حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يجسد شخصيات جديدة يقدمها لأول مرة.. ومنها الشيخ في الجزء الثاني من «أهل الراية»

الفنان زهير عبد الكريم لـ «الشرق الأوسط» : الدراما السورية تحفر قبرها بيدها من خلال الدراما المدبلجة

هشام عدرة

تميز بتأديته للكثير من الأدوار والشخصيات المنوعة في الأعمال التلفزيونية السورية الدرامية، والكوميدية، والتاريخية، والمعاصرة، والاجتماعية، والبيئوية.. وذلك على مدى تجربته الفنية المستمرة منذ ربع قرن، وكان حضوره مميزا مع الفنان دريد لحام في عمله الكوميدي «الدغري»، حيث جسد فيه شخصية (نوري الأعور)، كما كان حاضرا في أعمال تلفزيونية كثيرة، منها: الذئاب، وشجرة النارنج، والخيوط الخفية، والشيح، وصيد ليلي، وإخوة التراب، ويوميات مدير عام، وجلد الأفعى، والعوسج، والفوارس، والزير سالم، ونهارات الدفلى، وحمام القيشاني، وسيرة آل الجلالي، وأحلام عبدو، وهجرة القلوب إلى القلوب، والواهمون، وغيرها. ويستعد للمشاركة في الجزء السابع من المسلسل الكوميدي الناقد «بقعة ضوء»، الذي شارك في عدد من أجزائه السابقة.

وفي الحوار التالي، من دمشق، تحدث الفنان زهير عبد الكريم لـ«الشرق الأوسط»، قائلا:

·         في الموسم الماضي والحالي هناك شخصيات لأعمال جديدة تخوضها للمرة الأولى - كما أعتقد - كيف تنظر إلى هذه التجربة؟

- هذا صحيح، وخاصة في العملين البيئيين «أهل الراية» و«الحصرم الشامي»، فالشخصية كانت جديدة علي وتعبت كثيرا حتى تمكنت من تقمصها بشكل حرفي، حيث ذهبت إلى المنطقة التي تنتمي لها الشخصية في قرى منطقة القلمون، مثل جبعدين وصيدنايا، وسألت واستفسرت عن ماهيتها من خلال كتب التاريخ والتراث والناس، هناك الذين سمعوا عن هذه الشخصية من خلال أجدادهم، وهي شخصية الأب توما، حيث تتميز الشخصية بأنها مركبة ومهمة وحقيقية ولها إشكالية معينة في الفترة الزمنية التي يقدمها العمل، كذلك في «أهل الراية»، أقدم شخصية الشيخ القادم من الأزهر، وهي شخصية جديدة على العمل في جزئه الثاني، وجديدة علي أيضا، ولتقديمها بشكلها الصحيح وبمصداقية، التقيت عددا من المشايخ، واستمعت إلى خطبهم حتى أجسد الشخصية كما هي في الواقع، وهذه طريقتي الدائمة في أي عمل أشارك فيه وفي الشخصيات التي أكلف بتجسيدها من قبل المخرج، وما يميز عملي مع المخرج سيف سبيعي، أنه دائما يقدم لي الشخصيات المهمة، وأحب العمل معه بشكل دائم، كما كان لي تجربة جديدة مع المخرج إيناس حقي، في مسلسل «أصوات خافتة»، وهي دور مهندس وأب لعائلة نموذجية، وتميز الشخصية هنا جاء من واقعيتها، والجديد فيها هو ذلك الإنسان الطبيعي المتحرر والمدرك لمتطلبات العصر بكل ما فيه من إشكالات، وكيف يتعامل مع أولاده في عصر التناقضات.

·         ولكن في مسلسل «رياح الخماسين» جسدت شخصية مميزة، تلك التي تصدر صوتا غريبا مع كل جملة تتفوه بها، كيف استطعت التأقلم مع هذه الشخصية؟

- أنا أحب كثيرا عندما يقدم لي دور ما أن أعمل منه كراكتر معينا، وأنا أحب أن أعمل على الشخصية، وفي «رياح الخماسين» للمخرج هشام شربتجي، كان لي 6 مشاهد من أصل 12 مشهدا، وفي المونتاج كان يقول لي المخرج دائما: أفتقد إليك في المشاهد التي لا تكون موجودا فيها. والسبب – في رأيي - أن الانطباع الأول الذي يظهر مع الشخصية يكون من المشهد الأول، سواء كان الكلام أو الحركة أو الفكرة أو المشي.. كل ذلك يظهر في المشهد الأول، والشخصية عندما تكتب بشكل صحيح وتعمل عليها بشكلها الواقعي وتكون موجودة في اللاشعور من خلال تراكم الشخصيات التي تعرفها وتظهر الشخصية من خلال هذا التراكم، تظهر بشكلها الصحيح، وأنا من النوع الذي يخاف أن تفشل الشخصية التي أجسدها ولا أطمئن حتى أنزل للشارع وألتقي الناس وأسمع رأيهم فيها وإن كانوا أحبوها أو لا. وهذا ما حدث مع شخصيتي في «رياح الخماسين»، حيث استوقفني كثير من المشاهدين في السعودية ولبنان وهنا في سورية، وسألوني عن تلك الحركة وهذا الصوت الذي يظهر في كل جملة، هل هما حقيقيان أم مسجلان. وكانوا معجبين بتلك الحركة كثيرا، وهي في الواقع كانت حركة طبيعية، وكانت تختلف بين كل مشهد وآخر، أما الصوت فهو صوت يخرج من الأنف بسبب انحراف وتيرة لديهم فيخرج هذا الصوت، وأنا تقمصت هذه الشخصية التي تكون انتهازية وفاسدة في المجتمع، وأعطيتها هذا الصوت بقصد أن أسبب له عاهة حتى يقتنع الناس، وأنا ابتكرت ذلك لتعميق ماهية الشخصية التي جسدتها في العمل.

·         يعني أنه في أعمالك التلفزيونية تضع بصماتك على الشخصية التي تجسدها وتضيف لما يرسمه المخرج والكاتب لدورك في العمل؟

- هذا صحيح، فأنا أضع الملامح العامة لها كما يجب أن تكون في الواقع، فالشخصية تأتيني على الورق وأقوم بجعلها حية من خلال لحم ودم وعروق وتنفس بحيث تتحول إلى شخصية طبيعية، أي أعطي الشخصية حياة، تصور مثلا، حتى الآن يسألني كثير من الناس عن كيفية تجسيدي شخصية (نوري المبيض) في مسلسل «الدغري» فعلى الرغم من مرور سنوات كثيرة على تقديمه ما زالت مؤثرة في المشاهد. وأقول لك بصدق إنني بقيت ثلاثة أشهر قبل تصوير العمل وأنا أفكر فيها، وبشكل يومي مع المخرج هيثم حقي عندما كنا نقوم في صباح كل يوم برياضة صباحية في أحد ملاعب دمشق، كنت أقول له كيف يتحرك ويعمل ويتحدث ويضحك، وأيضا يتنفس (نوري المبيض) حتى جسدتها بشكلها الحرفي المتقن، وكذلك الأمر فعلته مع المخرج هشام شربتجي في تجسيد شخصية الفاسد (أبو تمام) في «رياح الخماسين»، ولذلك تكون كل الأطروحات الأساسية للشخصية من عندي، فأنا من يركبها بالاتفاق مع المخرج، وأسأل المخرج الذي أثق فيه حول شخصية ما لم أعشها من قبل، مثل شخصية ملياردير مثلا. وأنا بطبيعتي لا أشاهد ما أصوره، بل أعتمد على رأي المخرج في هذا المجال وأطلب منه أي ملاحظة في حال أن يكون هناك مبالغة أو تقصير في أداء الشخصية.

·         عملت مع مخرجين متنوعين، كيف تنظر إلى تجربتك معهم؟

- أحترم تجربتي مع الجميع، وخاصة مع المخرج حاتم علي، الذي أعتبره من أهم المخرجين العرب، وخاصة في تجربتي السينمائية معه في فيلم «الليل الطويل»، وكذلك تجربتي الجميلة مع المخرج سيف سبيعي. وفي رأيي أن وجود مثل هؤلاء المخرجين في الدراما السورية سيقدم لها الأرضية الجيدة للاستمرار والتألق وتقديم كثير من الأعمال المهمة، ولذلك عندما يشير الناس إلى الدراما السورية بشكلها الإيجابي فهذا لم يأت من فراغ، بل لوجود كادر بشري عمل بكل إخلاص وتفان حتى صار يشار إلى الدراما السورية بهذا الشكل الايجابي.

·         لماذا لم نشاهدك في أعمال البيئة الشامية، خاصة في «باب الحارة»؟

- لم يعرض علي المخرج بسام الملا العمل في «باب الحارة»، ولكنني كنت موجودا في «أولاد القيمرية» و«الحصرم الشامي»، وهذان العملان مشفران، وأرجو من شبكة «أوربت» أن تعرضهما لكل الناس فيشاهدهما الجميع، فهما عملان مهمان وينتميان إلى البيئة الشامية ولفترة متقاربة، وكان هناك ثناء على شخصيتي فيهما من قبل ممثلين أعتز برأيهم، وعلى رأسهم الفنان رفيق سبيعي والمخرج هيثم حقي.

·         هل لديك جديد في مجال الأعمال الكوميدية؟

- لدي مشروع تأليف في هذا المجال، وهو قصة من تأليفي، أتعاون فيها مع الكاتب الدكتور ممدوح حمادة لكتابة السيناريو لها حتى يتم تصوير العمل فيما بعد، وإن شاء الله سيكون جاهزا في العام الحالي، وسأقوم ببطولته، وهو عمل اجتماعي كوميدي هادف، وسيقدم بطريقة جديدة ونص لم يقدم من قبل وبفكرة عالية الجودة وسيكون هناك شركة إنتاجية بإدارتي تنتج هذا العمل مع أعمال كثيرة قادمة، ومنها برامج تلفزيونية ومسلسلات، ومقر الشركة سيكون في دبي، ولها فرع رئيسي في دمشق.

·         ما هي - في رأيك - أسباب نجاح أعمال البيئة الشامية وانتشارها بهذا الشكل الواسع؟

- أهنئ هنا زملائي المشاركين في مسلسل «باب الحارة» على النجاح الكبير الذي حققوه من خلاله، والشيء الطبيعي أن أي عمل تلفزيوني يطرح القيم والأصالة والعمق الإنساني وعمق الحارة الشعبية وأصالة التاريخ، وخاصة أن طرح هذه الأعمال يأتي بعد كم هائل من الأعمال التلفزيونية التي لم تتطرق لهذه الأفكار وبعد تقديم كم هائل من الأعمال الدرامية السيئة وبعد انحطاط الفن بشكل عام من الأغنية والفيديو كليب والدراما، وفجأة يأتي عمل يتحدث عن عادات وتقاليد أوشكت أن تنقرض، فوجدنا أن الناس انجذبت إليها لأنها بحاجة إلى الأصالة والكرم والشجاعة والمواجهة، حيث كان الإنسان السوري متشبثا بكل هذه المقومات.

·         لم نشاهدك في أعمال مصرية كعدد من الفنانين السوريين، لماذا؟

ـ من الممكن أن أشارك في الأعمال المصرية، ولكن بلهجتي السورية، فلست مقتنعا بأن يقدم ممثل سوري عملا باللهجة المصرية على الرغم من احترامي لتجربة الزملاء التي قدموها بجدارة، ولكن هذه قناعتي، فلا يعقل أيضاً أن يقدم ممثل مصري عملا باللهجة السورية. تصور مثلا أن شخصية (أبو عصام) مثلا في «باب الحارة» يقدمها ممثل مصري باللهجة السورية، لن تنجح معه بالتأكيد، وأنا من أوائل الممثلين السوريين الذين عرض عليهم العمل في الدراما المصرية بعد عرض فيلمي «صندوق الدنيا» وزارني الفنان الراحل أحمد زكي مع وفد فني مصري شاهد الفيلم في مهرجان دمشق السينمائي في منزلي بقرية معربا قرب دمشق، وعرضوا علي العمل معهم في مصر، فقلت لهم: إذا كنت سأتكلم باللهجة السورية أشارك معكم وليس باللهجة المصرية. وفي رأيي تبقى الدراما، سواء في سورية أو مصر، مشروع مقاولة، حيث يوجد مقاول يربح فيه، ولكن يقدم تحفة فنية، حيث يعطي العمل حقه، وهناك مقاول يقدم عشرين مشروعا ويربح فيها، ولكن لا يظهر أي مشروع منها، لأنه لم يعطها ما تستحق. ولذا، فإن ما قيل عن أن بعض الممثلين السوريين ذهبوا إلى مصر من أجل الأجر المرتفع فأنا لست مع هذا الكلام، فالممثل هنا يعمل بأجر جيد، والمنتجون لا يبخلون علينا، والممثل السوري يعطى حقه حاليا من الجهات الإنتاجية وربما أكثر من حقه، وأرى أن هناك بذخا للممثلين وأتوقع أن تعود الأجور لتتدنى بعد مرحلة البذخ التي نشهدها حاليا، وفي رأيي أن العمل هنا يجب ألا ينظر له من جانب مادي، فالفن يجب ألا يقارن بالمال، وهو رسالة يجب ألا يشترط بالمال. في عام 52 قدمت مسرحيتي «قيام جلوس سكوت» ولم أربح منها، بل دفعت من جيبي، ولكن كنت سعيدا بهذا العمل الفني، لأنني قدمت من خلالها رسالة سياسية للعالم العربي، وأيضا للعالم الغربي.

·         هل عملت في الدراما الخليجية، وكيف تنظر لها؟

ـ عملت منذ فترة بعيدة مع الفنان القطري غانم السليطي، وكانت تجربة جميلة وشاركت في مسرحية خليجية، ورأيي هنا أن هناك تطورا كبيرا في الدراما الخليجية حاليا، وهناك ممثلون أعرفهم بشكل شخصي لديهم حاليا تجربة فنية رائعة وصاروا نجوما كبارا ويقدمون كراكترات مهمة جدا، وهذا لم يأت من فراغ، بل بعد دراسات وجهد من قبلهم.

·         وما رأيك في الدراما المدبلجة وما يقال عن تأثيرها السلبي على الدراما السورية؟

ـ لقد أثرت الدراما المدبلجة كثيرا على الدراما السورية، وأنا قلت في أكثر من مناسبة إن الدراما السورية تحفر قبرها بيدها من خلال هذه الدراما، وخاصة أن الفنانين السوريين يدبلجون هذه الأعمال بأجور زهيدة، وهذه الأعمال تعرض على المحطات العربية بدلا من الدراما السورية، وهذه الأعمال اشتهرت على حساب الممثل السوري والمسلسلات السورية، مع أن هذه الأعمال سيئة فنيا وتمثيليا وإخراجيا، وفي رأيي أن أي عمل سيدبلج لدينا في سورية، وباللهجة الشامية، فعلى نقابة الفنانين أن تأخذ 5 ملايين ليرة (مليون دولار أميركي) عن كل عمل من هذه الأعمال. وفي اعتقادي، لو تم هذا الأمر فلن تستمر دبلجة هذه الأعمال أكثر من سنة وتنتهي هذه القصة، ولن تقدم الشركات المدبلجة على تقديم المزيد من الأعمال المدبلجة.

·         ما رأيك فيما يقال عن عودة (الشللية) بشكلها السيئ للوسط الفني السوري؟

ـ في رأيي أنه عندما تكون هناك (شلة) متفاهمة وكل واحد يأخذ مكانه الصحيح، فهذا شيء جيد مثلا، وأنا أعمل مع كل المخرجين، ومع كل الشركات الإنتاجية، وليس لدي خط أحمر تجاه أي أحد نهائيا.

الشرق الأوسط في

05/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)