حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بشير الديك: عارف إن نهاية فيلم «الكبار» انتحارية بس ده علشان الواقع أكثر كارثية!

.. دا خالد سعيد بعد ده كله طلع مدمن مخدرات!

حميدة أبو هميلة

يعود السيناريست بشير الديك للسينما بعد عشر سنوات من الغياب بفيلم جاد يواصل فيه التأكيد علي خصوصيته الشديدة في تناوله لهموم الوطن، ورغم أن قصة فيلمه «الكبار» تبدو شديدة القتامة فإن الأمر لا يخلو من مؤشرات للخلاص من خلال نماذج إيجابية تعافر من أجل حياة أفضل، بشير الديك الذي قدم للسينما مجموعة من أهم الأفلام منها «ضد الحكومة»، و«ناجي العلي»، و«موعد علي العشاء»، و«سواق الأتوبيس»، وعمل مع كبار المخرجين مثل عاطف الطيب، ومحمد خان، وعاطف سالم. . يقدم حاليا أحدث أفلامه مع مخرج شاب هو محمد جمال العدل الذي استطاع أن يؤكد من خلال أولي تجاربه أن يحمل رؤية مختلفة وناضجة جدا.

·         عشر سنوات مضت علي فيلمك الأخير «أبناء الشيطان»، هل الابتعاد كان لأسباب إنتاجية أم أنك وجدت أن التليفزيون وسيلة بديلة ومرضية عن السينما؟

ـ طوال تلك الفترة كان هناك تيار واحد مسيطر علي السينما في مصر، وهو التيار الكوميدي، فالأمر كله كان متعلقًا بمزاج عام يتجه للكوميديا، هذا التيار كان له منتجوه وكتابه، ووقتها قررت أن ألجأ للتليفزيون، ونجحت، وللعلم تلك الفترة شهدت غيابًا لمخرجين جادين أيضا مثل محمد خان، وداود عبد السيد، لكن مؤخرًا أصبحت هناك أفلام جادة تجد إقبالا وهنا قررت العودة حينما أصبح الجو العام ملائما وكذلك عاد داود وخان، وقد بدأت تلك الموجة منذ فيلمي «عمارة يعقوبيان»، و«ملاكي إسكندرية»، وغيرها فقد نجحت تلك الأفلام وأثبتت أن الجمهور لديه شغف بنوعيات أخري من الدراما.

·         هل تعتقد أنه من السهل أن يقبل الشباب علي فيلم «الكبار» بكل ما يحمله من قتامة خصوصًا أن الشريحة الأكبر من جمهور السينما شباب؟

ـ مصر فيها 80 مليون مواطن، فيه منهم ناس بتحب الكوميديا، وآخرون يبحثون عن سينما أخري، لذا هناك شباب كثيرون سوف يقبلون علي الفيلم، فيه شباب في كل محافظات مصر لابسين إسود علشان واحد منهم اتعذب وهو خالد سعيد يبقي أكيد الشباب دول هيشوفوا فيلمي.

·         ما الذي حمسك للعمل مع مخرج شاب هو محمد جمال العدل مازال في أولي تجاربه رغم صعوبة الفيلم؟

ـ أعترف أن الفيلم صعب جدا فهو يحتوي علي عدد كبير من المشاهد التعبيرية، وأنا تحمست للعمل مع محمد جمال العدل لأنني أعتبره مخرجًا واعدًا جدًا فقد كنت معجبًا بفيلمه في مشروع التخرج للغاية وشاركت في تحكيمه، ورغم أنني عملت مع كبار المخرجين في الثمانينيات مثل محمد خان، وعاطف الطيب، وعاطف سالم، ومحمد جمال العدل بالنسبة لهم جيل مختلف تماما فإنني اندهشت من براعته ومن تعامله مع فكرة الفيلم، وترشيحه للأبطال كان ذكيًا جدًا، فأنا ابتعدت عن النمطية في التعامل مع شخصية وكيل النيابة أو حتي رجل الأعمال الفاسد، وهو كان متفهما لتلك النقطة تماما.

·         لكن كان هناك بعض النمطية أيضا في طبيعة الشخصيات ومنها شخصية فتاة الليل الطيبة التي تساعد البطل بالنقود بدلاً من أن تأخذ أجرها؟

ـ قد يكون هذا حقيقيًا لكن لا يمنع أنني كسرت النمطية في باقي الشخصيات، وكان طبيعيًا أن يكون هناك «تاتش إنساني» في شخصية فتاة الليل خصوصًا أنها وجدت البطل لا يمتلك أي نقود وثلاجته فارغة حتي من قطعة جبن، فهذا «التاتش» كان ضروريًا لتوضيح بعض المشاعر الإنسانية.

·         أيضا هناك بعض الخطوط الدرامية في الفيلم التي كانت بحاجة إلي توضيح مثل حقيقة طبيعة نشاط «الحاج» الذي يقوم بدوره خالد الصاوي قبل تكوين إمبراطوريته الاقتصادية؟

ـ قد يكون هذا الأمر بحاجة إلي توضيح بالفعل، وقد يكون مشهدًا واحدًا غير كاف وهو المشهد الذي ظهر فيه الضابط «علي» وهو يبحث في الجرائد القديمة ليفاجأ بأن «الحاج» قام بتغيير اسمه، وأنه يعيش باسم مزور، لكن ينبغي هنا أن نشير إلي أن الأحداث تعرض من خلال وجهة نظر الراوي وهو «كمال» الذي يعيش في حالة نفسية سيئة جدا فهو شخص غير مستريح ويتعرض يوميًا لكوابيس، ويري الأحداث من منظور غير موضوعي بالمرة فنحن شاهدنا كل الأبطال من وجهة نظره هو بالتالي من الطبيعي أن تكون هناك بعض الجوانب غير الواضحة تمامًا.

·         ألا تري أن هناك تشابهًا ما بين بعض جوانب شخصية المحامي في فيلم «الكبار» وبين شخصية المحامي التي قدمها أحمد زكي في فيلمك «ضد الحكومة» في أوائل التسعينيات؟

ـ قد يكون هناك تماس ما بين الشخصيتين، لكن طبعا هناك فروق كثيرة خاصة بالزمن وطبيعة الوقت، فالأزمة التي وقع فيها كلاهما مشابهة لكنها مست وجدان كمال تماما وجعلته يري لعبة الكبار عن قرب، والمشكلة أن مصطفي خلف المحامي في «ضد الحكومة» كان يدعو لمحاكمة الوزراء منذ 18 عامًا وهذا لم يحدث حتي الآن رغم أن المشكلات تفاقمت بشكل مرعب، والأزمة الاجتماعية دلوقت خلت اللي مبيعرفش يتكلم يتكلم، هناك أساسيات كثيرة في الحياة غير موجودة، وفي نهاية الفيلم نجد «الحاج» يقول لكمال «إيه ماشربتش من نيلها. . طيب حاولت تغنيلها» وكأن الغناء بديل عن الحياة.

·         فيلم كان ينتصر للقهر بشكل مفزع حتي أن النهاية جاءت انتحارية لكل الأبطال، كمال سوف يدخل السجن و«علي» استقال من وظيفته و«هبة» رفضت الارتباط بكمال.

طبيعي أن تكون النهاية بهذا الشكل لتكون مناسبة مع الواقع، ده خالد سعيد بعد كل ده مطلعش شخص بريء، طلعوه مدمن مخدرات، وفيه بنت رمت نفسها من الدور الرابع علشان أتظلمت ومعرفتش تاخد حقها، وهناك وقائع أكثر قسوة، ولو الناس لو ماقلتش لأ هتبقي نهايتنا مفجعة وكارثية كالتي جاءت بالفيلم، لكن أنا عموما أعتقد انه لو اتيحت للشباب الحرية التي لا تقابل بالقمع الرهيب سوف يكون الواقع أكثر تقبلا، ورغم هذا فأنا أعتبر نفسي متفائلاً ولو مكنتش متفائل مكنتش عملت الفيلم ده.

·         ألا تعتبر أن هذه النهاية المأساوية متشابهة في فكرتها إلي حد كبير مع نهاية فيلمك «موعد علي العشاء»، وكذلك مع نهاية فيلمك «الضائعة»؟

ـ هذا هو الواقع فالواقع أكثر كابوسية من السينما، فالأولاد قتلوا أمهم منذ 25 عاما في أول فيلم قمت بإخراجه وهو «الطوفان» فأنا أحذر مما يحدث، وأقول أن الضغط بيولد الانفجار، نحن في النهاية لا نطالب بأكثر من تغيير حقيقي وديمقراطية حقيقية تتعدي مرحلة الكلام وتسهم في تداول السلطة.

الدستور المصرية في

16/07/2010

 

صباح السبت

عسل حلمي الأسود

بقلم: مجدي عبدالعزيز 

من النجوم الذين استمتع بمشاهدة افلامهم السينمائية القدير احمد حلمي الذي يبذل جهدا كبيرا في تقديم اعمال فنية لها شكل وطعم ولون يختلف تماما عن الاعمال الاخري التي يقدمها غيره من الكوميديانات الذين يؤمنون بمبدأ الضحك للضحك فقط ولا شيء يهم بعد ذلك المهم كيف تسطو علي جيب الزبون وتسحبه إلي شباك دور العرض لتحقيق أعلي الايرادات لجهة الانتاج دون ان يترك العمل فينا اثرا يحرك المياه الراكدةمن حولنا وتلك هي المصيبة ان يصبح الفنان مجرد مضحكاتي بلا هوية او رسالة او حتي صرخة تحذر او تنبه إلي وجود حاجة غلط علي ارض الواقع تحتاج إلي التغير والاصلاح.
ولأن احمد حلمي نوع اخرمن الفنانين يؤمن بأن الفن لابد ان يكون له هدف ورسالة ومشاركة في بناء حاضر ومستقبل افضل لامته اختار ان يؤدي دوره كمواطن في القضايا التي تنخر كالسوس في جسد هذه الامة وتجعله يشعر بأنه غريب عن تراب وطنه الذي اصبح يحتفي بالوافدين عليه من اجناس العم سام ويضعهم في مكانة عالية لا يرقي اليها اصحاب البلد الاصليين الاجدر بحق الرعاية والتوقير.

وفي فيلمه الرائع »عسل اسود« يعزف الفنان المبدع احمد حلمي علي اوتار القلوب من خلال سيناريو جيد الصنع كتبه بثقة واقتدار السيناريست اللامع خالد دياب ووضع فيه كل هموم الامة بذكاء شديد وترجمة المخرج الموهوب  خالد مرعي الي لغة سينمائية توافرت لها كل عناصر المتعة والفن والفكر من خلال شاب مصري هاجر إلي أمريكا وهو طفل مع اسرته ثم قرر العودة إلي ارض وطنه مرة أخري فلم تنجح الجنسية الامريكية في تجريده من انتمائه وحبه لأهله وناسه وحنينه للاستقرار علي الارض التي شهدت ميلاده والتي اراد ان تكون هي سنده فيما تبقي له من عمر خلال سنواته المقبلة.

تلك كانت احلام وطموحات الشاب »مصري سيد العربي« العائد من تجربته في امريكا إلي حضن الوطن الام لدرجة جعلته يودع جواز سفره الامريكي ويذوب عشقا وهو يحمل وثيقة السفر المدون بها جنسيته المصرية فهو ليس في حاجة لاستخدام جنسية العم سام لتسهيل مهمته وهو يتحرك داخل بيته ولكنه يصطدم بواقع أليم في اسلوب وطرق المعاملة  التي تفرق  بين حاملي جوازات السفر من الامريكان والمصريين ويشعر بالندم لعدم احضاره لجواز سفره الامريكي وتستمر تلك المعاناة تطارده كلما ذهب إلي أي مكان حتي وهو يمارس مهنته كمصور فوتوغرافي حيث تم تلقينه درسا قاسيا لعدم قيامه بالحصول علي التصاريح اللازمة قبل قيامه بالتصوير رغم انه لم يكن في مكان  له طبيعة أمنية خاصة تستوجب الاستئذان قبل ان ينظر في عين الكاميرا!

وامام هذه الحالة يضطر »مصري سيد العربي« إلي ارسال من يحضراليه جواز سفره الامريكي حتي ينعم بحياة هادئة علي ارض وطنه ولكن القدر يعانده فيفقده وهو يتابع مظاهرة شعبية ضد امريكا وتتعقد الامور ويدخل في تفاصيل كثيرة بعد ان اصبح بلا هوية علي أثر تخلصه من جواز سفره المصري وفقدانه للجواز الامريكي الي ان تعثر الشرطة علي الجواز الامريكي فيقرر العودة إلي بلاد الغربة بعد ان ذاق مرارة الشهد واصبح عسل مصر له بريق من حيث الشكل فقط بينما المضمون فلونه اسود قاتم يكسر قلب المحب ويذل العاشق لتراب وطنه ويعزله عن محبوبته وعشيقته ويجعله طريدا مقهورا.

وداخل الطائرة العائدة الي امريكا يقرر »مصري سيد العربي« العودة إلي مصر متحملا عذاب عسلها الاسود من اجل الاسهام في استعادة العسل لمذاقه الحلو واعادة البريق واللمعان له من حيث الشكل والمضمون ومقاومة كل اوجه القصور في تركيبة العلاقات الاجتماعية التي نتج عنها امراض خطيرة امتدت لمجالات التعليم والبطالة والسكن والمواصلات والزواج وغيرها من الامور الاخري التي اصابتنا بحالة من التردي والتفكك والتصدع واللامبالاة!

وفيلم »عسل اسود« نقلة سينمائيةمهمة للقدير احمد حلمي ولفريق العمل بداية من السيناريو الممتاز لخالددياب ومرورا باضاءة سامح سليم عبقري الصورة وموسيقي عمر خيرت وأداء شديد التميز للممثلين واخص من هؤلاء العبقري لطفي لبيب الذي جسد ببراعة دور سائق الميكروباص ومعه نجوم اخرون اصحاب قامات عالية في مواجهة الكاميرا وخطف عين المتفرج مثل الموهوب احمد راتب وانعام سالوسة ويوسف داود وادوارد والصاعدة الواعدة ايمي سمير غانم.

وتحية خاصة لجهتي الانتاج التي قدمت فيلم »عسل اسود« ووفرت له كل عناصر النجاح وجعلتنا نعيش اوقاتا ممتعة مع نجم النجوم أحمد حلمي وزملائه من الفنانين والفنيين الذين قادهم ببراعة من خلف الكاميرا المونتير والمخرج المتميز خالد مرعي.

أخبار اليوم المصرية في

16/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)