حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد فوز «عصافير النيل» في مهرجان القاهرة السينمائي

المخرج مجدي أحمد علي: «لن أقدم سينما تجارية.. و«عصافير النيل» الأقرب إلي عالمي

الحكومة عجزت عن فهم الناس فأطلقت عليهم »عشوائيات«

استدرجوا المثقفين لمعركة غوغائيةقادتها أجنحة النظامين في «مداح القمر» مسلسلي القادممصر عن حياة بليغ حمديوالجزائر

حوار:نسمة تليمة

  • كيف تحمس مجدي أحمد علي لرواية «عصافير النيل» لإبراهيم أصلان حتي يحولها إلي فيلم سينمائي رغم الصعوبة التي واجهتها؟

>> تحمست لأنها عالم قريب من عالمي الذي أعرفه جيدا وأحبه فإبراهيم أصلان من أصول ريفية مثلي وحياتنا متشابهة ولديه قدرة هائلة علي التقاط التفاصيل فيستطيع أن يتحدث عن قاع الطبقة الوسطي المصرية والتي أنتمي إليها بالإضافة إلي سحر الرواية في الحكي والحدث.

  • ما رأيك فيما يقال إن الفيلم أمام مهمة صعبة علي المستوي التجاري لأن الجمهور لن يقبله؟

>> لا أري ذلك ،بل الفيلم أقرب إلي الناس وأعتقد أنهم يمكنهم تقبله خاصة أنه يعبر عنهم.

  •  إذن هل إذا نجح الفيلم في المهرجانات قد يفشل جماهيريا؟

>> ليس هناك من لديه تلك التركيبة السحرية للنجاح فهناك فيلم فني وفيلم تجاري والأخير له مواصفات معينة واهتمامات خاصة مثل أفلام الأكشن والكوميديا وهناك سينما فنية جدا تضع في اعتبارها كل العناصر السينمائية المهمة.

  •  إذن هل يمكنك خوض تجربة لعمل فيلم تجاري؟

>> أحاول الوصول إلي تلك المعادلة ولكني في نفس الوقت لا أبتعد عن الناس بل أحرص علي حبهم للفيلم بجانب المستوي الفني الجيد ولا أعتقد أنني أستطيع عمل سينما تجارية وهناك فرق في رأيي بين الفيلم الجماهيري والتجاري فقد نطلق علي أفلام مثل «الأرض»، «البوسطجي» جماهيرية ولكنها ليست تجارية وأنا أفضل تقديم أفلام جماهيرية، خاصة أن التجارية بها درجة من درجات التنميط خاصة في الكوميديا، وإذا حاولت تقديم كوميديا سأقدمها تحترم عقل الناس وهي صعبة الإيجاد.

الحكي الشعبي

  •  الراوي في «عصافير النيل» لماذا؟ ولماذا لم تكتف بـ «الفلاش باك»؟

>> فكرت في الراوي بعد عمل الفيلم لأنني وجدت مساحات كبيرة من الصمت وكنت أحتاج لوضعها في إطار شرعي حاولت من خلاله الاقتراب من الناس لأننا كمصريين نميل إلي السمع فمزجت بين شاعرية الصورة وشعر الصوت خاصة أن الفيلم «تقيل» فالحكي الشعبي قد يبسطه.

  • يا دنيا يا غرامي.. خلطة فوزية.. عصافير النيل تشابه في التعبير عن فئة بعينها.. أم العشوائيات وتقديمها عن قرب خاصة مع «هوجة» المهمشين؟

>> لا أري ما يسمي عشوائيات فهي كلمة تستهين بالناس هل هم عشوائيون؟ هي كلمة أطلقتها الحكومة نتيجة عجزها عن فهم هذا النوع من البناء والإسكان غير الرسمي ولا ننكر اتساع حجمه بما يقرب من 60% من مصر فهي مجتمعات تخلق وجودها الذاتي ليضعوا قيما جديدة يعيشوا عليها ولا أفضل تصور المثقفين الساذج عنهم بل أري حياتهم بها تفاصيل جميلة.

  •  إذن أنت لست مع النغمة السائدة أن العشوائيات قنبلة موقوتة؟

>> لا لست معها وأرفض كلمة عشوائيات أيضا.

  •  عندما أقدم الواقع هل أطرحه كما هو بالفعل أم أجمله؟

>> لا أطرحه كما هو ولا أحاول تجميله وإنما هي وجهة النظر التي أقدمه من خلالها، حتي في الفيلم التسجيلي يحمل وجهة نظر يقدم من خلالها فعين الكاميرا هي عين المخرج والفرق أن تنظر بحب فتري أجمل الأشياء وأنبلها وتقدمها والأضعف تحاول أن تقويه فلا أتعامل مع الناس باعتبارها دودا أو حشرات بل قيمة فالفن هو علم الجمال وليس علم القبح.

لغة جديدة

  •  صرحت بأن الفن «ليس برشامة» تقدم من خلال رسائل.. إذن ما هو في رأيك؟

>> الفن رسالة ولكني ضد الرسائل المباشرة لأنه إذا قدم بهذا الشكل المباشر أصبح خطابة وليس فنا بالمعني المفروض وأنا أبتعد عن الكلاشيهات والأفكار الجاهزة وأتمرد علي روح الفن لأبحث عن لغة جديدة وأساليب جديدة وأتضمن داخل الرسالة ليصل بعمق.

  • وصفت العصافير واستخدمتها في الفيلم علي أنها الكائنات الضعيفة «من الطبقة الوسطي» بجانب رموز أخري أو مشاهد خاصة مثل مشهد دلال عبدالعزيز في إضاءة لمبة داخل القبر وتناول البعض لما وراء المشهد؟

>> الرمزية هي قصة قديمة ولكني أعتمد علي بساطة الحوار فدلال في الفيلم تخاف من الظلام واستقبالها للحياة هو استقبال مستمر حتي بعد الموت وأحترم هذا التصور للحياة ولا أراها رموزا ولكن إذا تم تفسيرها لما هو أبعد فلا مشكة المهم أنني اقتربت من الناس بشكل أعمق.

  • عاب البعض علي كثرة المشاهد الجنسية بالفيلم خاصة أنه أسلوب جديد علي مجدي أحمد علي فما رأيك؟

>> أعتقد أن أساس هذا هو نوع الفيلم فالشخصية بعصافير النيل تعبر عن نفسها بالشبق والرغبة في الحياة وليس لديه أي مناطق اقتحام سوي مناطق النساء بجانب ضعف اختياراته من ممرضة لامرأة مطلقة بجانب أن رواية إبراهيم أصلان بها الأبعد من هذا.

  •  لماذا شعر المشاهد أثناء الفيلم ببطء الانتقال الدرامي؟

>> المشكلة كانت في صوت الفيلم نتيجة النسخة التي تم تجهيزها للمهرجان بجانب أن الناس لم تعتد مثل هذه الأفلام ولكني أنصحهم بأن يتركوا أنفسهم للفيلم يعطي ما يعطي من شحنات عاطفية لهم.

حالة تراجع

  • سؤال دائما نطرحه من يرتقي بالآخر الجمهور أم الفن؟

>> أعتقد أنهما الاثنان معا وعلي مؤسسات الدولة أن تنظر لهذا الاتجاه فنحن في حالة تراجع عام وشامل يجب بأن ندعم الثقافة الحقيقية فالشعب في حالة تغيب كامل عن كل ما هو حقيقي.

  • هل صرحت من قبل بأن 90% من الأفلام المصرية الآن مسروقة من أفلام أجنبية؟

>> نعم هذا صحيح وليس سرا فالأفلام الموجودة الآن كلها مسروقة خاصة الأفلام الكوميدية وقد سمعت أنه تم خصم حقوق المؤلف من المعونة الأمريكية وأعتقد صحة الخبر والقليل لدينا من يعلن الحقيقة فبعد إعلان «طير انت» لهذا اعتبروها شجاعة.

  •  ولماذا يحدث ذلك في رأيك.. هل هي قلة موضوعات؟

>> للتسرع في صناعة الفيلم وهي جريمة في رأيي فهناك فرق ونسبية في المجتمعات فسويسرا مثلا ستقدم نماذج مرفهة أما لدينا في مصر تراث وعادات وتقاليد واشتراكات وصراع ديني وسياسي وكثير من الموضوعات ولكنه الكسل والاستسهال لعمل أفلام معلبة.

  • هل هناك صعوبة في تحويل الروايات لأفلام سينمائية؟

>> بالنسبة لإبراهيم أصلان يبدو للوهلة الأولي سهولة كتاباته ولكنها صعبة وللآخرين أري أن الأيام القادمة ستشهد تحولا لذلك مع الاتجاه للأدب.

  •  اختيارك لممثلي عصافير النيل كيف جاء؟

>> فتحي عبدالوهاب اختياري وأكدت هذا الاختيار بعد خلطة فوزية وعبير صبري أيضا لأنني قصدت تقديم هذا النوع من البشر والجمال الحزين الذي يحمل نبلا وليس شعبيا، وقد نجحوا كما تصورت بنسبة 100%.

  • صرحت من قبل بأنك لم تعد تحمل نفس القدر من التفاؤل.. لماذا؟

>> لأننا نعود للوراء كلما تقدم بنا الزمن والحالة في مصر أصبحت سيئة حتي المعارضة في حالة تشرذم وهناك انهيار في المجتمع.

كومبارس يحكم

  • هل كنت تتوقع أكثر من جائزة لـ «عصافير النيل» في مهرجان القاهرة السينمائي وليس فقط نصف جائزة لأحسن ممثل؟

>> نعم توقعت أكثر من جائزة لأنه يستحق ذلك ولكن المشكلة في لجان التحكيم أننا نضع بها شخصيات غير مدربة أو مهيأة بالمعني الثقافي للتحكيم في مهرجان ولا آتي بكومبارس ليحكم فتحي عبدالوهاب مع احترامي الشديد للجميع.

  • وما قصة «مداح القمر» ومسلسل السيرة الذاتية عن بليغ حمدي؟

>> المسلسل يروي تفاصيل حياته ولن أقدمه بالشكل المعتاد للسيرة الذاتية فالحلقات ستكون منفصلة ومتصلة في نفس الوقت كل حلقة تحكي موضوعا وسنبدأ قريبا في التحرك وبطل المسلسل محمد نجاتي، ولن أقدمه ملاكا كما هو معروف عن السير الذاتية.

  • عملت بالجزائر ومتزوج من جزائرية.. فما رأيك في الأحداث الأخيرة بين مصر والجزائر؟

>> أشعر بالاستفزاز لما حدث وهي حالة هائلة من الجهل من كلا الطرفين بطبيعة الآخر وللأسف أنه تم استدراج عدد كبير من المثقفين إلي معركة غوغائية تقودها أجنحة من النظامين بهدف كسر علاقة تاريخية بين شعبين كبار والإعلام له دور رئيسي في هذا وللأسف توحدنا حول نظام فاسد وبائس.

  • إلي أي مدي يقدم المخرج موقفه السياسي في أعماله؟

>> بالطبع إلي مدي كبير يظهر الموقف السياسي للمخرج حتي إذا كان الفيلم قصة حب فلا يوجد مبدع دون موقف ولا يمكنه التعالي علي مشاكل الناس.

  • من هم أكثر المخرجين الذين تأثرت بهم؟

>> أحببت بشدة الموجة الواقعية للسينما الفرنسية وتأثرت بكثير من مخرجيها وفي مصر عملت مع محمد خان وخيري بشارة ويوسف شاهين وتركوا أعمق الأثر في عملي وحياتي. 

الأهالي المصرية في

09/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)