شعار الموقع (Our Logo)

 

 

أشعلت أسرة المشير عبدالحكيم عامر ثورة عارمة ضد ممدوح الليثي‏,‏ كاتب سيناريو فيلم المشير فقد إعتبر صلاح نجل المشير الراحل‏,‏ أن سيناريو الليثي ملفق وملئ بالأكاذيب‏.

·         كيف عرفت أن هناك سيناريو سينمائي عن المشير عامر؟

- عرفت منذ أربع سنوات‏,‏ حيث نشر خبر في إحدي الجرائد بأن ممدوح الليثي يكتب سيناريو عن حياة عبدالحكيم عامر‏,‏ وفي هذه الفترة كان الليثي بعيدا عن الأضواء‏,‏ وكانت هناك مشكلة لديه مع السلطة وصلت إلي ساحات القضاء‏,‏ وذهبت للقائه في مكتبه وأجرينا حديثا مفتوحا وشاملا عن والدي‏,‏ وكان لدي اعتقاد بأنه سيقدم الصورة التاريخية الحقيقية عن هذه المرحلة‏,‏ ثم التقيت به بعد ذلك بفترة في الأراضي المقدسة في السعودية‏,‏ وكانت قضيته مازالت في المحاكم‏,‏ وقال لي‏:‏ وحق هذا المكان الطاهر سأنصف والدك وأقول الحقيقة كلها‏,‏ وتوقعت أنه سيقدم عملا تاريخيا صادقا‏,‏ ويصحح صورة والدي التي يحاولون تشويهها‏,‏ وقابلته بعد ذلك وكان قد عاد إلي الأضواء وأكرمه ربنا بالبراءة‏,‏ ولم نسمع شيئا عن السيناريو بعدها‏,‏ حتي فوجئت بأجزاء كبيرة منه منشور ة في روزاليوسف‏,‏ وقرأته فإذا به ليس سوي الأكذوبة التي تتكرر من فترة لأخري‏,‏ وبدلا من تكرارها في الصحف والبرامج التليفزيونية‏,‏ راحوا يؤكدونها في عمل سينمائي يشاهده الملايين‏,‏ فهاتفته لأتأكد مما قرأته‏,‏ فقال لي سنجلس معا ونري ما يضايقك ونتناقش فيه‏,‏ ولم ألتق به لأن قال لي إنه في شرم الشيخ‏,‏ وحين يعود سيتحدث معي‏,‏ ولم يحدث حتي الان‏.‏

·         إذن لماذا جلس مع برلنتي عبدالحميد قبل ذلك؟

- كنت موجودا في هذه الجلسة وكان معنا الفنان أحمد زكي وأخي عمرو‏.‏

·         وما الذي دار في هذه الجلسة؟

- كان خارج الأضواء وقتئذ وتحدث عن أنه سيقدم عملا جيدا‏,‏ ولم نر في الجلسة أي سيناريو‏,‏ لكنني أرسلت له بعض الكتب القيمة التي أصدرتها دار روزاليوسف عن تلك الفترة‏,‏ لكن في النهاية وجدت السيناريو هو نفس البهتان الذي ظهر في فيلم أنور القوادري وخالد الصاوي‏.‏

·         وما البهتان الذي في فيلم خالد الصاوي والقوادري؟

- تناول الزيف وعدم ذكر الحقيقة‏,‏ وقد لاقي الفيلم سقوطا مدويا خلال أسبوع عرضه‏,‏ ذلك أن الذي يذهب لمشاهدة فيلم عن عبدالناصر وعبدالحكيم ويجده دون الحقيقة لن يحبذ أصدقاءه علي مشاهدته‏,‏ وهذا من عوامل فشل الفيلم‏,‏ ذلك لأنه جعل عبدالحكيم عامر يتحمل كل شئ‏,‏ وهو نفس ما يفعله الليثي الآن‏.‏

·         وما الحقائق التي تراها مزيفة في سيناريو الليثي؟

- هناك قرار رفع قوات الطوارئ الدولية‏,‏ وكان قرارا أساسيا في نكسة سنة‏1967,‏ حيث أدي هذا القرار لنشوب الحرب‏,‏ والذي اتخذه عبدالناصر ومن غير الممكن أن يكون عبدالحكيم عامر هو صاحب القرار‏.‏ هذا افتراء‏.‏

ويتضح هذا من وثائق هذه الفترة وشهادات معاصريها‏,‏ حيث رددوا أن هناك حشودا علي سوريا وأرسلوا محمد فوزي وعبدالمنعم رياض لسوريا‏,‏ وجلسو ا مع السوريين وذهبوا إلي الجولان‏,‏ ولم يجدوا حشودا‏,‏ لذا كان يجب عدم رفع قوات الطوارئ‏,‏ وطلب عبدالناصر رفعها من مناطق معينة مثل غزة وتركها في مناطق أخري‏,‏ لكنه كان أمام خيارين‏,‏ إما أن ترفع قوات الطوارئ كلها أو تبقي كلها‏,‏ فقال عبدالناصر لمحمد فوزي‏:‏ ارفعها‏,‏ إذن هذا قرار رئيس الجمهورية‏,‏ قرار سيادي‏,‏ وليس قرا ر عبدالحكيم عامر‏.‏

أما مسألة إغلاق خليج العقبة‏,‏ التي جاءت في السيناريو أيضا‏,‏ فقد اتخذها عبدالناصر في اجتماع أبوصوير‏,‏ وهناك وثائق تؤكد ذلك‏.‏

فجزءكبير من الجيش كان في اليمن‏,‏ وكان عبدالناصر يعلم ذلك‏,‏ وحين قرر قادة الجيش توجيه ضربة جوية لإسرائيل في‏27‏ مايو الساعة‏30,6‏ دقيقة صباحا‏,‏ وألغي سامي شرف القرار الساعة‏45,5‏ صباحا‏,‏ تحدث في الأمر مع صدقي محمود قائد القوات الجوية وأمره بإلغاء القرار فألغاه‏.‏

·     لكن والدك سب صدقي محمود والضباط الذين كانوا معه حين كان عبدالناصر يتناقش معهم في مسألة الضربة الجوية‏,‏ وقال لهم بالحرف بلاش قلة أدب‏,‏ حين عارضوا رغبة عبدالناصر في الانتظار لحين أن تضرب إسرائيل الضربة الأولي؟

- لأنهم احتدوا علي عبدالناصر‏.‏

·         معني ذلك أن والدك كان موافقا علي قرار عبدالناصر؟

- لا‏..‏ لكن هناك لغة للتعامل وحدودا بين الضباط ورئيس الجمهورية‏,‏ فلا يعقل أن يردوا عليه بقولهم‏:‏ دي تبقي لعب قمار‏,‏ فعبدالناصر كان رئيسا للجمهورية وليس رجلا من الشارع‏,‏ ولا يجوز مخاطبته بهذا الشكل‏,‏ ومن هنا كان رد فعل والدي‏.‏

·         وما تعليقك علي موضوع سوريا كما جاء بالسيناريو؟

- نفس ما حدث في فيلم القوادري يكتبه الآن ممدوح الليثي ليقول إن مدير مكتب المشير في سوريا هو السبب في الانفصال‏,‏ فهذا كلام ساذج‏,‏ لأن انفصال سوريا عن مصر كان سببه تطبيق القوانين الاشتراكية هناك‏,‏ لأنهم تجار وسوريا دولة رأسمالية‏,‏ وهذا هو السبب الرئيسي للانفصال الذي ذكره المؤرخون الحقيقيون‏,‏ ثم أي وحدة التي يتحدثون عنها‏,‏ وهل هناك وحدة تمت حتي الآن لكي يتحدثوا عن وحدة سوريا‏..‏ أين هذه الوحدة؟ إذا كان المشير هو الذي أفسد الوحدة‏,‏ فأين من صنعوا وحدة غيره‏..‏ كفي مهاترات؟

·         لكن هناك العديد من المؤرخين أدانوا المشير وقالوا إنه سبب الانقلاب الذي أدي إلي الانفصال؟

- النحلاوي الذي قاد الانقلاب‏,‏ سوري الجنسية‏,‏ ورددوا أن مدير مكتب المشير هو الذي قاد الانقلاب‏,‏ وكما ذكرنا أنه سوري‏,‏ ثم إن سوريا كلها هي التي أعلنت الانقلاب ولا تريد وحدة‏.‏

·     إذن فما رأيك فيما رواه عبدالناصر لهيكل في قوله‏:‏ أنا صبرت عليه كتير وغلط كذا مرة‏,‏ وكل مرة ييجي يقدم لي استقالته ويكلمني علي العلاقة التي بيني وبينه‏,‏ والعشرة والود‏,‏ وكنت فاكر إن جدعنة الفلاحين هاتفضل فيه‏,‏ لكنها مافضلتش‏..‏ وهذا مكتوب في السيناريو أيضا؟

- هذا كلام لا معني له‏,‏ فأبي قدم استقالته عام‏1962‏ فلماذا لم يقبل عبدالناصر استقالته؟ لا تقل لي إنه تراجع عن قبولها بسبب ضغط الجيش عليه وحبه لعبدالحكيم‏,‏ فهذا كلام لا يصدق‏,‏ لا أحد كان يستطيع أن يضغط علي عبدالناصر الذي استطا ع إقالة محمد نجيب‏,‏ الذي كانت له شعبية كبيرة‏,‏ ووضع نفسه مكان محمد نجيب‏,‏ ولم يكن أحد يعرف من هو جمال عبدالناصر‏,‏ فهل سيغلب في إقالة عبدالحكيم عامر؟

·         لكن محمد نجيب لم يكن صديقا لعبدالناصر مثل و الدك؟

- أيا كان الأمر‏,‏ لا دور للصداقة في هذا الموضوع‏.‏

·         لماذا تضايقت مما ذكر في السيناريو عن والدتك وزوجة والدك؟

- ليس من حق أحد أن يتعرض لسيرة والدتي سواء باسمها أو شخصها أو زوجة أبي‏.‏

·         لكن المشير في نهاية الأمر إنسان‏,‏ فليس من المعقول أن يتم تناول الجانب العسكري فقط دون الجانب الإنساني والأسري؟

- أمي ليست شخصية عامة ليتم تناولها في الموضوع‏.‏

·         لكن أحمد زكي حين قدم ناصر والسادات قدم تحية كاظم وجيهان السادات؟

- نعم‏,..‏ لكنه قدم عبدالناصر والسادات بصورة عظيمة‏,‏ فأنا أوافق علي تضمن العمل لشخصية والدتي‏,‏ إذا كان العمل يتناول الحقيقة الموضوعية‏,‏ لا أن يقدم العمل بصورة مزرية‏,‏ إنه عمل يمسح بكرامتنا الأرض‏,‏ بالشكل الذي كتبه الليثي‏.‏

·         لماذا تنكر انتحار والدك في القيادة؟

- لأنها رواية أول مرة أسمعها في سيناريو ممدوح الليثي‏,‏ حيث يخرج الليثي من نطاق كتابة السيناريو إلي كتابة التاريخ عن طريق الخيال وبالطريقة التي تروق له‏.‏

- إن كمال الدين حسين والبغدادي وشمس بدران وغيرهم كانوا في القيادة‏,‏ ولم يقل أحد منهم هذا الكلام نهائيا‏,‏ للمرة الأولي أعرفه من سيناريو الليثي‏.‏

·     الغريب أنك تجد نقاط ضعف كثيرة في سيناريو الليثي رغم أنه أحد أكثر الناس هجوما علي الزعيم جمال عبدالناصر‏,‏ وأحد أهم الناس الذين قدموا السيناريوهات التي هاجمت عصر ناصر‏,‏ مثل ميرامار‏,‏ وثرثرة فوق النيل‏,‏ والكرنك؟

- يبدو أن الأيام تغير مواقف البشر‏,‏ ويجوز أن هذا موقفه قديما وتغير الآن‏.‏

·         وهل تري أن هناك من أسهم في تغييره؟

- بالطبع‏..‏ أعتقد أن وراء هذا السيناريو خطة محكمة لغسيل مخ المصريين والعرب‏.‏

·         لماذا؟

- ليبرروا لعبدالناصر جميع الأخطاء التي ارتكبها وتحميلها لعبدالحكيم عامر‏,‏ وذلك بسبب عدة أشياء منها برنامج مهم في قناة الجزيرة تحدث عن مقتل المشير وذكر الحقائق بصدق‏.‏

أيضا عمرو الليثي ابن ممدوح قدم في برنامج اختراق حقيقة مقتل المشير‏,‏ وكان في منتهي الجرأة‏,‏ ونجحت الحلقة نجاحا مذهلا لأن الناس دوما تلتف حول الحقيقة‏.‏

·         تردد كلام كثير عن والدك بأنه حشاش وزئر نساء‏..‏ أتراه يتكرر في سيناريو الليثي؟

- نعم‏..‏ فمثلا يقول و الدي في السيناريو لجمال عبدالناصر‏:‏ أعلمك البوكر‏,‏ فيرد عليه جمال‏:‏ وأنا أعلمك القراءة‏,‏ وهذا لم يحدث‏,‏ ثم هناك من كتب عن والدي مثل صلاح منتصر وذكر أنه لم يتعاط الحشيش طوال حياته‏,‏ أما مسألة البوكر والقراءة فهي ملفقة من الليثي‏,‏ لأنه لو رجع الليثي وقرأ سيجد المشير حاصل علي كلية أركان حرب‏,‏ وكان معظم دراستها باللغة الإنجليزية‏,‏ وكان المشير الثاني علي دفعته‏,‏ وحصل علي نوط الشجاعة في حرب‏1948‏ في معركة نفتارين‏,‏ والملك فاروق أعطي له وسام الشجاعة‏,‏ وكانت مكتبة أبي متخمة بالكتب العربية والإنجليزية‏,‏ فمشهد البوكر ما هو إلا محاولة لإسقاط وحرق الذاكرة التي تحوي الاحترام لشخصية والدي‏.‏

·         ما الوقائع التاريخية التي تراها حقيقية في هذا السيناريو؟

- لا توجد وقائع حقيقية في هذا السيناريو‏,‏ هو سيناريو ممتلئ بالأكاذيب والزيف‏,‏ وهو ذاته الكلام الذي كان يتردد أيام عبدالناصر بعد مقتل المشير‏,‏ وتوقف أيام السادات‏,‏ والآن يعيدون فتح نفس السيرة في محاولة لعمل فيلم مصروف عليه من قبل ناس معينة في ظل وجود مشاهير النجوم في العمل لحسم قضية المشير لصالح الإفك‏.‏

·     كيف تري فكرة تقديم الليثي لنهايتين في الفيلم‏,‏ نهاية عبارة عن حلم من خلال أختك لمقتل المشير‏..‏ ونهاية برأي السلطة بانتحاره؟

- كأن رواية الأسرة عن مقتل أبي مثل حكاوي القهاوي بالنسبة لليثي‏,‏ مع إن رواية الدولة كشفت أيام السادات‏,‏ وكلف المحامي العام بفتح ملف القضية‏,‏ وجاءوا بخبير حاصل علي دكتوراه في نوعية السم الذي قتل به المشير‏,‏ وأثبت الدكتور علي محمد دياب مدرس التحاليل والسموم أن المشير قتل وكتب في التقرير قتل مع سبق الإصرار والترصد‏.‏

·         وما حكاية ترديد والدك لمقولات من نوعية برقبتي ياريس‏,‏ وماتقلقش ياريس؟

- هذه رواية من اختلاق ممدوح الليثي وهي ليست من قاموس المشير‏*

الأهرام العربي في  1 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

صلاح نجل عبدالحكيم عامر مهاجما‏:‏

سيناريو الليثي مزيف وكاذب ومغرض

أجرى الحوار: سامي كمال الدين