حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ«الشرق الأوسط»: حاولنا أن نسقط قناع الإسرائيليين ونعري بشاعة واقعهم

كريم عبد العزيز: العرب والصهاينة لن يكونوا «أولاد عم» أبدا

سها الشرقاوي

نشأ كريم عبد العزيز وسط أسرة محاصرة بالفن. فوالده هو المخرج الشهير محمد عبد العزيز، وخالته الممثلة والكاتبة سميرة محسن، وخالته الثانية الكاتبة نوال مصطفى وزوج خالته الثالثة الممثل عماد رشاد. ظهر على الشاشة قبل أن يفقه ماهية السينما وهو لم يتعد عامه الثاني في فيلم «البعض يذهب إلى المأذون مرتين» كأحد أبناء عادل إمام ولبلبة. ثم أدى دورا آخر متميزا وهو في السادسة في فيلم «المشبوه» لعادل إمام وسعاد حسني.

أغواه الجو السينمائي، فدرس السينما وتخرج من قسم الإخراج بمعهدها. استقبله الجمهور بترحاب في دور لطيف مع النجم أحمد زكي في فيلم «اضحك.. الصورة تطلع حلوة» عام 98، والذي عرض بالتوافق مع دوره في مسلسل «امرأة من زمن الحب» للنجمة سميرة أحمد. ثم أتى دوره مع الراحل علاء ولي الدين والنجم أحمد حلمي في بطولة شبه جماعية في فيلم «عبود على الحدود»، كفاتحة خير لثلاثتهم. لينطلق بعدها في أول بطولة مطلقة وفيلم «ليه خلتني أحبك» مع منى ذكي وحلا شيحة عام 2000، ويستمر بعدها بطلا لأفلام تحمل قدرا من الكوميديا والحركة والإثارة، ومؤخرا السياسة فالجاسوسية مع «أولاد العم».

كريم عبد العزيز تطرق في حواره مع «الشرق الأوسط» من القاهرة إلى الكواليس الشائكة لفيلمه «أولاد العم»، وكذا أعماله القادمة، فإلى نص الحوار:

·         ما المقصود بإظهار إسرائيل كصاحبة اليد العليا في كامل الجزء الأول من فيلم «أولاد العم»؟

- تعمدنا إظهار قوة إسرائيل، فالعمل يتناول الصراع العربي الإسرائيلي. وأظهرنا أن القوتين متوازنتان، فكلما كان الخصم قويا، كلما كانت حلاوة الانتصار.

·         لكنكم أظهرتهم مميزات المواطن الإسرائيلي ووضعتم الرأي العربي في حيرة؟

- أختلف معك، فالمواطن العربي يعي الصورة الحقيقية جيدا. بالفعل ظهر شكل المجتمع الإسرائيلي بصورة جيدة، ولكننا أوضحنا بشكل غير مباشر طوال الأحداث أن كل ذلك مجرد قناع يضعونه طوال الوقت لمداراة القبح الحقيقي والأكاذيب المتأصلة في هذا المجتمع. ولذلك خدعت البطلة، وكنت أحاول في الفيلم إقناعها بزيف ما ترى وتسمع، فالشعب الذي يتظاهر بالطيبة والمسالمة، هو نفسه من يقتل الأطفال وينتهك الحرمات بدم بارد.

·         ولكن من وجهة نظرك هل إسرائيل دولة قوية؟

- لا أنكر أنها دولة استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في مجالات كثيرة كالزراعة والصناعة وغيرهما، واستطاعت أن تحجز مكانا لها ما بين الدول القوية.. ولكن في النهاية هي عدوي الوحيد بالإضافة أن سلبياتهم أكبر من إيجابياتهم ويكفي كرههم للعرب ومحاولة بث السموم بطرق مختلفة، شرعية وغير شرعية لتضليلنا والنيل منا ولكن هذا لن يحدث أبدا.

·         لماذا لم تستمد أحداث الفيلم من ملفات المخابرات كما العادة في أفلام الجاسوسية؟

- هذا العمل ليس له أي علاقة بملفات المخابرات إطلاقا، لكنها فكرة من وحي خيال السيناريست عمرو سمير عاطف الذي اعتبره مفاجأة العمل الحقيقية. لكن من المؤكد أن الكاتب استعان بالعديد من المراجع والكتب، خاصة كتب دكتور عبد الوهاب المسيري، والتي تناول باستفاضة شديدة الصهاينة والعلاقة بينهم وبين العرب ودول العالم ككل، لكي يتعرف على طبيعة البيئة الإسرائيلية والموساد والتعرف على أسماء الأحياء. وبالرغم من أن الفكرة من وحي خيال الكاتب لكن أحداثها كانت واقعية لأقصى درجة.

·         هل كان هناك تعاون من المخابرات المصرية؟

- في البداية أقدم الشكر إلى المخابرات العامة المصرية لأنها كانت متواجدة معنا في العمل خطوة بخطوة. وأمدتنا بالمعلومات والإيضاحات أثناء كتابة السيناريو. أما عن الموقف الذي اتخذته المخابرات بإيقاف تصوير الفيلم، فكان مجرد خلاف في وجهات النظر مع الرقابة، ولم يكن لفريق العمل أي صلة بهذا القرار.

·         كيف استعددت لشخصية مصطفى ضابط المخابرات؟

- شخصية مصطفى شخصية جديدة جدا أقوم بها لأول مرة، وهي شخصية صعبة من حيث الحركة والأداء والتمثيل. تعاملت معه على أنه شخص جامد وحاد حتى في ملامحه وطريقته في إلقاء الكلام.. وحاولت أن أضخم صوتي حتى يتناسب مع الشخصية عن طريق التدريبات التي قمت بها.. بالإضافة إلى جلسات العمل مع المخرج شريف عرفة وتوجيهات ضباط المخابرات المصرية للوصول إلى الصورة الكاملة عن شخصية ضابط المخابرات في التعاملات أثناء العمل. وكل ذلك جديد علي، فالمشاهد معتاد على أن يظهر كريم عبد العزيز في شكل كوميدي.

·         كيف تمكنت من إجادة اللغة العبرية بهذا الشكل؟

- استغرق مني ذلك بذل مجهود شاق لمدة شهرين، وجلسات مع الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ اللغة العبرية حتى أصل إلى هذا المستوى المقنع في الأداء.

·         لكن الحديث باللغة العبرية كان كثيرا طوال أحداث الفيلم؟

- أنا مع تواجد اللغة العبرية بكثرة في الفيلم، فهذا يضفي مزيدا من المصداقية على الأحداث التي من المفترض أنها تدور في داخل تل أبيب ومن الطبيعي أن التعامل يكون بلغتهم.

·     أنهيت مشهد قراءتك للنشرة العبرية بحدة بسؤال: «هل سينتهي الصراع العربي الإسرائيلي أم سيستمر؟»، فهل هناك مغزى وراء ذلك؟

- هذه الجملة تحديدا هي ملخص رسالة الفيلم. وهي لم تكن موجودة بالسيناريو ولكن المخرج اقترحها أثناء التصوير، ومن نهاية السؤال توالت الأحداث.

·         وماذا كان رد الفعل داخل إسرائيل تجاه الفيلم؟

- قرأت تعليقا بأحد الجرائد الإسرائيلية عنوانه «الموساد الإسرائيلي ينعش السينما المصرية في عيد الأضحى».. واندهشت بشدة لقدرتهم الفائقة على لي عنق الحقائق. ولكننا نحاول دائما إظهار حقيقتهم التي يحاولون إخفاءها.

·         وماذا عن رد الفعل لدى الجمهور العربي؟

- يكفي أن أخبرك أن تعليق الجمهور لي بعد الفيلم كان: «رفعت راسنا».

·         في أحد المشاهد ظهر طفل فلسطيني يرتدي تي شيرت عليه صورة أبو تريكة فما السبب؟

- هي تفصيلة وضعها المخرج شريف عرفة زادت من مصداقية العمل وبعده الإنساني.. وهي واقعية تماما، فكل الشعب الفلسطيني يعشق اللاعب المصري أبو تريكة بعدما أعرب عن تضامنه مع عزة أثناء الحصار في أحد مباريات المنتخب المصري.. وشئنا أم أبينا أبو تريكة نجم أخلاقي من الدرجة الأولى وكان يستحق الإشادة به في هذا العمل.

·         دور الممثلة دارين والتي جسدت دور فتاة فلسطينية لم يكن دورا محوريا، فلماذا أقحم على العمل؟

- دارت مناقشة مع المخرج والسيناريست في تواجد دارين خلال الأحداث، واقتنعت أنه لابد من تدعيم القضية الفلسطينية تضامنا معهم.. فكيف نقوم بعمل يتحدث عن فلسطين ولا نتطرق إلى قضيتهم؟ بالإضافة إلى ظهور الجانب الإنساني بشخصية مصطفى ضابط المخابرات، فبالرغم من أنه في مهمة وغير مسموح له بالمغامرة بأي شيء لكن شهامته غلبت التعليمات.

·         كيف أديت مشهد التعذيب بالكهرباء؟

- هذا المشهد كان من أصعب المشاهد التي قمت بها. فلم يستعن المخرج بأي أجهزة لإظهار الهزة العنيفة التي أديتها بنفسي.. وقبل تصوير المشهد قام المخرج شريف عرفة باستفزازي قائلا: «لن تستطيع أداء المشهد» حتى خرج بهذا الشكل.

·         وماذا عن المشاهد الصعبة الأخرى؟

- مشاركتي في هدم الجدار الفلسطيني، والذي تم تصويره في سورية، كان من المشاهد الصعبة علي نفسيا، وانتابني إحساس أني أقوم بهدم بيتي.

·         لماذا تم اختيار اسم «أولاد العم»؟

- كان اسمه في البداية «العميل» ولكن وجدنا أنه اسم مستهلك. واتفقنا على اسم «أولاد العم» لمناقشة ادعائهم الذي يحاولون به تنويم الشعوب العربية، ولكنه ادعاء كاذب بالطبع، فأولاد عمي لهم عندي حقوق ولي عندهم حقوق متبادلة. ولكن العرب والصهاينة لم ولن يكونوا أبدا أولاد عم.

·     في أعمالك السابقة كان كريم عبد العزيز هو الشخصية التي تتواجد في جميع مشاهد العمل ولكن الأمر اختلف في «أولاد العم»؟

- بالفعل في أعمالي السابقة كنت أظهر في العمل من «الجلدة للجلدة» كما يقال، ولكن هذا العمل تعمدت فيه الاختلاف كي يعرف البعض أني لست ديكتاتورا، وأعطي مساحة لنجوم كبار شاركوني في هذا العمل. وفي النهاية السيناريو هو الذي يحدد هذا، وأنا لا أهتم إطلاقا بالكم فاهتمامي دائما بشكل دوري وكم هو مؤثر..

·         هل كانت لك لمسات على السيناريو كعادتك في أعمالك السابقة؟

- جاءني عرض الفيلم متكامل من شريف عرفة، ولا يحتاج أي إضافات، بل كان يحتاج مني التركيز على الشخصية التي أجسدها، وأضفت بعض اللمسات الكوميدية الطفيفة جدا.

·         لأول مرة نراك في عمل واحد مع النجم شريف منير فكيف كان التعامل؟

- شريف منير على المستوى الشخصي صديق لي من فترة طويلة، ولم نتقابل إلا في هذا العمل. وكنت سعيدا جدا بالتعامل معه فهو ممثل مجتهد وملتزم، وتساءلت لماذا تأخر التعاون بيننا؟

·         اعتدنا على مشاركتك لمنى زكي بشكل معين في المرات السابقة، لماذا الاختلاف في «أولاد العم»؟

- الاختلاف كان مقصودا، فدائما ما كنا نظهر أنا ومنى في إطار مغلف بالرومانسية، لكن الأمر اختلف في «أولاد العم». فمشاهدي أنا ومنى قليلة جدا حتى اقتراح أن تنشأ قصة حب بين مصطفى ضابط المخابرات وسلوى المختطفة من جانب زوجها اقتراح غير وارد لأنه سيضعف موقفها في الفيلم، فهي مرتبكة ومختطفة وغير مقنع بالمرة أن تنشأ قصة حب بينهما.

·         وماذا عن تعاونك للمرة الثالثة مع المخرج شريف عرفة؟

- شريف عرفة مخرج متجدد ومبدع، وأثناء عملي معه ينتابني إحساس بأني مسنود على «جبل» من شدة الاطمئنان بالعمل معه.

·         ماذا عن حقيقة إصابتك أثناء تصوير أحد المشاهد؟

- بالفعل تعرضت للإصابة أثناء تسلقي منزلا في أحد المشاهد عندما قطع الحبل الذي يربطني، ودخلت في حالة إغماء وأفقت داخل المستشفى وسافرت لألمانيا للقيام بعلمية جراحية لمعالجة قدمي واستغرق العلاج بعدها ثلاثة شهور كاملة.

·         الفيلم سيعرض في دور العرض بلندن ألم يقلقك ذلك؟

- بالعكس أنا سعيد جدا، أنه لأول مرة سيعرض لي فيلم في لندن، وخاصة هذا العمل، الذي يمس الجاليات العربية في كل مكان. وأتمنى أن يراه المواطن الأجنبي قبل المواطن العربي، وبالأخص الإسرائيليين المتواجدين في لندن.

·         كيف كان التعاون الأول مع المنتج هشام عبد الخالق؟

- أقدم كل الشكر والتقدير له للمجهود الذي قام به في هذا العمل، وكان همه الأكبر توفير كل متطلبات العمل من دون أي سؤال وهذا يجعلنا في الطريق للتعاون مرة أخرى. فهو فعلا شخصية متفهمة للسوق المصرية ومتطلبات إخراج العمل بشكل جيد.

·         ماذا عن تجربة الدراما؟

- بالفعل تعاقدت مع المنتج هشام عبد الخالق على عمل درامي، ولكن لم تتحدد تفاصيله بعد. ولكن من المتوقع أن يكون هذا العمل في رمضان بعد القادم، فأنا في الوقت الحالي أقوم بالتحضير لفيلم كوميدي رومانسي. حيث أنني مشتاق لهذه النوعية نظرا لابتعادي عنها بعض الشيء في الفترة الأخيرة.

الشرق الأوسط في

18/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)