حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الواقعية الجديدة في السينما الايرانية..

أحمد فاضل

اذا أردنا الحديث عن الواقعية الجديدة في السينما الإيرانية فيجدر بنا ان نمر على ولادة هذه السينما التي نسيناها حقبة من الزمن لأن المو زعين العرب كانوا شبه غائبين عنها بينما اهتم بها الموزع الغربي وبات يولي لإصداراتها الشئ الكثير من اهتمامه.

كان لافتتاح أول صالة عرض للسينما بإيران عام 1904 بعد أربعة سنوات على قيام " الشاه مظفر الدين " بإحضاره اول آلة تصوير سينمائية الى البلاد من اوربا ، انعكاساتها الايجابية على الشارع الإيراني عامة وعلى بعض المهتمين بهذا الفن المتحرك خاصة ، ففي عام 1930 عرض أول فيلم ايراني بعنوان " آبي ورابي " من اخراج " أفانيس أوهانيان " ، وكان هذا الفيلم وما أنتج بعده قد تأثر بالبداية بالسينما الهندية ، الا انها أخذت تأخذ خطا مستقلا لها يعبر عن شخصيتها لكنها خضعت لتقلبات السياسة كحالة غير مستقرة فكانت تتجاذبها عدة تيارات وأثر عليها بشكل كبير انقلاب الدكتور مصدق على النظام الشاهنشاهي عام 1951 ولفترة محدودة عادت بعدها لتقدم نماذج مسلوبة لكوميديا ممزوجة باستعراضات غنائية ، اما الافلام الجادة منها فلم تتعدى على اصابع اليد الواحدة ، لكن التغيير الكبير الذي حصل في البلاد بعد الاطاحة بالشاه عام 1979 فتح أفاقا رحبة لهذه السينما مع ظهور نخبة متألقة من المخرجين الشباب أمثال " عباس كياروستامي " و " محسن مخملياف " و " بهمان عبادي " الذين شكلوا علامات بارزة في السينما الإيرانية الجديدة ، وهذا ليس في الجمهورية الاسلامية وحدها كما يقول الناقد السينمائي " أريان فاربيورز" بل احتلوا بافلامهم السينمائية الشاعرية والحافلة بالإستعارات قلوب ملايين المتفرجين لاسيما خارج حدود ايران ايضا .

شهدت مرحلة التسعينات من القرن الماضي حضورا متميزا لهذه السينما ، فقد شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية في كثير من الدول جنبا الى جنب مع السينما الامريكية والإيطالية والصينية وقد اشاد بها مخرجون عالميون أمثال المخرج العالمي النمساوي " مايكل نيوري " والالماني الاكثر شهرة " هيرتسوغ " ، باعتبارها واحدة من ابرز المؤسسات السينمائية في العالم أهمية ، اضافة الى فوزها بجوائز مهمة في هذه المهرجانات ، كفوزها بجائزة السعفة الدولية في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1997 ، ونتيجة لحضورها المتميز في تلك المهرجانات فقد حصدت عام 2006 ستة من الجوائز المرموقة واعتبر النقاد هذا الفوز الرائع وساما يُعلق على صدر السينما الإيرانية بجدارة . (1)

ولأهمية ماتنتجه هذه السينما من افلام قال عنها أحد النقاد الايطاليين في معرض حديثه عن السينما الواقعية : ( اننا هنا في ايطاليا قد غادرتنا السينما الواقعية لتستقرفي إيران ، فقد شاهدت افلاما ظننت للوهلة الأولى أن فلليني مخرجها ) ، فقد عالجت تلك الافلام الواقع الأسري والاجتماعي وحالات اضطهاد المرأة في البيت أو العمل ، وعكست بتقنية عالية المشاكل اليومية التي يتعرض لها الإنسان البسيط ، ففي فيلم " نظارات شمسية " تدور قصة كوميدية لكنها محفورة بالألم لنساء مثل منى وسينا وكيف تعانيان من طلاقهما ونظرة المجتمع لهما ، أما فيلم " مقهى ستاره الذي حاز على اعجاب المشاهدين أينما عرض فقد عالج بدوره الحياة الإيرانية المعاصرة وكيف تناضل ثلاث نساء يعشن في حي فقير من أحياء طهران من أجل لقمة العيش ، لكنهن يصطدمن بواقع مرير هو واقع الذكورية المتسلطة المتمثلة بأزواجهن ، ف "ريبا " تعيش هي واسرتها من هذا المقهى لكن في المقابل نجد زوجها العاطل عن العمل يتمرغ فوق سريره ويتثائب دون ان يفكر ولو بلحظة من مساعدة ريبا ، أما سلمى فهي فتاة شابة تحلم بالزواج من القومندان الميكانيكي الذي لايستطيع ان يحقق ولو جزءا بسيطا من احلامها كزفاف يشهده الناس أو استئجار شقة وفي النهاية يودعها ليدخل السجن بدافع السرقة ، اما المرأة الثالثة فهي " ملك " البالغة من العمر منتصفه والتي تقع في حب أحد الشباب المشغول ابدا بالموسيقى والرياضة ، وبعد طول انتظار تنتهي احلامها بخذلانها لأنه لم يكن جاد في تحقيق تلك الاحلام والفيلم من تأليف واخراج " سامان مقدم " وتمثيل " هاني توسلي " و " رويا تيموران " ووضع موسيقاه الفنان المعروف " أمير توسلي " . (2)

وهنالك افلام اخرى حازت على اعجاب المشاهد الاوربي مثل " سارة " الذي نال جوائز عديدة في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي ومهرجان القارات الثلاث والفيلم كان من تأليف واخراج المخرج الشهير " داريوش " وتمثيل نخبة من الممثلين الإيرانيين على رأسهم " خسرو " و " نيك كريمي " ، أما فيلم " شوكران " فهو يعتبر واحدا من الافلام الجادة والتي تعالج مشاكل الرشوة في المجتمع الإيراني والعلاقات الزائفة ،هذه الافلام الواقعية توجها فيلم المخرج المبدع رافي بيتس " إنه الشتاء " وهو حكاية شعرية عن زوجة جميلة اسمها خاتون جسدتها على الشاشة الممثلة المقتدرة "ميترا حجار " التي تركها زوجها مختار الذي جسد دوره الممثل " هاشم عبدي " ، للعثور على عمل ، هنا ينقلنا المخرج وببراعة معاناة الواقع البائس والفقير للطبقة العاملة الإيرانية والأسر الريفية الفقيرة التي يبحث رجالها عن وظائف أفضل في أماكن أفضل ، ويضفي على تلك المشاهد وسط شتاء ايران القاسي صيحات موسيقية رائعة تزيد من حدة المشهد الذي يشي بواقع ملموس من الضيق الذي تغلب عليه التراكيب والمناظر الطبيعية القاحلة ، ومع ذلك هناك شيئ يدفع هؤلاء الافراد للتفكير بحياة افضل مع تصارعهم الواضح في الخوف من المجهول ، يتس يُسلم هذه التلميحات الخجولة والمحزنة لكاميرا تنقلنا لأراض شاسعة وشوارع مرصوفة بالحصى ، وتأمل محزن ، انه يوثق لترنيمة تتنكر لكل هذا الهدوء والبراءة بسبب تلك المآسي التي تحياها تلك الشخوص .

انه الشتاء يعكس بصدق وواقعية الريف الإيراني ويلامس بقوة ما كانت عليه السينما الواقعية الإيطالية في حقبة الخمسينات من القرن الماضي وقد عرض في عام 2006ونال عدة جوائز (3) ،اما طموح السينمائيين الإيرانيين فلا حدود له ، يقول السيد بويان شاهروخي مدير المهرجانات السينمائية بعد افتتاح " بيت السينمائيين " فرعا له في مدينة بوسطن الامريكية : ( نظمنا حتى الآن خمسة عشر مهرجانا سينمائيا إثنان منهم في دبي ، ومن بينهم ايضا مهرجان " موج " يقام سنويا على جزيرة كيش في الجنوب الإيراني ومهرجان باران الذي يعرض افلام المخرجات الشابات فقط دون غيرهن ، ويتناول بشكل أساسي مواضيع تُعنى بالمرأة ، وهناك إعداد للعمل المشترك مع شركات افلام فرنسية )(4) ، انه واقع السينما الايرانية اليوم وغدا قد نشهد إنطلاقات اكبر وما شاهدناه إلا نقطة في بحر نرجو ان يغمرنا مده الجميل .

هوامش /

(1) نقاد السينما الإيرانية/ عدل

(2) مجلة / ايرانيان فيلم

(3) ساندروماتوسيفيتش / مجلة كاميرا

(4) آريان فاربيورز/ قنطرة حوار العالم الاسلامي / ترجمة يوسف حجازي

أدب وفن في

09/02/2010

 

عرض المهرجان 760 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا

كوستاريكا وتايلندا والمكسيك تفوز بجوائز مهرجان روتردام

روتردام - عدنان حسين أحمد  

طوى مهرجان روتردام السينمائي الدولي دورته التاسعة والثلاثين. وكدأبه في عام فقد عرض المهرجان "760" فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا.

وقد توزعت الأفلام المشاركة في المهرجان على الشكل التالي: "280" فيلما روائيا طويلا، و "31" فيلما روائيا قصيرا، و "425" فيلما قصيرا، بالأضافة الى "20" عرضا أدائيا و "5" تكوينات فنية ذات صلة بالثقافة البصرية. وفيما يتعلق بمسابقة الأفلام المتنافسة على جوائز النمر "VPRO" التي تبلغ قيمة كل منها "15.000" يورو فقد أُُعلن في الخامس من يناير 2010 عن فوز الأفلام الثلاثة التالية. "ماء البحر البارد" للمخرجة الكوستاريكية باز فابريغا، و "Mundane History" للمخرجة التايلندية أنوشا سووتشاكومبونغ، و"الى البحر" للمخرج المكسيكي بيدرو غونزاليز روبيو.

وقد جاء في قرار لجنة التحكيم في معرض تقييمها لفيلم "ماء البحر البارد" للمخرجة الكوستاريكية باز فابريغا ما يلي: "لقد تأثرنا بالفيلم الذي أنجز بطريقة مقنعة وشاعرية تكشف عن العلاقة الغامضة بين امرأة وفتاة شابة. الفيلم يصطحب الجمهور في رحلة غير عادية الى الطبيعة التي تتفاعل مع الناس بطريقة سحرية. أن المونتاج الرائع للفيلم قد بنى تدفقا عضويا للصور فيما خلق الاخراج الرصين جوا خاليا من التوتر وإثارة الاعصاب".

أما عن فيلم "التاريخ الدنيوي" للمخرجة التايلندية أنوشا فقد وصف بأنه "مدهش على الدوام. ويقدم بُعدا فلسفيا وسياسيا للمجتمع التايلندي، كما أنه يعرض، على ما يبدو، قصة دنيوية. يحتكم هذا الفيلم، بالنسبة لنا، الى العقل والجانب الروحي معا. لقد تأثرنا بطريقة الفيلم المتقنة في تفاعل الأفكار المجردة مع الحقيقة الموجعة".

أما عن فيلم "الى البحر" للمخرج المكسيكي بيدرو غونزاليز روبيو فقد قالت لجنة التحكيم" يبقى هذا الفيلم الذي يعتمد على المذهب الطبيعي صادقا وأمينا لموضوعه ويكشف عن السعادة في أن تكون طفلا والتراجيديا في أن تكون راشدا في تربية منفصلة. بالنسبة لنا فإن البساطة التي اعتمد عليها مخرج الفيلم هي في الوقت ذاته القوة الأعظم للفيلم الذي يلامس القلب مباشرة فيما يتجنب النزعة العاطفية المفرطة". وجدير ذكره أن هناك خمسة عشر فيلما قد اشترك في هذه المسابقة نذكر منها "اشارات حيوية" للمخرجة الكندية صوفي ديراسبه، "ابنتي" للماليزية شارلوت لَي كوَين، "بقع شمسية" للصيني يانغ هينغ، "اغراء القديس توني" للايستلاندي فايكو أونبوو، "ماما" للروسي نيكولاي رينارد و "دع كل شخص يذهب حيثما يريد" للأميركي بِن رَسل.

رأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج المكسيكي آمات إسكالنتا، كما ضمت لجنة التحكيم في عضويتها كلا من المخرجة الهولندية "المولودة في بولندا" أورسولا أنتونياك، والممثلة والمغنية الفرنسية جين باليبار، والناقد السينمائي السنغافوري، ومدير مهرجان سنغافورة السينمائي فيليب جيا، والممثل وكاتب السيناريو الأوغندي أوكيلو كيلو سام.

لابد من الاشارة الى بعض الجوائز المهمة الأخرى في المهرجان مثل "جائزة الجمهور" التي تبلغ قيمتها "7.500" يورو وقد حظي بها فيلم "أنا أيضا" للمخرجين الأسبانيين ألفارو باستور وأنتونيو نهارو. يتمحور الفيلم، وهو قصة اجتماعية مدهشة ومثيرة للجدل، حول شخصية دانييل "المنغولي" البالغ من العمر "34" عاما ويقيم في مدينة أشبيلية، وهو للمناسبة أول طالب منغولي "مصاب بمرض داونز سندريم" يحصل على شهادة جامعية. حينما يجد دانييل فرصة عمل يلتقي بلورا، ثم تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية تلفت أنظار الأهل والأصدقاء والمعارف الذين يعتقدون أن هناك مشكلة حقيقية تتربص بهما فيما إذا تطورت هذه الآصرة الى علاقة حب بين الطرفين.

أما جائزة "Dioraphte" التي تبلغ قيمتها "10.000" يورو فقد أُسندت الى "روح الطفل" للمخرجة الكينية هاوا إيسومان. تدور قصة الفيلم حول أبيلا "14" سنة.

يعيش في أسوأ الأحياء التعيسة في أفريقيا، وينتمي الى قبيلة اللاو فيما تنتمي صديقته شيكو الى قبيلة كيكويو. وبما أن القبيلتين متخاصمتان فليس مسموحا لهما أن يعقدا علاقة صداقة. وذات ليلة يقامر أبوه بروحه وهو في حالة سكر شديدة فيخسرها.

وعلى الرغم من العداوة الشديدة بين القبيلتين إلا أن ابيلا وشيكو ينطلقان معا في رحلة مذهلة لإنقاذ روح والد أبيلا. جدير ذكره أن هناك مليون شخص يعيشون هذا الحي شديد التعاسة.

أدب وفن في

09/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)