حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زيـارة القاتـل الإسرائيلـي

نديم جرجورة

مرّة أخرى، أطرح السؤال نفسه: إلى أي مدى يُمكن الاستفادة من تجربة فردية ما، في تحقيق عمل إبداعي؟ إن مشاهدة الفيلم الوثائقي «زد 32» لآفي مغربي (يُعرض اليوم وغداً، الثانية عشرة ظهراً والسابعة مساء، في «مركز بيروت للفن»، ضمن تظاهرة «أشغال داخلية 5» لـ«الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية، أشكال ألوان») أعادني إلى السؤال هذا. إلى أسئلة متشعّبة منه أيضاً: هل تستطيع التجربة الفردية أن تكون في خدمة الصورة العامة؟ هل التجربة الذاتية مفتاحٌ لفهم الجماعة؟ هل كل تجربة فردية/ ذاتية مؤهّلة لأن تكون عملاً فنياً أو أدبياً؟ ما هي المقوّمات المطلوبة لتحقيق معادلة إبداعية حقيقية بين التجربة المذكورة والعمل المطلوب إنجازه؟

التجربة الفردية

أميل كثيراً إلى الأعمال المستلّة من التجارب الفردية. هذه الأخيرة مطالَبة بأن توثَّق. بأن تُحفظ في نصوص، خصوصاً إذا انفتحت على قراءة ما للجماعة. الفرد أساسي. حكايته أيضاً. غالب الظنّ أن الحكايات الفردية كلّها تستحق التوثيق، الفني أو الأدبي أو التأريخي. لكن الفني والأدبي مطالبان بلغة إبداعية سليمة. التأريخي علمي. لهذا، تُطرح تساؤلات حول البراعة الفنية أو الأدبية في تدوين التجارب الفردية. المخرج الإسرائيلي آفي مغربي مهتمّ بهذا المجال الحيوي. رآه، ربما، مدخلاً إلى تفكيك البنى الاجتماعية والثقافية والعقائدية الخاصّة بإسرائيل. «زد 32»، الذي أنجزه في العام 2008، دليلٌ على «تورّطه» في هذا المنهج البصري. هناك، أولاً، العنوان: إنه رقم الملف الخاصّ بشهادة أدلى بها جندي إسرائيلي أمام أعضاء منظّمة «كسر الصمت»، التي جمعت شهادات مماثلة من جنود قدامى. هناك، ثانياً، الموضوع: اختار مغربي جندياً منتمياً إلى فرقة عسكرية طاردت رجال شرطة فلسطينيين وقتلت، بدم بارد، اثنين منهم، انتقاماً لمقتل ستة جنود إسرائيليين. القصّة عادية. بمعنى أنها باتت جزءاً من السياسة العسكرية الإسرائيلية. التجربة الفردية أيضاً. جنود إسرائيليون عديدون ينفّذون أوامر عسكرية أشبه بعمليات تصفية جسدية مباشرة. بعضهم يقع في المحظور: محاسبة الذات، وفتح ملف السؤال الأخلاقي المتعلّق بما يفعله هؤلاء (تنفيذ الأوامر. الأوامر نفسها. الخلفيات السياسية والعسكرية والإيديولوجية. مصداقية الخطاب العقائدي الرسمي). بعضهم الآخر محصَّن ضد الوقوع في المحطور نفسه: إنها حرب. وفي الحرب، هناك «أضرار جانبية». في فلسطين، الصورة واضحة: لا أضرار جانبية، لأن ما يفعله الجنود الإسرائيليون منتم بشدّة إلى جوهر الحرب. أليس الفلسطيني الجيّد أو الطيّب، هو الفلسطيني الميت؟

إدانة، أم محاكمة، أم نقد ذاتي؟ أفلام إسرائيلية جديدة طرحت سؤال العلاقة الملتبسة بين «عدالة» القضية والواجب العسكري والوطني والمسألة الأخلاقية، بالنسبة إلى ما يفعله الجنود الإسرائيليون أثناء حروبهم الوحشية ضد الفلسطينيين واللبنانيين. «بوفور» (2007) لجوزف سيدار و«فالس مع بشير» (2008) لآري فولمان و«لبنان» (2009) لصامويل ماعوز ناقشت المسألة. أعادت الذاكرة الفردية إلى الراهن الجماعي، بحثاً عن خلاص روحي أو تطهّر نفسي من إثم الجريمة. الخبث المبطّن موجودٌ، أحياناً، في ثنايا النصّ. التجربة الفردية أساس كل فيلم منها. المخرجون خاضوا حرب إسرائيل ضد لبنان في العام 1982. لكن «لبنان»، مثلاً، لم يغرق في فخّ تحليل أسباب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ذاك العام (شارك المخرج فيه بصفته جندياً مكلّفاً بإطلاق النار من داخل الدبابة)، لأنه اكتفى بسرد حكاية صانعه ورفاقه، الذين وجدوا أنفسهم داخل «خردة» اسمها دبابة، أو ربما اسمها إسرائيل. لا يبتعد آفي مغربي عن هؤلاء الثلاثة كثيراً، مع أن «زد 32» متوغّل في مسألة مختلفة.

ثغرات

يصعب الفصل الواضح، بسهولة، بين النقد الذاتي وإدانة العدو ومحاكمة المؤسّسة في أفلام إسرائيلية كهذه. آفي مغربي محرّض للالتباس. اختار قصّة جندي إسرائيلي شارك في جريمة قتل. مطاردة رجال شرطة فلسطينيين وقتل اثنين منهم لا تندرج في إطار الحرب المفتوحة بين الطرفين. إنها، ببساطة، جريمة. بل فعل انتقام. هكذا صدرت الأوامر أصلاً. لكن الفيلم بدا عاجزاً عن سدّ ثغرات كثيرة فيه، على المستوى السينمائي البحت. هناك إطالة لا مبرّر لها. هناك فراغ درامي وجمالي في الترجمة البصرية للحكاية. هناك وقت مهدورٌ. هناك نقصٌ في إيفاء الجانب البصري حقّه. لقطات كثيرة لم تكن مفيدة. سرد التفاصيل نفسها مكرّر، أحياناً. المحاولة الأخلاقية والثقافية الجميلة متمثّلة في السجال (وإن كان منقوصاً بعض الشيء) بين الجندي وصديقته. الذهاب إلى مسرح الجريمة، على الرغم من الخطر المحدق بالجندي (إمكانية التعرّف إليه من قبل أفراد من عائلتي الضحيتين، وما يُمكن أن يترتب على التعرّف هذا من فعل ما)، مهمّ. لكن، ما عدا ذلك منتم إلى الثرثرة والتكرار. بدا الفيلم مشدوداً بالقوّة. إحدى وثمانون دقيقة مدّة أطول مما يحتمله سرد تجربة فردية كهذه، خصوصاً أن النقاش الأخلاقي بين الجندي وصديقته اصطدم بالعجز عن بلوغ مرتبة راقية من الوعي المعرفي والسجال المطلوب. والنقاش، هنا، اتّخذ شكلاً واضحاً: «هل تعتبر نفسك قاتلاً؟ هل هذه جريمة؟ ما هو شعورك إزاء ما ارتكبته يداك؟». هذه أسئلة وجّهتها الصديقة إلى الجندي. «وأنتِ، ماذا تقولين؟ هل أنا قاتل؟». سألها الجندي.

القناع

لم تكن الوجوه واضحة المعالم أمام عدسة الكاميرا. هذا شرط أساسي أصرّ الجندي عليه قبل البدء بالتصوير. هناك قناعان أخفيا وجهي الجندي وصديقته. هناك تقنية ما استفاد منها المخرج لتحقيق مأربه ومطلب الجندي. لكن، ألا يُمكن القول إن القناع المستخدم انعكاسٌ لمسعى خفي إلى «إخفاء» وقائع، وإظهار أخرى قد لا تكون حقيقية؟ هل اكتفى آفي مغربي بالقناع تلبية لمطلب مشروع، أم أراده رمزاً لبقاء إسرائيل خلف أقنعتها المزيّفة؟ الأهمّ كامنٌ في أن الجندي سرد الحكاية. جادل صديقته. ذهب برفقة المخرج إلى مسرح الجريمة. المخرج في منزله. غنّى وفرقة موسيقية أنشودة ندم أو ترجمة موسيقية/ غنائية للحكاية نفسها. تبرير أخلاقي أم إدانة؟ الكلام الكثير تائهٌ وسط تراكم الهوامش غير الضرورية. اللقاء الحاصل بين آفي مغربي والجندي، المبني على استعادة جريمة والبحث فيها وحولها، يُذكّر بلقاء مشابه أجراه المخرج الفلسطيني نزار حسن مع جندي إسرائيلي، وظيفته الوحيدة متمثّلة بقيادة جرّافة عسكرية ضخمة، مهمّتها فتح الطريق أمام المشاة أثناء العمليات الحربية. فيلم حسن حمل اسم «اجتياح». إنها حرب إسرائيل على مخيم جنين في العام 2002. تمّ اللقاء في صالة عرض سينمائي. الجندي جالس على مقعده يُشاهد فيلماً عن مآثم الجيش الإسرائيلي في المخيم. نزار حسن جالسٌ خلفه. الصورة أشبه بما يفعله الطبيب/ المحلّل النفسي مع «مريضه»، أو بالأحرى مع مُصاب بارتباكات عصبية أو نفسية. المخرج الفلسطيني بارع في استدراج الجندي إلى الحيّز الذي يريده. الغنى الثقافي والمناكفة الأخلاقية واضحان في «اجتياح». نقاش المخرج والجندي الإسرائيليين في «زد 32» عادي وسطحي. السجال بين الجندي وصديقته الإسرائيليين كاد يبلغ مرتبة أعمق وأهمّ، على المستويين الأخلاقي والتربوي، لكنه اصطدم إما بعجز الطرفين عن الذهاب به إلى أقصى الحدود، وإما برفضهما القيام بهذه الرحلة، وإما بجهلهما مغزى الحكاية، وإما برغبة خفية لدى المخرج.

 

كتـاب

الفيلم الوثائقي

لا شكّ في أن المكتبة السينمائية العربية محتاجة إلى كتب متخصّصة بأمور سينمائية شتّى. الفيلم الوثائقي يكاد يكون أبعد الأنواع البصرية عن الاهتمام النقدي. لكن «الفيلم الوثائقي: قضايا وإشكالات»، الصادر حديثاً عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» و«مركز الجزيرة للدراسات» و«قناة الجزيرة الوثائقية»، يتيح مناسبة لمعاينة قراءات نقدية عربية متفرّقة، وضعها زملاء المهنة من دول عربية مختلفة. فالكتاب المذكور احتوى على دراسات ومقالات تحليلية خاصّة بالنتاج الوثائقي، نُشرت خلال العام الفائت في المجلة الوثائقية الإلكترونية لقناة الجزيرة الوثائقية.

تناولت الدراسات والمقالات المذكورة مسائل عدّة، كالمقدّمات النظرية ومدارس الفيلم الوثائقي واتجاهاته.

السفير اللبنانية في

29/04/2010

 

 

زحمة نجوم على شاشة رمضان

محمد عبد الرحمن 

انطلق سباق رمضان، حاملاً الكثير من المفاجآت، أولاها عودة نجوم هجروا الشاشة الصغيرة، وحصول الممثلين الشباب على فرصة العمر. مَن سيعجب جمهور التلفزيون؟

تسير الدراما المصرية عكس اتجاه الأزمة المالية العالمية. هذا ما أكّده عدد من المنتجين هذا العام، بعدما دخلوا باكراً سباق رمضان. نجح هؤلاء في الحصول على توقيعات نجوم الشاشة الصغيرة. ويأمل المنتجون أن تسهم زيادة عدد قنوات العرض في تقليل خسائرهم وتحقيق الأرباح.

هذا الإقبال على الإنتاج الدرامي أسهم في عودة عدد من الممثلين الغائبين، أو دخول نجوم سينمائيّين للمرة الأولى إلى حلبة المسلسلات، إلى جانب إعطاء الفرصة للممثلين الشباب، في الوصول إلى جمهور التلفزيون. ويبرز في الفئة الأخيرة اسم ميس حمدان، التي تصوّر حالياً مسلسل «العنيدة» للمخرج عادل الأعصر. وكانت الممثلة الشابة قد ظهرت على الشاشة المصرية العام الماضي بدور رئيسي في الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية». كذلك حصلت مي كساب على البطولة المطلقة الأولى في مسلسل «العتبة الحمرا» مع المخرج محمد الرشيدي. وهذا الأخير قدّم كسّاب للجمهور في دور رئيسي أيضاً في مسلسل «كريمة كريمة» في العام الماضي. غير أن نجاحها الحقيقي في كسب ود جمهور التلفزيون كان من خلال الـ«سيتكوم الشهير» «تامر وشوقية». أما فئة العائدين بعد غياب، فتضم أحمد آدم، الذي بدأ تصوير مسلسل كوميدي بعنوان «الفوريجي» من إخراج عمرو عابدين. كما تعود مي عز الدين التي أوشكت على الانتهاء من تصوير مسلسل «قضية صفية» للمخرج أحمد شفيق، بعدما ابتعدت سنوات طويلة بسبب فشل أولى بطولاتها المطلقة في مسلسل «بنت بنوت». ويظهر لأول مرة على الشاشة الصغيرة المغني محمد فؤاد من خلال مسلسل «أغلى من حياتي» للمخرج مصطفى الشال، الذي سيعرض حصرياً على قناة «الحياة». كذلك، يدخل الممثل الكوميدي أحمد عيد السباق بمسلسل «أحلام سكر» مع المخرج أحمد البدري بعد عشر سنوات كاملة من حضوره على شاشة السينما. أمّا المغنية الأردنية ديانا كرزون، فستظهر لأول مرة مع مصطفى قمر، في ثاني أعماله التلفزيونية «منتهى العشق» مع المخرج محمد النجار، الذي قدم له قبل سنوات مسلسل «علي يا ويكا».

مسلسل «الجماعة» سيثير جدلاً هائلاً لدى عرضه في رمضان المقبل

والجديد في دراما هذا العام، لم يقتصر فقط على منح الفرصة لممثلين جدد أو قادمين من شاشة السينما، بل اللافت هو تقديم أنماط درامية جديدة. وأبرز هذه الأعمال، مسلسل «الحارة»، أولى تجارب المخرج السينمائي سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبد الله، اللذين قدّما فيلمَي «كباريه» و«الفرح» معتمدَين على البطولة الجماعية. وهو ما سيتكرّر في «الحارة» بوجود ثلاثين ممثلاً وممثلة من الأسماء المعروفة مثل سوسن بدر، وصلاح عبد الله، ونيللي كريم، والإنتاج لأحمد السبكي. وهذا الأخير يدخل أيضاً سباق الدراما التلفزيونية للمرة الأولى بعد عشرين عاماً من الإنتاج السينمائي.

كذلك، سيشهد الموسم الرمضاني عرض مسلسل «العار»، المقتبس عن الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه. ويشارك في بطولته مصطفى شعبان، وأحمد رزق، وشريف سلامة، ودرّة، أما الإخراج فلشيرين عادل. ويعتمد المسلسل على فرضية تغيير نهاية الفيلم ونجاح الأبطال في عملية بيع المخدرات وكيف ستتأثر حياتهم. العمل من تأليف السيناريست كريم أبو زيد نجل محمود أبو زيد مؤلف الشريط السينمائي، الذي أدى دور البطولة فيه نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وحسين فهمي. يضاف إلى كل الأعمال السابقة، ظهور الممثل الأردني إياد نصار في أول بطولة له في مسلسل «الجماعة». هذا العمل تحمّس له المنتج كامل أبو علي وحوّله المؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين إلى عمل تلفزيوني سيثير جدلاً هائلاً لدى عرضه في رمضان المقبل.

الأخبار اللبنانية في

29/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)