حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الكوت... مخرج يرتاد الاختلاف

القتل الأيروتيكي بواسطة «موز».. و«شنب» ينتهي عند الحلاق

« أبوتيلة..» فحل يحظى بإشادة الجميع!

جدة - خالد ربيع السيد

المشُاهد لفيلمه الأول المعنوّن بـ«مفارقات» المنتمي إلى السينما التسجيلية الروائية (الديكودراما)، وكذلك فيلمه الثاني المصنف ضمن السينما السيكولوجية، تحت عنوان «جمال عقل خالد»، يُمكن أن يتلمس فرادة المخرج الكويتي الشاب «مقداد الكوت»، في اختيار موضوعاته، وفي التعبير عنها بلغة سينمائية متميزة في أفلام قصيرة من إنتاج مجموعة عكس السينمائية التي يعمل معها برفقة عدد من أصدقائه السينمائيين الكويتيين الشبان المنتهجين لفكر ورؤى سينمائية تعاكس السائد، وتسعى الى إحداث نقد سيسيوثقافي فني محايد، منهم: مساعد خالد، فيصل الدويسان، داوود شعيل، عمر المصعب، نزار القبندي وغيرهم.

ومع التدقيق في كتابته وإخراجه لفيلمه الثالث «موز» المتحقق في أربع وعشرين دقيقة، وكان عرضه في مهرجان الخليج السينمائي بدبي 2009، تتكشف طريقته الإخراجية في نقل رؤاه وفق أسلوبية لافتة في حداثة تناولها لموضوعات غير مطروقة، وفي لغته السينمائية المعتمدة على إيحائية الصورة وتلميح الحوار في قالب كوميديا الموقف الذي لا يخلو من سخرية نابهة تماحك القضايا بروح باعثة على التأمل والدهشة المغلفة بالضحك.

في فيلم «موز»، والعنوان هنا له دلالته الأيروتيكية، تبرز حالة الشاب «أحمد»، في الثلاثينيات من عمره (أدى الدور الممثل الكويتي نزار القبندي بكثير من التميز)، رجل متزوج ويعاني الخفوت في علاقته الجنسية مع زوجته، ما يدفعه إلى زواج المتعة المعروف في المذهب الشيعي، لعله يخلصه من أزمتيه النفسية والجنسية.

ومن خلال شخصية أحمد المُركبة، تلوح قضية أخرى تناولها الفيلم بتلميح حذر، وهي ظاهرة المثلية الجنسية.. فـ«أحمد» يعاني اضطرابا في هويته الجنسية، وكثيراً ما تنتابه رغبات وخيالات تؤرقه، حيث تباغته هلوسات مثلية تدفعه في لحظات محتشدة بالرغبة لترديد عبارة «أحب الموز»، ورغم تدينه وارتياده المساجد للصلاة، والتعبد إلا أن هواجسه ومحنته البيولوجية تجعل تصرفاته وسلوكياته متسمة بشيء من الغرابة والاعتلال والفكاهة معاً. استطاع الممثل نزار القبندي تجسيدها بكفاءة بالغة، مُسخراً تعبيرات وجهه وجسده لإيهام المشاهد إيهاماً كاملاً بأنه لا يمثل، بل ينقل فعلياً حيرة ذلك الشاب المتصارع مع واقعه، وفق أداء تقمصي لا يأبه لتركيبة الدور وصعوبته.

قتل افتراضي

في هذا السياق تتداخل مشاهد سريعة لإيصال حقيقة ما يشعر به أحمد وحقيقة ما يرمي الفيلم إليه. فعزمه على زواج المتعة يأتي ضمن تقديم حالة إنسانية ليس لها علاقة فقهية، والفيلم بهذه الآلية يعرض الحالة ويترك للمشاهد إتمام وتفسير ما يراه.. نشاهد أحمد يتفق مع عروسه على ثمن الزواج المؤقت، ثم لا نسمع رأياً للشيخ عندما يسأله عن حكم هذا الزواج. وفي المشهد الغرائبي الأخير يقوم صديقه بقتله أيروتيكياً بواسطة موزة، ربما بدافع شعور بالغيرة لتخليه عنه، وابتعاده عن مجاسدته، واللجوء إلى حل متعارف عليه مذهبياً. أحمد رفض الشذوذ ولجأ إلى زواج المتعة، وهنا تتشكل بؤرة الاختبار والتصعيد الدرامي التي يضعها الكوت والقبندي أمام المشاهد. لينتهي الفيلم بمشهد رمزي عميق في تأويله. إذ يهيم أحمد بعد قتله الافتراضي في صحراء قاحلة تحوي مئات القتلى المدفونين وتظهر (غترهم وعقالاتهم) كشواهد على قبورهم، وكأنها إشارة إلى تفشي الحالة المثلية لمئات المقتولين بموز الرغبات الممنوعة.

ثم في فيلمه الرابع ذي العنوان المرح «شنب»، المقتبس عن قصة «أريكة مجنحة» للكاتبة ثريا البقصمي، وكان عرضه الأول في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي، تتحدد الملامح الأسلوبية للمخرج في أطر أكثر وضوحاً، فموضوع فيلمه يتطرق لأهمية اجتماعية شكلانية في الكويت، عن وجود الشارب على وجوه الرجال، باعتباره مكملاً رجولياً أساسياً، ولا تكتمل فحولة الرجل إلا بوجوده، بحسب المنطق الذي ينافحه الفيلم، وأن يكون الشارب مترافقاً مع تدخين السجائر، العادة المتممة للرجولة والمنتشر وسطياً بين طبقة البروليتاريا والتكنوقراط. فالرجل الكفو(!!) بالضرورة يطلق شاربه، ويشعل سيجارته على الدوام.. من هذا المنطلق العرفي يؤدي الممثل «عمر العنزي» دور شاب أقدم على حلاقة شاربه دون مبرر واضح، وواجه جراء ذلك استهجاناً كبيراً من المجتمع.

يظهر «أبوشنب»، وهي الكنية التي أطلقها عليه زملاؤه وأصدقاؤه، في المشهد الأول من الفيلم خارجاً من صالون حلاقة، ويقف بشاربه المحلوق، ليشعل سيجارته. في هذه الأثناء ينكسر حاجز الإيهام السردي، وتنساب موسيقى الكونشيرتو الخامس لبيتهوفن، لإدخال المشاهد في فنتازية تخيلية، بينما الحلاّق في الصالون يستغرق في تزيين شارب أحد الزبائن. يبدأ الفيلم من هذا المشهد، وينتهي إليه. وصوت أزيز آلة الحلاقة الكهربائية يلازم المشهدين المتشابهين. وما بين المشهدين تتلاحق المواقف في تسلسل متقطع غير مقيد بترابط زمني، يتقصده المخرج ليتيح له تركيز انتباه المشاهد على انطباعات وردود أفعال المجتمع تجاه رجل حليق الشارب.

تتقافز المشاهد: أبوشنب يقف جامداً ويشعل سيجارته، ويقرر الذهاب إلى الطبيب للكشف على العلة المرضية التي لحقت به. تتفاقم السخرية عندما يدلف إلى مقر عمله ليفاجأ زملاؤه ذوو الشوارب الكثة والسجائر العابقة، بأن زميلهم بلا شارب. يرمقونه بنظرات الاستغراب دون أن يعلقوا بكلمة واحدة. بعدها ينتقل الكادر إلى ديوانية أو مجلس يضم الزملاء الخمسة، وهم يلعبون الورق، وتحضر سيرة «أبوتيلة» الرجل الفحل الذي تزوج مرتين، ليحظى بإشادة الجميع، فيما تنهال عبارات السخرية على أبي شنب: (العب يا بوشنب العب، أنت رجل والرجال قليل، رجل.. بس لا تحلق شنبك)، وتنطلق الضحكات.. في مشهد آخر تظهر زوجة أبوشنب (الممثلة آلاء العيدان) في المستشفى، بعد أن أنجبت طفلاً، وأصدقاؤه يهنئونه: كفو، كفو، رجل.. في منزله يحمل أبوشنب مولوده بين ضجيج أبنائه الكثر، بينما تزدريه زوجته التي فوجئت بحلاقته لشاربه: ما أبيك. ما أبيك.. ريحتك خايسة!!

مَشاهد أخرى متقاطعة ومتداخلة: أبوشنب يجلس مع أشقائه وأمه يتناولون الغداء. يتأمل شواربهم، يتحسس شارب أخيه بتعجب، وصورة والده المتوفى تُبدي شاربه الفخيم بوضوح تام. أبوشنب يستيقظ من نومِ مؤرق، يقف أمام باب زجاجي ويتأمل شكله من دون الشارب. عامل المراسلة (الفرّاش أوالساعي) يطارده ممسكاً بمكينة حلاقة ويحلق له شاربه المحلوق أصلاً. يقود سيارته ويخرج شريط كاسيت للفنان عبدالله الرويشد، يبدو وجه الرويشد على مغلف الكاسيت بشوارب أصيلة، ينداح الغناء: رحلتي وتركتيني شماتة، في تلميح عن رحيل زوجة أو حبيبة لا يستبينها المتفرج. يظهر أبوشنب في مراسم زواجه بعد أن رفضته زوجته، على افتراض تراتب الأحداث غير المرتبة في الفيلم، أو ربما تخّيل أبوشنب ذلك الزواج المفترض عندما ذكر أصدقاؤه زواج أبوتيلة الثاني.. يقف أبو شنب، ولا يعرف المشاهد ما إن كان المشهد يدور في خلده أو أنه ضمن الأحداث الدرامية لسياق الفيلم.. يقف إذاً لاستقبال المهنئين، وبجانبه أحد أصدقائه (مقداد الكوت) مرتبكاً خجلاً من هذا العريس عديم الشارب، فيما يردد المهنئون: كفو، والله سويتها، رجُل رجُل. تلميحات هازئة برجل من دون شارب استطاع الزواج في مجتمع ينتقص من رجولة حليق الشارب. تلوح ابتسامة الانتصار على وجه أبي شنب، وكأنه سخر وصفع ثقافة مجتمع تجاه أمر ثانوي لا يمت للرجولة بأية صلة.

ينتهي الفيلم في الدقيقة الرابعة عشرة بالعودة إلى المشهد الأول، حيث يقف أبوشنب بقرب صالون الحلاقة، ولا يضع عقاله على رأسه هذه المرة، ويخرج سيجارة ليشعلها فينهمر المطر ويبلله بالكامل، يقف جامداً ولا يعبر عن شيء. الحلاق يجّمل حواف شارب الزبون، وصوت ماكينة الحلاقة يأز مع التتر النهائي.

بهذه المشاهد المنفصلة المتصلة ينتهي الفيلم ليضعنا أمام صنعة «مقداد الكوت» لأفلامه بطريقة التقطيع الزمني غير المتسلسل للأحداث، بل إن كل مشهد يتكون زمنه السردي بمعزل عن سابقه ولاحقه، وكأن الفيلم في مجمله مجموعة اسكتشات مستقلة ومترابطة في آن واحد، ولكن بناء الخط الرئيسي للمضمون بتكاثف اللقطات الإيحائية المكرسة لموضوع درامي واحد على ثيمة رئيسية يحقق الهدف الفني للفيلم.

كوميديا الكوت

لهذا نستطيع القول إن هذا الأسلوب يُمكّن المخرج من بث كوميديته الموقفية، بحيث لا يعيقه تراتب زمني تقليدي للأحداث، فلا يتطلب السرد أزياءً أو مكياجا أو ديكورات خاصة متوافقة مع البعد الزمني، و«الكوت» في تقنيته هذه يقترب مع أسلوبية المخرج الإيطالي فريدريكو فلليني في بعض أفلامه. كما يتيح التسليط الموضوعي وفق طريقته هذه نقداً ثقافياً اجتماعياً يتمثله وينتدب إمكاناته الفنية لتبنيه، خصوصاً إذا ما اعتبرنا توليفته الإخراجية ملتقيةً مع فن الكاريكاتير الموقفي الحواري في رسم الشخصيات. حيث يلاحظ أن شخصيات فيلم «موز» و«شنب» هي شخصيات كريكاتورية منسحبة من عوالمها الواقعية القريبة، ومتأسسة في البعد السريالي الحلمي أو حتى الفانتزي التخيلي، وهي في ذات اللحظة واقعية أصيلة ملتقطة من بيئة ومجتمع الكويت. وتبدو مذهلة، صامتة، غرائبية، صادمة، تعاني من ذهان أو انسحاب عقلي ونفسي لا يصل إلى مرحلة الاختلال المرضي بالطبع، لكنها على كل حال مأزومة وممسوحة بمسحة كوميدية تتفاعل فيها الحالة المعبرة عنها، وكأنها عارض عابر يمكن أن يصيب أي شخص ولو لفترة زمنية قصيرة.. وفي كل يركن «الكوت» إلى الإيحاء والمؤثر الصوتي الطبيعي ويوظف الموسيقى كعنصر له دلالة محددة يبثها في توقيت معيّن يدعم به إيحاءاته التأثيرية لتعطي المشاهد حضوراً متكاملاً لما يدور أمامه، وهو يعزل الظلال، ولا يتلاعب بالإضاءة بقدر ما يحرص على وضوح صورته الفتوغرافية، في إطار منسجم له منطقيته الرصينة.

أوان الكويتية في

27/04/2010

 

جنيفر لوبيز تعود عبر «الخطة البديلة»

إعداد - محمد جمول 

لأول مرة خلال ثلاث سنوات، ستقوم الممثلة والمغنية جنيفر لوبيز ابنة الأربعين عاما، ببطولة كوميديا رومانسية بعنوان «الخطة البديلة». وهذا العمل الذي سيكون ثاني تجربة لشركة CBS يتوقع له أن يشكل نجاحا متواضعا تحتاج إليه الشركة الجديدة التي خصصت له ميزانية متواضعة أيضا بلغت 35 مليون دولار، لكنها تتوقع أن تكون عائداته في أول أسبوع ما بين 10و13 مليون دولار. وقد سبق للشركة أن أنتجت فيلما واحدا بعنوان «إجراءات استثنائية».

كان عنوان الفيلم في الأصل «الخطة B»، وكان يفترض أن تكون بطلته النجمة جوليا روبرتس. وحين لم تستطع روبرتس والشركة المنتجة الاتفاق على مخرج، تحول هذا الدور إلى دياز التي انقطعت عن التمثيل 3 سنوات أنجبت خلالها توأمين. وكانت لوبيز كمغنية حققت نجاحات عدة عبر ألبومات احتلت المراتب الأولى، وأشهرها ألبوم «J. LO» في 2001. إلا أن تسجيلاتها الأخيرة بدأت تفقد البريق المعتاد، وقد يكون ذلك وراء خلافها عن شركة التسجيلات التي عملت معها طويلا، وابتعادها عنها في فبراير (شباط) الماضي.

على الرغم من مجانبة الحظ لها في فيلم «جيغلي» الذي ظهرت فيه مع زوجها آنذاك بن أفليك في 2003، ظل سجلها الفني حافلا بعدد كبير من النجاحات الكوميدية الرومانسية. فقد اشتركت مع جين فوندا في 2005 في بطولة «مونستر إن لو» Monster- in - Law الذي حقق عائدات بلغت 82.9 مليون دولار. وقبل ثلاث سنوات كانت قد حققت نجاحا أكبر عبر فيلم «خادمة في مانهاتن» الذي بلغت عائداته 93.9 مليون دولار. ومما يدلل على استمرارية جاذبية هذ الفيلم أنه يجري الآن إعداد نسخة منه ناطقة باللغة الصينية.

حتى الآن تشير الاستطلاعات التي تتعقب أذواق مشاهدي السينما إلى أن لوبيز ستكون نقطة الاستقطاب في هذا العمل، وأن الفيلم قد يكون اختبارا حقيقيا لتحديد الفرق بين الشهرة والنجومية. وما يلفت الانتباه في استطلاعات الرأي أن الفتيات في سن 13 إلى 19 سنة أكثر اهتماما بمشاهدة الفيلم من النساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين. وفي هذا دليل على قوة تأثير لوبيز في الثقافة الشعبية من خلال أدائها كمغنية وكأيقونة موضة.

بقدر ما كانت لوبيز تعزز نجاحها المهني، بقدر ما كانت سمعتها كنجمة عنيدة تزداد انتشارا، وعلى ضوء هذه الحقيقة، يمكن تفسير رفضها إجراء مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية على سبيل المثال. ولكن يتوقع أن تكون أصبحت شخصية مختلفة بعد تجربة الأمومة التي أعقبتها الأخبار الطيبة عن فيلم «الخطة البديلة»، ما قد يؤدي إلى مزيد من الانفتاح على العالم وعلى العمل الفني.

في هذا الفيلم، تقوم لوبيز بدور الفتاة زو التي ترعرعت في نيويورك وتعبت من البحث عن الرجل المناسب، فقررت اللجوء إلى التخصيب الاصطناعي كي تكوّن عائلة. وعمليا يأتي هذا العمل في الوقت الذي أصبح فيه التبرع بالحيوانات المنوية موضة رائجة في أوساط هوليوود. فقد تحولت فكرة التخصيب الصناعي إلى محور عدد من الأعمال الهوليوودية، مثل « الأولاد بخير». لكن المفارقة أن زو، حالما تغادر المركز الطبي الذي أجرت فيه عملية التخصيب، تلتقي بالشخص الذي ظلت تبحث عنه كل هذه السنوات، وهو شخص يدعى ستان ويعمل في تربية الماعز وصناعة الأجبان.

لكن مشكلة زو أنها تخاف من الالتزام، بينما يبدو ستان أكثر اهتماما بأعماله الزراعية من تكوين الأسرة. لكن الزوجين يسعيان لتجاوز هذه المشكلة والانتصار عليها بشكل يجعل هذه الكوميديا الرومانسية جديرة بهذا الاسم عن حق، ويثبت أن جنيفر لوبيز تبقى النجمة القادرة على تجديد روح هذا النوع من الأعمال السينمائية، باعتبارها النجمة المحبوبة والمرأة العاملة القادرة على التأثير في محبي هذه الأعمال.

عن صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية

أوان الكويتية في

27/04/2010

 

أيام السينما الهولندية .. عوالم المهاجرين وثقافاتهم

عمان – ناجح حسن 

بالفيلم الكوميدي الهولندي المعنون (ركلات) لمخرجه البيرت تيد هيرت وهو من النوع الروائي الطويل تنطلق فعاليات أيام الفيلم الهولندي التي تتواصل إلى يوم الخميس المقبل في بيت الأفلام بمقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بجبل عمان القديم .

تفاعلت السينما الهولندية عبر إنجازاتها المتنوعة بتلك الحركات والتيارات السينمائية العالمية المتعاقبة بحيث قدمت الكثير من الإبداعات التي تطرح تلك الأسئلة الجمالية والفكرية بقدرات الابتكار والتجديد التي تنهل من أساليب قامات رواد صناع الفن السابع.

فمنذ بدايات السينما الهولندية منذ أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن الفائت عبرت أفلام جيل الرواد الأوائل عن مراحل تطور ملموسة تأثر فيها صناع السينما العالمية على غرار تجارب وجهود رائد السينما التسجيلية يوريس ايفانز الذي أطلق عليه الهولندي الطائر حيث جاب بكاميراته أصقاع شاسعة من العالم وعاين بحرفية فنية متميزة مكابدات إنسانية في أكثر من حقبة زمنية في القرن العشرين .

نهضت السينما الهولندية بعد تعثرها في محطات زمنية متعاقبة بحكم مخلفات الحربين العالميتين الأولى والثانية من ناحية والتحولات العالمية من ناحية ثانية لكنها نجحت أن تعود إلى واجهة الفيلم الأوروبي ولئن طغى على نتاجها العددي الضئيل آنذاك وفرة ما كانت تطرحه سينمات أوروبية على غرار أفلام فرنسية وإيطالية والمانية إضافة إلى أفلام من كتلة اوربا الشرقية سابقا هنغاريا وبولندا.

 لكن ما يحسب للقائمين على الصناعة السينمائية في هولندا في العقود الثلاثة الأخيرة نجاحهم في تأسيس بنية متكاملة تمكنت من دعم وتمويل نتاجات أعمال سينمائية لمخرجين شباب بحيث غدا البعض منهم من بين الأسماء الشهيرة  في صناعة السينما العالمية نذكر بهذا الصدد بول فيرهوفن الذي حقق الكثير من أفلامه في هوليوود بالولايات المتحدة .

كما رفدت السينما الهولندية السينما الهوليودية وأنماطها السائدة قدرات إخراجية وتمثيلية ذاعت شهرتها في حقل أفلام الاكشن والرومانسية والتشويقية: روتغر هور وجان فان دام دولف غرين وسواهم كثير في مجال التقنيات .

وفي المرحلة الجديدة التي أخذ فيها الفيلم الهولندي من الانتشار عالميا بحكم استفادة العديد من صناعها من التقنيات والأساليب التي توفرها كاميرات رقمية (الديجتال) تمكن الفيلم الهولندي من اقتحام كثير من الموضوعات المتباينة التي يصوغ فيها المخرج فيلمه في أشكال متعددة من التسجيلي والدرامي والتجريبي.

 هناك من بين تلك الأفلام جاء مخيبا للآمال بطروحاته العنصرية التي اشتبكت مع قطاعات واسعة من الثقافات المهاجرة إلى هذا البلد، لكن الأغلبية منها ظلت ملتزمة بلغة الحوار الحضاري بحيث كشفت بجرأة شديدة وفي رؤى روائية وتسجيلية لافتة وهي تدافع عن المهاجرين وثقافاتهم وتدعو إلى دمجهم في المجتمع الهولندي. يشار إلى أن عروض أيام السينما الهولندية تشتمل على عرض للفيلم التسجيلي الطويل (بيت أبي) الذي أنجزته المخرجة المغربية الأصل فاطمة جبلي أوازاني وفيه تلقي نظرة فاحصة على مكانة المرأة في معالجة بصرية وفكرية لتقاليد الزواج في مجتمع الجاليات المغاربية المهاجرة، وهناك أيضا الفيلم الروائي المخصص للأطفال (نحو العاصفة) للمخرج ستيفن دي غراي الذي تقر عرضه بعد ظهر يوم الخميس عن حلم فتى بأن يقتفي مسار حياة والده القبطان بأن يجوب البحار على الرغم أن والده قضى اثر حادثة غرق سفينة خلال عاصفة.

الرأي الأردنية في

27/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)