حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مقعد في الصالة . . السينما الكورية

مــاجــدة حليــم

تمثل الثقافة جسرا غير مرئي ينقل الانسان من ظلام الجهل الي نور المعرفة‏..‏ وتبادل الثقافات بين الشعوب يوجد نوعا من التواصل بين هذه الشعوب حين تقترب العادات والتقاليد من بعضها بعضا رغم البعد المكاني بين هذه البلاد‏.‏

وقد مر خمسة عشر عاما علي اقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وكوريا‏..‏ وقد كتب وزير الثقافة المصري فاروق حسني في كتيب المهرجان الكوري الذي اقيم من‏2‏ ـ‏5‏ يونيو للأفلام والفنون الكورية عن سعادته باستضافة هذا المهرجان لسببين‏:‏

اولهما أن المهرجان قادم من كوريا التي اثارت اعجاب العالم بإنجازاتها الاقتصادية والثقافية والتعليمية الفريدة‏,‏ وثانيهما انه كفنان شديد الاعجاب بالفنون التشكيلية الكورية‏.‏

بينما قال وزير الثقافة الكوري يو إين تشوين أن مسلسلات خريف في قلبي وشتاء سوناتا وجوهرة في القصر التي اذيعت علي التليفزيون المصري وحظيت بشعبية كبيرة كانت خطوة في طريق التقارب المصري الكوري‏.‏

كما يري المستشار الثقافي الكوري بارك جاييانج أو د‏.‏ أمين حيث يطلقون علي انفسهم اسماء مصرية لتسهيل التعامل‏..‏ أن تبادل الثقافات يؤدي الي الألفة بين الشعوب وينمي التقاليد والعادات لدي كل منهم‏.‏

وقد بذل د‏.‏ أمين والاستاذ أحمد عبدالفتاح مجهودا ملحوظا في مهرجان الافلام الكورية الذي اقيم بدار الاوبرا‏.‏

أما الافلام المعروضة وكانت ستة افلام فكانت تمثل أسلوبا متميزا في الاخراج والتصوير والموسيقي والأداء‏.‏

مثلا فيلم‏(‏ الشريكان‏)‏ وهو فيلم وثائقي طويل‏(78‏ دقيقة‏)‏ يعطي صورة دقيقة للمشاعر التي تنشأ بين فلاح في الثمانين من عمره وزوجته مع البقرة التي يعتمدان عليها تماما في كل امورهما‏..‏

ويستخدم المخرج لي شونج ـ ريول صوت رنين الجرس المعلق في رقبة البقرة لايجاد نوع من الحياة أو مظهر الحياة في هذا المكان الهاديء جدا‏..‏ وكيف ارتبط الفلاح وزوجته بهذه البقرة التي عاشت معهما‏40‏ سنة فيما يشبه المعجزة‏.‏

‏..‏ وكيف تتغير حياتهما حين يطلب منهما الطبيب أن يشتريا بقرة اخري لأن هذه البقرة اصبحت تحتضر‏..‏ وهذا هو الفيلم الأول لكوريا الجنوبية الذي مثلها في مهرجان صن دانسي‏.‏

وقد اوجد المخرج والمصور لغة صامتة بين تصرفات الزوج وزوجته واختلاج عين البقرة وحركتها‏..‏ وايضا دمعة من عينيها وكأنها تدرك أنها تموت‏..‏

أما فيلم‏(‏ اكثر من الحزن‏)‏ أو قصة حب حزينة اخراج وون تاي ـ يون فهو فيلم رومانسي رائع ولو كانت السينما الكورية لديها كم التوزيع مثل السينما الأمريكية لحقق هذا الفيلم ملايين الدولارات في دور العرض‏..‏ وهو فيلم لا يحكي كما أن بعض مشاعر الحب لا يمكن ان تعبر عنها الكلمات‏.‏

وفيلم الانطلاق اخراج كيم يونج وايجمع بين الدراما والكوميديا والرياضة ويحكي عما حدث عام‏1996‏ في قرية كورية صغيرة عن تكوين فريق للاشتراك في الاوليمبياد للقفز علي الجليد ويأخذك الفيلم في قصة مثيرة بين مشاعر هؤلاء الاولاد ورغباتهم واصرارهم علي التفوق ورفع علم بلادهم‏.‏

أما الملحوظة التي تثير الانتباه ان السينما الكورية متميزة جدا في قصصها واخراجها وكذلك أداء ابطالها‏..‏ و هي سينما متميزة حتي انها حصلت هذا العام علي جائزة لاحد افلامها في مهرجان كان‏.‏

اما الشيء الذي تخرج به من حضور هذه المهرجانات التي تنظمها الدول للتعريف بفنونها فإنك تتعرف علي سينما مختلفة لكنها سينما متميزة‏,‏ وهذا هو الاحساس الذي يجعل للثقافة معني ويسهم في تقريب الشعوب‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

الــــــــــــــــــــــديلر

مشـير عبـداللـه 

الديلر تعني تاجر التجزئة بصفة عامة‏..‏ ولكنها حينما تطلق الآن فهي تعني موزع المخدرات‏.‏

فيلم الديلر تأليف د‏.‏مدحت العدل يحكي عن يوسف وعلي عدوي الطفولة فلم يتفقا أبدا منذ طفولتهما في حي القلعة بالقاهرة والاثنان يريدان الفوز بقلب سماح أيضا منذ الطفولة والعداء والصراع ظل بينهما حتي النهاية خارج مصر‏.‏

السيناريو الذي كتبه مدحت العدل يعتمد كثيرا علي الصدف وهو ما كان ضد دراما الأحداث‏,‏ كما أن شخصية علي وكل ذكائه الموظف للشر لا يرتقي في وقت قصير لأن يصبح في درجة وزير في أوكرانيا‏..‏ أيضا كل طيبة يوسف وتعرضه للمؤامرات لا تصل به إلي ما وصل إليه‏..‏ شخصية سماح التي يتنافس عليها الاثنان لم تجد لها مبررا دراميا لإحدي الشخصيات الرئيسية للوقوع في غرامها من أبطال الأحداث يوسف وعلي‏.‏

فالشخصية التي رسمت بحرفية هي شخصية فرحات فكانت في خدمة الدراما‏.‏

التمثيل أحمد السقا‏:‏ في شخصية يوسف ابن إمام المسجد الذي يفشل في كل شيء حتي في الوصول إلي سماح‏,‏ ولكنه يستطيع السفر إلي تركيا ليعمل هناك مع فرحات حتي تأتي له الفرصة للوصول إلي سماح ثم إلي علي لم يأت السقا بجديد في تجسيده لشخصية يوسف فهي قريبة الأداء مع شخصية إبراهيم الأبيض مع الفارق في البناء للشخصية ولكنها لم تفرق في الأداء‏.‏ خالد النبوي في شخصية علي‏:‏ الذي يعرف ماذا يريد فهو ابن مترجم لغة انجليزية‏,‏ ولكنه يرفض التعليم‏,‏ ويقرر أن يعيش كما يريد فيصل لما يريد حتي بالخيانة استطاع النبوي تفهم الشخصية وهو يعرف أنه يقف أمام أحمد السقا فاستطاع الوصول للشخصية وبنائها فقام بشخصية علي بتفهم كامل للدراما‏.‏

نضال الشافعي في شخصية فرحات‏..‏ تاجر المخدرات الذي يحتضن يوسف في تركيا ويقوم بمساعدته تارة واللعب معه تارة أخري فهو يعتبر مفاجأة الفيلم فهو ممثل يستطيع أداء كل الأدوار الكوميدية والتراجيدية فهو أخو شوقية في المسلسل الكوميدي تامر وشوقية وأخو أحمد السقا الذي يتحدث بصعوبة في فيلم الجزيرة وهو أيضا فرحات هنا في الديلر الذي تفهم شخصيته بتاريخها فأداها‏.‏

مي سليم في شخصية سماح‏..‏ رغم أن الدور مؤثر كثيرا في الأحداث إلا أن الشخصية لم تجد المساحة فلا ندري هل ظلمت في هذا الدور‏,‏ أم أنها لم تجد التوجيه الكامل من المخرج‏.,‏
التصوير سامح سليم‏..‏ استطاع أن ينقل جو الحارة في القلعة بحرفية عالية كما نقل جو أوكرانيا وتركيا وبما يخدم الدراما‏.‏

المونتاج حسن التوني يعتبر فيلم الديلر من أوائل أفلامه إلا أنه استطاع التعامل مع الإيقاع في بداية الأحداث التي تدور في القاهرة بسرعة كانت في خدمة الفيلم‏,‏ ولكنه بعد قليل أصبح بطيئا وهو ما كان ضد الدراما إلا أنه في الثلث الأخير أسرع بالإيقاع بما يتناسب مع الأحداث‏.‏

الموسيقي لمودي الإمام في فيلم الديلر‏..‏ تعتبر الموسيقي من أكثر المفردات تأثيرا في الصورة فهي جعلت الأحداث تبدو حقيقية خصوصا في مشاهد المطاردات حتي الجمل الموسيقية التي صاحبت الصورة في مشاهد القاهرة جعلت الموسيقي في خدمة صور الأحداث‏,‏ فموسيقي مودي الإمام هنا كانت مختلفة عن أعماله السابقة‏,‏ وهو ما جعلها من المفردات الجميلة في فيلم الديلر‏.‏

الإخراج أحمد صالح‏..‏ رأيناه من قبل في فيلم حرب أطاليا فهو يتعامل بكثرة مع حركة الكاميرا الدائرية وهنا في فيلم الديلر تعامل أيضا بها خصوصا في المشاهد في تركيا وأوكرانيا وهو كان ضد الدراما‏,‏ ولكنه برغم كل المشكلات الإنتاجية التي مر بها إنتاج الفيلم إلا أنه استطاع الخروج بالفيلم بشكل مقبول إلا أنه يسأل علي بعض الأحداث الزمنية التي مرت بين يوسف وعلي في تركيا وأوكرانيا‏,‏ وهو ما كان ضد الدراما‏,‏ كما أن هناك العديد من الأحداث الساذجة في التعامل مع تجار المخدرات أيضا المكياج في الفيلم لم يكن في خدمة الصورة‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

ياسمين عبد العزيز فى كوميديا راقية

محمود موسي  

بعد ان شاهدت فيلم الثلاثة يشتغلونها وسط الجمهور تمنيت أن يأتي اليوم الذي يتحرر فيه الكتاب المعنيون بالتعليق علي الأفلام من أي حسابات.

وتمنيت أيضا ان يأتي اليوم الذي يسمح لنا فيه ان نقول شاهدوا هذا الفيلم أو لاتشاهدوه وبعد ان شاهدت فيلم الثلاثة يشتغلونها اقولها بصراحة شاهدوا هذا الفيلم فهو يحمل رسالة وقيمة وفكرا فهو فيلم طازج في فكرته وموضوعه ولكن اسوأ مافيه اسمه ودعايته التي فرغته من مضمونه وتشويقه ومابه من كوميديا ورسالة مهمة للأجيال الحالية وأجيال المستقبل‏,‏ واجمل مافيه كل الذين عملوا وأسهموا في هذا الفيلم ياسمين عبد العزيز وعلي إدريس ويوسف معاطي وأمير المصري ونضال الشافعي وشادي خلف وصلاح عبد الله ورجاء ولطفي لبيب ومحمد لطفي وهالة فاخر ويوسف داود‏.‏ فيلم الثلاثة يشتغلونها يصنف علي انه فيلم كوميدي ولكن في الحقيقة كانت الكوميديا تحمل وجعا وكشفا عن أمراض هذا العصر وكل العصور والتي تتجسد في محاولة قوي ثلاث مستمرة مع استمرار الوطن جميعا يريدون السيطرة علي المجتمع كل فريق باسلوبه وطريقته المهم الاشتغالة أو الاستغلال من اجل مصالح مادية وليس هناك شيء آخر‏.‏

ملخص الفيلم حول فتاة تدعي نجيبة متفوقة دراسيا تصم وتحفظ المناهج عن ظهر قلب ولهذا كان من السهل ان تحصل علي المركز الأول علي الجمهورية في الثانوية العامة بنسبة‏101%,‏ ولكنها لاتعرف في حياتها أي شيء آخر فكل حياتها قائمة علي الحفظ وليس الفهم‏,‏ فهي لاتعرف برامج التليفزيون ولاتعرف أي شيء إلا ماحفظته وهو المثال الحي والذي نعاني منه طوال العصور وفي كل المجالات وهناك مقولة نرددها ونطلقها دائما علي من هم أقرب الي الغباء بقولنا دا حافظ مش فاهموعندما تدخل الفتاة الجامعة تصطدم بين رغبة والدها الذي يريدها دائما متفوقة ورغبة امها التي تريدها تتزوج من طالب من الاثرياء وذلك في الوقت الذي يتم فيه طرد والدها من الشركة التي يعمل بها بحجة الأزمة المالية وهنا تضطر للعمل مدرسة في المدرسة التي درست فيها لكي تساعد اسرتها إلي جانب دراستها الجامعية وبدخولها الجامعة تبدأ حكاياتها مع المجتمع متعدد الألوان والأفكار فتلتقي بشاب ابن لاحد الحرامية الكبار وهو يمثل الشباب الذين يقلدون الغرب بلا فهم وهو طالب فاشل وهي تسعي للتقرب منه حسب وصية امها‏,‏ وهو من جانبه يسعي إليها لمعرفته بنبوغها وتفوقها ومن اجل الاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه تقلد الغرب بلافهم ويعدها الطالب بالزواج إذا ساعدته في ان يغش في الامتحان وهو مايحدث فعلا وينجح وهي ترسب ولكن تكون نهايتها معه التنصل من كل ماقاله لها وان ما كان بينهما هو فقط اشتغالة‏,‏ ثم تتعرف علي احد الاعلاميين المناضلين وما اكثرهم في إيامنا هذه الذين يتاجرون بآلام الفقراء في الليل والنهار وهم ابعد مايكونوا عن الفقراء والناس ويسعي لضمها لحركة خنقتونا وتفاجئ انه ابعد اخلاقيا واجتماعيا عن الحديث باسم الفقراء وان مايقوم به هو وجماعته ماهو إلا تجارة بآلام الفقراء وبعد ان جربت واقتربت من النموذجين السابقين ووسط حالة الاحباط والتخبط التي كانت عليها تكون قد استوت واصبحت مهيأة تماما ليدخل عليها المتاجرون بالدين‏,‏ فالجميع يستغل قدرتها علي الحفظ بلا فهم وبعد ان لبست السواد يدعوها احد هؤلاء الذين يتاجرون للعمل معه في محطته ويعرض عليها الزواج لتنضم لزوجاته في الوقت الذي يسيطر عليها تماما يبث سمومه في عقلها ومن بينها ان دراسة تاريخ مصر الفرعوني نوع من الكفر ولم يكن امامها وزملائها إلا التوجه لمتحف الكلية وتكسير الآثار ولكن تفاجئ أيضا انه يستغلها فعند أول مشكلة تواجهها بسبب افكاره التي سبق وبثها في عقول الشباب وآخرها النيل من حضارة الوطن يكون مصيرها الطرد من العمل وليس فقط بل والتنكر لها وكأنها هي السبب وليس هو وامثاله وافكارهم التي اخرت الشباب عن العلم والمعرفة وكل الكوراث سببها ان الشباب يحفظوا ولايفهموا وان الجميع يبيع الآخر ويضحي به من اجل نفسه ومن اجل جمع أكبر قدر من المال باسم الفساد او الدفاع عن الفقراء أو التدين‏.‏

وعلي التوازي من حكاياتها هناك حكايات مع الأطفال الذين تقوم بتعليمهم‏,‏ ففي البداية كان كل همها فقط ان يحفظوا مثلها ويصموا المناهج وفي كل تحول فكري لها يتحول الفصل الدراسي الذي تقوم بالتدريس فيه مثل افكارها في اول مرة هي متحررة بلافهم ويتحول معها الأطفال‏,‏ ثم مناضلة باسم الشعب الفقير وتقود مظاهرات بلا فهم وبلاوعي وعندما ترتدي السواد تجبر الأطفال علي ارتداء الجلاليب والملابس السوداء للتلميذات‏.‏

فيلم الثلاثة يشتغلونها من الأفلام المهمة التي قدمت في السنوات الأخيرة بكل مافيها من افكار حتي ولو كانت مباشرة ولكنه فيلم يكشف كل المتاجرين باوجاع الناس وهو أيضا فيلم تصدقه ومؤكدا انه سيعيش طويلا لانه فيلم حقيقي قال كل شيء من دون رغبة وهتاف‏,‏ كان المؤلف يوسف معاطي موفقا في اختيار اسم البطلة نجيبة وأيضا في دخولها كلية الآثار التي تعني الوطن مصر بكل مافيه من حضارة‏7‏ آلاف سنة ولكن الدعاية قد تضر به لانها تقدمه علي انه فيلم أطفال والحقيقة هو فيلم لجميع الاعمار وفكرته اعمق بكثير من سعي صناعة لجذب الجمهور علي حساب القيمة لانه ببساطة يعرض القضية الكبيرة التي تخاطب الشباب وهي حافظ واللافاهم‏.‏

ياسمين عبد العزيز قدمت واحدا من اجمل ادوارها بفهم وبلا مبالغة وقدرة فائقة علي إظهار كل التفاصيل الصغيرة للشخصيات التي لعبتها واثبتت انها فعلا تستحق ان يكون لها افلام تحمل اسمها‏,‏ وعلي إدريس يؤكد انه مخرج كبير ومخضرم وان معايشته للناس والعيش وسطهم افادته كثيرا لانه كان بعيدا عن المبالغة وانما يشعر من يشاهد الفيلم انه جزء من هذه الاشتغالة او الاستغلال الذي نتعرض له يوميا باسم كل شيء إلا الوطن سواء في الاعلام او هتاف المناضلين اما الثلاثة وحسب الترتيب فالأول‏:‏ رمز ابن الفساد والغش والثاني‏:‏ المتاجرون بالفقراء من الاعلاميين والمثقفين‏,‏ والثالث‏:‏ رمز ادعياء التدين وهم‏:‏ أمير المصري ونضال الشافعي وشادي خلف وقد لعب كل منهم شخصيته باتقان وفهم‏.‏

ويبقي ان نقول كلمة للمؤلف يوسف معاطي فهو صاحب الافكار الطازجة المليئة بالضحك والهموم والتي تكشف كذب المدعين من المتاجرين بالناس في الأحزاب والفضائيات والمدارس والجامعات وهو اراد ان يقول كلمته بكل وضوح للشباب والكبار وعليهم ان يفهموا ويعوا ولايحفظوا ولايرددوا كلاما لايفهمونه لان الحفظ بلا فهم هو ما يتراجع بالوطن للتخلف اما الفهم فسيقود للإبداع والتمتع بجمال الوطن وحضارته بعيدا عن هتاف الهتيفة او تخويف من يدعون التدين أو من يستغلون خيرات الوطن‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

علي بدرخان وماجدة في المركز الثقافي المصري بباريس

باريس‏:‏ نجاة عبدالنعيم في احتفالية خاصة أقامها المركز الثقافي المصري بباريس للمخرج والسيناريست الكبير علي بدرخان

علي بدرخان وماجدة في المركز الثقافي المصري بباريس

‏*‏ باريس‏:‏ نجاة عبدالنعيم 

في احتفالية خاصة أقامها المركز الثقافي المصري بباريس للمخرج والسيناريست الكبير علي بدرخان التقي فيها بالجمهور الفرنسي والعربي والمصري من رواد المركز‏,‏ وتحدث فيها عن مشواره الفني وتجربته مع والده الذي وجد فيه موهبة الإخراج ودفعه للدراسة في معهد السينما‏.‏

استهلت الندوة بنبذة عن تاريخ بدرخان الإبداعي والعملي‏,‏ وانتمائه العائلي لواحد من رواد صناعة السينما المصرية المخرج أحمد بدرخان‏,‏ بغية تعريف جمهور الحضور علي مشواره الفني الحافل‏,‏ ولم يغفل مدير الندوة والمركز د‏.‏ محمود إسماعيل التطرق لاسهامات المخرج علي بدرخان في عملية تفريخ كوادر من شباب السينمائيين من مختلف أنحاء العالم‏,‏ وذلك بتأسيس مركز بدرخان للثقافة وتعليم الشباب من السيناريست‏.‏

ومن خلال كتاب للناقد السينمائي سمير فريد عنوانه علي بدرخان مخرج من عصر التحولات استعرض محمود إسماعيل تاريخ المخرج وأسرارا ربما لا يعرف عنها الشخص العادي شيئا‏.‏

حيث تناولت الندوة شقين من تاريخ بدرخان الابن‏:‏ كيفية تكوين المخرج ومدي تفاعله وتأثره بالعالم الخارجي والشق الثاني ركز فيه علي دور السينما في توثيق التراث الإنساني‏.‏

أشار علي بدرخان إلي أهمية تكوين الشباب في سن مبكر ومساعدتهم لتحديد قدرتهم العملية‏,‏ مشيرا إلي دور والده المخرج الكبير أحمد بدرخان في توجيه قدراته بالدراسة في معهد السينما كناحية أكاديمية والزج به للممارسة من خلال العمل معه كمساعد وهو مازال طالبا‏,‏ وذلك بدون تقاضي أجرا‏.‏

وقد استمتع الحضور بتجربة بدرخان مع صناع السينما وقيمة الحرفيين الذين امتهنوها بالممارسة وبدون دراسة وكانوا علي قدرة فائقة من الدقة والتميز ثم انتقل بدرخان إلي كيفية التكون الوجداني للمخرج وعن تجربته الشخصية‏,‏ حينما انتهي من الدراسة ودخل لمجال التطبيق وما لتلك الحقبة من تأثير واضح عليه حيث تواكبها مع فترة النكسة وانعكاساتها علي المجتمع وعليه من اخفاقات واحزان مذكرا بفقدان بعض أصدقائه الذين راحوا للجبهة للدفاع عن الوطن‏,‏ وعن دور الفن والسينما في هذه الجزئية لحشد الهمم وتعبئة المجتمع والخروج به من مرحلة الانكسار إلي الانتصار‏,‏ وعن انعكاس تلك المرحلة علي المجتمع راح‏,‏ بدرخان ليذكر بما تبع ذلك من فترة سياسية تحولية مهمة في تاريخ مصر‏,‏ وكيفية تقبل المفهوم الاشتراكي‏,‏ وما كان يتوازي معه من سيطرة مراكز القوي ثم التحول إلي مرحلة الانفتاح والرأسمالية‏,‏ وما لكل ذلك من تداعيات وتأثير واضح علي أعماله فكان لنتاج الاشتراكية ومراكز القوي اثر واضح علي فكرة فيلم الكرنك‏,‏ وتداعيات الانفتاح في فيلم أهل القمة وكيفية استخدام الرمزية والاسقاطات للوقوف علي هموم مرحلة ما‏.‏ وتأتي هذه الاحتفالية استكمالا للحدث الذي استمر أسبوعا من الشهر الماضي لتكريم الفنانة ماجدة الصباحي‏,‏ والذي حظي بحضور حشود الجماهير المولعة بالسينما المصرية ونجوم الزمن الجميل‏,‏ حيث القي الضوء علي مشوارها الفني ومدي اسهامها في صناعة السينما المصرية كما استمتع رواد المركز بالاستماع للفنانة ماجدة علي مدي ساعتين تقريبا في ندوة خاصة‏,‏ وأبدي الجمهور اندهاشا لروح الدعابة التي تتمتع بها الفنانة‏,‏ ثم تبادلت بعدها النقاش مع الجمهورة مجيبة علي تساؤلاته‏.‏

وقد عرض المركز مجموعة من أفلام الفنانة ماجدة مصحوبة بالترجمة باللغة الفرنسية منها النداهة إخراج حسين كمال بين أيديك إخراج يوسف شاهين‏,‏ الحقيقة العارية إخراج عاطف سالم وبنات اليوم إخراج هنري بركات ووزع المركز مجموعة من صور الفنانة ماجدة علي الجمهور الذي سارع لطلب توقيع الفنانة عليها‏,‏ ويذكر أن الدفئ الذي ساد الندوة قد حال دون الانتهاء منها‏,‏ الأمر الذي اضطر إدارة المركز لإنهاء اللقاء بغاية من الصعوبة‏.‏

ذلك بعد أن قامت الدكتور كاميليا صبحي المستشارة الثقافية بسفارة مصر بباريس بإهداء الفنانة درع المكتب الثقافي‏,‏ وأهداها الدكتور ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس درع الجامعة‏,‏ كما حرص علي حضور الندوة الدكتور هاني هلال‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

ليلة تكريم فاتن حمامة

نــادر عــدلي  

احتفلت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة بعيد ميلادها في الأسبوع الأول من شهر مايو الماضي وقد أرادت جريدة المصري اليوم أن تحتفي معها بهذه المناسبة‏.

وهو تقليد صحفي محمود‏,‏ وخاصة أن الفنانة الكبيرة أصبحت لا تفضل أن تجري حوارات صحفية‏,‏ فهي بعيدة عن الأضواء منذ سنوات‏..‏ ولكن المصري اليوم ادعت أن الحوار الذي أجراه رئيس التحرير بعد سنوات طويلة من الغياب‏,‏ وللأسف فإن هذا الادعاء غير صحيح‏,‏ وتحاول أن تنسب فيه الجريدة لنفسها سبق غير حقيقي‏..‏ فمنذ ستة أشهر أو يزيد‏,‏ وبالتحديد في‏7‏ ديسمبر‏2009,‏ نشرت الأهرام حوارا طويلا مع سيدة الشاشة العربية احتل صفحة كاملة‏,‏ وكان لهذا الحوار قصة تم نشرها بأمانة شديدة تحت عنوان قبل أن تقرأ‏.‏

وترجع قصة الحوار الذي نشرته الأهرام تحت عنوان‏:‏فاتن حمامة‏:‏ احترم المرأة القوية‏..‏ وأعيش شخصياتي ولا أمثلها‏,‏ والذي أجراه الناقد الكبير كمال رمزي‏,‏ ان إدارة مهرجان دبي السينمائي قد قررت تكريم سيدة الشاشة العربية في برنامج خاص لها بعنوان جوائز تكريم انجازات الفنانين في دورتها السادسة التي أقيمت في الفترة من‏16/9‏ ديسمبر‏2009,‏ وكان الملفت في هذه الجائزة بالإضافة إلي أنها من مهرجان كبير‏,‏ أن فاتن حمامة كانت أو ل فنانه امرأة تحصل علي هذا التقدير من المهرجان الخليجي‏,‏ وقد اعتذرت سيدة الشاشة عن عدم استطاعتها السفر إلي دبي في هذا التوقيت‏,‏ فحضر عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي إلي القاهرة‏,‏ وقام بتسليم الجائزة لفاتن حمامة قبل المهرجان‏,‏ وسجل معها لقطات تسجيلية تم عرضها في افتتاح المهرجان‏,‏ وقد حضر هذا اللقاء الناقد كمال رمزي وأجري معها حوارا طويلا عن مشوارها المديد‏..‏ وقبل بداية المهرجان بأسبوع اتصلت إدارة مهرجان دبي بـ الأهرام‏,‏ وعرضت أن تنفرد الأهرام بنشر هذا الحوار ـ كنوع من التكريم أيضا لفاتن حمامة ـ لأن الأهرام أهم جريدة عربية‏.‏

وبعيدا عما نشر في الحوار بـ الأهرام أو المصري اليوم والفرق بينهما‏,‏ نكتفي هنا بالإشارة إلي عدم صحة ما ادعته المصري اليوم بأن حوارها يأتي بعد سنوات طويلة من الغياب‏..‏ ويبدو أن جريدة المصري اليوم لا تعرف أن الحوار مع فاتن حمامة يمثل سبقا في حد ذاته ولا يحتاج إلي ادعاء مزيد من التجميل‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

هل أفلس محمد سعد فنيا؟

ما الذي يدفع فنان إلي تكرار شخصية حقت نجاحا معه أو ان صح القول العودة إلي دفاتره القديمة؟

‏*‏ أميرة أنور عبد ربه 

ما الذي يدفع فنان إلي تكرار شخصية حقت نجاحا معه أو ان صح القول العودة إلي دفاتره القديمة؟ سؤال تبادر الي ذهني عندما شاهدت اعلان فيلم محمد سعد الجديداللمبي‏8‏ جيجا والذي هو إعلان صريح من سعد لتقديم شخصية اللمبي؟

هل الافلاس الفني الذي وصل إليه سعد في الفترة الأخيرة بعد فشل افلامهكتكوت‏,‏ وبوشكاش‏,‏ وكركر هو ما دفعه إلي البحث عن طوق النجاة له حتي يخرج من تلك الكبوة التي لحقت به أخيرا وجعلت جمهوره يبتعد عنه وينقلب عليه خاصة ان ذلك الجمهور شعر باستخفاف سعد لعقليته وبأنه لم يعد يحترم رغباتهم في تقديم كوميديا جيدة علي الأقل من اول افلامه اللمبي‏,‏ واللي بالي بالك‏.‏

الحقيقة الواضحة ان سعد يعيش فعلا حالة من التخبط والتشتت في اختياراته لشخصيات افلامه والحقيقة الأكبر ان ذلك التخبط من صناعة سعد فقط بعد اصراره علي تقديم نفس الافيهات والحركات في جميع شخصيته مما جعل المشاهد يشعر بملل شديد منها‏,‏ بالإضافة إلي تدخله في تفاصيل عمل المخرج الذي يتعاون معه وهو ماجعل عمرو عرفة فعلا يعتذر عن فيلم بوشكاش بعد تصويره لجزء منه‏,‏ بالإضافة إلي اعتذار الفنان يوسف شعبان أيضا‏!‏ إذن فالمسألة كلها تصب حوله فهو الذي بيده ان يحرر نفسه من تلك الكبوة ليخرج بنفسه إلي بر الأمان من خلال تقديم فيلم كوميدي هادف له فكر ومضمون مثلما يفعل منافسه أحمد حلمي في تقديم أفلام هادفة ترضيه شخصيا وترضي جمهوره فهل يفعل سعد ذلك؟

لاأعتقد والدليل ماشاهدته أخيرا في اعلانه الجديد اللمبي‏8‏ جيجا والذي لم يأت منه بجديد‏,‏ بل يشعر كل ما يشاهد الإعلان الخاص به بأننا امام موقف كوميدي ثقيل لاافهم كيف وقع اختياره عليه ليكون ذلك هو الدعاية العملية؟‏!‏ أعتقد انه خانه التوفيق في اختيار مشهد كوميدي يجذب إليه الجمهور‏!‏

كما ان هذه الشخصية قد استنفدها في افلامه الأولي فلماذا العودة إليها؟

ياسعد ان بداية التغيير الحقيقية ستكون من خلال ترك يديك وابعادها عن عمل المخرج الذي يتعاون معك والابتعاد عن هذا الاداء الحركي الذي لافائدة له في تقديم شخصياتك خصوصا أنك تتمتع بموهبة تمثيلية جيدة لاخلاف عليها فهل تفهم الدرس؟ اتمني ذلك‏.‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

 

يمكن‏..‏ لما نسافر رؤية سينمائيةجديدة

مـحمــد نـصــر  

إمكانية أن تصنع فيلما روائيا قصيرا لم تعد محل صعوبة بل أصبح من الممكن جدا صنع فيلم قد لاتزيد مدته عن عشر دقائق‏..

‏ ومن الممكن أيضا أن تعرض الفيلم في العديد من المراكز الثقافية المتعطشة لمثل هذه النوعية التي بدأت تسهم في صنع الثقافة الرقمية المنتشرة في هذه الأيام‏..‏ بل أصبحت الثقافة الرقمية تسيطر علي طريقة تفكير جيل كامل وفن الفيلم ظل هو الأصعب حتي استمر توفير أدوات سهلة ورخيصة تجعل من صناعة الفيلم متعة ممكنة‏.‏

يأتي فيلم‏(‏ يمكن لما نسافر‏)‏ كجزء من هذه الثقافة الرقمية التي تفرض وجودها الآن ولكنه جاء بالعديد من العناصر المختلفة‏..‏ فالأمر لم يعد هواية ـ كما اعتدنا في هذه النوعية من الأفلام ـ بل يشوبه الأحتراف‏..‏ فجميع العاملين بفيلم‏(‏ يمكن لما نسافر‏)‏ من المحترفين‏..‏ والفيلم علي كل مستوياته الفنية خرج بصورة تجعلنا ندرك مدي النضج الذي ظهر في صناعة الأفلام الرقمية‏..‏ وعلي الرغم من أن هناك العديد من المخرجين اللامعين اتجهوا للتكنولوجيات الرقمية لكن ظلت رؤيتهم مرتبطة بسنهم أو بفترات تكون وعيهم في الثمانينيات والتسعينيات‏..‏ أما الأفلام الرقمية المنتجة حديثا والتي من ضمنها‏(‏ يمكن لما نسافر‏)‏ نجد رؤية جديدة في كل العناصر السينمائية تمثل وعيا حقيقيا لجيل من السينمائيين في طور التكوين‏.‏

فعلي الرغم من بساطة موضوع الفيلم الذي أخرجته مي أمجد وكتب له السيناريو كريم بهاء‏,‏ ويتناول افتراق حبيبين‏..‏ يظل الفيلم يتحرك بنا بين خطين سرديين‏..‏ الخط الأول لما بعد الفراق والخط الثاني ماقبل الفراق‏..‏ وهذا التبادل هو مايوجد سردا مميزا لفيلم يتناول قيمة فيلمية تم تقديمها عشرات المرات‏..‏ والجديد هنا هو كيف يتم عرض هذه الأحداث‏..‏ فالشخصيات علي سبيل المثال‏,‏ نجد أن الحبيب الذي قام بدوره عمرو صالح يبدو هو الفنان التشكيلي الحالم الذي يعتقد أنه قادر علي تغيير كل شيء حتي الموت يعتقد أنه بعيد عنه تماما لدرجة تجعله ينساه هو لكنه عندما يصطدم بالواقع يجد تردده يغلب عليه في كل سلوكه ويكتشف عجزه عن مواجهة الآخرين ونظرتهم له ولحبيبته خاصة نظرة والدته لهذه العلاقة‏..‏ وهنا تأتي شخصية الحبيبة التي قامت بدورها عليا عساف‏..‏ فنحن أمام فتاة مصورة فوتوغرافية ملتصقة بأرض الواقع وبواقعها كفتاة تجلس ـ وتعيش ـ علي كرسي متحرك وهذا هو السبب الرئيسي للرفض المجتمعي لها‏..‏ وفي مشهد بالفيلم تم صياغته فنيا ببساطة متناهية حين تفتح الحبيبة معرضا خاصا بها للصور الفوتوغرافية تسألها مذيعة تلفزيونية السؤال التقليدي الساذج عن هل كان لحالتها تأثير في عملها‏..‏ وهنا تندهش الحبيبة وترد‏:‏ أن من يريد شيئا سيفعله بغض النظر عن حالته‏..‏ والإشارة في هذا المشهد واضحة وهي بمثابة نوع من الإدانة قام بها صناع الفيلم ضد تلك النظرة السطحية لذوي الاحتياجات الخاصة‏.‏

الوعي بالمكان وبالأزياء كان عنصرا فنيا آخر مهما جدا في الفيلم والتي قامت بتحمل مسئوليته الفنية شذا الشاهد المدير الفني للفيلم‏..‏ فهناك إدراك لهذه العناصر البصرية وتوظيف جيد لها لتحقيق التأثير الدرامي المطلوب فهناك لقطة قد تمر علي الكثيرين مر الكرام لكنها توظيف جيد للعناصر الفنية المكانية‏..‏ ففي لحظة من لحظات تردد البطل وتشتته داخل مرسمه نجد فيما وراءه مجموعة من الأطر الفارغة المعلقة علي الحائط كتأكيد علي حالة الفراغ النفسي الذي أصابه بعد أن ترك حبيبته‏.‏

واكتمال فنيات المكان لا يأتي إلا بوعي صنع الصورة وهو ماقام به مدير التصوير طارق عبدالحميد واسهم في ايجاد الأيقاع البصري‏..‏ المونتاج الذي قامت به المونتيرة ماهيتاب عثمان وهي التي كانت تقف أمام مأزق تشابك الخطين السرديين في الفيلم ومايترتب علي تداخلهما من أثارة ذهنية في عقل المشاهد‏..‏ والموسيقي التي وضعها شريف علي في اعتمادها علي أقرب الآلات للأصوات البشرية وهي الوتريات التي خلقت جوا عاما يتناسب مع الطبيعة ـ لن نقول الحزينة ـ لكن الطبيعة الهادئة للفيلم برومانسيتها الرقيقة المليئة بالمشاعر الجميلة الصادقة بين الحبيبين‏.‏

أما أكبر أزمة في هذه النوعية من الأفلام الرقمية فهي في الأداء التمثيلي وفي قدرة المخرج علي توجيه الممثلين‏.‏ والكثير من الأفلام الرقمية تعاني من هذا المأزق الذي تم تجاوزه في هذا الفيلم‏..‏ فنحن أمام ممثلين لهم حضور علي الشاشة مثل عمرو صالح وعليا عساف‏,‏ ومشاركة مميزة لنجوم مثل سوسن بدر وأحمد راتب تثري الفيلم وتدفعنا لتشجيع المزيد من الأسماء اللامعة للمشاركة في هذه الأفلام المستقلة محدودة التكاليف‏.‏

فيلم‏(‏ يمكن لما نسافر‏)‏ تجربة فنية تلفت الأنظار إلي الفيلم الروائي القصير في صورته الرقمية التي باتت تتجاوز أي عقبات سواء إنتاجية أو فنية‏,‏ وهو ماأثبت فريق الفيلم قدرته علي تجاوزها ـ خاصة أن جميعهم لم يتقاضوا أي أجر عن الفيلم ـ وأجتمعوا علي هدف واحد وهو الرغبة في صناعة فيلم متميز‏.‏

 

الأهرام اليومي في

09/06/2010

 

التاريخ لن يعيد نفسه‏!‏

عـلا الســعدني ‏ 

ليس من المعقول أن نحاسب خالد النبوي علي مشاركته في الفيلم الأمريكي لعبة عادلة ونتهمه بالتطبيع لمجرد أن هناك ممثلة إسرائيلية تشارك في الفيلم‏,‏ وهي بالمناسبة غير مشهورة وليست نجمة رئيسية في الفيلم‏,‏ وبرغم أن خالد نفي أنه كان يعلم بوجود هذه الممثلة أو بمعني أصح يعلم جنسيتها‏,‏ الا أنني أري إن اشتراكه في الفيلم كان ضرورة واجبة حتي لو كان يعلم بجنسية هذه الممثلة‏,‏ لأنه ومادام وافق علي الاشتراك في فيلم أمريكي أو أي فيلم عالمي فلا يجب أن يسأل عن جنسيات نجومه لأن أمريكا شعبها يضم كل جنسيات العالم‏.‏ هوليوود نفسها لايديرها الا مجموعة من اليهود‏,‏ والعبرة ليست في وجود ممثلين إسرائيليين في فيلم وانما في موضوع الفيلم نفسه وهل هو يهاجم الإسلام أو العرب؟ أو أنه بيدافع عن إسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية؟ أو أنه بيجمل وجهها القبيح أو أن حتي مخرجه يهودي مثل ستيفن سبيلبرج؟ ومادام لا توجد قائمة لهذه الممنوعات بالتالي تصبح المشاركة في أي فيلم أمريكي سواء لخالد أو غيره جائزة مشروعة‏.‏

‏*‏ الم يكن من الافضل عندنا أن يشارك خالد أو أي ممثل غيره في فيلم أمريكي ليعيد من خلاله الوجود المصري أو العربي‏,‏ أم أننا نترك لهم الجمل بما حمل؟ ثم من هو الذي يرفض ان يشارك نجمان كبيران بل ومن أهم نجوم هوليوود مثل شون بين وناعومي واتس‏,‏ وأعتقد أن وجود شون بين وحده كاف لإغراء أي ممثل عندنا لمشاركته في فيلم‏,‏ فكما هو معروف عن شون رفضه القاطع لحرب أمريكا علي العراق وكم كان من أكثر الشخصيات الكارهة لهذه الحرب وكم أنه تحدي بوش شخصيا في عز توليه الرئاسة بسبب هذه الحرب‏,‏ الفيلم نفسه ادانة جديدة من شون وجميع صناع الفيلم للحرب الأمريكية علي العراق‏,‏ فهل بعد كل ذلك كان من المفروض علي خالد أن يرفض مثل هذا الفيلم أم يوافق ؟ طبعا كان لازم يوافق وبالثلث‏!!‏

‏*‏ صحيح اننا نكتوي بما تفعله إسرائيل بشعب فلسطين وبممارساتها المشينة ليل ونهار وآخرها ما فعلته مع اسطول الحرية‏,‏ لكن محاربتنا لها لا تكون بالبعد ولكن بوجودنا في الصورة لأننا وطوال ما نحن بعيدون عن الميدان أي ميدان ـ فعمرنا ماهنبان في الصورة‏!‏

‏*‏ هل صحيح أن الرقابة سترفض عرض هذا الفيلم في مصر بسبب هذه الممثلة الإسرائيلية؟ وهل ضمنت الرقابة أن كل الأفلام الأمريكية التي دخلت مصر لم يكن بها أي ممثلين من جنسيات اسرائيليه؟ أتحدي إلا اذا كانت الرقابة لديها جهاز كشف الاجناس أو الأعراق‏,‏ ولو كان لديها هذا الجهاز لما كانت سمحت مثلا بعرض أفلام للمخرج الكبير ستيفن سبيلبرج علي اعتبار أنه متعصب لإسرائيل ومادامت الرقابة تسمح بهذه الأفلام ومخرجيها فبالتالي ليس من حقها منع فيلم اللعبة العادلة بدون تهمة‏,‏ إلا اذا كانت تهمته الوحيدة انها علمت بوجود تلك الممثلة‏,‏ أما الأفلام الأخري ـ والتي اراهن انها مرت عليها مرور الكرام ـ فكل حظها أنها كانت آخر من يعلم‏!‏

‏*‏ ذكرني هذا الموقف بما حدث من قبل مع نجمنا العالمي عمر الشريف عندما شارك النجمة الأمريكية الشهيرة بربارا سترايسند في الفيلم الأمريكي الشهير فتاة مرحة وتعرض بسبب ذلك لهجوم عنيف من جانبنا حتي أنه منع من دخول مصر وكل ذلك لأن بربارا من اصول يهودية‏,‏ وفاتت الأيام ونسي الناس الحكاية ولم يبق في الذاكرة إلا الفيلم فقط فهل يعيد التاريخ نفسه مع خالد أم انه وفي ظل هذا التعصب سيختلف الامر حيث ان اليوم لم يعد أبدا أشبه بالبارحة‏!‏

الأهرام اليومي في

09/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)