حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"صباح"... بحث عن الذات في مرآة الآخر

رانية عقلة حداد

من التحضير والاحتفال بعيد ميلاد صباح (ارسيني خانجيان) الأربعين، يبدأ الفيلم العربي الكندي الذي يحمل اسمها انتاج 2005، حيث صباح الشخصية المحورية فيه، امرأة عربية مسلمة محجبة، وغير متزوجة تقيم مع عائلتها في كندا منذ زمن طويل بعد هجرتهم من سوريا.

قد يبدو للوهلة الاولى ان الفيلم سيتحدث عن تجربة صباح، كنموذج للمرأة العربية المسلمة في بلد غربي لا يحترم تقاليد وثقافة الآخر المختلف... يدّعي التعددية نظريا ولا يقبلها عمليا، لكن ما يطرحه الفيلم العكس تماما.

صباح تكرس جل وقتها لخدمة ورعاية والدتها المريضة، اما حياتها خارج المنزل فمقتصرة على احضار الطعام والأدوية اللازمة، لكن بعد عيدها الاربعين تبدأ باكتشاف انوثة منسية لاكثر من عشرين عام، ورغبتها في الانعتاق والتحرر تدفعها للانطلاق والتمرد على ثقافتها العربية التي غدت بالنسبة لها بمثابة قيد بالمقارنة مع الثقافة الغربية المغايرة والمنفتحة التي تحيا في كنفها. فتبدأ صباح بالذهاب خلسة الى مسبح عام مختلط، لتستعيد الهواية التي اعتادت ان تمارسها في طفولتها والتي تشعرها بقدر من الحرية، ويقودها التناقض بين رغباتها وبين ثقافتها المفروضة عليها الى ارتداء ملابس السباحة، واستخدام الطاقية الواقية من الماء كبديل لغطاء الرأس (الحجاب)، وعندما تنتهي ترتدي زيها الشرعي ثانية وتعود الى البيت، في المسبح تلتقي ب ستيف الكندي المسيحي، وتبدأ قصة حب محرمة بينهما، ستيف من جانبه يتفاجأ بزيها الشرعي حين التقاها بالمقهى، وعندما استفهم شرحت له ان على النساء المسلمات ان يرتدين الحجاب، ابدى ستيف استغرابه من ثم احترامه لايمانها، لكنه لم يفهم هذا التناقض؛ داخل المسبح بملابس تكشف جسدها وخارج المسبح باخرى تغطي جسدها، ويكتشف مع الأيام المزيد من المحرمات في حياة صباح؛ شرب الخمر، أكل لحم الخنزير... وفي احدى امسياتهما ارتبكت صباح حين شاهدت رجل من بعيد يشبه شقيقها ماجد، عندها علم ستيف انه من غير المقبول لدى عائلتها ان تواعد رجلا، وعندما استفهم لاحقا لمَ كذبت عليه بمكان سكنها، علم ان ذلك سيسبب لها مشاكل مع عائلتها فالدين الاسلامي يحرم الارتباط برجل غير مسلم، وهي لا تمتلك قرارها.

صباح بثقافتها وافعالها المرتبكة والمناقضة لمعتقداتها، تستدعي دهشة ستيف الذي تمتاز ثقافته كما يقدمها الفيلم بنقيضها حيث الوضوح والصدق، ويبدو ان مخرجة العمل العربية الكندية (ربى ندّى) تشارك ستيف هذه الدهشة وهنا تكمن خطورة الطرح:

أولا: حين لا نتكلم بلسان حالنا، ولا نبحث عن ذاتنا في مرآتنا، انما في مرآة الاخر (الغرب)، فنبصر كما يرانا وكما يرغب ان نرى انفسنا.

ثانيا: يجب الالتفات هنا ان صباح في الفيلم لم تعُد تمثل حالة خاصة فردية، انما تقرأ على نحو اخر في ضوء السياق الذي وضعت فيه، والذي بدوره يضعنا امام مقارنات؛ صباح وعائلتها ازاء ستيف، نموذج الثقافة العربية الاسلامية ازاء نموذج الثقافة الغربية، حيث الاول يتسم بالتناقض والازدواجية والهشاشة بينما الثاني بالبساطة والوضوح والاتزان، وفي النهاية لا يقوى الاول على الصمود امام الاخر.

ثالثا: حين تُقدَم الثقافة الغربية على انها المُخلّص، والنموذج البديل والمثالي الخالي من العيوب والتناقض، فحل مشكلة صباح يبدأ، بالتنازل شيئا فشيئا عن هويتها ومظاهر ثقافتها، بالارتماء في حضن النموذج الاخر؛ الثقافة الغربية المنفتحة التي تمنح الفرد حريته وتحترم اختياراته... فتقبل صباح شرب الخمر التي رفضتها سابقا، وتتخلى عن حجابها امام ستيف، ثم تقيم معه علاقة غير شرعية، اذن التنازل وليست التبادل، الارتماء في حضن الاخر وليس الانفتاح عليه، هي الصيغة التي ينصح بها الفيلم ما اذا هاجر احدنا الى احدى الدول الاجنبية، تصادم الثقافات والمعتقدات المختلفة يقود الطرف المهاجر الى الانصهار في الاخر، وهذا الامر لا بد ان يكون سهلا ما اذا كان المرء كصباح ثقافته ومعتقداته مفروضه عليه ولا يمتلك ايمانا داخليا بها.

اللافت للنظر ان العنصر الوحيد من الثقافة العربية الذي وجد صّناع الفيلم ضرورة حمايته من الضياع نظرا للقيمة التي يتمتع بها، هو الرقص الشرقي - كرمز لتحرر الجسد - فهو وحده الجدير بان تحافظ عليه صباح من ثقافتها، وتبدي الام اعتزازها عندما تبدأ صباح باتقان الرقص بعد فترة تدريب قصيرة متجاوزة بذلك خجلها، وبه تنهي المخرجة الفيلم والحمدلله، على الرغم من ان جذور الرقص الشرقي ليست عربية.

امضت صباح ليلة في منزل ستيف وكان عليها ان تواجه اهلها الذين كانوا بانتظارها حين العودة، مما دفعها للاعتراف بالعلاقة، وعندما اعترضوا ورفضوا العلاقة غادرت المنزل، تتجلى ركاكة الفيلم بالكيفية التي حلت بها العقدة، وبالاسباب التي دعت الى التحول الكبير في موقفي الام والاخ (رمزي السلطة) الرافضين بشدة لحرية صباح ولهذا الاقتران بناءا على امور جوهرية؛ عقائدية، وثقافية كما هو مفترض، فبعد ان تمردت صباح وغادرت الى منزل ستيف، لحقتها الام لتثنيها عن موقفها وتعيدها الى المنزل، وعندما رحب ستيف بالام مقدما لها الشاي، دار بينهما حوار من المفترض ان يكون من القوة بحيث يغير رأي وموقف الام، لكنه لم يكن على اي قدر من الاهمية، ان امرا اخرا تماما هو الذي سيغير موقفها؛ انه الشاي اللذيذ الذي قدمه لها، وعيناه الملونتان الجميلتان " يا موه عجبني شكله عجبوني عيونه".

اما الاخ الذي يتمتع بردود افعال متناقضة وغير مفهومة، فهو مثلا غضب ورفض علاقة صباح بستيف لانه غير مسلم، ولكنه لم يغضب ولم يبدِ اي اعتراض على اقامتها علاقة غير شرعية معه، وبعد تمردها تعود صباح اليه لتناقشه، فنتبين ان لا داعي لغضبه السابق وموقفه المتعنت، لان من منحى النقاش يتكشف ان المشكلة ليست مشكلة المعتقد والثقافة المختلفة، وانما في الحقيقة ان الاموال التي تركها الوالد نفذت منذ زمن، اضطر لاخفاء الامر عن العائلة، وبقي يصرف عليها من شغله وتعبه، لكنه الان يمر بضائقة مالية جعلته يضطرب، وهكذا بعد هذه المواجهة الحادة بين صباح واخيها وبعد كوب الشاي الساخن مع ستيف يلين القطبان؛ ماجد، والام، فتستعرضهم الكاميرا في المشهد الاخير جميعا، يحتفلون بعيد ميلاد صباح الحادي والاربعين بحضور ستيف وقبول العائلة له.

باستثناء صباح (ارسيني خانجيان) كان اختيار الممثلين غير موفق، واداء الشخصيات غير مقنع يترك الانطباع بانهم غريبون عن شخصياتهم.

في النهاية هناك استسهال في تناول ومعالجة الموضوع... لربما رغبت كاتبة ومخرجة العمل (ربى ندّى) ان تطرح حق المرأة العربية والمسلمة في استقلاليتها، وفي امتلاك قرارها، وفي حرية الاختيار لكنها قد ضلت الطريق، فاذ بالبناء الدرامي والسياق التي وضعت به الاحداث قادت الى غير ذلك.

أدب وفن في

17/03/2010

 

عبدالحميد جمعة:

الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي تقام خلال الفترة من -12 19 ديسمبر 2010

عبد الستار ناجي 

بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر الماضي. أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي الدولي ان الدورة السابعة للحدث السينمائي الأبرز في العالم العربي وآسيا وافريقيا، ستقام خلال الفترة من 12-19 ديسمبر 2010.

وأشارت اللجنة المنظمة في بيان صحافي لها انه من المقرر ان يستعرض المهرجان في نسخته السابعة مجموعة متنوعة من الأفلام من مختلف أنحاء العالم، ضمن 12 برنامجاً، تشمل «ليال عربية»، و«أصوات خليجية»، و«سينما العالم»، و«سينما الأطفال»، و«سينما آسيا- أفريقيا»، و«جوائز تكريم انجازات الفنانين»، و«احتفال بالسينما الهندية».

وستضم دورة مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2010 مسابقتي «المهر العربي» و«المهر الآسيوي - الافريقي»، اللتين توفران جوائز نقدية تتجاوز قيمتها 575 ألف دولار أميركي تهدف الى تكريم التميز والابداع في مجالات التمثيل والتصوير والمونتاج والموسيقي والسيناريو، بالاضافة الى جائزة لجنة التحكيم. ويعتزم مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام توسيع نطاق شراكته مع «الاتحاد الدولي لنقّاد السينما» (فيبريسكي) لتقديم جائزة الاتحاد ضمن فئات الأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة، والأفلام الوثائقية في مسابقة المهر العربي. وفي تصريح خاص أوضح عبدالحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي ان التكامل بين الابداعات السينمائية المتميزة من مختلف أنحاء العالم، وحضور نخبة من أبرز المشاهير والفعاليات السينمائية المتنوعة، ساهما في اكساب مهرجان دبي السينمائي الدولي مكانة رائدة في قطاع السينما الاقليمي. وقال: «على الرغم من أنه يأتي في ختام المهرجانات السينمائية الدولية في كل عام، الا ان المنتجين والمخرجين يحرصون على الاستفادة من مهرجان دبي السينمائي الدولي باعتباره منصة متميزة لاستعراض أعمالهم السينمائية أمام جماهير السينما العالمية. وتواصل الأفلام التي تم عرضها خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي خطف الأضواء، مدعومة بالشهرة الواسعة التي تتمتع بها دبي، المدينة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية».

وفي الاطار ذاته، أشار مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي الى ان النسخة السابعة من الحدث ستواصل مسيرة النجاح والانجازات التي حققتها الدورات السابقة، والتي أسهمت في تعزيز مكانة السينما الاقليمية على الصعيد العالمي.

وقال: «تمكن مهرجان دبي السينمائي الدولي على مدى السنوات الست الماضية، من تحقيق هدفه الذي تأسس من أجله والذي يتمثل في تشجيع المواهب السينمائية العربية والمحلية والارتقاء بقطاع صناعة السينما العربية والمحلية. وكان أبرز ما ميز مهرجان دبي السينمائي الدولي 2009 هو عرض فيلمين اماراتيين طويلين، يضم أحدهما طاقم عمل عالميا. وتعكس تشكيلة الأفلام التي شاركت في دورة عام 2009 طبيعة صناعة السينما في العالم العربي وآسيا وأفريقيا، واننا نتطلع الى عرض المزيد من الروائع الفنية خلال الدورة المقبلة من الحدث».

وانطلاقاً من سعيه الى دعم وتطوير صناعة السينما العربية، سيركز مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010 بشكل كبير على «ملتقى دبي السينمائي»؛ ومبادرة بيع وتوزيع الأفلام «سوق دبي السينمائي» وورش العمل المخصصة للقطاع والطلاب.

يذكر ان الدورة السادسة من المهرجان كانت قد شهدت حضور 50113 متفرجاً شاهدوا 168 فيلماً، من «أفاتار» الذي حطم ايرادات شباك التذاكر، الى «زنديق»، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة المهر العربي. كما استقبل الحدث نخبة من أبرز المشاهير من مختلف أنحاء العالم. من ناحية أخرى، استقبل ملتقى دبي السينمائي العام الماضي 127 سيناريو من المخرجين العرب من مختلف أنحاء العالم، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً تخطى به جميع الأرقام السابقة. وشهدت ورش العمل التي نظمها المهرجان حضوراً متميزاً، فضلاً عن اليوم المخصص للطلبة والذي استقطب أكثر من 300 طالب.

وتخطى عدد عروض بيع وتوزيع الأفلام خلال «سوق دبي السينمائي» حاجز الـ 3100 عرض، أي ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف عروض عام 2008. واستعرض المشترون المحتملون 323 فيلماً على شاشات متطورة تعمل باللمس تم تركيبها خصيصاً لهذا الغرض.

سيقام مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010 بالتعاون مع «مدينة دبي للاستوديوهات»، برعاية كل من «السوق الحرة - دبي»، و«لؤلؤة دبي»، و«طيران الامارات»، و«مدينة جميرا. وكانت «النهار» قد قامت بتغطية فعاليات المهرجان عبر رسالة يومية شاملة عن المهرجان وأفلامه وضيوفه.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

17/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)