حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الشجرة المسحورة» في الليلة الكبيرة

القاهرة - فريال كامل

كان كبيراً التحدي الذي واجه اللجنة لاختيار فيلم الافتتاح بين مئتي فيلم من اثنتين وخمسين دولة، ما يعكس خبرة عشرين عاماً هي عمر المهرجان الذي أسسه الكاتب الراحل سعد الدين وهبة وتسلمت رايته وزارة الثقافة. أضحت لدى اللجنة قاعدة ثقافية وفنية لاختيار الأفلام للمسابقة الرسمية خصوصاً لحفلة الافتتاح، كأن يكون في المقام الأول فيلم ممتع ومستوحى من عالم الأطفال بأمانيهم وأحلامهم من دون تجاهل أحزانهم. ومن هنا يحذر التعاطي مع مشاهد العنف والرعب وكل ما يخدش براءتهم. كان هناك ميل لدى الأعضاء ألا يكون فيلم الافتتاح أميركياً وبالطبع لم تكن المفاضلة ميسورة الى أن أجمعت الآراء على الفيلم البولندي «الشجرة المسحورة» من إخراج اندريه ماليسكا.

حفل الافتتاح، بإشراف الأمين العام للمهرجان سهير عبدالقادر، جاء غاية في البهجة بشهادة الذين احتشدوا في ساحة الأوبرا وداخل المسرح الكبير. ففي الساحة نصب مسرح العرائس خيمته ليقدم الليلة الكبيرة أحد ابداعات صلاح جاهين وسيد مكاوي التي ترددها الاجيال. وعلى المسرح الكبير قدم الأطفال فقرات الحفلة بثلاث لغات. عرض أكثر من مئتي طفل عروضاً فاضت بالحيوية وجمال التصميم والألوان للمخرج اللبناني وليد عوني وتبعتها فقرة التكريمات لتضج جنبات المسرح بعاصفة من التصفيق حباً في نجوم الفن الذين أمتعوا الأطفال، منهم رائد البانتومايم أحمد نبيل ومطرب الأطفال طلعت عطية، إضافة إلى كبار الفنانين عفاف راضي ويحيى الفخراني ومحمد ثروت ومحمد هنيدي. وادخر عوني لختام الاستعراض أجمل مفاجأة حين انزاح ستار عن باقة من البراعم في مصاحبة نانسي عجرم لتغني بعض أغنياتها ويشاركها الغناء الكبار والصغار.

تختزن الذاكرة عشرات الشخصيات التي خلدتها الأفلام فسكنت وجدان الأطفال ومنها شخصيات الملوك العظام والأميرات الجميلات، والساحرات والجنيات، مهرجو السيرك والحيوانات الصديقة، العرائس واللعب وكائنات الفضاء. غير أن المخرج اندريه ماليسكا ابتكر شخصية عجيبة لتكون محوراً لأحداث «الشجرة المسحورة» فهو خلال بناء ثري بالمغامرات المثيرة والمواقف الباسمة والأبطال الصغار الشجعان يؤكد حقاً من حقوق الطفل، وهو حق الاستمتاع بالدفء الأسري. في الحكاية كرسي من الخشب يملك خاصية سحرية هي إمكان الحركة الذاتية. والأهم أن الكرسي العجيب يحقق أماني كل من يجلس عليه بمجرد أن ينطق بها.

قبل العناوين يصحبنا المعلق إلى هولندا لنلتقي حذاء تراثيا من الخشب ولديه طاقة التحرك الذاتي وفي بلدان أخرى نلتقي زلاجة وخزانة ملابس وأشياء كثيرة مصنوعة من الخشب وتمتلك الخاصية ذاتها، الأمر الذي يثير التشوق لمعرفة أصل الظاهرة. يعود بنا المعلق إلى يوم عاصف قبل سنوات حين تصيب صاعقة شجرة بلوط معمرة فتقتلع جذورها من الأرض لتكتسب كل الأشياء التي تصنع منها تلك الطاقة العجيبة ومنها الكرسي بطل الفيلم ومحرك الأحداث، ليتصارع أكثر من شخصية على امتلاكه. وبالتالي تتنوع امنياتهم باختلاف طباعهم فيتعقبه المهرج الشرير ليحوز أموال العالم والخالة المتسلطة لتحقيق رغبات انتقامية، أما أبطال الفيلم الصغار «كوكي» و «فيليب» و «توشكا» فيسعون إلى غايات نبيلة هي أن يلتئم شمل الأسرة والتي تمثل حقاً من حقوق الطفل.

في المشهد الافتتاحي تتدفق الأحداث بسرعة، إذ يسارع الوالدان إلى السيارة ليقدما عزفاً موسيقياً في مهرجان شعبي ويفاجآ بظهور أبنائهما الثلاثة في السيارة تأكيداً على رغبتهم في عدم الانفصال عن والديهم. خلال المشهد ذاته نتعرف إضافة للأسرة على المهرج الشرير والخالة المتزمتة. ويقتحم الكرسي عالم الأولاد ليلاحظ الأطفال ظاهرة عجيبة لا يدركون سرها، فما أن يعبّر الصغير «كوكي» عن رغبته في بيتزا شهية حتى يصل على عجل المندوب ليقدمها لهم وينصرف على الفور، ما يثير دهشتهم وقلقهم لعدم قدرتهم على دفع الثمن، وحين تعرض الخالة على الولدين عملاً كعازفين على باخرة عابرة للمحيط تتحول الأم عن ارتباطها الحميم بأولادها الى قبول العرض، وهو الامر الذي يعجز الصغار عن تفسيره.

أمنيات متواصلة

وحين يعاني الصغار تسلط الخالة وتزمتها يفيض حنينهم لوالديهم ويقدرون أن السر يكمن في الكرسي فينطلق الشقيقان على دراجاتيهما ليجوبا المدينة ذات الطراز الخاص بحثاً عن الكرسي في سلسلة من المغامرات الثرية بالاثارة والفانتازيا وأيضاً المواقف الطريفة.

ولاحقاً حين يطالب المهرج الشرير بثمن تنازله عن الكرسي وبمجرد أن يتمنى فيليب نقوداً تغلي المياه في الأنابيب وتتصاعد الأنجرة لتساقط العملات من الصنبور. وحين تعفي الخالة الخادمة من خدمتها وتحرمها أجرها يستعين كوكي بالكرسي لفتح حقيبة الخالة من بعيد لتتطاير الأوراق النقدية وتتلقفها الخادمة في حال من الدهشة، وفي مستهل رحلة الأولاد للحاق بوالديهم يستقلون سيارة عامة فيحولون اتجاهها لتندفع بقوة وتقتحم أحد المقاهي ما يثير فزع الركاب ورواد المقهى بينما يلاحقهم المهرج للاستحواذ على الكرسي.

في رحلة بالقطار يوفر لهم الكرسي كميات من الحلوى. ويأتي أطرف المواقف حين تكتشف المحصلة أنهم لا يحملون تذاكر للسفر فتتعامل مع الموقف برقة وتروي لهم كيف انها حين هجرت بيت الأسرة لأنها تمنت أن تقتني كلباً فتفاجأ بكلب صغير لطيف على ركبتها وكلاب أخرى من حولها ليمتلئ ممر القطار بالكلاب اللطيفة. وتستحوذ الخالة المتسلطة على الكرسي فتظهر لها من باطن الأرض مائدة حافلة بأصناف الحلوى والفاكهة. وحين تتمنى أن تلقي نظرة على موقع اختفاء الأولاد ترتفع عالياً في الفضاء فلا ينقذها سوى استعانة الصغار بالكرسي لتسقط بسرعة مذهلة في أعماق بركة لتندفع عشرات أطواق النجاة حتى تغطي سطح البحيرة لانقاذها. وفي الختام يخوض الأولاد مغامرة مثيرة حين ينزلقون خلال أنبوب ضخم يصلهم بسطح الباخرة. وفي مشهد غاية في التأثير يلتقي الأب والأم الأبناء. ويتوهج إبداع المخرج حين ينخلع بيت الأسرة من جذوره وينطلق محلقاً في الفضاء، إشارة من المبدع إلى أن العرض ضرب من الخيال.

«الشجرة المسحورة» عمل مدهش ثري بالمغامرة ويلفت نظر الآباء إلى احتياج أساسي للأبناء، إذ أضحى من مظاهر العصر اغتراب الوالدين سعياً للرزق مخلفين الأبناء يعانون مرارة الفراق.

الحياة اللندنية في

19/03/2010

 

مهرجان مسقط يوزع الجوائز ويطرح الأسئلة

مسقط - محمد سيف الرحبي 

يسدل مهرجان مسقط السينمائي غداً الستار على دورته السادسة التي أكدت تطور المهرجان عن الدورات السابقة. وكرّم هذا العام نجم بوليوود الشهير أميتاب باتشان الذي حظي بحضور كبير واستقبالات رسمية وجماهيرية، إضافة إلى الناقد السينمائي المصري مدكور ثابت والفنان العماني صالح زعل. وكان من المقرر أن يتم تكريم النجمة المصرية ماجده الصباحي إلا أن إدارة المهرجان لم توضح أسباب عدم حضورها.

ويوزع المهرجان في حفل الختام غدا، الذي سيرعاه وزير ديوان البلاط السلطاني علي البوسعيدي، الخناجر الذهبية والفضية والبرونزية مع جوائز مالية على حاصدي جوائزه ضمن مسابقات المهرجان الثلاث. والمسابقات هي الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الخليجية، ومسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة للسينمائيين العمانيين، إضافة إلى مسابقة النصوص والمخصصة للمؤلفين داخل السلطنة وسيحصل الفائزون على جوائز مالية إضافة إلى تبني جمعية السينما العمانية إنتاجها ضمن خطة لدعم الحضور السينمائي العماني والذي يغيب عادة عن هذه الفعالية حيث إن السلطنة لم تنتج سوى فيلم سينمائي واحد هو البوم.

وشهد افتتاح المهرجان والمقام تحت رعاية وزير الإعلام حمد بن محمد الراشدي عروضاً مسرحية قصيرة جداً مقتبسة من أفلام عربية وهندية وعالمية قدمتها فرقة انانا السورية. واحتفل الحضور الجماهيري الكبير برؤية نجوم الشاشة الكبيرة وأبرزهم الهندي أميتاب باتشن حيث كان نصف الحضور من الجالية الهندية، إضافة إلى وجود النجمة المصرية إلهام شاهين التي حضرت لدعم موقف فيلمها واحد صفر في المسابقة الرسمية للمهرجان. وعرض المهرجان خلال ستة أيام 24 فيلماً روائياً من مختلف دول العالم من بينها «المر والرمان»، و«عصافير النيل»، و«ضربة البداية»، و«الليل الطويل»، و«طفل كابل». وخصصت سينما البهجة للعروض الروائية الطويلة، فيما تركزت المشاركة العمانية في عرض أربعين فيلماً وثائقياً قصيراً قدمت في قاعة النادي الثقافي.

وتتولى رئاسة لجنة تحكيم الافلام الروائية الفنانة السورية جمانة مراد ومعها الكويتي منصور المنصور والمخرج الأمريكي انتوني نو والدكتور صادق جواد من عمان والدكتور خالد شوكت رئيس مهرجان روتردام، واندريه كوتوريك رئيس مهرجان مؤنس للحب (بلجيكا)، والدكتور عادل يحيى من المعهد العالي للسينما في مصر.

اما لجنة تحكيم الافلام التسجيلية والقصيرة فيترأسها الدكتور شوقي محمد علي وعضوية كل من فجر يعقوب وممدوح سالم ونزار الراوي وسعود الدرمكي.. فيما يرأس لجنة تحكيم النصوص العمانية الدكتور يحيى عزمي وعضوية كل من انتشال التميمي ومحمد بن سيف الرحبي واحمد الازكي وليث عبدالأمير الحمداني.

وعلى هامش العروض اقيمت ندوة بحثت في آفاق النهوض بالسينما العمانية «ثقافة وصناعة» شارك فيها خمسة من النقاد، حيث قدم الناقد المصري علي أبو شادي ورقة حول «دور المؤسسات الحكومية في نشر الثقافة السينمائية» مخصصاً حديثه عن التجربة المصرية.

وأكد الناقد خالد شوكت وجود ثلاثة مستويات للعمل من أجل تطوير البنية الأساسية في أي مسعى لنشر الثقافة السينمائية وتنمية صناعة الفن السابع، وهي: مجال التعليم والتكوين، والمجال التقني، ومجال الدعم والتمويل. ففي مجال التعليم والتكوين تحدث عن أن كل نهضة عامة تبدأ بنهضة تعليمية، وكذا الصناعة السينمائية لا بد من أن تستهل بمعاهد ومدارس لتكوين صناع الأفلام، تقنيين وكتاب سيناريو ونقاد ومخرجين ومنتجين وموزعين. أما في المجال التقني فظهر أن صناعة السينما تحتاج لاستوديوات تصوير ومعامل مونتاج وتحميض وتصحيح وصوت، وشركات للإنتاج ووكالات للتوزيع وقاعات للعرض وهيئات للتسويق والدعاية ومهرجانات لتحقيق التواصل داخلياً وخارجياً. وفي مجال الدعم والتمويل أكد شوكت أنه ضروري للدول التي لا يمكن أن تقوم فيها صناعة سينمائية بالمعنى التجاري، حيث يملك فيها الفيلم القدرة على تمويل نفسه من خلال صناديق التذاكر.

وتطرق الناقد العراقي انتشال التميمي إلى المهرجانات السينمائية ودورها في تشجيع الصناعة السينمائية المحلية. وقال إن العديد من النقاد والمتابعين يربطون بين المهرجان السينمائي في بلد ما، والصناعة السينمائية في ذلك البلد، وهذا يصح في أحوال كثيرة، حيث لم يكن اعتباطاً أن تبدأ المهرجانات في ايطاليا وفرنسا وألمانيا، خاصة في تلك الفترة التي افتقرت فيها بلدان كثيرة للصناعة السينمائية أو حتى النتاج السينمائي الصغير والمنفرد.

أما المخرج العماني مال الله البلوشي فقد تحدث عن بعض نماذج الأفلام السينمائية التسجيلية القديمة التي تم تصويرها في عمان من قبل الأجانب، وتتناول الحياة العامة في عمان، وهي من نتاج عشرينات القرن الماضي. وتطرق في حديثه بداية إنشاء التلفزيون العماني 1974م وبداية استخدام آلات التصوير السينمائية مقاس 16 ملم في تصوير البرامج والأفلام السينمائية التسجيلية، وتوقف التصوير بآلات التصوير السينمائية في التلفزيون والتحول إلى آلات تصوير الفيديو وغلق معمل تحميض الأفلام السينمائية.

أما المخرج العماني مال الله البلوشي فقد تحدث عن بعض نماذج الأفلام السينمائية التسجيلية القديمة التي تم تصويرها في عمان من قبل الأجانب، وتتناول الحياة العامة في عمان، وهي من نتاج عشرينات القرن الماضي. وتطرق في حديثه بداية إنشاء التلفزيون العماني 1974م وبداية استخدام آلات التصوير السينمائية مقاس 16 ملم في تصوير البرامج والأفلام السينمائية التسجيلية، وتوقف التصوير بآلات التصوير السينمائية في التلفزيون والتحول إلى آلات تصوير الفيديو وغلق معمل تحميض الأفلام السينمائية.

الحياة اللندنية في

19/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)