حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أضنة السينمائي:

حضور عربي في تركيا وسلام لفلسطين

أضنة (تركيا) - فيكي حبيب

أن يحتفي مهرجان «ألتان كوزا» السينمائي الذي تعتبر تظاهرة «أضنة للفيلم القصير في البحر المتوسط» من أبرز فعالياته، بفلسطين قبل مجزرة أسطول الحرية شيء، وأن يحتفي بها بعد المجزرة شيء آخر. كيف لا والبحر الأبيض المتوسط شهد معمودية من دم بعد سقوط اتراك قتلى في سبيل الدفاع عن غزة؟ معمودية عززت التقارب العربي - التركي، وتركت علامات استفهام كثيرة عند جيران العرب، ومنهم جمهور هذا المهرجان الذي افتتح أبوابه الاثنين ويستمر حتى الأحد، مخصصاً اليوم حلقة نقاش مفتوحة امام الجماهير للتعرف الى فلسطين من خلال سينمائييها.

«ماذا يعني ان تكون سينمائياً فـلسطيــنــيـاً، خــصـوصاً ان غــالبــيــــة الإنــتـــــــاجـات الفـلسطيـنـيــــة تـتمحـور حول القضية الفلسطينية ومشاكل الفلسطينيين؟». سؤال تطرحه منسقة الجلسة ألين تاشيان على ضيوفها، كما تقول لـ «الحياة»، وتضيف: «لا وجود لفيلم فلسطيني واحد، سواء كان روائياً او وثائقياً، من دون التزامات سياسية. من هنا اريد ان أعرف كيف يتعامل السينمائيون الفلسطينيون مع الجانب الفني والإبداعي والإنتاجي عند صنع أفلامهم. لديّ أسئلة كثيرة تدور في رأسي. مثلاً: ما هي المشاكل التي تواجههم؟ هل في إمكانهم حقيقة ان يعبروا عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال الأفلام؟ هل يواجهون ضغوطاً كثيرة؟ هل هم سعداء بطريقة استقبال افلامهم في العالم كله؟»...

أسئلة لن يكون صعباً الإجابة عنها، خصوصاً ان السينما الفلسطينية انتقلت، كما يرى النقاد، من سينما مطمئنة على فوزها بالمهرجانات باسم القضية الى سينما جديرة بالتصفيق. بل ان بعضهم يذهب بعيداً، فلا يجد مانعاً من القول ان مستقبل السينما العربية سيكتبه سينمائيون فلسطينيون.

من هنا، لا يعود غريباً ان ينتزع فلسطينيون جوائز المهرجانات العربية خلال السنة الماضية: «الزمن المتبقي» لإيليا سليمان في مهرجان أبو ظبي، «أمريكا» شيرين دعيبس في القاهرة وبيروت، «زنديق» ميشال خليفي في دبي، و «المرّ والرمان» لنجوى نجار في الدوحة والرباط.

ما بعد الإيديولوجيا

طبعاً، سيستغرب كثر ممن يتابعون أخبار مآسي فلسطين والتجاذبات السياسية داخل البيت الواحد، ان تكون هناك أصلاً سينما فلسطينية، فكيف بالأحرى سينما جيدة آتية من هذا البلد الذي يعيش صراعاً عمره عشرات السنين. كما سيُفاجأون حين يسمعون عن سينما تركت زمن الايديولوجيا والمواعظ والشعارات الرنانة وأعطت الكلمة للإنسان، فاستطاعت ان تخترق حواجز الصمت. سينما روائية طويلة حملت تواقيع مبدعين فلسطينيين مثل ايليا سليمان، هاني ابو أسعد، ميشال خليفة، رشيد مشهراوي، نجوى نجار، شيرين دعيبس، وتسجيلية طويلة مع مي مصري وآخرين... وسينما قصيرة لا تقل تعبيراً مع ليانة بدر، نصري حجاج (مشاركان في الندوة)، عليا أرصغلي، وسواهم الكثير ممن آمنوا بسلاح الصورة. سينما لا يمكن ان تبتعد من معاناة الفلسطيني طالما لا يزال الواقع بهذه السوداوية.

حتى ولو كان كثر ممن يحققونها إما يعيشون خارج فلسطين، او داخل ما يعرف بفلسطين 48.

لكنّ جماهير مهرجان أضنة لن يكونوا فقط امام العروض الفلسطينية. فمهرجان أضنة هو في الحقيقة ثلاثة مهرجانات في واحد، وفي الأماكن نفسها وفي الفترة نفسها. فهناك طبعاً مهرجان الفيلم القصير وبرنامج فلسطين، لكن هناك أيضاً برنامج عروض واسعة للسينما الروائية التركية الجديدة. وهناك بعد ذلك برنامج أفلام طلاب معاهد السينما في تركيا وفي غيرها... وهذا ما يتيح للجمهور وللمتخصصين إطلالة على أنواع سينمائية عدة في زمن قياسي. صحيح ان المهرجان ككل تأجّل من حزيران (يونيو) الى أيلول (سبتمبر) بسبب ما حدث في 31 أيار (مايو)، ذاك اليوم المشؤوم في تاريخ العلاقات التركية - الإسرائيلية. وصحيح، أيضاً ان نائب مدينة أضنة مصطفى تنكل لم يبال باحتجاجات جمعية نقاد السينما الأتراك، واعتبارهم ان تأجيل أو إيقاف المهرجان الذي يخصص برنامجاً بعنوان «فلسطين: توق للسلام» إنما من شأنه إسكات أصوات سينمائيين فلسطينيين... فكان ردّه يومها: «لا يمكن ان نستمتع بينما الشعب يبكي». صرخة لم تمنع، كما يبدو، مشاركة إسرائيل في المهرجان، ولو من طريق ثلاثة أفلام: اثنان روائيان، وواحد تحريك.

والدول العربية حاضرة أيضاً. فمن لبنان هناك فيلم للمصور ميلاد طوق. ومن تونس فيلم تحريك ومن مصر فيلم ذو نكهة اجتماعية ومن المغرب فيلم آخر.

لكن العرب على تنوع أعمالهم ومشاريعهم ليسوا وحدهم في مهرجان «أضنة». بل انهم، إذا استثنينا الحضور الفلسطيني، يشغلون غالباً الهامش. إذ، حتى وإن كانت العروض والندوة الفلسطينية بارزة، فإن مهرجان «أضنة» كما قلنا مهرجان شديد التنوع، حيث رأينا كيف انه في حقيقة أمره يشغل أربع أو خمس تظاهرات في مهرجان واحد... تتواكب مع تكريمات لبعض أشهر الفنانين الأتراك. وكل هذا خلال ايام قليلة، في هذه المدينة الفاتنة التي تقع غير بعيد من الحدود التركية - السورية، في شكل يجعلها مدينة تمازج بين البعد التركي الخالص والبعد العربي والبعد الأوروبي. بل ان كثراً يقولون انها بالنسبة الى القادم من الشرق الأوسط العربي، تكاد تكون أول مظهر من مظاهر المدن الأوروبية، بينما تبدو بالنسبة الى القادم من أوروبا أول مظهر من مظاهر الاحتكاك بهذا الشرق العربي. من هنا، لا يتعين على أي كان ان يستغرب إن دخل حانوتاً وسمع شخصين فيه يتحدثان العربية باللهجة السورية. ليس ذلك تيمناً بالمسلسلات التركية التي ذاع صيتها في بلادنا باللهجة السورية، ولكن ببساطة لأن سورية قريبة من هنا. ولئن كانت لعقود طويلة من السنين تبدو قريبة جغرافياً فقط، فإنها الآن تبدو قريبة سياسياً واجتماعياً وتاريخياً أيضاً. وهذا جديد لم يكن أحد ليتوقعه قبل سنوات قليلة. وها هو هذا الغرب يتضافر اليوم مع عودة تركيا والأتراك عموماً للاهتمام بفلسطين، سينمائياً في ما يعنينا هنا. ومن هنا لا يستغرب أحد ان يلقى الجانب الفلسطيني من مهرجان «أضنة» من الاهتمام الذي لا شك سيتوج اليوم، الجمعة، بالندوة المتنوعة حول السينما الفلسطينية وبكثافة الاهتمام بها، ما من شأنه، ليس فقط ان ينعكس إيجاباً على السينما الفلسطينية الصاعدة بقوة وعلى صانعيها، بل كذلك على السينمات الأخرى، حيث من المؤكد ان نجاح الحضور الفلسطيني لدى الجمهور التركي، سيؤدي في دورات المهرجان المقبلة الى حضور عربي أكثر كثافة وقوة وتنوعاً. وفي هذا المجال، إذاً، ها هي فلسطين تقود الخطى العربية!

أياً يكن الامر، الأكيد ان صورة هذا كله ستتبلور خلال الأيام المقبلة، أي عند ختام المهرجان وخلال المرحلة التالية له... حيث مهما كانت نتائج المسابقات واستخلاصات الندوة، لا شك في ان السينما العربية في مجملها ستكون الرابحة، في شكل يردّ إيجاباً على الاستقبال العربي الذي حظيت به الدراما التلفزيونية التركية في بيوت العرب.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

 

العلاقة بين الثقافة والفن السابع في المغرب 

إذا كانت السينما تشكل بالنسبة الى كثر من أهل السينما المشرقيين العرب، لا سيما من الذين يكتبون عن الأفلام وبخاصة عن مهرجاناتها الفنية، نوعاً من العمل المدر للأموال، فإن هذا الفن لا يزال يشكل، بالنسبة الى قلة من النقاد المشارقة، ولكن بخاصة بالنسبة الى معظم النقاد المغاربة - بالمعنى العريض للكلمة - هواية فنية وفكرية. وهذا ما يجعل الحركة النقدية في المغرب على وجه الخصوص، حركة مزدهرة، يخوضها نقاد ومحترفون وأهل سينما حقيقيون... ولكن بعض المبدعين الذين عرفوا بألوان أدبية وفنية أخرى. ومن هؤلاء، في المغرب الكاتب القصصي والناقد محمد اشويكة، الذي بعدما أصدر أعمالاً أدبية عرفت على نطاق لا بأس به، أصدر أخيراً كتاباً لافتاً عنوانه «أطروحات وتجارب حول السينما المغربية» (عن منشورات «دار التوحيدي» في الرباط).

ينطلق اشويكه في كتابه السينمائي اللافت هذا، من فكرة مفادها «ان السينما لغة عالمية للتعبير ووسيلة فعالة للتواصل لا تعرف للحدود معنى» كما يقول المؤلف مستطرداً «أظن ان انطولوجيا الفيلم المغربي تتأسس على الفاعلين وعلى الموضوع سواء كان المخرج المغربي مقيماً في المغرب أم خارجه، وسواء كان رأس مال الانتاج مغربياً أم أجنبياً»، خالصاً إلا ان المهم في الأمر «خدمة الثقافة الوطنية».

وعلى رغم ان صفحات الكتاب التي تربو على 120 صفحة من القطع الكبير، تضم أكثر من 20 مقالاً كتبت ونشرت أصلاً متفرقة، فإن جمعها هنا يعطيها مذاق العمل المتواصل لا سيما بالنسبة الى اهتمام المؤلف بشرح وتحليل الكثير من الأفلام المغربية التي حققت خلال السنوات الأخيرة، أي تحديداً خلال حقبة الطفرة التي تزامنت مع التجديدات التي أحدثها تسلم الناقد المعروف نور الدين صايل، لمقدرات الشأن السينمائي المغربي. صحيح ان المؤلف لا يزعم هنا ان الفضل كل الفضل يعود الى الصايل، ولكن من الواضح ان التحليلات في الكتاب تمت بصلة الى الديناميكية التي خلقها هذا الناقد.

تتنوع دراسات الكتاب بين نصوص نظرية حول المصطلحات و «سؤال المؤلف» والسينما المغربية والأدب، و «الفن داخل السينما المغربية، وبين نصوص تطبيقية يتابع فيها المؤلف، كتمثيل على البعد النظري، في كتابه، نحو عشرين فيلماً مغربياً جديداً، من الأفلام التي حققت نجاحات وضجيجاً في الآونة الأخيرة. وهذا البعد النظري ثم العملي في الكتاب، يجعله مرجعاً لا غنى عنه لمن يريد دراسة السينما المغربية الحديثة، اضافة الى دراسة علاقة الحياة الثقافية المغربية، بالحياة السينمائية الناهضة في هذا البلد.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

 

من يلعب دور الشبح في السياسة العالمية؟

دمشق – جينا سلطان 

لكتابة التاريخ وسائل عدة وغايات متباينة تستبطن بمجملها خوف الإنسان من مواجهة الفناء، لذا يقدم أرق الخلود مفتاحاً مناسباً لتدوين المذكرات الشخصية، التي تفتح المجال واسعاً أمام دروب الترميم والإقصاء وإعادة ملء الفراغات. وإذا كان تاريخ الأمم مقروناً بأبطالها وساحات حروبهم المتشابكة، فمن يلعب دور الكاتب الشبح في رسم خطوط السياسة العالمية؟

يجيب المخرج البولوني الفرنسي رومان بولانسكي عن هذا السؤال المحرج في فيلمه الجديد «the ghost writer» «الكاتب الشبح»، بطريقة البريطانيين في مسرحة الحياة التي تعتمد على الحوار الذكي في شكل أساسي وتترك لبقية العناصر دور المكمل لفكرة العمل وغايته.

يدور الفيلم حول إعادة كتابة مذكرات رئيس وزراء بريطاني أسبق يدعى آدم لانغ (ويقوم بدوره بيرس برزنان) الذي رغب في الحصول على مكان بارز في التاريخ، بواسطة كاتب شبح يدعى جون مادوكس (ايان كيغرتفور)، تم اختياره بناء على طلب من روث «زوجة رئيس الوزراء، التي شددت على جنسيته البريطانية من أجل المحافظة على النبض القومي المفتخر به!

يسافر مادكس إلى الولايات المتحدة الأميركية لملاقاة آدم لانغ في منزله المعزول عن فضول المتربصين، حيث يتقرر أن يبقى مقيماً في منزله مدة شهر وهي الفترة المحددة لإنهاء العمل، ثم يتسلم من منسقة أعمال لانغ مخطوطة المذكرات الكبيرة التي عمل عليها سلفه السابق المدعو ميكي مكارا قبل انتحاره غرقاً.

في مواجهته الأولى مع لانغ يسأله رئيس الوزراء السابق عن ماهية شعور الإنسان حين يكون موضعاً للمحبة والكراهية في الوقت نفسه، ويلفت نظره إلى أنه أصبح سياسياً ناجحاً بالذات لأنه لا يبدو كواحد منهم، وبذلك يدخلان صميم الحوار الصريح المفترض بين السياسي وشبحه وبمعنى أقرب تيمة الفرد الضمير، والتي ستقودنا إلى مفاتيح الدخول إلى عالم السياسة ودهاليز صنع القرار البريطاني وتبعاته على قضية الكبرياء القومي الإنكليزي.

·طريق الحب

دخل آدم عالم السياسية من طريق الحب، فقد أغوته روث ووسوست له بمزايا التمثيل الحقيقي فنبذ عالم المسرح وانساق معها في لعبة الانتخابات المحلية، وتحول فعلياً من الممثل الفاشل المهدد دوماً بمغادرة المنصة إلى السياسي المحنك المتورط في حروب الإبادة العرقية والمجازر الجماعية في العراق وأفغانستان، ليصل في النهاية إلى المرحلة ذاتها التي بدأ منها حين تواجهه عاصفة من تظاهرات التنديد والغضب الشعبي العارم واتهامات بالكذب والخداع والإساءة إلى الكرامة الوطنية بمواقفه المؤيدة للإرهاب الأميركي، الأمر الذي يجعل منه وصمة عار على الجيش البريطاني كما ذهب إلى القول أحد المعارضين وهو من المتقاعدين العسكريين.

ُيستدعى آدم إلى الاستجواب رسمياً من الحكومة الأميركية ما يؤجل قليلاً مشروع المذكرات، لكن تصيد التفاصيل الصغيرة يضع مادوكس على طرف الخيط الذي يقوده إلى معرفة الأسباب الخفية وراء مقتل مكارا والجهات المتعاملة معه، فاختيار لانغ تم بناء على تعليمات «CIA» وكالة الاستخبارات الأميركية من طريق العميلة المجندة المدعوة روث التي أصبحت فيما بعد زوجة رئيس الوزراء البريطاني.

قناص

يقتل آدم لانغ في هذا الفيلم برصاص قناص، وتخرج مذكراته الشخصية إلى العلن في حفل توقيع يضم النخبة السياسية البريطانية وبطانتها، لكن الفصل الخفي المتعلق بروث يحذف بعد قتل الكاتب الشبح، وبذلك يموت الاثنان معاً، السياسي وشبحه، وتتناثر أوراق المذكرات في الشارع البريطاني وسط أجواء الكآبة المترافقة مع الصنعة الاحتفالية بإخراج تلك المذكرات، وكأن المخرج بهذه الخطوة ينعى عبثية تقصّي الحقيقة في ظل المؤامرات المحاكة ضد استقلالية صنع القرار السياسي الإنكليزي ونزاهته!!

في هذا العمل استطاع المخرج المتميز رومان بولانسكي تقديم فيلم سياسي برؤية فكرية واضحة تعري التواطؤ الأميركي البريطاني من دون اللجوء إلى تعقيدات المؤامرات وشعارات الإمبراطوريات الغابرة، ما أسبغ على الفيلم مسحة إنسانية بسيطة بعيداً من ضراوة الاقتتال السياسي وأفانينه الخفية.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

 

15 فيلماً في مسابقة أيام قرطاج السينمائية

تونس - سميرة الصدفي 

بدأت قاعات السينما في العاصمة تونس تفتح أبوابها وتنفض الغبار عنها بعدما هجرها الجمهور إلى الفضائيات وتركها الشباب إلى الإنترنت. والمناسبة هي الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية، التي تعتبر من المهرجانات السينمائية العريقة في العالم العربي وأفريقيا.

وأتى المهرجان نوعاً من الرد الثقافي لبلدان العالم الثالث على احتكار المخرجين الغربيين المهرجانات السينمائية العالمية. وسيقتصر عدد الأفلام الروائية الطويلة المعتمدة للحصول على جوائز الدورة المقبلة للمهرجان على 15 فيلماً عربياً وإفريقياً بدل 20 في الدورات السابقة. وأفيد أن الدورة، وهي الثالثة والعشرين، ستقام من 23 الى 31 تشرين (أكتوبر) المقبل تزامناً مع احتفال تونس بسنة السينما. وتضم لجنة التحكيم التي لم يُكشف النقاب بعدُ عن اسم رئيسها، كلاً من الممثلة الهام شاهين (مصر) والمخرج عبد الرحمن سيساكو (موريتانيا) والكاتب الأفغاني عتيق رحيمي وعازف العود والمؤلف الموسيقي أنور براهم (تونس) والمخرج الاثيوبي هايلي غيرما وهو صاحب الفيلم الفائز بالتانيت الذهبي للدورة 22 من أيام قرطاج السينمائية عن فيلمه «تيزا».

سيُكرم المهرجان في هذه الدورة سينما جنوب أفريقيا والسينما المكسيكية وسينما بلدان يوغسلافيا السابقة. أما لائحة النجوم المكرمين فتضم الفنان المصري نور الشريف والمخرج الجزائري رشيد بوشارب صاحب «الخارجون عن القانون» و «الأهالي»، والممثلة الفلسطينية هيام عباس التي مثلت في عدة أفلام عربية، مثل «الجنة الآن» و «باب الشمس»، كما شاركت في أفلام غربية عدة منحتها شهرة دولية مثل «ميونخ» مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ. ولم ينس منظمو الدورة الممثل البوركيني الراحل سوتيغي كوياتي الذي سيشمله التكريم أيضاً.

ومن جديد الدورة إدماج الأفلام الوثائقية الطويلة في المسابقة الرسمية، وهو تطور فرضه تنامي الأفلام الإفريقية والعربية التي تُصنف في هذه الخانة، وهي أفلام باتت تشارك في المهرجانات الدولية وتحصد الجوائز أسوة بفيلم «زرزيس» للتونسي محمد الزرن والتي تصف حياة الناس في مدينة ساحلية في جنوب تونس. كذلك أضيفت إلى باقي المسابقات مسابقة للأفلام القصيرة التونسية، لكن عُهد بها إلى لجنة تحكيم دولية.

ولن يعرض المخرج التونسي عبداللطيف كشيش فيلمه الجديد «فينوس السوداء» ضمن فعاليات هذه الدورة، لكن الفيلم سيشارك في مسابقة الدورة الـ67 لمهرجان البندقية السينمائي الذي انطلق يوم 1 الجاري ويستمر إلى 11 منه. و «فينوس السوداء» هو الفيلم الثاني في رصيد المخرج كشيش بعد فيلمه «كسكس بالبوري» (صنف من السمك المتوسطي) الذي أنتج سنة 2007 وتحصل على الجائزة الوطنية الفرنسية لأفضل الأعمال السينمائية «سيزار» عام 2008.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

 

فيلم عربي يتيم في مهرجان تورونتو

تورونتو (كندا) - «الحياة» 

يبدو ان حظ الفيلم العربي في الوصول الى العالمية، ما زال متواضعاً ومحدوداً ببعض الأعمال الجيدة التي تقتحم بين الحين والآخر مهرجانات السينما الدولية.

ففي مهرجان تورونتو (كندا) الخامس والثلاثين (الذي انتهت قبل أيام قليلة عروضه)، كانت المشاركة العربية يتيمة، إذ اقتصرت على فيلم مصري واحد بعنوان «ميكروفون» الذي قال عنه منتجه وكاتبه محمد حفظي انه «إضافة جديدة لطموح السينما المصرية في الوصول الى المهرجانات العالمية من خلال أفلام تحمل مضموناً مميزاً وتقنيات فنية عالية الجودة». كما اعتبرته شركة التسويق والإعلام (ماد سولدشنز) «خطوة أولى ضمن استراتيجية دائمة لتسويق الفيلم العربي وتعزيز حضوره في المهرجانات الدولية ودعم المواهب السينمائية الشابة».

تشترك في الفيلم مجموعة من الممثلين الشباب مثل خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهاني عادل ومنى شلبي وأربع فرق موسيقية. وجرى تصويره في الإسكندرية. وهو من تأليف وإخراج احمد عبدالله (قدم في العام الماضي فيلم «هليوبوليس» في اكثر من مهرجان دولي وعربي). وعرض الفيلم في البرنامج الرسمي لمهرجان تورونتو ضمن فعاليات «فان غارد-Vanguard» المخصصة للعروض السينمائية الجديدة وخلال العروض المخصصة للجمهور على مدى خمسة أيام متتالية.

ويشكل «ميكروفون» تجربة غير مسبوقة في السينما المصرية. فهو يتناول عالم الفرق الموسيقية والفنانين الشباب والمستقلين في الإسكندرية ويضعهم في قالب غير مألوف في التقاليد السينمائية. والى ذلك فهو الفيلم المصري الأول الذي يصور فيديو بكاميرا (كانون 7 دي) ذات التقنيات العالية الجودة المماثلة لآلات التصوير في صناعة الأفلام العالمية. ويرى احمد عبدالله ان هذا النوع من الكاميرات «لم يستخدم من قبل في السينما المصرية واستطعنا تصوير الحياة اليومية في الاسكندرية من دون جذب انتباه المارة. كما تعمدت إخراج الفيلم المستقل بموازنة متواضعة ومع فريق للتصوير لا يتجاوز عدده ثمانية أفراد. وهذان أمران جديدان على السينما المصرية».

يشار الى ان كاميرون بيلي، مدير مهرجان تورونتو السنيمائي الدولي، قد دون في «كتالوغ» المهرجان وعلى موقع الإنترنت كلمة أشاد فيها بالعمل المصري وقال «ان فيلم «ميكروفون» هو تقديم ثري لبعض الموسيقيين الاستثنائيين غير المحترفين من الذين تنبض موسيقاهم بالحياة. والفيلم حافل بالمشاهد الغنية واللقطات الاحترافية».

وبعد انتهاء عروضه في تورونتو يستعد «ميكروفون» للقيام بجولة على مهرجانات السينما الدولية في اكثر من مكان في العالم بينها مهرجان فانكوفر (كندا) ومهرجان لندن ومهرجان ستوكهولهم.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

 

أفلام جديدة

} «رحلة أميركية»

اخراج: نيكولاس ستولر - تمثيل جوناه هيل، راسل براند

> للوهلة الأولى يبدو هذا الفيلم وكأنه يريد أن يفضح عالم الاستعراض وما يدور في خلفياته من مناورات وصفقات ومؤامرات، يكون الجمهور العريض ضحيتها. غير أن هذا الفيلم، وبعد أن يقدم في دقائقه الأولى ما يشبه وعوداً في هذا المجال، سرعان ما يبدو خاوياً لا يحرض على أدنى تفكير حول النصب القائم من حول عالم الاستعراض ولا سيما الروك - أندرول وهوليوود. وهكذا لا يعود على الشاشة سوى سلسلة من المشاهد المضحكة والمفارقات والموسيقى الصاخبة والخداع الكبير الذي يتعرض له الجمهور، من دون أن يبدو الخداع في الفيلم خداعاً... إذ بدلاً من هذا تسود طوال الوقت فكرتان: أولاهما أن «الجمهور عاوز كده» وثانيتهما أن القانون لا يحمي المغفلين. أما المغفلون هنا فهم المتفرجون والمستمعون في آن.

} «كليفلند ضد وول ستريت»

إخراج: جان - ستيفان برون - ظهور: باربارا اندرسون، بيتر واليسون

> من ناحية مبدئية كان يفترض بفيلم أوليفر ستون الجديد «وول ستريت 2»، أن يكون وبامتياز، فيلم الأزمة الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة والعالم قبل عامين. غير أن هذا الفيلم التوثيقي الذي أخرجه البلجيكي برون في مدينة كليفلند الأميركية سرق الأضواء حول الموضوع نفسه. حيث في مقابل حكاية ستون الخيالية التي تقرب من الميلودراما، أتى هذا الفيلم واقعياً - سياسياً واقتصادياً أيضاً، ذلك أنه يتابع على مدى ساعة ونصف الساعة حكاية حقيقية: حكاية الدعوى القضائية التي رفعها عدد من سكان مدينة كليفلند ضد المصارف والإدارة الاقتصادية الأميركية يتهمونها بسرقة أموالهم وإفساد حياتهم. لا يحمل الفيلم حلولاً... لكنه يشير بوضوح الى موطن الداء.

} «كاراتيه كيد»

اخراج: هارالد زوارت - تمثيل جادن سميث، جاكي شان

> هل حقاً يمكن أحداً أن يتوقع لفيلم يقوم ببطولته جاكي شان، أن تكون له حظوة لدى النقاد، أو في المهرجانات أو أن يفوز بأوسكار ما؟ طبعاً لا... فشان شأنه شأن ستالوني وشوارزيتيغر وفان دام، مع فارق يكمن في أن افتقاره عضلاتِ هؤلاء ونظراتهم البلهاء، يعوّضه لديه سرعة حركة وخفة دم أكيدة. وهذا ما يجذب الجمهور العريض عادة الى أفلامه. فكيف إن رافقته في هذا الفيلم صبية طيبة الملامح حلوة الحركة توسم بقوة وذكاء نادرين، لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها؟ هذا، طبعاً، كل ما في هذا الفيلم الصيني - الهوليوودي، الذي يتمتع مشاهده بمناظر جميلة (صوّر الفيلم في الصين رغم أميركيته) ولحظات صراعات لا شك في أنّها ترفه عن جمهور من الأطفال (تتراوح أعمارهم بين السابعة والسابعة والسبعين)، يصفق ويمرح ويكتشف أمامه فيلماً لا يتجه الى أي تعكير؟

} «القاتل في داخلي»

إخراج: مايكل ونتربوتوم - تمثيل: كايزي آفليك، جيسيكا آلبا...

> من الواضح أن ونتربوتوم، الانكليزي المتنوع الانتاج، حين فكر في تحقيق هذا الفيلم، كان في ذهنه واحد من الأفلام الأخيرة للأخوين كون «ليس هذا وطناً للعجائز». حتى وإن كان موضوعا الفيلمين مختلفين. طالما ان أحداث هذا الفيلم الأخلاقي - البوليسي، تدور في أميركا العميقة في سنوات الخمسين من القرن العشرين، حين كان العامل الأخلاقي يهيمن في حياة الناس على كل عامل آخر. وسط ذلك المناخ المحافظ يبدو الفيلم بصفته «كناية صارخة عن عالم مريض» كما قال النقاد عنه. ووسط هذه الكناية، يبدو آفليك، الأخ الأصغر لبن، ملائكياً في دور الشريف الذي يجعل من ضبط الناس أخلاقياً، همّه ووظيفته، وهو غير متنبه الى انه هو نفس ليس أخلاقياً الى ذلك الحدّ.

الحياة اللندنية في

24/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)