حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شبّاك التذاكر يردّ الصاع صاعين...

السينما تزدهر في أنحاء العالم

باتت السينما اليوم الأسرع نمواً والجزء الأكثر إبداعاً في قطاع الأفلام، بعدما كانت تساهم عرضياً في ثروات هوليوود.

في أول أيام الصيف بحسب رزنامة هوليوود، 7 مايو (أيار) الجاري، أُطلق فيلمIron Man 2 في صالات السينما الأميركية والآسيوية، بعد أن ظهر قبل أسبوع في أوروبا للاستفادة من عطلة الأول من مايو. وشأنه شأن أفلام حديثة ناجحة كثيرة، يستغل هذا الفيلم مسألة الحنين، فهو مقتبس من إحدى سلسلات الكتب المصوّرة التي انطلقت في ستينات القرن الماضي ويضم أيضاً شريراً روسياً.

كان عرض الأفلام حتّى وقت قريب قطاعاً رتيباً، سر نجاحه بيع تذاكر كثيرة بالسعر عينه، ثم إغراء مرتادي السينما بالفوشار المالح والمشروبات الغازية، علماً أن دور السينما تحتفظ بنصف ثمن التذكرة ولغاية 90% من المال الذي يُنفق عند الأكشاك.

من جهة أخرى، لم يكن عرض الأفلام مهمّاً بالنسبة إلى المخرجين لمدى تأثيره، وإنما لكونه وسيلة لجذب الانتباه إلى منتج قد يدر أرباحاً عليهم لاحقاً. هكذا، كان مكمن المال الحقيقي في الترفيه المنزلي، لا سيما مبيعات أقراص الـDVD.

أمّا اليوم، فالدفة تميل إلى شباك التذاكر مجدداً. فقد ازدادت إيرادات شبابيك التذاكر العالمية في عام 2009 بنسبة 7.6%، فيما تراجعت إيرادات استوديوهات هوليوود الكبرى الإجمالية بنسبة 4.3% {بسبب انهيار الإنفاق الاستهلاكي على أقراص الـDVD}، وفقاً لشركة البحث {لبيرنشتاين}.

ومنذ عام 2005، ارتفعت إيرادات شبابيك التذاكر في أميركا الشمالية بنسبة 20%. وقد نمت مبيعات التذاكر إلى حد كبير خلال فترة الركود في وقت كان يبحث فيه الناس عن سهرة بخسة الثمن في الخارج، واستمرت على ذلك المنوال. وبحسب تقديرات شباك التذاكر {موجو} الذي يرصد الأفلام، تزيد إيرادات شبابيك التذاكر لهذا العام عن مستوى العام الفائت بنسبة 6%. فضلاً عن ذلك، تتمتع السينما في البلدان الأخرى بحال أفضل. فقد ارتفعت مبيعات التذاكر خارج الولايات المتحدة وكندا بنسبة 35% منذ عام 2005 وتشكّل اليوم ثلثي إجمالي الإيرادات العالمية.

كذلك يكشف الازدهار في دور السينما التي تضم ما لا يقل عن ثماني شاشات عن طلب كامن. ففي عام 2006، بلغ عدد مرتادي السينما من الروس 89 مليون شخص تقريباً، بينما وصل العدد إلى 132 مليون تقريباً العام الماضي. هذا تقدّم مفاجئ، لا سيما في بلد عدد شبابه بصدد الانخفاض.

في الوقت عينه، هبطت الإيرادات التي تدرها أقراص الـDVD، البلو-راي، ونسخ الأفلام الرقمية معاً بنسبة 8% في الولايات المتحدة منذ عام 2005، وفقاً لمجموعة الترفيه الرقمية.

وذلك العدد، الذي يتضمن مجموع إيجارات سلع مثل أشرطة التمارين ومبيعاتها، يرضي غرور هوليوود. في هذا الصدد، يقول ستيفن برو من {مصرف سالم بارتنرز الاستثماري}، إن مبيعات أقراص الـDVD للأفلام الجديدة تراجعت بنسبة 17% بين عامي 2008 و2009 فحسب. والمسؤول الرئيس عن ذلك، على حد قوله، ظهور خدمات الإيجار البخسة والمناسبة مثل Netflix و Redbox. وعلى رغم أن هذا التراجع كان أقل حدّةً في البلدان الأخرى، إلا أن سكّان هذه البلدان لم يشتروا يوماً كثيراً من أقراص الـDVD.

قوة دافعة

ما القوّة الدافعة إذاً وراء ازدهار السينما؟ تكمن الإجابة الأوضح بالنسبة إلى المستهلكين في بروز أفلام ثلاثية الأبعاد. فقد تدفقت الجماهير بأعداد هائلة لحضور أفلام مثل Avatar، فيلم خيالي عن البيئة، وAlice in Wonderland. وفي أميركا الشمالية، ساهمت الأفلام الثلاثية الأبعاد في النمو الكامل لإيرادات شبابيك التذاكر في العام الماضي. وعلى رغم أن الرسم الذي تفرضه دور السينما على الأفلام الثلاثية الأبعاد ارتفع بشكل حاد من دولار للتذكرة إلى ثلاثة دولارات أو أكثر، لم يمتنع المستهلكون عن مشاهدة هذه الأفلام. في هذا الإطار، يشير ديفيد باسمان، المدير التنفيذي لـCarmike، إحدى سلسلات عروض السينما: {ما زلنا نجهل المبلغ الذي يبدون استعداداً لدفعه}.

والأهم من ذلك التحويل الرقمي للسينما، ولو أن تقدّمه ما زال غير واضح. وفقاً لشركة البحث Screen Digest، ارتفع عدد الشاشات العاملة بواسطة أجهزة العرض الرقمية في أنحاء العالم من نحو ثلاثة آلاف إلى 16400 بين عامي 2006 و2009. مهّد ذلك لطفرة الأفلام الثلاثية الأبعاد، إذ من الصعب، ولا نقول مستحيلاً، عرض صورة ثلاثية الأبعاد عبر استخدام بكرة قديمة الطراز. هكذا، سهّل التحويل الرقمي على أصحاب المجمّعات السينمائية عرض الأفلام على الشاشات للتكيّف مع الزيادة في الطلب على هذه التقنية. فضلاً عن ذلك، يجعل توزيع الأقمار الصناعية من الأسهل والأرخص إطلاق الأفلام عبر العالم في الوقت نفسه.

يشكل التحويل الرقمي نعمةً بالنسبة إلى IMAX الكندية التي تصنّع شاشات كبيرة وطويلة. كانت هذه الشركة مرتبطة سابقاً بأفلام عن السمك في متاحف التاريخ الطبيعي، لكنها اليوم تقدّم منتجاتها للمجمعات السينمائية، حتّى أن الصفوف الأمامية الأولى تُزال أحياناً لوضع الشاشات الكبيرة. وعلى مدى حوالى الثلاث سنوات الفائتة، كانت تحوّل أسبوعياً شاشتين أو أكثر إلى شاشات رقمية.

ذلك كان مستحيلاً لولا التحويل الرقمي. فحجم أفلام «إيماكس» الضخم يعني أن تكلفة صناعة نسخة عن فيلم من انتاجهاتصل إلى نحو 25 ألف دولار أميركي. وقد استلزمت الحاجة إلى استرداد مثل هذه التكاليف أفلاماً ذات مدّة عرض طويلة. واليوم، بعد أن بات بالإمكان عرض أفلام {إيماكس} رقمياً لقاء بضع مئات الدولارات، يمكن برمجتها كأفلام عادية، لذا تميل دور السينما إلى زيادة سعر التذكرة العادية بنسبة تتراوح بين 30 و40%.

ضع سعرك

طالما اعتقد أصحاب دور السينما بأنهم عبر فرضهم المبلغ عينه لمشاهدة فيلم مستقل بتكلفة مليوني دولار وآخر ناجح بتكلفة 200 مليون دولار، يخسرون المال. وقد أثبت الرد على الأفلام الثلاثية الأبعاد و{إيماكس} صحّة هذا الأمر. لكن السينما تحوّلت أخيراً من سلعة إلى قطاع يبيع منتجات مختلفة بأسعار مختلفة.

في الهند مثلاً، تزداد أعداد المجمّعات السينمائية في مدن كثيرة. وبحسب أنيل أرجون، المدير التنفيذي لشركة Reliance MediaWorks، أضافت مومباي وحدها أكثر من 75 شاشة في الأعوام الخمسة الماضية. تستقطب هذه الشاشات الطبقة الوسطى في الهند، ويُسعّر ثمن التذاكر وفقاً لوضعها المادي.

ففي بلد دخل الفرد اليومي فيه 120 روبية فقط، تُسعّر سلسلة دور السينما Fame كل تذكرة بما معدّله 141 روبية (3.15 دولارات). وقد استبدل بعض دور السينما صفوفاً من مقاعده بكراس مريحة قابلة للحني ومزوّدة بطاولات يُشرف عليها نوادل. بدأ هذا النموذج على ما يبدو بالانتشار في الغرب. فقد افتتحت شركة Carmike بنجاح سينما في تينيسي تقدم الكحول والطعام. ويبدو أن ما يجذب المشاهدين ليس المقاعد المريحة فحسب، وإنما أيضاً غياب المراهقين.

لذلك، يسعى المخرجون إلى التكيّف مع هذه التغييرات. فقد أدّت دور السينما الجديدة في الهند إلى ظهور {أفلام المجمّعات السينمائية}، التي تركّز على هواجس الشبّان الأثرياء وتحتوي على مشاهد غناء ورقص أقل من تلك التي نجدها في أفلام بوليوود النموذجية. وفي البلدان الأخرى، يدفع ظهور التقنية الثلاثية الأبعاد وتكبير حجم الشاشات باستوديوهات الإنتاج إلى التركيز على المؤثرات البصرية، علماً أن بعض الأفلام لا يستوعب مثل هذا التطوّر. وتأكيداً على ذلك يلفت جوليان ستانفورد، الذي يدير مشروع {إيماكس} في أوروبا وأفريقيا: {لا تبدو الأفلام الفرنسية أفضل بكثير على شاشة إيماكس}. وفي المقابل، يعتمد ازدياد عدد الشاشات خارج الولايات المتحدة على أفلام الحركة الضخمة.

تبقى الأفلام الدرامية للراشدين الحلقة الأضعف في هذا المجال. فعلى مر العامين الماضيين، أغلقت الاستوديوهات الكبرى، مثل شركتي Focus Features وMiraMax، أو قللت من أقسامها المتخصصة في هذا النوع، لذا فإن هواة مثل هذه الأفلام غير محظوظين هذا الصيف وعليهم حتماً الابتعاد عن دور السينما.

الجريدة الكويتية في

17/05/2010

 

تظهر هوس هوليوود بـ الأفلام المبتذلة

المخرجة نيكول هولوفسنر... إلامَ تطمح بعد Please Give؟

واشنطن - آن هورناداي 

منذ انطلاقة نيكول هولوفسنر الأولى عام 1996 مع الفيلم الفكاهي Walking and Talking الذي يتمحور حول الصداقة، وما تلاه من أفلام مثل Lovely & Amazing

وFriends With Money، حصلت هذه المخرجة على عدد كبير من المعجبين بسبب دعاباتها الذكية الثاقبة ووصفها الصريح للعلاقات بين النساء ورسمها الدقيق لمَن يتوقون إلى البورجوازية المدنية ويتعثّرون في منازل أصحابها.

يعتبر متابعو السينما خلال ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته أن هولوفسنر تجمع في شخصها نانسي مايرز وودي آلن وجود أباتو. فهي تجسّد ما يعنيه أن يكون الشخص في سن معينة (متوسط العمر) وفي زمان معين (مطلع القرن الحادي والعشرين) وفي مكان معين (نيويورك أو لوس أنجليس).

في فيلم هولوفسنر Please give، تؤدي كاثرين كينر دور كايت، التي تملك مع زوجها أليكس (أوليفر بات) متجراً للأثاث في نيويورك. تعاني كايت من عقدة ذنب دائمة لأنها تحصل على الأثاث من أولاد أناس توفّوا. وقد اشترت وزوجها شقة مجاورة لشقتهم تشغلها عجوز بغيضة حقودة. وهما ينتظران وفاتها ليتمكّنا من تجديد مسكنهما. وكلما حاولت كايت التقرب من العجوز وحفيدتيها (ريبيكا هول وأماندا بيت)، حلّت كارثة ما. وفي خضم هذا كله، تتخبط كايت وسط تردّدها بين ما تريده وما تملكه وبين الكسب والإنفاق.

صداقة حميمة

على غرار أفلام هولوفسنر كلها، يستند Please Give إلى الواقع. فقد اشترت صديقتها فعلاً شقة تعود إلى جارة عجوز. ولكن نمت بينهما صداقة حميمة. وبإضفاء لمسة هولوفسنر، تصبح القصة مضحكة وحزينة، حادة وسلسة، ناقدة إنما بعيدة كل البعد عن السخرية.

يبدأ هذا الفيلم بلقطات قريبة لأثداء نساء تُعصر وتسحق داخل آلات تصوير الثدي. فتشكل هذه مواجهة جريئة لهوس هوليوود بصدور النساء و{الأفلام المبتذلة} التي تصوّر نساء يعشن في عالم خيالي مثالي براق.

في إحدى المقابلات، تخبر هولوفسنر، التي بلغت لتوّها عقدها السادس: {طبعاً، أدركت أنني بهذه اللقطات أبرزت نقطة ما. فأنا أميل إلى ذلك دوماً. أعتقد بأني أهوى تبديد الخرافات ودحض ما تظهره أفلام أخرى. أردت القول: {هذه هي حياتي على حقيقتها. وهكذا يبدو الثدي في آلات التصوير}}.

يأتي Please Give، في نظر معجبي هولوفسنر، كخاتمة جغرافية أو موضوعية لفيلمها Friends With Money الصادر عام 2006. تدور أحداث هذا الفيلم في لوس أنجليس وأدت فيه جوان كوزاك وفرانسيس ماكدورماند وجنيفر أنيستون وكينر دور صديقات أوضاعهن المالية متفاوتة. ويبرز هذا التفاوت بحدة عندما تحتاج إحداهن إلى قرض.

توضح هولوفسنر: {ما زلت أعمل على الموضوع نفسه. تدور القصة حول المال والعقارات والأخطاء. وجعلت كاثرين كينر تؤدي دور الغبية، وهذا أمر تبرع فيه}.

شاركت كينر في أفلام هولوفسنر كافة. ولا تقتصر علاقتهما على العمل، بل تجمع بينهما أيضاً صداقة حميمة. فمنزلاهما متجاوران في لوس أنجليس وأولادهما أصدقاء (لهولوفسنر صبيان توأم في الثانية عشرة من عمرهما). وعن تعاونها مع كينر تقول هولوفسنر: {كان رائعاً مع أننا لم نخطّط له. ونحن نستعد اليوم للانفصال على الأرجح. فقد آن الأوان للعمل مع أشخاص آخرين}.

حصد Give Please انتقادات إيجابية منذ عرضه الأول في مهرجان {صندانس} السينمائي في يناير (كانون الثاني) الفائت وفي مهرجان {تريبيكا} السينمائي في نيويورك في أبريل (نيسان) الماضي. على رغم ذلك، تشير هولوفسنر: {قرأت الكثير من المراجعات التي اعتبرت Friends With Money سيئاً وGive Please ممتازاً، ما أشعرني بالحزن والفخر في آن}. وبعد أن أتقنت هولوفسنر فن الاقتصاد (تكلّف أفلامها ملايين قليلة، ما يعادل كلفة مطاردة بالسيارات في فيلم Date Night)، باتت اليوم مستعدة لميزانيات أكبر وربما جمهور أوسع.

توضح: {إذا كان النص ملائماً، فلا أمانع إخراج فيلم يجذب عدداً كبيراً من المشاهدين، شرط أن يكون جيداً. وأعتقد بأن بعض النصوص ممتاز. في هذه الحال، سأحصل على ميزانية أكبر ومعها على مشاكل أكبر}.

الجريدة الكويتية في

17/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)