حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

إيفا منديس: الفن وحسابي المصرفي لا ينفصلان

باريس - نبيل مسعد

جمالها الصارخ جعل منها إحدى أشهر الممثلات في الأفلام البوليسية والعنيفة، حيث للمفاتن دور في إغراء الرجال. إيفا منديس الأميركية من أصل كوبي بدأ نجمها يلمع منذ أدت دور خطيبة النجم دنزل واشنطن في فيلم «يوم التدريب» عام 2001.

رشحت منديس سبع مرات للفوز بجوائز تقديرية كأفضل ممثلة، خصوصاً عن أدوارها في أفلام الدراما والمغامرات، كما رشحت لجائزة «جمهور المراهقين» عن دورها في فيلم «سريع وغاضب رقم 2» عام 2005. لكن منديس لا تتورع عن استخدام مفاتنها والظهور في صور جريئة في الإعلانات الخاصة بالعلامات التجارية المرموقة مثل «كالفين كلاين» في شأن العطر الذي أطلقته حديثاً، أو المنظمات المدافعة عن قضية معينة حال «بيتا» التي تسعى إلى إقناع الرأي العام بعدم ارتداء فراء الحيوانات. وتفخر منديس كثيراً بفيلم عنوانه «على الهواء» أنتجته بنفسها وأدت بطولته، وهي تميل دائماً إلى التحدث عنه على أساس أنه أهم عمل قامت به في السينما. وأحدث أفلام منديس كممثلة عنوانه «الشرطي الفاسد» وهو إعادة لفيلم أخرجه الأميركي أبيل فيرارا قبل أكثر من عشرين سنة ومن بطولة النجم الهوليوودي هارفي كيتل، بينما يؤدي الدور نفسه في النسخة الجديدة نيكولاس كايج، والفيلم من إخراج الألماني فيرنر هيرزوغ لحساب شركة انتاج أميركية. ويحكي السيناريو كيف يغرق شرطي ماهر في تعاطي المخدرات، وتؤدي منديس شخصية حبيبته المدمنة مثله والتي تمارس البغاء كي تشتري المخدرات.

جاءت منديس إلى باريس كي تروّج للفيلم، فالتقتها «الحياة» وحاورتها.

·         حدثينا أولاً عن فيلم «على الهواء» الذي توليت إنتاجه وبطولته؟

- إنه يروي قصة عصرية إلى أبعد حد بما أن أحداثه تدور في عالم التلفزيون، وأمثّل فيه شخصية صحافية مسؤولة عن تقديم برنامج تلفزيوني يمارس فيه الضيوف لعبة «الروليت الروسية» بمعنى أن كل واحد منهم يحمل مسدساً فيه رصاصة واحدة فقط يصوّبه الى رأسه ويطلق النار، والضيف الذي يبقى على قيد الحياة في نهاية اللعبة هو الفائز، علماً أن البرنامج يبث على الهواء، الأمر الذي يفسر عنوان الفيلم.

·         هل تميلين إلى السيناريوات العنيفة هكذا؟

- لا أحب الأفلام العنيفة أكثر من غيرها، لكنني إذا وجدتها جيدة لا أعترض على المشاركة فيها أبداً. والشيء الذي أثار اهتمامي في فيلم «على الهواء» هو الجانب العصري الذي تتميز به الحبكة، فنحن نشاهد الآن الكثير من البرامج التي تنقل على الهواء مباشرة كل خصوصيات الضيوف، فلماذا لا نصل إلى حد تصوير الموت بهذا الأسلوب؟ أنا أعتبر الفيلم بمثابة التحذير ضد أخطار الإعلام في مجتمعاتنا الغربية الحديثة.

·         فيلمك الأخير «الشرطي الفاسد» لا يخلو بدوره من حبكة عنيفة تدور في عالم الليل وتجار المخدرات، فما نظرتك إلى هذه الأفلام عموماً، علماً أن الإعلام يهاجمها إلى حد ما؟

- لقد نجح الفيلم أينما عرض وحاز إعجاب الجمهور العريض بلا نقاش، ولكن جمهور النقاد لا يشبه غيره في العالم كله، وبالتالي فهو عثر في نهاية القصة على شيء لم يعجبه من الناحية الأخلاقية أكثر من أي شيء آخر، فحكاية الشرطي الفاسد لم تعجب الإعلاميين كثيراً، وهم كانوا قد هاجموا الفيلم الأصلي في الثمانينات من القرن الماضي بالأسلوب نفسه. أما أنا فأعتبر هذا الموقف يسارياً بحتاً، وأعتقد أن النقاد قد حللوا الفيلم من وجهة نظر سياسية وحسب، فضلاً عن التركيز على وجهة النظر الفنية التي هي من صميم عملهم أولاً وأخيراً. ولكننا نعرف أن النقد السينمائي لا يخلو من السياسة. أليس كذلك؟

حساب مصرفي

·         ما الذي جعلك ممثلة في بادئ الأمر؟

- أنا بدأت أتعلم التجارة وإدارة الأعمال في الجامعة في لوس أنجليس قبل أن أشارك، على سبيل التسلية في مسابقة لاختيار ممثلات المستقبل في التلفزيون والسينما. والذي حدث هو انني فزت بدور صغير في فيلم تلفزيوني لأن لجنة التحكيم اقتنعت بمستوى أدائي في إطار المسابقة، ومنذ ذلك الحين وجدت نفسي موضع اهتمام التلفزيون ثم السينما، فقررت أن ألعب اللعبة وأن أكتشف خبايا هذا المطاف الجديد. وأشكر القدر الذي دفع بي إلى خوض تجربة الاشتراك في المسابقة هذه لأنني الآن لا أتخيل نفسي اطلاقاً في مهنة غير فنية نظراً الى ما أكسبه من الفن.

·         ألست نادمة اطلاقاً على حكاية التجارة وإدارة الأعمال؟

- إذا حدث أن فعلت، فسرعان ما ألقي نظرة على حسابي المصرفي، الأمر الذي يطمئنني ويساعدني في إدراك سبب اختياري النهائي للفن بدلاً من أي مهنة ثانية. وفي شكل عام إذا قررت يوماً ما أن أعتزل التمثيل فسأتجه الى تصميم الديكور المنزلي وليس إدارة الأعمال أو التجارة، إذ إنني اكتشفت في نفسي حديثاً حب تصميم الديكور الداخلي.

·         أنت جنوب أميركية وكوبية بالتحديد، فهل تعتبرين نفسك خليفة سلمى حايك وجنيفر لوبيز وروزاريو دووسون مثلاً في الميدان الفني؟

- هذه حكايات وروايات تعشقها الصحافة، أما عن نفسي فلا أنظر إلى شخصيتي الفنية بمثل هذا النحو اطلاقاً، وأعتقد بأن لكل واحدة منا مكانتها طبقاً لطاقتها وإمكاناتها الفنية وأيضاً مظهرها. وقد عملت ذات مرة مع سلمى حايك في فيلم سينمائي ووجدتها في قمة الذوق والأخلاق وذات شخصية جذابة ومزاج حار جداً ربما بفضل المزيج اللبناني - المكسيكي الذي يميزها.

·         هل ستقبلين أدوار الإغراء أكثر وأكثر في السينما إذا عرضت عليك، كما فعلت في فيلمي «نحن نملك الليل» و «يوم التدريب» حيث مثلت في كل مرة شخصية مبنية على جاذبيتك الطاغية؟

- الشخصية التي أديتها في كل فيلم من الفيلمين المذكورين فعلاً مبنية على جاذبيتي، ولكن الفيلمين مجردان من اللقطات الإباحية الصريحة وتظل لقطات الإغراء فيهما خفيفة إلى حد ما ويسودها الضوء الخافت. صحيح أن السينما قادرة على طرح مثل هذا النوع من المشاهد عليّ أكثر وأكثر وسأتخذ القرار المناسب في حينه استناداً إلى النص المكتوب ونوعية الدور وأيضاً بحسب من هو مخرج الفيلم.

·         ألا يضايقك ان جمهورك هو أساساً من الرجال بفضل أدوارك المبنية على جمالك الصارخ؟

- لا يزعجني ان جمهوري الأساسي يتكون من جنس الذكور وإن كنت متأكدة من أن النساء يشاهدن أفلامي ولو بهدف تقليدي أو تحطيمي من طريق فحص جسدي بالمنظار المكبر والعثور فيه على عيوب. وأقول لهن بصوت عال: نعم لدي بعض العيوب مثلكن تماماً ولكنني أحولها إلى مزايا تزيد من جاذبيتي في نظر الرجال لا أكثر ولا أقل، لأن الجمال المجرد من العيوب غالباً ما يكون مجرداً من الطعم أيضاً.

·         أنت سفيرة داري «ريفلون» و «كالفين كلاين» حالك حال الكثيرات من نجمات السينما والتلفزيون الآن، فما شعورك تجاه هذه المهمة؟

- هي ليست بمثابة مهمة مستحيلة بالمرة، ولكنها شهادة تقدير بأنني وصلت إلى مرحلة من الشعبية تجعلني قادرة على تمثيل علامات دولية متخصصة في الجمال والعطور مثل «ريفلون» و «كالفين كلاين» من دون الحاجة إلى التعريف بنفسي.

·         لكنك تظهرين في إعلانات «كالفين كلاين» بلقطات إباحية، وكذلك في الصور التي تخص منظمة «بيتا»؟

- النوعية الفنية المتفوقة التي تميز الصور الخاصة بالإعلانات الدعائية لمنتجات الجمال لا تقبل النقاش، وهي مجردة كلياً من أي إباحية، لذا أوافق عليها. أما عن منظمة «بيتا»، فهي تدافع عن الحيوانات التي تُقتل من أجل أن ترتدي الأنيقات الثريات فراءها. وأنا أشارك المنظمة وجهة نظرها، وبالتالي أفعل ما هو مطلوب مني كي ألفت انتباه الجمهور العريض الى القضية.

·         هل أنت مولعة بالموضة وبمبتكر محدد مثلاً؟

- أحب الموضة مثل أي امرأة في العالم، ولكنني أرفض الخضوع لقوانينها الصارمة التي تحول المرأة إلى جارية أكثر من أي شيء آخر، وبالتالي أختار موضتي بنفسي في البوتيكات هنا وهناك، وأمزج القطع المختلفة ببعضها بعضاً طبقاً لما يناسب ذوقي وتكويني الجسماني، بمعنى أنني أصنع موضتي بحسب مزاجي.

·         شاركت كلاً من يواكين فينيكس وجوني ديب ودنزل واشنطن وأنطونيو بانديراس وويل سميث ونيكولاس كايج البطولة في أفلامك المختلفة، فمن منهم يعجبك بطريقة مميزة وأكثر من غيره؟

- أنت تطلب مني أن أختار بين فينيكس وديب وسميث وواشنطن وبانديراس وكايج، فهل يمكن أي إمرأة أن تفعل مثل هذا الشيء؟ أرجوك إعفيني من الرد، على الأقل حتى لا يصاب مستقبلي الفني بضرر جسيم إذا وقع أحد هؤلاء على هذا المقال.

·         هل تنوين مد عملك الفني إلى المسرح في المستقبل القريب؟

- لا لأنني أعتبر نفسي ممثلة سينمائية والمسرح يخيفني بعض الشيء، فأفضّل تركه لأصحاب الشهادات من خريجي مدارس الدراما.

الحياة اللندنية في

19/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)