حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما مرئية

التليفزيون المصري يعود استعادة لانجازات الامس أم تنمية لقدرات اليوم

بقلم : د. حسن عطىة

وسط كم القنوات المنطلقة من داخل مصر والوطن العربي، والموجهة إلي متلقيها من خارجهما، والمهتمة أغلبها بما يحدث في الواقع الراهن، تاركة أمر التاريخ لعوامل النسيان، ولبرامج صفيقة بقناة الجزيرة، تعمل علي طمس تاريخ الوطن، وتزور أيامه، وتغتصب ذاكرته بأحاديث مع كل من شارك في إفساد حياة المجتمع، يتعمد صاحبها - المصري دون أسف - ان يختار محاوريه من الشرائح الكاذبة والميتة، ويحرص علي توجيه الأسئلة التي يعرف أي مبتديء في مجال الحوار الاعلامي أنها مصاغة لتستقبل اجابات محددة، فضلا عن تجريحه الدائم في تاريخ وطنه، بما يدفعه للسب والشتم، حتي لشعوب شقيقة، من أجل فقط النيل من عظمة الوطن الذي يحمل جنسيته وتاريخه المجيد، وهو ما أدي مؤخرا لتدخل وزارة اعلام بلد شقيق لاجبار هذا المذيع علي الاعتذار للشعب الذي أهانه بقوله أنه »لعق حذاء جمال عبدالناصر«،، بينما لم نفكر نحن في أي رد علي إهاناته المستمرة للشعب المصري وقياداته علي مر العصور.

وهو ما يؤدي، مع غيره، إلي تشويه الذاكرة الجمعية لأبناء الوطن عامة، ولشبابه بوجه أخص، مما يدفع هذا الشباب لوئد تاريخه، واحداث قطيعة معرفية كاملة مع ماضيه وانجازاته، ويوقعه في منزلق السخرية من أية ريادة إعلامية وثقافية ودرامية حققها هذه الوطن، ويجعله متحمسا لأعمال درامية تنتجها بلدان أخري، لها مصالحها وأهدافها السياسية المحققة من وراء نشر هذه الأعمال الدرامية علي القنوات المصرية والعربية، إلي الدرجة التي لم تكتف تركيا بترويج مسلسلاتها المدبلجة بالشامية علي القنوات المصرية والخليجية، بل وفتح قناة كاملة ناطقة باللغة العربية، وقبلها كانت فرنسا وانجلترا وروسيا، ولا استبعد أن تلحق بهم لايران، رغم وجود قنوات مدعومة وحاملة للأفكار السياسية والفكرية والعقائدية الإيرانية علي قمري النايل السات والعرب السات الموجهين لعقل ووجدان المتلقي العربي في مصر وغيرها من الأقطار العربية.

معالجة تكنولوجية

وسط كل هذا الاعلام الموجه بعناية لطمس تاريخنا الوطني والثقافي، تخرج علينا الأخبار بقرار من الاستاذ/ اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بانشاء قناة جديدة تحمل عنوان تليفزيونا الأول (التليفزيون العربي)، تبث أول برامجها، كما قيل، سماء يوم ١٢ يوليو القادم، بمناسبة مرور خمسين عاما علي أول بث للتليفزيون المصري (العربي) في مثل هذا اليوم، وفي ظل أول وحدة عربية أطاحت بها قوي الخارج المترصدة لأي صعود للمجتمع المصري، وعقول مفكريه وفنانيه وعلمائه المستنيرين، أو ما يسميهم »هيكل« بـ (القوي الناعمة للوطن)، والذين كان لهم دورا هاما في تنوير المجتمع العربي وتحديث رؤيته للعالم، ودفعه للتقدم.

ومما لاشك فيه أن من أهم أهداف هذه القناة الجديدة، كما أعلن »أسامة الشيخ«، هو تذكير المشاهد العربي المخضرم بروائع وابداعات الاعلام المصري في خمسين سنة مضت، وتعريف الأجيال الجديد برواد وأعلام العمل الاعلامي في مختلف المجالات الفكرية والسياسية والفنية، وذلك بالاعتماد علي كنوز مكتبات ماسبيرو من برامج ومسلسلات وسهرات خاصة وافلام تسجيلية ومسرحيات، نأمل أن تكون مازالت زاخرة بمنجزات نصف القرن الفائت، بعد حالات النهب والسرقة والمسح لاشرطة تاريخية تمت في الأزمنة القريبة الماضية، كما نتمني إعادة معالجة هذه (الكنوز) بصورة تكنولوجية حديثة، لتجعل من صورتها المرئية، حتي بالأبيض والأسود، صورة لاتقل جاذبية عن صور الإنجاز الآتي بالكاميرات (الهاي دفنيشين).

غير أن المهم لدينا، إلي جانب اهمية ما سبق، هو سبل تقديم هذا التراث الضخم والعظيم للابداع المصري، وذلك حتي لاتكون القناة مجرد شاشة عرض فقط، مثلما هو الحال مع قنوات بث الأغاني القديمة ومحطاته الإذاعية، فتتوه وسط ركام القنوات المتشابهة، حيث ان (رؤية) تاريخنا الابداعي المعاصر، يماثل (قراءة) هذا التاريخ، وقد اعتدنا أن يهرب شبابنا من كتب التاريخ المدرسية، ويبتعد عن كتب التاريخ القديمة، ويفر من كتب التاريخ المعاصرة، بل لقد عودناه في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا علي أن التاريخ مادة مهجورة بطبيعتها، لاتخاطب زمنه الراهن، ولاتمس حاجاته اليومية الملحة، بينما الحقيقة أن تاريخنا الوطني والابداعي هو ركيزتنا لبناء حاضر عادل، وتصور غد أفضل.

وهو ما يتطلب أن تقدم إنجازات الأمس في أثواب وأوان جديدة، غير أن ذلك لايعني أن نمسخ إنجازات الستينيات والسبعينيات بالاعيب الحاضر التكنولوجية، بل علينا أن نحافظ علي عمق صياغات الماضي وإيقاعها الخاص، وعلي إعادة تقديمها بمناقشات جادة لاتقف عند حدود المديح المعتاد  في برامجنا التي تستضيف النجوم وأشباههم، ويجلس المذيعون منبهرين بهم، وملتقطين كلمات بلهاء كتبها غيرهم، من أجل عدم إغضاب هؤلاء النجوم والأشباه، كي يمكن عودتهم مرة أخري لبرامج لاتدفع لهم مالا، فتكتفي بالترويج الزائف لهم، فتكسب القناة بثا مجانيا لساعات ارسال لاتعرف كيف تملؤها، ويكسب النجوم والاشباه دعاية مجانية تكلفهم الكثير لو أرادوا الترويج لأفلامهم ومسلسلاتهم.

الدمرداش ومحفوظ

أما الذي نأمل فيه حقا فهو انتقاء طاقم المعدين والمقدمين، وتنظيم عملهم باعتبار ما سوف يقدمونه برنامجا مشتركا بين المعد والمقدم، وليست مهمة المعد أن يأتي بأخبار عن المسلسل أو الفيلم أو المسرحية المقدمة من علي النت وبضعة صحف قديمة، وليس علي المقدم أن يقرأ في ورقة تركها له المعد بين يديه، دون أن يكون قد شاهد العمل الذي سيقدمه ويتناقش حوله، ودون أن يضع نفسه في موقف سخيف أمام ضيف لايعرف أسمه ولامهنته، فمشاهدة أعمال مثل (الرحيل) و(الضحية) و(لاتطفيء الشمس) للمخرج الكبير »نور الدمرداش«، و(سليمان الحلبي) و (ليلة سقوط غرناطة) وثلاثية (بوابة الحلواني) للكاتب الكبير »محفوظ عبدالرحمن«، إنما تتطلب إعدادا يتناسب مع قامة وتاريخ كلا من المخرج والكاتب، إعدادا قد يصل لحدود الدراسة المتخصصة في فكر وتقنيات مخرج، وعقل وبناء سيناريوهات كاتب له مكانته وتواصل إبداعه.

أما بالنسبة للمسرحيات التي بحوزة التليفزيون، فنأمل ان يعد لها برنامجا اسبوعيا علي غرار ما كان يقدم علي التليفزيون المصري، ثم أنتقل مع صاحبته د. »درية شرف الدين« لقناة دريم، وهو برنامج (نادي السينما)، فنحن في امس الحاجة لناد للمسرح، يستضيف قبل وبعد بث المسرحية المسجلة أكثر من ضيف، يتكلم عن تاريخ كتابة وعرض المسرحية وكاتبها ومخرجها وممثليها، ويضعها في سياقها الثقافي الذي ظهرت فيه، ويعيد قراءتها في ضوء السياق الراهن، مؤكدا علي أن رؤية أعمال الماضي الإبداعية، ليست مجرد رؤية آثار في متحف، بل هي توليد جديد لمعان ودلالات تفجرها حركة الواقع اليوم، فمشاهدة مسرحية (سينما أونطة) لنعمان عاشور - إذا كانت موجودة، تضعنا أمام انحراف السينما المصرية عن مسارها الصحيح في ستينيات القرن الماضي واليوم، ومشاهدة (الفتي مهران) لعبدالرحمن الشرقاوي، و(السلطان الحائر) لتوفيق الحكيم، و (سكة السلامة) لسعد الدين وهبه، لاتقف عند حد معرفة الجيل الشاب بإبداعات الأمس، بل هي تقدم له فرصة للمقارنة العميقة بين إنجازات الأمس وانجازات اليوم، وتجعله يحترم إبداعات الآباء، ولايسخر من كونها ابنة عصرها، فضلا عن أنها تقدم لمبدعي اليوم التراث الذي يقرأون عنه، فيوصلون بينه وإبداعهم الجديد، فلا يظل القديم قديما، والجديد جديد، بل يصبح كلا منهما حلقة في سلسلة إبداع العقل المصري المتميز.

نحن بحاجة فعلا لقناة تنعش الذاكرة الخصبة، وتكشف عما بداخلنا من عوامل القوة والقدرة علي إنجاز أني ومستقبلي لايقل قيمة عما أنجزه الآباء.

أخبار النجوم المصرية في

15/04/2010

 

أيام زمان

استديوهات زمان .. تاريخ وحكايات

موفق بيومى 

مازال بعضها موجودا وان كان معظمها قد أندثر بعد أن نبتت علي أرضها وقامت علي أكتافها نهضة السينما المصرية.. انها استوديوهاتنا القديمة.

وتبقي علاقة الاستوديو بالفيلم مثل بطن الأم الذي يضم الجنين ويحنو عليه ويتعهده في كل تفاصيله منذ الحمل والحلم به وحتي لحظة الميلاد وان إختلفت علي مر العصور مفاهيم ومحتويات وامكانيات »الاستوديو« الذي بدأ في مصر - مثل غيرها من بلدان العالم الأخري - متواضعا مفرطا في بساطته لايزيد عن مقهي أو شارع تجري فيه أحداث التصوير الواقعية قبل أكثر  من قرن وانتهي الآن بصروح انشائية ومدن كاملة ومتكاملة لكافة أشكال وأنواع الانتاج السينمائي.

ما بين البدايات البدائية البسيطة والنهايات التكنولوجية المعقدة لدينا منطقة زمنية وتقنية وسط حيث يحفل تاريخ السينما المصرية بالعديد من القصص والذكريات حول استوديوهات الزمن الجميل التي نستعرض بعضها وكيف كانت.. أيام زمان ٤ شوارع!

بعيدا عن أماكن التصوير المفتوحة التي شهدت ميلاد الأفلام والتسجيلات البسيطة الاولي أو الاستوديوهات شديدة التواضع التي عرفتها مصر منذ العقد الأول للقرن العشرين يعد استوديو رمسيس من أقدم استوديوهات القاهرة شبه المتكاملة ان لم يكن أقدمها علي الإطلاق سابقا استوديو مصر بعد أن أنشأه يوسف وهبي قبل حوالي ثمانين عاما في بقعة ريفية علي الأطراف البعيدة لمدينة القاهرة وتحديدا في قرية.. امبابة!

رخص الأسعار وبعد المكان عن العمران مكن مغامرنا ورائدنا الفني الكبير من تخصيص عشرين فدانا كاملة لمشروعه الرائد وقد أبقي من هذه المساحة ستة عشر فدانا لتبقي كما هي غيطانا ومزارع لإستغلالها في تصوير المناظر الريفية في حين استغل أربعة أفدنة لاقامة المباني الادارية والفنية وكان علي رأسها »البلاتوه« الرئيسي الذي قام علي مساحة ٠٣ مترا في ٤٢ مترا بارتفاع هائل وصل إلي سبعة أمتار ونصف وقد أقيمت الجدران من الزجاج »المخشن« حتي يمكن الاستفادة من ضوء الشمس أثناء التصوير خاصة وقد كانت مصابيح الإضاءة متواضعة الامكانات فضلا عن عدم توافرها وارتفاع اسعارها وضمت بقية الأفدنة الأربعة أربعة شوارع رئيسية حمل الاولاد والفنان منها اسم أهم الاعلام الفني انتجها الاستديو وهما »زينب« و»اولاد الذوات« وكانت فيهما غرف الادارة ومعامل الطباعة والتحميض وقاعة استقبال الزائرين وبعض البوفيهات بجوار حجرات الممثلين أما الثالث والرابع فقد حملا أسماء يوسف وهبي ورمسيس وضما حجرات الممثلات وبقية المكاتب الفنية والادارية وقد أستمر الاستوديو قائما في موضعه لاكثر  من عشر سنوات شهد خلالها تصوير العديد من الأفلام المصرية الاولي وبعد اغلاقه وفي أعقاب انشاء ثم ازدهار ستوديو مصر الشهير علي يدي العملاق العبقري طلعت حرب فكر يوسف بك في تكرار التجربة وانشاء استوديو جديد بامكانيات اكثر حداثة فأختار مكان أكثر قربا للقاهرة وهو أول شارع الهرم من ناحية ميدان الجيزة واطلق عليه ستوديو وهبي ولكن نظرا لانشغاله في المسرح والسينما قام بتأجير المشروع إلي توجو مزراحي الذي صور فيه العديد من الأفلام وعلي رأسها تلك التي كان يوسف وهبي بطلا لها مثل ليلة ممطرة وليلي في الظلام وليلي بنت الريف وكذلك شهد تصوير فيلم سلامة لأم كلثوم وبعد أن صفي مزراحي أعماله في القاهرة وانتقل إلي ايطاليا قامت شركة »نصر وكرامة« بإستئجار الاستوديو الذي غيرت اسمه إلي »جيزة« وظلت فيه حتي تصفيته عام ٨٥٩١.

هنا وهناك

في نفس الفترة الواقعة ما بين بداية الثلاثينيات وحتي نهاية الأربعينيات شهدت القاهرة انشاء نحو عشرة استوديوهات هامة نشير الآن إلي اشهرها واكثرها انتاجا في لقطات سريعة مثل ستوديو ناصيبيان وكان صاحبه من رواد السينما والتصوير في مصر ومن أصول أرمينية وساهم مع الاستوديو الخاص به في انتاج العديد من أفلام السينما المصرية الاولي ولدينا أيضا ستوديو لاما للشقيقين فلسطيني الأصل امريكي المهجر ابراهيم وبدر لاما وهو الصرح السينمائي أستديو لاما الذي أثبت أولا بعد تجربتهما  الولاء وقريبا معه في حدائق القبة كان يعج ستوديو جلال المملوك للراحل أحمد جلال وعاونته فيه زوجته العظيمة ماري كويني أما ستوديو شبرا فكان ملكا لواحد من الرواد الذين لم ينالوا حقهم وحظهم الكافي في تسجيل وتخليد دورهم في الحقل الفني وهو المرحوم علي حسن الذي أشتهر بانشاء مدينة ملاهي ضخمة كان ينوي تحويلها إلي مجمع سينمائي وفني متكامل ولكنه - ولاسباب كثيرة ربما يسعدنا الحظ بالحديث عنها فيما بعد بشكل مفصل ومنفصل - لم يكمل مشروعه وحتي مبني الاستوديو قام بتأجيره إلي أحد مهندسي الصوت ويدعي محسن سابو والذي أعاد تأجيره بدوره إلي رجل الأعمال السكندري »كريازي« حتي هدمه وبيعه عام ٨٥٩١.

»تلحمي« الذي سرعان ما سوف يتحول اسمه إلي »استوديو الأهرام« هو اخر ما نشير إليه في عرضنا لاستوديوهات زمان وقد حمل اسم صاحبه ومؤسسه الرائد السينمائي ميشيل تلحمي وكان - ومازال- في موقعه الشهير أمام اوبرج الأهرام في الثلث الأول من شارع الهرم وكان أول انتاجه فيلم »عنتر وعبلة« الذي كاد أن ينجح في اختطافه منه ستوديو نحاس الواقع غير بعيد منه وتحديدا أمام ملهي الاريزونا بنفس الشارع.

ظاهرة أخيرة تجدر الاشادة إليها وهي أن معظم أن لم يكن كل - هذه الاستوديوهات قد تعمد أصحابها اختيار أماكن بعيدة ومتطرفة - باعتبار ما كان! - لإنشائها علي أطراف القاهرة وضواحيها فنجدها موزعة بين ضاحية الهرم وصاحبة النصيب الاكبر من هذه المنشآت - أو القري القريبة مثل امبابة وأخيرا بعض الضواحي الهادئة الملاصقة لاطراف القاهرة مثل حدائق القبة وقد جمعت هذه الاماكن بين العديد من المميزات مثل توافر المساحات المطلوبة مهما كانت ضخمة وبأسعار زهيدة سواء كانت للبيع أو للايجار مع توافر المواصلات وعدم البعد المبالغ فيه عن وسط القاهرة التي يؤكد التاريخ أنها يوما ما كانت.. هادئة!

أخبار النجوم المصرية في

15/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)