حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كريم عبد العزيز : تعلمت العبرية لدواع أمنية

حوار:محمد حسين

يمتلك كاريزما طاغية تضمن له التسلل الي قلوب المشاهدين، لكنه لا يكتفي بذلك بل يسعي دائما الي التجديد، فهو مؤمن بأن التلقائية تحتاج دائما الي اختيار جيد للادوار التي يلعبها ليحافظ علي مكانته في قلوب معجبيه، ولأنه ممثل حقيقي معجون بالفن فقد قرر كريم عبدالعزيز أن يخلع عباءة ابن البلد البسيط - مؤقتا - ليتحول الي ضابط مخابرات جاد الي درجة الصرامة. لكنه في الوقت نفسه نجح في الحفاظ علي معادلته الدقيقة وهي »التمثيل بدون تمثيل« تلك المعادلة التي تحافظ علي شخصيته الحقيقية وتضمن له حب الجمهور.

·     بهذا الفيلم تكمل دستة أدوار سينمائية، وهو تحديدا يمثل مجموعة تغيرات درامية في مسيرتك، علي صعيد نوعية الشخصية وفريق العمل وحتي شركة الانتاج، نبدأ بتغيير الشخصية: كنت بدأت بأدوار شبابية، ثم انتقلت لدور البطل الشعبي، والان أنت ضابط مخابرات، هل هي بداية مرحلة جديدة؟

- لا ليست بداية مرحلة جديدة، أنا عملت ٦ أفلام مع »بلال فضل« وبطبعي أميل لأدوار تعبر عن البسطاء والدراما التي تمثلهم، بدليل افلام »واحد من الناس« و»في محطة مصر« و»ابوعلي« و»خارج علي القانون« ولكن »ولاد العم« نوعية اخري تختلف عن أفلامي السابقة فهي أول مرة ألعب فيها دور ضابط مخابرات، أول مرة اخرج عن دور البطل الشعبي، لكنه بطل قومي يؤدي مهمة لبلده، وأنا مؤمن بالتنوع والتغيير، حتي أفلامي مع بلال كانت تمثل طبقة معينة لكنها تقدم شخصيات مختلفة، كل واحد منهم غير الآخر، هذه المرة أقدم دور ضابط بتعبيرات جامدة، بلا ملامح او كما يقولون »وجه لاعب البوكر« التغيير يسمح لك بأن تراني بشكل جديد لكني سأعود لمنطقتي التي أحبها.

·         هل تضع لنفسك خطة للتجديد؟

- أكيد، لكن الخطة تكون بناء علي ورق يصل لي، فدائما أشعر بالرغبة في التغيير والتجديد، وما يساعدني علي هذا هوالسيناريوهات الجديدة.

·         كيف تصف العودة للعمل مع المخرج شريف عرفة؟

- هو أخ كبير قبل كل شيء، كما انه مخرج كبير جدا ولديه خبرة سنوات طويلة، وهو من نوعية المخرجين الذين يقال عنهم إن الممثل يروح يمثل  ويروح« وهذا يكون أمرا يبعث علي الاطمئنان لكل العاملين بالفيلم، وأتمني أن أعمل معه من جديد.

·         »ولاد العم« يأتي بعد غياب سنتين علي غير عادتك فما هي أسباب هذا الابتعاد؟

- آه، وأتمني ان أتكلم في هذا الموضوع؟ في آخر سنتين كنت مبتعدا عن الساحة الفنية تماماً، وكنت أحضر لأكثر من فيلم من »الشركة العربية« ولم يحالفنا الحظ، وكنت مرعوبا وأنا راجع بعد سنتين، لأن هذه مدة طويلة في الابتعاد عن الجمهور، وكنت أتمني العودة بفيلم يعادل ٤٢ شهرا من الاختفاء، فقد كان من بين طموحاتي أن أظهر بفيلمين في السنة، وقبل كل شيء، موضوع الفيلم عن الصراع العربي الاسرائيلي، وطريقة طرحه جديدة.

·         الناس الآن يقارنونك بجيمس بوند وآدهم صبري من حيث الشخصية الجذابة للنساء، والساخرة حتي وهي تحت التعذيب؟!

- ربما تلاحظ ان »مصطفي« كان ساخراً اثناء التعذيب، لانه بلع »عقارا« يسمح له بهذا، عموما، انا ضد كل هذا الكلام تماما، ماذا تتوقع من ضابط مخابرات علي أعلي مستوي يقوم بمهمة في تل ابيب؟ هل كنت تتوقع ان يكون كوميديا، هذا النوع من الشخصيات لاتنفعل بأي شيء، ولا يتأثر بأي شيء، لأن تأثره يعني سهولة اكتشافه، لو أصبح انسانا عاديا كما تتخيله، يكون من الأصلح أن يصبح مهندسا او طبيبا، وعلي فكرة، كانت هذه من ضمن التعليمات التي تلقيناها من جهاز المخابرات.

·         من الواضح أنك بذلت جهدا في الإعداد لشخصية مصطفي ، فكيف تم ذلك؟

- في البداية جلسنا أنا والمؤلف »عمرو سمير عاطف« مع المخرج »شريف عرفة« وكان كل هدفنا هو الوصول إلي شخصية ضابط المخابرات المصري بشكل غير نمطي وغير تقليدي، لانه تم تقديمه قبلنا اكثر من مرة، ومن خلال مساعدات الجهاز لنا في نوعية الضباط المرسلين للخارج تمكنا من التوصل لشخصياتهم، طريقة مشيتهم وكلامهم، وبالتالي توصلنا لملامح شخصية »مصطفي« وهذا ليس مجهود »كريم« وحده، بل هو نتاج تعاون الممثل مع الكاتب والمخرج والجهاز.

·         وما هي المواصفات التي توصلتم لها بعد هذا البحث الطويل؟

- طريقة كلامه، نظراته للناس حوله، لا يلتفت لك مباشرة او بسرعة عندما تكلمه، ليست اي جملة يسمعها يذهب بوجهه معها، لا يضحك لأي أحد.

·         لكن رغم هذه الجدية التي أشرت إليها إلا أن أداءك تميز في بعض الأحيان بخفة الدم؟

- لا أعتقد انه كانت هناك خفة دم في الدور، كان هناك مشهد يقول فيه مصطفي: »مش وقت ليش خالص« في السيارة، وهذا اراه انه لمحة خفيفة قدمها المخرج، وهي لمحة لم نضح بالدراما من اجلها، من خلال سياق الدراما نفسه قدمنا تفصيلة كوميدية خفيفة.

·         البعض رأي أن ذهاب ضابط مخابرات وحيدا إلي تل ابيب لينقذ زوجة مصرية غير منطقي؟

- هو لم ينقذها وحده، هناك شبكة تعاونه هناك، هو راح لفلان أوصله لفلان، وبعدها قابل ضابط المخابرات مصري هناك، الضابط تم زرعه وسط شبكة علاقات كاملة ولم يكن بمفرده.

·         هناك ايضا من يري أن تدخل المصريين في تل ابيب بمعارك قد لايعبر عن طريقة المخابرات؟

- لا بالعكس، المخابرات شاهدت الفيلم ووافقت علي كل مشهد فيه، وهذا لن يأتي من فراغ، الا اذا كان رجال المخابرات اقتنعوا بالفيلم، اذا كيف لا تقتنع به أنت كمشاهد؟  لو كانت به اي أمور غير منطقية لتلقينا ملاحظة علي ذلك، أكيد الفيلم لم يخرج عشوائيا، عندنا أجهزة تراقبه، وخصوصا عندما تقدم جهازا مثل جهاز المخابرات الذي يوجهك ويساعدك ويمنعك من المبالغة.

·     دورك كان يحتوي علي الكثير من مشاهد الأكشن، وبالتأكيد احتاج ذلك إلي استعدادات
 
خاصة فكيف تم ذلك؟

- فعلا، قبل بداية التصوير بشهرين تقريبا بدأنا الاعداد مع خبيري تصميم المعارك »أندرو« و»أنتوني« وهما من جنوب افريقيا، واشتركنا أنا و»شريف منير« في التدريب لانه ليس اكشن تقليدي، هو فن جديد من فنون الحركات القتالية، وهي أمر مقصود لان رجال المخابرات . سواء الاسرائيلية او المصرية، يتدربون علي فنون قتالية معينة، ليست مجرد ضرب عشوائي مثل خناقات الأكشن الطبيعية التي نراها في الافلام.

·         بالتأكيد كانت هناك مصاعب ومشاكل اثناء تصوير الأكشن؟

- طبعا، كنا نعيد المشهد كثيرا وأنا شخصيا تعرضت لإصابة خلال مشهد تسلقي العمارة بالحبل في مدينة »كيب تاون« وقد حدثت مشكلة في الحبل، ووقعت من ارتفاع دورين تقريبا، واصبت في ظهري ونقلوني للمستشفي، وبعدها سافرت إلي المانيا للعلاج، وتوقف التصوير اكثر من ٣ شهور وأجريت عملية.

·         ولماذااستغنيت عن الدوبلير في هذا المشهد؟

- استاذ »شريف« كان يريد المصداقية في المشهد، والدوبلير نزل من الدور العشرين وحتي الدور الثاني، وطلب مني ان أنزل باقي المسافة باستخدام الحبل، خصوصا أن وجهي سيظهر في هذ المسافة وهو ما سيحقق  المصداقية، وفعلا عملته ووقعت.

·         كان ملاحظا أن وزنك نقص في الفيلم، هل تم ذلك من أجل متطلبات الدور؟

- كنت قد قللت وزني أثناء التصوير من أجل مشاهد الأكشن، وأيضا لمتطلبات الشخصية، لكني زدت زيادة قليلة الآن، وزني كان قد زاد جدا خلال مدة السنتين التي ابتعدت فيهما عن السينما.

·         أول ظهور لك بالفيلم كان عبارة عن فقرة اذاعية طويلة باللغة العبرية، وهو ما أدهشنا لاجادتك هذه اللغة؟

- قبل تصوير الفيلم استعان المخرج بالاستاذ منصور عبدالوهاب استاذ علم المسرح والمترجم، وجلسنا جلسات عمل أنا وشريف منير لمدة شهر ونصف تقريبا، وكان يقوم فيها بتعليمنا طريقة الكلام ومخارج الالفاظ،العبري قريب من العربي، لكنها لغة صعبة جدا، وكان يسجل لنا شرائط وكنت اسمعها لاعتاد عليها.

·         ألم تشعر بحساسية تجاه هذه اللغة؟

- لا أبدا، فكرة المخرج ان الحديث بالعبرية سيزيد من المصداقية، اضافة إلي ان دوري كضابط مخابرات مصري في مهمة قومية.

·         غطاء ضابط المخابرات كان كعامل مصري يعمل في بناء الجدار العازل، وهو ما اثار العمال الفلسطينيين، ما هو رأيك بهذا الموقف؟

- في رأي ان بعض عقول الشباب العربي مضللة فكريا، وهي عقليات لاتقدر علي النظر بزاوية ايجابية لدور مصر في المنطقة العربية، مصر لها دور ريادي بلا نقاش، هذه العقليات مضللة بدليل انه في نفس المشهد يظهر شاب فلسطيني يقول »صاحبنا زي ناس كتير هنا ناس فاهمة القضية غلط« الجملة علي لسانهم، في اي دولة في العالم تجد بها السلبي والايجابي، المؤلف والمخرج ارادا كشف وجهة نظر هذه العقول المضللة عن دور مصر.

·         وبخصوص عدم عرض الفيلم في الجزائر، ألا تري ان عرض فيلم كهذا كان يمكن ان يصلح بعض مافسد؟

- عدم عرض الفيلم في الجزائر ليس مقاطعة للجزائريين ، لكنه علي الاقل موقف، ما حصل لك كان شيئاً مهيناً ولا اقول نقاطع، بالتأكيد لن  نقاطع بعضنا كعرب، لكن هذا مجرد تعبير عن الغضب.

·         تتميز بكاريزما طاغية لدي الجمهور حتي أنك لاتحتاج إلي مجهود في توصيل انفعالاتك.

لي وجهة نظر في موضوع التمثيل »التمثيل هو اللا تمثيل« البساطة هي أصعب شيء في التمثيل.. وبطبيعتي لا احب ان أكون متكلفا في التمثيل، لو الشخصية قريبة لي ككريم، أحاول استغلها ولو كانت الشخصية ذات تركيب وأبعاد مختلفة عني ، أحاول ان أتقمصها. مثل شخصية »مصطفي« وهي شخصية بعيدة عني تماما.

·         هل يعني انك في المستقبل لن تسعي للابتعاد عن هذه المنطقة؟

- أقصد ان أفلاما معينة تفرض عليك شخصيات تكون قريبة منك او عايشتها من قبل، وهناك شخصيات يجب ان تذهب إليها، مثل شخصية لم تقابلها في حياتك، تاجر مخدرات او قاتل مثلا، كيف أقابل هذه الشخصيات؟

·         حتي لو كانت شخصية الشرير؟

- المهم ان أفهمه وأعرف ابعاده، شر من أجل الشر.. أم ماذا.

·         أنت دارس للإخراج ألم تشعر بالرغبة في العمل به؟

- أكيد اتمني ان أخرج، لكن كما نقول »صاحب بالين كداب«،الاخراج كان دراستي التي أحبها لكن ليس عندي وقت له حاليا.

·         أفلامك الأخيرة كانت بطولة مطلقة لك، والآن انت احد اضلاع مثلث بطولة مع مني زكي و شريف منير«؟

طبيعة الدراما في ولاد العم مبنية علي ٣ أضلاع، لو لم تظهر الجانب الاسرائيلي لن يكون هناك انتصار للجانب المصري، قيل عني في الفترة الأخيرة انني ممثل »من الجلدة للجلدة« وأنني لا احب المشاركة مع أحد ،لكن هذا غير صحيح فأحد أهم أهدافي هو العمل وبجواري مساحات أدوار كبيرة وبطولات قوية. عموما هناك دراما البطل الاوحد ودراما تتحمل البطولات الجماعية.

·         وكيف تقيم العمل مع شريف منير؟

- شريف صديقي منذ زمن، لكنها اول مرة امثل امامه، هو شخص محترم ويحب زملاءه، وايضا هو ممثل موهوب علي درجة كبيرة من الكفاءة، وأنا  زعلان اننا لم نعمل مع بعض قبلها لان العمل معه يشبه مباراة في التمثيل، وأتمني ان أعمل معه من جديد.

·         بعد انتقالك للعمل مع شركة الماسة بعد الشركة العربية، ما الفارق بينهما في الانتاج والتسويق؟

- كانت لي افلام ناجحة مع »العربية« والان نجحت مع »الماسة« في »ولاد العم« كل انسان له طبيعة معينة، وكل شركة لها نظام معين، ارتحت في العمل مع الشركتين، وسعيد بهذا التعامل، هشام عبدالخالق في الماسة يصرف جيدا علي أفلامه، وعندما تركت »العربية« لم يكن هذا بسبب مشاكل معهم كما يثار.

·         هل  هناك احتمال لعودتك إلي العربية؟

- بالتأكيد هناك احتمال في المستقبل، لكن حاليا انا مرتبط مع »الماسة« وهو ارتباط بدون عقد احتكار، وأجهز معهم حاليا لمشروع، أتكتم تفاصيله في الوقت الحالي.

·         في ظل الأزمة المالية يقال ان المنتجين يستغلون هذا للضغط علي أجور النجوم؟

- الازمة سببها أن أفلام العام الماضي كانت تكلفتها كبيرة، وحسب ما أعرفه فان الازمة في نهايتها، ولا أري ان المنتجين يستغلون هذا لتخفيض الأجور.

·         تردد أنك مرشح لدور في فيلم »المشير والرئيس« فهل انتقل الأمر إلي حيز التنفيذ؟

- أنا أسمع هذا الكلام مثلك تماما، ولا توجد اي ترشيحات رسمية لهذا الفيلم.

أخبار النجوم المصرية في

24/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)