حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"بداية" Inception في قراءة أخرى:

عوالم الأحلام معقّمة حرّاسها جنود مسلّحون وفضاءاتها مسرح للأكشن

ريما المسمار

لا شك في ان عودة بعض الجمهور والصحافيين والنقاد الى Inception ("بداية")، طلباً لمشاهدة ثانية، تثلج قلب مخرجه. اشياء كثيرة تدعو الى مشاهدة شريط كريستوفر نولن مرة ثانية: الحبكة المتداخلة والسرد المتحوّل، المزج بين الإنتاج الضخم والمضمون المركّب، الوقوف على اسباب تقاطر الجمهور بأعداد ضخمة الى صالات العرض، التفاصيل الكثيرة التي يقوم الفيلم عليها... ولكنّها، أي المشاهدة الثانية، عملية خاضعة لهندسة المخرج وغموض الحملة الترويجية ونصائح الكتابات الصحفية وأيضاً، وبشكل اساسي، محكومة بمنطق الفيلم نفسه. فالمشاهد إزاء هذا العمل المتميّز من دون شك، يُصاب بعدوى الشخصيات: الشك. يفقد اليقين، ليس بواقعه، وإنما بقدرته على استشفاف معاني الفيلم ومقصد المخرج. وبمجرّد أن يقرأ ما كتبته إحدى الناقدات السينمائيات الأميركيات ("إحذروا الناقد الذي يدعي القدرة على تحليل Inception من مشاهدة واحدة") وغيرها، تتسلّل الفكرة الى رأسه وتتملّكه ببطء، تماماً كما يفعل بطل الفيلم "دومينيك كوب" (ليوناردو ديكابريو) برجل الأعمال "روبرت فيشر" بناءً على المهمة التي يوكله بها "سايتو" (كين واتانابي). هكذا يعود الى "بداية"، متحضّراً هذه المرة، للتحدّيات التي يفرضها الفيلم على قدراته التحليلية، مصمّماً على فك الألغاز و"منْطَقَة" منطق الفيلم وإسقاط الفهم الواقعي على عالمه المركّب من أضغاث الأحلام والذكريات ونتف علم الأحلام والفانتازيا. اللافت في كل ذلك الحراك الذي تسبب الفيلم به في المشهد السينمائي كما في أوساط الطب النفسي وفي دوائر المتخصصين بعلم الأحلام ووظائف العقل البشري. البحث عن مرجعية هو الشغل الشاغل لهؤلاء. في السينما، يبحث المحلّلون عن المصادر السينمائية التي نهل الفيلم منها. وفي علم النفس، يسائل المهتمون ملامسة الفيلم للحقائق العلمية. وفي المحصّلة، يبدو الكلّ سعيداً بنتائج بحثه. فالشريط، بشهادة أهل السينما من هواة ونقّاد ومنتجين، يتفوّق على ما سبقه في هذا المجال. وفي عرف المشتغلين على موضوع الأحلام وعلاقتها بالواقع، الفيلم أقرب الى العلم منه الى الخيال العلمي. وسط كل ذلك، يحتل كريستوفر نولن مكانة "المبدع" الذي صنع "تحفته" الغامضة وترك للآخرين تلقفها بين حيرة وإعجاب وذهول. ولكنه، أي نولن، بعيد كل البعد من تركيبة الفنّان الذي يعجز عن تفكيك معاني إلهامه او ابتكاره. انه "مهندس" الفيلم المدرك اسراره وخباياه ونقاط قوته كما نقاط ضعفه. وهو، بهذا المعنى، يتماهى مع "اريادني" (ألن بايج) المهندسة المعمارية التي تبتكر عالم الأحلام في الفيلم، ووحدها تملك مفاتيحه والقدرة على الخروج من متاهاته. وكما ان "أريادني" تتحرّك وفقاً لمسبّقات تفرضها طبيعة العقل البشري، كذلك ينطلق نولن من اعتبارات، ليس أقلّها معرفته التامة بالحدود التي يعمل في إطارها. فهذا فيلم "بلوك باستر" (blockbuster)، لا يكتمل الا باجتماع عناصر الإبهار والانتاج الضخم والجماهيرية. أما ذكاء نولن فيكمن في إضافة بعد رابع: إثباته إمكانية تحقيق الأرباح الضخمة والجماهيرية الواسعة بحكاية بعيدة من التبسيط من دون أن تكون غاية في التعقيد. والواقع ان ثنائية التبسيط والتعقيد في هذا النوع من الأفلام او حتى في السينما نفسها، ليست معياراً في حد ذاتها. فلا التبسيط دليل قاطع على تفاهة العمل ولا التعقيد قرينة على عمقه. على ان منطق الفيلم يفيدنا بسعي صانعه الى الإيحاء بتعقيده. والواقع ان اي فيلم يأخذ على عاتقه الدخول في دهاليز العقل البشري ومحاولة البحث عن صلة او افتراض صلة بين الأحلام والواقع والذكريات محكوم بالتركيب والغموض وربما العبثية. يحقّق Inception كل ذلك إنما داخل منظومة محكمة من الشرح والتفصيل وأيضاً الكليشيه في وصفه المرجع الضروري لاقتراح الفهم السهل والخروج من دوامة العمل. الأمر اشبه بالتالي: الفيلم كناية عن دوامة كبرى معقّدة ومركّبة يضيع المشاهد والشخصيات داخلها. ولكن كما ان طلقة الموت تعيد الشخصيات الى عالم الواقع، كذلك تسحب نقاط المرجعية التي يوزّعها نولن هنا وهناك، تسحب المشاهد من دوامة الفيلم الى الواقع. كبسة زر قادرة على إجلاء الغموض أو على الأقل مخاطبة العقل بالكثير من الكليشيه الجاهز الذي يردّه الى المألوف.

المشاهدة الثانية

لقد بات معروفاً ان حكاية الفيلم تقوم على فكرة مبتكرة قوامها قدرة فريق عالي التدريب والمهارات على اقتحام العقل الباطن لشخص معين وسرقة معلومات وأفكار منه. يتم ذلك بواسطة آلة (تبدو قديمة من الناحية التصميمية أقرب الى جهاز النسخ الصوتي من شريط الى آخر) تمكّن المتصلين بها من تشارك الحلم نفسه. أما الحبكة، فموزّعة على طبقات عدة: الواقع وعوالم الأحلام المتعددة والمتداخلة. تتطوّر الأحداث في اتجاه غير متوقّع حين يتعين على "كوب" وفريقه القيام بمهمة في الإتجاه المعاكس: اقتحام العقل الباطن بهدف "زرع" فكرة بدلاً من استخراجها.

المشاهد الذي اختلط الأمر عليه في المشاهدة الأولى كما هي حال معظم مشاهدي الفيلم، يعود الى الفيلم بهاجس أساسي: البحث عن التفاصيل المخبأة التي تفسّر النهاية. والأخيرة اختار المخرج بترها ليحافظ على شيءٍ من الغموض وليتفادى اعتماد المخرَج السهل لفيلم موصوف بالتعقيد والتركيب. فالطوطم الذي يحمله "كوب" هو مرجعيته للتمييز بين الحلم والواقع. في الواقع، تخضع حركة الطوطم اللولبية لقوانين الجاذبية فيتوقف عن الدوران. أما في الحلم، حيث تنعدم الجاذبية بحسب منطق الفيلم، فإنه يستمر في الدوران الى ما لا نهاية. حين يغزل"كوب" في المشهد النهائي طوطمه، تبتعد الكاميرا عن الأخير لترافق "كوب" في لحظة عاطفية منتظرة: رؤية وجهي ولديه. وحين تعود الكاميرا الى الطوطم، تكون حركته اللولبية مستمرة مع إحساس المشاهد بانها بدأت تبطؤ. ولكن المشهد يُقطع بالأسود قبل ان نتمكن من اكتشاف ماذا سيحل بالطوطم. فهل ان ما يتحسسه المشاهد مجرّد وهم بصري؟ أم انه طعم يرميه المخرج ليشقلب مفاهيم المشاهد مرة أخيرة ويختم فيلمه بنوتة عالية؟ في الحالتين، يقوم المشهد على فكرة جوهرية يقدّمها الفيلم من خلال بطليه "كوب" و"مال" (ماريون كوتيار) ويعمل على زرعها في ذهن المشاهد: هل يمكن ان يكون ما نعتقده الواقع مجرّد حلم؟ الباحث عن مقدّمات او مبرّرات لتلك النهاية سيتمكن من العثور على تفصيلين على الأقل، أحدهما عابر والآخر أساسي. فحين يلتقي "كوب" والد زوجته "مايلز" (مايكل كاين) البروفيسور الجامعي في مجال الهندسة المعمارية، يرجوه الأخير أن يعود الى الواقع. يعلّق "كوب" على طلبه بالقول: "ولداي ينتظران عودة والدهما. ذلك هو واقعهما." تثير الجملة الشكوك بتحديدها "واقع" خاص بالولدين، مما يطرح إمكانية وجود واقع آخر ويقترح ان أحد الواقعين هو حلم. أما التفصيل الثاني الاساسي فهو مشهد البداية الذي يطلق العنان لذاكرة "كوب" لاسترجاع ما حدث كـ"فلاش باك" قبل أن يرجع الفيلم إليه قبيل النهاية. اللقاء بين "كوب" و"سايتو" في مرحلة رابعة من الحلم، ينتهي مع "سايتو" واضعاً يده على مسدس "كوب" الملقى أمامه على الطاولة. بحسب منطق الفيلم، الموت في الحلم يعيد الحالم الى الواقع. ولكن التواجد على ذلك العمق، كما أفهمنا الفيلم، يصعّب عملية العودة ويهدد بسقوط الحالم في "الفراغ" (limbo) إذا ما تعرّض للقتل. هنا يتولّد الشك بعودة "سايتو" و"كوب" الى الواقع. هل عادا فعلاً الى الواقع؟ ام انهما انحدرا الى مستوى أعمق من الحلم حيث يلتقي الأخير بولديه؟

بالمعنى الفني والسينمائي، لا يضيف هذا الجدل كثيراً الى الفيلم، بل إنه يجذب المتفرّج الى عالم "الأفكار" والفرضيات الذي بناه الفيلم منذ البداية. انه انشغال بالبحث عن منطق، يستدرجه الفيلم في الوقت الذي يعلن فيه انه خارج المنطق. ومن ذلك ان كريستوفر نولن ينطلق بفيلمه الى رحاب فكرة مجنونة، يبنبها في عالم الخيال المتحرّر من كل قيد. ولكنّه لا يوفّر فرصة لتقديم الشروحات المسهبة حول كيفية اشتغال هذا العالم. هكذا يتمكّن "كوب" من جذب المهندسة المعمارية "أريادني" الى خطته بجعلها تتحسّس معنى الحرية المطلقة في الخلق من دون حواجز الواقع واعتباراته. وهي حين توافق على المشاركة في العملية تبرّر ذلك بالقول "إنه الابتكار الصافي". ولكن في طيّات ذلك العالم المجنون والهاذي، يتّبع نولن سبلاً أقل ابتكاراً لتجسيد انعكاسات العقل. فالتجوّل في ذهن الحالم محكوم بمنظومة تعتمد التحديد. هكذا ينسحب تعليق "اريادني" على عقلها الباطن ("يبدو عقلي الباطن مهذّباً") على الجميع. فما يعكسه التجسيد البصري لعقل الشخصيات الباطن يفتقر الى الجنون والإبتكار ويقتصر على اشخاص غرباء متأنقين، لا يعكسون اية غرابة او تطرّف من التي نختبرها في أعماقنا. حتى الرغبات الجنسية غائبة فيما عوالم الأحلام فضاءات معقّمة (مستشفى أو فندق) أو شوارع قذرة وبؤر فساد. وحين يحاول تجسيد فكرة مقاومة العقل الباطن للسرقة، يصل قمة الكليشيه عن طريق تجسيدها بواسطة رجال مسلّحين ذوي مهارات قتالية وعسكرية، تستعير من أفلام الأكشن الأكثر تقليدية. لا يغيب عن بالنا هنا التوقف عند طبيعة الفيلم نفسها التي تحمل شيئاً من عناصر قصورها. فالمدة الزمنية للفيلم تفرض الكثير من "التشحيل" الذي يطاول غالباً التفاصيل. وإذا كان الفيلم بضخامة Inception فإن الجهد الأكبر ينصب على تفاصيل من نوع آخر. هكذا يتحوّل الفيلم في مراحل الحلم الأربعة (المرحلة الرابعة هي تلك التي يلتقي فيها "كوب" "مال" للمرة الأخيرة ومن ثم "سايتو") الى شريط أكشن من الطراز الأول ويسيطر هذا الهاجس على ما عداه. فننتبه الى ضعف الجزء الذي يدور في المنطقة الجبلية المثلجة وطوله. ما هي خصوصية هذا المكان؟ لماذا اختارت "أريادني" تصميمه؟ ما هي وظيفته سوى توفير الحجة والسياق لاستعراض أكبر لعضلات المخرج في مشاهد الحركة والتشويق؟

بهذا المعنى، يقوم Inception على مزاوجة دقيقة بين أصالة الإبتكار وأصالة الإنتماء: أصالة الفكرة المبتكرة وإخلاص الإنتماء الى النوع والوفاء للجمهور العريض. ينجخ نولن في ابتكار عالم خاص وآسر ولكن حين يملأه بأفكاره (على غرار ما يفعل الحالم بتصميم أريادني) فإنه يلوذ بأدوات مألوفة وبجزء يسير جداً من الجنون والتفلّت.

المستقبل اللبنانية في

06/08/2010

 

أطلق مسابقة أفلام للهواة ويتطلّع الى استكمالها في برنامج واقعي

نبيل فارس: الصورة أكبر عنصر جذب لشريحة الشباب

ريما المسمار 

قبل أسبوع، أُطلق الموقع الإلكتروني لـ"مسابقة أفضل فيلم قصير للهواة". "عشرة أيام عشر دقائق" هو الترجمة الحرفية للعنوان، 10 Days 10 Minutes، والمختزل بـ 10D10M. تقوم الفكرة باختصار وكما يوحي العنوان على إنجاز فيلم من عشر دقائق كحد أقصى خلال عشرة أيام. صاحب الفكرة ومؤسس المشروع هو اللبناني نبيل فارس المتخصص في مجال التطوير والتدريب الإداريين والمشتغل في حقل التخطيط الاستراتيجي والتطوير لسنوات قبل أن يقرر التفرّغ للإنتاج التلفزيوني والفيلمي من خلال شركته "سي بريز انترتاينمنت" (Sea Breeze Entertainment). والأخيرة أسّسها في كاليفورنيا في العام 2004 ولكنّها لم تثمر بعد مشروعاً كاملاً إذ ان في جعبتها اليوم، فضلاً عن المسابقة، مشروع برنامج من نوع "تلفزيون الواقع" هو "انت تضع الموازنة" (You Do the Budget)، ينتظر أن يجد منتجاً وقناة عرض في الولايات المتحدة الأميركية كما في لبنان، حيث تقدّم فارس بالمشروع بنسخته المحلية الى أكثر من جهة، أبدت اهتماماً بالفكرة. ولعلّ ما أفسح المجال امام مسابقة "عشرة أيام عشر دقائق" للإنطلاق والتحقق، على الأقل في مراحلها الأولى، انها تستفيد في جزء من تمويلها من المشاركين. فما هي إذاً مواصفات هذه المسابقة وشروطها؟

يقول فارس: " استغرق التحضير لهذه المسابقة نحو تسعة اشهر لأن طبيعة العمل في مجال التلفزيون تختلف عنها في السينما. في الأول، لا بد من التأكّد من أصالة الفكرة وتجددها وعدم تشابهها مع فكرة أخرى حتى وإن كانت في بلد بعيد. انها طبيعة التلفزيون وبرامج الواقع التي غدت متداولة وفي المتناول. كما ان فكرة المسابقة ولاحقاً برنامج الواقع، تتطلّب وضع معايير وشروط وقوانين. باختصار، السينما هي مشروع يقوم على الإبتكار الفردي فيما المشروع التلفزيوني يتطلّب إدارة الإنتاج وفق معايير مختلفة."
خلال السنوات التي قضاها في الولايات المتحدة الأميركية، حاول فارس، الى جانب دراسته، دخول مجال الانتاج والكتابة في هوليوود. كتب أكثر من سيناريو وشارك في مسابقات عدة وورش عمل ودورات تدريبية. ولكن المسألة ليست سهلة كما يؤكد: "تستقبل شركات الإنتاج الكبرى في هوليوود نحو 750 ألف سيناريو سنوياً من داخل أميركا وخارجها، نحو 4 بالمئة منها فقط يتمكن من الوصول الى أصحاب القرار للإطلاع عليها قبل أخذ القرار في شأنها. العملية محكومة بالعلاقات بالدرجة الأولى فضلاً عن قدرة الشخص المعني على التكيّف والصبر وعدم فقدان الثقة بالنفس."

انطلاقاً من فكرة التكيّف وقراءة حاجة "السوق"، ترك فارس محاولاته في الكتابة السينمائية جانباً واتّجه الى مضمار التلفزيون، وتحديداً تلفزيون الواقع، الذي لا يقل تنافساً ولكن شروطه أوضح وفرصه أكثر. ولضمان الرواج والشعبية لمشروعه "عشرة أيام عشر دقائق"، جسّده في مرحلتين: المسابقة والبرنامج الواقعي. وهما مرحلتان منفصلتان متصلتان في الوقت عينه. بمعنى آخر، تشكّل المرحلة الأولى جزءاً مستقلاً غير مرتبط بالمرحلة الثانية التي، إذا تحقّقت، ستذهب بالمشروع الى فكرة وشروط جديدة.

المرحلة الأولى

عن تشكّل فكرة المسابقة، يقول فارس: "الصورة بكل اشكالها هي الأساس اليوم لدى شريحة الشباب. انها وسيلة الاتصال والتواصل. المسابقة هي فرصة للشباب الهواة لإظهار مواهبهم. وأنا على يقين بوجود مواهب كثيرة في لبنان والعالم العربي ولكن إظهارها وبلورتها وصقلها خاضعة لأزمات السياسة والمجتمع التي تؤخر عملية الإبداع أو تطمسها. كذلك أردت من خلال المشروع تحفيز العمل الجماعي. فالمسابقة مفتوحة أمام الأفراد كما أمام المجموعات على ألا يزيد عدد المجموعة الواحدة عن خمسة اشخاص."

تنطلق المسابقة رسمياً يوم الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر وتنتهي يوم 22 منه بتسليم الأفلام. قبل ذلك، يتعين على المهتمين بالمشاركة تعبئة الطلبات وتسديد الرسم المالي واستيفاء الشروط وتحضير الأفكار. إلا أن أحداً لن يتمكن من البدء بالتصوير او حتى الكتابة قبل 12 نوفمبر: "باب التسجيل مفتوح حتى العاشر من تشرين الثاني اي قبل الإفتتاح الرسمي بيومين. والإفتتاح عبارة عن احتفال سيقام في الفوروم دو بيروت على الأغلب، حيث يتعين على المشاركين (اثنين من كل فريق) التواجد هناك لسحب ورقة تحدّد نوعية الفيلم الذي سيشتغلون عليه خلال عشرة أيام."

ستنقسم المشاريع الفيلمية بين وثائقية وروائية قصيرة بحسب ما يحدده السحب العشوائي. في الروائي، هناك ستة أنواع: دراما، كوميديا، أكشن، رعب، عائلي وصامت. ويشترط ان تتراوح مدة الفيلم بين 5 و10 دقائق. اما المشاركة فمفتوحة أمام الشباب من ستة عشر عاماً وما فوق من لبنان والبلدان العربية.

في الإفتتاح أيضاً، ستحضر لجنتا التحكيم اللبنانية والهوليوودية. الأولى مؤلفة من ثلاثة اشخاص في مجال التلفزيون والسينما والثانية من منتجين وكتاب سيناريو ومصورين هوليووديين. ولكن الموقع الرسمي للمسابقة، كما فارس، متحفظ عن ذكر أسمائهم حتى اللحظة. بعيد انتهاء المشاريع وتقديمها، ستقوم لجنة التحكيم اللبنانية بمشاهدة الأفلام واختيار ثلاثين فيلماً من بينها. بعد ذلك، تنضم اليها اللجنة الهوليوودية وتختاران معاً أفضل ثلاثة أفلام روائية ومثلها وثائقية.

لا تقدّم إدارة المسابقة أية تسهيلات لوجستية أو تقنية، بل تكافىء الأفلام الفائزة بجوائز مالية (3 آلاف دولار للفيلم الأول، ألفان للثاني وألف دولار للثالث في الفئتين الروائية والوثائقية) وفرصة مناقشة أفلامهم مع أعضاء لجنة التحكيم. كذلك، تسعى إدارة المسابقة الى عرض الأفلام المنجزة كلها في صالة سينمائية. وقد تمّ لهذه الغاية الإتفاق المبدئي مع سلسلة صالات "غراند سينما".

المرحلة الثانية

بعد اختتام المرحلة الأولى بإعلان الأفلام الفائزة، يبدأ العمل على المرحلة الثانية اي برنامج تلفزيون الواقع. غير ان التحضيرات والتفاصيل لاتزال قيد الدرس والبحث في غياب راعٍ أساسي للبرنامج وبانتظار بلورة اتفاق نهائي مع محطة تلفزة تهتم ببث البرنامج. يحمل مشروع البرنامج اسم "برنامج أكاديمية الفيلم" Filmmaking Academy Show ويعتمد على مشاركة الفرق الست الفائزة بالاضافة الى فريقين من اختيار الجمهور وفريقين من اختيار لجنة التحكيم ليكون المجموع عشر فرق. يُعاد خلط هذه الفرق وتشكيل مجموعات جديدة من الأفراد المشاركين. أما البرنامج، فيقوم على تدريب الفرق الجديدة من خلال ورش عمل مكثّفة في مجال كتابة السيناريو والاخراج والتصوير. بعدها، توزع "الفروض"، حيث سيتوجب على كل فريق إنجاز فيلم في ظل شروط ومدة زمنية محددة، يجري على أساسها تقويم الأفلام واستبعاد فريق كل أسبوع بناءً على جودة العمل. أما الفريق الفائز في نهاية البرنامج، فسيحظى بجائزة مالية وبمنحة دراسية لمدة ثلاثة اشهر في معهد سينمائي في أوروبا أو أميركا.

"خلال خمسة أيام، زار الموقع نحو 750 شخصاً" يقول فارس مضيفاً انه يتوقع "مشاركة أكثر من ثلاثمئة فريق" اي ثلاثمئة فيلم ومؤكداً "إنجاز المشروع في جزءين اذا تخطى عدد الفرق المشاركة الخمسمئة".
ولكن المؤشرات التي يعتمد عليها فارس ليست في اي حال من الأحوال نهائية أو ضامنة لجودة العمل. فالمسألة خاضعة في نهاية المطاف الى عوامل كثيرة ليس أقلها قدرة استقطاب الشباب في ظل فرض مبالغ غير قليلة (نحو مئة دولار للشخص الواحد فضلاً عن تكاليف استئجار الكاميرا والمعدات وكلفة المونتاج وبطاقات السفر بالنسبة الى المشاركين من خارج لبنان) على المشاركين والذهاب في اتجاه يعتمد معايير هوليوود في تصنيف الأفلام في الوقت الذي تدعو فيه التقنيات الرقمية المتاحة الى التحرر من الأشكال الثابتة والأنواع الجاهزة. كما لا يغيب عن بالنا العدد الكبير من المهرجانات الصغيرة والكبيرة في لبنان وجواره التي تشكّل فرصة لأصحاب التجارب الفردية والمستقلة لتقديم أفلامهم. فهل ستضيف مسابقة "عشرة ايام عشر دقائق" الى المشهد الفيلمي اللبناني والعربي؟ هذا ما ستجيب عليه نتائج المسابقة التي لن تنجلي قبل نهاية العام 2010.

[ تفاصيل المسابقة وشروطها متوفرة على موقع www.10days10minutes.com

المستقبل اللبنانية في

06/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)