و الثاني فيلم فلسطيني تحت اسم  ( صمود ) أخراج فيليب رزق من ضمن 30 فيلما قصيرا روائيا ،بينما تشارك مصر بثلاثة أفلام هي ( قطر الحياة ) لشكري ذكري و( متّى ... المسكين ) لإياد صالح و ( طبق الديابة ) أخراج  منى عراقي ،  ومن ضمن الأفلام  التسجيلية الستة  المنتقاة للمشاركة  لن نجد سوى فيلما مصريا واحدا هو فيلم  (جيران ) من إخراج تهاني راشد ، اما من ضمن 17 فيلما في مسابقة  التحريك  فباستثناء الفيلمين اللذين تشارك بهما مصر  ( أسطورة النيل ) أخراج  أيمن كامل  و( آخر رنة ) مصطفى عبد المنعم لا يوجد أي فيلم عربي آخر، بينما بالمقابل تحظى فرنسا بمشاركة خمسة افلام  . والحال كذلك بالنسبة للافلام التجربيبة القصيرة التي لم تضم سوى فيلما واحدا لمصر  ( أوقات ) اخراج  عبد الله الغالي انتاج المركز القومي للسينما .

وهذا ان دل على شي فهو إشارة  الى  ضعف الاهتمام بالسينما بانواعها واشكالها  والاكتفاء بنوع واحد الا وهو الفيلم الروائي الطويل  ، وخصوصا بشقه التجاري  ويرجع الأمر بطبيعة الحال لأسباب باتت معروفه لدى الجميع .

60 الف جنيه لافضل أفلام مهرجان الاسماعيلية الدولي

رغم ضعف ميزانية مهرجان الاسماعيلية فانه مازال يسعى عاما بعد عام لتقديم جوائز مالية للافلام الفائزة بالمسابقة ، وقد رصدت ادارة المهرجان ما قيمتة 60 ألف جنية مصري جوائز مالية  لهذه الدورة ،بحيث تصل قيمة الجائزة الكبرى فيه الى عشرة آلاف جنيه تمنح لأفضل فيلم في المسابقات الخمس وتمنح للمخرج كما سيتم منح جائزة لأفضل فيلم في كل مسابقة وتمنح للمخرج وقدرها ستة آلاف جنية ،وجائزة لأفضل فيلم في كل مسابقة وتمنح للمخرج وقدرها ستة ألاف جنية فيما  تمنح لجنة التحكيم جائزة  في كل مسابقة قدرها أربعه آلاف جنية وتمنح للمخرج .

اما عن لجنة التحكيم فقد اصدر وزير الثقافة فاروق حسني قرارا  بتشكيل لجنة تحكيم الدورة 14 لمهرجان الاسماعيلة الدولي والتي ستضم في عضويتها كلا من المخرج الكسندر جوتمان من روسيا والمخرج و دافيد مونوز من اسبانيا،  والمخرج خالد الزدجالي رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي والمخرج/ماريان خوري من مصر، بينما تترأسها المخرجة و مديرة التصوير الالمانية  جيزيلا توختنهاجن ..

الجزيرة الوثائقية في

30/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)