شعار الموقع (Our Logo)

 

 

فكرة جديدة علي السينما طرحها الكاتب الصحفي محمد سلماوي رئيس لجنة تحكيم مسابقة الافلام الروائية لدورة هذا العام من مهرجان الفيلم القومي ­ علي صفحات 'أخبار اليوم'بأحقية لجنة التحكيم منح جائزة لأسوأ فيلم ضمن الجوائز التي يقدمها المهرجان لأفضل الافلام والممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو ولم يكن ما طرحه رئيس لجنة التحكيم علي سبيل المزاح أو السخرية من الواقع السينمائي وانما رأي انها خطوة تتفق مع الهدف الذي يقام من أجله المهرجان وهو تشجيع الانتاج الجيد والارتقاء بمستوي الافلام.. مؤكدا أن جائزة الاسوأ ستظل لعنة تطارد الافلام المبتذلة والرديئة مما يؤدي الي تقلصها بالاضافة لاعطاء لجنة التحكيم مبررا لتحمل 'عقوبة' مشاهدة الافلام الرديئة. ويأتي هذا الا قتراح محمد سلماوي في ظل تراجع ثمانية أفلام عن المشاركة في دورة هذا العام.. وفي ظل وجود نية لدي ادارة المهرجان لتعديل اللائحة وجعل مشاركة جميع الافلام المنتجة في المهرجان اجبارية دون تعليق الامر بموافقة المنتج وتقديمه نسخة صالحة للعرض في المهرجان.

'أخبار النجوم' طرحت فكرة منح جائزة للاسوأ وتعديل لائحة المهرجان علي السينمائيين.. لاستطلاع رأيهم فماذا قالوا؟

في البداية يقول السيناريست وحيد حامد: اعتقد أن محمد سلماوي طرح الامر من باب 'الدعابة' لكن اذا كان يقصد به جدية التنفيذ فأنا أري أنها ستكون ضربة قوية للمهرجان وسوف تؤدي لانسحاب السينمائيين كلهم بلا استثناء من المشاركة فيه فأنا شخصيا وبعد كل ما قدمته للسينما حينما اعرف أن فيلمي سيدخل مسابقة للافضل والأسوأ فلن اشارك فيها من البداية ولي وجهة نظر في ذلك وهي أننا كلنا معرضون لتقديم تجارب سيئة والصانع الجيد يمكن أن يصنع الاسوأ فنحن بشر نخطيء ونصيب.. واذا كان أي سينمائي قد قدم تجربة سيئة فلا يجب التشهير به لانه لم يرتكب جريمة.. وهناك شيء مهم لا اعرف كيف لم يدركه محمد سلماوي وهو أن المهرجان اقيم لدعم السينما الجيدة وليس للشماتة في السينما الرديئة وصناعها.. كما أن المهرجان تدعمه وزارة الثقافة وهي جهة مسئولة لا يمكنها أن توافق علي التشهير بالافلام وصناعها.. والمفروض أن تبحث لجنة التحكيم عن الافلام الجيدة فلماذا تبحث عن الرديء؟

هل هي مسألة تربص بالسينما المصرية.. لا أعرف؟!

ويضيف وحيد حامد: مع احترامي الكبير لمحمد سلماوي ولكل رؤساء لجان التحكيم السابقين فكلهم غير سينمائيين والسينما فيها عناصر كثيرة قد لا يستوعبها بعض العاملين في الحقل السينمائي فما بالك بالاديب أو الكاتب.. واذا قلنا انه تسانده عناصر أخري فإن رئيس لجنة التحكيم يظل هو الصوت المرجح ولابد أن يكون مستوعبا لتفاصيل العمل الفني.. لهذا فرئيس المهرجان لابد أن يكون سينمائيا.. بدلا من أن يعتمد علي توجيه أعضاء اللجنة له.

وعن الاتجاه لتعديل اللائحة لضمان مشاركة كل الافلام يفجر الكاتب وحيد حامد مفاجأة بقوله: قبل أن نبحث عن وسيلة لضمان مشاركة كل الافلام فيجب أن نسأل لماذا لم تتقدم بعض الافلام للمسابقة، فهناك أفلام جيدة ولم يتقدم أصحابها لعدم الثقة في لجان التحكيم لانها تتضمن نوعا من تصفية الحسابات.. ولو كانت هناك لجنة تحكيم محايدة لتقدم كل السينمائيين بأفلامهم فأنا مثلا لم أتقدم بفيلمي 'ديل السمكة' للمسابقة ليس لانني أكبر من الجائزة ­ لانه لا يوجد فنان أكبر من أي جائزة ­ انما الازمة هي أن أضمن وجود قدر من الشفافية والعدالة وهذا لا يحدث في الغالب.

ويري المؤلف بشير الديك أن جائزة الأسوأ تعد تقليعة أمريكية لايجب أن نساق اليها دون تفكير لان من المفروض أن يحدد الاسوأ.. هل هي لجنة التحكيم.. واذا كانت الافلام السيئة معروفة للجميع.. فهل نعطيها فرصة لمزيد من الدعاية فحصول فيلم علي جائزة الأسوأ من مهرجان الفيلم القومي سيجعله يأخذ حيزا اعلاميا أكبر.. وأفضل شيء أن يتم تجاهل الفيلم الرديء من قبل المهرجان.. كأن تحدث تصفية للافلام في البداية وتستبعد منها هذه النوعية من الافلام وهذا لن يتم الا بجعل مشاركة الافلام المنتجة كلها في المسابقة كما يحدث في مسابقات سينمائية عديدة لان مهرجانا تنفق عليه وزارة الثقافة لابد أن تخضع فيه الافلام التي انتجت خلال العام لتقييم.. حتي لا يحرم المنتج بارادته من دخول المسابقة والمنافسة علي الجوائز لهذا لايجب تعليق الامر بموافقة المنتج وأن يكون المهرجان تمثيلا حقيقيا لكل انتاج السينما المصرية في عام.

لا يصح في مهرجان قومي

ويقول حسين فهمي: لا أعتقد أن فكرة سلماوي اقتراح جاد وانما هو شكل من أشكال الاعتراض علي مستوي بعض الافلام لانني لا أتصور أنه يمكن لمهرجان قومي يمثل جهة رسمية هي وزارة الثقافة أن يتصدي لهذا الامر.. فقد تمنحها جمعية أو هيئة أو مجموعة نقاد مثلما كان يحدث في مهرجان الاسكندرية حيث يقوم مجموعة من الصحفيين بعيدا عن لجنة التحكيم بمنح جوائز الاسوأ..

والطريف انني حصلت عليها في احدي دورات المهرجان وحصل المخرج حسام الدين مصطفي علي نفس الجائزة عن نفس الفيلم 'دماء علي الثوب الوردي'.

وكان الفيلم يتناول فترة معينة وكنت أؤدي شخصية أحد رجال المخابرات الذين يقومون بعمليات التعذيب البشعة.. وقد تقبلت الامر ببساطة وقلت لهم ألن تقيموا حفلا لمنحي هذه الجائزة؟

فكرة مرفوضة

بانفعال شديد يرفض المخرج محمد القليوبي ما طالب به الكاتب محمد سلماوي ويقول: لو حدث هذا لكانت سابقة خطيرة جدا.. فالمهرجان اقيم لتشجيع الافلام وليس للتشهير بها.. وجائزة الاسوأ تعطيها هيئات وليس لجنة تحكيم لمهرجان تقيمه الدولة واري أنها دعوة لضرب المهرجان.. ومن حق أي سينمائي يحدث له هذا الموقف أن يرفع قضية ويطالب بتعويض بسبب تشهير المهرجان لفيلمه.. وحينما نمنح فيلم لقب الاسوأ فان هذا معناه أن يقاطع السينمائيون المهرجان.. اقول هذا رغم ان فيلمي 'خريف آدم' حصل علي معظم جوائز المهرجان في العام الماضي لكنني ارفض هذه الاقتراحات المتسلطة التي لا تناسب الدعوة لاقامة مجتمع مدني في ظل تمسكنا بأفكار تقليدية.. فمنذ سنوات ابتكر رؤساء لجان التحكيم 'اعلان بيان' في ختام كل دورة لادانة الافلام والسينما وهي ليست مهمتهم.. فالمفروض أن يلتزموا باختيار أفضل الافلام فقط دون قرارات الادانة ولهذا فأنا ارفض كل أشكال التسلط والتي تدعو لضرورة مشاركة كل الافلام فنحن في مجتمع حر واذا كان من حقي ان ارفض الادلاء بصوتي في الانتخابات أليس من حقي ألا اشارك بفيلمي في أي مهرجان!

روح الشماتة

وترفض المخرجة ايناس الدغيدي فكرة منح جائزة الاسوأ.. وتصفها بانها تنطوي علي نوع من التشهير والشماتة.. وتقول: أي فنان معرض في أي وقت لتقديم عمل سييء.. فهناك ظروف عديدة تحيط بكل عمل فني قد تكون كل الظروف في صالح ظهور العمل الجيد ثم يحدث شيء يؤثر سلبيا علي الفيلم.. فالمفروض أن مهرجان تقيمه الدولة يشجع الافلام المتميزة.. كما ان البحث عن وسيلة لارغام الناس علي الاشتراك في المهرجان لن يكون مجديا.. لانه من حق منتج الفيلم الا يشارك بفيلمه في المهرجان بشرط ألا يجور علي حق العناصر الفنية الاخري في المنافسة علي الجوائز.

وتضيف ايناس الدغيدي: اتصور أن هناك مشكلة كبيرة يواجهها مهرجان الفيلم القومي تتمثل في عدم الثقة في لجان التحكيم وهذا هو السبب الوحيد الذي يؤدي لهروب الافلام من المشاركة فيه وهو ما يجب أن تلتفت اليه ادارة المهرجان وتعيد النظر في تركيبة لجنة التحكيم لان بعض أعضائها يرتبطون بعلاقات صداقة أو عداء مع المتنافسين وهناك حساسيات شديدة تؤدي الي عدم ضمان الموضوعية التامة.. وأنا اقول ذلك وقد كنت عضوا في لجنة تحكيم المهرجان من قبل.. كما كنت عضوا في لجان تحكيم اخري وهذه المشكلة مثلا لا يصادفها مهرجان القاهرة لان لجنة تحكيمه تضم اثنين فقط من المصريين لهذا اقترح الاستعانة ببعض السينمائيين العرب في لجنة التحكيم حتي نقلل من حدة الميول الشخصية ونقترب أكثر من الموضوعية، لانه دون ارادة الانسان قد يميل لفنان أو لا يميل لآخر.

كما انه مع الاسف بعض أعضاء لجان التحكيم لا يكونون علي مستوي سرية الحدث فيذيعون أسرار اللجنة مما يدخل تحت بند 'العيب' ويخلق مزيدا من المشاكل.
وتختتم ايناس الدغيدي رأيها بقولها: المشكلة ليست في المهرجان وانما في بعض الاشخاص في لجان التحكيم ولابد أن نفكر جديا في حلول لهذه المشاكل لان هذا المهرجان يجب أن يكون مثل جوائز 'الاوسكار' في السينما الامريكية.

إعلان رسمي

ويري الناقد السينمائي رؤوف توفيق أن جائزة الاسوأ يمكن أن تقدمها جمعيات أهلية وليس مهرجانا قوميا للسينما.. ويقول: اسوأ فيلم موجود في ملفات السينما المصرية وفي رأي الجمهور ولا يحتاج لاعلان رسمي من خلال مهرجان تقيمه الدولة لان هذا ينطوي علي شكل من أشكال التشهير.. والمهرجان يدعم الافلام الجيدة وهي قليلة فعلا فنحن في اللجنة العليا للمهرجانات لا نجد سوي فيلمين أو ثلاثة سنويا ندفعها للمشاركة في كل المهرجانات وهو شيء يدعو للاسف فعلا.. لكنني مع ذلك ضد منح جائزة للأسوأ والتي يتنافس عليها أفلام ليست بالقليلة.

ويتفق رؤوف توفيق مع ضرورة مشاركة كل الافلام في المهرجان ويطالب بالبحث عن صيغة مناسبة لتحقيق ذلك بعد أن رفض بعض أصحاب الافلام كنوع من التعالي علي المهرجان أو الخوف من مستوي أفلامهم.. فهذا مهرجان باسم الدولة ويجب أن تكون المشاركة فيه اجبارية.

تشهير علني

وعن رأيه في فكرة الأسوأ يقول علي أبو شادي رئيس المهرجان: لا يمكن أن نطرح هذه الجائزة من خلال مهرجان مهمته تشجيع الاعمال الجيدة وليس التشهير بالافلام.. وأنا شخصيا لا يمكن أن اوافق علي هذا الامر لان فكرة الاسوأ بلا نهاية.. الاسوأ في ماذا ولماذا.. وهدف المهرجان واضح وعلينا أن نقف بجوار الاعمال الجيدة ونساندها لكي تستمر وأن نتجاهل السييء لانه سينكشف بسهولة.

وعن مطالبته بتعديل اللائحة ليشمل المهرجان كل الافلام المنتجة خلال عام يقول علي أبو شادي: قمنا بتغيير اللائحة مؤخرا لتسمح بمشاركة أفلام الفيديو في مسابقة الافلام القصيرة.. ومن الصعب أن نجري تعديلا جديدا لكن ما اسعي اليه الآن هو البحث عن صيغة لالزام المنتجين أدبيا بمشاركة أفلامهم في المهرجان لانه من غير المعقول أن تتسبب ثمانية أفلام في حرمان مائة وعشرين عنصرا من المسابقة.

وأنا أفضل الطرق الودية في التفاوض فقد فوجئت بأربعة من المنتجين يتصلون بي ويقولون انهم كانوا يتمنون المشاركة وأن الوقت لم يسعفهم وذلك بعد أن تناول الاعلام ظاهرة عدم مشاركة بعض الافلام.. وبالمناسبة فهناك فيلم من الثمانية لم ينسحب من المشاركة وهو فيلم 'يوم الكرامة' حيث إنه سيعرض في حفل افتتاح مهرجان الاذاعة والتليفزيون وهذا من حق الجهة التي انتجته.

ولهذا سنبحث مع المستشار القانوني لوزارة الثقافة عن حل ودي بعيدا عن تعديل اللائحة لضمان مشاركة أكبر عدد من الافلام المنتجة خلال العام لان المهرجان ليس مجرد جوائز.. وانما تقييم لعام سينمائي كامل.

أخبار النجوم في  1 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

طالب بها رئيس لجنة تحكيم مهرجان الفيلم القومي:

جائزة الأسوأ..

عقوبة لصناع الأعمال الرديئة !

تحقيق: إنتصار دردير