تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بحب السيما

رحلة الحياة .. مليئة بالصمود و الحفاوة

بقلم ايريس نظمي

حين صعدت إلي المسرح لأتسلم جائزة عروس البحر المتوسط -هذا التمثال الجميل الذي صممه يوسف فرنسيس- من محافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب بمناسبة العيد الفضي لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي وتكريم مؤسسيه وكل رؤساء الدورات السابقة.. وكنت واحدة من مؤسسية ورئيسة له لمدة ثلاث دورات متتالية.. رحت بذاكرتي الي الوراء بأسلوب »الفلاش باك« في السينما لأسترجع ذكرياتي مع هذا المهرجان الذي اسسه الراحل كمال الملاخ مؤسس المهرجانات السينمائية في مصر.. من خلال الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التي اهدته هذه الدورة والتي أسسها وكان رئيسا لها.. وذلك بعد ان انتزع منها مهرجان القاهرة وهو في أوج مجده لأتابع أيام وليالي الزمن الجميل.. فحين يحل شهر سبتمبر كانت الاسكندرية تتحول الي عيد سينمائي بأفلامه العالمية وأفلام البحر المتوسط وبانوراما السينما المصرية أثناء ازدهارها.. حين كان المهرجان يقام في ذلك الوقت في فندق سان ستيفانو القديم قبل ان يزال ليقام مكانه فندق عملاق.

وقد قدم الناقد والمؤرخ السينمائي الصديق محمود قاسم كتابا ضخما (٢٥٣) صفحة بالحجم الكبير.. تناول فيه رحلة المهرجان خلال ربع قرن من الزمان من خلال رؤساء الدورات السابقة الذين كرمهم المهرجان هذا العام بعنوان »تكريمات وذكريات«.. قسمه الي أجزاء يضم كل جزء أحد الرؤساء وأسلوبه في قيادة المهرجان.. وقد تولت الكتابة في الجزء الخاص بي بصفتي من المؤسسين ورئيس للمهرجان ثلاث دورات متتالية الكاتبة الصحفية الصديقة »مني ثابت« زوجة الكاتب الكبير رءوف توفيق الذي تولي رئاسة المهرجان أربع دورات وهي من ضيوف المهرجان الدائمة بعنوان »رحلة الحياة.. مليئة بالصمود والحفاوة«.

كتبت مني ثابت تقول:

»أجمل مايميز مهرجان الاسكندرية في رأيي هو جو الحب والترابط والحميمية التي ربطت ضيوفه ببعضهم وكأنهم أفراد اسرة واحدة رغم الاختلافات التي تصل لحد التناقض أحيانا في التكوين الثقافي أو السمات الشخصية.. لكن يجتمع الكل علي عشق السينما واحترام تجربة الآخر التي يقدمها عن اقتناع..

وعلي مدي ٥٢ عاما من الفن والصحبة والمزاق عبرنا الزمن الذي يبدل الشكل والمزاج والصحبة.. نجوم يصلون ضيوفا علي المهرجان ونجوم رحلوا عن دنيانا لكنهم لايزالوا في قلوبنا ووجداننا بفنهم وابداعاتهم.. مديحة كامل.. عاطف الطيب.. حسن الإمام.. صلاح جاهين.. أحمد عبدالوهاب.. عادل أدهم.. الملك فريد شوقي.. سناء جميل.. عاطف سالم.. سامي السلاموني.. الرسام رءوف عياد فوميل لبيب وقبلهم كمال الملاخ.

أما ضيوف المهرجان شبه الدائمين.. نور الشريف وليلي علوي ومحمود عبدالعزيز (الاسكندراني الصميم) وولديه اللذان أصبحا نجوما.. ويحيي الفخراني.. والهام شاهين.. ولبلبة.. ومحمود حميدة.. وكان جمهور الاسكندرية يستقبلهم بالترحاب.. والجمع الكبير ينتطرهم بالساعات أمام سينما مترو عند دخولهم وخروجهم أما الموجودين من المؤسسين فهم مازالوا قادرين علي الاشعاع ونثر حالة من الفرح والاطمئنان. رءوف توفيق.. امام عمر.. وحيد حامد.. احمد الحضري.. فوزي سليمان.. حسن شاه.. علي أبوشادي. توفيق صالح.. هاشم النحاس.. وزوجته المخرجة فريال.. فوزي سليمان.. فيصل ندا.. رمسيس مرزوق وعواطف صادق.. سعيد شيمي وعصام زكريا ورفق الصبان ونادر عدلي.

>>>

بدأ كمال الملاخ باقامة مهرجان القاهرة.. وبدأنا معه الرحلة الشاقة.. ونجح المهرجان ونجح المتربصون به والذين يتصيدون الاخطاء في انتزاعه ولم نستسلم ولم نيأس.. هربت الكتيبة الي عروس البحر المتوسط لتؤسس مهرجانا جديدا وتكتسب خبرة في شراسة القتال والدفاع.. زادت الضراوة وتصاعف النجاح.. والجمعية تنال لقب اول مهرجان في مواقع بعيدة عن التفكير البيروقراطي المحدود فأقمنا مهرجانا في اول قرية سياحية- وقتها- مجاويش ثم مهرجان اسوان للدول الافريقية ومهرجان الاسماعيلية. وبعد كل مهرجان تنهال الانتقادات.. مجموعة واحدة تلقي بالطوب دائما انتقاما من عدم دعوتها.. ولذلك لم يصمد لجمعية كتاب ونقاد السينما سوي مهرجان الاسكندرية.. بفضل مقاومة المؤسسين.. لقد استطعنا مواجهة العواصف.. مع مفاجآت الضيوف.. هذا الخليط المتجرد من الفنانين بافرجتهم الخاصة.. ونرجسية بعضهم.. وتواضع الآخر واشهرهم صلاح أبوسيف.. والمتربصين ومروجي الاشاعات والغاضبين لخروجهم من المسابقة بدون جوائز.. وتحديناهم ولو بتقديم دليل واحد علي أي تلاعب ودائما ننتصر.

>>>

وكان كمال الملاخ رحمه الله قد أتخذ تقليدا جديدا في ذلك الوقت.. ففي كل دورة كان يقدم وجها فنيا جديدا يسلط عليه الأضواء ويتولاه بالكتابة عن أخباره في الصفحة الأخيرة في الأهرام التي علق عليها الاستاذ هيكل مرة حين قال ان كمال الملاخ ادخل نظام التلغراف في مقالاته واخباره فأصبح القراء يقرأون الأهرام من الصفحة الأخيرة.

وأذكر أنه قدم لأول مرة فرقة »الفور ام« الموسيقية التي كان يقودها عزت أبوعوف يعزف علي البيانو بينما شقيقاته الأربع اللاتي يحملن حرف الـ» كن يرتدين زيا واحدا جميلا ويقفن وراء شقيقهن ليغنين الأغاني الجميلة بأسلوب وتوزيع متطور.. وأصبح عزت أبوعوف بعد ذلك من ألمع نجوم الشاشة.. أما البنات فلم تستمر منهن غير الفنانة مها أبوعوف. وقدم الملاخ لأول مرة فتاة بسيطة صعدت علي المسرح لتغني اغنية اسمها »مسافات« في حفل المهرجان.. وأصبحت بعد ذلك نادية مصطفي من ألمع المطربات، قدم ايضا ايمان البحر درويش وانتشر ايمان في تلك الفترة ثم اختفي ليظهر من جديد وهكذا كان المهرجان يصنع نجوما جديدة في عالم الفن.

>>>

بدأت مهرجان القاهرة مع كمال الملاخ كنا أفرادا تعد علي أصابع اليد.. كان التعامل معه مريحا لأنه كان يقدم زملاءه باحترام اكثر مما يستحق.. ويتعامل بحميمية وجو اسري فيعطيك دفعة حماس.. كانت له علاقات طيبة مع النجوم الأجانب فكانت ليالي مهرجان القاهرة ناجحة جدا.

واستضاف الكثير من نجوم السينما العالمية منهم »كلوديا كاردنيال« في بداياته و»اورسولا اندرس« و»كوستا جامراس« الذي جاء بفيلمه »هناك« الذي يناصر فيه القضية الفلسطينية.. واليزابث تايلور.. وطبعا مع النجاح بدأت الحروب وبنفس الأساليب التي يحاربون بها المهرجان.

لقد اقمنا مهرجان القاهرة ثماني دورات.. وحين استولي عليه سعد وهبة.. بدأ مهرجان القاهرة الذي اتمناه يحارب مهرجان الاسكندرية لدرجة انهم ارسلوا للسفارات الأجنبية الا يتعاملوا مع مهرجان الاسكندرية.. وفي نفس الوقت فان حروبهم كانت تأكيدا لنجاحنا في تحقيق اهداف المهرجان بدليل الزيادة السنوية في دعم الدولة للمهرجان ماديا ومعنويا وحرص وزير الثقافة فاروق حسني شخصيا علي متابعته بالحضور والتشجيع مع تقديم كل مساعدة ممكنة.. وقد ارسل لي برقية تشجيع وتهنئة علي انتخابي اول رئيسة لمهرجان.

واذا كان كمال الملاخ قد انشأ المهرجانات السينمائية في مصر ومنهم مهرجان الاسكندرية الذي دافعنا عنه بضراوة فان ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما كان سببا في استمراريته.. وذلك بجهوده واتصالاته لدعم المهرجان ماديا ومعنويا.

أخبار النجوم المصرية في

13/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)