حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سمن على عسل

طارق الشناوي

لو سأل أحد «سوزان نجم الدين» عن علاقتها بـ«لوسي» أثناء تصوير مسلسل «امرأة سيئة السمعة» ستقول إن كل ما تردد عن مشاحنات وتبادل الاتهامات بينهما لا أساس له من الصحة.. ولو سؤلت «لوسي» ستكرر نفس الإجابة.. إذا ذهبت إلي فيلم «بنتين من مصر» وسألت بطلتي الفيلم النجمتين «زينة» و«صبا مبارك» سوف تؤكدان أنه لا تربطهما سوي الصداقة والحب لكنها الصحافة التي لا يتحري محرروها الدقة، هي التي أشاعت الأكاذيب حول صراعات بينهما.. حدث قبل نحو عام أن تبادل «دريد لحام» و«عادل إمام» التراشق بالانتقادات بسبب حصار غزة كل منهما كان صدي للرأي الرسمي للدولة «دريد» نحو مع فك الحصار و«عادل» مع بقاء الحصار، وبدأت الصحافة العربية تكتب وبعد بضعة أيام من التصريحات النارية لكلا النجمين أكد كل منهما أن العلاقة بينهما «سمن علي عسل» والصحافة هي التي اختلقت الأزمة!!

هناك دائماً شماعة اسمها الصحافة الفنية وبالطبع أنا لا أبرئ ساحة الصحافة من التورط في كتابة أخبار عارية من الصحة ولكن بعض الأخبار التي ترتدي وعلي أحدث موضة ملابس الصحة أيضاً تتهم بأنها «عارية» من الصحة؟!

أيام العسل بين «سوزان نجم الدين» و«لوسي» لن تستمر طويلاً؛ لأن هناك شكوي متبادلة بين كل من الكاتب والمخرج يتهم فيها الأول الثاني بأنه تدخل في الأحداث من أجل زيادة المساحة الدرامية لـ«لوسي» علي حساب «سوزان».. كما أن قضية كتابة الأسماء في التترات ومن تسبق الأخري أتصورها سوف تحتل مساحة قادمة قبل بداية شهر رمضان ومن الصعب إخفاؤها عن التراشق اللفظي بين النجمتين.. كل فنان يريد توصيل رسالة للجمهور ولشركات الإنتاج بأنه الأول والأفضل والأجدر، وفي العام الماضي حدث شيء مماثل أيضاً بين «لوسي» و«غادة عبد الرازق» أثناء تصوير مسلسل «الباطنية» وقيل وقتها أيضاً إن الصحافة الفنية هي التي اختلقت كل تلك الأزمات.

دائماً صاحبة الجلالة متهمة وعلي مدي التاريخ الفني تدفع هي الثمن لو تذكرت التسجيل الوحيد الذي يحتفظ به التليفزيون ويجمع بين «فريد الأطرش» و«عبد الحليم حافظ» ستجد أنهما في جلسة الصلح لم ينس كل منهما أن يلقي باللائمة علي الصحافة التي لعبت دوراً في زيادة مساحة الخلاف بينهما.. ومع الأسف فإن جزءاً من المحررين الفنيين صاروا محسوبين علي نجوم وشركات إنتاج، والغريب أن عدداً لا يستهان به من رؤساء تحرير هذه الصحف قومية وخاصة يتعامل مع هذه الحقيقة ببساطة وبلا أي قدر من الاستهجان، بل وبترحيب ويتيح لهؤلاء أن يمسكوا بالقلم ويحصلوا علي مساحات للإدلاء بآرائهم المطعون أصلاً في مصداقيتها.. صارت الصحافة الفنية تبدو وكأن بيتها من زجاج ولهذا عليها أن تتحمل الطوب عندما يلقي عليها من الجميع!!

الدستور المصرية في

16/07/2010

 

طارق الشناوي يكتب :

خدعوك فقالوا.. الأدب فضلوه عن السينما! 

يبدو أن هناك صحوة بين السينمائيين للاتجاه للأدب علي اعتبار أنه طوق النجاة الأخير للسينما.. فهل تصلح الرواية ما أفسده السينمائيون؟!

إنه سؤال يبدو عند البعض يحمل إجابته في داخله والإجابة هي نعم السينما عندما تستند إلي الأدب تصل إلي ذروة آفاق التعبير، لأن هذا يعني الجدية في كل شيء، ثم إن الأدباء الكبار الذين نهلت السينما من أدبهم ـ ولا تزال ـ تحقق أفلامهم عادة القدر الأكبر من الإقبال الجماهيري.. وهي مطلوبة الآن في القنوات الفضائية رغم مرور 60 أو 70 عاماً علي بعض هذه الأفلام.. كانت أسماء هؤلاء الكتاب تشكل عامل جذب للجمهور وسوف نجد مثلاً أن كلاً من «إحسان عبد القدوس» و«نجيب محفوظ» قدمت السينما لكل منهما ما يربو علي 43 فيلماً ولا تزال السينما بعد رحيلهما تنهل من أدبهما لتطعم به الشاشة الفضية.

لو أحصينا الأفلام التي دخلت تاريخنا الإبداعي لوجدنا قسطاً وافراً منها مأخوذاً عن أعمال أدبية.. أقول قسطاً وافراً وليس القسط الأكبر.. وسوف أضرب لكم مثلاً عملياً بالأرقام.. أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية طبقاً للاستفتاء الذي أشرف عليه الكاتب الكبير الراحل «سعد الدين وهبة» باعتباره رئيساً لمهرجان القاهرة الدولي السينمائي وذلك عام 1995 وشارك فيه مائة من النقاد والفنانين والفنيين أسفر عن «العزيمة»، «الأرض»، «المومياء»، «باب الحديد»، «الحرام»، «شباب امرأة»، «بداية ونهاية»، «سواق الأتوبيس»، «غزل البنات»، «الفتوة».. الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية هي «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي، «الحرام» ليوسف إدريس، «بداية ونهاية» لنجيب محفوظ.. أي أن النسبة لم تتجاوز 30%!!

يجب أن نفرق بين القصة السينمائية والقصة الروائية، «شباب امرأة» مثلاً هي قصة سينمائية لـ«أمين يوسف غراب» وليست رواية.. «سواق الأتوبيس»، شارك في كتابة القصة السينمائية كل من «محمد خان» و«بشير الديك».. «الفتوة» قصة سينمائية صاغها «محمود صبحي» و«فريد شوقي» وشارك في كتابة السيناريو وليس القصة «نجيب محفوظ»!!

القصة الروائية العظيمة ليست هي الوصفة السحرية الوحيدة ولا هي أيضاً المضمونة دائماً لتقديم عمل فني ممتع ولكن يظل المعيار هو قدرة المخرج علي أن يمنح القصة الإحساس السينمائي.. الفن السينمائي مرتبط دائماً بتعبير الفن السابع، لأنه يجمع في داخله الفنون الأخري.. القصة، المسرحية، الموسيقي، الشعر، الرسم، العمارة.. هو ليس تجميعاً لها بقدر ما هو تفاعل فيما بينها فيؤدي في النهاية هذا التفاعل إلي الفن السابع.. وذلك عندما تذوب المكونات الأساسية لكل عنصر لنجد أنفسنا بصدد نتاج مختلف.. ولهذا فإن السينما منذ نشأتها في العالم عام 1895 وهي تبحث عن السينما الخالصة.. نعم بدت السينما في وقت ما مجرد حكاية أو قصة تروي علي الشاشة مثلما نقرأها في كتاب.. خضعت السينما في البدايات في العالم كله لقالب أقرب للحدوتة أو الحكاية.. بل إن الصوت عندما واكب السينما عام 1927 اعتقد البعض أنهم قد وقعوا علي صيد ثمين، وهكذا ذهبت كاميرا السينما إلي «برودواي» في أمريكا وصورت المسرحيات هناك وكانت دهشة وسعادة الجمهور عظيمة عندما يري الممثل يتكلم بدلاً من أن يقرأ الكلمات علي الشاشة فهو يستمع للحوار إلا أن هذه الدهشة لم تستمر طويلاً، لأن الجمهور صار يبحث عن السينما ولم يجدها بالطبع في تلك الأفلام الممسرحة.. والغريب أن السينما المصرية قبل عشر سنوات عادت مرة أخري إلي هذا النوع ولكن بأغراض تجارية حيث كان الهدف هو تعليب المسرحيات علي شريط سينمائي أي أن المسرحية التي يصل مثلاً سعر التذكرة فيها إلي 100 جنية تصبح في السينما بخمسة جنيهات فقط واحد مع مسرحيات مثل «الواد سيد الشغال» و«حزمني يا» و«عفرتو» كان الهدف الوحيد من عرض هذه المسرحيات سينمائياً تحقيق هامش ربح يضاف إلي أرباح شباك تذاكر المسرح إلا أن هذه المسرحيات تخاصم بالطبع روح السينما ولهذا توقف تجار المسرح عن بيعها وأوقف تجار السينما شراءها.. الأدب والمسرح من روافد السينما ولكن ينبغي خضوعهما لمنطق وقانون السينما.. لدينا مؤخراً أكثر من فيلم قدم مستلهماً الرواية الأدبية «تلك الأيام» عن رواية لفتحي غانم إخراج «أحمد فتحي غانم» في أول تجربة له في مجال الأفلام الطويلة.. «مجدي أحمد علي» عرض قبل ثلاثة أشهر فيلم «عصافير النيل» قصة للروائي «إبراهيم أصلان» الذي سبق وأن قدمت له السينما «مالك الحزين» في فيلم «الكيت كات» إخراج «داود عبد السيد».. وأيضاً يكتب بلال فضل الأن سيناريو «شيكاغو» لـ «علاء الأسواني» بعد أن قدمت له السيميما فيلم «يعقوبيان» .. وأيضاً من المنتظر أن تشهد الساحة السينمائية رواية بهاء طاهر «واحة الغروب» وذلك في أول لقاء بين أدب بهاء طاهر والسينما الحالة السينمائية الأن تؤكد أن هناك اتجاهاً جاداً نحو الأدب الروائي إلا أن هذا لا يعني أن السينما في طريقها للتعافي لمجرد أنها تنهل من الأدب!!

من الممكن مثلاً أن نضع نموذج فيلم «يعقوبيان» لمروان حامد والمسلسل المأخوذ عن نفس القصة.. شارك الفيلم في مهرجان «برلين» وأصبح واحداً من أفضل أفلام 2006، بينما المسلسل الذي حمل نفس الاسم تبخر سريعاً من الذاكرة.. فيلم «الكيت كات» عن قصة «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان وهو أنجح فيلم جماهيري للمخرج «داود عبد السيد» وأيضاً لبطل الفيلم «محمود عبد العزيز» وحصد الفيلم العديد من الجوائز الذهبية سواء في مهرجانات دمشق وبينالي السينما العربية بباريس وقرطاج وغيرها.. هذا الفيلم الرائع من الممكن لو أن القصة نفسها «مالك الحزين» استحوذ عليها مخرج آخر فنجد أنفسنا بصدد مغامرات «الشيخ حسني» النسائية أو «حسني بوند».. «عصافير النيل» لإبراهيم أصلان تضاءلت كثيراً عندما تحولت إلي فيلم سينمائي رغم التزام المخرج بالحالة الروائية لكنه خان روح السينما أما رواية تلك الأيام فلقد ظلمتها السينما وأخذت الكثير من وهجها إن الرهان هو دائماً علي السينما و ليس علي القيمة الادبية.. «نجيب محفوظ» مثلاً له رواية مأخوذة عن مجموعة «خمارة القط الأسود» باسم «نور العيون» انهارت قيمة القصة رغم أن الذي قدمها للسينما مخرج بحجم «حسين كمال» وكتب السيناريو والحوار «وحيد حامد» فإنهما خضعا لضغوط من «فيفي عبده» فضاعت ملامح القصة إلي درجة أن «نجيب محفوظ» خرج لأول مرة عن صمته وصرح لي في حوار نشرته علي صفحات زوزاليوسف في سبتمبر 1991 أنه مستاء من الفيلم وأنه يخشي أن يقول له الناس بعد أن يشاهدوا الفيلم «إيه اللي لمك يا نجيب علي الرقاصة دي» رغم أن «نجيب محفوظ» صاحب مبدأ أن القصة قصة والفيلم فيلم، وأن الذي يحاسب علي مستوي الفيلم هو المخرج بينما من حق «نجيب محفوظ» فقط أن يتحمل مسئولية العمل الروائي.. إلا أن سوء مستوي الفيلم أخرج أديبنا الكبير عن مبدئه المعتاد في مثل هذه الأمور!!

نعم الأدب يدعم السينما ويمنحنا أفلاماً تدخل في نسيج حياتنا وليس فقط في تاريخ السينما فهل ينسي أحد «دعاء الكروان» لهنري بركات الذي استمتعنا فيه ليس فقط بقصة «طه حسين»، ولكن أيضاً بصوته في دور الراوي.. إلا أن رائعة «دعاء الكروان» لو ذهبت إلي يد مخرج آخر فمن الممكن أن نجد أنفسنا نشاهد تحفة «دلعني يا زغلول»!!

الدستور المصرية في

06/07/2010

 

عفارم عليك

طارق الشناوي 

أحياناً أجد نفسي مطالباً بأن أجد إجابة فورية عن عدد من الأسئلة ليس أمام الكاميرا ولكن مع الناس في الشارع.. كثيراً ما كنت أستمع إلي فناني الكوميديا وهم يشكون من أن الناس في الشارع عندما تراهم تنتظر منهم أن يضحكوهم بنكتة أو موقف.. والفنان الكوميدي لا يمارس الضحك 24 ساعة في اليوم.. أيضاً الناقد لا يمارس مهنته 24 ساعة.. قد أذهب للبقال أو الفكهاني وتسبقني أسئلة الزبائن بدلاً من سؤال البائع: أيهما أفضل المانجو «الفونس» أم «العويسي»؟.. يتوجهون بسؤالهم لي أيهما أفضل «أحمد السقا» أم «أحمد عز»؟، وعادة طريقة تقديم السؤال تحدد الإجابة التي ينتظرها السائل وأحاول بقدر المستطاع أن أقرأ ما الذي يريده السائل وكثيراً ما كان رأيي ورأيه متفقان.. بعض الأسئلة لا تفضي إلي رأي قاطع، الإجابة المحايدة تشبه أحياناً سترة النجاة ولكنها في العادة لا ترضي صاحب السؤال ورغم ذلك أستمع في أغلب الأحيان إلي كلمات مؤيدة من نوعية «أحسنت»، «عفارم عليك»، «أنا قلت كده برضه»، «كفك بقه»!!

أسئلة الناس غالباً هي صدي لما يجري في الشارع ولهذا فإن أفلام الصيف الآن تجعل السؤال الدائم أيهم أفضل «محمد سعد» أو «أحمد حلمي» أو «أحمد مكي»؟.. أيضاً السؤال الذي لا يعترف بموسم هو الخاص بانتحار «سعاد حسني» وهو أقرب إلي الأسئلة الإجبارية.. الناس لا تريد سوي أن تصدق بأن «سعاد» لم تنتحر وأن هناك من دفعها من شرفة صديقتها «نادية يسري» في الطابق السابع في لندن هذا هو ما يرضي خيال الناس أي إجابة أخري تعني شيئاً واحداً أن الحوار سوف يمتد لساعات ولن يصل إلي نتيجة ولكني لا أستطيع سوي أن أقول إن «سعاد حسني» انتحرت وأيضاً مشاعري الدينية تؤازرها لأنها مريضة بالاكتئاب أي أنها مسلوبة الإرادة ولا يمكن أن يحاسب الله إنساناً فاقد الإرادة هذه هي قناعتي.. وبرغم أن مكافأتي بكلمة «عفارم عليك» التي كانت من تصيبي في الأسئلة الأولي الفنية أحرم في العادة منها بعد هذه الإجابة ولكني أستبعد كل الأسباب المتعلقة بتدبير الجريمة خاصة المخابرات باعتبارها صاحبة اليد الطولي في تنفيذ جريمة الانتحار.. ملف المخابرات لم تكن تريد أن يتذكره أحد وليس من مصلحتها أيضاً أن يفتح هذا الباب وبعيداً عن المخابرات لا توجد مصالح لأحد.. وحتي نتعرف علي حالة «سعاد» قبل الانتحار أذكركم بآخر سيناريو تحمست له واسمه «البلياتشو» حيث تغطي الأصباغ الفاقعة ملامح وجهها طوال أحداث الفيلم لأنها كانت في الحقيقة في سنواتها الأخيرة التي قضتها في لندن ترفض أن يري الناس وجهها ويتعرفون عليها.. لقد وضعت «سعاد» بإقدامها علي الانتحار نهاية لحياتها ولكن الناس لا تريد هذه النهاية ومرت 9 سنوات ولم تتوقف الناس عن السؤال علي الشاشة وفي الشارع ولا أملك سوي أن أقول قناعتي حتي لو حرموني من «عفارم»!!

الدستور المصرية في

05/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)