حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد سعد:

لن أتنازل عن اللمبى

أحمد فاروق

يرى البعض أنه آن الأوان ليتخلص النجم محمد سعد من شخصية «اللمبى»، التى عرف النجاح من خلالها ويعود إليها كلما أتيحت له الفرصة، لكن سعد نفسه أعلنها صراحة الولاء التام للمبى أو الموت الزؤام من دونه.. فمن اللمبى وللمبى يعود، ولهذا قرر أن يستمر حتى الرمق الأخير يقدم هذه الشخصية ولو كره النقاد والمتخصصون

الشروق» حاورت محمد سعد عن اللمبى وأشياء أخرى:

·         هاجمك وانتقدك كثيرون على تكرارك تقديم شخصية اللمبى فما وجهة نظرك فى العودة بها بعد غياب عامين؟

ليست وجهة نظرى فقط، لأن معى المخرج والمنتج وكل من أعمل معهم، فبعد نجاح شخصية «اللمبى» جماهيريا قررنا استثمار هذا النجاح، ونقدمها فى سلسلة أفلام تيمنا بالراحل العظيم إسماعيل ياسين، الذى أتشرف أننى أشبهه، ولكن كان الفيصل أن نقدمها بطريقة مختلفة، حتى إننى خلال السنوات الأخيرة قدمت شخصيات جديدة وأفلاما مختلفة، حتى وجدت فكرة أن يكون «اللمبى» محاميا، والكل وافقنى على أن فكرة «اللمبى 8 جيجا» جديدة ومختلفة، لذلك قدمت الفيلم.

·         أين الاختلاف والفيلم تقريبا نسخة من فيلم «اللى بالى بالك»؟

أعتقد أن السبب فى التشابه بين الفيلمين هو أن كاتب الفيلمين هو نادر صلاح الدين، وأتصور أن روح «اللى بالى بالك» غلبت عليه دون أن يشعر.

فالكاتب فى النهاية لا يستطيع أن ينفصل عن نفسه، مثل الملحن دائما تجد ألحانه تشبه بعضها، ورغم أن الإطار العام فيه بعض التشابه فإن المعالجة ومضمون الفيلم مختلف تماما عن «اللى بالى بالك».

·         رغم اختلاف أسماء الشخصيات التى تقدمها فى أفلامك فإن الجميع يراها كلها «لمبى»؟

ليست مشكلتى إذا كانوا يرونى كذلك، لأننى بالفعل قدمت شخصيات كثيرة بعيدة ومختلفة عن اللمبى، مثل رياض المنفلوطى، وأطاطا، وعوكل، وبوحة، وكتكوت، وبوشكاش.. فأنا ابتعدت عن شخصية اللمبى 6 سنوات، لدرجة أننى أوشكت على نسيانها.

·         ولماذا لم تجرب تقديم الفيلم بعيدا عن اسم اللمبى؟

لا أستطيع.. لأن الناس تعشق شخصية اللمبى، والطبيعى أن أستغل هذا الحب تجاريا، ولكن إلى جانب الاستغلال التجارى حرصنا على ظهور اللمبى بشكل جديد ومختلف فقدمناه محاميا، بدلا من أن كان يعيش فى الحارة ولا يعرف فى الحياة إلا البلطجة. والواقع أنى أحرص دائما على أن تكون لأفلامى معنى ورسالة وأن أقول كلمة للجمهور، وإلى جانب ذلك أعطى للمشاهد حقه فى أن يضحك، لأن المشاهد يدخل لمحمد سعد لكى يضحك.

·         ولكنك تحقق نجاحا فى تقديم المشاهد الدرامية ولو كانت قليلة؟

لقد حاولت بالفعل قبل تصوير فيلم «8 جيجا» مباشرة أن أجرب حظى، وأقدم فيلما تراجيديا من بدايته لنهايته، ولكنى تراجعت فى اللحظة الأخيرة، خشية أن يصدم جمهورى عندما يشاهده، لأنه لا يعرفنى فى هذه النوعية، فأنا ربيت جمهورى ووقعت على عقد معه بأن أضحكه، فرأيت أنه من غير اللائق أن تأتينى أسرة لتضحك، فتفاجأ بأن الفيلم من بدايته لنهايته حزين وبه كثير من الغم والهم.

·         معنى ذلك أنك ستحصر نفسك فى الكوميديا طوال حياتك؟

أعتقد أن السنين هى فقط من سيكون لها الحكم فى ذلك، فمن الممكن أن أتدرج حتى أقدم نوعية الأفلام الجادة، ولكن حتى إذا تحقق ذلك لن أستغنى أبدا عن الكوميديا لأننى مقتنع أن المشاهد يحبنى ويتعلق بى لأنى أضحكه وأفرج همومه.

·         هل أنت ضد تقديم الأفلام الجريئة؟

لا أحب تقديمها، ولكنى أشاهدها حتى لا أقع فى أخطائها إذا ما قدمت مشهدا فى أفلامى، فمثلا مشهد اللقاء العاطفى فى فيلمى الأخير بين اللمبى وزوجته نجلاء، رغم أنه فى غرفة نوم، وبين رجل وزوجته يرغبان فى لقاء حميمى شرعى، إلا أنه لا يخدش حياء أحد بالعكس فيه نسبة كوميديا كبيرة جدا.

·         تفكر فى المشاهد رغم أنك متهم بإفساد ذوقه العام؟

ضحك قائلا: أعتقد أن كل رجل مصرى بداخله لمبى، وإذا نظرتم لأى إنسان مقرب لك عندما ينزعج من شىء ويتعصب ستجده لا يفرق شيئا عن اللمبى، فلماذا أتهم بإفساد الذوق العام، وهذه الشخصية بداخلنا جميعا.

·         إذا كنت ترى أنك تسير على الطريق الصحيح فما تفسيرك للنقد والهجوم الشديد الذى تتعرض له؟

هذا ليس جديدا، فقد اعتدت على مثل هذا الهجوم وأكثر، وأتذكر عندما عرض فيلم «اللمبى» تعرضت لهجوم اعتقدت أنه لم ينقص إلا أن يأتى ضابط شرطة ويقبض علىّ.

وفى النهاية يجب أن يعرف الجميع أننا لدينا صناعة سينما، وعندما نفكر فى صناعة فيلم نكون مهمومين بما يحبه الجمهور، لأنه من يجعل الفيلم ناجحا أو فاشلا.

فاليوم المنتج والموزع يفكران فقط فى عناصر نجاح الفيلم جماهيريا، فيتم عقد جلسات عمل مع المؤلف والمخرج حتى نخلق حدوتة وحبكة درامية نصل بها لأعلى الإيرادات، وزحام على شباك التذاكر، والحمد لله أن هذا تحقق مع «8 جيجا».

فرغم مباريات كأس العالم، وامتحانات الثانوية العامة، فإن الفيلم حقق إيرادات جيدة، والمنتج والموزع أكد لى أن الفترة المقبلة ستكون من نصيبه.

·         السينما هذه الأيام تتجه إلى المباشرة وكشف الفساد وأمراض وأوجاع المجتمع.. ألم تفكر فى تقديم هذه النوعية؟

لم أفكر.. لأننى ضد تعرية المجتمع، بشكل يفضحنا فى الخارج، ويجب أن نعلم جيدا أن هذه الأفلام حتى إذا كان بها شىء من الحقيقة، إلا أنها تجعل العالم يفرح فينا كمصريين ونعاير بها عندما نسافر إلى الخارج.

وأنا بشكل عام لا أستطيع إهانة بلدى، لأنى مهما سافرت ستظل مصر فقط هى بلدى الوحيدة، ومن يقدم هذه الأفلام أنصحه بمشاهدة السينما الأمريكية، التى تمجد بلادها دائما، فتجد فى كل فيلم يضعون العلم الأمريكى فوق كل شىء. لذلك من غير اللائق أن نشوه بلدنا بهذه الصورة المستفزة، رغم اقتناعى بوجود سلبيات كثيرة.

وحتى إذا قررنا أن نركز على السلبيات يجب ألا يكون بهذه المباشرة، لأن الفيلم «منتج» ويتم تصديره إلى دول عربية، وفى بعض الأحيان إلى الدول الأوروبية.

·         لماذا لم تعمل مع مخرجين كبار مثل داوود عبدالسيد ومحمد خان؟

كان من المقرر بالفعل أن أعمل مع المخرج الكبير داوود عبدالسيد فى فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» ولكن ارتباطى بفيلم آخر حال دون وجودى فى هذا العمل المهم، كما عرض علىّ المشاركة فى فيلم «دم الغزال» ولكن أيضا لم يحدث نصيب، فهذه الفئة من الأفلام أتمنى المشاركة فيها، لأن صناعها عظام وعلى مستوى فنى عالٍ جدا، ومؤكد أنهم سيدفعوننى خطوات للأمام.

·         ما الذى ينقص جيلكم لتصنعوا أفلاما مهمة مثل الزمن الماضى؟

إذا نظرتم إلى الأجيال القديمة ستجدون مئات العمالقة على سبيل المثال لا الحصر عماد حمدى وزهرة العلا وأحمد رمزى ومريم فخر الدين وحسن يوسف وفاتن حمامة، ورشدى أباظة، وشادية وعمر الشريف وسعاد حسنى وكمال الشناوى وهند رستم وغيرهم الكثير.

لذلك جيلنا المكون من 6 أو 7 نجوم لن يستطيعوا حمل هذه الراية، ويجب أن يظهر نجوم جدد لتضبط الكفة، ويصنعوا معنا تاريخ السينما المصرية. وأزمة جيلنا الكبرى عدم وجود سيناريوهات جيدة، والتى إذا توافرت سنصنع كل شىء.

·         تنادى بظهور جيل جديد يساندكم رغم أنكم نجوم الصف الأول متهمون بخنق المواهب الجديدة؟

لا أعتقد أن هذا حقيقى، والجيد يفرض نفسه رغما عن الجميع، وأنا خير دليل لعدم تدخل أحد فى نجومية الفنان إلا موهبته وحب الجمهور له بعدالله سبحانه وتعالى، فالحمد لله أصبحت واحدا من نجوم الصف الأول رغم ظهورى فى وقت متأخر عنهم جميعا.

·         لكن ألا تجد أن ما يعوق وصولكم لنجاح الزمن الماضى هو أنكم تفكرون فى التجارة عكسهم تماما كانوا يفكرون فقط لصالح السينما والفن؟

لا أنكر أن التفكير الآن تجارى ولكن أسعار المعدات مرتفع جدا، والأجور أيضا مرتفعة، لكن زمان كانت الدنيا بخير، والتأليف كان منتعش جدا، لدرجة أنه كان يوازى الأعمال العالمية، فزمان كان يكتب عبدالرحمن الشرقاوى، ونجيب محفوظ، وطه حسين، وعبدالقادر القط. ففيلم مثل «الناصر صلاح الدين» كتبه سبعة أدباء.. أما الآن فنجوم جيلى لا يجدون رواية جيدة تصلح لأن تقدم فى السينما، فأين نحن من الروايات التى تصنع النجوم.

·         الرويات الأدبية موجودة ولكن أنتم النجوم والمنتجون من ترفضونها؟

المنتج يريد أن يحقق المعادلة، فهو يريد أن يصنع فيلما جيدا، ولكنه فى الوقت نفسه يريد أن يحقق الإيرادات. فالمنتجون يعلمون جيدا أنهم إذا قدموا هذه الأفلام سيعلنون إفلاسهم بعد عامين، ويجلسون فى بيوتهم أو يمشون فى الشارع يرددون «إحنا اللى عملنا أفلام حلوة»، والحكمة تقول: «أعطنى خبزا أعطك فنا».. فإذا لم يحقق المنتج إيرادات لن تكون هناك أفلام جيدة ولا سيئة.

·         هل بالفعل فيلم «اللمبى وجولييت» هو القادم؟

كان من المفترض أن أدخله قبل «8 جيجا» ولكن مؤلفه أحمد عبدالله لم ينته من كتابته، لذلك تم تأجيله، وهناك احتمال كبير أن يكون هذا الفيلم المقبل إذا انتهينا من التحضيرات الخاصة به، حيث إنه يحتاج إلى مجهود كبير جدا فى تحضيراته لاحتوائه على عجلات حربية وقلاع وخيل وملابس تناسب المرحلة،
فهو عمل تاريخى.

·         ولكن البعض راهن على استحالة تقديمك شخصية اللمبى مرة أخرى؟

ما دامت هذه الشخصية ناجحة مع الجمهور سأكررها حتى إذا وصلت فى يوم من الأيام لتقديم فيلم تحت عنوان «اللمبى فى الحمام»..

·         لماذا ترقص وتغنى فى كل أفلامك؟

الناس تعودت منى على ذلك، كما أننى لا أفرض الأغنية والرقصة بالعكس تكون موظفة لصالح الدراما، فمثلا فى «8 جيجا» غنيت فقط فى سبوع طفل صغير لأنه كان محروما من الإنجاب فنظر لزوجته وقال: «ربنا يعوض».

الشروق المصرية في

07/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)