حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سينمائيات

صورة المرآة في السينما الآلمانية

بقلم : مصطفى دروىش

المعتاد في أفلامنا ان المرأة تدور في فلك الرجل، محكومة بسلطانه، حتي لو تمردت، يظل صوتها مشحونا بذكورته، تحلم به متسلطا قوياً.

وعلي غير المعتاد هذا كانت صورة المرأة في الأفلام الروائية الطويلة الخمسة التي عرضها نادي السينما بمعهد جوته -فرع القاهرة، البستان، تحت عنوان »نساء الأفلام«.

وربما كان عرضه لها،بمناسبة يوم المرأة العالمي.

وهي، حسب تواريخ عرضها »مارتا الجميلة«،، »طفلة نوفمبر«، »النعيم«، »لامكان في افريقيا« و»حب في كابول«.

ورغم انها، بحكم موضوعاتها، انعقدت البطولة فيها للنساء، إلا ان بينها فيلمين، وتحديداً »طفلة نوفمبر« و»النعيم« قد جري اسنادهما لجنس الرجال ، لا النساء،.

ولعلي لست بعيداً عن  الصواب اذا ما جنحت إلي القول بان »لامكان في افريقيا« و»النعيم«، كلاهما يقف في صدارة الأفلام  الخمسة.

الأول لسابقة فوزه بجائزة أوسكار أفضل فيلم اجنبي (٣٠٠٢).

وصاحبته المخرجة الألمانية »كارولين لينك« والثاني، يكفي ان صاحبه »توم تيكفر«، ذلك المخرج الذي يعد ، وبحق، واحداً من أشهر صانعي الأفلام في المانيا.

ومن هنا تركز كثير من الترقب واللهفة علي فيلمه »النعيم«.

وعنده اقف قليلاً، لاقول ان »تيكفر« بدأ مشواره مع الأفلام الروائية الطويلة، قبل عشرين عاما.

وبفضل فيلمه »أجري يالولو.. اجري« (٨٩٩١) الذي يعد اعجوبة بين الأفلام، جاءته الشهرة تسعي فأصبح من اساطير السينما، كل فيلم تصاحبه ضجة كبري، وتتنافس علي عرضه امهات المهرجانات.

حدث هذا مع فيلمه »القيصرة والمحارب« (٠٠٠٢).

وحدث مع »النعيم«، اذ كان بين الأفلام المتنافسة علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين (٢٠٠٢).

وأنثاء ٦٠٠٢ فاجأ العالم برائعته« العطر.. قصة قاتل.. المأخوذة  عن رواية بنفس الاسم للاديب الألماني ذائع الصيت »باتريك سوسكيند«.

ونظراً لغرابة موضوع الفيلم، واسلوب اخراجه غير المألوف ، فضلا عن روعة تصويره، جري ترشيحه لثلاثة وعشرين جائزة المانية واوروبية، فاز من بينها باثنتي عشرة جائزة.

بعد ذلك بثلاثة اعوام ابدع آخر افلامه »الدولية«، الذي جري افتتاح عروض مهرجان برلين به (٩٠٠٢).

ولقد جاء عرضه مصاحبا للازمة المالية التي  اخذت بخناق النظام الاقتصادي العالمي، وكان السبب الرئيسي في حدوثها فساد النظام المصرفي.

و»تيكفر« في »الدولية« يعرض لذلك  الفساد من خلال مصرف عالمي مركزه دوقية لوكسمبورج، يتحكم  بأمواله وصفقاته المريبة في سياسات حكومات.

فيجعلها تشعل الحروب وتخمدها متي يشاء ويذل قادتها وحكامها متي يشاء والآن إلي فيلمه الذي قام نادي السينما بمعهد جوته، بعرضه قبل بضعة ايام بطولة- »النعيم« انعقدت للنجمة »كيت بلانشيت«، ووقتها كانت في بداية طريق الصعود إلي سماء الشهرة.

وعلي غير المألوف في أفلامه، لم يكتب سيناريو »النعيم«.

فالسيناريو ألفه المخرج البولندي الاشهر »كريستوف كيلسوفسكي« قبل رحيله عن دنيانا.

وشاركه في التأليف »كريستوف بيسيفتسن« وهو جزء من ثلاثية كان في نية  المخرج الراحل ترجمتها إلي لغة السينما، لولا ان عاجله أزمة قلبية، اودت بحياته.

اولها النعيم، فالجحيم ، ثم المطهر، حيث يجري تطهير النفس الابرار، بعد عذاب قصير.

وفي الفيلم تتقمص »بلانشيت« شخصية مدرسة شابة »فيليبا« ، نراها في مستهل الاحداث ، وهي تشرع في قتل تاجر هيرويين وسموم اخري، تسبب في موت زوجها، وعدد، لابأس به، من طلبتها.

وكانت وسيلتها في قتله، قنبلة وضعتها في سلة مهملات، داخل مكتبة وتشاء الاقدار لعاملة نظافة ان تنقل السلة من المكتب، قبل انفجار القنبلة  بقليل، وتذهب بها إلي المصعد، حيث يجيؤها الموت، هي وطفلتان، ووالدهما، بفعل الانفجار وعندما تعلم »فيليبا«، اثناء التحقيق بالخبر الفاجع، أي نجاة  المجرم وموت أربعة ابرياء، تنهار.

وبدءاً من واقعة، انهيارها هذه تبدأ قصة حب اغرب من الخيال، لن أحكي تفاصيل وقائعها، وذلك لان حكيها أمر يطول.

مكتفيا بان اقول ان القصة من فرط غرابتها جعلت »النعيم« وحيد نوعه بين الأفلام.

أخبار النجوم المصرية في

25/03/2010

 

دراما مرئية

عبقرية الحجرات الظلمة المونتاج يمنح الصور وجودا حيا

بقلم : د. حسن عطية 

عند الحديث عن بناء الدراما التليفزيونية والسينمائية ، تجدد الإشارة بسرعة غالبا عما يسمي بالمونتاج، والذي يتعلق ببناء الفيلم الذي صور كلقطات ومشاهد منفصلة ، وعبر أمكنة وأزمنة مختلفة ، في بناء فني ، نصفه أحيانا بالتماسك وأحيانا بالمترهل ، ونحمد له إيقاعه المنضبط ، أو نتهمه ببطء الإيقاع في مناطق أو سرعتها في مناطق أخري ، أو بالقطع الحاد في نهايات مشاهد أو المزج غير المبرر بين نهايات مشاهد وبدايات أخري

ولهذا فالمونتاج ليس مجرد عملية تجميع لمشاهد ولقطات صورت مبعثرة ، بل هو خلق للغة المرئية الجمالية علي شاشة السينما أو التليفزيون ، هو إبداع يتم في الغرف المظلمة ، لصياغة لوحات متحركة من جواهر التقطت من قبل ، قد يفسدها المونتير بتبيتها بصور غير جمالية في هذه اللوحات ، وقد يمنحها تألقها حينما توضع بصورة صحيحة ، تكون نتيجة لما قبلها ، ومقدمة لما بعدها

ولأن المونتاج علم وليس مجرد حرفة ، اهتمت أول مؤسسة سينمائية علمية في مصر ، وهي مؤسسة (استوديو مصر) ، بإرسال البعثات إلي أوروبا لدراسة علوم الإخراج والتصوير والديكور والصوت والمونتاج ، فذهبت أول مجموعة وضعت الأساس العلمي لفن السينما ، كان من بينهم وفقا لترتيب التخصصات ، أحمد بدرخان وحسن مراد ومصطفي والي وولي الدين سامح ونيازي مصطفي ، كما حرص المعهد العالي للسينما منذ إنشائه عام 1959علي أن يكون من ضمن أقسامه الثمانية قسم للمونتاج ، يضم تخصص المونتاج السينمائي والتليفزيوني ، لأهمية هذا الفن الذي يعمل فرسانه دوما في الغرف المظلمة ، وتتحرك أناملهم مع عقولهم وأحاسيسهم المرهفة لتوزيع اللقطات المصورة توزيعا مرئيا يحمل إيقاعا موسيقيا شديد الخصوصية تبعا لطبيعة كل فيلم

اللغة المرئية

ورغم هذه الأهمية ، فان الدراسات المصرية والعربية الجادة المتعرضة لفن المونتاج قليلة جدا ، ربما لأنه فن تخصصي جدا ، ولا تنفع فيه الهواية وحدها ، فهو بحاجة لأجهزة يتم تحديثها بصورة منتظمة ، وربما لعمل أصحابه المختبئين بعيدا عن أضواء نجوم التمثيل والإخراج ، ومع ذلك فنحن بالفعل في أمس الحاجة للدراسات عميقة الرؤية ، بسيطة التناول ، التي تكشف لنا عن أسرار هذا الفن المتميز
    ومنذ سنوات طويلة جدا لم تخرج علينا دراسة متميزة ، مثل تلك التي قدمها الباحث وعضو هيئة التدريس
"علاء عبد العزيز" في كتاب بعنوان (الفيلم بين اللغة والنص) وهي مقاربة منهجية في إنتاج المعني والدلالة السينمائية ، منطلقا من موضوع اللغة عامة واللغة المرئية التي ينتمي إليها الفيلم السينمائي أو التليفزيوني ، حيث وقف في البداية عند مفهوم اللغة المكتوبة والمنطوقة ، ثم تمهل بصورة علمية فاحصة عند اللغة الفنية بوجه عام ، ثم عند اللغة السينمائية بوجه خاص ، والمؤسسة علي فن الصورة الفوتوغرافية ، مفرقا بين لغة الصورة المرئية الثابتة (الفوتغرافية) باعتبارها أثرا من الواقع ، والصورة التشكيلية (المرسومة) باعتبارها مشابهة للواقع ، ومن هنا اقتحم مجال الصورة السينمائية بمفهوم يري أن السينما ليست بأي حال من الأحوال هي الواقع ، ولا يمكن أن تكونه بشكله أو بحالته العادية ، وإنما هي واقع فني ، واقع معدل ، وإن كانت هي أكثر الفنون قربا في الشبه بالواقع ، إلا أنها لا يمكن أن تكون مجرد نقل حرفي ، وألا كان هذا نفيا لكونها فنا

يضعنا هذا الفهم العميق لفن الصورة المرئية ، سينمائية وتليفزيونية ، عند نقطة علي قدر كبير من الأهمية ، طرحت بنفسها بقوة في السنوات الأخيرة ، بسبب هذا الاكتساح الرهيب لدراما العشوائيات ، والتي لا نعني بها فقط الأفلام التي ترصد الواقع الاجتماعي والاقتصادي في المناطق العشوائية ، بل تلك التي تهبط بمستواها الفني كلغة مرئية ومنطوقة إلي إدراك عشوائي فظيع ، صرنا معه نشاهد مشاهد الجنس الفجة ، ونسمع ألفاظ الشارع المتدنية ، بل ووصل لحقلي التليفزيون والإذاعة ، بداية من الإعلانات المركزة علي مشاهد السفالة وألفاظها في السينما ، إلي كتابة مشاهد ومسامع تقدم الشذوذ الجنسي وجلسات الحشيش

الأخلاق والإبداع

أذكر أننا كنا نناقش مسلسلنا إذاعيا قبل الإقدام علي إنتاجه قبل ثلاثة أسابيع ، ورأت غالبية الحضور أم مسامح السحاق المقدمة تخدش الأذن المستمعة ، وتجرح الفن المقدم ، ومع ذلك فقد رأي أحد الزملاء النقاد أن هذا حكم أخلاقي علي الفن لسنا بحاجة إليه 0 وهو أمر عندي علي جانب كبير من الخطورة ، فالحكم الأخلاقي علي الدراما المرئية والمسموعة ، ليس حكما قاطعا وحده ، بل هو جزء من منظومة أحكام مجتمعية ، لا تصادر حرية التعبير ، وإنما تهتم بالارتقاء بالمجتمع ، فالفن مثل التعليم مهمته الارتفاع بذائقة المتعلم الفكرية والجمالية ، والفن مثل المحافظة علي الصحة هدفه حماية الإنسان من أمراض الواقع ، والفن في النهاية ليس صورة منسوخة نسخا عن الواقع ، بل هو _ كما أنطلق "علاء عبد العزيز" في كتابه المتميز بل هو إبداع يتفوق علي الواقع بقدرته علي اكتشاف القوانين الموضوعية التي تحكم هذا الواقع ، وعلي تقديم الصورة المرجوة من هذا الواقع ، كي تدفع المتلقي لتغيير واقعه ، لا الاستسلام له باسم (هذا هو الواقع) و(هذه هي حياتنا) وهذا هو المكتوب علي الجبين)

يري "علاء عبد العزيز" أن المونتاج هو أسلوب سردي يعتمد علي الانتقاء والاختزال ، حيث يقدم أجزاء من الحدث ، أو أجزاء من حركة الشخصيات ، تاركا للمتلقي مهمة إكمالها ، فتبدو الحركة أو الحدث كاملا ومستمرا علي الرغم من اختزاله في لقطات محددة  من هنا يتحول المتلقي من مجرد مشاهد سلبي لما يراه علي شاشة السينما والتليفزيون إلي مشاهد إيجابي يكمل دائرة الدراما الناقصة ، بصورة جشتالطية كما يقول علماء النفس ، ويصبح بالتالي مبدعا تاليا لمبدعي الدراما المقدمة

هذيان

أما الدراما التي تقدم كل التفاصيل ، وتشير لكل معني تقصده ، فهي تحول الصورة المرئية إلي صور توضيحية ، مثل رسوم الإرشادات المرورية والصحية ، فتفقدها قيمتها الفكرية والجمالية كفن راق ، وتدفع الدراما السينمائية والتليفزيونية لمحاولة تقليد الواقع حرفيا ، فتغرقنا في حشيش الباطنية ، وتسمعنا أحاديث غنج نسوة قاتلات ، وتدفعنا إلي المتابعة بملل شديد لفتاة تفتح باب شقتها لتخرج ، ثم تنزل علي السلالم هابطة طابقا إثر آخر ، حتي تخرج من بيتها ، دون أن يكون لهذا الهبوط والخروج من المنزل هدف غير التعريف بأنها خرجت فقط ، علي حين يذكر لنا كتاب (الفيلم بين اللغة والنص) تتابعا مرئيا يحكمه مونتاج دقيق من فيلم "هتشكوك" (هذيان) ، نجد فيه الشخص المخبول بقتل النساء ، يقوم بخداع صديقة البطل ويدخلها إلي منزله ، ويغلق الباب ، عندها تنسحب الكاميرا متراجعة للخلف ، وتهبط السلم ببطء وتدور مع دورانه حتي تصل إلي خارج باب المنزل ، بل وتعبر الطريق لتصل إلي الإفريز المقابل لباب المنزل ، عنده تمر سيارة من أمام الكاميرا ونبدأ في سماع الأصوات البشرية

رغم أن حركة الكاميرا هذه تعد سينمائيا من الأزمنة الضعيفة التي لابد من إهمالها ، لأن المشاهد يعرف منذ إغلاق الباب أن الفتاة مقتولة لا محالة ، غير أن "هيتشكوك" قد استخدمها ، كما يشرحها لنا الكتاب ، أراد الربط بين ما يحدث بالشقة أعلي المنزل وما يدور بأسفل حيث الحياة الصاخبة ، بحيث لن يسمع أحد من المارة صرخة الفتاة الواهنة ، فيؤكد بالتالي علي بشاعة ما يحدث ، وعلي عجز المجتمع المنشغل بحياته عن إنقاذ فتاة بريئة . هو حقا كتاب يستأهل قراءته من المتخصصين وغير المتخصصين ، ليس فقط من أجل إبداع دراما راقية ، بل أيضا من أجل خلق جمهور متذوق ..؟  

أخبار النجوم المصرية في

25/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)