حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفنان السوري لـ«الشرق الأوسط»: وضعت إمكانياتي الإنتاجية والفنية في مسلسل «محمود درويش»

فراس إبراهيم: شركات الإنتاج السورية حاولت إقصائي.. ووجدت الحفاوة والفرص في مصر

هشام عدرة

عرفَته الدراما السورية نجما متميزا منذ عدة سنوات من خلال تجسيده العديد من الشخصيات الجريئة في أعمال اجتماعية معاصرة، وكما عُرف ممثلا نجما عرفته الدراما السورية والعربية بشكل عام منتجا، حيث كان آخر أعماله التي أنتجها مسلسل «أسمهان». ولم يكتفِ فراس إبراهيم بالتألق في الدراما السورية فكان موجودا أيضا في الدراما المصرية، من خلال عدة أعمال تلفزيونية، حيث صوّر أخيرا دوره في مسلسل مصري يقوم ببطولته إلى جانب صفاء أبو السعود وخالد زكي وياسر جلال ولقاء سويدان وسميحة أيوب، وهو من إخراج مجدي أبو عميرة، وتأليف محسن الجلاد، ويحمل عنوان «اغتيال شمس»، كما شارك في سباعية تلفزيونية مصرية كوميدية حملت عنوان «لعب كبار»، انتهى تصويرها قبل أيام، ويؤدي فيها شخصية مخرج سينمائي، ويتمتع بشخصية طريفة جدا، حيث يدخل فراس عالم الكوميديا لأول مرة ومن مصر.

ويتابع جمهور الدراما عرض مسلسله «ليل ورجال» على بعض الفضائيات، حيث يؤدي فيه شخصية المشعوذ «أبو معروف»، وكان فراس قد نال على هذا الدور جائزة أفضل ممثل (دور أول) للعام الماضي، كما حصل مسلسل «أسمهان» على جوائز عديدة في مهرجان القاهرة وفي مهرجان أدونيا السوري وفي مهرجان تونس. ولدى فراس مشروع جديد في مجال نمط مسلسلات عن حياة الشخصيات الهامة، حيث يستعد لإطلاق مسلسل عن الشاعر الراحل محمود درويش، سيكون من إنتاجه، وسيلعب فيه شخصية الشاعر الفلسطيني درويش. وفي حوارها لـ«الشرق الأوسط» يتحدث فراس إبراهيم من دمشق عن الكثير من القضايا الفنية، فإلى نص الحوار:

·         لاحظ المتابعون غيابك الدرامي في المسلسلات السورية والمصرية في الموسم الرمضاني السابق، ما الأسباب؟

ـ هذه أول مرة أغيب فيها عن جمهوري في رمضان منذ عشرين عاما وأنا فعلا موجود دائما في الموسم الرمضاني وبعمل دسم، ولكن انشغلت هذا الموسم بتصوير عملين في مصر.

·         كيف تنظر إلى تجربتك مع الدراما المصرية؟

ـ عندما حصدت أعمالي النجاح والجوائز توقعت أن تهدأ النفوس تجاهي من قِبل المنتجين السوريين ولكن لم يحصل ذلك ولذلك نظرت إلى الحفاوة التي لقيتها في مصر والفرص التي تقدم لي في مصر وهي فرص مهمة جدا كممثل وكمنتج جعلتني أنجذب إلى العمل في مصر في حين أنه منذ عشر سنوات لم تتغير نظرة المنتجين السوريين نحوي ولم تقدم لي أي فرصة من منطلق قولهم: «اتركوا هذا الشخص جانبا وليبنِ نفسه بنفسه»، ولذلك تجربتي الخاصة في الإنتاج والتمثيل جعلت بعض الزملاء يتخلى عن فكرة خوض غمار تجربة الإنتاج، بينما في أماكن أخرى أجد التقدير والاحترام لتجربتي وأنا لم أعامل أحدا كما عاملني هو، ولن أترك تجربتي الخاصة مهما كانت الأمور وعليهم أن يتحملوني حتى نهاية عمري وسأبقى موجودا في الدراما السورية وسأحقق النجاح بشكل دائم إن شاء الله. والمسألة من قِبل هؤلاء تتلخص بكلمة واحدة هي «الإقصاء»، وهذا الإقصاء أتعامل معه بهدوء شديد وأشاهده على مدى 15 سنة من عمري، وأنا بصراحة لم أعمل مع الكثير من الشركات الإنتاجية الخاصة الكبيرة طيلة حياتي، ولك أن تتخيل مدى الجهد الذي أبذله لأكون واقفا على رجلي ودون أن أدخل لأي شركة من هذه الشركات في حياتي.

·         وماذا عن عملك القادم عن محمود درويش؟

ـ هذا الموسم أيضا غبت إنتاجيا حيث أشحذ همتي لأتفرغ لعملي الكبير إنتاجيا وتمثيلا عن محمود درويش، ومن المفروض أن يكون جاهزا للعرض في شهر رمضان القادم، ويكتب النص حاليا السيناريست السوري حسن يوسف ولم يحسم أمر الإخراج بعد والكادر التمثيلي وأهم شيء عندي حاليا هو النص حيث عندما أطمئن على النص والأفكار المطروحة فيه بعدها تصبح كل العناصر الأخرى سهل التواصل معها. ورصدت للعمل كل ما يحتاجه من إمكانيات وسيكون لدي شركاء في الإنتاج من مصر ومن محطات تلفزيونية عربية خصوصا وأننا نتوقع أن يكلف العمل نحو 4 ملايين دولار. وسيصور العمل في لندن وباريس وفي أميركا وتونس وعمّان والقاهرة وأعتقد أنه عمل غير مسبوق في إنتاجه لذلك نحاول الحصول على دعم لهذا العمل ومن أناس متنورين ولديهم توجه فكري فهو عمل إنساني لا سياسي بمعنى أننا لن نقوم بتصفية حسابات محمود درويش من خلال الدراما، هذا لن يكون موجودا في العمل مطلقا ولن نقع بهذا الخطأ أبدا.

·         ولكن الأزمة المالية الحالية أن لا يمكن أن تعرقل إنتاجه؟

ـ ولذلك أنا لن أنتج العمل لأوزعه بشكل تقليدي، فإذا لم تكن معي محطات مشاركة في الإنتاج فلن أخوض عملية إنتاجه وأنا واضح وصريح هنا حيث لن يكون للمغامرات مجال في هذا التوقيت، ووصلت تقريبا إلى الاتفاق مع بعض هذه المحطات خصوصا التي تهتم بهذا النوع من المسلسلات التلفزيونية ذات الخصوصية الثقافية وغير التجارية مع أنه ممكن أن يكون مفيدا تجاريا، ولكن أنا في الأساس لا أبحث عن الفكر التجاري وإلا كان لدي أعمال أسهل بكثير وبنفس المبالغ المالية.

·     ولكن ألا تتوقعون أن تحصل إشكالات مع أسرة الشاعر الراحل خصوصا وأن تناول الشخصيات الراحلة في عمل فني يجب أن يكون بعد 50 سنة من وفاته حسب ما هو متعارف عليه؟

ـ لقد تواصلنا مع مؤسسة محمود درويش ومع المقربين منه وصار خبر مسلسلنا عنه معروفا لدى جميع المعنيين به، وأعتقد أن هناك مباركة لهذا العمل خصوصا أن هؤلاء لديهم معرفة بطريقتنا في العمل إن كان من خلال مسلسل «أسمهان» أو الأعمال الأخرى، ويعرفون أننا لا نستسهل بالتعاطي مع أي موضوع خصوصا مع شخصية نحبها كثيرا مثل محمود درويش، وأعتقد أننا نقدم شيئا هاما ولا أتصور أن أحدا سيضع نفسه تحت بند من المسؤولية ويعطل مشروعا بهذا الحجم.

·         ولكن هناك أعمالا حصلت فيها إشكالات مثل «نزار قباني».

ـ هذا صحيح، ونحن خضنا حروبا كثيرة في مسلسل أسمهان، ولكن في النهاية وعندما يكون العمل مهما وكبيرا ونكسب الجولة، وأنا لا أعتبر نفسي كسبت أحكاما قضائية فقط، لأن القانون معنا، بل الأهم هنا أن يكون الحق معنا، وهذا ما حصل بعد نجاح مسلسل «أسمهان» حيث ثبت أن الحق معي، فمعظم المعترضين أثنوا على المسلسل وأثنوا على تقديم هذا العالم الذي عاشته أسمهان، وأثنوا على الجهد الكبير المنضبط الذي نفذناه في مسلسل «أسمهان».

·         هناك موجة دراما البيئة الشامية الكاسحة حاليا، لماذا لم نشاهدك لا ممثلا ولا منتجا فيها؟

ـ لم يُعرَض عليّ المشاركة في هذه الأعمال ولست حزينا لذلك لأنني أرغب حقيقة أن أكون متفرجا على هذه الأعمال ولم أشعر للحظة أنني متشوق إلى أن أكون في هذه التجربة رغم إعجابي بمسلسل «باب الحارة» وغيره من الأعمال الشامية، ولكن لم أفكر في أن أكون جزءا منها وبهذه التركيبة المطروحة وبالطريقة المطروح فيها هذا العالم، فلم يكن في ذهني أن أكون أحد الأقطاب أو المشاركين في هذا المشروع، لا منتجا ولا ممثلا، ولكن أنا مشاهد جيد لهذه الأعمال وأستمتع بها.

·         ولكن هذه الأعمال هي الأكثر مشاهدة في العالم العربي والكثيرون من الفنانين يطمحون إلى أن يظهروا فيها؟

ـ أنا أبحث عن العمق وأرى أن هذه الأعمال أخذت أبعادا شكلية أكثر مما كونها لها علاقة فعلية بالبنية الأساسية للمجتمع السوري لذلك عندما نشاهدها نرى أناسا نتساءل من هؤلاء وكيف صاروا، ولكن هذه الأعمال شيقة وممتعة ولها جمهورها، ولكن تبقى لا تتناسب مع مزاجي وخط شركتي الإنتاجية.

·         وما رأيك في الأعمال المدبلجة؟

ـ هذه الأعمال كارثة على الدراما العربية، وهناك أناس غلّبوا مصالحهم الشخصية على مصلحة البلد مقابل حفنة من المال، ومهما كان ربحهم فقد عطلوا مسار دراما عربية سورية كانت منطلقة. وقد يقول أحدهم إنني مخطئ هنا وإنه من حق أي شخص أن يأتي بدراما أخرى ويدبلجها، ولكن عليه أن يعرف أنه يأتي بأعمال ليست جيدة ولا تنافس في الأساس الدراما السورية لا فكريا ولا فنيا ومن كل النواحي، وفرضوا على المشاهد العربي هذه الأعمال وباللهجة السورية بحيث أصبحت المحطات الفضائية تستبدل بالعمل السوري العمل التركي بدلا من أن تعرض 3 أعمال سورية صارت تعرض عملين تركيين وعملا سوريا، وهذه المحطات انطلقت من مبدأ أنها تعرض سورية من خلال التركي وبسعر رخيص، فبربع قيمة العمل السوري تشتري عملا تركيا كاملا وتقول المحطة إن النجوم السوريين موجودون بأصواتهم، وتكسب الجمهور التركي والسوري بالعمل، وهنا الكارثة، وأنا شخصيا عُرض عليّ العمل في هذه الأعمال المدبلجة ممثلا ومنتجا من قِبل بعض المحطات وأن أنشئ استوديوهات، فرفضت رفضا قاطعا، وقالوا لي: «إن غيرك سيدبلج» فقلت لهم لن أشارك في هذه الجريمة!

·         هل تتابع الدراما الخليجية؟

ـ أشاهدها، وهي تتقدم بشكل كبير وبدأت تأخذ فرصها.

الشرق الأوسط في

18/12/2009

 

جدل في تونس حول مشاهد من فيلم «الدواحة»

المخرجة: الفيلم يحكي عن عالم نسائي مغلق جلب إليه المتطفلين

تونس: المنجي السعيداني  

ثلاث نساء يعشن بمفردهن في عزلة تامة عن العالم الآخر، لديهن ما يكفيهن من الخضر والغلال ولا ينقصهن غير العنصر الرجالي الذي يحل فجأة بالمكان فتتغير كل الأحوال. فيلم «الدواحة» هو الفيلم الثاني للمخرجة التونسية رجاء العماري بعد فيلم «الستار الأحمر»، اعتمد على الصراع العنيف مع لغة الأنوثة والجسد المقموع من قبل الأم والأخت باعتبارهما سلطة رغبات «عائشة» التي تكتشف أسرار الجسد من خلال الزائرة الجديدة سلمى، فتتأمل الألوان ونوع الأقمشة وتنطلق في سلسلة من المقارنات بين العالم المغلق الذي تعيشه النساء الثلاث والعالم المنفتح الذي يعرضه الزائرون على أهل القصر المهجور الذي عملت فيه الأم كخادمة فيما مضى من زمن. راضية السلطة الرادعة تسعى بكل الوسائل إلى كتم الأسرار فترتكب جريمة قتل سلمى التي جاءت ببذور الثورة إلى العائلة التي قضت عقودا من الزمن في هدوء. أما الجدة فتلقى حتفها كذلك لتخرج راضية في نهاية المطاف ملوثة بدماء فستان سلمى الأبيض وسط شارع الحرية بالعاصمة في مشهد يدل على تحرر يقترب من الجنون. أما أهم الأدوار فقد أدتها الممثلات حفصية الحرزي وسندس بلحسن ووسيلة الداري إلى جانب ريم البنا القادمة على القصر مع ظافر العابدين.

مخرجة فيلم «الدواحة» دافعت عن عملها السينمائي قائلة: «هو فيلم سيترك جدلا في صفوف المشاهدين، وهذا مهم جدا». وقالت العماري إن عملها السينمائي «يعبر عن حالة النساء المنزويات والمكبوتات ليس في تونس بل في عديد الدول».

وأضافت، مدافعة عن فكرة فيلمها، أن «النساء في تونس متطورات ولكن هناك فئات ما زالت تعاني من الكبت والانزواء، والفيلم لا يحكي عن المرأة التونسية بل عن المرأة في أي نقطة من العالم».

أما بالنسبة للمشاهد الجريئة والكلمات القبيحة واللقطات الساخنة التي استعملتها المخرجة في الفيلم، فقد ردت رجاء العماري على منتقديها بأن تلك المشاهد جاءت لتظهر مدى الكبت الذي تعيشه النساء الموجودات في القصر، وأن هذا الفيلم لم يقدم عددا كبيرا من اللقطات الساخنة بالمقارنة مع أفلام تونسية أخرى. وترى العماري أن موضوع المرأة والجسد ما زال من المحرمات على الرغم من التطور الكبير الذي عرفه عالم المرأة، وعبرت من ناحية أخرى عن قلقها من قلة قاعات العرض في تونس، إذ إن الفيلم الذي هو إنتاج مشترك بين تونس والجزائر وسويسرا وفرنسا، عرض في 20 قاعة بفرنسا، ولا يزيد عدد القاعات التي استقبلت الفيلم في تونس عن ثلاث قاعات.

وفي تفسير المخرجة لاختيارها ممثلات عربيات لأفلامها، قالت العماري إنها حاولت استغلال نجاح الممثلة الفلسطينية هيام عباس والممثلة حفصية الحرزي في فيلم «كسكسي بالبوري» للتونسي عبد اللطيف كشيش، فصورة وتعبيرات الوجه للممثلتين أغرتني بالاعتماد عليهما.

من جهته، قال الممثل التونسي ظافر العابدين إن مشاهد العري المنافية للأخلاق لا يمكن إعطاؤها هذا الوصف بكونها «جريئة وليست منافية للأخلاق وهي مشاهد غير مسقطة بل لها وظيفتها».

موضوع فيلم «الدواحة» ليس جديدا تماما، ولكن وجود بعض الممثلين التونسيين الذين لهم جاذبية لدى جمهور الفن السابع هو الذي جعله يسجل إقبالا جيدا خلال الأسبوع الأول من عرضه في ثلاث قاعات سينمائية في العاصمة التونسية وضواحيها، حيث إن أكثر من ثمانية آلاف متفرج حجزوا تذاكرهم خلال الأسبوع الأول، ومعظم الراغبين في الفرجة جاءوا لمشاهدة الممثل التونسي الوسيم ظافر العابدين على الرغم من قصر دوره بالمقارنة مع بقية الأدوار.

الشرق الأوسط في

18/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)