حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم "ظلال":

رحلة بالكاميرا داخل عالم مغلق

أمير العمري

يقتحم الفيلم الوثائقي الطويل الجديد "ظلال" (90 دقيقة) لماريان خوري ومصطفى الحسناوي، عالما غير مألوف، هو عالم المرضي النفسانيين والعقليين، الذين يطلق عليهم العامة في بلادنا "المجانين"، أي فاقدي العقل، في حين أنهم في الحقيقة، لم يفقدوا عقولهم بل أصيبوا لأسباب عديدة، باضطرابات نفسية شديدة تركت تأثيرها على قواهم العقلية، وهي حالة قد يتعرض لها أي منا تحت ضغوط معينة.

إنها المرة الأولى على حد علمي، التي تتسلل فيها الكاميرا داخل مستشفى العباسية الشهيرة في القاهرة التي تعرف باسم مستشفى المجانين، والاسم الرسمي لها مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وكذلك مستشفى الخانكة، والاثنتان تأسستا في القرن التاسع عشر، ولهما تاريخ طويل تطور مع تطور أساليب العلاج النفساني.

كان التصوير داخل هذا النوع من المستشفيات في الماضي، يعد من الممنوعات، بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها المرضى داخلها، وما عرف عن ذلك النوع من المستشفيات من استخدامه أيضا للعقاب أو لعزل بعض الحالات التي كانت تصنف على أنها حالات غير اجتماعية أو حتى خطرة سياسيا، كما كان الحال مع الكاتب والمترجم الكبير إسماعيل المهدوي، والشاعر الشهير نجيب سرور في فترة ما.

ماريان خوري، ابنة شقيقة المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين، تهدي الفيلم الذي اشتركت مع المخرج التونسي مصطفى الحسناوي في إخراجه، إلى ذكرى "جو"، أي خالها الراحل الكبير. وهو إهداء في محله تماما، فالفيلم يبدأ من حيث انتهى فيلم آخر شهير بيوسف شاهين هو فيلم "باب الحديد" أحد الأفلام الروائية القليلة في السينما، التي تدور حول شخصية رئيسية من المضطربين نفسيا. وقد قام بأدئها شاهين نفسه في أحد أهم أفلامه.

اما فيلم "ظلال" فهو يصور لنا العديد من الشخصيات، من النساء والرجال، ومن المسلمين والمسيحيين، من نزلاء مثل هذه المصحات العلاجية الضخمة.

بعضهم قضى أكثر من ثلاثين سنة داخل جدران المستشفى، والبعض الآخر كان من الممكن أن يغادر المستشفى خصوصا وأنه لا يتناول أي نوع من أنواع العلاج، لولا خشيته من مواجهة مجتمع يرفضه، أو يعجز عن استيعابه بما في ذلك الأهل والأقارب.

وللوهلة الأولى، يوحي لنا أسلوب التصوير بأننا داخل سجن، وأمام شخصيات لمسجونين: الزوايا وأحجام اللقطات (القريبة والمتوسطة)، واختيار الأماكن الملائمة داحل المستشفى: الردهات، الأبواب نصف المغلقة، الأركان المظلمة، محاصرة الشخصية داخل اللقطة، وترك المجال لها للتعبير حتى مع عدم قدرتها على الحديث المترابط وعدم المقاطعة بالأسئلة.

هذا الجو الموحي بالسجن، يتسق تماما مع حالة التشتت والضياع والعزلة الشديدة التي يعيشها المريض.

هناك شاب أتى به والده، مصاب بما يعرف بالفصام، قام بحرق أثاث شقيقته قبيل زفافها، وهناك امرأة من الصعيد، مسيحية لكنها تحفظ القرآن وتردد آياته، وامرأة أخرى مسلمة ترتدي الحجاب وقد بدت عليها علائم التزين، تتحدث بمنطق واضح إلى حد كبير وتروي كيف أنها كانت ضحية لزوجها الفظ الذي تسبب في إصابتها بعقدة نفسية بسبب إهاناته المتكررة لها بل وسخريته من أنوثتها، وهي تخوض في رواية الكثير حول تفاصيل علاقتها الجنسية المعقدة بزوجها، وكيف اعتدى عليها واغتصبها ليلة زفافها.

هناك من يتخيل نفسه نبيا، بل ويتصور أنه المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) وقد بعث مجددا لهداية البشر في الأرض، وهناك شاب تتصور أمه التي أحضرته إلى المستشفى بنفسها، انه مسكون بامرأة من عالم الجان، مسيحية، تريد أن تستولي عليه، وهي تروي كيف أنها كانت تضع له الدواء في الشاي والطعام دون أن يدري لكنه لم يساعد على تقدم حالته، ثم أخذته إلى بعض المشايخ، وكيف أنه كان يغضب عندما يسمع الآذان ويبدأ في السب واستدعاء اللعنات، ثم ذهبت به إلى الكنيسة وهناك وضع القس صليبا في رقبته فشعرت الأم بالغضب ورفضت هذا، وقال لها القس إن ابنها يخضع لسيطرة جنية من  العالم السفلي.

الإبن مقتنع تماما بالأمر، فهو يسمع أصواتا، ويتخيل أن المرأة- الجارة التي تسكن فوق سطح البناية، عفريتة تظهر له بملابس شفافة تحاول إغراءه، وحرفه عن الدين.

البعد الديني واضح كثيرا في حكايات المرضى الرجال خصوصا داخل المستشفى، لكن هناك الكثير من القصص التي تعكس رغم عدم ترابطها، أوضاعا اجتماعية مضطربة هي التي انتهت بالكثير من هؤلاء المرضى إلى المستشفى. فالمستشفى في هذا الفيلم معادل للمجتمع. وليس من الغريب أننا نسمع كثيرا على ألسنة المرضى تعبير "إن المجانين هم الموجودون في الخارج وليسوا نحن"!.

هناك مثلا العم الذي أراد الاستيلاء على ميراث شقيقين فوضعهما في المستشفى رغم أنهما لا يعانيان من الخبل، وهناك الزوج الذي أراد الخلاص من زوجته لكي يتزوج بغيرها، والشقيق الذي اعتدى على شقيقته ودفعها دفعا للعودة إلى المستشفى بعد خروجها وعودتها للمنزل.

الصورة العامة لعالم المضطربين نفسيا هي صورة موازية لمجتمع يعاني من خلل واضطراب وفوضى وعدم وجود ضوابط للتعامل مع تلك الحالات التي تعاني من ضغوط نفسية شديدة وقد تصبح عرضة للانهيار.

والنماذج التي يستعرضها الفيلم كثيرة ومتباينة، منها ما يجعل المشاهد للفيلم يتساءل كيف تم عزلها لسنوات داخل المستشفى رغم أنه لا تبدو عليها أي أعراض مرضية، ومن هذه النماذج أيضا ما يبرز العنصر الاجتماعي سببا لمأساتها الممتدة، ومنها أيضا من يختار بارادته البقاء في المستشفى خوفا من مواجهة العالم في الخارج.

ويتميز الفيلم بتلك العلاقة الوثيقة التي يبنيها بالكاميرا، بين المكان بتفاصيله، وبين الشخصيات التي نشاهدها، ومنها ما يتوقف الفيلم أمامها طويلا، ومنها أيضا ما يعبر عليها سريعا.

ويستخدم المخرجان في كثير من اللقطات، طريقة سماع الصوت قبل ظهور الصورة، أو الحديث القادم من خارج الصورة، كما يتوقف الفيلم كثيرا أمام ما يقوم به المرضى من غناء متقطع وانتقالات غير مفهومة أحيانا، من أغنية إلى أخرى، أو هتافات أو نداءات ذات طابع ديني. ويصور الفيلم الاحتفالات الدينية داخل المستشفى، وإقامة الشعائر والصلوات الإسلامية والمسيحية في المناسبات الدينية.

ومع كثافة المادة المصورة والمقابلات من وراء الكاميرا مع عدد كبير من المرضى والمريضات، يعاني الفيلم من بطء الإيقاع، ومن الطول المفرط، سواء لبعض اللقطات والمشاهد، أو للفيلم ككل، فمن الممكن أن يستمر الفيلم على هذا المنوال ساعات وساعات، خصوصا وان المخرجين لا يتحكمان في البناء الفني للفيلم بحيث يصبح بناء قصصيا، يرتكز على محور واحد، ويتم التحكم في إيقاعه الذي يمكن أن يرتفع تدريجيا إلى أن يصل إلى نهايته الطبيعية.

ومع ذلك لا تقلل أي ملاحظات سلبية من قيمة الفليم كوثيقة ذات دلالة اجتماعية وسياسية.

كان من الممكن دون شك، أن يأتي الفيلم أكثر إحكاما وأن تصبح الحوارات من وراء الكاميرا مع المرضى وأقاربهم، أقل إرهاقا للعين وللأذن، إذا ما تم صياغة مادته البصرية والصوتية في حيز زمني أقل وأكثر توازنا،  مع التغلب على التكرار والقضاء على الترهل في الإيقاع الذي أصاب بعض أجزائه.

لكن ما يحسب للفيلم استغناءه التام عن التعليق التقليدي الصوتي المصاحب، واعتماده على أن تروي الشخصيات حكاياتها بنفسها دون أن يبدو أن هناك تدخلا من جانب صانعي الفيلم، بالإضافة إلى شريط الصوت الثري المصاحب، وقلة ظهور الطرف الآخر في القصة، أي الأطباء والإدارة التي تبدو غائبة تماما، باستثناء مشهدين أو ثلاثة للعلاج بالصدمات الكهربائية، أو المناقشات بين الطبيب وبعض المرضى

ولابد من الإشادة بمشهد النهاية على وجه الخصوص: المريض الذي يتناوب العمل مع أحد الموظفين بالمستشفى وكأنه قد تبادل معه الأدوار، وأصبح جزءا عضويا من المكان، وهو مقيم بالمستشفى منذ 35 عاما لكنه لا يتناول الدواء، وجوابه على سؤال حول ما إذا كان يرغب في الخروج هو الصمت. لقطات للحدائق في المستشفى عن الغسق. شاب يخرج من الباب.. سيارة تمر تنثر مادة كيميائية في الجو لتعقيم المكان... عنبر الرجال: لقطات متنوعة للرجال.. أشكال وسحن مختلفة.. صوت الآذان.. باب يغلق.. صراخ!

فيلم "ظلال" تجربة فريدة في مجال توثيق الجانب الآخر من المجتمع، ذلك العالم المغلق القائم امامنا، والمستغلق علينا، وهو جدير بالعرض في القنوات التليفزيونية التي تهتم بمناقشة الأبعاد ااجتماعية للاضطرابات النفسية.

الجزيرة الوثائقية في

23/09/2010

 

شهد ندوات ساخنة ومنافسة ملتهبة

مصر فازت ب "التلاتة"..في مهرجان الأسكندرية

وجائزة خاصة ل "هليوبوليس"

فرنسا انتزعت جائزة أحسن فيلم ب"مرحبا" 

بعد مجموعة الفعاليات الساخنة التي شملت ندوات وتكريمات ومنافسة حامية بين عدد كبير من الأفلام الروائية والتسجيلية من جنسيات مختلفة وبحضور عدد كبير من نجوم الفن في مصر والعالم اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي فعاليات دورته الــ 26 بحفل توزيع الجوائز حيث تضمن عرض مجموعة من اللوحات الاستعراضية بدأت بعجائب الإسكندرية السبع. من إخراج عادل عبده "صانعات السينما" وباليه كلاسيكي علي أغنية "زوروني كل سنة مرة" للفنان سيد درويش والعديد من اللوحات الأخري.

أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فوز كل من فيلم "رسائل البحر" و"بنتين من مصر" و"عسل أسود" بالجائزة المقدمة من وزارة الإعلام والتي تبلغ نحو 100 ألف جنيه. حيث خصصت لجنة النقاد مبلغ 50 ألف جنيه للفيلم الأول. في حين تم منح الفيلم الثاني مبلغ 30 ألف جنيه. في مقابل 20 ألف جنيه لفيلم "عسل أسود".

وتم توزيع الجوائز بحفل الختام وفي الوقت نفسه. منحت لجنة النقاد جوائز التميز الفني لعدد 28 فنانا من كبار الفنانين كان علي رأسهم الفنان الكبير محمود ياسين الذي منحته إدارة المهرجان جائزة تقديرية عن مجمل أعماله الفنية التي قدمها خلال مشواره الفني.

وشمل التكريم الفنانين صلاح السعدني وسمير غانم إضافة إلي شريف منير وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وفتحي عبدالوهاب ومحمد لطفي وماجد الكدواني وآسر ياسين وأحمد الفيشاوي ومن الفنانات دلال عبدالعزيز ياسمين عبدالعزيز وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب وهند صبري ومنة شلبي وغادة عادل ومي عز الدين ونيللي كريم وسيرين عبدالنور ويسرا اللوزي وصبا مبارك وفريال يوسف وداليا إبراهيم.. ومن الوجوه الشابة كريم قاسم وإيمي سمير غانم. أما عن جوائز الفروع السينمائية. فقد فاز بها كل من المونتيرة مني ربيع ومهندسا الديكور خالد أمين وفوزي العوامري.. وفي مجال التصوير. فاز مدير التصوير أحمدمرسي إضافة إلي الموسيقيين عمر خيرت وراجح داوود والمخرجين داوود عبدالسيد وشريف عرفة والسيناريست محمد أمين.

وخصصت إدارة المهرجان جائزة خاصة لفيلم هليوبوليس بالإضافة للجوائز التي تم منحها للنجوم الذين وقفوا بجوار سينما "الديجيتال" من بينهم الفنان محمود عبدالعزيز وأحمد بدير ويوسف داوود ولطفي لبيب وسوسن بدر وبشري.

وفي المسابقة الدولية فازت بجائزة أحسن ممثلة جرانيكا سيريتزيتش عن فيلم علي الطريق البوسنة وأحسن ممثل ايرفين بيجليري عن فيلم غرب شرق وهو انتاج البانيا .وكانت جائزة أحسن فيلم للفرنسي"مرحباً".أحسن مخرج ارجورستيرك عن فيلم تسعة وست دقائق وهو انتاج سولفانيا .أحسن انجاز فني لمدير التصوير برانكولنتا عن الفيلم الكورواتي السود أحسن عمل أول للمخرج ريبيللو عن الفيلم الأسباني امرأة بدون بيانو .أحسن سيناريو للفلم الفرنس" مرحبا .جائزة لجنة التحكيم الخاصة لعمر الشريف عن فيلم المسافر .

وعن جوائز لجنة التحكيم للأفلام القصيرة والديجيتال » فقد حصل فيلم ¢صولو¢ من إخراج ليلي سامي علي جائزة أفضل فيلم وقدرها 5 آلاف جنيه. وحصل فيلم ¢النشوة¢ إخراج عائدة الكاشف علي جائزة لجنة التحكيم "بقسم الأفلام الروائية 35 ملم".

وفاز فيلم "أحمر باهت" إخراج محمد حامد علي جائزة أفضل فيلم في قسم الأفلام الروائية ديجيتال بينما فاز فيلم "ظل راجل" من إخراج تامر المهدي علي جائزة لجنة التحكيم. وفيلم تسجيلي "مش عارف" إخراج أحمد النجار كأفضل فيلم. بينما كانت جائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية من نصيب فيلم ¢أسمي جورج¢ إخراج محسن عبد الغني.

وعن جوائز مسابقة أفلام الرسوم المتحركة حصل فيلم "همهم بيرجن" من إخراج أحمد صلاح الدين علي جائزة أفضل فيلم. بينما حصل فيلم "عقول" إخراج أحمد عبد الوهاب علي جائزة لجنة التحكيم.
وقررت اللجنة تقديم جوائز خاصة لثلاثة أفلام هي : "أنا آسر" إخراج رامي سمير. وعاطف إخراج عماد ماهر. وقطر الحياة إخراج شكري ذكري.

وكان حفل الافتتاح قد شهد حضور وزير الثقافة الفنان فاروق حسني ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب وممدوح الليثي رئيس المهرجان.

وقد شهد الحفل تكريم 5 شخصيات عالمية منها: الفنانة الفرنسية كريستين يني والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي ومهندس الصوت المصري جميل عزيز والكاتبة حسن شاه وعلي بدرخان بالإضافة إلي الفنان القدير جميل راتب وسميرة أحمد.

ندوة ساخنة

وقد ضمت فعاليات المهرجان عدة ندوات ساخنة نوقشت من خلالها بعض الأفلام أدارها نقاد بارزون وشارك فيها عدد كبير من النجوم والعاملين في صناعة السينما وتأتي ندوة فيلم "المسافر" علي رأس هذه الندوات مناقشات ساخنة وآراء جريئة.. حيث هاجم الفيلم مجموعة من النقاد والصحفيين الذين حضروا الندوة فيلم المسافر واصفين العمل بأنه غير مفهوم وفكرته غير واضحة. ووصف أحدهم مشاركة الممثلة سيرين عبدالنور وهي إحدي بطلاته بالفضيحة وبأنها تجهل أبجديات التمثيل. وفي رده علي ذلك قال الفنان الكبير عمر الشريف نجم العمل بغضب: إن الجمهور المصري جاهل ولا يعتد برأيه في تقييم مثل هذه الأعمال.. وأضاف موضحا: يكفي أن هذا الجمهور كان مغرما بأفلام إسماعيل يس وهو في رأيي ليس ممثلا بالمرة.

والطريف في الأمر أن النجم العالمي قد أعلن اعتراضه من قبل علي الفيلم عند عرضه في مهرجان فينسيا.. في حين جاء رد المخرج أحمد ماهر في صالح سيرين حيث أكد أن اختياره لها كان بسبب قدراتها التمثيلية العالية وهو ما أكدت عليه سيرين نفسها حين قالت: إن تجربتها في الفيلم كانت ناجحة وأنها تمتلك خبرة في التمثيل تجاوزت الــ 10 سنوات.

وقد أدار هذه الندوة الناقد طارق الشناوي وشارك فيها من أبطال الفيلم شريف رمزي وحضرها رئيس المهرجان ممدوح الليثي بالإضافة إلي المتحدثين.

ابتعاد سميرة

وفي ندوتها أعلنت الفنانة سميرة أحمد رغبتها في الترشح لعضوية مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل من أجل مناصرة قضايا المرأة والفن.. وعن سبب ابتعادها عن السينما قالت: السينما لم تعد تناسبني. كما أعلن زوجها صفوت غطاس الذي شارك في النقاش أن أجور الفنانين في المسلسلات التليفزيونية وصلت إلي أرقام فلكية. موضحا أن هناك 5 نجوم فقط تراوحت أجورهم بين 21 و35 مليون جنيه.. في حين انتقد ممدوح الليثي هذا الارتفاع الجنوني في أسعار النجوم. مؤكدا أن هذا الارتفاع أوقف حال السينما.

سينما الديجيتال

وتحت عنوان "سينما الديجيتال بين التمويل وحرية الإبداع" عقدت ندوة أدارها الناقد نادر عدلي بحضور كل من المخرج محمد خان وشريف البنداري وأحمد رشوان ودار النقاش فيها حول الصعوبات التي تواجه المخرجين الشباب في الحصول علي فرص لتمويل أعمالهم.

ضمت مسابقة المهرجان أربعة عشر فيلما من 14 دولة منها الجزائر التي شاركت هذا العام بفيلم "حراقي" للمخرج مرزوق علواش وفرنسا بفيلم "مرحبا" للمخرج فيليب ليوريه والمغرب بفيلم "المنسيون" للمخرج حسن بنجليون. والغريب أن الأفلام الثلاثة إشتركت في موضوع واحد وهو حلم الشباب في الهجرة غير الشرعية من بلاد المغرب العربي إلي أوروبا.

شاشتي المصرية في

23/09/2010

 

مقعد بين الشاشتين

في مهرجان الإسكندرية السينمائي... خطبة زرينكا .. وفوز ليوريه

بقلم : ماجدة موريس 

وقفت الممثلة البوسنية الشابة زرينكا سفيتسك علي خشبة مسرح أوبرا الإسكندرية لتقول كلمة بعد فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البوسني "علي الطريق" فإذا بذكائها وقدرتها علي الحديث بانجليزية فصيحة موهبة اضافية لموهبتها العالية كممثلة خاصة وهي تنهي خطبتها بتحية الحضور بالعربية "شكرا.. السلامو عليكم" وأقول هذا لانها - أي هذه الممثلة الموهوبة التي نتعرف عليها لأول مرة في مصر التي لا يعرف الكثيرون وعشاق السينما فيها ان البوسنة وكرواتيا وسلوفانيا وغيرها من الدول الجديدة تصنع سينما مدهشة وقوية تفرض نفسها في مهرجانات دولية عديدة وإذا كان مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يعرض هذه الأفلام ربما للعام الثالث فإن وجود الفنان المثقف الذكي يمثل قوة اضافية لبلده وهذا ما أكدته زرينكا في حفل الختام إذ كانت أفضل متحدثة فيه بينما تعثر غيرها مما يؤكد ان تقديم حفل أو مهرجان علي الهواء هو فن له قواعد وأصول وأيضا القاء كلمة شكر أو فرحة فن آخر. أما ترجمة هذا ففن ثالث!

من بين أفلام مسابقة الأفلام الدولية لدورة المهرجان رقم 26 وعددها 14 فيلما حصل النصف أي سبعة أفلام علي جوائز لجنة التحكيم التي رأستها المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي وشارك فيها من مصر الفنانان الممثلان هشام سليم وزينة ومن فرنسا مصممة الديكور ماري هيلين ومن تركيا أحمد بوياسيو رئيس جمعية السينما في أنقرة ومن إيطاليا المونتير روبرتو بير بينياني ومن الهند المصورة السينمائية سابينا جاديهوك والأفلام الفائزة تعبر عن حيادية ونزاهة اللجنة فلم يحصل الفيلم الإيطالي ولا التركي ولا الأفلام العربية علي أي جوائز باستثناء جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفنان الكبير عمر الشريف عن أدائه في فيلم "المسافر" بينما حصل الممثل الألباني أيرفين برجلير علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "السباق الأخير" للمخرج جورج زوفاني.

امرأة بدون بيانو

من جهة أخري فقد حصلت دول أوروبا الجديدة التي انفصلت عن دولة يوغوسلافيا بعد حرب البلقان الطاحنة علي ثلاث جوائز هامة أولها جائزة التمثيل لأفضل دور نسائي للفيلم البوسني "علي الطريق" وممثلة زرينكا والثانية جائزة أفضل اخراج لفيلم من سلوفينيا لإيجور شتريك عنوانه "06.9" والثالثة جائزة أفضل انجاز فني لفيلم من كرواتيا عنوانه "السود" والانجاز لمصوره القدير برانكو لينا والأحداث تعود بنا لنهايات حرب البلقان.. أما أفضل عمل أول أو ثان فقد حصل عليه الفيلم الإسباني "امرأة بدون بيانو" اخراج خافيير ريبولو الذي يطرح فيه قصة امرأة ملت حياتها الرتيبة بأسلوب سردي مدهش ومحكم يمزج بين الحس الروائي وحس الأعمال الكومبيوترية الآلية والفيلم السابع في لائحة جوائز المهرجان الدولي هو فيلم الجائزة الذهبية كأفضل فيلم وهو الفيلم الفرنسي "مرحبا" اخراج فيليب ليوريه والذي شارك في كتابته مع ايمانويل كوركول واونيفييه آدم والثلاثة حصدوا جائزة أفضل سيناريو معا.

بلال وسايمون

في "مرحبا" يطرح مخرجه ليوريه رؤية مفزعة لتتطور نظرة أوروبا والأوروبيين إلي المهاجرين اليهم خاصة العرب وإلا ما كان اختار للمهاجر أن يكون عربيا عراقيا واسمه "بلال" ابن السابعة عشرة الذي ترك بلده ليلحق بحبيبته "مينا" التي هاجرت مع أسرتها إلي انجلترا ولأن "بلال" صغير وفقير ولا يحمل أوراقاً رسمية فانه يذهب كعادة المهاجرين الجدد إلي أحد معارفه المتواجد ضمن تجمعات العمال الأجانب ويحاول الفتي أن يجد منفذا للوصول إلي حبيبته من ميناء "كاليه" عبر بحر المانش الذي يصل البلدين فيتعلم السباحة ويلفت نظر المدرب "سايمون" فيساعده علي اتقانها.

قبل أن يدرك خطته ثم يقرر مساعدته علي تنفيذ حلمه بالزواج ممن يحب ويدعوه للاقامة عنده هو وقريبه ولكنه أي مدرب السباحة يفاجأ بالجيران يهددونه بابلاغ السلطات لأن هذا غير قانوني - أي أيوائه أجنبي - وحين يسخر منهم يفاجأ برجال الشرطة يفتشون المنزل بحثا عن "بلال" ويصبح "سايمون" مطالبا بالمرور يوميا علي قسم البوليس مثل السجناء المفرج عنهم.. ويدرك ان هناك أشياء غير طبيعية تحدث تحددها له زوجته "ماريون" بأنها هجمة ضد الحريات ويودع "بلال" بمحبة بالغة علي الشاطئ الذي ينطلق منه في رحلته المشتهاه ليصل بالفعل إلي الشاطئ الآخر ليجد في انتظاره سفينة حرس السواحل تبحث عن أمثاله للقبض عليهم فيهرب منها. وبعد مطاردة يائسة يفقد الفتي قدرته علي المقاومة.. ويطفو علي الماء جثة هامدة يعيدها نفس الحراس إلي "كاليه" في كيس من البلاستيك.. ليدفن وسط أفراد قليلين بينهم رجل يبكيه هو مدربه سايمون..

الفيلم هنا يضيف إلي أفلام الهجرة والمهاجرين الجديد في هذه القضية الصعبة وهو القوانين الجديدة للحكومات الأوروبية التي تضيق علي حريات مواطني أوروبا أنفسهم في تعاملهم مع هؤلاء القادمين وتجعل العلاقات الانسانية أمراً محظورا وقد طرح ليوريه الأمر من خلال منظور انساني وفي اطار فني راقي ولغة سينمائية رصينة تقترب من الشعر أحيانا خاصة في تناوله للعلاقة بين المدرب والمهاجر .

يبقي ان أذكر إلي جانب أهمية أفلام المسابقة عناصر أخري ساهمت في نجاح دورة المهرجان هذا العام أولها انتظام العروض والمطبوعات والكتب الخمسة وأهمية الندوات وحيويتها وتنوعها وان احتاجت لتنسيق أكبر.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

23/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)