حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

فريد الاطرش وسعاد حسني وجهان للربيع

طارق الشناوي

دائما ما تستقر أغنية واحدة فقط في وجدان الناس لتصبح هي فقط المعبرة عن المناسبة وتموت كل الأغنيات الأخري.. مثلا عيد الأم لا يتبقي سوي »ست الحبايب« لحسين السيد تأليفا و»محمد عبدالوهاب« لحنا وبصوت »فايزة أحمد«.. في احتفالات السد العالي »قلنا ح نبني وأدي احنا بنينا السد العالي« لأحمد شفيق كامل و»كمال الطويل« و»عبدالحليم«.. لو عدت لأرشيف الاذاعة لاكتشفت وعلي أقل تقدير أن السجلات تحتفظ بعشرات من الأغاني قدمت في عيد الأم لكل من »صباح« و»فوزي« و»نجاة« و»شادية« و»وردة« و»علي الحجار« وغيرهم.. وللسد العالي غني كل المطربين علي رأسهم »أم كلثوم« و»عبدالوهاب« و»فريد« و»نجاة« و»فايزة« الكل غني حتي »أم كلثوم« لها قصيدة من شعر »عزيز أباظة« وتلحين »رياض السنباطي« والتي تقول في أحد مقاطعها »يفتح الرزق وهو سد فينساب جنوبا في أرضنا وشمالا«.. كما أن »عبدالوهاب محمد« كتب لها أغنية أخري لحنها »رياض السنباطي« تقول فيها »حولنا مجري النيل ياسلام علي ده تحويل« لم تعش في الذاكرة أي من هذه الأغنيات ولكننا كلنا لاننسي »عبدالحليم« وهو يردد »ضربة كانت من معلم خلي الاستعمار يسلم«!!

دائما ما أري أننا نميل إلي اختصار الموقف الوطني أو الاجتماعي أو السياسي  في أغنية واحدة حتي في مناسبة مثل الربيع فإنها قد صار لها عنوانا واحدا »ربيع فريد الأطرش« وكأنه ارتباط شرطي الربيع يساوي »فريد« والتي يطلق عليها في الشام أغنية الفصول الأربعة لأن شاعر الأغنية »مأمون الشناوي« كان يكتب عن تغير الحب بين فصول العام الأربعة »وآدي الشتا يا طول لياليه ع اللي فاته حبيبه.. يناجي طيفه ويناجيه ويشكي للوجود تعذيبه«.. ويكمل »أخد ورد الهوي مني وفاتلي شوكه يألمني«.. حتي جاءت أغنية »كمال الطويل« وصلاح جاهين »الدنيا ربيع والجو بديع قفلي علي كل المواضيع.. مافيناش كاني ومافيناش ماني كاني ماني ايه ده الدنيا ربيع« في فيلم »أميرة حبي أنا« لحسن الإمام عام ٤٧ ومنذ ذلك الوقت صار الربيع له اغنيتان أصبحتا عنوانا مميزا له!!

انها وجهة النظر التي كثيرا مالاندركها هي ألا نقدم تنويعات مباشرة علي تيمة درامية واحدة ولكن »جاهين« و»الطويل« و»سعاد« قدما وجها آخر ضاحكا للربيع بينما »مأمون« و»فريد« قدما وجها مليئا بالشجن.. ولا يحدث ذلك فقط في مجال الأغنية ولكن في السينما ايضا يتكرر نفس الموقف مثلا بعد فيلم »الكرنك« لعلي بدرخان وكان هو عنون مميز لما كان يعرف في منتصف السبعينيات بسينما مراكز القوي والتعذيب.. ظهر العديد من الأفلام في نفس الاتجاه كلها تسعي لزيادة مساحات التعذيب أكثر لأنهم توقعوا أنها سوف تحطم الايرادات تحطيما ولكن ما حدث هو أن الناس نسيت كل هذه الأفلام ولم يتبق سوي »الكرنك«.. فيلم »رد قلبي« لعزالدين ذوالفقار بين عشرات من الأفلام يحتل مكانة مميزة فهو في صدارة أفلام يوليو والناس تعارفت علي أن الأميرة »إنجي« مريم فخر الدين والبرنس »علاء« أحمد مظهر و»ضابط الشرطة« »حسين« صلاح ذو الفقار وضابط الجيش »علي« شكري سرحان أبناء الباشجنايني »حسين رياض« والسفرجي الأسمر »إدريس« هؤلاء صاروا هم عناوين لكل أحداث الثورة.. لاشك أن كل الأفلام التي قدمت بعد ذلك سارت علي نفس الدرب ولكن »رد قلبي« هو فقط الفيلم الرسمي المعبر عن ثورة يوليو.. في عيد الربيع ننسي كل الأغنيات وظل ربيع »فريد الأطرش« متربعا علي العرش وهذه الأغنية لها حكاية كان من المفروض ان تغنيها في منتصف الاربعينيات »أم كلثوم« وبالفعل عرضها الشاعر »مأمون الشناوي« عليها ولكنها بقدر اعجابها بالكلمات الا انها طلبت من »مأمون الشناوي« اجراء تغيير طفيف ولكنه رفض وقال لها هل تطلبين من فنان تشكيلي أن يغير مثلا في لون أو ظل علي لوحته؟! أجابته »أم كلثوم« لا أطلب ذلك لأن اللوحة منسوبة فقط لمبدعها ولكن الأغنية سوف أقدمها بصوتي ويجب أن أقتنع بكل كلمة.. وعلي الفور اتجه »مأمون الشناوي« الي صديقه »فريد الأطرش« وكان يقطن في تلك السنوات علي بعد ٠٠١ متر فقط من منزل »أم كلثوم« ولحن »فريد« الأغنية ووجد أن أفضل من يقدمها هي »أم كلثوم« وعاود الذهاب اليها وقالت له أنا قلت لمأمون يغير بعض الكلمات وطلب »فريد« من »مأمون الشناوي« التغيير لكنه رفض مجددا وغناها »فريد« بصوته وحققت نجاحا طاغيا ولاتزال ، وعندما سألت »مأمون الشناوي« هل لو غنت »أم كلثوم« الربيع بصوتها الذي لا يمكن ان يقارن بأي صوت اخر فان النجاح في هذه الحالة سوف يصبح متجاوزا نجاحها بصوت »فريد« قال لي »مأمون الشناوي« لا أتصور بالضرورة أن يحدث ذلك النجاح ليس له معادلة حسابية فلو أنك مثلا قلت أن صوت »أم كلثوم« يساوي ٠١ من ٠١ وفريد ٧ من ٠١ ففي هذه الحالة فإن اغنية الربيع بصوت ام كلثوم تصبح هي الرابحة إلا أنه في دنيا المشاعر فان هذا التقييم الرقمي ليس صحيحا بالضرورة النجاح حالة وتفاعل وسر خاص وهكذا صوت »فريد« في الربيع هو الأوفق ربما اكتشف تفاصيلا خاصة في لحنه هي التي أدت لكل هذا النجاح.. وتربعت الربيع ٠٣ عاما بمفردها صارت هي أفضل عنوان للربيع حتي ظهر منافس اخر كان موازيا لها في النجاح لان »صلاح جاهين« و»كمال الطويل« قدما وجها اخر متفائلا وسعيدا يريد ان يحتفل بالربيع ويقفل علي كل المواضيع مافيناش كاني ومافيناش ماني.. كاني ماني ايه ده الدنيا ربيع.

النجاح جاء ايضا بهذا التوافق اللاشعوري بين لحن »كمال الطويل« وكلمات »صلاح جاهين« وسحر صوت »سعاد حسني« الي عبر عن حالة البهجة بهذا الرنين الخفي الذي يتسلل بنعومة للجمهور.. الشجر الناشف بقي ورور والطير بقي لعبي ومتهور واحنا ح نصيف امتي امال دلوقتي ولا في سبتمبر.. بينما »فريد« لايزال صوته يحتل مساحته في وجداننا وهو يقول »وغاب عني لاطمني ولا قال امتي راح اشوفه واقول يمكن ح يرحمني ويبعت للربيع طيفه«!!

أخبار النجوم المصرية في

15/04/2010

 

بحب السينما

قاطع شحن فيلم يضاف الي السينما الرخيصة

ايريس نظمي 

اختفي النجم الأوحد الذي يحمل الفيلم كله علي اكتافه.. ويفصل تماما علي مقاسه.. وفكه المنتجون والمخرجون إلي مجموعة من الوجوه الشابة الجديدة.. وذلك بسبب تكاليف الفيلم انتاجيا.. ولأول مرة نري افلاما لكتاب سيناريو ومخرجين جدد قد لانتذكر اسماءهم بعد مشاهدة الفيلم، فالفيلم الذي يكلف مئات الملايين ويحقق نجاحا جماهيريا يمكن انتاج فيلم في نفس الوقت بخمسة أو بعشرة ملايين.. وبعد عرضه يبقي في عالم النسيان.. أما أسماء هذه الافلام فحدث ولاحرج.. اسماء لامعني لها وهو ما تابعناه في المواسم الأخيرة.. واسم الفيلم غالبا ما يعلن عن قيمته ومضمونه وآخر هذه الأفلام التي شاهدتها هذا الاسبوع في صالة العرض الفارغة الا من عدد يعد علي أصابع اليد الواحدة هو فيلم »قاطع شحن«.. وبصراحة لم أفهم في البداية ما يقصد بهذا العنوان الغريب.

> > >

ولم أفهم سوي أن الأب يفشل في الاتصال بابنه لأن الموبايل قاطع شحن.. والابن لايتصل بأبيه.. ألم يكن هناك أي وسيلة اخري للاتصال بالابن العاطل الذي طرده ابوه من المنزل وحاولت الأم استجداءه للاتصال بابنه.. ورق قلب الاب واتصل به من خلال الموبايل لكنه كان قاطع شحن. اذن فالفيلم مبني علي اساس غير سليم.. اساس هش.. وكان يمكن ان يستبدل باسم آخر خاصة ان الفيلم يتناول موضوع البطالة بين الشباب الذي لايجد عملا يتكسب منه فيستغله لصوص الآثار في اعمال غير مشروعة وهم لايعلمون.. والبنات من خريجات الجامعة يعملن في مهن لاتتناسب مع الشهادات اللاتي حصلن عليها.

الفيلم تأليف اسامة رءوف.. ومن اخراج سيد عيسوي في التجربة الثانية له بعد فيلم »بحبك وبموت فيك«.

ثلاث فتيات صديقات حاصلات علي شهادات عليا ويعملن عند صاحبة محل كوافير جشعة قاسية.. لدرجة انها استغنت عن الفتيات.. وفي النهاية انفض المحل وأفلس.. ونري اعلانا مكتوب عليه »مطلوب كوافيرات«.

أما الأولاد فالبطل الذي يعمل أبوه رئيسا للطباخين في أحد المطاعم يؤنب إبنه العاطل كل يوم لأن البيت محتاج للمال.. واعتقد ان وظيفة الأب تكفي لإعالة اسرة من ثلاثة افراد الاب والام والابن، لكن الاب لم يحاول أن يساعده أو يأخذ بيده لكي يضعه علي أول سلم الوظيفي.. بل يطرده من المنزل.

ينتهز تجار الآثار المزورة الشباب الذي يعاني من البطالة والحاجة الشديدة إلي المال في العمل معهم في هذه المهنة غير المشروعة.

يلتقطهم تاجر الآثار من الطريق.. ليكتشف ان الشاب »فايز« يجيد الرسم والنحت.. وهو المطلوب بالنسبة للعمل معه أما »رشا« حبيبته خريجة الجامعة قسم ادارة اعمال فقد كلفها بالتسويق والدعاية.. فالشاب يستطيع ان ينحت نسخه من الأصل تماما.. ويحسان بطعم الفلوس.. ثم يكتشفان انه يقوم بعمل ليس مشروعا.. ويحاولون العمل ضده لكي ينقذوا انفسهم.

> > >

أما الجزء الثاني من الفيلم فالمفروض انه جزء بوليسي يعتمد علي المطاردات.. الا ان المخرج لم يقدم مشهدا واحدا لهذه المغامرات والمطاردات.. ربما لأنه غير مؤصلا لذلك فضاع عنصر الجذب والتشويق.

وكان »فايز« يحاول قبل ذلك العمل كسائق عند سيدة مسنة يحملها لكي يضعها في عربتها الفارهة.. ثم تتهمه بالسرقة لأن عداد العربة كان اكثر من الاستهلاك العادي لهذا المشوار.. فتطرده بعد ان تطلب منه ان يخلع بدلة السائق التي أحضرتها له في الشارع..

هذا المشهد الذي يذكرني بفيلم »سواق الهانم« لسناء جميل.. أما صديقه كريم »شادي شامل« فكل امنيته الهجرة بطريقة غير مشروعه علي أحد المراكب.. لكنهم اخذوا منه تحويشة العمر. ويعمل كريم بتوصيل الطعام إلي المنازل باسلوب »الدليڤري« ويتعرض لغطرسة صاحب المحل فيطرده.

> > >

وتحدث جريمة قتل تاجر الآثار المزورة حين يدخل الشاب وصديقته داخل المنزل لتثبت ادانتهم بالقتل.. ويحاولان الهروب فيقعان في مصيدة أحد أفراد العصابة.. يتحول الحب ما بين »رشا« وصديقها »فايز« إلي حب النفس وحب المال فتتهم »فايز« بأنه القاتل لكي تنقذ نفسها.. فالحب بين المحتاجين والعاطلين مجرد تضييع وقت.. والمال هو الأهم.

> > >

هذه أول تجربة لكاتب السيناريو اسامة رءوف وكان يمكن ان يكتب السيناريو بشكل أحسن بكثير فعنده المادة التي تشكل له قماشة جيدة الصنع مما نراه كل يوم بالنسبة للعاطلين..

ويعتبر الفيلم ثاني تجربة للمخرج سيد عيسي بعد فيلم »بحبك وبموت فيك«.. وهو يفتقد الكثير من الأدوات الفنية منها التشويق والجاذبية وتوظيف الممثل.. واكتفي بالتصوير الداخلي ولم يخرج إلي مشاهد من التصوير الخارجي.. وهي سقطة من المخرج الذي كان يمكن ان يحول الفيلم إلي مطاردات ومغامرات.. فأفتقد الفيلم عنصر الجذب والتشويق.

أما المنتج الذي سبق ان قدم لنا فيلم »بحبك وبموت فيك« فقد اراد ان يقدم فيلما بتكلفة بسيطة.. فظهر الفيلم فقيرا جدا في انتاجه.

> > >

أما بالنسبة للممثلين فإن »عمر حسن يوسف« - وعلي فكرة هو ابن الممثل حسن يوسف - والذي يعتبر بطل الفيلم فهو وجه اليف.. لكنه يحتاج إلي الكثير من التدريبات.. وكان يمكن لأبيه الفنان حسن يوسف ان يوجهه، وبالمناسبة فهناك الكثير من ابناء الفنانين الذين ورثوا الفن عن آبائهم.. وهذا ليس عيبا.. فالابناء ينشأون في جو فني.. ويجب الا يبدأوا بأدوار كبيرة.. فمثلا ابن عادل امام بدأ بدور ليس بكبير في »عمارة يعقوبيان« وحقق نجاحا في هذا الدور لتسند إليه ادوارا هامة بعد ذلك.. وبالطبع فإن الزعيم يخطط له ويوجهه وهي ميزة كبيرة.. ايضا رانيا فريد شوقي.. وهناك البعض الذين ابتدأوا بالبطولة ثم اختفوا بعد ذلك.

أما »شادي شامل« الذي مثل دور عبدالحليم حافظ في مسلسل تليفزيوني فقد كانت كل مؤهلاته انه يشبه في الشكل عبدالحليم.. ولم يحقق المسلسل نجاحا بالرغم من غني حياة العندليب، واختفي »شامل« فترة ليعود في هذا الفيلم في دور صغير لم يضف إليه جديدا.

المطربة »شذي« في أول ادوارها في التمثيل.. فهي وجه سينمائي له حضور.. وقد استغلها صناع الفيلم في تقديم ثلاث اغاني.

ميمي جمال.. لم أر صاحبة محل كوافير ترتدي ملابس السهرة لتقف في المحل.. فهي لم تقنعني بدورها.. في نفس الوقت لم نر صاحب محل يعامل الكوافير بهذا الاسلوب المستفز.

ولولا الممثل القدير لطفي لبيب لما خرج هذا الفيلم للوجود.. فلطفي لاتهمه أدوار البطولة بقدر ما يهمه إجادته للدور.. ولذلك نجح في كل ادواره ومنها دور السفير في "السفارة في العمارة.".

أخبار النجوم المصرية في

15/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)