حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الشوق مغامرة سينمائية في حواري القلعة

متابعة:  أمل صبحي

في اجواء  بالغة الصعوبة ووسط المناطق العشوائية التي تفتقر الي سبل الحياة الآدمية تعيش »شوق« تلك الفتاة الفقيرة الحياة بكل قسوتها ولأن والدها في حالة سكر دائم تقوم والدتها بتحمل المسئولية عن شقيقتها الصغري »عواطف« وشقيقها الطفل المريض بالكلي »سعد« ووسط ذلك نجد تلك الفتاة ذات الجسم النحيل والبشرة الخمرية والشعر الأسود الحالك وعيونها السوداء التي تبدو عليها علامات البؤس والحرمان وهي ترتدي ملابس بالية .

  تربط الفتاة رأسها بمنديل ملون ، تتقدم خطوة وتتراجع خطوات حتي نفاجأ بأنها الفنانة» روبي« التي تخلت عن كل ملامح جمالها المعهوده  لتطل علينا في دورها في الفيلم الذي يحمل اسم »الشوق« مع المخرج »خالد الحجر« الذي نجح في قيادة  العمل في اجواء شديدة القسوة أهمها ارتفاع درجات الحرارة والتصوير في مناطق عشوائية وسط طرق غير ممهدة وتفوق الحجر في قيادة ركب العمل حتي يصل به الي بر الأمان كما نجح الانتاج في توفير كل احتياجات العمل والتزام الفنانين بالحضور في مواعيد التصوير المحدد.

ويذكر ان الفيلم تقوم ببطولته: روبي وسوسن بدر وفريدة واحمد عزمي ومحمد رمضان.. التأليف لسيد رجب ..الانتاج مشترك بين وزارة الثقافة الفرنسية ومصر.

شوق

في البداية تحدثت »روبي« عن دورها واللوك الغريب والجديد الذي ستظهر به في احداث الفيلم فقالت :»شوق« فتاة بسيطة لم تكمل تعليمها تعيش في حي شعبي عشوائي بالاسكندرية برفقة والدتها (سوسن بدر) وشقيقتها الصغيرة »عواطف«وشقيقها الطفل المريض بالكلي »سعد« ووالدها »سيد رجب« الذي يبحث عن كيفه. وارتبط بقصة حب مع شاب من نفس المنطقة »حسين« »أحمد عزمي« ونتيجة لفقره الشديد ترفضه والدتي بعد ان جمعت بعض المال فتحاول بكل الطرق قطع علاقتي بهذا الولد وتتوالي الأحداث.

وعن استعدادها للدور تقول »روبي« :تدربت كثيرا في مدرسة »احمد كمال« واخذت كورسات مكثفة لمعايشة تلك الشخصية ورسم ملامحها من الألف الي الياء كيف تأكل وتلبس وتشرب وتتكلم وكان ذلك مهما جدا حتي اجسد تلك الشخصية علي أرض الواقع.

وعن ظروف التصوير في هذا الجو الشاق تقول: كنت مستمتعة بالعمل جدا وخصوصا مع استاذي القدير»خالد الحجر« لانه مخرج مبدع ويعرف كيف يخرج ادق التفاصيل من الفنان حتي يخدم عمله بالاضافة لانني احببت الدور واستمتعت بالعمل جدا مع كل الفنانين والطريف ان الناس في تلك المناطق العشوائية التي نصور بها يتعاونون جدا معنا ويقدرون ظروف  التصوير وقد تغلبنا علي شدة الحرارة بالمرطبات والمراوح. وعن وجود شقيقة »روبي« »فريدة« بالعمل تقول : اختيار »فريدة« لتشاركني البطولة ليس لي دخل فيه فهذا راجع لاختيار المخرج.

بالاضافة الي اننا في كواليس الفيلم نتخانق بعض الوقت ونتصالح احيانا مثل حياتنا في البيت فالأمور بيننا طبيعية ولكن أثناء التصوير اقوم بتوجيهها الي زوايا الكاميرا الخاصة بها.

بؤس

تقوم »سوسن بدر« بدور الأم التي ترغب في حماية بناتها وتسعي لتحسين ظروفها المادية وعن دورها تقول: هي سيدة احلامها مشروعة تحاول رغم فقرها جمع المال لتأمين حياة ابنتيها ومعالجة ابنها الصغير من مرض الكلي وفي اللحظة التي تنجح في جمع المال لعمل العملية لابنها فيموت. وعن الاستعداد النفسي والشكلي للدور تقول سوسن بدر: هي سيدة يظهر عليها علامات الزمن والبؤس والشقاء والمعاناة وكي تخرج بهذا المظهر جلست مع المخرج لفترات طويلة وقمنا بعدة اختبارات في وجود المؤلف حتي يخرج بهذه المصداقية.

وهذا بالاضافة الي وجود الماكيير المصري الرائع »محمود رشاد« الذي درس بأمريكا وكيف أخرج الشخصية بشكل حقيقي ومعبر عن الدراما هذا بالاضافة الي رؤيتي الشخصية للعديد من النماذج الواقعية في الحياة والتي شاهدتها عن قرب وجدت فيها بعض الخطوط التي حاولت استحضارها من مخزوني بالذاكرة واستدعائها وقت تسجيد الدور من خلال سلوكها وظروفها المادية.

المتمردة

أما الفنانة الشابة »فريدة« والتي تلعب دور »عواطف« في الفيلم والشقيقة الصغري »لشوق« فتقول:
»عواطف« فتاة من بيئة شعبية فهي شخصية متمردة وليست راضية عن البيئة التي تربت فيها وايضا عندها شيء من الكبت والاحتياج لكل حاجة فهذا يولد عندها كبت فيتحول لانفجار.

وعن مشاركة شقيقتها روبي بنفس الفيلم تقول: أنا سعيدة جدا بوجودي مع شقيقتي لأنني أشعر بصراحة اننا »مش بنمثل« وكأننا في البيت ولو كانت امامي فنانة اخري لن يخرج الدور بمثل هذا الأداء الجيد الذي اقدمه وهذا بشهادة المخرج. ولا مانع ان تساعدني روبي احيانا بتوجيهي نحو الكاميرا أو بالأداء السليم فهذه هي التجربة الأولي للوقوف امام الكاميرا وبرغم من مساعدة كل من حولي لم اشعر برهبة أو قلقل خلال التصوير وقد قمنا بعمل العديد من الجلسات مع الاستاذ »أحمد كمال« بمشاهدي انا واختي قبل البدء في تصوير الفيلم حتي لايكون بيننا خجل خلال التصوير.

طموح زائد

يقوم الفنان الشاب »محمد رمضان« بدور »سالم« الذي يسكن بمنطقة عشوائية بحي الاسكندرية ويقول عن دوره:

هو شاب طموح ومتمرد علي واقع الحياة التي نشأ فيها وبالفعل ينجح في ذلك. فيحاول ان يكمل دراسته ويتفوق بكلية الهندسة وله فلسفة غريبة وخاصة به فهو يحلم بالزواج من فتاة غنية ليعيش حياة مريحة تعوضه عن الحياة البائسة التي عاشها.

فبعد ارتباطه بقصة حب مع »عواطف« يتركها لانه يجد فيها تعطيلا عن طموحه الذي يرسمه لنفسه بسبب فقرها وجهلها ونظرا لايمانه بأن احلامه تسبق قلبه وعواطفه.

ويضيف رمضان: اعتبر الفنان هو المحامي عن شخصيته الفنية التي يلعبها فأتوقع ان يحكم الناس علي الشخصية بانها شريرة ولكن من وجهة نظري اري ان هذه الشخصية الدرامية لها مبرراتها التي أوقعتها الي ان تلجأ الي هذا فالطموح عنده يلعب دورا هاما ولا يحب الاستسلام للواقع الحزين.

الحب الوحيد

وعن دوره يقول الفنان »أحمد عزمي«: أجسد دور »حسين« حبيب »شوق« والذي يرتبط معها بقصة حب قوية ويظل متمسكا بها فهو خريج دبلوم صنايع ويبحث عن فرصة عمل لتحسين وضعة الاجتماعي فيضطر للعمل بمحل بقالة وتقف ام شوق امام هذا الحب.

وعن سر اعجابه بالعمل يؤكد عزمي: من المهم جدا القاء الضوء علي موضوع العشوائيات ولكن ليس بالصورة السيئة وانما بشكل لطيف ومحاولة لمعالجة الكبت العاطفي عند الشباب وهذا ما ينجح فيه القائد خالد الحجر والمؤلف سيد رجب في تجسده.

قبلات أقل

وأوضح المخرج »خالد حجر«: ان قصة العمل تدور في حي شعبي وعشوائي وناس فقراء بالاسكندرية من خلال ام مسيطرة  علي بناتها ويتحدث العمل عن الحارة والكبت الجنسي عند الشباب وكيف تستغل الأم هذه الحارة لصالحها ثم تنقلب الأمور وتصبح الحارة هذه ضدها فمن هنا تناقش فكرة »السلطة« كيف استخدمت هذه الأم سلطتها علي الحارة حتي تنقلب ضدها وعن اتهام البعض للفيلم بمناقشة قضايا جريئة يقول الحجر :اعترف ان الفيلم فيه نوع من الجرأة وليس بالشكل المبالغ فيه نظرا لاعتبار البعض ان وجود روبي معناه وجود مشاهد جريئة فهو يعتبر من اقل الأفلام التي صورت فيها قبلات بها.

وعن رؤيته الأخراجية التي حاول طرحها يقول الحجر: السيناريو يشبه الأفلام القديمة مثل »دعاء الكروان« أي مثل افلام الأبيض والأسود حتي اننا في التصوير نعمل بطريقة »ون شوت« ومعظمها لم اقطع كثيرا فالحركة سلسه من الانتقال بالتصوير من فنان لآخر.

وعن أختيار الفنانين يضيف:كنا نعمل بنظام فريق العمل انا والمنتج محمد ياسين وعمرو السيسي المنتج المنفذ حيث عملنا جلسات عمل واستقرينا علي الكاست وكان من اساسيات الفيلم الفنانة سوسن بدر التي تجسد دور الأم وقمت انا بترشيح روبي وبالتالي الكل وافق عليها لملائمتها للدور ونظرا لانني كان نفسي اعمل معها شيء من زمان وبالاضافة لانني رأيت شقيقتها »فريدة« تتدرب عند احمد كمال بمدرسته الفنية ففكرت في ترشيحها علي الفور واري انها فنانة مجتهدة وشاطرة بالاضافة لوجود جو من الحميمية بمشاركة روبي وشقيقتها بالفيلم لان طبيعة الدور لاينفع الا بوجود شقيقتين فعلا.

ومن المتوقع مشاركة الفيلم في العديد من المهرجانات فينسيا وبرلين ثم عرضه بمصر في العيد.. وقد انتهينا من تصوير ٥٩٪ ولم يبق لنا سوي يوم واحد وكانت الديكورات ما بين الحطابة والزمالك ومدينة الانتاج الاعلامي واضاف الحجر: اعتبر الفيلم نقلة فنية لكل من روبي وسوسن بدر وفريدة واحمد عزمي ومحمد رمضان لانه لدينا سيناريو جيد وطاقم عمل هايل ومدير التصوير الاسباني »نستور  كالفو«.

عن أقوي المشاهد يؤكد الحجر ان هناك مشهد خناقة علي باب الحارة التي تسكن فيها »شوق« تبين تسليط ام شوق لبعض الشباب لضرب احمد عزمي لكي يبعد عن ابنتها وهو من المشاهد القاسية جدا والتي بذل فيها عزمي جهدا كبيرا.

الكبت يولد الانفجار

أماالمؤلف سيد رجب فيقول: حاولنا من خلال الفيلم نقل شريحة مجتمعية من واقع حياتنا في بجميع مشاكلها سواء  طموح أو كبت أو رغبة في جمع المال وعندما تتعرض لمحور من المحاور التي يسلط الفيلم الضوء عليها كالكبت الجنسي نتعرض له من خلال شريحة من المجتمع المصري وتحديدا في منطقة الاسكندرية بها كل الصفات الانسانية للحب والمال والجنس وغيرها.

واوضح سيد رجب ان الفكرة التي يحاول طرحها في العمل بشكل غير مباشر هو كيف تكون السلطةالهاشة التي لاتقم علي خدمة الناس بل تخدم اغراضها الشخصية ويظهرا ضعفها من خلال مجتمع كامل به عديد من المشاكل وسبب اسم الفيلم ب »الشوق« ليس له علاقة بالبطلة بل ايحاء بشوق كل شخصية درامية بما عندها من »شوق« ولهفة معينة ورغبة في شيء ما تسعي لتحقيقه سواء من الأم المسيطرة علي الحارة او البنات اللائي لديهن كبت جنسي أو كبت المال وغيرها.

المثير في الموضوع  محور الكبت الجنسي ولكن الهدف في حد ذاته اعمق بكثير وهؤلاء الناس نماذج شاهدتهم في الواقع وهي شخصيات حقيقية وهذا مما يعطي الموضوع اكثر واقعية.

وقد اكد المؤلف: اننا حاولنا التعرض للموضوع بشكل لايهين الأسرة المصرية ولكن رأينا لابد من القاء الضوء بكل صراحة ووضوح ان يعيد الأباء والامهات التفكير في التعامل مع الأبناء.

ويقول الطفل »كريم الأبنودي «الشهير بمهران في مسلسل »الرحايا« اؤدي في الفيلم دور »سعد« شقيق »عواطف« و»شوق« ووالدي »سيد رجب« الرجل العجوز السكري دائما وتحاول الأم ان تزرع في داخلي كيف اتولي مسئولية شقيقاتي البنات ولكن يتسبب مرضي في كسر عزيمة الأم حيث اعيش حالة صحية سيئة تؤدي الي مرضي فتحاول الأم جمع المال بأي طريقة لمعالجتي من الكلي ولكن الموت يكتب قدري في النهاية.

أخبار النجوم المصرية في

01/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)