حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تتراوح ما بين الـ650 والـ1000 دولار للحلقة الواحدة

أجور الممثلين النجوم في لبنان.. عرض وطلب يتحكم فيها المنتج

بيروت: فيفيان حداد

لعبة شد الحبال بين الممثل والمنتج ما زالت تحتل مساحة لا يستهان بها في صناعة أي مسلسل تلفزيوني يعرض على الشاشة اللبنانية. فالممثل النجم لا يتوانى عن طلب أجر مرتفع في حال أعجبه الدور وشعر أنه سيستهلك منه الوقت والتعب معا، فيما يضع المنتج أمامه لائحة ممثلين يختار منها ما يناسبه لتنفيذ العمل بأقل تكلفة وبأفضل صورة. وعلى الرغم من أن هذه الأعمال ترتكز على سياسة العرض والطلب فإن الكلمة الأخيرة الفاصلة في هذا الموضوع تعود للمنتج الذي يتحكم فعليا في الميزانية المرصودة للمسلسل. ولأن نجوم اليوم في هذا المضمار بالكاد يعدون على أصابع اليدين، فهم ينالون مرادهم، وأحيانا يطالبون بأجور مبالغ فيها للانسحاب من عمل تلفزيوني بدبلوماسية.

وعلى الرغم من أن التسعيرة الموضوعة من قبل نقابة الممثلين في لبنان للصف الأول من نجوم الشاشة الصغيرة لا تتجاوز الثلاثمائة دولار للحلقة الواحدة فإن الزمن تجاوزها وصارت تتفاوت ما بين 650 دولارا و1000 دولار للحلقة الواحدة من المسلسل. وأحيانا تقفز الميزانية فوق هذا المبلغ إذا كان العمل المطلوب تنفيذه ضخما ويتطلب من الممثل تفرغا تاما له.

وتقول الممثلة والكاتبة وصاحبة شركة إنتاج «رؤى بروداكشن» للمسلسلات منى طايع إن «قلة صناعة الأعمال التلفزيونية في لبنان تلعب دورا مهما في هذا الإطار، إذ مهما بلغت أجور الممثلين فهي لا تؤمن لهم جميع حقوقهم». وتضيف أن «مصاريف أخرى يتكبدها المنتج في حال كانت مواقع التصوير بعيدة، أو كان العمل يتطلب مشاهد خطرة، الأمر الذي يتطلب تأمين المواصلات له، والتأمينات اللازمة على حياة الممثلين، إلا أن كل ذلك يدخل في إطار الاتفاق الذي يوقع بين الممثل والمنتج».

والمعروف أن نجوم الشاشة الفضية في لبنان (أمثال نادين الراسي، وسيرين عبد النور، وريتا برصونا، وعمار شلق، وباسم مغنية، ويورغو شلهوب، وغيرهم) أصبحوا في مكانة تخولهم الموافقة أو رفض عمل معين، وذلك حسب ما يتلاءم مع شروطهم. ويؤكد نقيب الممثلين السابق ميشال تابت أن «شركات الإنتاج وحدها لها كلمة الفصل في هذا الموضوع، وأن الممثل ما زال غير قادر على فرض شروطه. كما أن كل ما يقال عن ارتفاع أجور الفنانين ليس بالكلام الدقيق، خصوصا أن هناك بنودا مهمة نصتها قوانين النقابة من التسعينات لا تؤخذ بعين الاعتبار، مثل تقاضي الممثل 10% من الأجر الذي يطلبه في حالة إعادة عرض المسلسل، أو 50% منه في حالات التصوير الخارجية، إضافة إلى المواصلات والتأمين على حياته». ويضيف: «لا شك أن الممثل اليوم أصبح في موقع أفضل مما كان عليه سابقا. فصار باستطاعته أحيانا أن يلزم المنتج بالمدة التي يستغرقها تصوير الحلقة (على أن لا تتجاوز اليومين) أو أن يطلب محاسبته على السطور التي يقرأها في المسلسلات المدبلجة، إلا أن ذلك لم يحرره تماما من سلطة المنتج عليه فيما كان في الماضي وضعه أفضل».

وتفوق أحيانا ميزانية المسلسل الواحد المليون دولار، وتتوزع على الممثلين وإيجارات مواقع التصوير والمصاريف الأخرى التي تدفع لفريق العمل المشارك والديكورات وغيرها.

أما الممثلون من الفئة الثانية، فلا يتجاوز أجرهم الخمسمائة دولار، ويصل أقلها إلى الـ100 أو 75 دولارا إذا كان ما زال متدرجا في المهنة، أو من أفراد الكومبارس.

وتعتبر الممثلة ريتا برصونا أن «الأسلوب المتعامل به حاليا بين الممثل وشركة الإنتاج يرتكز على سياسة العرض والطلب. فبإمكان الطرفين فرض شروطهما كل حسب ما يناسبه على أن تأتي النتيجة مرضية لهما لتنفيذ العمل». ورأت ريتا برصونا، والتي دخلت أخيرا مجال تأليف وكتابة المسلسلات من خلال «الحب الممنوع»، أن التقديمات التي تعرض على الممثل عند خروجه من بلده تبقى أفضل ويرافقها تسهيلات عدة غير موجودة في الإنتاجات المحلية.

وتتأمل شريحة من الممثلين أن تتطور أوضاعها إلى الأفضل في حال صدور قرارات رسمية عن النقابة المسؤولة عنهم، والتي انتخب الممثل جان قسيس أخيرا رئيسا لها.

يذكر أن الممثلين في الثمانينات كانت أجورهم تتراوح ما بين 400.000 و500.000 ليرة لبنانية للحلقة الواحدة ولا تتجاوز الـ25.000 بالنسبة للكومبارس.

ومن الأسماء التي اشتهرت في تلك الفترة الراحلة هند أبي اللمع، وعبد المجيد مجذوب، وميشال تابت، ونهى الخطيب سعدة، وألسي فرنيني.

الشرق الأوسط في

05/03/2010

 

أبناء الفنانين.. نجوم بالوراثة

أسماء آبائهم تلاحقهم مهما حققوا من نجاحات

بيروت: فيفيان حداد  

«الأبناء هم أفضل دواء يشفي الفنان من كسوف طالعه وشعوره بالتراجع، فيتواصل من خلالهم مع النجومية، ولو من بعيد». بهذه الكلمات وصفت المطربة صباح أولاد الفنانين الذين يرثون آباءهم في مهنة الفن، فيحصلون على النجاح ويقدمون في المقابل الاستمرارية لأهلهم الذين سبقوهم في هذا المضمار.

ولأن «فرخ البط عوام» كما يقول المثل اللبناني، فإن لائحة الفنانين الذين ورثوا عن أهلهم هذه المهنة طويلة، ولا تنحصر في الطرب أو التمثيل، بل تشمل الإخراج والشعر وغيرها من عناصر الفن.

ولعلّ أبناء الرحابنة خير مثال على هذا الموضوع، ولا سيما أن بعضهم برهن عن إبداع في عمله فاندرج اسمه في خانة الفنانين العباقرة. ويأتي زياد الرحباني نجل فيروز والموسيقي الراحل عاصي الرحباني، في مقدمة الذين حملوا رسالة آبائهم وحفظوها بحذافيرها، فشكل هو أيضا مدرسة فنية جديدة تميزت بالحداثة والتجدد، بحيث قيل عنه إنه حالة لن تتكرر سواء في المجال الموسيقي أو المسرحي. فجمهور فيروز ما زال حتى اليوم معجبا بالنقلة التي حققتها بفضل زياد من خلال ألبوماتها الجديدة وفي مقدمها «كيفك إنت» كما أن المسرحيات التي كتبها ولاقت نجاحات كبيرة مثل «بالنسبة لبكرا شو» و«فيلم أميركي طويل» و«نزل السرور» رافقت الأجيال اللبنانية أبا عن جد حتى اليوم.

وما قيل عن زياد ينطبق على أبناء الراحل منصور الرحباني وشقيقه الأصغر إلياس الرحباني كأسامة وغدي ومروان وغسان الذين تركوا أيضا بصمتهم الفنية على طريقتهم.

أما ماجدة الرومي ابنة الملحن الراحل حليم الرومي، فعندما أطلت لأول مرة، وهي لم تغادر سن المراهقة عبر برنامج «استوديو الفن» في السبعينات، قيل إنها ستنجح كمطربة لأنها ابنة فنان. ولكنها أظهرت فيما بعد أن نجاحها جاء عن موهبة مميزة تتمتع بها جعلتها تلامس العالمية وتشكل مدرسة فنية أيضا خاصة بها. كذلك الأمر بالنسبة لنهاد فتوح ابنة المطربة سعاد محمد التي سطعت نجوميتها في فترة وجيزة بسبب صوتها البلوري، إلا أنها شكت أكثر من مرة عن مدى ثقل هذا الإرث لأن الناس كانت لا تذكرها إلا بابنة سعاد محمد، فغابت عن الساحة إلى غير رجعة بعد ما تسبب لها هذا الشعور بمشكلات عدة مع والدتها.

التجربة نفسها عاشتها هويدا ابنة صباح التي غنت وشاركت في بطولة أفلام لبنانية ومصرية، إلا أنها ما لبثت أن تركت كل هذا العز لأنه لم يكن ينبع من موهبتها بل من تأثير نجومية والدتها عليها.

ولأن مسيرة والدهم أكبر من أن يكملوها، فإن أولاد وديع الصافي انتموا إلى مجال الفن ولكن بقوا على مسافة منه على الرغم من أن أحدهم (جورج) لديه محاولات خجولة في الغناء لكنها لم تتوجه نجما.

وبالانتقال إلى الأجيال الأصغر سنا فإن نسبة كبيرة منها عرفت كيف تنضم إلى أجواء الفن من دون أن تتأثر أو تؤثر مباشرة في مسيرة أهلها، سواء كانوا نجوما في الإعلام أو الشعر أو الغناء أو التلحين.

فالمايسترو عبدو منذر شجع ابنته هيا على الغناء، فرافقها منذ بداياتها وآثر على تحفيز موهبتها بألحانه ونصائحه ولكنها رأت في مهنة الإخراج العالم الذي تحلم به فتفرّغت له وأبقت على الغناء كهواية تمارسها بين الحين والآخر.

أما الشاعر طوني أبي كرم فقدم ابنته أماندا كمخرجة مميزة في حفلة أقامها لها مؤخرا، بمناسبة حصولها على الجائزة الثانية لصاحبة أفضل فيلم قصير في مسابقتي Europian film festival وStudent film festival معلنا أن فرخ البط عوام، ولو كان يسبح في بحر الكاميرا والتلفزيون بدلا من عالم الكلمة والشعر.

ويعتبر بشير أسمر نجل المخرج التلفزيوني المعروف سيمون أسمر وارث مهنة والده قلبا وقالبا، بعد ما تدرب على يديه وحفظ أسرار المهنة عن ظهر قلب بفضل مرافقته الدائمة له. واليوم يعمل في مجال الإخراج التلفزيوني، وأحدث أعماله «استوديو الفن 2009» وكذلك في الكليبات المصورة.

الممثل كارلوس عازار ابن المطرب اللبناني المخضرم جوزف عازار ورغم تمتعه بموهبة الغناء فإنه فضل التوجه إلى التمثيل فانتشر اسمه بسرعة في السنوات القليلة الماضية من خلال عدة مسلسلات تلفزيونية لعب بطولتها، ويقول في هذا الصدد: «لقد عشت أجواء الفن عن قرب بسبب والدي، وتعلمت منه أن أتفانى في عملي، وأن أقف في وجه من يحاول التغاضي عن حقي، لأنه شخصيا عانى من هذه المشكلة في مسيرته الفنية».

أما يورغو شلهوب فورث موهبته عن والديه ألسي فرنيني وجورج شلهوب، وهما ممثلان رائدان في لبنان. ولا ينكر أنه بفضلهما استطاع دخول الفن من أبوابه الواسعة، إلا أن موهبته في التمثيل زادته يقينا بأنه ابن «أستاذين» شكلا في السبعينات دم الشباب الجديد والحديث في عالم التمثيل في لبنان.

وعلى الرغم من أن الممثلة الراحلة عليا نمري عرفت بأدوارها الحزينة، فإن ابنتها ليليان نمري قررت إكمال مسيرة والدتها من «وجهة سير معاكسة»، فصارت وجها كوميديا معروفا في لبنان يلوّن المسلسلات الطريفة وأيضا الإعلانات التجارية المصورة والكليبات الغنائية.

ولا يختلف وضع الفنانة آلين لحود عن الآخرين، فهي ابنة بيت عريق في الفن. والدتها الراحلة سلوى القطريب ووالدها المنتج المسرحي ناهي لحود، وزوج خالتها الفنان والموسيقي روميو لحود، فجاءت موهبتها لتجمع رحيق كل تلك الورود مرة واحدة، إذ أسست لها هويتها الفنية إطارا خاصا بها ميزها عن غيرها سواء في الغناء أو في الوقوف على المسرح.

أما الموزع الموسيقي هادي شرارة فلم يرث دماثة والده الإعلامي الراحل رياض شرارة، بقدر ما ورث عنه نبوغه الثقافي والفني، الذي ترجمه بطريقة توزيع موسيقية جمع فيها الشرق والغرب وكرّسته موسيقيا مبدعا تعاونت معه أسماء معروفة في عالم الغناء أمثال نجوى كرم ووائل كافوري وكارول سماحة وعاصي الحلاني وآلين خلف وغيرهم.

وتطول لائحة ورثة الفن لتشمل أحمد ماضي الذي حلّق في مجال الكلمة والشعر كوالده محمد ماضي وفارس اسكندر نجل المطرب محمد اسكندر (صاحب أغنية الحاصودي) الذي كتب القصائد لنجوم الأغنية اللبنانية وفي مقدمتهم إليسا التي غنت من كلماته مؤخرا في ألبومها الجديد «ع بالي».

ولا تنتهي اللائحة مع الفنانة بريجيت ياغي ابنة المطرب عبدو ياغي ورنيم الشعار ابنة الفنان عبد الكريم الشعار وجيهان القمري ابنة الممثلة أمل القمري ومنى كريم ابنة الممثلة الراحلة فريال كريم.

الشرق الأوسط في

05/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)