حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الارتجال يحكم توظيفه خليجياً

«الكومبارس» في الدراما العربية مشاركة ينقصها الإقناع

دبي- جمال آدم

يندر أن يمر عمل تلفزيوني لا يوجد فيه أشخاص يتجولون، أو يحققون حضورا ما من خلال المعارك في الأعمال التاريخية، التي تتطلب حضورهم أو مشاركتهم في معارك حربية معينة، ولا يمكن لعمل اجتماعي أن يحقق إقناعا ما، أو تصورات لمجتمعات يعيش فيها أشخاص ما.

إلا أن كان هناك أنماط أو شخصيات بلحمها ودمها تمشي في الحي، أو تتحرك بالسوق، أو توجد في الأماكن العامة، وكل التجمعات التي ترصدها الكاميرا في الأعمال الدرامية التي يقودها مخرج.ما هي مظاهر مختلفة للكومبارس في الدراما التلفزيونية والسينمائية، وضمن مفهوم متطور أو مختلف للتعامل مع الكومبارس، ومن حركة المجاميع والتعاطي مع شخصيات هامشية حضورها أساسي لتحقيق تكامل في المشهد الدرامي، وفي كل الأحوال هناك جهود متواضعة تبذل في الدراما العربية من أجل الاعتماد على كومبارس تقني.وغالبا يطلب المخرج من شخصيات تمر بالشارع حقيقة من أن يقوموا بأداء دور الكومبارس، نظرا إلى قلة الحيلة، ولعدم وجود شركات مختصة في تقديم كومبارس للأعمال الدرامية، الأمر الذي يمكن فهم الجانب الإيجابي فيه الذي يتم فيه تقدير بناء المشهد الدرامي، واقناع المشاهد به من خلال شركات عملاقة في الأعمال الأجنبية التلفزيونية والسينمائية على حد سواء.وتبلور مفهوم الكومبارس في الفيلم السينمائي المصري بحضور تقني ألمح إليه المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «الناصر صلاح الدين»، الذي قدم شخصيته الفنان الراحل أحمد مظهر، وقد شارك في هذا الفيلم ما يزيد على 600 كومبارس، وكان هذا رقما كبيرا في فترة إنتاج الفيلم، ويبدو أن الاعتماد على الكومبارس في الأفلام المصرية يعتبر الشكل الأكثر تبلورا في الدراما العربية، وتحديدا في الأفلام التي صورت الشارع المصري وتطورات الحركة الاجتماعية فيه.

وعلى الرغم من أن الدراما الإماراتية شهدت تطورا في حركة الدراما التلفزيونية فيها، إلا أنها لم تزل بعيدة عن تبلور مفهوم الكومبارس في الأعمال التي تقدمها، ويبدو الاعتماد على الكومبارس الموجودون أصلا في المكان ذاته هو الأمر السائد، وهذا يمكن الاستدلال عليه من التحديق المستمر على الكاميرا من خلال الناس الذين يحضرون جانبا من التصوير.وقد لا يكون المشهد عفويا أو طبيعيا حتى لو كان بإلحاح المخرج نفسه؛ ألا ينظر احد إلى الكاميرا، ولكن لا حول ولا قوة له إلا أن يفعل هذا في ظل غياب الكومبارس الاحترافي المتمرس والمتمرن في آن معا، الأمر الذي يرى فيه الكاتب والمنتج الإماراتي جمال سالم ضعفا في التعامل مع موضوع الكومبارس في الدراما الإماراتية عموما.وهو يرى أن هذا الجانب يجب أن يتم ترتيبه وتفعيله من قبل شركات اختصاصية، وربما كانت المؤسسة الإنتاجية هي المعنية بذلك أكثر من غيرها، ولكن في ظل النظر إلى الدراما الإماراتية على أنها دراما تتطور مع الوقت؛ فإن هذا الأمر يجوز أن يتطور أيضا بفعل تزايد العمل في المسلسلات، وبعض الأفلام السينمائية، ولكنه يحتاج إلى وقت وبعض الجهد.ولفت جمال الى أن الدراما المصرية التي عرف عنها أنها الأبرز في التعامل مع الكومبارس يبرز اعتمادها على بعض الأسماء التي تظهر في كل الأفلام والمسلسلات، وهذا أمر يمكن ملاحظته وتكراره في أكثر من عمل، وبعض الوجوه صار يتكرر ظهورها بشكل أو بآخر، مما لا يعطي لهذا الجانب او الحيز تأثيرا وفعالية في بناء المشهد الدرامي أصلا.

وأكد الكاتب اسماعيل عبدالله، رئيس جمعية المسرحيين أن مفهوم الكومبارس بأصوله الأولى هو مفهوم مسرحي بحت، وأن هذا المصطلح انتقل الى التلفزيون بشكل الأوسع، ولكن قبل هذا شهد انتشارا مهما من خلال شاشات الفن السابع، أي ان الانتقال للتلفزيون جرى عبر فلتر السينما التي ساعدت على تخصيصه من قبل مؤسسات وشركات ذات صله بالموضوع، وهذا ما يمكن أن يلمسه الباحث في هذا الأمر، إذ إن الموضوع له الكثير من الأبعاد والتفاصيل التي تجعل منه موضوعا شيقا للبحث فيه بشكل او بآخر.

وعموما يعتبر العمل على الكومبارس في الخليج العربي ككل ارتجاليا الى حد كبير، وذلك لنوعية الأعمال التي يتم تناولها، والتعاطي معها، والتي غالبا يتم تصويرها ضمن البيوت والاستوديوهات، وربما يمكن للمرء أن يتابع بعض التغيير في هذا الجانب نظرا إلى خروج الكاميرات التلفزيونية من أسر الاستوديوهات باتجاه الأماكن العامة ما فرض حضور الجانب البصري في التعاطي مع جماليات المكان، والتي يعتبر الكومبارس أحد أركانها.

 

الكومبارس يثور على سلوم حداد وأنزور يغافل الصحافيين

الكومبارس.. أدوار مهمشة وحقوق مهدرة

أثار المخرج السوري نجدت أنزور حالة من البلبلة في الأوساط الفنية والإعلامية السورية عندما دعا نحو مئة صحافي لحضور تصوير عمله الأخير «ما ملكت أيمانكم»، ثم اعتمد عليهم ليكونوا كومبارس في أحد المشاهد التي تحتاج إلى الصحافيين دون إذن منهم، الأمر الذي أثار بعض الصحافيين لما سموه انتهاكا لحرمة عملهم كصحافيين لا كومبارس، وكان لابد لنجدت أنزور أن يعتذر بطريقة لم تنصف الصحافيين، الذين أشار إلى أنهم أبطال وليسوا كومبارس.

وأنه فعل هذا عن حسن نية لا أكثر، وكان أنزور أول من استخدم كلمة مجاميع في الدراما التلفزيونية السورية حينما أحضر ما يزيد على الألف كومبارس في مسلسل «إخوة التراب والجوارح»، وبعدها صارت الدراما السورية تعتمد كثيرا عليهم، ومع نجاح مسلسل «إخوة التراب» صار أنزور يذكر كثيرا كلمة المجاميع، ويقدم أرقاما للإعلام عن حجم الكومبارس الذي يشاركه في أعماله.وسخر مسلسل بقعة ضوء من الفنان سلوم حداد فخاطبه بحلوم السداد لأنه كان يبخس حق الكومبارس في كل مسلسلاته التي قدمها كمنتج منفذ، والتي كانت تصل إلى مرحلة أكل نصف حقوقهم على حسب تعبير العاملين في هذه المهنة.الأمر الذي كاد ان يؤدي الى مظاهرة للكومبارس في احد أعماله، وهذه حقيقة في عمل حققه لصالح فضائية عربية لولا تدخل البعض، وكانت حلقة «بقعة ضوء» التي سميت ثورة الكومبارس الأكثر واقعية لما يسمى بآلية عمل الكومبارس في المشهد الدرامي السوري.ونلفت هنا إلى أن معظم الفنانين المؤسسين والمعروفين في الوسط الفني السوري بدأ حياته كومبارس مثل عبد اللطيف فتحي وعدنان بركات وتيسير السعدي وهاني الروماني وسعد الدين بقدونس، حيث لم تكن هناك أكاديميات فنية سابقا، وكان الحظ هو من يساند الفنانين في معركتهم الطويلة من أجل إثبات موهبتهم وحضورهم في عالم الفن والنجومية. والأمر حصل أيضا مع بعض الفنانين العرب الذين كانوا يحلمون ان يقفوا في دور البطولة في الأعمال السينمائية والتلفزيونية لاحقا .

توظيف

يعتبر المخرج الفنان حاتم علي أبرز المخرجين الذين يرون في الكومبارس دورا دراميا لا يقل أهمية عن دور الممثلين الأبطال، لذا هو يحرص على ردود أفعالهم والتقاط المفيد منها أمام الشاشة، كي لا يكون فعلهم تزيينيا فقط، بل يريدهم فاعلين في المشهد الدرامي.

واعتمد حاتم في أعماله على أضخم كومبارس سواء في ربيع قرطبة او صلاح الدين او التغريبة الفلسطينية، ويعتبر العدد الأبرز كما ونوعا في مسلسل صراع على الرمال حيث حقق من خلاله معارك ضخمة.

 

توقف 20 عملاً درامياً من إضرابهم

ثورة الكومبارس بمصر تطالب بعدم التهاون في مطالبهم

تعتبر مصر البلد الذي قدم المفهوم الأساسي لعمل الكومبارس في الفن العربي، وفي وقت مبكر من القرن العشرين مع بداية أول الأفلام السينمائية وكان هذا في مطلع العام 1932 مع يوسف وهبي وأمينة رزق وفيلم «أولاد الذوات»، والطريف أن أنور وجدي ورشدي اباظة وعبد المنعم مدبولي وعادل امام وسمير غانم وغيرهم الكثير من النجوم حققوا حضورا فاعلا من خلال قدومهم من عالم الكومبارس.

وقبل فترة قصيرة ألهبت الشارع المصري حالة تمرد كبيرة قام بها عشرة آلاف كومبارس حينما هددوا بالاضراب عن العمل، خصوصا أن كل مطالبهم التي توجهوا بها إلى الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين،لم تتحقق.وبدوره أكد أشرف زكي أن مطالب الكومبارس العاملين في المسلسلات والأفلام المصرية مشروعة، ويجب الأخذ بها وحلها، ولعل واحدة من أبرز المشكلات التي واجهت الكومبارس هو عدم وجود نقابة لهم تضمن حقوقهم كما يحدث مع غيرهم! مع تأكيد الكثيرين منهم أن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تمثلهم!وكانت من أهم مطالبهم زيادة أجورهم التي لا تزيد على 40 جنيها عن العمل اليومى، وتخفيض عدد ساعات العمل التى تصل أحيانا إلى 18 ساعة يوميا إضافة الى حفظ كرامتهم التى يتم التهاون بها أثناء العمل.ويعتبر العمل في الكومبارس مورد رزق للكثير من الشرائح الاجتماعية التي تعمل في هذا المجال بمصر ومع تزايد الأعمال الدرامية التي يجري تصويرها بمعدل عشرة اضعاف عما كان في مطلع التسعينات من القرن الماضي ازداد عدد العاملين في هذا المجال والوافدين إليه، وصار لزوما أن تكون لهم نقابة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم وكادت أزمة كبيرة أن تتم من إضراب الكومبارس عن العمل وعلى خلفية هذا هدد ما يزيد على عشرين عملا دراميا بالتوقف عن العمل، ما أشار إلى القوة التي يشكلها الكومبارس في الأعمال الدرامية المصرية .

والتي تؤكد حقهم وضرورة ان يكون هناك من يمثلهم لاسيما ان أشرف زكي أكد أنه لا يستطيع ضمهم الى نقابة المهن التمثيلية لأنهم لا يمثلون في الأعمال بل هم كومبارس، وحتى تحل مشاكل الكومبارس في الأرض سيكون من حق تلك الفئة الهامشية ان تكون لها حقوق خلف الكاميرا وأمامها لأن تأثيرهم صار خطرا وصار من حقهم ان يقولوا نحن هنا!***بدأ في المسرح وتفاعل دوره في السينما ***حينما قدم المسرح الكومبارس كمفهوم وممارسة للمرة الأولى في الدراما اليونانية القديمة كان يقصد من خلالها توطيد حضور الجوقة التي تردد ما يقوله البطل او من خلال ما يمكن أن تجسده كردة فعل سواء كوميديا او تراجيديا.دون أن يكون هناك تسمية خاصة لهم، إلا أنهم جوقة، وهنا كان لابد لتلك الجوقة من أن تؤكد فعل الدراما وفاعليتها في الوسط الذي تقدم فيه ومع انتشار المسرح صار للكومبارس حضور فاعل كفرد وجماعة بجملة او جملتين او حركات مقترحة من قبل المخرج.ومع تراجع الاهتمام بالكومبارس في المسرح لضغط الكلف المادية او عدم جدوى الاعتماد على الكومبارس الا في الأعمال المسرحية التجارية للرقصات او للأفراح او لتحقيق مشاهد احتفالية ما، استعانت السينما بتقديم شخصيات غير ناطقة في مشاهد عامة، وذلك لتحقيق عنصر الاقناع الذي اشتغلت عليه السينما الأميركية في وقت مبكر من ازدهار صناعة السينما فيها، ولا سيما في أفلام الكاوبوي القديمة.وللتمييز الكومبارس فقد يتحول لشخصية ضمن العمل الفني اذا نطق او تحدث ولو بجملة واحدة، ولكن طالما كان دوره هامشيا في بناء المشهد الدرامي؛ فإنه يظل ضمن فعل الكومبارس الطبيعي.

الصامت والمتكلم أمام الكاميرا

في الأعمال الدرامية التي تقدم عربيا او عالميا نجد أن هناك نوعين من الكومبارس إما صامت يكون في الخلفية وراء أبطال العمل الأساسية حتي تكتمل حياة وصورة المشهد الحقيقية.

وإما متكلم يحصل على دور أقصاه من ثلاث الى ثماني مشاهد يقول من خلالها كلمة أو جملة لها معنى أو هدف ما يفيد في البناء الدرامي، ومعظم العاملين في الكومبارس تدفعهم الحاجة المادية للعمل، إلا أن هناك آخرين يرون في الموضوع مجرد هواية وهناك من يطمح بأكثر من هذا وذاك.

البيان الإماراتية في

29/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)