حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طارق الشناوى يكتب:

كتالوج الإجابات النموذجية للأسئلة السياسية

عندما سألوا «د. مجدي يعقوب» عن رأيه في ترشيح «د. محمد البرادعي» للانتخابات الرئاسية قال: أنا رجل طبيب معني بالعلم وجاهل بالسياسة ولا علاقة لي بتلك الأمور!!

هل يتقبل الناس هذا الرأي لو أعلنه نجم قائلاً أنا ممثل عليّ إجادة دوري أمام الكاميرا أو علي خشبة المسرح وليست لي علاقة بالسياسة؟! الحقيقة المؤكدة هي أنه لا أحد سوف يتسامح معه؛ لأن الدولة تنتظر منه أن يؤيدها تمديداً أو توريثاً والناس تريده أن يصبح صوتاً لهم لا عليهم.. الفنان جزء من المجتمع ولا يمكن أن يعزله أحد عما يجري في الحياة.. المؤكد أن للفنان رأي إلا أن السؤال: هل لدينا فنانون قادرون علي إعلان معارضتهم لتوجهات الدولة بصوت مسموع دون أن يدفعوا الثمن؟! بالطبع من حق الفنان أن يؤيد ويبايع ولا يعتبره أحد يتملق الدولة ولكنني أسأل.. هل كل من يؤيد الدولة هو بالفعل يعبر عن قناعاته أم أنه يخشي غضبها؟ الحقيقة هي أننا نري بالفعل عدداً محدوداً من الفنانين المصريين لهم مواقف تبدو وكأنها خارجة علي الصف الذي ينبغي أن يقف فيه الجميع.. مثلاً «خالد أبوالنجا»، «خالد الصاوي»، «خالد يوسف»، «توفيق صالح»، «علي بدرخان»، «داود عبدالسيد» وآخرون غيرهم.. العدد محدود جداً لكنهم بدءوا في إعلان مواقفهم!!

هل يملك الفنان في عالمنا العربي وليس فقط في مصر تلك الحرية؟ الحقيقة هي أنه كلما ازدادت نجومية الفنان صار أكثر خوفاً من الاصطدام بالنظام وهكذا تستطيع أن تقرأ الإجابات نفسها يرددها أغلب الفنانين علي الأسئلة السياسية.. تابع علي سبيل المثال لا الحصر الردود التي يعلنها نجومنا الكبار أمثال «عادل إمام»، «نور الشريف»، «محمود ياسين»، «صلاح السعدني» وغيرهم.. إنها تحديداً الإجابة التي ينتظرها النظام إنهم في العادة وبحكم التجربة يقرءون ما تريده الدولة ويزايدون في هذا الاتجاه نعم «عادل إمام» هو أكثرهم جنوحاً في تأييد النظام يقول أكثر حتي مما تطلبه منه الدولة ولكن تظل إجابات الفنانين عن أغلب تلك الأسئلة لها كتالوج وهو درس الإجابات النموذجية في الأسئلة السياسية.. اقتربت الآن الانتخابات الرئاسية ولو سألت أغلب النجوم عن رأيه ستأتي الإجابة الرئيس مدي الحياة.. لو سألتهم عن التوريث الإجابة هي لا للتوريث نعم لجمال.. الفنان يؤكد أنه لن ينتخبه باعتباره ابن الرئيس ولكنه سيصل للحكم بعد انتخابات حرة لأنه يستحق.. لو قلت لهم كيف تقولون حرة والرئيس يمتلك كل الخيوط؟ يقولون لك ولماذا لا يحصل ابن الرئيس علي فرصة مثل كل مواطن أليس له كل الحقوق وعليه كل الواجبات.. إجابة صارت «كليشيه» لا تخرج عن تلك الحدود التي ترددها الدولة ولا يجوز أن تتوقع غيرها.. لماذا يبدو الفنان المصري إلا فيما ندر مكبلاً في آرائه؟ لأنه في العادة لا يحلم سوي بحماية مكاسبه الشخصية.. دائرة أحلامه لا تتجاوز دائرة مصالحه المادية والأدبية ولهذا يحرص علي ألا يغضب النظام ليضمن وجوده الدائم علي الخريطة الفنية دون أي عراقيل مباشرة أو غير مباشرة؟!

دائماً الفنانون مطالبون بإثبات ولائهم وتأييدهم لكل ما تفعله الدولة.. أعود بكم قرابة عشر أو خمس عشر سنوات لقد تعودنا مثلاً أن عدداً كبيراً من نجومنا كانوا يصاحبون الرئيس «حسني مبارك» سنوياً في رحلته إلي «توشكي» وكل منهم يشيد بتوشكي وليالي توشكي وخير توشكي وقدموا لها أكثر من أوبريت.. ثم توقف الإعجاب بتوشكي عندما صار الرئيس نفسه قبل نحو 9 سنوات لا يذهب إليها.

هل ننتظر من الفنان أن يتحول إلي مناضل أم أن الخوف سوف يكبل إرادته؟ لا نريد بالتأكيد مناضلين بل نرنو فقط إلي فنان يعلن رأياً نشعر فيه بنبض الصدق.. سوف أضرب لكم مثلاً بدولة يطلقون عليها جغرافياً دولة الجوار وهي إيران.. إيران ليست هي جنة الديمقراطية بالطبع وعدد كبير من السينمائيين لديهم مشكلات مع الرقابة التي تمنع أفلامهم وهناك أيضاً قيد علي حريات الصحافة وعلي حريات المواطنين ورغم ذلك فإن الأمل في التغيير قائم والدليل أن هناك بعض الفنانين لا يزالون يقولون لا.. أما فنانونا وتحديداً أغلب نجومنا فإنهم لا يعرفون سوي الإقامة الدائمة في مدينة «نعم»!! مثلاً انحاز أغلب السينمائيين الإيرانيين إلي «موسوي» الذي كان يمثل في الانتخابات الإيرانية الأخيرة الوجه الأكثر ديمقراطية وإيماناً بحرية التعبير.. كان من بين المتحدثين الرسميين باسم «موسوي» المخرج الإيراني الشهير «محسن مخلباف».. الفنان الإيراني يستطيع أن يعلن رأيه رغم أسلحة السلطة التي تحكم ومازال الفنانون أو بتعبير أدق أغلبهم يقفون إلي جانب التغيير والإصلاح والانفتاح الفكري رغم هزيمة «موسوي» أمام «نجاد» في الانتخابات.. وهكذا رأينا المخرج الشهير الحاصل علي جائزة «السعفة الذهبية» من مهرجان «كان» عباس كيروستامي ينضم أيضاً للمعارضة وصار يقيم حالياً في باريس كما أنه في مهرجان «كان» الأخير وقف «عباس» بجانب المخرج الإيراني «جعفر ياناهي» بعد إلقاء القبض عليه واعتقاله في إيران أكثر من ذلك فإن بطلة فيلمه «نسخة طبق الأصل» النجمة الفرنسية الشهيرة «جولييت بينوش» عند استلامها لجائزة «السعفة الذهبية» كأفضل ممثلة وضعت اسمه أمامها أقصد «ياناهي» وأكدت في كلماتها وقوفها إلي جانبه.. الفنان صاحب الموقف السياسي لم يعد يلقي فقط تأييداً من أهل بلده، ولكن التعاطف والقوة التي تسانده من الممكن أن تتسع لتصبح دائرة عالمية وهكذا مثلاً دافع عنه مهرجان «كان» الأخير وظل مقعده شاغراً بعد اختياره كعضو لجنة تحكيم وحرصت إدارة المهرجان يوم الافتتاح علي أن تسلط الضوء علي مقعده الخاوي.. «جعفر ياناهي» كان مسجوناً في إيران وهو الآن ممنوع عليه مغادرة البلاد بعد خروجه من السجن، ولكن مساحات التأييد له لم تتوقف ولا يزال داخل إيران يرفع صوته منادياً بالحرية وبالطبع فإن مسيرته الإبداعية سوف توضع أمامها العديد من العراقيل وليس كل فنان ـ مهما بلغت موهبته ـ قادراً علي أن يحلق خارج حدود بلاده مثلما فعل مثلاً «كيروستامي».. لا أتحدث عن قرار منع «ياناهي» من السفر فمن الممكن أن يسقط هذا القرار إلا أن ليس كل فنان مؤهلاً لتقديم إبداعه خارج حدود الوطن حتي لو تم السماح له بالسفر فليس معني ذلك أن المناخ صار ملائماً بالنسبة له لكي يبدع.. الحقيقة هي بالتأكيد لا.. بعض الفنانين مرتبطون بوطنهم وإبداعهم ينضج فقط داخل حدود الوطن!!هناك بالتأكيد ثمن ينبغي أن يدفع وهكذا يظل الصراع قائماً بين الفنان كصاحب وجهة نظر لديه قناعات فكرية وسياسية وبين توافق كل ذلك مع الدولة ربما كان ذهاب عدد من الفنانين إلي فيلا الدكتور «البرادعي» قبل نحو ثلاثة أشهر هو بمثابة نقطة محورية وفاصلة لأنهم من خلال هذا الوجود سجلوا رأياً مباشراً.. بعيداً حتي عن ترشيح «البرادعي» للرئاسة أم لأنه الآن أقوي وجه معارض في مصر.. أتصور أن الدولة تضع خطاً أحمر ضد «البرادعي» وهي أيضاً تصنف المواقف من المرشحين المحتملين للرئاسة.. أستطيع أن أري أنه لا خوف أن يتوجه أي فنان لترشيح «حمدين صباحي» أو «أيمن نور» باعتبارهما أعلنا من قبل هذه الرغبة ردود الفعل التي أحدثها «البرادعي» في الشارع أراها أيضاً تجعل السؤال إجبارياً وليس اختيارياً ينبغي للنجم أن يحدد موقفه ويختار الإجابة.. لا يستطيع الفنان أن يكرر إجابة «د. مجدي يعقوب» ويبتعد عن التورط في السياسية؛ لأن الكل ينتظر رأيه الناس والدولة بل أنا أعتقد أن الدولة تترقب وتنتظر أكثر خاصة لو كنا بصدد نجم وفي الوقت نفسه فإن الدولة لن تسامحه لو جاء الرأي بعيداً عما تنتظره منه.. أغلب نجومنا اختاروا الإجابة النموذجية «البرادعي» شخصية دولية لكنه لا يعرفنا ولم يركب أتوبيس مثلنا ولم يعش في مصر وهو كثير الترحال خارج حدود الوطن أو اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش.. أو «البرادعي» كويس بس أين برنامجه.. الجزء الثاني من الإجابة نعم أؤيد «جمال» في الترشح وهذا ليس توريثاً، ولكنها انتخابات حرة وهو يعرف كل كواليس الحياة السياسية؛ لأنه داخل المطبخ.. وهكذا جاءت الإجابة النموذجية.. الدرس انتهي لموا الكراريس!!

الدستور المصرية في

03/08/2010

 

«الكبار» يتناول قضايا مهمة ويحمل رسائل قيمة لكنه لا يحمل رؤية فنية خاصة

إيهاب التركي

ينتمي فيلم «الكبار» إلي نوعية الأفلام الجادة التي تناقش وترصد هموما اجتماعية عامة وخاصة، ويحمل الفيلم رسالة واضحة ومباشرة تتصدي للفساد الاجتماعي، بطل الفيلم تتأرجح علاقته بالخير والشر بين الندم علي خطأ ارتكبه كوكيل نيابة أدي إلي إعدام شاب بريء، وبين الارتماء بين أحضان عالم الفاسدين الكبار لإحساسه بغياب العدالة، وبين العالمين يرصد الفيلم رحلة كمال «عمرو سعد» بين الندم ومحاولة التطهر من الذنب، ويقف البطل بين عالمين يتجاذبانه، عالم الخير ويمثله صديقه ضابط الشرطة المخلص لعمله علي «محمود عبدالمغني» والفتاة هبة «زينة» وهي شقيقة الشاب الذي أعدم دون ذنب ارتكبه، والتي يري فيها صفات البراءة المفقودة في عالم اليوم، وعلي الجانب الآخر ينجذب كمال في لحظات يأسه إلي عالم الحاج «خالد الصاوي» صاحب المؤسسة الكبيرة التي تدير العديد من العمليات المشبوهة بعد أن وجد الحاج في كمال الذي هجر النيابة وأصبح محامياً القدرة علي استغلال ثغرات القانون وحيله لحماية عملياته المشبوهة من الانكشاف وهي عمليات تبدأ من تجارة المخدرات والدعارة وتزوير العملة وتصل إلي حد إدخال نفايات نووية لتدفن في الصحراء دون علم الحكومة.

الفيلم الذي كتبه «بشير الديك» ويعود به إلي السينما بعد غيبة طويلة أخرجه «محمد العدل» في أولي تجاربه الإخراجية، ورغم أن تركيبة الكاتب المخضرم والمخرج الشاب تبدو مبشرة بعمل يحمل عمق الخبرة وخيال رؤية شابة لكن الفيلم لم يقدم سوي تجربة عادية وتقليدية سواء من خلال السيناريو الذي لم يحمل رؤية جديدة لموضوع صراع رجل القانون أو رجل الشرطة بالفساد، حمل السيناريو كثيراً من المعاني والرسائل العميقة التي يجب احترامها وسط كم السينما الغثة والرديئة، ولكن ذلك لا يجب أن يجعل مشاهد الفيلم يغض الطرف عن الشكل والقالب التقليدي للفيلم، يتحدث الفيلم عن الفساد دون التعمق في تفاصيله، نلمح خيوط الفاسدين التي تسيطر علي المجتمع وتتحكم في مصائره دون أن نري من أين تبدأ تلك الخيوط وأين تنتهي وكيف تتشابك، تبدو القضية الرئيسية للسيناريو صراعاً لا يحمل كثيراً من الخصوصية بين الخير والشر، هذا التجريد في التعبير عن الفساد من خلال التركيز علي نموذج يسمي المؤسسة يديره بلطجي سابق اسمه الحاج تسمع عن أعماله الإجرامية ولا تري تفاصيلها أو آثارها، مما يفقد المشاهد الكثير من التعاطف مع حرب الخير ضد هذا الشر ويفقده أيضاً الاهتمام به. علي مستوي الإخراج لم يبد أن «محمد العدل» لديه رؤية سينمائية خاصة تعيد صياغة السيناريو وتترجم السيناريو المكتوب إلي جمل تحمل لغة بصرية سينمائية جديدة، مشهد وصول وكيل النيابة لحظة إعدام الشاب البريء واحد من المشاهد المهمة قدم في الفيلم بشكل مستهلك تكرر في كثير من الأفلام القديمة، أيضاً مشهد انتحار القاضي «سامي العدل» في قاعة المحكمة بعد أن قرأ حكماً يخالف ضميره لم يقدم بعناية كافية، يضاف لذلك غياب السيطرة علي إيقاع الفيلم الذي بدأ لاهثاً في مشاهد قضية القتل التي كان يحقق فيها «عمرو سعد» ثم ترنح بعد ذلك بين البطء والمط في بعض المشاهد مثل مشاهد فتاة الليل والبار.

مشهد النهاية جاء مسرحياً وبه مونولوج طويل قدمه «خالد الصاوي» بسخرية، ولكن رغم الحوار العاطفي والمؤثر لم تحقق نهاية الفيلم الإحساس بنهاية مشبعة درامياً، المشهد مكتوب بلغة سينمائية قديمة حتي إنك يمكن أن تتذكر مونولوج «رشدي أباظة» في نهاية فيلم (الرجل الثاني) حينما تراه. علي مستوي التمثيل جاء أداء الأبطال تقليدياً بشكل عام، ومازال «عمرو سعد» يمتلك الإحساس بصورة أكبر من أدوات التعبير، يمكن أن تتعاطف مع نظراته الحزينة ودموعه لكن يظل الإحساس بنقص خبرته التمثيلية واضحاً خاصة أنه بطل الفيلم، ومساحة دوره بكل انفعالاتها كبيرة ومتناقضة، ولايمكن تجاهل استحضار بعض مشاهد الراحل «أحمد زكي» في فيلم (ضد الحكومة) عندما تشاهد مشهد مرافعة «عمرو سعد» أمام المحكمة. حاول «خالد الصاوي» باجتهاد شخصي علي الأغلب رسم ملامح خاصة وحيوية لشخصية «الحاج» الشريرة بتلك الإضافات التي تظهره يتصرف بصورة طفولية أحياناً مع من حوله، كما تضيف «عبلة كامل» في ظهورها الخاص شكلاً خاصاً بأدائها العفوي الذي ينعكس حتي علي بطلي الفيلم اللذين شاركاها في نفس المشهد، تمثل «عبلة كامل» الروح المصرية الأصيلة التي تستطيع بقوة النفاذ إلي روح البطل الحائرة فتمنحها بعض السكينة والهدوء والقدرة علي تمييز الخطأ والصواب، يبدو تعلقها العاطفي بشخصيتي «غاندي» و«عمر المختار» من خلال الأفلام التي شاهدتها عنهما إسقاطاً لما تحمله بداخلها أيضاً من ثورية نبيلة. تقدم «زينة» دوراً تقليدياً لم يحمل كثيراً مما يمكن أن تضيفه من أداء، «صفاء الطوخي» أدت دور الأم الضريرة بنمطية وبصورة مصطنعة في بعض المشاهد. من العناصر المتميزة في الفيلم أيضاً موسيقي «خالد حماد»، وديكور «أمير عبدالعاطي» وبصفة خاصة ديكور مبني المؤسسة الذي عبر عن هذا العالم الزجاجي الهش المنفصل عن الواقع.

فور عرض الفيلم في دور العرض انتقل إلي العرض المجاني علي الإنترنت، ولم يكن عرض الفيلم بجودة ممتازة علي الإنترنت بسبب القراصنة كما هي العادة، فقد اشترت شركة محمول الفيلم لعرضه علي الإنترنت مجاناً علي موقع تابع لها، ويبدو أن شركة العدل جروب قد باعت الفيلم سريعاً لأنها لم تثق في تحقيقه إيرادات، وعرضته شركة المحمول مجاناً لأنها لم تجد من يدفع مقابل مشاهدته علي الإنترنت، وربما تكون تلك هي السابقة الأولي لفيلم يعرض مجاناً علي الإنترنت في نفس وقت عرضه في قاعة السينما.

الدستور المصرية في

03/08/2010

 

«اللمبي 8 جيجا» فكرته مبنية على التلاعب بالدستور الجنائي رغم عدم وجوده أصلاً

عبير عبد الوهاب 

كثيراً ما يخطئ المؤلف أو المخرج خطأ درامياً بسيطاً يمر سريعا في إطار أحداث العمل الفني سواء كان فيلماً أو مسلسلاً فلا ينتبه له الكثيرون. لكن أن يكون الخطأ هو الأساس الذي تقوم عليه أحداث الفيلم كلها ولا يكلف السيناريست أو المخرج أو النجم خاطره للتأكد من صحة المعلومة فهذا هو الخطأ الذي لا يغفر خصوصا لو كان الفيلم بطولة نجم كوميدي كبير مثل محمد سعد ومن تأليف سيناريست محترف وهو نادر صلاح الدين.

الخطأ الذي نتحدث عنه هو العمود الفقري الذي بني عليه المؤلف الفيلم. فأحداثه تدور حول رجل ينتحل شخصية محام يتعرض لحادث يصيبه بفقدان للذاكرة فيجري له أحد الأطباء عملية جراحية غريبة شوية. حيث يقوم الطبيب ـ يوسف فوزي ـ بزرع شريحة مساحتها 8 جيجا في ذراع المريض ـ اللي هو اللمبي طبعاً ـ ويصبح بإمكانه تحميل أي شيء عليها فتبدأ التجربة بملفات السجل المدني ثم يطلب اللمبي من الطبيب أن يقوم بتحميل «الدستور الجنائي» كله علي الشريحة ليصبح محامياً محترفاً وبالفعل يقوم الطبيب بتحميل الدستور الجنائي علي الشريحة ويبدأ اللمبي في ممارسة مهنة المحاماة من خلال رجوعه للمعلومات التي تم تحميلها علي الشريحة والتلاعب بها!

حتي الآن لا توجد أي مشاكل في تتابع الأحداث، المشكلة الوحيدة إن مفيش حاجة أصلا اسمها «الدستور الجنائي»، فهناك «الدستور» وهناك «القانون الجنائي» ولا نعرف من أين أتي صنّاع الفيلم بهذا «الدستور الجنائي» الذي لا يعرف أحد عنه شيئا سواهم. الوحيد الذي يعرف معلومات عن هذا «الدستور الجنائي» هو السيناريست نادر صلاح الدين مؤلف الفيلم الذي يقول في تصريح خاص للدستور إنه يعرف من البداية إن مفيش حاجة اسمها «الدستور الجنائي» لكنه ليس مطالبا بتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية في فيلم كوميدي، ويضيف قائلاً: إن الدستور الجنائي مصطلح خاص بي اخترعته خصيصا للفيلم لأنه يحمل إيحاء بالشمولية وماحدش يسألني يعني إيه ولو كنت قلت إن اللمبي سيقوم بتحميل «القانون الجنائي» كنت هلاقي من يسألني أمال فين «اللائحة التنفيذية»؟

الدستور المصرية في

03/08/2010

 

«لا تراجع ولا استسلام» كوميديا تسخر من الأفلام الساذجة بمنافستها في السذاجة

إيهاب التركي 

يحكي فيلم «لا تراجع ولا استسلام» حكاية استعانة جهاز أمني بشبيه لأدهم الساعد الأيمن لرجل عصابات وتاجر مخدرات كبير بهدف الإيقاع به، وبالطبع يكون هذا الشبيه من السذاجة والحمق هو ما يضمن كماً كبيراً من الايفيهات الكوميدية بالفيلم، وهذه الفكرة المستهلكة يتم تقديمها عمداً بكل سذاجتها بغرض تقديم فيلم ساخر، يقدم «أحمد مكي» شخصيتي رجل العصابات أدهم والشاب الفقير حزلئوم، ويقدم «ماجد الكدواني» دور الضابط المسئول عن عملية تحويل حزلقوم إلي أدهم بغرض الإيقاع بتاجر المخدرات «عزت أبو عوف»، أما البطولة النسائية فهي لدنيا سمير غانم التي تقوم بدور سكرتيرة «عزت أبو عوف» التي تعمل مع البوليس للإيقاع برئيسها.

منذ بدايات عمل «أحمد مكي» في مجال السينما وهو يبدو مفتوناً بالأفكار المختلفة البعيدة عن الشكل التقليدي لقالب الفيلم السينمائي، يدرك أن المشاهد المصري حفظ جميع حيل وموضوعات الأفلام التقليدية وأصبح جيل المشاهدين الجدد من اللماحية والذكاء بحيث يمكنهم أن يستنتجوا أحداث الفيلم في قاعة السينما قبل حدوثها، وفي فيلمه «الحاسة السابعة» وقف مكي خلف الكاميرا مخرجاً عام 2005، مراهنا علي فكرة كتبها بنفسه عن شاب رياضي يلعب الكونج فو يقرأ أفكار الآخرين ويحقق بطولات رياضية بسبب قدرته علي قراءة أفكار منافسيه، الفكرة كانت مقتبسة من فيلم «ما تريده النساء» «What Women Want» وهو فيلم كوميدي قام ببطولته «ميل جيبسون» عام 2000، ورغم طرافة الفكرة إلا أن الفيلم فشل وقتها لأن هذا النوع من الكوميديا لم يكن مألوفاً، كما أن الفيلم لم يكن به نجوم شباك، وبعد شهرة شخصية اتش دبور يعود مكي وهو نجم كوميديا له جمهوره بفيلم «طير اإنت» أنجح أفلامه حتي الآن، وهو يستمر في «لا تراجع ولا استسلام» في الاختيارات المختلفة حيث يراهن علي نوعية كوميديا البارودي التي لم تتطرق إليها السينما المصرية كثيراً، ويعد فن البارودي أحد أدوات الكوميديا للسخرية من الأعمال الفنية المعروفة، وتكمن صعوبتها في أنها تعتمد علي أعمال يحفظها المشاهد عن ظهر قلب، ولهذا تحتاج هذه النوعية من الأعمال إلي حرفية عالية في الكتابة الكوميدية تشبه حرفية رسام الكاريكاتير في رسم وجوه معروفة بالمبالغة في بعض ملامح الشخصية، وكثير من أفلام البارودي التي تنتجها هوليوود تفشل لأنها تحمل الكثير من الاستظراف والقليل من السخرية، ولأنها لا تكون مبنية علي استيعاب كامل للأفلام التي يتم السخرية منها، ويغيب عنها إتقان صناعة النكتة أو صياغة الحبكة الساخرة من المشهد وربط هذا المشهد بالفيلم بالكامل، بعض هذه الأفلام حصل علي لقب أسوأ فيلم مثل فيلم «فيلم كوارث» «Disaster Movie »الذي كان يسخر من أفلام الكوارث فأصبح هو نفسه كارثة واختير كأسوأ أفلام عام 2008.

في فيلم «لا تراجع ولا استسلام» سنجد أن «أحمد مكي» لا يتراجع عن طريق الاختيارات المختلفة غير المألوفة في السينما، لكنه لا يستسلم لهذا الطريق ولا يسير فيه حتي نهايته، فالفيلم الذي كتبه مكي والمخرج «أحمد الجندي» بمشاركة سيناريو «شريف نجيب» يتحول في أغلبه إلي نوع من ترديد مشاهد الأفلام التي يقتبس منها الفيلم أو منافستها في السذاجة وليس السخرية منها، كما أن تعمد ذكر أن فكرة العملية الأمنية موضوع الفيلم مكررة ومأخوذة من عديد من الأفلام السابقة في مشهد ضمن الفيلم نفسه لم يكن له ضرورة، فهذا الأمر يفسد كل مفاجأة في الفيلم، وهذا المزج بين السخرية من أفلام عربية مثل «كتكوت» و«مافيا» و«إعدام ميت» وبين عدد من أفلام الفنون التالية الأجنبية لم يكن في صالح مود الفيلم، وجعل فكرة البارودي في الفيلم مجرد حالة «تنكيت» سطحية أكثر منها سخرية من أعمال سينمائية مصرية معروفة، ولهذا تبدو شخصية رجل النينجا الأسيوي نشازاً في الفيلم، فهو يظهر لبطل الفيلم فجأة ويتعرض إلي ميتة دموية ثم يعود للظهور في مشهد لاحق، ويمكن أن نقول إن الشخصية مضحكة بالفعل، ولكنها غريبة عن بيئة المكان أو عن الفيلم المصري بشكل عام، حتي شخصية «غسان مطر» الذي يظهر بشخصيته الحقيقية لم تكن بغرض السخرية من الشكل النمطي للشرير الذي يقدمه «غسان مطر» نفسه.

باستثناء مجهود «أحمد مكي» في تقديم ضحكات كوميدية من وحي كاراكتر حزلئوم فلا يوجد بالفيلم توظيف لعناصر الفيلم الأخري في خلق حالة ساخرة، الإخراج والصورة والموسيقي والديكور كلها عناصر استخدمها المخرج «أحمد الجندي» بشكل جيد، ولكن يغيب عن هذا الاستخدام روح وحالة البارودي الساخرة، لا نجد في «لا تراجع ولا استسلام» الحالة الفنية التي قدمها «أحمد الجندي» في «طير إنت» الذي احتوي علي مشاهد بارودي تم تقديمها ببراعة منها المشهد الرائع الذي يسخر من فيلم «شيء من الخوف». حالة الانسجام الفني بين «أحمد مكي» و«دنيا سمير غانم» و«ماجد الكدواني» من العناصر المؤثرة علي نجاح الحالة الكوميدية في الفيلم، وإن بدا في الفيلم الأخير طغيان دور مكي علي جميع الأدوار الأخري، فلم تتألق «دنيا سمير غانم» أو «ماجد الكدواني» كما حدث في «طير إنت». نجاح «أحمد مكي» في شخصية «حزلئوم» يضعه في خانة الكوميديان، الذي لا يستطيع التمثيل خارج إطار الكاراكتر، والكاراكتر سلاح ذو حدين فإذا نجحت الشخصية ينجح الفيلم مهما كانت عناصره الأخري ضعيفة، وإذا فشلت الشخصية يهوي البطل والفيلم كله، وفي ظل صناعة سينمائية هشة قد يجد البطل نفسه يجتر كاراكتراته وأدواره الناجحة السابقة، وما فعله اللمبي بمحمد سعد خير دليل علي ذلك.

الدستور المصرية في

03/08/2010

 

بعد أن قام « كروز» بكل الأكشن اللي نفسه فيه يعود مرة أخرى مع إضافات كوميدية

إيهاب التركي

«توم كروز» بطل فيلم مغامرات وأكشن شيء ليس جديد علي الإطلاق، فبطولته لسلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» منحته الفرصة لعمل كل الأكشن اللي في نفسه ولم يعد هناك جديد يقدمه، ولكن مشاهدته في فيلم «Knight and Day» تبدو مشاهدة مختلفة ومسلية من جوانب كثيرة، اجتماع «توم كروز» و«كاميرون دياز» في فيلم يجمع بين الأكشن والكوميديا والرومانسية، يبدو خليطاً تمت إعادة تركيبه من أفلام جيمس بوند القديمة، شخصية البطل عميل المخابرات الخاص «روي ميلر» الذي يكلف بمهمة سرية ونتيجة تعقيدات يصبح مطارداً من إدارته بالإضافة إلي الأعداء، تلك التيمة الدرامية التقليدية تبدأ علي أساسها مغامرات الفيلم التي لا يكون محورها فقط مشاهد الأكشن، بل تلك العلاقة الرومانسية الغريبة بين البطل وفتاة التقي بها مصادفة بالمطار، واستغلها دون أن تدري فألقي في حقيبتها بالبطارية الصغيرة التي تحتوي علي طاقة كبيرة خطيرة تسعي خلفها منظمات إرهابية ومخابرات دول، العلاقة الرومانسية لا تهبط بإيقاع الأكشن في الفيلم، بل هي جزء من نسيجه ومن تفاصيله، الفتاة بسذاجتها وتلقائيتها والبطل بدهائه وإمكاناته الخارقة يشكلان ثنائياً مثيراً للضحك، هي بتصرفاتها الحمقاء وهو بغموضه وردود فعله غير المتوقعة. الفيلم مبهر علي مستوي إخراج مشاهد الاكشن، إيقاعه لاهث ويحمل من خفة الظل وجاذبية الأبطال الكثير، رغم أنه في الحقيقة لا يحمل أي عمق إنساني خاص، أو أي ذكاء في حبكته المتعلقة بقضية الفيلم وهي محاولة سرقة الاختراع الذي يحاول البطل حمايته وحماية المخترع الشاب الذي تطارده العصابات وأجهزة المخابرات، طريقة صنع مشاهد الفيلم وأداء الممثلين هو البطل الحقيقي للفيلم، وجزء مهم من سبب الاستمتاع به رغم أنه في بعض الأحيان يفقد تلك الشعرة الرفيعة بين الجدية والهزل، فيتحول مشهد جاد لا يحتمل الكوميديا إلي مشهد ضاحك وهو أمر يفقد المشهد قيمته وثقله في الأحداث.

الفيلم من إخراج «جيمس مانجولد» وهو كاتب ومنتج ومخرج، وله عدد من الأفلام المعروفة مثل فيلم الأكشن «3:10 to Yuma» وفيلم الغموض والإثارة «Identity»، وهو في عمله الأخير لا يتخلي عن حبه ومهارته في صنع مشاهد الأكشن القوية، لكنه يضيف إليها النكهة الكوميدية التي جعلت الفيلم محبباً رغم الشكل الخفيف التجاري الواضح، ويعود ذلك إلي نجاحه في تقديم مشاهد متقنة وثرية بصرياً، ويسير الفيلم في خطين متوازيين منذ بدايته، الخط الأول هو عالم الواقع التقليدي للبطلة جون هافينز، التي تسافر علي طائرة لحضور حفل زفاف شقيقتها لتلتقي شاباً وسيماً في رحلتها، وبالطبع يبدو ذلك مقدمة لتعارف بين الاثنين وسط الأجواء الهادئة، وخلال الدقائق التي تدخل فيها الحمام يكون الشاب في الخارج في معركة طاحنة مع جميع ركاب الطائرة بمن فيهم الطيار، ويحسم النتيجة لصالحه بعد أن يتمكن من قتلهم جميعاً، وتصبح مهمته الهبوط بسلام بالطائرة، ومثل هذه المشاهد التي تبدأ بأجواء تقليدية، ثم تتحول إلي أجواء الأكشن العنيف فجأة تظهر إحدي تيمات الفيلم التي تتكرر في مشاهد أخري، بالإضافة إلي الإيفيه الكوميدي الذي يكرره البطل أكثر من مرة حينما تصل الأحداث إلي ذروتها سواء في المعارك أو الهبوط بطائرة، ويقوم فيه بتخدير البطلة ونقلها في مكان آمن موفراً علي نفسه تفاصيل الجدال معها أو إقناعها بما يقوم به أو تفسير تصرفاته الغريبة، في كل مرة يحدث هذا تستيقظ البطلة لتجد نفسها في مكان غريب لا تعرفه، ويبدأ جزء جديد من مغامرة المطاردات التي لا تتوقف إلا بنهاية الفيلم، الأجواء التي تدور فيها الأحداث والطريقة التي تم بها الإخراج تشبه أجواء الكوميكس حيث الجمع بين الأكشن المبالغ فيه والكوميديا، وقد نجح كاتب السيناريو «باتريك أونيل» في تحقيق تلك الحالة من التشويق والمرح الدائم في الأحداث، وعلي الشاشة تمكن المخرج «جيمس مانجولد» من نقل كل ذلك علي الشاشة بحيوية ورشاقة من خلال صورة ومونتاج ومؤثرات بصرية متميزة.

الدستور المصرية في

03/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)