حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صلاح عبدالله:

لست نجم شباك لأشترط الظهور بشكل ما

القاهرة - دار الإعلام العربية

صلاح عبدالله واحد من الفنانين الذين من الصعب تصنيفهم، فرغم أنه معروف بخفة دمه إلا أنه برع في أدوار الشر كبراعته في أدوار الكوميديا والتراجيدي، وأخيرا أثار الجدل بشخصية عبدالحميد يونس في مسلسل »الجماعة« وشخصية الشيخ تمام في »الحارة« .

ففي الأولى أثار غضب الإخوان المسلمين وفي الثانية حفيظة الدعاة الذين اتهموه بالإساءة لهم®. صلاح كان ضيفنا عبر السطور التالية ، مفسرا الانتقادات التي واجهها®. وهذا نص الحوار. رغم نجاح مسلسل »الحارة« في رمضان الماضي إلا أن الاتهامات تلاحقه بأنه نسخة تلفزيونية من أفلام المخرج خالد يوسف®.هناك فرق واضح بين المسلسل وأفلام خالد يوسف، ففيما ركز المسلسل على المناطق الشعبية في مصر وطبيعة الحارة قديما وحديثا، تركز معظم أفلام يوسف على المناطق العشوائية، وللأسف النقاد لم يستطيعوا التفريق بين المناطق العشوائية والشعبية، وإن كان التشابه في العملين يعود إلى المستوى الاجتماعي والظروف المعيشية الصعبة فقط.

مدرسة الدعاة

·         اتهمك البعض من خلال شخصية الشيخ تمام بالإساءة للدعاة فما مدى صحة اتهامهم؟

هذا الاتهام غير مبرر، فلقد اعتمدت في أدائي لهذه الشخصية على مدرسة الشيخ كشك الذي تخرج على يديه الآلاف من الدعاة الموجودين بالمساجد®. فالشيخ تمام كان أحد خريجي المدرسة نفسها وله المنهج نفسه وطريقة الإلقاء نفسها والتحدث في كل القضايا والتندر بالفنانين والمطربين كما كان يفعل الشيخ كشك مع عبدالحليم وأم كلثوم وعبدالوهاب.

·         هل تعتقد أن شخصية تمام واقعية؟

تعيش بيننا في كل مكان، فهناك الكثيرون يعشقون الموعظة وإعطاء الدروس في كل وقت، فهذا الرجل يقدم النصائح ليل نهار بالرغم من كونه شخصية ليست لها أي دراية بالحياة السياسية ولم يخرج مرة واحدة في حياته في مظاهرة ولم ينظر إلى التليفزيون لكنه يتحدث في كل شيء داخل المسجد، ويقول رأيه بصراحة، وقد حاولت قدر المستطاع الظهور بشخصية مختلطة للتعبير عن عدد كبير من دعاة اليوم، ومنهم من هو مرن وآخر متزمت، ومنهم من يمنع أبناءه من مشاهدة التليفزيون، وهناك البعض الآخر يحرمهم من الالتحاق بالمدرسة.

تناقض

·         إذن هناك رسالة من أدائك لهذا الدور.

أردت أن أقول إن التطرف الديني والتزمت غير مقبولين على الإطلاق سواء في الدين أو الحياة®. وقد قلت ذلك بشكل آخر عندما أديت شخصية عبدالحميد تلك الشخصية الوسطية المعتدلة في مسلسل »الجماعة«.

·         ألا تعتقد أن أداءك لشخصيتين متناقضتين يقلل من مصداقية تلك الرسائل التي أردت توصيلها؟

يكفي أنني استطعت التقاط أطراف الشخصيتين، وجعلت المشاهد يتعامل مع كل واحدة منهما على أنها شخصية درامية منفصلة، واستطعت أن أمحو من ذاكرتهم أن الذي يؤدي نفس الشخصية فنان واحد هو صلاح عبدالله، حتى إنهم تعاملوا مع تمام على أنه الشيخ المتزمت، ومع عبدالحميد على أنه المعتدل.

·         بم تفسر خسارة عبدالحميد وتمام لابنيهما؟

التزمت هو الذي جعل تمام يفقد ابنه لأنه زرع الخوف والكبت داخله، وسيطر عليه في كل شيء، وجعله يمشي كآلة يتم توجيهها بأسلوب ثابت وطريقة لا تتغير وكان اتجاه الابن للغناء في الكباريهات ناتجاً عن هذا الكبت، أما عبدالحميد ففقد ابنه بسبب عدم إدراك والده كل المتغيرات التي تولدت في المجتمع وبدأت تدور حوله.

تخوف

·         دائماً يرفض صلاح عبدالله الظهور ضيف شرف في أي عمل فني، فلماذا شاركت في »الجماعة« ب7 مشاهد فقط؟

لو كان وحيد حامد قد طلب مني الظهور في مشهد واحد في »الجماعة« لوافقت لأنني أكنّ كل احترام لهذا الرجل، وتربطني به علاقة إنسانية قوية وأنا لست نجم شباك حتى أشترط الظهور في شكل معين.

لكن كنت متخوفاً في البداية ولم تبد موافقتك إلا بعد تفكير!

ما جعلني أتأخر في الموافقة على الظهور في »الجماعة« هو دراسة الأمر جيدا وهل سيستوعب الجمهور ظهوري كضيف شرف أم لا؛ لكن ردود الأفعال التي حققتها شخصيتي في العمل أشعرتني بأنني أؤدي دور بطولة.

·         وما رأيك في اتهام العمل بتزييف حقيقة نشأة جماعة الإخوان المسلمين؟

الجدل المثار حول المسلسل كان متوقعاً، وكنا نتوقع جدلا أكثر من ذلك بكثير، وأعتقد أن هذا الجدل كان نوعاً من الخلاف حول شخصية حسن البنا بالذات وأهداف الجماعة، لكننا كنا نتوقع أن يكون هذا الهجوم مبنياً على أسس حقيقية.

·         هذا ما فعلته عائلة حسن البنا التي أكدت عدم دقة الأحداث التاريخية حول الشخصية .

الدراما التاريخية تعتمد دائماً على الأحداث والوقائع الرئيسية التي تؤثر في ملامح الشخصيات وتجعل المشاهد يقبلها أو يرفضها®. ولا يوجد أي عمل تاريخي لم يتعرض لهذا الهجوم ولم يقل عنه هذا الكلام®. لكنني أرى أن وحيد حامد استطاع نقل الأحداث من خلال مراجع كثيرة خصوصاً في الفترة الزمنية التي شهدت مولد الجماعة على يد مؤسسها حسن البنا إلا أنه حاول اللعب ببعض الشخصيات التاريخية ومنها شخصيات حديثة جميعها من وحي خياله.

أيام الحب

·         ذكرت بعض الصحف تعرضك لتهديدات بالقتل عقب عرض العمل .

لم يحدث على الإطلاق؛ لأنني فنان أجسد دورا لا يتعارض مع موقفي من الجماعة وعن رأيي فيها فأنا أرفض أي دور يتعارض مع مبادئي أو يغضب أبنائي®. ومادام الدور بعيداً عن كل ذلك لا أرفضه.

البيان الإماراتية في

24/09/2010

 

المهرجانات والسينما العربية.. من قضية الفن إلى حلم الجوائز

عدنان مدانات 

عرفت السينما العربية منذ عقود من الزمن صراعا متواصلا ما بين السينما التجارية السائدة والسينما ذات الطموح الفني والفكري. خلال هذا الصراع الطويل المستمر حتى وقتنا هذا وإن بحدة أقل، نشأت مصطلحات وتعريفات عديدة، على شكل شعارات طموحة تقابلها أوصاف ساخرة، استُخدمت من كلا الطرفين كأسلحة في معركة المواجهة بين هذين النمطين المتصارعين من السينما العربية.

من بين الأوصاف الساخرة التي أطلقها مناصرو السينما التجارية على السينما الأخرى التي كانت، وما تزال، تحبو على أطرافها وتبحث عن الرعاية الضرورية لنموها بما يجعلها تقف على ساقين، كان الوصف الذي يتهم السينما "الفنية" بأنها "أفلام مهرجانات".

وفق قناعات المعنيين بالسينما العربية التجارية، وهي التي استمرت لفترة طويلة من الزمن، لا قيمة أو أهمية تُذكر للمهرجانات السينمائية أو لجوائزها في ما يخص السينما العربية، ما دامت هذه الأفلام التي تُعرض في المهرجانات، سواء أفازت أم لم تفز بجوائز منها، تظل محصورة ضمن جدران صالة المهرجان وجمهورها "النخبوي" قليل العدد ولا (وحتى ولن) تجد طريقها لصالات العرض الجماهيرية العربية ولن يتقبلها الجمهور العريض، وبالتالي لن تحقق الربح المالي المنشود.

غير أن السينمائيين الذين يطمحون لسينما خاصة بهم متميزة فنيا وفكريا كانوا يتجاهلون نبرة السخرية في وصف "أفلام المهرجانات"، وظلوا يصرون على أهمية المهرجانات وأهمية مشاركتهم فيها، ويعدّون هذه المشاركة ميزة غير متاحة للأفلام التجارية التي، بطبيعة الحال، لا تتمتع بمستوى كاف يؤهلها لدخول جنة المهرجانات.

في ظل غياب إمكانات عرض الأفلام الروائية (والتسجيلية) الخاصة بالسينمائيين الشبان في صالات السينما التجارية، كان السينمائيون يجدون في عرض أفلامهم في صالات المهرجانات نوعا من التعويض عن عدم قدرتهم على اختراق الصالات التجارية. هذا من ناحية، ويجدون في المهرجانات، من ناحية ثانية، فرصة، ولو معنوية، للحصول على اعتراف بهم وبالسينما التي يصنعون، فصاروا يبالغون ويمعنون في تكريس أهمية المهرجانات السينمائية.

منذ نهاية عقد الستينيات من القرن العشرين تزايدت أعداد المهرجانات السينما في العالم. كان ثمة مهرجانات كبيرة ذات سمعة مدوية ومهرجانات أخرى أقل شهرة وأكثر تواضعا. ولم تعد المهرجانات تقتصر على الدول الأجنبية، بل صار هنالك مهرجانات عربية. وهكذا تزايدت فرص السينمائيين العرب في الوصول إلى المهرجانات وفرصهم في الحصول على الجوائز منها، مهما كانت هذه الجوائز رمزية، خصوصا أن العديد من هذه المهرجانات، وتحديدا المهرجانات السينمائية العربية، تضع من بين أهدافها هدف دعم السينمائيين الشبان من أقطار العالم الثالث، الذي ينتمي السينمائيون العرب إليه. وصارت الجوائز مادة للتفاخر والتباهي، بحيث أنها تحولت مع الأيام إلى هدف بحد ذاته يكثر الطامحون للوصول إليه.

بقيت المهرجانات وجوائزها سلاحا يُشهر، مع أنه بات معلوما للجميع أنها، في واقع الحال وحقيقة الأمر، ليست دائما بريئة النية ولا تصدر قرارات لجان تحكيمها على اختلاف تخصصاتها، عن اعتبارات موضوعية منزّهة عن الغرض ومنفصلة عن العلاقات والمصالح المتبادلة، وليست بعيدة عن الحسابات والحاجة إلى أنواع التوازنات المختلفة.

مع ذلك، صار السينمائيون العرب الفائزون بجوائز من مهرجانات يشهرون جوائزهم سلاحا في وجه يقف أمامهم، ومن بينهم النقاد السينمائيون الذين قد يتجرأون على توجيه نقد سلبي لفيلم فاز بجائزة ما.

وفي حين أن المهرجانات والجوائز الصادرة عنها والتي استحقتها أفلام عربية، لم تستطع، على المستوى العملي، أن تلعب دورا مفيدا وفعليا في مسيرة السينما العربية نحو التطور، أو تساهم في حسم الصراع بين السينما "الفنية" والسينما التجارية لصالح السينما الفنية، ولم تستطع أن توفر الدعم الحقيقي الملموس للسينمائيين العرب بما يتيح لهم فرصا لإنتاج الأفلام، فإن فائدتها ظلت تقتصر على الشهرة، ذات المردود المعنوي، في أغلب الأحيان، والتي تصب في خانة التعريف باسم السينمائي الحاصل عليها ومنحه لقب الفنان الموهوب أو المبدع، وفي أحسن الأحوال، تعبيد الطريق أمامه لكي يقيم علاقات قد تفيده مستقبلا، إن كان بارعا في استغلال الفرص التي تتيحها العلاقات أو شهرة الاسم.

احتمالات الفرص تصب في اتجاهين مختلفين: بعض البارعين في استغلال الفرص من السينمائيين العرب انقلب فور حصوله على جوائز من مهرجانات على السينما "الفنية"، وغير اتجاهه نحو السينما التجارية واستفاد مما ناله من شهرة للانضمام إلى ركب السوق السينمائية، وهناك من حاول التوفيق بين الفن والتجارة، فنجح في محاولاته أحيانا وفشل في أحيان أخرى.

البعض الآخر من البارعين في استغلال الفرص استوعب قوانين عصر العولمة ودخل في تيارها، فسعى نحو التمويل الأجنبي، في محاولة للحفاظ على "فنية" أفلامه، لكنه وجد نفسه متورطاً فيما عدّه العديد من النقاد، تنازلات في مجال اختيار مواضيع أفلامه، وفي نوعية الأفكار والقضايا التي يطرحها، بما يتلاءم مع توجهات الممول الأجنبي المعلنة أو غير المعلنة، من حيث تقديم صورة وقضايا العالم العربي من زوايا يعدّها الغرب مهمة آو آنية، فصارت من ثمة، عناصر مواضيعية ثابتة تتكرر في أفلامهم بشكل أو بآخر، من نوع الجنس وتحرر المرأة والتطرف الديني وإشكاليات هجرة العمالة العربية إلى أوروبا وإلى حد ما، الشخصيات اليهودية.

قبل بضعة عقود كان عدد المهرجانات السينمائية العربية لا يتجاوز الاثنين، وكانت المهرجانات تقام على أسس ثقافية فنية بالدرجة الأولى، وتهدف لدعم تجارب السينمائيين العرب الشبان "الجادة". وكانت تلك المهرجانات منابر يتم من خلالها الدفاع عن طموحات السينمائيين الشبان، وبالمقابل، كيل الاتهامات للسينما العربية التجارية. لكن هذه المهرجانات تكاثرت مع الأيام وازدادت رقعة انتشارها في أقطار ومدن العالم العربي ولم تعد تقتصر الجهات المنظمة لها مؤسسات القطاع العام (كما مهرجان قرطاج السينمائي مثلا، الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية)، بل تكونت مؤسسات خاصة مستقلة لإدارة وتنظيم المهرجانات الجديدة على أسس ربحية تجارية بالدرجة الأولى وليس ثقافية فنية.

وفي حين أن المهرجانات الأولى كانت تتبنى قضايا العالم الثالث بشكل خاص من خلال السينما ذات المضمون الأيديولوجي التقدمي (مهرجان قرطاج خُصص أصلا للسينما العربية والأفريقية، كما أن توأمه مهرجان دمشق السينمائي خُصص منذ بداياته للسينما العربية والآسيوية)، فإن بعض المهرجانات السينمائية المستجدة نشأت وهي تحمل الطموح نحو العالمية وتخلت عن الشرط الأيديولوجي أو حتى الفني، ولم تعد قضية سينما الشبان العرب تعنيها بشيء (مهرجان القاهرة السينمائي مثلا).

تزامنت عملية تكاثر المهرجانات السينمائية العربية (المهرجانات السينمائية تحديدا وليس المهرجانات التي تعرض أفلام فيديو وتعرض أشرطة قصيرة، روائية أو تسجيلية أو تجريبية، في معظم الأحيان، من إخراج مخرجين شبان يقدمون عملهم الأول أو لمخرجين هواة)، مع التناقص المطرد في حجم إنتاج السينمائيين العرب الشبان الطامحين لصنع أفلام فنية وفيها فكر، بحيث أن عدد هذه الأفلام المنتجة سنويا لم يعد يكفي لتغطية احتياجات المهرجانات السينمائية العربية، خصوصا المهرجانات السينمائية الأقدم ذات التقاليد الثقافية، لأفلام جديدة تشارك في مسابقاتها الرسمية وتنال جوائزها، مما أدى لتنازلات من جانب المهرجانات في مجال نوعية وحتى مستوى الأفلام التي يتم اختيارها، بحيث صارت لا تجد غضاضة في أن تقبل في مسابقاتها أفلاما تنتمي للسينما التجارية قلبا وقالبا. بهذا رمت المهرجانات الكرة في ملعب السينما التجارية التي، بدورها، سارعت فتلقفتها بكل سرور وانضمت إلى لعبتها.

هكذا، تغيرت طبيعة المهرجانات السينمائية العربية وتوجهاتها، لكن مبدأ "الجوائز" بقي على حاله. تخلت المهرجانات عن القيم الثقافية الفنية والفكرية التي رافقت بدايات نشأتها وبررت قيامها ورافقت توجهات خطواتها الأولى. القيمة الوحيدة التي ظلت على حالها، بل وازدادت أهمية، هي قيمة الجوائز معنويا وماديا. صارت الجوائز قضية المهرجانات الأولى، وصار الحصول عليها الحلم الرئيسي للسينمائيين.

الرأي الأردنية في

24/09/2010

 

جدَّد الجدل حول قضايا الاحتلال الفرنسي للجزائر

«خارج عن القانون» لبوشارب يغزو الصالات الفرنسية

باريس - AFP   

أثار خروج شريط «خارج عن القانون» للمخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب إلى الصالات الفرنسية الأربعاء جدلا متجددا حول مضامينه والقضايا التي يطرحها بخصوص احتلال فرنسا للجزائر، وما يتصل بذلك بدءا من مجزرة سطيف وصولا إلى أحداث عام 1962 مرورا بمنظمة «اليد الحمراء».

واستغرب أوليفيه لوريل، الذي شارك المخرج في كتابة السيناريو، تكرار هذه الضجة حول الفيلم، ورأى في حديث مع وكالة «فرانس برس» أن «جرح التاريخ ما زال مفتوحا وحقيقيا بدون شك، لأن قلب الفيلم لا يتناول تلك الأحداث وإنما يركز على قساوة أن تكون ثوريا، وقسوة جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي تقر في الفيلم ثلاث مرات بأن العنف يخدم مصالحها».

وأضاف لوريل أن «الفيلم يتكلم عن أشخاص يريدون الوصول إلى حقهم في أن يكونوا بشرا بالمعنى الكامل للكلمة، لأنهم لم يكونوا كذلك في طفولتهم بسبب التمييز العنصري الذي مورس عليهم. هم جُرحوا مرارا في طفولتهم وهذا هو معنى إيراد مجزرة سطيف في الفيلم... حين ينضجون يسعون للحصول على حقهم في أن يكونوا بشرا بشكل تام وهم في مسعاهم هذا يفقدون إنسانيتهم».

وشدد لوريل على أن النقطة المركزية في العمل تظهر كيف أن «الوصول إلى الحرية والاستقلال يقود إلى حدود اللا إنساني».

وقد وصفت أسبوعية «لو بوان» الفيلم بأنه «قنبلة» ستعيد نكء الجراح.

بدأ عرض الفيلم في الصالات الفرنسية الأربعاء على أن يعرض في الجزائر في غضون أيام حيث يتوقع أن يثير ضجة من نوع آخر هناك أيضاً خصوصا حول الدور الذي قامت به «جبهة التحرير الوطني الجزائرية».

يقدم الفيلم، عبر أحداث تاريخية وقعت بين عامي 1925 و1962 ومن خلال دراما عائلية بوليسية، مصير ثلاثة إخوة يؤدي دورهم كل من رشدي زم وسامي بوعجيلة وجمال دبوز الذي شارك في الإنتاج.

وانخرط الإخوة الثلاثة في الثورة الجزائرية ونقلوا الصراع إلى الأراضي الفرنسية وإلى إوساط العمال المهاجرين وهذا كان أحد أهداف الجبهة.

ويُستهَل «خارج عن القانون» بإحداث مجزرة سطيف مصورا ملامح منها، ويقول صانعو الفيلم إن الهدف من تصوير المجزرة كان دراميا بحتا وهي لم تصور إلا لتظهر أثرها على شخصيات الفيلم الذين شهدوها وهم أطفال.

ويُفقد التركيز على الجانب التعليمي الفيلمَ شيئا من فنيته ومن سحر السينما، مع أن المخرج سعى لتصوير ملحمي لهذا الألم الجزائري على مدى ساعتين وثماني عشرة دقيقة.

ويتأنى الشريط خصوصا عند مسألة الصراع بين جبهة التحرير وغيرها من الفصائل التي كان لها توجهات سياسية مختلفة، والنزاع بينها، وهي صفحة في التاريخ محاطة بصمت كبير.

ويستغرب منتج الفيلم جان بريا أيضاً الضجة والاعتراض حول العمل، معتبرا أن «الفيلم ليس عن حرب الجزائر وإنما عن شخصيات شهدت هذه الحرب وانخرطت في الصراع المسلح، أما النقاش هنا فتحول إلى نقاش حول عدد ضحايا مجزرة سطيف وهل هو أربعة آلاف، أم 45 ألفا كما يقول الجزائريون».

ويبدي احتجاجه على هذا الواقع قائلا «في فرنسا يجب أن ننتظر حتى يموت الجميع كي نتمكن من إثارة الموضوع والاعتراف بالوقائع».

وتبدو السينما الفرنسية متأخرة عن قرينتها الأميركية في زيارة التاريخ، إذ يصطدم الحديث عن الماضي بالتاريخ الرسمي وبالجوانب المعتمة من هذا التاريخ، اما السينما الأميركية فلا تتردد في إثارة القضايا التاريخية.

وحتى وقت قريب ظل طرح قضية حرب الجزائر أمرا غير مرغوب فيه في السينما الفرنسية، فلم ينتج سوى 25 فيلما عنها، ما زال أقدمها ممنوعا إلى اليوم.

ودافع عدد من المؤرخين عن فيلم «خارج عن القانون» في مواجهة الجدل المتجدد.

فقال المؤرخ باسكال بلانشار «إن فرنسا تملك 12700 متحف لكنها لم تكن قادرة إلى اليوم، بعد نحو خمسين عاما على استقلال الجزائر، على إنشاء متحف لطلابها يعلم الجيل الجديد تاريخ الاستعمار الفرنسي الذي استمر 350 عاما للجزائر».

واعتبر بلانشار أن الجدل الدائر اليوم عبارة عن «لطخات التاريخ التي تطالنا من زمن الاستعمار البعيد لكن الذي يبدو في غاية القرب».

ودافع المؤرخ المختص بالشأن الجزائري بنيامين ستوار عن الفيلم، وقد اعتبر في أحد كتبه أن حرب الجزائر «لم تنته في القلوب ولا في العقول لأنها لم تكن معينة ومشارا إليها ولا مسماة ولأنه لم يتم تحمل مسؤوليتها في الذاكرة الجماعية الفرنسية».

وكانت ضجة مماثلة رافقت عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي في مايو الماضي وتوسع الجدل ليشمل برلمانيين. وإذا كانت الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة تظاهرت يومها ضد الفيلم فقد تظاهر الحركيون أيضاً في مرسيليا ضده قبل يومين.

ويلمح الفيلم إلى وجود وحدة تعذيب مكونة من الحركيين كانت تشرف على تعذيب الجزائريين المشتبه في انتمائهم إلى حركة التحرير الوطني في فرنسا.

ويترافق عرض الفيلم في فرنسا مع الكثير من جلسات النقاش التي تعقد والتغطية الإعلامية والعودة لمراجعة ذلك التاريخ في وسائل الإعلام وعبر المؤرخين.

ومن المقرر أن تعرض القناة الثانية الفرنسية مساء الخميس فيلم «الجبهة الأخرى» للجزائري مالك بن إسماعيل الذي يتناول حرب الجبهة الوطنية الجزائرية وصراعها مع «الحركة الوطنية الجزائرية» بزعامة مسالي الحاج.

وبحسب المؤرخين، أدى هذا النزاع إلى مقتل 10 آلاف شخص من بينهم أربعة آلاف جزائري قتلوا على الأرض الفرنسية.

ويتوقف الفيلم عند الجرائم التي ارتكبت يوم 17 أكتوبر عام 1962 في باريس، وجرائم الدولة وأجهزة الاستخبارات.

كما تبث القناة فيلما وثائقيا آخر حول أحداث مجزرة سطيف للمخرجة ياسمينة عادي.

العرب القطرية في

24/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)