حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أُسطورتي السينما العربية:

القبطان وخلطبيطه.. افلام مغايرة.. وصنعة مدهشة

عبد الكريم يحيى الزيباري

فيلم القبطان/1997، أخرجه وألَّفَهُ سيد سعيد المخرج الفيلسوف، انتظرَ عشرين سنة، بعد تخرُّجِّهِ في معهد السينما، ليخرجَ فيلمه الأول والأخير، ليؤسِّس لشخصية عجائبية، تظهر وتختفي فجأةً، لها قدرة على شفاء المرضى، تلاحق السلطة، حتى تقضي عليها، باعتبار الحكمدار رمزاً لهذه السلطة، وهو هنا قد تجاوز محاكمة كافكا، بتقديم نموذج معاكس تماماً.

فاز القبطان بجائزة أفضل فيلم وسيناريو في المهرجان القومي للأفلام المصرية 1997، في بداية الفيلم يرقص القبطان رقصة يونانية، ليذكرنا بشخصية زوربا، للقبطان مسحة صوفية، ولديه أربعة مريدين: وجيدة (وفاء صادق)، يتنافس عليها ثلاثة: سامي (مصطفى شعبان) يعاني من رفض وجيدة والمجتمع لأنَّ والده يعمل في معسكرات الإنكليز، محمدي (عيد أبو السعود) استشهد والدهُ في حرب 1948، لذا فإنَّ والدته تقول أنَّ حرب فلسطين لم تنتهِ بالنسبة لها، حتى لو أعلنت الدول العربية الهدنة، لأنَّها لم تأخذ ثأرها، كمال (طارق عبد العزيز) ثري منفتح على طبقة الفقراء، رافض للانغلاق والاستعلاء البرجوازي، يجري القبطان بينهم مباراة أيُّهم يحتمل نار الشمعة، ولا يسحب يده من فوقها، يكون الأجدر بوجيدة، ويفوز سامي، ومع القبطان طفلان صغيران يتبعانه أيضاً. مجموعة كبيرة من الأسئلة والافتراضات والاستنتاجات يطرحها القبطان، وهو يعاني اختفاء هيلينا، والحكمدار يعاني اختفاء القبطان، مَـنْ هو الخيالي وَمَـنْ هو الواقعي؟ الشعب ينكر وجود القبطان لينقذه، فلماذا ينكر وجود هيلينا؟

مدحت السباعي ألَّفَ وأخرجَ فيلم خلطبيطه/1994 ليؤسِّس لصورة السلطة التي تلاحق مواطنا ساذجاً، بطريقة غير معقولة، وليس بعيداً عن بطل محاكمة كافكاِ (ك)، والفيلمان يلتقيان في شخصيتي المواطن محمود عبد العزيز والمحقِّق أحمد توفيق.

القليل من الأفلام لا يكفي لفهمها، أنْ تشاهدها مرة واحدة، ولا تنفد المتعة مع تكرار مشاهدتها، ومن هذه الأفلام الفيلم العربي، القبطان/ 1997، بطولة: محمود عبد العزيز، وفاء صادق، احمد توفيق، طارق عبد العزيز، مصطفى شعبان، حسن مصطفى، وضيف الشرف الممثلة اليونانية جوليا ليوبولو، فيلم يبدأ بعبارة للنفري (إنَّما أُحدِّثُكَ لترى، فإذا رأيت فلا حديث).

وصوت منبِّه السفن، وصورة الميناء تستقبل المهجَّرين الفلسطينيين، ثم عزف موسيقى عسكرية، ومقطوعة سلام الأمراء لاستقبال حكمدار مدينة بورسعيد عام 1948، وفي استقباله طابور وجهاء وأعيان المدينة، الذين لا يستظلون إلا بقاعدة (اللي يتزوج أمِّي...)، وحين ينتهي الحكمدار من الطابور، يلاحظُ رجلاً يُدَخِّن غيلونهِ غير آبهٍ بما حوله من الضوضاء، فيلتفت إليهِ، بطريقةٍ ساحرة، فاغراً فاهُ، متلاعباً بعينيهِ، مشمئزَّاً، بقلق، ثمَّ يمضي في طريقهِ، لقد عرفَ فيه عدوَّهُ، فليس للحكمدار أعداء، إلا الأبرياء البسطاء، الفقراء، الذين لا يجدون قوت يومهم، ولا يسمعون معزوفة سلام الأمراء، حتى لو عزفت طوال اليوم قربَ آذانهم. ينتهي الفيلم بمغادرة الحكمدار، لأنَّ مسؤوله يأمره بتقديم استقالته لفشلهِ في القبض على القبطان، وإلا سوف يُقدَّم إلى محاكمة عسكرية، وأنْ يسَلِّم عهدتهُ إلى الحكمدار الجديد، وقبل أن يتحرَّك القطار، ينظر الحكمدار من النافذة، فيرى القبطان جالساً عين الجلسة، يمسكُ غليونهُ وَيُلَوِّحُ له بيدهِ. في الدقيقة 37، القبطان، صيَّاد السمك، يُلوِّح بالصنّارة ويرميها، يشاهد قدمي السائحة اليونانية "هيلينا" التي قامت بدورها (جوليا ليوبولو) حورية البحر، وهي تترنَّم بأغنية يونانية، القبطان، صيَّاد السمك، ضمير المدينة، فاغراً فمه، فاركاً عينيهِ، صار عاشقاً، لتكتمل نصف الأسطورة، في المشهد التالي يذهب القبطان إلى الفندق السياحي ملاحقاً الشقراء، يجلسٌ قبالتها، يحدِّق فيها، فإذا بالحكمدار من ورائهِ وقد فاز في لعبة بليارد، ينادي هل من مبارز؟ فيتصدَّى القبطان، ويستدير إليه، وبالطبع يفوز القبطان، والحسناء تشجِّعُهُ بابتساماتها، هذا المشهد التقليدي الذي يتكرر في الأفلام الهندية والتركية، وبعض الأفلام التاريخية، حيث تراقب الأميرة فارسها وهو يفوز بالألعاب الأولمبية.

الحرب العربية الإسرائيلية الأولى انتهت بهزيمة نكراء للعرب، مع تفشِّي لوباء الكوليرا، والفقر، والاحتلال الإنكليزي الغاشم، والسلطة المتعسِّفة، وبداية هجرة الفلسطينيين إلى مصر، شاب بورسعيدي، نصف مجنون، متهوِّر، سوَّاح، مذياع المدينة، أو ضميرها المتأزِّم، يعيش كحلمٍ لأهالي المدينة، وكابوس للحكمدار الذي يفشل في القبض عليه، اسمه منصور الدهشوري، يلقبه مواطنوه بالقبطان، يستمع للراديو ليترجم لهم بحسب هواه، أخباراً عن الثورة الفرنسية، "وجيدة" تخاطب ابن الملوَّاني بابن "كلب الإنكليز" كإشارة إلى تعاون والده مع المحتلين الإنكليز، ويمضي القبطان يحكي قصة عائلة الشابة وجيدة بطريقة أسطورية، أقرب إلى الحكاية الشعبية، يظهر فجأةً ويختفي فجأةً، لكن الأحداث تتطوَّر فإذا بسامي بن الملوَّاني يقتل الجنرال الإنكليزي، ويختبئ في بيت الحكمدار، بمساعدة وجيدة، زوجة الحكمدار، وفي المخزن بين الأشياء العتيقة يعثر على سيرة القابوطي، مؤسِّس مدينة بور سعيد، لاستعادة الأجواء الأسطورية (ويقال أنَّ من الغرائب والكرامات أنَّ البحر هجمَ على بيت القابوطي، حمله مثل السفينة، وكان القابوطي يقف فوق سطحهِ، كأنَّهُ قبطان/ الدقيقة 72).

(خلطبيطه/1994)الفيلم إخراج وتأليف مدحت السباعي، ومقتبس من فكرة المحاكمة لكافكا، بطولة محمود عبد العزيز، منى السعيد (زيزي)، ماجدة زكي (نرجس) حسين الشربيني (وزير الداخلية)، أحمد توفيق (المحقِّق).

حَسَّان ضرغام النمر موظف في إدارة المكتبات في وزارة الثقافة، في الدقيقة 16 يقرأ حسان في كتاب (ثم دخلَ عليه الشبح، وهو وحده ممدداً على الأريكة) فيسألهُ رجلٌ من خلفه (ماذا تعمل أستاذ حسان) يصرخ (أبويَ) ثمَّ يتراجع (أنت إنسٌ ولا جنيٍّ) فيرد (ما جني إلا ابن آدم) يظهر رجلان آخران (نحن مكلفون بالقبض عليك)(لماذا؟)(أنا غير مأذون لأقول السبب، أو أشرح قضيتك)(نحن من الإدارة المركزية العامة لحماية الأمن القومي الداخلي)، ثم يأخذونه إلى المحقِّق، فيسأله (ممكن أعرف لماذا أنا هنا؟)(أنت هنا لتجيب فقط، لا لتسأل.. لماذا احتفلَ صالح بمناسبتين في يومٍ واحد؟ طهور ابنه والأسبوع)، وبعدما يُفرجْ عنه يتنكَّر حسَّان في زيِّ هندي قارئ للكف، ويخبر صديقه صالح (أنَّ هناك مسألة أمنية خطير تتعلق بطهور ابنه حمادة، بسببها يخضع الجميع لرقابة مشدَّدة/الدقيقة:33)، ثم يتنكَّر في زيِّ سائح أجنبي ليخبر صديقيه محمود ورمزي في الوزارة (أنا متعجِّب كيف أن الحكومة قد اتخذت موقفاً ضدنا، بسبب أنَّ صالح احتفل بمناسبتي طهور ابنه وأسبوعه في يومٍ واحد، ولكن كلُّ شيء جائز) تأخذه جارته زيزي في حفلة سمر، وحشيش، تداهمهم الشرطة، يأخذونه إلى السيد المحقِّق (رغم أني حذرتك ألا تخبر أحداً، لكنك أخبرت صالح في المقهى، وأخبرت محمود ورمزي في الهرم) في الدقيقة 59 يذهب لمقابلة وزير الداخلية، فيستقبله مدير المكتب (ليس لدينا في وزارة الداخلية شيء اسمه الإدارة المركزية العامة لحماية الأمن القومي الداخلي)(الذين يحققون معي، كل ليلة ساعات، هل هم وزارة الري)(ربما أحد أصدقائك يمزح معك) وفي الدقيقة 66 يُقْحِمُ المخرج أغنية يغنيها حسَّان، في الدقيقة 73 يعاتبه المحقق (لماذا ذهبت إلى الداخلية لتشتكينا؟ هم لا يعلمون عنَّا شيئا، نحن جهة سرية ومستقلة، وصلاحياتنا غير محدَّدة، وأنت قضيتك قد أُحيلت إلى المحاكمة، وسوف نعلمك بموعد الجلسة) يحاول أنْ يتذكَّر أنَّهُ قال شيئاً سيئاً عن الحكومة، فهو يحب جميع الحكومات من عهد محمد علي إلى اليوم، كلُّ شيء بخير، والحكومة عادلة ومستقيمة، ربما ظنوا أنَّهُ يهزأ بهم بقوله، لكنَّهُ لا يقدر أن يقول غير ذلك حتى لو ظنوا ذلك، ويتذكَّر أنَّهُ في الدراسة الإعدادية كتبَ إنشاءً هاجمَ فيه نابليون بونابارت لاحتلاله مصر، فينهض ويبدأ بالهتاف (يسقط نابليون بونابارت، الموت الموتُ لنابليون/ الدقيقة 82).

فيلقى القبض عليه (هل تقصد نابليون فعلاً)(وهل ذكرت غيره) لكن هتافاتك من شأنها الإخلال بالعلاقات مع دولة صديقة، فينادي (يعيش نابليون بونابارت، وسلامتها أم حسن، من العين ومن الحسد) فيدخلونه مستشفىً للمجانين، وبعد جدل مع الطبيب المختص، يخرج له سيخا كذاك الذي أعطته إياه مذيعة التلفزيون، ويلتقي بعلاء ولي الدين (الدكتور عبد الشكور) ويخرج هو الآخر سيخاً، وكما يفعل حسَّان مع الجميع يسأله (ماذا تفعل بالسيخ) وكما يجيبه الجميع بعد ضحكةٍ مجنونة (ستعرف فيما بعد).

يكتب الطبيب تقريراً يؤيد سلامة عقلهِ، ويخرج إلى مكتب مدير مكتب وزير الداخلية(من المفروض أن تحوَّل أوراقك إلى النيابة، بتهمة إثارة الشغب، ولكن المصلحة العامة تقتضي الإفراج عنك، لأنَّه عن طريقك نأمل في الوصول إلى المجموعة الغامضة/دقيقة 91) وفي المحاكمة يبدأ حسان شجاراً بالكلام مع محاميِّهِ، كما في الفارس الخفي، لإيتالو كالفينو، حين يتقابل جيش فرديريك الكبير مع العدو في جولة شتائم، ويحكم عليه بالإعدام، ويخطط للهرب إلى السودان، فيركب قطار أسوان، ويركب معه رياض باشا متنكِّراً، فيتمُّ اغتياله، ويعترف، ثم تصوِّره المعارضة على أنَّه بطل قومي، ثم يُقبض على القتلة الحقيقيين لرياض باشا، ولكن زهدي باشا وزير الداخلية يقول أنَّ نشر الحقائق يعني أنَّهُ لفَّق التهمة لحسان، لذا يجب إخفاء الحقيقة إلى الأبد، وكذلك المعارضة ترفض التراجع عن البطولات التي اختلقتها لحسان، وتتفق المعارضة مع وزير الداخلية على ضرورة إخفاء الحقيقة، ويفرج عنه من السجن الذي يقع وسط الصحراء، ويُطلق عليه النار بندقية، ثم بنادق، ثم مدفع، دون أنْ يُصاب بأذى. باعتباره رمزاً للحقيقة التي لا تموت، يقول الناقد إبراهيم العريس عن فيلم دون كيشوت للمخرج الأمريكي أورسون ويلز (فالمشهد الأخير يرينا انفجار قنبلة هيدروجينية، كما يرينا خلاص دون كيشوت وسانشو بانشا كرمز لعدم إمكانية تحطُّم الأفكار النبيلة) المحاكمة- ترجمة إبراهيم العريس- المؤسسة العامة للسينما- 2005- دمشق- ص7.

المدى العراقية في

09/06/2010

 

فيلم "إنفكتس" لكلينت إيستوود..نقطة تقاطع الرياضة والسياسة

نجاح الجبيلي 

إن عدداً من الأفلام التي تدور حول الرياضة لها عنوان يتكون من كلمة واحدة (مثل روكي Rocky وهوجيرز Hoosiers) لكنها عادة ليست باللاتينية.أما فيلم "إنفكتس" Invictus من إخراج كلينت إيستوود فهو ليس فيلماً عادياً عن الرياضة على الرغم من أنه يبلغ ذروة مثيرة في مباراة بكأس العالم في الركبي بين جنوب أفريقيا ونيوزلندا. لكن المخاطرة هنا أكبر: وحدة الأمة معلقة في الميزان.

تقع أحداث فيلم "أنفكتس" (التي يعني باللاتينية "الذي لا يقهر") عند نقطة تقاطع الرياضة مع السياسة.

بطله نلسون مانديلا (من الطبيعي أن يؤدي الدور مورغان فريمان) الذي في أعقاب التفرقة العنصرية يجري انتخابه كرئيس لجنوب إفريقيا بعد أن قضى 27 سنة في السجن.

وخلال سجنه درس مانديلا أعدائه الأمريكان وكان مدركاً لدور الرياضة في الوعي الوطني، إن فريق الركبي لجنوب أفريقيا (سبرنغبول) بقدر ما هو محبوب من قبل البيض فهو مكروه من قبل السود الذي يعدونه رمزا للقمع.

ومع ذلك يتخذ مانديلا مخاطرة سياسية كبيرة رافضا الاستسلام لمطلب مسانديه بأن الفريق يجب أن يجري تفكيكه وتعاد تسميته.

ويرى أن الفعل هذا سوف يثير الخوف والبارانويا العنصرية لدى الناس البيض، ويكسب مانديلا كابتن الفريق (مات ديمون) إلى جانبه ويتحداه كي يحسن من وسائل الفريق الخاسرة، هدفه هو استعمال الركبي للقضاء على الفصل العنصري  في البلد.

إن فيلم "إنفكتس" ليس سيرة ذاتية ولا يأخذنا إلى داخل عمق إحدى شخصياته، يقوم إيستوود بعرض مانديلا من مسافة متوسطة مناسبة، إنه يدور حول استراتيجية الطموح.

نشاهد السياسي في قمة المباراة: مانديلا الماكر الذي يجسده فريمان هو استاذ السلوك المهذب الساحر ذو الكلام الرقيق والسيناريو الخيالي القوي المعتمد على كتاب "اللعب على العدو" لجون كارلن يمكن أن تكون فيه شيء من الدقة، (أصاب الهدف) (والأغاني الرسائل التي أضافها إيستوود زائدة عن الحاجة).

ومع ذلك تذبل الارتدادات الزمنية بمواجهة مثل هذه القصة المحركة للروح – وهي التي من الصعب أن يصدقها المرء لو كانت خيالية.

والعجب في فيلم "إنفكتس" أنه في الواقع يتم تلقيه بهذه الطريقة.

عن/ مجلة "تايم"

المدى العراقية في

09/06/2010

 

شذرات سينمـا..تحفيزات السرد السينمائي

أ. د. عقيل مهدي يوسف 

ربما كانت اللقطة مشفرة بطريقة علمية عند المخرج السينمائي (ازنشتين)*

من حيث السبق التاريخي، أكثر من غيره من المخرجين، الذين سبقوه.

وتشفيراته هذه، تنطوي على تحفيزات خاصة، بالسرد، مثل المحتوى الواقعي، أو الأدبي للقطة وكذلك الشكل الخاص بطول اللقطة، ووصفها ضمن نسق اللقطات الأخرى، وكذلك الوجدان، لإثارة حالة شعورية عند المتفرج عن الموضوع المصور، وماتوافر عليه من إضاءة، وتركيب، ورؤية فنية متفردة، فالحركة حين تقطع من منطلق جمالي، تتجاوز حاجزي الزمان والمكان كما في فيلم (هيروشيما حبيبتي) الذي رتبت اللقطات فيه، ومزجت سينمائياً، بحيث يفقد الزمان أهميته، ويتركز الاهتمام على ما يجري بشكل حركة تشبه (الحلم)، المشحون بسريان نفسي غامض.

البطلة في الفيلم- أيضاً- هي محصلة ماضيها، امرأة فرنسية مع مغتصب ألماني شاب، وسيدة راشدة مع مهندس معماري ياباني وامتزج الزمانان الماضي والحاضر بزمن آني واحد.

اللغة السينمائية الجديدة في الفيلم، وما تحمله من ثراء التداعيات قادرة على إثارة المشاعر، وتحريض الذهن، بحيوية شيقة، ومرتبطة قبل كل شيء، بالطريقة السينمائية التي تفرض بها كيفية تسلسل اللقطات، للحفاظ على الرابطة العضوية فيما بينها.. كأن الكاميرا، تقوم بمهام العين المراقبة، والمونتاج هو التفكير، والعقل المدرك والمتفهم للقيم والمعاني والحقائق، جمالياً.

المدى العراقية في

09/06/2010

 

متنقلاً بين أربع دول مختلفة: (أطفال) توماس بالميه يسحرون الولايات المتحدة

ترجمة/ عدوية الهلالي 

خلال سنتين، لاحق المخرج الفرنسي توماس بالميه أربعة أطفال في ناميبيا ومنغوليا وسان فرانسيسكو وطوكيو في مراحل مختلفة وعصيبة من تطور حياتهم ... وتوماس بالميه هذا هو رجل (مطلوب) جداً اليوم في الولايات المتحدة وقد دعاه مخرج الفيلم المتألق (روبن الغابات) ريدلي سكوت الى لوس انجلوس للاحتفال بنجاح فيلمه الوثائقي الجديد (أطفال) الذي عرض بشكل حصري في الولايات المتحدة وليكون ضيفا لدى واحدة من أشهر مقدمات البرامج التلفزيونية في العالم وهي أوبرا وينفري بعد ان سحر فيلمه الأمريكان وحقق أرباحاً بلغت خمسة ملايين دولار منذ عرضه على شاشات السينما الأمريكية في السابع من ايار وحتى الآن ما يعد انتصاراً ساحقاً بالنسبة لفيلم وثائقي مؤلفه أجنبي.
ريدلي سكوت علق على نجاح فيلم بالميه بقوله: "أطفاله مذهلون!.. ونحن هنا في أمريكا عندما يعجبنا شيء ما، ندفع الكثير من اجله".

في منتصف شهر حزيران الجاري، سيتم عرض الفيلم في فرنسا اذ كانت فكرته الأصلية للمؤلف الفرنسي آلان شابا قد اجتذبت المنتج الأمريكي جيمس شاموز من شركة فوكاس فيتورز للإنتاج السينمائي فاشترى حقوقه العالمية ليضمن مبيعاته في الولايات المتحدة كما تم توخي الحذر لتجنب إطلاقه على شبكة الانترنت لكنه أسهم أيضاً في الإعلان عنه ليصنع الفيلم نجاحه في صالات السينما رغم كونه وثائقيا ولتكتب عنه الصحف ومنها نيويورك تايمز التي قالت ان فيلم (أطفال) منحنا الثقة في النوع البشري المحير والغريب والذي لا يمكن مقاومته معتبرة إياه صرخة طفولية وليس فيلما وثائقيا بسيطا فقط.

لقد عمد المخرج بالميه الى استخدام الفكاهة والدعابة للتعامل مع موضوع الأطفال بدلا من إطلاق الأحكام والآراء الخاصة عن قيم المجتمع الواضحة والصريحة فضلا عن اهتمامه المحايد بالمواضيع العرقية والعنصرية.

بطريقته الفكاهية العميقة هذه، سنشاهد الصغيرة هاتي اللامبالية بشكل كامل من سان فرانسيسكو وهي تحاول الهرب من المسرحية التي يتغنى فيها والداها بمجد الأرض، في الوقت الذي نرى فيه الصغيرة النايميبية بوينجاو المولعة بحب الأرض تشرق فرحا وهي تمص حصاة من الأرض.. اما في طوكيو،فسنرى الصغيرة ماري تتمرغ على الأرض من شدة حرمانها رغم إحاطتها بالألعاب من كل جهة.

وأخيراً تطالعنا الصغيرة المنغولية بايارغال المعتزة بنفسها كثيرا وهي تحاول التواصل مع العجول رغم خطورتها ذلك انها تفوقها حجما بمقدار ثلاث مرات تقريباً.

واذا كان المشاهد يشعر بالخطر الظاهر الذي يتهدد الأطفال في إفريقيا ومنغوليا ويسحره الاطلاع على ذلك فان الدول المتحضرة مثل الولايات المتحدة واليابان فيها أخطار اكبر تدفع الطفل الى الوقوع ضحية قسوة وانحراف وعنف مجتمعاتنا الحديثة ما يفقدهم حريتهم الحقيقية .

فيلم (أطفال) اذن يترك الفرصة للمشاهد ليحكم بنفسه على الأحداث مستخلصا من ذلك رسالة بسيطة تشير الى ان الطبيعة البشرية متماثلة في جميع أطراف كوكبنا.

المدى العراقية في

09/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)