حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

في ندوة علي مسرح الجمهورية عن فيلم "هليوبوليس"

خالد أبوالنجا: السينما المستقلة ثورة إنتاجية للمستقبل

كتب - وليد شاهين

أحمد عبدالله: "عين شمس" دليل علي وجود انتاج منخفض التكاليف

يسرا اللوزي: السيناريو 30 ورقة والنص ارتجالي

حنان مطاوع: أنا شخصية سلبية حتي في تمردها 

أكد الفنان خالد أبوالنجا أن السينما المستقلة في مصر أوجدت جيلاً جديداً من المبدعين والمحترفين في مجال صناعة السينما علي غرار ما يحدث في العالم الغربي. قال خالد خلال الندوة التي أقيمت بمناسبة العرض الخاص لفيلم "هليوبوليس" ويعرض علي هامش المهرجان القومي السادس عشر للسينما المصرية بمسرح الجمهورية: إن السينما المستقلة سوف تصبح بمثابة ثورة إنتاجية حقيقية في ظل المنظومة التجارية الحالية وتجسيدا لسينما المستقبل.

أضاف أبوالنجا أن تجربة فيلم هليوبوليس -وهو أحد أفلام السينما المستقلة حيث تم تصويره بنظام الديجيتال- جاءت نتاجاً طبيعيا للأزمة الاقتصادية العالمية.

مشيراً إلي أن الحقائق والوقائع علي المستوي الدولي تؤكد أن المستقبل سيكون لهذه النوعية من الأفلام.. والدليل أن هناك عدداً من الأفلام المستقلة ذات التكاليف الإنتاجية المنخفضة حصلت علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي الدولي.. علاوة علي أن الاعتماد علي هذه الطريقة في صناعة الأفلام السينمائية شجعت عدداً من الهواة علي الوقوف في مصاف المحترفين في صناعة السينما التجارية عالمياً.. بالإضافة إلي أنها تشجع سينما الشباب.

أوضح أبوالنجا أن فيلم هليوبوليس يعبر عن أشخاص معطلين في واقع بطيء التغير.. بجانب أنهم يلتفون ثم يفترقون دون احداث نتائج ملموسة.

كما أنه يطرح سؤالا مهما: إلي أين نحن سائرون؟

قال مخرج وكاتب سيناريو الفيلم أحمد عبدالله أن فيلمه الأخير خرج من عباءة فيلمه الأول عين شمس.

مشيراً إلي أن فيلم "عين شمس" أثبت أنه من الممكن عمل أفلام مستقلة بتكلفة أقل في ظل الصراع الحالي للسينما التجارية عالية التكاليف.

أكد أحمد عبدالله أن نوع الفيلم وطبيعة القضايا والموضوعات المطروحة هي التي تفرض اختيار نظام الديجيتال في التصوير خاصة عندما يتعامل الفيلم مع أشخاص حقيقيين ومن الواقع وليسوا ممثلين كما حدث في هليوبوليس والذي عبر عن المشاعر الحقيقية لنبض المجتمع دون قيود.

تقول الفنانة الشابة يسرا اللوزي إنه علي الرغم من صعوبة الارتجال لديها بالإضافة إلي أن سيناريو الفيلم لم يتعد ثلاثين ورقة بدون نص حواري.. إلا أنها تغلبت علي هذه المشكلة من خلال تفاهم ومساعدة المخرج أحمد عبدالله إلي جانبي حالة الاتفاق التي كانت سائرة بين فريق العمل.

كما تؤكد الفنانة حنان مطاوع أن الشخصية التي جسدتها داخل سياق الفيلم تعبر عن مدي السلبية والركود التي يعيش بها أغلب الشباب والذين تعلقوا بأمل السفر إلي الخارج دون اتخاذ ما يلزم لتحقيق هذه الأهداف والطموحات.. ولم تلبث هذه الشخصية إلا أن تحاول التمرد علي هذه الرتابة في الحياة والخروج منها بسلبية أخري.

وتري أن فيلم هليوبوليس يعكس حال القاهرة في وقت من الأوقات والتي شهدت تطوراً حضارياً ومدي التغيير الذي جري بها خاصة في أحد أحياء مصر الجديدة.

أما الوجه الجديد آية سليمان فتري أن مشاركتها في هذا الفيلم مثَّل لها نقلة جوهرية في حياتها الفنية خاصة أنها عملت في المسرح لسنوات عديدة وقدمت أعمالا متنوعة.. حتي رشحها أحمد عبدالله لأداء دورها في "هليوبوليس".

كما أوضحت آية أنها متفائلة بالنسبة لمستقبلها الفني وتري أن الفيلم كان بمثابة رسالة جديدة لصناعة الفن السابع والدراما بأنها عنصر صالح وموجود علي الساحة الفنية علي الرغم من أن هذه البداية حدثت من خلال السينما المستقلة.

تحدث منتج الفيلم شريف مندور عن دور السينمائي المستقلة في التعبير عن واقع المجتمع بأبسط التكاليف الإنتاجية.

أوضح أن السينما المستقلة أصبحت سينما موازية للسينما التجارية العادية.

فيلم "هليوبوليس" شارك في عدة مهرجانات كان أهمها مهرجان القاهرة الينمائي الدولي الأخير وهو من إخراج أحمد عبدالله وإنتاج شريف مندور وبطولة خالد أبوالنجا وحنان مطاوع ويسرا اللوزي وهاني عادل والفنانة القديرة عايدة عبدالعزيز بالإضافة إلي عدد من الوجوه الجديد منهم آية سليمان ومروان عزب وعاطف يوسف ومحمد بريقع.

المساء المصرية في

27/04/2010

 

«جيران».... الفيلم الوثيقة!

كتب امل فوزي 

جيران، ليس مجرد فيلم تسجيلى، لكنه وثيقة اجتماعية وسياسية وإنسانية وفكرية، فتشت عنها كثيراً المخرجة التسجيلية تهانى راشد، فتشت عنها فى حى جاردن سيتى، فى قصوره المهجورة وفيلاته التى تحكى تاريخ أصحابها، فى البيوت والمدارس والشوارع والحدائق وعلى أسطح المنازل، وخلف أسوار السفارات التى تشبه الثكنات العسكرية والتى حولت هذا الحى إلى «كوردون أمنى» حاصر سكانه.

ذلك الحى الذى شهد تحولاً مثيراً وملفتاً خاصة بعد ثورة يوليو 1952 وتحولاً جذرياً فى السنوات العشر الأخيرة، وما هذا التحول إلا انعكاس رمزى، لكنه واضح وصريح على التغيرات والتحولات التى أصيب بها هذا الوطن، ذلك المجتمع المصرى الذى يعد «حى جاردن سيتى» مجرد شاهد عيان على تحوله.

على مدار ساعتين إلا ربع، تمكنت المخرجة المصرية الكندية تهانى راشد ببحث شديد الوعى والإنسانية شاركتها فى هذا البحث الدكتورة منى أسعد المنتج الفنى لهذا الفيلم ومساعد الإخراج أيضاً، أن يقدما من خلال النماذج الإنسانية المستعان بها فى الفيلم شهادات حية «من لحم ودم وذاكرة وذكريات وحنين» لترصد لنا التحولات السياسية التى شهدتها مصر وذلك من خلال مرآة المعايشة الحقيقية لسكان ذلك الحى والذين تم اختيارهم بعناية، حيث نجد حوالى ثلاثين شهادة حية من سكان ومعاصرى هذا الحى، سياسيين وسفراء وبسطاء ومثقفين وأثرياء ونخبة وأبناء باشوات وأبناء حراس منازل، وباعة وكتاب وباحثين وموسيقار وفنانين... تختلف وتتناقض رواياتهم وقصصهم وخلفياتهم، لكن هناك رابط واحد قوى يجمعهم ويوحدهم وهو أنهم «جيران».... هم أبناء جاردن سيتى، هم المتحاورون فى ذلك الحى، المتقاربون أو المتباعدون فى الأفكار والرؤى والطبقة، لكنهم ........... «جيران».... هم الوثيقة الإنسانية والاجتماعية لمصر.

بذكاء شديد استطاعت تهانى راشد صاحبة 14 فيلماً تسجيلياً.. أخرها كان الفيلم الذى أثار جدلاً وصدمة وصحوة وتعاطفاً فيلم «البنات دول»، ودخل فى أحشاء العالم السرى لفتيات الشوارع، الفيلم الذى حصد العديد من الجوائز الدولية والمحلية، بعد أن تم عرضه فى مهرجان كان 2007، هو نفس الذكاء الذى تحركت به تهانى راشد فى اتجاه فكرى مختلف ، وهو أن تستغل مشاهداتها ومعايشتها الإنسانية كواحدة من سكان ذلك الحى منذ فترة طويلة، تلك المعايشة التى حرضتها على أن تكشف وجهاً آخر لما نراه يومياً من تلك التحولات، لكننا لم ننبه لها، نمر يومياً على جاردن سيتى التى تحولت إلى ثكنة عسكرية بسبب السفارة الأمريكية، خاصة بعد الحرب على العراق والتى أصبح سكانها شبه مسجونين داخل هذا الحصار الأمنى، الذى يرمز إلى حصار أكبر فرضته أمريكا على مصر، وفرضتها السفارة على الحى.

غاصت تهانى راشد بعدستها وبعقلها بين ذكريات وواقع هؤلاء السكان، بين أصحاب البازارات الذين وصفوا تجارتهم بأنها «تموت» بسبب الأمريكان، فقد رفع بعضهم دعاوى قضائية رافضين لهذا الحصار الذى خرب بيوتهم ومنع عنهم حركة البيع والشراء، يقول الأخوان هشام وهانى الجابرى «أصحاب البازار»: ممكن نقعد سنة ما يدخلناش سائح، بعد ما كانوا بالألوف، بعثنا لوزير الداخلية ورئيس الوزراء، وطلبنا منهم فك الحصار والمتاريس عنا، لو مش عاوزين، يعملوا لنا نزع ملكية ويعوضونا، السفارة بقى لها أكتر من نصف قرن، كنا احنا أهل جاردن سيتى اللى بنحميها، حتى العصافير بطلت تصوصو...»!!

ذلك الحال الذى تصور أهالى جاردن سيتى - خاصة التجار - أنه سيتغير عندما حضروا حفلاً دعا إليه السفير الأمريكى السابق ريتشارد دونى الذى قال سائلاً ضيوفه: هل السفارة الأمريكية مصدر إزعاج لكم؟

أما الحاضرون وقد لبس كل مدعو منهم «إللى ع الحبل» ذ على حد تعبير أحد التجار قال شكونا للسفير حالنا: فوعدنا السفير بأنه سيقيم مشروعات لتجميل وتزيين جاردن سيتى وفى النهاية زرع كام شجرة حول المتاريس الحديدية!

وبمنتهى الأمانة علقت روبين ليرنر مساعد الملحق الصحفى بالسفارة الأمريكية 2008 على اختلاف النظرة لأمريكا وللأمريكيين خاصة بعد حرب العراق قائلة : ''إحنا صورتنا بقت وحشة أوى، زمان كنت تسأل المصرى عن أهم 10 شخصيات فى حياته كان يذكر لك على الأقل 3أو 4 من الشخصيات الأمريكية ، دلوقتى الوضع اختلف وموقفنا أصبح سيئا لدى العرب والمصريين ، والحلم الأمريكى عمره ما كان ملك الأمريكان وحدهم، لكنه ملك العالم كله!!!

كما ذكرت أن ما يربط بين شخوص ومصادر هذا الفيلم هو «الجيرة»، كلهم جيران، فالسيدة الصحفية راوية المانسترلى التى تنتمى إلى عائلة أرستقراطية عاشت وتربت فى جاردن سيتى تشهد على تحولات هذا المجتمع قائلة: «للأسف إن الثورة جاءت بأحلام رائعة، تعليم مجانى وده حق لناس كتير، جاءت بحلم للعدالة ، لكن العدالة لم تتحقق وزادت المحسوبية والعنصرية، للأسف مفيش حاجة عملناها hguonE أى بشكل كافى، مفيش حاجة بنعرف نعملها HGUONE! لا يمكن لمجتمع لا توجد فيه عدالة أن يقف على رجليه.

نفس المنطق تحدث عنه عم أحمد بركة الذى نجح فى تربية أبنائه فوق سطح هذا المنزل فى جاردن سيتى: عمرى ما فكرت فى الفلوس، اللى كان يهمنى هو العلم، تعليم ولادى كان الهدف الحقيقى، للأسف دلوقتى بأشوف شباب معهم بكالوريوس ويشتغلوا فى القهاوى!! أما الطبيب خلف بركة ابن هذا الأب المصرى البسيط والذى تعلم فى مدارس جاردن سيتى والقصر العينى ولم يخرج عن هذه الدائرة فكان خير دليل على تغير أخلاق هذا الزمن: الآن الاحترام بيشتروه... أما على أيامى، كنا محترمين ونظرة الناس لنا كانت محترمة. أما السيدة الأرستقراطية إيرين رستم: إحنا عشنا فى البيت ده، وفى الحى ده، بس ما كناش عايشين وسط الناس، كنا بنشوفهم من الشباك ، لما كنا نمشى فى الشارع كانوا يقولوا لنا: namow si gnik ruoY دلوقتى الدنيا اتغيرت علشان الناس عاوزاك تكون مصرى على طريقتهم وتكون مسلم بطريقتهم !!

أما الموسيقار سليم صيدناوى فأخذ يحكى عن فترة التأميم وكيف أثرت الثورة على العائلة: «لما أخذوا صيدناوى.. سألونا ما أهم منصب فى صيدناوى ماسكه واحد مسلم، فقلنا لهم الأستاذ.... مدير قسم الأقطان، فعينوه مدير المصنع... عمل موكيت فى المكتب، وجاب راديو وتليفزيون فى المكتب وكان بيشغلهم هما الاثنان فى نفس الوقت... قلت فى نفسى: لوهى دى الاشتراكية تبقى حاجة سهلة أوى.

مقدرتش استحمل واحد قاعد فى مكتب أبويا... سبت صيدناوى بعد شهرين.

الغريبة إنى وأنا فى مصر كانوا بيفتكرونى شامى، وفى لبنان بيفتكرونى مصرى، وفى أوروبا بيقولوا على عربى.... ما أنا لازم أكون تصنيف وحاجة فى عيون الآخرين.. بس أنا سليم صيدناوى !!

تحركت تهانى راشد بعفوية بين البسطاء والتقطت شهاداتهم على هذا الزمن وذلك الحى وعن أحوال مصر وعن العيشة فقال إبراهيم.. السايس الشاب: «هى دى مصر... اللى يخاف.. ما يقدرش يعيش فيها»!

حارس العمارة العجوز: «أنا باخدم وباحرس العمارة دى مقابل الأوضه، ما باخدش مليم، حتى غسيل السلم على حسابى، أنا اللى باشترى الصابون والمقشة على حسابى، والباقى أرزاق على الله.

رغم أن الفيلم يدور حول حى جاردن سيتى، حى الأثرياء والأرستقراطيين، فهو ليس «مصر» كما وصفه الروائى الدكتور علاء الأسوانى كواحد من أبناء هذا الحى متحدثاً عن تجربة عبد الناصر: «عبد الناصر كان زعيماً مصرياً حقيقياً، كان مضطراً لكى يستكمل مشروعه الوطنى، كان عليه أن يشغل ماكينة الاستبداد، تلك الماكينة التى لم تتوقف منذ ذلك الزمن، وتكتسب خبرة إضافية بمرور الزمن والمراحل السياسية المتلاحقة.

تحدث الفنان التشكليلى عادل السيوى من أمام مدرسته الإبراهيمية، ومن أمام تمثال الزعيم عبد الناصر قائلاً : «أنا متعجب جداً من النحات اللى عمل التمثال ده، وجه عبد الناصر سرحان وشارد، ليه يعمل زعيم سياسى بالصورة الباهته دى، ويستطرد السيوى الحديث عن واقعة اعتقال أخيه لمدة عام، تلك الواقعة التى هزت كيان أسرته وغيرت الكثير من شخصية أخيه من تلك الواقعة التى لم يرد أخوه أن يتحدث عنها حتى يومنا هذا!!!

تلك الواقعة قد طالت المفكر الكبير الراحل محمود أمين العالم الذى تعرض للاعتقال فى عهد عبد الناصر، لكنه لم يستطع سوى أن يحب هذا الرجل رغم الظلم الذى تعرض له، ذلك المفكر المصرى الذى يكتب عن السياسة لا من أجل السياسة ولكن من أجل التغيير للأفضل، ذلك المفكر الجميل الذى اصطحب تهانى راشد فى رحلة حول مكتبته داخل منزله.

اقترب العالم من نافذة منزله وبعدسة تهانى راشد واصفاً لها الموقع المحيط: لو بصيت من هنا هتلاقى السفارة الأمريكية، ولو بصيت أكتر «ح يتقبض عليك»!!!!

يحسب لاستديو مصر إنتاج هذا الفيلم «جيران» كما حسب له من قبل إنتاج «البنات دول» للمخرجة نفسها تهانى راشد.

صباح الخير المصرية في

27/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)