حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حسين فهمي انا الزعيم

حوار: محمد بكرى

اختار الدخول في كواليس الحياة السياسية من أوسع أبوابها مع »بابا نور« الذي يرشحه لزعامة حزب معارض شهير، ليجد نفسه متورطا في العديد من المشاكل ونحن علي أعتاب الانتخابات البرلمانية والرئاسية الجديدة.

حسين فهمي يكشف تفاصيل خلافه مع رئيس الحزب ويرفض الترشيح لمنصب سياسي مهم ويؤكد أن مهمته كفنان هي دق ناقوس الخطر لمن يهمه الأمر.. وازاحة الستار عن سبب تخليه عن أحلام البسطاء.

·         لماذا اخترت »بابا نور« من  بين كل السيناريوهات الأخري التي عرضت عليك؟

هذا المسلسل يتحدث عن قضية جديدة وجادة في الوقت نفسه وتطرح نفسها بقوة علي المواطنين فالأحداث تدور حول حزب معارض له رئيس ونائب وأنا أجسد شخصية نائب الرئيس وعندما يتوفي الرئيس وتجري انتخابات لاختيار البديل ويفاجأ بأن الأعضاء لم ينتخبوه للمنصب فيصاب بصدمة عنيفة لأنه كان يجتهد طوال الوقت في سبيل انجاح الحزب ومن هنا اطلق عليه الأعضاء بابا نور لأنه الأب الروحي لحزب الشارع المصري حتي فئات المجتمع تعشقه لأنه دائم لزيارتهم في الملاجيء ودورالايتام ويمارس كل الأنشطة الخيرية علي أكمل وجه ممكن وهو ما يجعله يستقيل من الحزب وينزل الي الشارع المصري ليكتشف معاناة الناس علي الواقع ويتأكد من أن المسئولين داخل الغرف المكيفة والمغلقة ونتحدث عن المواطن ومعاناته كلها غير حقيقة ولا تعبر عن مطالبهم الحقيقية فالمواطن في الشارع له احتياجات أخري وأحلام وآلام أخري ويعرف متي يفرح ومتي يحزن فكل ذلك يتم اكتشافه في نهاية الرحلة التي كتب السيناريو لها بإتقان شديد كرم النجار ويخرج المسلسل المبدع  محمد عبدالعزيز ويشارك في بطولته علا غانم  وعبدالرحمن أبوزهرة وآخرون.

·         قضية الصراع داخل الأحزاب تم طرحها من قبل من خلال مسلسل سكة الهلالي ليحيي الفخراني.. ما هو الفرق بين حزب الشارع المصري وحزب الفضيلة للهلالي؟

اطلاقا ليس هناك أي تشابه والفارق كبير في الطرح والمعالجة.

·         هل هناك إسقاط علي حزب بعينه من الأحزاب السياسية الموجودة؟

لا توجد أية اسقاطات في السيناريو من قريب أو بعيد فنحن نطرح حالة درامية معينة بغض النظر عن مدي وجودها في الواقع من عدمه.

·         بمناسبة الصراع داخل الأحزاب.. هل تعتقد أن ذلك يمكن أن يكون سببا في تفسير حالة السكون الحزبي تجاه القضايا التي تعرضت لها البلاد وآخرها السيول رغم أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية اقتربت كثيرا؟

لا أستطيع أن أجزم أن هناك سكونا من جانب الأحزاب تجاه معاناة الشعب فقد لاحظت حركة من المجتمع تجاه هذه الأحداث وظهور اسم محمد البرادعي وترشيحه من جانب بعض فئات المجتمع هو خير دليل علي ذلك وهناك أحزاب تحدثت في مسألة ترشيحه وأيدته وأحزاب أخري وقفت ضد فكرة ترشيحه فأنا أعتقد أن هذه حركة تحسب الي حد ما للأحزاب وان كانت غير مناسبة لطبيعة المرحلة التي نعيشها خاصة كما ذكرت وان الانتخابات البرلمانية اقتربت ومن بعدها الانتخابات الرئاسية لكني أفسر ذلك بأن الأحزاب السياسية في مرحلة الاعداد الجيد لها وهو ما يبدو لنا أنهم في حالة سكون فأنا أعتقد أنه هدوء نسبي قبل العاصفة المرتقبة.

·         مواقفك الوطنية كثيرة وتعليقاتك علي أهم الأحداث من بينها واقعة »حذاء بوش«.. هل هذا انعكاس لرغبة ما في نفس يعقوب؟!

ليس لدي أي رغبة تعكس اهتماماتي السياسية غير انني كفنان أدق الجرس للفت نظر المواطنين لعدة أشياء أهمها خطورة الحدث وضرورة المشاركة فيه ولو بالرأي لأنني في النهاية مواطن مصري وعربي ولابد أن يدرك  المواطن أن الفنان ليس مجرد »بغبغان« وظيفته الترديد فقط أو انه يعيش في أبراج عاجيه ومعزول عن المجتمع وقضاياه وهموم مواطنيه فنحن أناس يعيشون في وطنهم ولهم مواقف مع الوطن قبل أن يكونوا فنانين الي جانب انني تربيت في بيت سياسي وانغمست فيها منذ الطفولة وتعايشت معها وحتي في أمريكا كنت نشطاً سياسيا أثناء دراستي في الجامعة فأنا أري أنها جزء من تكويني الشخصي في الحقيقة وأتذكر أنني ذات مرة تقابلت مع برنت تراس الفيلسوف الانجليزي  الشهير وتعرفت عليه في أمريكا وكنت وقتها صاحب موقف معروف ضد حرب فيتنام وكان هو متزعماً حركة السلام وفي أحد الاجتماعات قال لي صراحه »ان الانسان.. حيوان سياسي« لا يستطيع أن يعيش وهو منعزل عن السياسة وما يجري من حوله دون أن يبدي رأيه وبالتالي يجب أن يوضح موقعه من الحياة  وتكون له فلسفة واضحة تجاه ما يحدث من حوله.. ومن هذا المنطلق احرص علي توضيح موافقتي تجاه القضايا الي تواجهنا بغض النظر عن الرأي الآخر حتي لو كلفني ذلك كراهية البعض لأنني في النهاية اكسب نفسي كإنسان حتي لو خسرت أي شيء آخر فلا أستطيع أن أقول كلاما وأنا غير مؤمن به أو مقتنع به ولا أستطيع كتمان آراء وأفكار من الممكن أن تفيد الآخرين.

·         هل توافق اذا عرض عليك منصب سياسي مرموق؟

لا.. لأنني كفنان لابد أن أتعامل مع السياسة عن بعد وأي فنان لابد أن يكون موقفه هكذا فلا يجب أن يكون جزءا من التركيبة حتي يستطيع أن يقول ويعبر ويؤيد ويرفض بحرية تامة لأن الانسان اذا أراد أن يعمل بالسياسة لابد أن يكون عضوا بأحد الأحزاب واذا اعترض سيتركه أو يضطر للنفاق.

·         ما السر وراء تخليك عن أحلام البسطاء؟

اطلاقا.. لم أتخل عنهم ولا أستطيع أو أملك هذا الفعل فأنا مازلت معهم وأنا أدرك انك تقصد البرنامج وكل ما حدث اننا توقفنا في رمضان مع قناة الحياة والسبب في ذلك هو كثرة البرامج الرمضانية وكان من الصعب نزول البرنامج  في هذا التوقيت وبعد انتهاء رمضان اكتشفت أن عدد الفنانين  الذين قدموا برامج كبير جدا ففضلت أن أنسحب هذا الموسم عن الساحة من أجل الدراسة والاعداد الجيد للبرنامج وتقديمه في وقت لاحق وفي ظروف أفضل وسوف أعود الموسم القادم مع الناس البسطاء كما كنت لأنني فعلا لا يمكن أن أتخلي عنهم.

·         وكيف تري هجوم الفنانين علي البرامج الفضائية؟

أنا لم أكن مذيعا ولا مقدماً ولا محاوراً من الأساس أنا فقط كنت أستضيف الناس البسطاء الذين يعانون من مشاكل ويرغبون في الحديث وكنت أري أنه من غير المقبول منطقيا أن نشاهد في كل البرامج نجوما سواء في السينما أو الرياضة أو نجوم السياسة فطول الوقت كانت النجوم تملأ البرامج ونعطي ظهورنا للبسطاء ونتجاهل مشاكلهم ومعاناتهم رغم انهم الأغلبية العظمي وهم النجوم الحقيقيون في المجتمع فهم الذين يجتهدون ويعملون في أقصي الظروف وهم أصحاب المطالب الحقيقية التي تستحق التكاتف من الجميع لتحقيقها وأنا استضفت فئات كثيرة جديدة تستحق الاهتمام ومن أبسطها والذي حضرني حاليا وأنا أتحدث معك هم المعاقون وعدم وجود أرصفة مجهزة لهم والمعاملة السيئة التي يواجهونها في المواصلات فطالبت وزير النقل في هذه الفترة بضرورة التخفيف من معاناتهم داخل وسائل المواصلات والاعتراف بحقوقهم وأنا هنا لا أستعرض انجازاتي ولكن أوضح مدي وقوفي بجانب البسطاء وسعادتي بذلك خاصة أن النماذج كثيرة والمشكلة الحقيقية أن هؤلاء الناس لايجدون وسيلة لعرض مشكلاتهم ومطالبهم وكان برنامجي وسيلة جيدة لذلك فكان نافذة لتعبير البسطاء عن همومهم وآرائهم.

فالغرض من تقديم الفنانين للبرامج لا يجب أن يكون مجرد استعراض للنجومية أو استعادتها بعد غيابها يجب أن يعلم الفنان ماذا يقدم من خدمات.

·         بعد احترافك للعمل الإعلامي.. هل هناك معايير لضبط الانفلات والتجاوزات التي تشهدها بعض الفضائيات؟

أنا متابع جيد لمعظم البرامج الفضائية الهامة ومن خلال مشاهدتي لها لاحظت بالطبع هذا الانفلات وأدركت خطورته علي المدي البعيد لذلك اعتقد أن الحكم الأخير الذي صدر ضد أحمد شوبير قد جاء متأخرا لأن مثل هذه الأحكام تشكل المعايير الصحيحة لضبط السوق الاعلامي فلابد أن يكون هناك ردع قوي ومن زمان حتي يدرك المذيعون وأصحاب القنوات خطورة ما يقدمونه وأسلوب التناول فالمسألة تطورت بشكل مخيف والكل أصبح يقول ما يريد وله الحق في التعديل وتصفية الحسابات دون مراعاة للقيم الاعلامية التي تحكم المجال وكثرة القضايا التي ترفع كل يوم ضد المذيعين وضد القنوات والبرامج دليل علي حجم الكارثة وهذا الاتجاه غير موجود بالخارج لأن القناة والبرنامج والمذيع يقعون تحت طائلة القانون أولا بأول وأخيرا حدثت حادثة في أحد البرامج العالمية اسمه »العباقرة« وهو برنامج يتيح الفرصة للأطفال في سن ست سنوات أن يتحاورون مع أساتذة في الجامعات وصاحب البرنامج قفله من نفسه عندما اكتشف أن إحدي اجابات الأساتذة كانت خاطئة حتي لا يتعرض للمساءلة.. وبالتالي أري أن الردع والحساب هما أهم معيار لضبط هذا الانفلات.

·         في رأيك.. لماذا كثرت هذه التجاوزات في الوقت الراهن؟

عدم فهم معني الحرية.. هناك فرق بين الحرية »وقلة الأدب« ونحن مازلنا لا نعرف الفرق فالتعدي علي الآخرين وسبهم أو النيل من سمعتهم والتلفظ بألفاظ غير لائقة كل ذلك اسمه »قلة أدب« وليس حرية، فالحرية هي احترام الرأي الآخر أو التعبير عن الرفض دون الخروج عن الآداب العامة.

·         قدمت مسلسلين في رمضان الماضي هما وكالة عطية وقاتل بلا أجر.. هل تري أن العرض في رمضان أفضل من باقي شهور السنة؟

طول عمري أقول أن العرض بعد رمضان في مصلحة الفنان والعمل ككل ولي مسلسلات كثيرة نجحت بعد رمضان وأخذت حقها في المشاهدة لأن رمضان الماضي مثلا كان لدينا ٠٦ مسلسلا و٠٤ برنامجا تليفزيونياً يقدمون في ٠٣ ليلة فقط وهو أمر غير معقول ولابد أن تدرك شركات الدعاية والاعلان بما أنها هي المتحكمة أن يكون العرض طوال العام وان يكون هناك أسلوب جديد يدير هذه المسألة ونحن في عام ٠١٠٢ حتي علي المستوي المادي وحسابات المكسب والخسارة يجب أن تدرس هذه الشركات كيفية الربح طوال العام وأن تحتفظ بعدد من المسلسلات وتركز في الاعلان لهم بمواعيد محددة بحيث تغطي كل شهور السنة وغير حقيقي الاعتقاد السائد بأن رمضان يحقق أعلي نسبة مشاهدة للدراما التليفزيونية فالدنيا تغيرت فرمضان شهر للتزاوروالعبادة وخلافه وبالتالي يجب التفكير في خلق مواسم أخري من خلال الدعاية والاعلان عن مسلسلات قيمة تجلب اعلانات مناسبة.

·         وما رأيك في هجوم نجوم السينما الشباب علي الدراما التليفزيونية؟

هناك الكثير منهم حققوا نجاحات تحسب لهم علي الرغم من انتشار مقولة أن التليفزيون يحرق نجوم السينما وأنا كنت ضد هذه الفكرة ومن الذين نجحوا بأعمالهم في السنوات الماضية غادة عادل ومنة شلبي.

·         من الشاشة الصغيرة الي الكبيرة.. ما رأيك فيما تطرحه السينما من قضايا في الوقت الحالي؟

بعض المواضيع المطروحة في الآونة الأخيرة لا ترضيني وأري اننا هبطنا الي قاع المجتمع والي أرزل ما فيه ونحاول اظهار هذه الشخصيات علي انها الشخصية المصرية  وهو غير حقيقي وهذا ليس هو المجتمع المصري بل  هي فقط شريحة منه ولابد أن يكون ذلك واضحا للجميع فالبيئة الفقيرة جدا والعشوائية موجودة في كل دول العالم لكن السينما تتعامل معها بحذر شديد وهناك عدد من الأفلام المطروحة في الموسمين الأخيرين تتعلق بهذه القضية ولا تفيد بشيء تقريبا المواطن المصري فمشاهدة نوعية من البشر هم أرزل ما في المجتمع و هذه كانت فلسفة »كافكا« الذي يتحدث عن القبح ويقول انه جزء من المجتمع ولابد من اظهاره لكني أري أن  الفن نوع من الجمال وليس معناه هروب من الواقع أو من مشاكلنا كما يظن البعض ولكن الأفضل أن نقدم للمواطن وللآخرين صورة المجتمع المصري بكل جوانبها الحقيقية الجيدة منها والرد يئة.

·         رفضك الدائم للوساطة في الفن هل له علاقة بعدم دخول ابنتك منة مجال التمثيل وعدم ظهورك في أول فيديو كليب لزوجتك لقاء سويدان؟

أنا تزوجت لقاء وهي فنانة ومطربة وهذا لا يعني بالضرورة ظهوري معها في الكليب لأنني لم يسبق أن ظهرت في كليب من قبل مع أي مطربة باستثناء سعاد حسني لأنه كان مشهداً في فيلم سينمائي والأغنية كان لها مضمون درامي، أما بالنسبة لابنتي منه فعندما طلبوا منها الدخول في بعض الأعمال التمثيلية وعرضت الأمر علي قلت لها بالحرف الواحد »انت لابد أن تلتحقي بمعهد السينما للدراسة لمدة أربع سنوات أولا كي نحكم بعدها علي مقدرتك في التمثيل من عدمه وليس لمجرد انها ابنة حسين فهمي وميرفت أمين إلا اذا كانت هناك موهبة فذة مثل سعاد حسني مثلا.

·         هل هذا يعني رفضك دخول أبناء النجوم مجال التمثيل؟

ليس في المطلق فهناك منهم من يستحق وحقق بالفعل نجاحا ملموسا وهناك من فشل والعبرة بالموهبة فمثلا كيرك دوجلاس كان ابنه مايكل دوجلاس  ممثلا رائعا وجين فوندا ابنة هنري فوندا وفي نفس الوقت كثير جدا من نجوم هوليوود لم يدخل أبناؤهم مجال السينما والتمثيل وهذا يعكس أهمية وجود الموهبة.

أخبار النجوم المصرية في

15/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)