حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ «الشرق الأوسط»: أنا من أهم 3 فنانين.. وتركت «الكرة» خوفا من المقارنة بوالدي

هشام سليم: فاتن حمامة علمتني التمثيل.. ويسرا علمتني التعامل مع الصحافيين

أحمد صبري

نشأ الفنان هشام سليم في بيت رياضي، فوالده صالح سليم يعد أهم لاعبي كرة القدم في تاريخ مصر، وصاحب الرقم القياسي في عدد سنوات توليه رئاسة النادي الأهلي عبر تاريخه، ورغم ذلك خالف طريق والده متجها إلى التمثيل ليكون أول أدواره أمام الفنانة فاتن حمامة التي تعلم أصول ومبادئ التمثيل على يديها، ليحترف بعدها الفن، معتبرا نفسه من أبرز ثلاثة فنانين من أبناء جيله.

«الشرق الأوسط» التقت هشام سليم بالإسكندرية على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي يشارك به هذا العام كعضو لجنة تحكيم، وفي الحوار تحدث عن رحلته الفنية وزملائه ومنصبه بنقابة السينمائيين وعلاقته بالنادي الأهلي.

·         نشأت في بيت رياضي.. فكيف كان اتجاهك للتمثيل؟

- مارست كرة القدم بالفعل وأنا صغير والتحقت بمدرسة الكرة بالنادي الأهلي وكان عمري 12 سنة، إلا أنتي شعرت بأن كل من حولي يضعونني في مقارنة مع والدي الكابتن صالح سليم، ولم تكن المقارنة بالطبع في صالحي لأن والدي وقتها كان كابتن مصر في حين كنت صغيرا أحتاج إلى من يعلمني، لذا قررت أن أترك لعب الكرة لهذا السبب، وبعد ذلك جاءتني فرصة للتمثيل في فيلم «إمبراطورية ميم» مع الفنانة فاتن حمامة وكنت في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) وكان هناك شيء ما يربطني بالتمثيل ربما يكون بسبب حبي للأدوار التي قام بها أبي في أفلام «الشموع السوداء» مع الفنانة نجاة و«الباب المفتوح» مع فاتن حمامة و«السبع بنات».. وقد حقق فيلم (إمبراطورية ميم) نجاحا كبيرا، ولا أنكر أنني قد تعلمت في هذه السن المبكرة أصول ومبادئ التمثيل على يد النجمة العظيمة فاتن حمامة.

·         وماذا كانت الخطوة التالية لاقتحامك مجال التمثيل؟

- بعد «إمبراطورية ميم» اتفقت مع والدي على إتمام دراستي وبعدها تكون لي حرية اختيار المجال الذي أعمل به، وبالفعل أتممت دراستي وإن كنت قد أديت خلالها دورا من أهم محطات حياتي السينمائية مع الفنان الكبير محمود المليجي في فيلم «عودة الابن الضال»، وبعدها التحقت بكلية السياحة والفنادق وتخرجت وعملت بمجال الفندقة إلا أنني لم أجد نفسي في هذا المجال فقررت الاتجاه لاحتراف التمثيل نهائيا.

·         تشارك هذا العام بمهرجان الإسكندرية السينمائي كعضو لجنة تحكيم.. فما الذي تراه مختلفا في هذا المهرجان؟

- أنا مقل جدا في مشاركاتي بالمهرجانات السينمائية، لكن ما شجعني على المشاركة تحديدا بمهرجان الإسكندرية السينمائي ما طرأ على المهرجان من تغيير هذا العام فقط، حيث أصبح مهرجانا خاصا بدول حوض البحر الأبيض المتوسط وهو ما يتماشى مع الاتجاه العام الذي يتبناه الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي حيث اتفقا خلال مباحثاتهما الأخيرة على تخصيص كيان يجمع بين دول البحر الأبيض المتوسط في الكثير من المجالات ومنها المجال الثقافي والفني.

·         كيف ترى موقعك السينمائي بين أبناء جيلك؟

- بلا مبالغة أعتبر نفسي واحدا من أبرز ثلاثة في جيلي وهم شريف منير وممدوح عبد العليم وأنا.. وأعتبر نفسي محظوظا عنهم لأن المساحة الفنية التي أتبوأها تزايدت مع تقدمي في العمر وليس العكس، وهو أمر قلما يحدث مع الممثلين عموما الذين تتقلص مساحات أدوارهم مع تقدمهم في العمر.

·         ما هو الدور الذي تعتز به وتعتبره مميزا عن باقي أدوارك؟

- أعتقد أن دوري بمسلسل «المصراوية» كان من أهم الأدوار التي قمت بها حيث كان تحديا بيني وبين بعض من شككوا في أنني أستطيع أداء دور فلاح ريفي وقالوا وقتها إن ملامحي لن تمكنني من أداء الدور، وراهنوا على فشلي.. كما قال البعض في الصحافة بأن هشام لا يصلح سوى لأداء أدوار ابن الطبقة الأرستقراطية فقط، إلا أن نجاح الدور كان أبلغ رد على هؤلاء لذا فإنني أعتز جدا بهذا الدور وأراه مختلفا عن كل أدواري.

·         وماذا تقول عن فناني الجيل الحالي؟

- أستطيع أن أقول لك بكل ثقة إن لدى مصر فنانة شابة سوف تكون في القريب العاجل وخلال السنوات القليلة القادمة أحسن وأهم ممثلة في مصر وهي دنيا سمير غانم. فأداؤها عالمي حقا، وأنا لا أجاملها على الإطلاق، ولم يجمعني بها للآن أي عمل مشترك، لكنني أتابع أعمالها وأشاهدها وأتوقع لها مستقبلا كبيرا جدا في عالم السينما والتمثيل عموما.

·         وماذا عن أصحاب الأفلام الكوميدية التي سيطرت على السينما في السنوات الأخيرة وتحديدا محمد هندي ومحمد سعد؟

- بالنسبة لمحمد هنيدي أقول له يا هنيدي الناس أحبتك وأنت تؤدي أدوارك بشكل طبيعي، لكنك عندما أصبحت نجما بدأت تقوم بأدوار لا تقنع الناس مثل محاولتك أداء دور «الجان» - أي فارس الأحلام الوسيم - وهذا لا يتناسب مع مقوماتك.. فأرجو ألا تتحول من المنطقة الكوميدية التي نجحت فيها إلى مناطق أخرى ليست مناسبة لك.

وأقول لمحمد سعد: أنت ممثل ممتاز لكنك سجنت نفسك في دور واحد فقط هو دور اللمبي، وأنا أسألك:هل تريد أن يكون هذا الدور هو كل تاريخك؟! غير معقول أبدا.. وأقول له: اخرج من دور اللمبي فورا لأن نجوميتك ومستقبلك السينمائي في خطر حقيقي.

·         كونك سكرتيرا عاما لنقابة السينمائيين.. هل أنت راض عن الدور الذي تقوم به تجاه زملائك؟

- بصراحة، أنا غير راض عن أدائي كعضو مجلس نقابة وسكرتير عام للسينمائيين، وهو أمر يشعرني بالذنب لتقصيري نحو زملائي لأني مشغول دائما بأعمالي الفنية ولا توجد لدي مساحة من الوقت كافية لأقوم بدوري المنوط بي نقابيا وهو الأمر الذي قررت معه - ولعلي أعلنها لأول مرة - أن أجتمع بزملائي أعضاء مجلس النقابة وأطرح فكرة اعتذاري عن عدم تكملة مدتي بالمجلس على أن يتم ترشيح فنان آخر مكاني يستطيع أن يؤدي ما عجزت أنا عنه، لأنه من غير المعقول ألا أقوم بدوري ولا أترك مكاني لأحد آخر يستطيع خدمة الزملاء الفنانين.

·         كيف ترى العلاقة بين الفنان المصري والإعلام، وهل هي على ما يرام أم أنها علاقة متوترة تحكمها أهواء ومصالح؟

- سأتحدث عن نفسي؛ فقد كنت في بداياتي عصبيا جدا وأتعامل كأي شخص ممكن أن يعلو صوته أو يفقد صبره مع نشر إشاعة أو خبر غير صحيح، ولكن مع مرور الزمن والتجارب بدأت أتعلم أن الشخص غير الملتزم أو الذي يسيء لي لا أقابل إساءته بمثلها، بل إنني أتجنبه بعدها ولا أتعامل معه. ولا أنكر أن الفنانة يسرا كان لها الفضل في أنها علمتني كيف أتعامل مع الصحافيين مهما كانت الضغوط التي نتعرض لها كفنانين، وأذكر أننا كنا منذ عدة سنوات نقوم بجولة في الخليج لعرض فيلم «العاصفة» وكنا في كل بلدة نزورها نفاجأ بالإخوة الصحافيين العرب والمراسلين الأجانب في هذه الدول بالعشرات وكنا نجلس معهم في كل فندق ننزل به منذ العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء لعمل لقاءات صحافية، وكنت أشعر بالإجهاد الشديد، إلا أن يسرا قالت لي بالحرف «هشام.. هما دول اللي بيحبونا وهما اللي بيشهرونا كمان ولازم نعطيهم حقهم علينا»، وقد كان درسا لن أنساه تعلمته منها وبعدها أصبحت لا أرد طلب صحافي بعمل لقاء معي أبدا لأنني استوعبت ما قالته يسرا واقتنعت بأنه صحيح مائة في المائة.

·         من الفنان الذي تراه يستحق لقب رئيس جمهورية التمثيل في مصر عبر تاريخها؟

- بلا تردد إنه الفنان الكبير محمود المليجي، الذي أعتبره وبحق أهم ممثل سينمائي في تاريخ مصر على الإطلاق فهو «غول تمثيل»، وبلغة السينمائيين «يبتلع» أي نجم يقف أمامه لقوة أدائه ومدى تقمصه العميق للشخصية التي يؤديها.

·         بعيدا عن الفن.. ما هي علاقتك الآن بالنادي الأهلي؟

- للأسف ليست لي أي علاقة بالنادي الأهلي على الإطلاق، وهذا على غير رغبتي، فعدم ذهابي للنادي سببه أنني لست عضوا به، حيث رفض المسؤولون عن الإدارة منحي العضوية أنا وشقيقي خالد، ورغم أن والدي قال لمدير النادي أن يسلمنا بطاقات العضوية فإنه توفي قبل أن ينفذ مدير النادي ذلك الأمر ولم ينفذ للآن وبالتالي أصبحنا ليس من حقنا دخول النادي لأننا ليس معنا ما يثبت العضوية.

·         ولماذا يفعل مسؤولو النادي ذلك معكما أنت وشقيقك؟

- هم خائفون من اسم صالح سليم الذي نحمله لئلا نترشح لمجلس الإدارة، وهو أمر بالتأكيد بعيد تماما عن تفكيرنا أنا وشقيقي لكن هذه هي الحقيقة.

الشرق الأوسط في

24/09/2010

 

«عائلة ميكي».. فكرة ساخنة وشاشة بليدة

طارق الشناوي 

* لم يستطع فيلم «عائلة ميكي» الصمود طويلا داخل دور العرض عندما دفع به موزعو السينما في أيام العيد. ولا أتصوره قادرا على أن يعبر هذا الحاجز أيضا بعد العيد. فلم يملك الفيلم قوة الجذب لدى الجماهير لكي تتماهى معه لتصدقه وتعايشه. الفيلم ظلمه توقيت العرض حيث إن جمهور العيد يشكل حالة استثنائية ولديه – بالتأكيد - نوعيات أخرى يفضلها وهي تلك الأفلام التي تقدم له الضحك والرقص والغناء والتهريج. و«عائلة ميكي» ليس كذلك، كما أن الدعاية الفقيرة للفيلم لعبت دورا سلبيا في التمهيد لهذا، إلا أن الفيلم يتحمل القسط الوافر من أسباب هذا الإخفاق!! أحداث «عائلة ميكي» تجري في مدة زمنية لا تتجاوز يوما كاملا، من خلاله نتعرف على أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة.. الأب (أحمد فؤاد سليم) ضابط في القوات المسلحة وصل إلى رتبة لواء.. الأم (لبلبة) تعمل في الشؤون القانونية في إحدى الشركات الحكومية.. الأبناء: الكبير ضابط شرطة في بداية مشواره، والثاني طالب جامعي متعثر في الدراسة، وفتاة في الثامنة عشرة يؤرقها أنها تبحث عن حبيب عن طريق «النت»، والطفل الصغير المشاغب واسمه «ميكي»، آخر العنقود، ثم الجدة الضريرة (رجاء حسين). الفيلم يقع في إطار الأفلام محدودة التكاليف، أغلب أبطاله من الوجوه الجديدة، ومن هم معروفون فإنهم أيضا معروفون بتقاضيهم أجورا ضئيلة.. الفكرة التي كتبها السيناريست الشاب عمر جمال قائمة على التناقض بين المثالية والتنازل. الصورة المباشرة التي نعتقد أننا نعيشها وتجعلنا مثاليين على الأقل في نظر أنفسنا بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما. الصورة التي التقطت للأسرة المثالية تنفيها كل مشاهد الفيلم التي تؤكد أنهم لا علاقة لهم بالمثالية. فلقد تنازلوا عن أشياء كثيرة وجاء أكبر تنازل عندما دفعوا مقابلا للقناة الفضائية من أجل الحصول على لقب العائلة المثالية، ووافقوا على دفع الرشوة وتنازلوا عن المقابل المادي الذي رصدته المحطة، وهو 100 ألف جنيه، لصالح هيئة التحكيم!! ما قدمه المخرج من نقد اجتماعي لظاهرة تفشي الرشوة يدخل في إطار أهم، إنه غياب الدهشة قبل الرفض والممانعة. لم نر هذه الأسرة وهي ترفض ارتكاب هذا الفعل المشين، بل هي سعيدة بالحصول على لقب العائلة المثالية والمميزات التي تصاحب اللقب سواء على الصعيد الشخصي أو المادي. كاتب الفيلم عمر جمال هو شاب في مطلع العشرينات من عمره سبق له وأن كتب فيلم «أوقات فراغ» قبل 4 سنوات. تناول «أوقات فراغ» حياة الشاب دون العشرين الذي لا يدري ما الذي يختار ويقف حائرا بين رغباته وإمكانياته. الفيلم حدثت بينه وبين الجمهور حالة من التماس إلى درجة أنه خلق تيارا سينمائيا، اعتقدت بعض شركات الإنتاج أن السر يكمن في الاستعانة بالوجوه الجديدة لبطولة الفيلم وقدمت أكثر من عشرة أفلام بطولة وجوه جديدة لممثلين لا يعرفهم أحد، ولم يسفر الأمر عن شيء، ظل «أوقات فراغ» فيلما واحدا على الخريطة السينمائية ولم يخلق تيارا موازيا كما كان مأمولا وقتها.

فيلم «عائلة ميكي» يلعب في مساحة أخرى حيث تناول مشكلات الأبناء مع الأسرة، ويجمع بين الوجوه الجديدة وعدد من المخضرمين. حرص الكاتب على اختيار اللمحة «الروشة» في انتقاء كلمات حوار تميز بها الفيلم لأنها صارت بالفعل لغة الشباب.. أحداث الفيلم تجري قرابة 50 في المائة منها داخل الشقة، ولدينا أفلام كثيرة كانت الشقة هي الملعب الرئيسي في الحالة الدرامية أشهرها «أم العروسة» الذي أخرجه عاطف سالم قبل نحو 47 عاما، وهو الفيلم الذي لعب بطولته عماد حمدي وتحية كاريوكا. كانت الشاشة التي أبدعها عاطف سالم عن سيناريو عبد الحي أديب وقصة لعبد الحميد جودة السحار تحمل نضجا وإبداعا خاصا، بينما هذه المرة كانت الشاشة كسولة إلى حد أنها تبدو كأنها في حالة تثاؤب دائم، فلم يضف المخرج شيئا في حركة الكاميرا أو حركة ممثليه.

المخرج أكرم فريد لجأ إلى اللعب بورقة الجدة الكفيفة التي تستمع إلى صوت ولا تدري أين هو المصدر رغم أن الشقة ليست قصرا فسيحا، فهي كما قدمها لنا المخرج في البداية أربع حجرات فقط وصالة ودورة مياه. ورغم ذلك بعد أن صار بها اثنان من الغرباء، حبيبة الابن الكبير الضابط التي أدخلها إلى الشقة، ثم الابنة التي تدخل شابا إلى البيت المسكون بهذا العدد الضخم من الأفراد، والدها ضابط في الجيش وشقيقها الكبير ضابط شرطة، ورغم ذلك نرى شابا في غرفة نومها دون أن تصبح هناك دوافع ولا حتى مخاوف من افتضاح أمرها. مهما كانت المبررات الواهية فإن الأمر يبدو أقرب إلى حالة مسرحية شاهدناها في الكثير من الأعمال التي يسيطر عليها ضيق المكان – وهو خشبة المسرح – فتصبح كل الشخصيات في نفس اللحظة على خشبة المسرح والجمهور يتسامح مع هذه المفارقات، بينما في السينما فإن الجمهور لا يتسامح بسهولة مع ما يراه أمامه من تعسف في حركة الممثل ولا في فكرة الاختفاء القسري والظهور بعد ذلك، لأنه يشعر أن المخرج يتعمد تلك الحالة المسرحية. كانت الشاشة مثقلة بقدر لا ينكر من الافتعال والعبث الدرامي وكأننا بصدد لعبة الأطفال الشهيرة «استغماية» كل طرف لا يرى الآخر. لا أتحدث عن الجدة الكفيفة، ولكن كل الأشخاص يشاركون في لعبة «الاستغماية» وعن سبق إصرار، بل وإضرار!! المخرج أكرم فريد ارتبط في مشواره السينمائي بأكبر عدد من الأفلام التجارية مثل «عمر وسلمى» و«أيظن» و«حاحا وتفاحة»، التي كانت تقدم طبقا لرغبات الزبون السينمائي وأيضا لما يريده منتجها أحمد السبكي، رغم أن بدايات أكرم فريد كانت تشير وتبشر بتوجه آخر منذ أن شاهدت فيلمه القصير «3 ورقات» الذي قدمه قبل نحو 10 سنوات، إلا أن للسوق أحكاما، وهكذا توجه أكرم بكل قواه إلى تقديم أعمال تجارية لا تحمل أي فكر ولا تملك أي طموح، حيث إن المطلوب هو تقديم «الإيفيه» الكوميدي الضاحك.. انصاع تماما المخرج لرغبات السوق، وتحول من مخرج لديه شيء يريد أن يقوله إلى ميكانيكي أفلام يريد الإنجاز السريع حتى يرضى عنه المنتج ويمنحه فيلما آخر.. يحسب للمخرج هذه المرة أنه أجاد توجيه ممثليه الجدد؛ الطفل الذي أدى دور «ميكي» اسمه محمد، وتوجيه الأطفال يحتاج إلى قدرة كبيرة من المخرج لكي يخلق مناخ المعايشة مع الطفل. وكان أول أفلام أكرم باسم «فرح» أيضا بطولة طفلة، وذلك قبل أن يبدأ في تقديم سلسلة من الأفلام التجارية. لا شك أن هناك عددا من الممثلين بعضهم يقف لأول مرة مثل الوجه الجديد دريني، الطالبة في معهد السينما التي وقع اختياره عليها، بالإضافة إلى عمر عابدين الذي شارك من قبل في فيلمي «ماجيك» و«أوقات فراغ».. تألقت لبلبة في أداء دورها ونجحت في اقتناص لحظات التعبير بأستاذية، وأيضا أحمد فؤاد سليم في المساحات الدرامية الضئيلة التي أتيحت له، ولكن يبقى أن الشاشة لم تمنحنا حالة من الألق والسحر الإبداعي. كان المخرج يبدو على مستوى الرؤية مفتقرا إلى الإيقاع الذي يضيف إلى مثل هذه الأفلام الكثير من اليقظة والسخونة ويشعر المتفرج برغبة حقيقية في المتابعة. وبقدر ما كانت الفكرة محلقة هبطت درجة عندما أحالها الكاتب إلى سيناريو، ثم هبطت درجات عندما صارت شريطا مرئيا، وهكذا سقط الفيلم في مذبحة أفلام العيد وسوف يستمر - مع الأسف أيضا - في مواصلة مشوار السقوط بعد العيد بسبب تلك الشاشة البليدة!!

t.elshinnawi@asharqalawsat.com

الشرق الأوسط في

24/09/2010

 

بعد أن اقترح الرئيس مبارك إحياءه مرة أخرى

فنانو مصر: عودة «عيد الفن» تدفع الحركة الفنية إلى الأفضل

القاهرة: محمد عجم ومروة عبد الفضيل 

استقبل الفنانون المصريون اقتراح الرئيس المصري حسني مبارك بعودة الاحتفال بـ«عيد الفن» بترحاب شديد، آملين أن يدفع هذا الاحتفال بالحركة الفنية إلى الأفضل، وأن يكون بمثابة تكريم لجيل الفنانين الكبار الذين يستحقون هذا التكريم على عطائهم المشرف وهم لا يزالون على قيد الحياة.

كان الرئيس مبارك قد اقترح عودة الاحتفالية الفنية المتوقفة منذ عهد الرئيس أنور السادات خلال استقباله الفنان المصري الكوميدي طلعت زكريا مؤخرا، حيث كلفه بالتنسيق مع نقيب الفنانين الدكتور أشرف زكي ووزير الثقافة فاروق حسني للاحتفاء بكبار الفنانين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وليكون الاحتفال به تقليدا سنويا في نفس الموعد القديم الذي كان يوافق يوم الثامن من أكتوبر.

الفنان طلعت زكريا أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس مبارك وعده خلال لقائه به بعودة الاحتفال بـ«عيد الفن» تكريما للفنانين المصريين ولما يدركه من قيمة الفن في تقديم رسالة لرقي الوطن، وأن دور الفنان لا يقل عن دور السياسي، وقال بالحرف: «مش عايز حاجة ضيقة.. حاجة كبيرة»، وهو ما يعتبره زكريا خطوة مهمة للفن والفنانين المصريين، لأن هذا العيد سوف يكون أكبر من مجرد احتفالية فنية، لما يتيحه من تعرف القيادة السياسية على أهم ما يدور على الساحة الفنية من ناحية، كما يمكن خلاله التعرف عن قرب على مشكلات الفنانين وطلباتهم وما يواجههم من عوائق من ناحية أخرى، وبالتالي يصب ذلك في خدمة الحركة الفنية في مصر.

الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، رئيس اتحاد الفنانين العرب، أبدى سعادته البالغة بقرار الرئيس مبارك، قائلا: «كان ذلك مطلبا لنا منذ سنوات.. فإعادة (عيد الفن) هو تكريم للفنان وهو لا يزال على قيد الحياة وليس بعد أن يرحل عنها، لأن توجيه الشكر هو أكبر جائزة يحصل عليها الفنان»، مشيرا إلى أن الفنان طلعت زكريا تحدث إليه بعد اللقاء بالرئيس مبارك حول الوعد بعودة «عيد الفن»، ليقوم نقيب الممثلين بعدها بالاتصال بوزير الثقافة فاروق حسني الذي طلب منه إعداد مشروع عن كيفية الاحتفال بهذا العيد وعرضه عليه في أقرب وقت، ذاكرا أن الفترة القادمة سوف تشهد تنسيقا بين نقابة الفنانين ووزارة الثقافة بما يخص ترتيبات «عيد الفن» لكي يعود بشكل يليق.

وقد أشارت الفنانة سميرة أحمد إلى أنها كادت أن تطير من الفرحة حينما سمعت خبرا يفيد بعودة «عيد الفن» من جديد، وأضافت قائلة: «كنا ونحن فنانات صغيرات لا نزال نخطو خطواتنا الفنية الأولى ننتظر قدوم (عيد الفن) بفارغ الصبر وبكل شوق، حيث كنا نشاهد كبار نجوم الفن ونجماته وهم يتسلمون جوائز وشهادات تقدير مقدمة شخصيا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي يعود إليه الفضل الأكبر في إرساء قواعد هذا العيد. وكان النجوم المكرمون في هذا اليوم يتفننون في اختيار ملابسهم ويضعون في اعتبارهم أن يكون الفستان أو البدلة التي يرتدونها هي المرة الأولى التي يرتدونها فيه، فكان لهذا العيد مذاق خاص يتفوق كثيرا عن التكريمات والاحتفالات التي تقام هذه الأيام»، وأنهت سميرة كلامها بالإشارة إلى أن عودة هذا العيد بمثابة عودة الجيل الذهبي لأيام الأبيض والأسود التي لا تعوض.

أما الفنان محمود ياسين فبمجرد أن سمع عن خبر عودة «عيد الفن» من جديد، عادت ذاكرته إلى الوراء لأكثر من 25 عاما، حيث كان من أول الفنانين الذين شهدوا هذا العيد، حيث تم تكريمه من قبل الرئيس السابق محمد أنور السادات في عام 1975، أي في العام الثاني للاحتفال بهذا العيد، مشيرا إلى أن صعوده على خشبة المسرح وقتها ليتسلم جائزته من الرئيس الراحل ومصافحته كانت في حد ذاتها التكريم نفسه، موضحا أنه شهد أثناء هذا العيد والأعياد التالية له أيضا تكريم الكثير من الرموز الفنية مثل الفنان فؤاد المهندس الذي كان يتبادل الرئيس السابق أنور السادات معه «القفشات» الضاحكة، وكذلك النجم الكوميدي عبد المنعم مدبولي. وينهي ياسين كلامه مطالبا المشرفين على هذا العيد بأن لا ينسوا تكريم الرموز الفنية التي رحلت لأن تكريمهم يعد أقل حق لهم. من ناحية أخرى، أثنى الفنان أحمد راتب على فكرة عودة «عيد الفن»، واصفا إياها بـ«المبادرة المحترمة»، مضيفا: «أعاد لنا الرئيس محمد حسني مبارك شيئا مفقودا كنا نبحث عنه طويلا وسط صخب فني مزعج إلى حد كبير، وفي ما مضى كان وقوف فنان كبير على خشبة المسرح بجوار الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليتسلم جائزته في حد ذاته تكريما»، وأرسل راتب من خلال «الشرق الأوسط» برقية امتنان إلى الرئيس مبارك، طالبا منه أن تكون عودة «عيد الفن» بمثابة خطوة أولى في سلسلة اهتماماته بالفن وصناعه والقائمين عليه.

أما الفنان عزت العلايلي فأوضح أن «عودة (عيد الفن) أعاد لنا حق جيلنا وهو جيل الكبار، ذلك الحق الذي سلبته منا الأيام والسنون، فلا أحد ينكر أن الفنان الكبير الآن مظلوم وبعيد تماما عن التكريمات والجوائز، لذا فأنا أعتبر أننا كنا في حاجة ملحّة وماسّة إلى هذا العيد الذي يخصص لنا، فالجائزة الحقيقة ليست في الدرع أو شهادة التقدير الورقية التي نحملها على المسرح، بل في الكلام المنحوت عليها والوصف المشار إلينا فيه».

ولا تخفي الفنانة كريمة مختار سعادتها بهذا العود الحميد لـ«عيد الفن»، خصوصا في مثل هذا التوقيت بصفة خاصة «لأنه توقيت يتعرض فيه الجيل القديم لهجوم وعدم تقدير وتجاهل من الكثيرين، ولا أقول بالطبع من الجميع لأن هناك لمسات إنسانية من البعض»، وتوضح مختار أن قرار مثل قرار الرئيس مبارك إن دل على شيء فإنه يدل على مدى تقديره واحترامه للفن ولرسالته، خاتمة حديثها بعبارة: «شكرا يا ريس».

الفنان عمر الحريري أشار إلى أن عودة «عيد الفن» تعتبر خطوة إضافية جديدة للفن المصري تُرجع الحركة الفنية إلى نصابها الحقيقي، مضيفا: «لا بد من آن لآخر أن يكون هناك تجمعات فنية تشهد تكريم جيل كبير وعملاق كان هو السبب في وجود الجيل الحالي من الفنانين الشباب والشابات، كما أن جوائز (عيد الفن) كانت دائما تذهب لمن يستحقها وليس بأسلوب شكلي مثلما يحدث الآن».

وبرأي نبيلة عبيد، تدل مبادرة الرئيس على مدى تفاعله مع الأجواء الفنية وتبرهن على أن دور الرئيس ليس سياسيا فقط، بل له دور فني، فالفن هو واحد من أهم الصناعات التي تدر دخلا. وتكمل: «هذا العيد كان يعد عيدا للحب، فهو اليوم الذي كان يتجمع فيه النجوم الكبار، فكان مكانا للتلاقي والحديث في كل شيء، وكم من أفلام شارك فيها نجوم كثيرون بعد أن تقابلوا في هذا اليوم بفضل الرئيس الراحل أنور السادات الذي كانت له اهتمامات خاصة بالفن».

من جانبهم أبدى عدد من الفنانين الشباب ترحيبهم أيضا بعودة «عيد الفن»، حيث ترى عُلا غانم أنها ستكون سعيدة جدا إذا شاركت في هذا العيد، وأن تقوم بنفسها بتوزيع الجوائز على نجوم ونجمات كبار كانوا سببا رئيسيا في وجودها هي وجيلها، وتتمنى عُلا أن لا يكون هذا العيد مخصصا للكبار فقط، بل للنجوم الشباب أيضا، وأن يكون فرصة للتلاقي مع رموز فنية مصرية كبيرة كانت سببا في أن تكون السينما المصرية رائدة وعملاقة ولها اسم وصدى في شتى أنحاء العالم. واقترحت عُلا أيضا أن يقوم كل فنان شاب في هذا اليوم بتكريم مجموعة من الفنانين الكبار بنفسه وتوزيع الجوائز عليهم، وأن يقول كلمة لهم، فذلك سوف يساهم في إذابة أي فجوة قد تكون موجودة بين الجيلين.

وهو ما يراه أيضا أحمد عزمي، الذي يرى أن عودة «عيد الفن» ستكون لها صدى طيبا، مثله مثل المهرجانات المصرية الكبيرة التي تحتفي بالنجوم، مع الفارق بأن هذا العيد كان مخصصا للنجوم الكبار، على حد علمه، وأضاف عزمي قائلا: «النجوم الكبار كثيرا ما يعتقدون أن الشباب سحبوا منهم البساط، وهو أمر ليس صحيحا على الإطلاق، وسيكون (عيد الفن) بمثابة خير تقدير لهم على ما فعلوه من أجل الفن، ولنكن صرحاء ونقول إن هؤلاء النجوم الكبار بصفة خاصة كانوا يحبون الفن من أجل الفن وليس لأي اعتبارات أخرى».

أما الناقد الفني طارق الشناوي فأوضح أن الاحتفال بـ«عيد الفن» ظهر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر، حيث كان الرئيس ذا توجه فني ومحبا للفن والفنانين، بل كان صديقا للكثير منهم، لذا كان «عيد الفن» في عهده بمثابة تكريم للفن، خصوصا أن هذا العيد خصص له يوم 8 أكتوبر، أي أنه مواكب لاحتفالات مصر السنوية بانتصاراتها العسكرية.

ويذكر الشناوي أن الاحتفال كان يتم بمنح الرئيس شهادات الدكتوراه وشهادات التقدير للفنانين، حيث توزع عليهم في احتفال خاص يقام على «مسرح سيد درويش» بحي الهرم التابع لأكاديمية الفنون المصرية تحت رعاية مديرها في ذلك الوقت الدكتور رشاد رشدي، وخلال الأعياد المتعاقبة تم الاحتفاء بالكثير من الفنانين المصريين، إلى أن توقف الاحتفال بموت الرئيس السادات في عام 1981.

ومن أشهر الأسماء التي كُرمت خلال أعياد الفن بمنحهم شهادة الدكتوراه الفخرية: يوسف وهبي، وزكي طليمات، ومحمد عبد الوهاب، والشاعر أحمد رامي. كما تم تكريم عدد آخر بمنحهم شهادات تقديرية، أمثال: زينات صدقي، ومحمود المليجي، وسعاد حسني، وحمدي غيث.

الشرق الأوسط في

24/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)