حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«حافة الظلام» تشويق سياسي يكشف المسكوت عنه

دبي - أسامة عسل

ميل جيبسون الممثل المتمكن المقتصد اللين الملامح، الذي يعبر بلفتة أو نظرة واحدة من عينيه عن أشد الانفعالات المراوغة تضارباً وأبعد الأحاسيس غوراً وإيهاماً، يؤدي في فيلم »حافة الظلام« الذي أعاده الى السينما بعد فترة توقف استمرت ثماني سنوات دوراً مركباً تتصارع فيه مشاعره كضابط شرطة وعواطفه كأب تجاه ابنته الوحيدة المدللة.

هذا العمل الذي يعرض حالياً في صالات السينما المحلية مأخوذ عن دراما تلفزيونية ناجحة بالعنوان نفسه، تم تحويلها إلى فيلم سينمائي عن قصة للكاتب تروي كيندي مارتن وإنتاج شركة وارنر وقناة (بي بي سي). ولا شك في أن أحداثها المثيرة أغرت جيبسون على تقديمها مرة أخرى، فقد وجد في دور المحقق الجنائي توماس كريفن إمكانات للإبداع لا تحدها حدود، فكثير من المشاهد تتطلب منه التعبير بوجهه من دون أن ينطق كلمة واحدة حتى في أشد الانفعالات الإنسانية؛ الخوف، البهجة، الحزن، الحيرة، العجز، وأحياناً يتدخل أكثر من انفعال في وقت واحد، وقد انتقل جيبسون من انفعال الى آخر كما عبر عن أكثر من انفعال في العديد من المواقف باقتدار وتمكن واضحين.

تبدأ الأحداث بلقطات مصورة لطفلة صغيرة تجري وتقفز على شاطئ بحر، ثم تنقلنا الكاميرا إلي مطار بوسطن حيث ينتظر »توماس كرايفن« ابنته »إيما« التي كبرت ووصلت إلى العشرين من عمرها وتؤدي دورها (بوجانا نوفاكوفيتش)، والتي تأتي في زيارة مفاجئة لوالدها هي الأولى منذ استقرارها في مدينة مساتشوستس حيث تعمل في مجال الأبحاث النووية. الدقائق الأولى من لقائهما توحي بشيء من الفتور وتقدم »توماس« في شخصية منعزلة، تواجه صعوبة في التواصل مع ابنته الذي يعتقد بأنها حامل أو مصدومة في علاقة عاطفية، لاحقاً وأثناء وجودهما في المنزل، تعاني »إيما« من نزيف مفاجئ من الأنف وحالة شديدة من القيء، ووسط هلعها وطلبها الذهاب إلى طبيب، تتلفظ بكلمات حول ضرورة اطلاع والدها على سر ما، ولكن الموت يعالجها برصاصة يطلقها عليها مجهول أمام باب المنزل، وهنا تتولد في نفس الأب حالة من الانهيار العاطفي، تتبعها رغبة جارفة بالانتقام مهما كان الطريق مشوباً بالعقبات.

يغرق المشاهد من لحظة القتل في دوامة الشك حول الشخص المستهدف من وراء هذه الجريمة، كل المؤشرات تذهب في اتجاه المحقق توماس، ولا يصدق ما ادعاه أصدقاؤه العاملون في التحريات من أن أحد العملاء أراد قتله فأخطأه وأصاب ابنته وتعامل مع القضية على أنها اغتيال لابنته الغالية، وأن عليه الانتقام من القاتل مهما كان وضمن أي ظروف، وتتصاعد الأحداث لتفاجئنا بأن موت »إيما« بالفعل ليس حادث قتل عادي، خصوصاً عندما يكتشف الأب أن ابنته إيما كانت تخبئ مسدساً تعود ملكيته الى صديقها دافيد »شون روبرتس«، فيبدأ في عملية بحث مضنية عن الدوافع التي قادت لمقتل ابنته أمام عينيه.

وفي سعيه إلى الكشف عن ظروف الحادث، يتوصل »توماس« إلى حقائق تثبت تورط الحكومة وبعض رجالاتها وأجهزتها بعملية تصنيع أسلحة نووية لحساب دول أخرى، من خلال شركة »نورثمور« التي كانت تعمل فيها ابنته، مرة واحدة فقط يذكر أحدهم في الفيلم شيئاً عن أن تلك الأسلحة هدفها تمويل الجهاديين لخوض حروبهم التخريبية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن حتى من دون تلك المعلومة، يمكن للمشاهد استنتاج تلك النقطة غير المخفية؛ لأنها السبب الرئيسي الذي يجعل إعادة تقديم هذه الحكاية مجدداً عملية مربوطة بالواقع السياسي في عالم ما بعد 11 سبتمبر.

وهنا تبدأ شخصية توماس تأخذ أبعاداً تتسق مع عنوان الفيلم »حافة الظلام«؛ فالخصوم الذين يواجههم خطيرون ويمثلون قوى كبيرة في السلطة الأميركية، وكذلك التحريات التي يجريها تجعله عرضة للقتل بين لحظة وأخرى، كل ذلك ضمن تداخل للأحداث يجعل الطريق أمامه مظلماً، ويضع الحقيقة في مكان مجهول صعب الاقتراب منه أو مواجهته.

الخيط الذي يقود المحقق توماس للانتقام من قاتل ابنته اعتراف أحد رجال الشرطة بأنه على علاقة بمؤامرة حيكت لاغتيال الفتاة، وكانت تستهدف أيضاً قتل توماس، ويلعب المحقق »جيدبيرغ ـ راي وينستون« دوراً في تصعيب اكتشاف الحقيقة، لكن المحقق توماس يصل إلى غايته بعد صراع مع القوى السياسية التي تسيطر على المجتمع الأميركي وتدير مصالحه ويكون مصيرها الموت والفضيحة وكشف المسكوت عنه، حيث يختار »توماس« إرسال الفيلم الذي صورته ابنته قبيل مقتلها والذي يكشف عن نشاط شركة »نورثمور« غير القانوني إلى صحافية ناشئة في تلفزيون »فوكس« للإعلان عن تفاصيل المؤامرة، ربما لأنها تذكره بابنته.

الفيلم من إخراج مارتن كامبل، وهو مخرج نيوزيلندي أخرج اثنين من أفضل أفلام العميل السري الإنجليزي »جيمس بوند«، وهما »العين الذهبية« (1995) من بطولة بروس بروسنان، و»كازينو رويال« (2006) لدانيال كريغ، كما قام بإخراج الفيلمين الأخيرين من سلسلة أفلام زورو من بطولة أنتونيو بانيدراس وكاترين زيتا جونز، وهما »قناع زورو« (1998) و»أسطورة زورو« (2005).

»حافة الظلام« دراما بوليسية في ساعة و48 دقيقة، جمعت بين السياسة والتشويق في ما يشبه البحث الميداني، وعلى الرغم من اعتمادها على الحبكة التي تفرج عن المعلومات ببطء تدريجي وتميز أعمال هوليوود، فإن براعة التصوير وطول اللقطة الواحدة واختلاف زوايا تصويرها جعلت الفيلم جذاباً ولافتاً للانتباه.

الفيلم: حافة الظلام

بطولة: ميل جيبسون، راي وينستون

إخراج: مارتن كامبل

سيناريو:ويليام موناهان، اندروبول

إنتاج: شركة وارنر

مدته: ساعة و48 دقيقة

تصنيفه: دراما، أكشن

البيان الإماراتية في

17/03/2010

 

اقتباس أشهر الأفلام موضة الدراما 

يبدو أن «هوجة» تحويل الأفلام السينمائية إلى مسلسلات سوف تلقي بظلالها على الدراما العربية هذا العام أيضاً، بعد النجاح الذي حققه مسلسل «الباطنية» المأخوذ عن الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه وقامت ببطولته نادية الجندي، الأمر الذي دفع العديد من صانعي الدراما إلى طرح تقديم أفلام أخرى لا تزال تلقى نجاحاً كبيراً عند عرضها؛ ولكن مع إضافة معالجة للعمل تتماشى مع روح العصر.

كعكة رمضان المقبل لم تغمض عينيها، بل تستحوذ على النصيب الأكبر من تلك الأعمال التي يعاد بثها درامياً بعد نجاحها السينمائي، وعلى رأس هذه الأعمال يأتي مسلسل «العار»، وهو العمل السينمائي الذي بدأ عرضه للجمهور في فترة الثمانينات، ولا يزال يستحوذ على نسبة كبيرة من المشاهدة عند إعادة عرضه على الفضائيات، وهو بطولة نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمي ونورا وإلهام شاهين، وتأليف محمود أبو زيد، وإخراج علي عبدالخالق.. واستغلالاً لهذا النجاح يعاد تقديم الفيلم في مسلسل تلفزيوني يقوم ببطولته مصطفى شعبان وشريف سلامة وأحمد رزق وعلا غانم وحسن حسني وعفاف شعيب ومنة فضالي وهبة مجدي، وكتب له السيناريو أحمد أبو زيد، وإخراج شيرين عادل.بسؤال المخرجة شيرين عادل عن وجه التشابه بين الفيلم والمسلسل أكدت أن أحداث العملين مختلفة، حيث لن تتجاوز الأحداث المأخوذة عن الفيلم فيها عشر حلقات فقط، والمتبقي ستكون أحداثه جديدة وتبنى على ما سيحدث للإخوة بعد نجاح صفقة المخدرات، عكس ما انتهى عليه الفيلم.

اختفاء سعيد مهران... ويدخل مسلسل «اختفاء سعيد مهران» ضمن قائمة الأعمال التي يعاد تقديمها درامياً، وهو بطولة الفنان هشام سليم وإخراج سعيد حامد، وهو مأخوذ عن قصة فيلم «اللص والكلاب» للكاتب الكبير نجيب محفوظ، والذي تم إنتاجه العام 1962، وتدور أحداثه حول سعيد مهران هذا الشاب الفقير الذي يعمل في بيت الطلبة، ويضطر إلى سرقة أحدهم لحاجته إلى المال اللازم لعلاج أمه، ويتدخل الصحافي رؤوف علوان في تصرفاته.

ويصبح سعيد رئيس عصابة تنتقم من الأغنياء بسرقتهم، ثم يتنصل رؤوف من سعيد بعد أن يصبح من الأثرياء، ويبلغ عنه، ويدخله السجن إلى أن تنتهي مدة عقوبة سعيد الذي يحاول الانتقام من رؤوف بقتله، ولكنه يقتل البواب بدلاً منه؛ ليعيش مطارداً، إلى أن يستدل البوليس على مكانه ويطارده حتى يحاصره، ويلقى مصرعه برصاصة أحدهم. أما القائمون على فيلم الفرح الذي لم يمر على عرضه سوى عامين، فقد فاجأوا الوسط الفني بقرار إعادة عرض الفيلم على الشاشة الصغيرة بشكل درامي تحت عنوان «الحارة»؛ وتدور أحداثه حول رجل ذي صيت في منطقة شعبية يقرر أن يقيم فرحاً وهمياً يدعو فيه أهل المنطقة ليجمع أموال «النقوط»، التي تعتبرها هذه الفئة ديناً يجب رده في المناسبات.. والمثير في هذا العمل أن أبطال الفيلم هم أنفسهم أبطال المسلسل، حيث يشارك في بطولته كريمة مختار، نيللي كريم، باسم سمرة، صلاح عبدالله، سوسن بدر، حنان مطاوع، وتأليف أحمد عبدالله، وإخراج سامح عبد العزيز.

فانوس إسماعيل ياسين

ولم يغفل مسلسل «الفانوس» الذي يقوم ببطولته الفنان أشرف عبدالباقى أن يدخل ضمن قائمة المسلسلات التي تم تقديمها سينمائيًا، والمأخوذ عن قصة فيلم «الفانوس السحري» الذي سبق وقدمه الفنان الراحل إسماعيل ياسين.

المسلسل يعد سباعية كتبها مجدي سالم، وأخرجها محمد عبدالنبي، وتدور أحداثه في إطار فانتازي كوميدي؛ حيث يقابل فيها البطل «جنياً» يظهر له من الفانوس السحري، وتدور بينهما أحداث كوميدية..

وحول جدوى إعادة تقديم الأفلام السينمائية درامياً، يقول الناقد نادر عدلي: إنها محاولة من صناع الدراما للاستفادة من النجاح الذي سبق وحققه الفيلم، موضحاً أنهم بذلك يضمنون مسبقاً الحصول على نسبة مشاهدة عالية، مثلما حدث في مسلسل «الباطنية» الذي لاقى نجاحاً كبيراً عند عرضه العام الماضي.

ولفت عدلي إلى أن الدراما العربية تعيش أزمة سيناريو، جعلتها تفتقر لوجود قصص جذابة، الأمر الذي دفع المؤلفون لاقتباس قصص الأفلام الشهيرة التي حققت إقبالاً جماهيرياً ضخمًا لمحاولة تقديمها مرة أخرى.

أما المخرج مجدي أحمد علي فلا يرى مشكلة في تقديم الأعمال الدرامية المقتبسة من أفلام سينمائية، ولكنه أكد ضرورة أن يجتهد المؤلفون من أجل تقديم أعمال متميزة تحمل معها الطابع المعاصر؛ فهناك العديد من القضايا المعاصرة التي تهم المشاهد، يجب التطرق إليها، ومحاولة حلها.

البيان الإماراتية في

17/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)