حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج أحمد ماهر:

الذين هاجموني غير مؤهلين للنقد .. ولا أحد يعرف خالد النبوي خارج مصر

كتب غادة طلعت

تعرض أحمد ماهر مخرج فيلم «المسافر» الذي يقوم ببطولته الفنان العالمي عمر الشريف وخالد النبوي وعمرو واكد إلي انتقاد شديد أثناء عرض فيلمه في الدورة الـ26 من مهرجان الإسكندرية والذي اختتمت فعالياته مؤخرًا خاصة بعد أن خرج الفيلم بدون الحصول علي أي جوائز باستثناء جائزة عمر الشريف الخاصة وهو ما أصابه بخيبة أمل لدرجة دفعته إلي ترك المهرجان رغم محاولات ممدوح الليثي بتهدئته وعن هذه التجربة وتفاصيل أكثر عن «المسافر» تحدث ماهر في هذا الحوار

·         هل شعرت بصدمة من ردود الأفعال السلبية بعد عرض فيلمك «المسافر» في المهرجان؟

- علي العكس لأنه كان عبارة عن مؤتمر صحفي ولا يضم كل الشرائح وقد كان من بينهم من حضروا لتصفية الحسابات وآخرون متحفزون.. ولم أغضب لأنهم لم يكونوا مؤهلين للنقد من الأساس لأن النقاد الحقيقيين في مصر قليلون جدًا وليس من المنطقي أن أجد ناقدًا يسألني ماذا تريد أن تقول بهذا الفيلم؟ والطبيعي أن يشرح ويحلل ماذا يقول الفيلم

·         ولكن الانتقاد كان من جانب عدد كبير وليس من فئة قليلة؟

- كنت أتمني ردود أفعال أكثر إيجابية، ولكني في نفس الوقت لا أشعر بضيق مما يحدث لأني مؤمن أن من يقوم بعمل فعليه أن يتحمل توابعه وتحمل نتيجة ذلك

·         البعض قال إنك تعمدت تقديم فيلم غير مفهوم بهدف تقليد أفلام يوسف شاهين ما تعليقك؟

 - هذا غير حقيقي لأنه لا يوجد أي مقارنة بين فيلمي وأفلام شاهين فهو أستاذنا وله مدرسة خاصة، لكن للأسف عندما وجد البعض أن الفيلم مختلف عما اعتدنا عليه ويحتاج لمزيد من التفكير قاموا بربطه بأفلام يوسف شاهين وأنا أزعم أنه لا يوجد مخرج يقصد من البداية أن يكون مثيرًا للجدل

·         تم تصنيف هذا الفيلم غريب علي الجمهور المصري فما رأيك؟

- هذا كلام سهل يقوم بترديده الناس عندما يشعرون بعمل مختلف ولكن عندي سؤال، هل طريقة عرض الفيلم هي الغريبة أم أبطال الفيلم؟ الإجابة هي أن الأشخاص مصريون يعيشون في بيئة مصرية ولكن المختلف هو طريقة السرد، والغريب أيضًا أن غير المألوف لدينا يصنفونه علي أنه غربي في حين أن هناك عشرات الأفلام المصرية المسروقة من أفلام أجنبية ولكن يتم تقديمها علي الطريقة المصرية فيعتبرونها من تراث السينما المصرية ولكن المسافر هو فيلم مصري لمخرج مصري وأبطال مصريين ولكن تم تقديمه بطريقة غير تقليدية

·         البعض وجد أن اختيار خالد النبوي لم يكن موفقا ما تعليقك؟

- عندما بدأت في كتابة الفيلم كنت أبحث عن ممثل جيد يستطيع القيام بدور عمر الشريف في مرحلة الشباب ووجدت أن خالد النبوي ممثل قابل للتغيير وهذا يميزه عن ممثلين آخرين، وهو قام ببذل مجهود ليصل لنفس روح عمر الشريف

·         ولكن البعض قال إنك لجأت لخالد النبوي لأنه معروف عالميًا وهذا يدعم اختيار فيلمك في مهرجانات بجانب عالمية عمر الشريف؟

- هذا غير صحيح فخالد النبوي لا يعرفه أحد خارج مصر، والفنان الوحيد المعروف عالميًا هو «عمر الشريف» كما أن المهرجانات الكبيرة مثل فينيسا لا تهتم باسم البطل وحتي عمر الشريف لم يدخل في حساباتها.

·         ألم تشعر بضيق بسبب تدخلات عمر الشريف في طريقة تقديم الفيلم وإجباره لك بعمل بعض الحذوفات والتعديلات؟

- عمر الشريف قال وجهة نظره ولم يجبرني عليها وهو لم يكن معترضا علي شكل العمل أو طريقة إدارتي له ولكنه قال إنه قلق ألا يفهمه المشاهد المصري وطلب مني أن أحاول تبسيطه

·         في رأيك لماذا لم يحب الجمهور فيلمك «المسافر»؟

- أنا لا أريد تصنيف المصريين الذين شاهدوا الفيلم بأنهم جمهور عادي والفيلم حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه في مهرجانات خارج مصر ولكن للأسف الجمهور تعود علي مشاهدة الأفلام بهدف التسلية فقط ولكن في فيلم المسافر يرد علي الكثير من الأسئلة وقد يكون ذلك لإنني شاطر في الأسئلة وبليد في الإجابات وما حدث هو أن المشاهد دخل الفيلم يبحث عن إجابات ووجد أنه يدور حول مجموعة من أسئلة فوجد نفسه في حاجة للتفكير بعكس ما تعود عليه فالمصريين يرون أن السينما للهزار والدليل يأخذون معهم الفيشار والعصير وغيرهما

·         كيف وجدت مقاطعة النجوم للفيلم وحضور الحفلات الخاصة به بحجة أنك قمت بحذف مشاهد لخالد النبوي وآخرين؟

- هذا غير حقيقي أنا قمت بعمل المونتاج لصالح الفيلم وليس صالح فنان بعينه أو ضد الآخر ولم أقم بحذف مشاهد أحد ولكن أبطال الفيلم قالوا إنهم مشغولون ولهم مطلق الحرية في تصرفاتهم واختياراتهم

·         وكيف تتوقع رد فعل الجمهور عند عرض الفيلم تجارياً؟

- متفائل لأن الجمهور وخاصة الشباب يبحثون عما هو جديد ولا ينبغي أن نحجر عليهم وبالنسبة للإيرادات في الحقيقة لا أتوقع أن يحقق فيلمي إيرادات مثل أفلام الصيف الكوميدية كما أن الإيرادات ليست هدفي ولا هدف وزارة الثقافة خاصة أن وزير الثقافة قال نحن نقدم فيلماً لننهض بالسينما المصرية ونعيد لها مكانتها كما أن أنشطة الوزارة لا ينبغي أن تهدف للربح مثل أعمال الأوبرا

·         وكيف وجدت خروج الفيلم بدون جوائز من مهرجان الإسكندرية؟

- لا أهدف للجوائز فأنا قدمت عملاً بإخلاص وولاء للفن وكنت أهدف لتوصيل فكرة وفن حقيقي وليس من الطبيعي أن أنتظر مردود ذلك كما أن إدارة المهرجان اختارت لجنة تحكيم وهي مقتنعة بقدراتها ولذلك مضطرون أن نرضخ لها ولكن تكفيني إشادة العالم بفيلمي في فينسيا.

روز اليوسف اليومية في

26/09/2010

 

«ولاد البلد».. أهلاً بكم في المولد

كتب محمود عبد الشكور 

إذا كانت مصر قد اختارت الجمبري - كما يقول الإعلان، فإن مصر ـ أو بمعني أدق جمهور العيد قد اختار فيلم «ولاد البلد» الذي كتبه «سيد السبكي»، و«أمين جمال» و«عبد الله محسن» وأخرجه «إسماعيل فاروق» ليتصدر الإيرادات في موسم عيد الفطر القصير. ولأن الفيلم من إنتاج أحد مصانع «السبكي» ذات الملامح المعروفة، وذات «الخلطة» الشعبية السحرية (ولكن هذه المرة دون حسن حسني) فإننا نقع غالباً في مأزق تكرار نفس الكلام عن مشكلات السيناريو ومعظم عناصر العمل، ولكني أعدكم - وقد شاهدت «ولاد البلد» - أن أقدم لكم قراءتين للفيلم من خلال زاويتين مختلفتين.

يعني علشان خاطر الأعياد وما بعدها، سأكتب مقالتين قصيرتين بسعر مقالة واحدة.. والأجر والثواب عند الله.. والهدف أن نجدد قليلاً في الكتابة طالما أنهم لا يجددون علي الإطلاق في الأفلام! سأناقش «ولاد البلد» أولاً من وجهة نظر تقليدية تعتبره مصنفاً فنياً يحمل اسم «فيلم سينمائي» رغم اعتقادي أن العلاقة الوحيدة بينه وبين الأفلام الروائية الطويلة كما عرفها الإنسان أنه فقط مصور بكاميرا علي شريط 35 مللي، ثم تم تعبئته في «بوبينات» تجعله صالحاً للعرض في أي صالة سينما!

إذا اعتبرت «ولاد البلد» فيلماً ستقول إنك أمام فكرة يمكن أن تصنع عملاً مقبولاً: رجل أعمال انتهازي اسمه «غسان» (أحمد راتب) يعود إلي حارته التي خرج منها منذ عشرين عاماً لكي يحصل علي مقعد في مجلس الشعب من خلال «ولاد البلد».

وبعد وصوله للمنصب يستغل الحصانة في تجارة الممنوعات، ولا يفضحه ويكشفه إلا هؤلاء البسطاء، ولكنك سرعان ما ستقول إن هذا الخط الذي كان سيصنع فيلماً بسيطاً ومسلياً لو كتبه موهبون راحلون مثل «بديع خيري» أو تلميذه «أبو السعود الإبياري» تحول عند دخوله إلي مصنع السبكية إلي فوضي كاملة، حشد من الشخصيات الشعبية التي تطلق الإفيهات طوال الوقت، وتنويعة عجيبة من البشر هم ثلاثة أخوة: «باندا» (محمد لطفي) فتوة الحارة، و«جاوا» الميكانيكي المطرب عند اللزوم (سعد الصغير) وشعبان (الحانوتي) المصاب بعدم القدرة الجنسية، وأخ واخته هما «سامية جمال» (دينا) راقصة الكباريهات، و«جميل جمال» (علاء مرسي) وهو قواد صريح محترف، وأخ وأخت كما هما: «بطة» (إنجي وجدان) وهي مشروع مطربة، و«كحلاوي» (الموهوب رامي غيط)، وهو نبطشي أفراح ومطرب فاشل، وخذ عندك «إفيهات» للصبح خاصة في كل مرة يفشل فيها «شعبان» مع زوجته «الفرسة» كما يقول عنها، ولابد من قصص حب ومصادمات بين «سامية جمال» و«باندا» وبين «بطة» وحبيبها «جاوا» وبين «كحلاوي» والثلاثي «باندا» و«جاوا» و«شعبان».

وبين كل مشهد وآخر أغنية في كباريه، ورقصة بلدي، بل هناك معركة بين مشجعي الأهلي والزمالك، كل شيء ممكن وجائز، المطربة «أمينة» تظهر وتختفي تماماً، وعضو المجلس المرشح يظهر في الحارة ثم في الكباريه، ويتآمر مع عصابة بتتكلم إنجليزي، و«باندا» وإخوته يطيحون في الكباريه الذي ترقص فيه «سامية جمال»، و«جاوا» يذهب لإعادة «بطة» المطربة فيغني هو أمام جمهور الكباريه «معاك فلوس. احضن وبوس».

وبسبب هذه الفوضي لم أكن استغرب مثلاً لو ظهر «أوباما»، وأخذ يطبل ويرقص، ثم إن شباب الحارة الذين لا تفارق أيديهم سجائر الحشيش سيكشفون أخيراً للبوليس حقيقة الممنوعات التي يقوم «غسان بتهريبها» وتأتي اليقظة وسط جمهور الكرة الذي يحتفل بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية، ولا أعرف بالضبط كيف سيجدون الحشيش بعد أن ساهموا في منع دخوله إلي البلاد! لعلك قد لا حظت معي أن هذه الطريقة التقليدية في التعامل مع «ولاد البلد» كفيلم يمكن أن تنتهي بك إلي «المورستان»، وخصوصاً أنك ستنطلق - كالمعتاد - من السيناريو المهلهل إلي حوار المقاهي إلي ضوضاء موسيقي الفيلم إلي مش عارف اسمه إيه «الإيقاع المترهل» وكلها أمور يمكن أن يكتشفها أي طالب في سنة أولي معهد السينما، وإن كان «إسماعيل فاروق» مخرج العمل تعامل معه كفيلم فأخذ يلف ويدور بالكاميرا حول أبطاله وكأنه يخرج «قاع المدينة» مثلاً، بل إنه استخدم قطعات قافزة من باب التنويع في أحد مشاهد الفيلم الزاحف!!

نحن إذن ـ أمام حارة سد، فلماذا لا نحاول أن ننظر إلي «ولاد البلد» من زاوية جديدة تماماً باعتباره «كوكتيل» لفنون الفرجة الشعبية تم تصويره بكاميرا السينما، وهذه الفنون كثيرة ومتنوعة من «النمر» التي تقدم في الموالد والأفراح، إلي فنون شبه مندثرة كالأراجوز والقافية بل الردح الذي استلفت انتباه الراحل الكبير «د. علي الراعي» فأخذ يحلله ويربطه بما قدمه الثنائي «الريحاني» و«بديع خيري» في إحدي مسرحياتهما استلهاماً لهذا العرض الشعبي المجاني.

وإذا كان الفيلم التقليدي منضبط السيناريو والبناء ومتماسك الفكرة والدراما، فإن فنون الفرجة الشعبية تعتمد بقوة علي الارتجال والخروج عن النص.. ده لو كان هناك نص أصلاً، في الفيلم التقليدي هناك ممثلون ولكن في فن الفرجة هناك «محبظاتية» يقدمون اسكتشات دون سقف وبدرجة واضحة من التصرف، وقد تحدث الرحالة الشهير «ادواردلين» عن فنون «المحبظاتية» - الذين رغم موهبتهم - إلا أنهم صورة بدائية من فن الممثل كما عرفه المسرح وعرفته السينما.

المدهش أننا إذا نظرنا إلي «ولاد البلد» من هذه الزاوية سنكتشف إنه ملائم تماماًَ لما فعله «السبكية» منذ «اللمبي» بإدخال كل فنون الفرجة الشعبية إلي دور العرض (طبعاً دون أي تخطيط) بل تبدو بعض أعمالهم كما لو أنها فرح كبير به بعض المشاهد والفواصل التمثيلية، خذ مثلاً «ولاد البلد» الذي يمكن اعتباره تجميعاً لكل فنون المولد «والليلة الكبيرة»، كما كتبها «صلاح جاهين» من «فتح عنيك تاكل ملبن» و«طار في الهوا شاشي» إلي «يا ولاد الحلال بنت تايهة طول كده»، الحكاية ببساطة وتقسيمها للخير والشر تنتمي مباشرة لعالم الأراجوز، الحوار أقرب إلي إحياء فن القافية المنقرض، لدينا بدل الراقصة راقصتين، وبدل الغنوة أكثر من غنوة، وهناك شجيع السيما أبو شنب بريما (باندا الفتوة)، وفي نهاية المولد الصاخب لابد من حدث مؤثر سواء كان «بنت تايهة» أو في «ولاد البلد» توبة مفاجئة للقواد المحترف لمجرد أنه قرأ في الصحف خبر مقتل إحدي عاهراته.

هناك أيضاً فنون الردح بين العشاق، أو بين «الكحلاوي» وخطيب اخته «جاوا» وبالطبع يعلو صوت الإفيه الجنسي المعروف جيداً سواء في فن القافية أو في اسكتشات الأراجوز أو في عروض «المحبظاتية» حيث الفصول القصيرة المعروضة في الشوارع.

من هذه الزاوية الواسعة يبدو أنه لا معني حتي لفكرة البناء الدرامي إذ تظل لكل «نمرة»، في المولد حضورها المستقل، ولا معني حتي لأي ضبط لتحولات الشخصيات لأن الارتجال هو سيد الموقف، ولأنه لا صوت يعلو فوق صوت الفرجة وتجاوب الجمهور معها، ولأننا أمام فرجة شعبية هي مزيج من فنون المولد والفرح والمقهي والشارع.

فإن الباحث عن فيلم وسط هذه الفرجة يشعر بصدمة كاملة، وسيحس أنه بدلاً من أن يذهب إلي الفرح أو المولد أو المقهي فإن كل هؤلاء قد أصبحوا داخل الشاشة، فإذا كان المتفرج يهوي هذا النوع من الفرجة ( كما في دور العرض الشعبية) فإن الفيلم سيحقق إيرادات عالية، أما إذا كان الجمهور من رواد صالات المولات فإنه سيصاب بالخضة، وقد لا يشاهد الفيلم حتي النهاية، وهذا ما حدث عندما شاهدت الفيلم في صالة عرض بمول شهير، فقد فوجئت أننا أربعة فقط سرعان ما وصلنا إلي اثنين عندما اضيئت الأنوار!

إيه رأيك بقي يا عزيزي في هذه القراءة المختلفة؟ عموماً لو اعتبرت أن «ولاد البلد » فيلماً فاقرأ الجزء الأول من المقال، أما إذا اعتبرته مجرد «كوكتيل» فرجة شعبية (وشوباش يا جمهور العيد) فا قرأ الجزء الثاني من المقال!

لن أقول لك مثل «سعد الصغير»: «معاك فلوس.. احضن وبوس»، ولكني أقول : «معاك فلوس.. حاول تتبرع لي لأنني أكوّن صندوقاً لما بعد الاعتزال، للعلاج من آثار مشاهدة الأفلام والكتابة عنها طوال هذه السنوات الماضية.. لا تتردد في التبرع ولك الأجر والثواب لأن تعاطفك لوحده «مش كفاية»!

روز اليوسف اليومية في

26/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)