شعار الموقع (Our Logo)

 

 

ترتيب الأسماء مشكلة تقليدية في عالم أفيشات السينما، وصرخات الكثيرين بأن الأفيش ظلمهم بوضع أسمائهم في ترتيب لا يليق بهم أصبحت أيضا قديمة ومكررة فقدت إثارتها، لكن هناك الآن صراعا من نوع مختلف على شكل الأفيش نفسه.. صراع بين حقوق النجوم ورغبات المنتجين، إنها قضية مثيرة فجرتها الأفيشات الغريبة لفيلم “فرح” والتي اعتبرتها بطلة الفيلم “مي عز الدين” إهانة لها.

فما حكاية هذا الصراع الجديد المثير في دنيا الأفيشات؟

فجأة وجدت الفنانة الشابة “مي عز الدين” صورة غريبة لها على أفيشات فيلمها الجديد “فرح”، صحيح أن الصورة تحمل وجهها لكن الجسم ليس لها وإنما لأخرى ترتدي “ميكروجيب” ساخنا جدا، وغضبت مي بشدة وفكرت في رفع قضية ضد المنتج محمد نصر الدين، لكنها تراجعت بعد ذلك، وتحكي مي قصة هذا الأفيش الغريب فتقول: في البداية طلب مني المنتج أنا وبقية نجوم الفيلم التقاط صور فوتوغرافية لاستخدامها في تصميم الأفيش، وبالفعل ذهبت للتصوير ثم سافرت للخارج لعدة أيام وعندما عدت كانت في انتظاري مفاجأة لم أتوقعها.. وجدت الأفيشات تحمل صورة لي بها وجهي ولكن على جسد أخرى ترتدي ميكروجيب وهو ما لا ارتديه أصلا في حياتي الخاصة، واتصلت بالمنتج وأعربت له عن غضبي من تركيب مثل هذه الصورة المبتذلة وطلبت منه تغيير الأفيشات وهو ما لم يحدث، ففكرت في رفع قضية لأن الأفيشات بهذا الشكل فيها اهانة لي لكنني تراجعت بعد ذلك لسبب واحد فقط وهو انني لا اريد التسبب في مشاكل لزملائي بالفيلم وكلهم في بداية مشوارهم ويحتاجون إلى عرضه اليوم قبل غد ولكن قررت الا اتعامل مع هذا المنتج مرة أخرى.

ورغم أن مشكلة أفيشات فيلم “فرح” انتهت بإعلان مي عز الدين غضبها لكنها فتحت ملفا جديدا في عالم صراعات الأفيش وأصبح السؤال الملح الآن هو: من يحكم الأفيش المنتج ام النجم؟

وهو السؤال الذي واجهنا به منتج فيلم “فرح” صاحب الأزمة محمد نصر الدين فقال: انا كمنتج صاحب الحق الوحيد في اختيار تصميم الأفيش لأنه احد وسائل الدعاية للفيلم، أي إنه مسألة تجارية بحتة لا تخص الفنانين، وأفيش فيلم “فرح” لم يكن به أي ابتذال وإلا كانت الرقابة قد منعته وأنا اخترت هذا التصميم لأنه في رأيي الأفضل.

قانون

ما يقوله محمد نصر الدين لا يحدث دائما على ارض الواقع، فهناك منتجون لا يستطيعون النزول بأفيشات أفلامهم إلا بعد الحصول على موافقة نجم الفيلم، بل إن بعض المنتجين يضطرون إلى تغيير تصميم الأفيش اكثر من مرة لأنه لم يعجب النجم، فالفنان الكوميدي محمد سعد تدخل بشكل كبير في اختيار تصميم أفيش فيلمه الأخير “اللي بالي بالك” ووقع اختياره على تصميم يظهر فيه وحده وهو ما أثار اعتراض بقية نجوم الفيلم، فتم تصميم أفيش آخر يحمل صورهم معه ليشاهد الجميع تصميمين مختلفين لفيلم واحد، وعن ذلك يقول محمد سعد: لم اطلب أن اكون وحدي على الأفيش لكن مصممته قامت بتنفيذ اكثر من شكل وجلسنا كلنا كفريق الفيلم لنشاهد معا هذه التصميمات وأعجبنا شكلان كنت بمفردي في أحدهما فقلنا لماذا لا تضم دعاية الفيلم التصميمين طالما انه لا يوجد قانون يلزم بأن يكون هناك تصميم واحد فقط لأفيش أي فيلم.

ويكمل سعد: من حقي كنجم أن اشعر بالارتياح لأفيشات أفلامي وعندما أبدي آرائي في تصميماتها فإن هذا لا يعتبر تدخلا في عمل المنتج لأنه من المفترض أن بيني وبينه رغبة مشتركة في اختيار افضل تصميم والمشاكل تظهر فقط إذا كانت هناك حساسية زائدة بين النجم والمنتج، لكن عن نفسي اعمل مع منتجين اصدقاء لي سواء كان السبكي أو سامي العدل ولم تحدث بيني وبينهما أي مشاكل حول تصميم الأفيش.

حدود

وإذا كان محمد سعد يرى أن من حقه كنجم التدخل في اختيار الأفيش، فإن المنتج محمد العدل يرى أن القرار النهائي في اختيار الأفيش يجب أن يكون للمنتج لأنه اكثر دراية من النجم بأمور الدعاية ويضيف: لا يوجد ما يمنع أن تكون هناك مناقشة بين المنتج والنجم والمخرج حول شكل الأفيش وهذا ما يحدث غالبا، لكن إذا كانت لكل منهم وجهة نظر مختلفة يظل للمنتج وحده الكلمة الأخيرة لأنه هو من يغامر بفلوسه، وهو الأدرى بأفضل وسائل الدعاية التي من شأنها الترويج للفيلم، كما أن تدخل النجم في مسائل الدعاية يجب أن يكون في حدود، والحكاية كلها نسبية تختلف من نجم لآخر ومن منتج لآخر.

في المقابل يرى النجم الكوميدي محمد هنيدي انه يجب أن تكون هناك حدود أيضا لحرية المنتج في اختيار تصميم الأفيش وأهم هذه الحدود ألا يكون في التصميم أي إهانة للنجم وإلا فإن أي منتج قد يقوم بتركيب وجه النجم على أي شيء يراه افضل دعائيا!

ويكمل هنيدي: انا لا اضع في عقود أفلامي بنودا حول تصميم الأفيش لأن هناك ثقة بيني وبين أي منتج اعمل معه، وإن كنت لا انكر انني اتدخل في اختيار الأفيش دون أن اكون ديكتاتورا، لكن المسألة ابسط من ذلك بكثير فنحن كفريق عمل واحد نبحث عن اجمل تصميم ونختاره معا بل وأحيانا تكون لدى احدنا فكرة جديدة نبلغها لمصمم الأفيشات لينفذها.

مهزلة أدبية

نفي هنيدي لوجود بند في عقود أفلامه يحدد حقوقه في اختيار تصميم الأفيش لا ينطبق على كل النجوم فالفنان حسين فهمي اتخذ قرارا بوضع بند في عقود كل أعماله المقبلة يحدد فيه ليس شكل اسمه فقط لكن صورته أيضا بعد ما حدث له في أفيشات فيلم “قصاقيص العشاق”، وعن ذلك يقول حسين: الأفيشات ليست مسألة تجارية فقط كما يظن البعض، لكنها أدبية أيضا ولو كانت تجارية فقط لحدثت مهازل كثيرة أخطرها عدم احترام تاريخ الفنان واسمه مثلما حدث معي في أفيشات “قصاقيص العشاق” فقد فوجئت باسمي وصورتي بشكل مهين وبعدها قررت أن أضع في عقود أعمالي بندا يحدد حقي في الموافقة على شكل الأفيش بحيث لا اتعرض لمهزلة ادبية جديدة مثل مهزلة “قصاقيص العشاق” فتحديد كل شيء في العقود يريح الجميع.

شغل الرقابة

أما د. مدكور ثابت رئيس الرقابة على المصنفات الفنية فيؤكد أن مسؤولية الرقابة تجاه الأفيشات تتوقف فقط على ألا يكون في الأفيش ما يمس الأديان أو العادات والتقاليد والآداب العامة ولا يمكن أن تطالب الرقابة كل منتج بتقديم مستندات تفيد بموافقة نجوم الفيلم على شكل صورهم بالأفيش لأن هذا ليس عمل الرقابة.

ويضيف مدكور مثلما نتعامل مع المؤلف فيما يتعلق بالسيناريو، ومع المخرج فيما يتعلق بالشريط السينمائي، نتعامل مع المنتج فيما يتعلق بالأفيشات التي يجب أن يكون عليها ختم الرقابة، أما خلافات المنتجين والنجوم حول تصميمات الأفيش فهي تخصهم وحدهم ولا دخل للرقابة فيها طالما أن الأفيش كما قلت لا يوجد به أي تجاوز اجتماعي أو ديني.

الخليج الإماراتية في  30 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

تحول الخلاف من الإسم إلى الصورة:

أفيش السينما

بين حقوق النجم ورغبات المنتج