حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج محمد كامل القليوبي:

مجتمعُنا يجهل أنّ السينما ذاكرته الشعبيّة

القاهرة - فايزة هنداوي

لا تتجاوز أفلامه أصابع اليد، لكنها شكّلت علامات مهمة في تاريخ السينما المصرية. إنه المخرج محمد كامل القليوبي الذي أعلن انحيازه في أعماله الى المهمّشين والبسطاء، مؤكداً أن هذه الفئة هي التي تستحق التعبير عنها.

عن تكريمه أخيراً في «المهرجان القومي للسينما المصرية»، ورؤيته لحال السينما اليوم، كان اللقاء التالي.

·         صف لنا ردّ فعلك خلال تكريمك في «المهرجان القومي للسينما»؟

بالتأكيد شعرت بسعادة عارمة، على رغم أن فكرة التكريم في حدّ ذاتها تعطي إحساساً وكأن الشخص المكرّم توقّف عن العطاء، في حين أنني ما زلت مستمراً في العمل.

·         وما رأيك في جوائز المهرجان؟

لم تكن منصفة، فكيف يمكن مثلاً تجاهل ديكور فيلم «إبراهيم الأبيض» ومنح الجائزة الى «الفرح»، ولماذا تُحرم أفلام مثل «عين شمس» و{هليوبوليس» من جائزة العمل الأول.

·         هل كان السبب المعلن لسحب فيلم «المسافر» من المهرجان حقيقياً؟

كان إنتاج الدولة لـ{المسافر» مجرد حجة غير منطقية لسحبه، أما السبب الحقيقي فهو الخوف من فضيحة أكبر، نظراً الى ضعف مستوى الفيلم على رغم أن الدولة أنفقت عليه 24 مليون جنيه، وقد غضب الممثل عمر الشريف وشعر بأنه خُدع، وجميع النقاد الذين شاهدوه في مهرجان «فينيسيا» أكّدوا ذلك، لدرجة أنه يخطَّط لعرضه في الأسبوع الأخير قبل شهر الفضيل، حتى يتوه الحديث عنه في زحام رمضان.

·         على رغم عشقك للسينما، إلا أن إنتاجك لم يتجاوز الخمسة أفلام، فما هي الأسباب؟

أرى أن خمسة أفلام روائية ليست بقليلة، خصوصاً أنني لم أتوقف عن الإخراج، بل مارسته عبر الأفلام التسجيلية ومسلسلين تلفزيونيين، أما قلة الأعمال الروائية فتعود الى أسباب عدة من بينها كسلي، إذ لم أعرض يوماً فيلماً على المنتجين وأنتظر دائماً أن يتم طلبي، وثمة أسباب متعلّقة بحال السينما والسوق السينمائي، فمنذ أكثر من 10 سنوات لم يعد لدينا سينما حقيقية بل مجرد ظواهر سينمائية متفرّقة.

·         لماذا وصلت الحال السينمائية إلى هذه الدرجة من السوء؟

ثمة أسباب متعددة، من بينها تخلّي الدولة عن دورها في دعم السينما الحقيقية، وترك السوق السينمائي لمنتجين يبحثون عن الربح فحسب ولا يهتمون برقيّ الفن، ما أدى إلى احتكار صناعة الأفلام، إذ أصبح هؤلاء هم أنفسهم أصحاب دور العرض، ما قتل فرص المنافسة ودمّر السينما، إضافة الى التدهور السياسي والاقتصادي والثقافي العام، لأن السينما تعكس دائماً حالة المجتمع.

·         ما رأيك في اتجاه الدولة أخيراً إلى دعم عدد من الأفلام، وهل يساهم ذلك في حل أزمة السينما؟

بالطبع، دعم السينما أمر حيوي وضروري وجميع الدول الرأسمالية تقوم به، لكنه جاء متأخراً ومتواضعاً في مصر، إذ تدعم الدولة ثمانية أفلام فقط وكل فيلم بـ 2.5 مليون جنيه، فيما تفوق تكلفة بعض الأفلام الـ20 مليون جنيه.

·         هذا يعني أن ما أشار إليه ممدوح الليثي حول ضعف الدعم كان صحيحاً؟

لا أحد ينكر أن الدعم ساهم في إنتاج أفلام مهمة جداً مثل «رسائل البحر» لداود عبد السيد و{بالألوان الطبيعية» لأسامة فوزي. لكن ليس على الليثي مطالبة الحكومة بدعم السينما، لأنه غير مفوض من السينمائيين للحديث باسمهم، وكل ما هنالك أنه يريد تغطية العجز في جهازه.

·         هل شاركت في مسابقة هذا العام لدعم الدولة؟

نعم، تقدّمت بسيناريو فيلم لأحد الأصدقاء، إلا أنني أفضّل تأجيل الحديث عنه إلى حين إعلان النتائج.

·         تطالب منذ فترة بأرشيف للأفلام المصرية، فلماذا لم يحدث ذلك حتى الآن؟

لأننا نعيش في مجتمع متخلّف يجهل أن السينما هي الذاكرة الشعبية، ولأن الدولة تتجاهل التاريخ الذي باعته بأبخث الأثمان للشركات والقنوات الفضائية، من دون الاحتفاظ بنسخة عن تلك الأفلام.

·         لا تخلو أفلامك من المواضيع السياسية، لماذا؟

أؤمن بمقولة إن «الإنسان حيوان سياسي»، ولا يمكن أن أخرج فيلماً بعيداً عن السياسة لأنها جزء من نسيج المجتمع وتؤثر في كل إنسان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

·         على رغم كونك من طبقة ميسورة إلا أن أفلامك تتحدث دائماً عن المهمّشين؟

هذه الفئة هي الجديرة بالحديث عنها، ويجب على السينما دائماً أن تناقش أحوال البسطاء وتعبّر عن أحلامهم وانكساراتهم.

·         ماذا عن جو الموالد والسيرك المنتشر في أفلامك؟

يستهويني هذا العالم، لأنه ثري بشخصياته وعاداتها، فالمولد هو اللحظة المطلقة بأشكالها كافة وتناقضاتها، إذ نجد الذكر حتى الغيبوبة والمخدرات والدعارة. والمولد أيضاً لحظة العيد بالنسبة الى الشعب المصري بحكم تكوينه الثقافي والروحي.

·         لماذا تراجعت عن إخراج فيلم «الهتيف»؟

لأن جهاز السينما اشترى السيناريو وعطّله فترات طويلة، وكانت هناك اتفاقات مع مجموعة كبيرة من الممثلين يصعب جمعها الآن مثل أشرف عبد الباقي وصلاح عبد الله وهند صبري وخالد صالح.

·         ماذا عن أعمالك المقبلة؟

أحضّر لمشروع فيلم روائي لم أستقر على تفاصيله بعد. كذلك انتهيت أخيراً من تصوير فيلم تسجيلي عن عمارة «الإيموبيليا» في منطقة وسط البلد، التي كانت شاهدة على جزء من تاريخ مصر وسكنها عدد كبير من الفنانين ونجوم المجتمع والسياسيين.

الجريدة الكويتية في

17/05/2010

 

هل تنهي أزمة صناعة السينما أم تزيد الطين بلّة؟

الشركة العربيَّة تفتح شاشاتها للمنتجين

سلمى المصري 

وسط خلافات ومشاحنات بين جبهتي الإنتاج والتوزيع في مصر «الشركة العربية» و{المجموعة الفنية المتحدة»، التي زادت حدّتها قبيل بدء الموسم السينمائي الأهم، أطلقت إسعاد يونس مبادرة سينمائية هدفها حلّ أزمة صناعة السينما.

أعلنت إسعاد يونس عن فتح شاشات العرض التي تملكها «الشركة العربية» أمام المنتجين لعرض أفلامهم عليها والتخلص من مبدأ العرض الحصري لشركات التوزيع، بذلك تصبح الأفلام بأكملها متاحة أمام الجمهور المصري.

بدأ المشروع مع المنتج محمد السبكي، فطلب من يونس توزيع 30 نسخة من فيلمه الجديد «نور عيني»، على أن يوزع بقية النسخ بنفسه، فاتفق مع «غودنيوز» على توزيع عشر منها، فيما عرض 35 نسخة على «المجموعة الفنية المتحدة» لتوزيعها، ما أزعج صاحبها المنتج محمد حسن رمزي، إذ كان تعاقد مع السبكي على توزيع نسخ الفيلم كلها (75 نسخة)، وطالبه إما بتوزيع النسخ بأكملها أو عدم توزيعها نهائياً. بالتالي وجد السبكي نفسه في موقف صعب، إذ لديه 35 نسخة طبعها ولا يجد لها شاشات عرض لغاية اليوم. هكذا بدلاً من أن تحلّ مبادرة إسعاد يونس الأزمة قبيل اشتعال صراع الموسم بأيام زادت السوق إرباكاً.

فسّر بعض صناع السينما هذا الأمر بأنه خطة أعدتها يونس، هدفها الأساسي ضرب «المجموعة الفنية المتحدة» وتكبيدها خسارة بوصف «نور عيني» الفيلم الأهمّ لديها، وكانت تراهن عليه هذا العام. بتعبير أدقّ ما فعلته يونس كان مقصوداً لدفع المجموعة إلى الانسحاب نهائياً من توزيع الفيلم، وهذا ما حدث بالفعل.

سري جداً

عقد علاء الخواجة صاحب «الشركة العربية» وزوج المنتجة يونس اجتماعاً مع المنتجين محمد حسن رمزي ووائل عبد الله في لبنان، في محاولة لإقناعهما بتنفيذ المبادرة الجديدة، إلا أنهما رفضا وتمسكا بحقهما في توزيع الأفلام في مقابل الحصول على نسبة من الأرباح، فانفضّ الاجتماع من دون التوصل إلى حلّ نهائي.

في هذا المجال، يثني المنتج محمد السبكي على مبادرة يونس مبدياً استغرابه لغضب «المجموعة الفنية المتحدة»، ويقول: «ما زلت عند عرضي بأن توزّع «المجموعة الفنية المتحدة» نسخاً عدة من الفيلم، وهذا لا يعيبها في شيء بل يحررني من نسبة التوزيع التي تحصل عليها الشركة الموزعة، لأنني أتعامل هنا مع دور العرض مباشرة. بالتالي لا يحقّ لشركة التوزيع الحصول على أي مبالغ مالية مني كمنتج».

«المنتج الشاطر»، برأي السبكي، «عليه أن يتولى مهام توزيع فيلمه بنفسه على دور العرض وإلا خسر كثيراً».

أزمة المنتج الموزع

يؤكد المنتج هشام عبد الخالق أن «المجموعة» ترفض التعاون مع المنتج الموزع، لأنه سيزيد الصراع ولن يحلّه، ذلك أن المنتج لا يخاف سوى على فيلمه وليس على الصناعة كما يفعل الموزّع.

أما المنتج محمد حسن رمزي فيؤكد رأي هشام عبد الخالق، مشيراً إلى أن «المجموعة» رفضت التعاون مع المنتج الموزع وليس مع المنتج محمد السبكي، كما يتخيّل البعض.

بدوره، يرى ممدوح الليثي أن أي محاولة لحلّ الأزمة هي خطوة جيدة في حدّ ذاتها، مضيفاً أن جهاز السينما هو الجهة الحيادية الوحيدة التي توزّع أفلامها بنفسها وتتيح للمنتج التعامل مع دور العرض بشفافية.

في المقابل، يرحب رئيس غرفة صناعة السينما منيب شافعي، بأي مبادرات جديدة تحاول أن تحلّ أزمة صناعة السينما، مشيراً إلى أن آثار المبادرة تحتاج وقتاً لتتبيّن نتائجها الإيجابية.

الجريدة الكويتية في

17/05/2010

 

تلك الأيام... ذلك الارتباك!

محمد بدر الدين

تعود السينما المصرية لتنهل من الأدب، ومن أحدث النماذج فيلم «تلك الأيام» إخراج أحمد غانم، نجل فتحي غانم (1924 ـ 1999) أحد أقطاب الأدب والصحافة في النصف الثاني من القرن العشرين، وأحد النماذج الأخرى «عصافير النيل»، إخراج مجدي أحمد علي عن رواية تحمل العنوان نفسه للأديب الكبير إبراهيم أصلان وغيرهما. وكتب سيناريو الأخير مخرجه، فيما كتبت علا عز الدين سيناريو «تلك الأيام» بمشاركة من المخرج.

لا مشكلة في حذف أو إضافة أو تحوير، يحدث ذلك في تحول العمل من الأدب إلى السينما، ولا يجب تقويم الفيلم أو محاكمته بمعيار مدى اقترابه من الأصل الأدبي أو ابتعاده عنه، لكن المعيار هو مدى النجاح في الوصول إلى «معادل» سينمائي، يناسب الوسيط السينمائي وطبيعته وجمالياته...

نقيّم الفيلم، كعمل ينتمي إلى السينما من دون إغفال الأصل الأدبي أو تجاهله، ونحاول أن نفسّر دواعي التعديل ودوافعه أو التحوير إن وجد.

الحقّ أننا في «تلك الأيام»، حتى بعيداً عن الرواية برحابتها وأبعادها وتماسك البناء الدرامي فيها وتناميه، نجد تجربة فنية طموحة، ومخرجاً لديه موهبة واضحة ومقدرة على صنع شريط بصري يتضمن مشاهد ممتعة، تضافر على إنجازها معه باقي عناصر العمل الفنية.

لعل الملاحظة التي لا مفرّ منها أنه يتضمن قدراً غير قليل من «الارتباك» ينبع أساساً من السيناريو، وقد تتوزع المسؤولية في ذلك بين كاتبته والمخرج.

في «تلك الأيام» يأتي سالم (محمود حميدة) نموذجاً للمثقف الانتهازي، الذي لا تحدّ مطامحه بل مطامعه حدود، فيدوس في سبيلها على كل شيء وكل قيمة، وهو أقرب إلى الأفعى «الناعمة»، التي لا تكتشف سمها ومضارها بسهولة. إنه جزء من منظومة فساد مجتمعي وسياسي، وهو كاتب ومثقف بارز ومرشح لتولي إحدى الوزارات، لكن قبل أن يحلّ موعد إعلان اسمه ضمن الوزارة الجديدة بقليل، تنكشف في حياته نواقص، بعضها يتّصل بعلاقته المتدهورة بزوجته الشابة «أميرة» (الوجه الجديد ليلى سامي)، إلى درجة لا يحتمل النظام فيها الدفاع عنه وعن مشاركته في وزارة حاكمة.

يصيب الارتباك رسم الشخصيات وفي المقدمة سالم وأميرة، والأحداث التي يمران بها، فنظل إلى وقت طويل نتصور أنها زوجة لاهية، تعبث بشرف زوجها، أو في أبسط قول تضيق بحياتها الروتينية معه، فتتجاوب مع شخص يعاكسها على الهاتف وتلجأ إلى آخر مثل «علي» (أحمد الفيشاوي)، لكننا نكتشف متأخراً أن من يعاكسها هو زوجها ليختبرها، وأنها تعرف ذلك منذ البداية، لكن الفيلم لا يوضح بما يكفي لماذا تستمرّ في ذلك طويلاً.

أما «علي» فضابط شرطة سابق يعذّبه عنف شديد مارسه، مرات إلى حد القتل، ضد أفراد ممن يطلق عليهم جماعات الإرهاب الديني، وهو على علاقة بسالم، الذي تصل ذروة شروره إلى حدّ أنه يطلب من «علي» قتل زوجته.

تبدو أحداث الفيلم مرتبكة في مثل ذلك الطلب، وفي اختيار علي بالذات للمهمة، لكن سالم على أي حال لا يجد بداً من إنهاء حياته بيده، وقد ضاعت تطلعاته في لحظة وماجت الأرض من تحته.

أدب فتحي غانم مهتمّ بنموذج المثقف الانتهازي، على غرار رواية «الرجل الذي فقد ظلّه» التي أخرجها للسينما كمال الشيخ، ورواية «زينب والعرش» التي أخرجها مسلسلاً يحيى العلمي وغيرهما، لكن السيناريو في هذين العملين كان نابضاً بالحيوية ومتدفقاً ومشاهده أخاذة وسلسة... بينما جاء «تلك الأيام» مضطرباً في بعض مناطقه، وأفلت الإيقاع في بعضها، وافتقد السلاسة والتدفق في السرد السينمائي، ما انعكس سلباً حتى على أداء الممثلين وأبطال الفيلم الثلاثة، على رغم حضور المخضرم حميدة وخبرته وجهد الممثل الشاب الفيشاوي واجتهاد الجديدة ليلى سامي.

الجريدة الكويتية في

17/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)