ملفات خاصة

 
 
 

ملفات فينيسيا (3):

محنة الكتابة وعذاب الكاتب!

أمير العمري- فينيسيا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

لدي أسباب شخصية كثيرة لإعجابي الكبير بهذا الفيلم الفرنسي الذي قد يبدو عند الكثيرين، عملا بسيطا تقليديا متواضعا. فقد وجدت فيه الكثير من المشاعر والتساؤلات التي لامستني مباشرة، خصوصا وأنها تتعلق بمهنة الكتابة وعمل الكاتب، وهو ما يدفع إلى طرح أسئلة قديمة- متجددة، قد لا نملك إجابة بسيطة عنها مثل: لماذا نكتب، ولمن نكتب، وكيف نكتب؟.. وغير ذلك.

الفيلم هو “في العمل” At Work وهو من إخراج الممثلة الفرنسية التي تحولت منذ سنوات إلى الإخراج، فاليري دونزيللي، أعدت له السيناريو مع جيل مارشاند عن رواية بنفس العنوان لفرانك كورتيس، ومن بطولة الممثل الصاعد نجمه بقوة، “باستيان بويون”. وهو ضمن 21 فيلما تشارك حاليا في مسابقة الدورة الـ82 لمهرجان فينيسيا السينمائي.

لا يقدم الفيلم بالطبع أي إجابة عن هذه الأسئلة، وليس مطلوبا منه أن يفعل، لكنه يصور حالة رجل في الثانية والأربعين من عمره، سيطرت عليه فكرة الكتابة، أي أن يصبح كاتبا روائيا، حتى لو كان معنى هذا أن يستغني عن الدخل الجيد الذي كان يجنيه من عمله كمصور محترف، وعن حياة طبقته المريحة في مسكن مريح، ويفقد بالتالي زوجته التي تهجره وتذهب إلى مونتريال بصحبة ابنه وابنته، ثم يتعرض لغضب أبيه الشديد عليه، ويضطر أن يترك المسكن المؤقت الذي منحته له عمته ويصبح شريدا قبل أن تمنحه امرأة طيبة القلب مكانا مؤقتا.

بطلنا هذا “بول” (باستيان بيون) يعثر على موقع على شبكة الإنترنت يعلن فيه الزبائن عن طلب من يمكنه القيام بأعمال بسيطة منزلية مثل إصلاح ثلاجة أو باب أو تنظيف إصص الزرع في شرفة منزل، أو نزع هيكل حديدي لأريكة وحملها خارج الشقة، أو تقليم الحشا\ش في حديقة منزل، وغير ذلك. وكلها أعمال لا تأتي له سوى بما يكفي بالكاد لدفع الفواتير. ويتنافس الذين يقبلون مثل هذه الأعمال فيما بينهم عن طريق خفض قيمة ما يتقاضونه إلى أقصى حد. وهدف بول من العثور على مثل هذه الأعمال التي يشترط أن يقوم بها خلال النهار، لكي يتاح له وقت في المساء لكتابة ما يكتبه.

كان يمكن لبول أن يستمر في العيش كمصور، ويحتفظ بحياة كريمة ولا يتدنى، لكنه يختار عن وعي وإصرار هذا النمط الجديد من حياة الطبقة التي تعيش على هامش المجتمع. في اللقطات الأولى نراه يعمل في البناء وحمل الأتربة مع مجموعة من المهاجرين الأفارقة الذين يستغربون وجوه. وتقول له فتاة ذهب للقيام بعمل ما في شقتها إنه يبدو غريبا في مثل هذا العمل بل يبدو منظره كمنظر طبيب، وتسأله عما إذا كان لديه عمل آخر لكنه يتهرب من الإجابة.

هل الكتابة الإبداعية “لوثة” أو حالة جنون تفقد المرء عقله وتدفعه للتضحية بالكثير؟ هل هو سلوك متطرف؟ هل يمكن أن يعوضه العائد من الكتابة عما فقده؟ إنه يخبرنا بأن ما يحصل عليه من عوائد كتبه التي أصدر منها كتابان ويعمل على الكتاب الثالث، لا تزيد عن 200 يورو شهريا، فما معنى هذه المعاناة؟ ولماذا يرفض بول ما اقترحه صديق قديم عليه، أي العمل كمدرس أو كأمين مكتبة مثلا؟ هل هناك ولع خاص لديه بتربة حياة الطبقة الهامشية التي تضطلع بأعمال صغيرة تصب فيما يعرف باقتصاد العمل المؤقت؟

كلها تساؤلات طبيعية لا نحصل على أي إجابة عنها لا من طرف بول نفسه في حديثه مع أبيه أو صديقه، أو من خلال بناء الفيلم نفسه. وهو ما دفع الكثيرين لرفض الفيلم نتيجة غياب القدرة على الإقناع، إلا أنني وجدت أن بول هنا صادق تماما مع نفسه، فهو في الحقيقة لا يبحث عن الراحة أو العمل الروتيني الذي يجعله يجلس أمام مكتب لساعات محددة في اليوم، أي عمل يستغرقه ويشغل ذهنه كثيرا، فهو يريد أن يتفرغ ذهنيا لممارسة الكتابة الأدبية الإبداعية، وأما الأعمال اليدوية البدائية التي يمارسها فهي تكسبه أولا القدرة على الانغماس في التعامل معها بواسطة الجهد العضلي، وثانيا أنها تكسبه تجربة الاحتكاك مع أناس من طبقة الذين يستغلون “القوة العاملة العاطلة”، الذين يتعيشون على بيع ما يمكن لقوة أيديهم القيام به حتى ولو على حساب صحتهم البدنية.

بول هو الإنسان الحالم الذي يجد متعته الحقيقية في الكتابة. لكنه شأن كل الكتاب في عصرنا، الذين لا ينتمون إلى مؤسسات ترعاهم وتؤمنهم ماليا، يواجهون متاعب لا تنتهي مع الناشرين.

ناشرة كتب بول تقول له إن روايتيه السابقتين نجحا ونالا ثناء من جانب النقاد لكن في سوق التوزيع لم يتجاوز أي منها بيع أكثر من 5 آلاف نسخة فقط. وأقرت بأنه موهوب ويمتلك ناصية اللغة ولديه أسلوب بديع لكن ما يكتبه لا يتماشى مع ما يريده القاريء. وتحت نفس الحجة ترفض نشر روايته الثالثة “قصة نهاية” التي يبدو أنه ضمنها تجربته مع حبيبته أو زوجته التي هجرته مؤخرا.

عندما رأيت الناشرة الخبيثة وهي تشكو من أن كتب بول لم توزع أكثر من 5 آلاف نسخة ضربت كفا بكف، متعجبا، وقلت لنفسي إن الكتاب في العالم العربي اليوم لو نجح في اختراق حاجز الألف نسخة لاعتبر ناجحا جدا.

الطريف بالطبع أن بول سيتخلى عن روايته الرومانسية التي لم تعد تناسب جمهور قراء اليوم، ويدون تجاربه في العمل اليدوي في بيوت الآخرين، والشخصيات التي يقابلها خلال ذلك، على صفحات دفتر صغير. وربما على سبيل المزاح أو السخرية، سيرسل بهذا الدفتر الى الناشرة. وعندما تقرأ ما دونه تكلف سكرتيرة الدار بطبع كل كلمة من كلمات الصفحات التي كتبها على الكومبيوتر، وتتصل بالكاتب المحبط لتخبره انه أعجبت كثيرا بما دونه وأنهم سينشرون الكتاب!

في الفيلم الكثير من المواقف الصعبة، والمواقف الأخرى المعذبة، فزوجته مثلا تخبره في اتصال عبر الإنترنت بأن لا هي ولا ابنه أو ابنته قرا أحدهم ما يكتبه. لكنه سيسعد كثيرا عندما تنجح روايته الثالثة وتنتشر أخبارها في الصحف فيتصل به ليخبره بسعادته الكبيرة وفخره به. وهو ما يجعل بول يشعر ربما لأول مرة منذ أن بدا الكتابة بقيمة ما يفعله. ولكن هل سينتقل إلى عمل آخر، أكبر يتيح له حياة أفضل؟ لا يبدو الأمر كذلك، بل سيستمر غالبا في العمل داخل تلك التجربة التي أصبحت المعين الذين يستمد منه المادة الروائية.

فيلم بسيط لكنه مصنوع بقوة وجمالية خاصة” لقطات قصيرة، كاميرا تتحرك في بطء، ترصد على سبيل المثال، من وراء زجاج باب الشرفة، بول وهو يعمل، بينما صاحب الدار يجلس أمام جهاز الكومبيوتر مشغولا بأشياء بعيدة كل البعد عن العمل اليدوي. إضاءة خافتة، ومساحات ضيقة خانقة تشعرك بالجو الذي يعيشه بول. وهو أيضا يعمل أحيانا على سيارة اقترضها من أبيه، كسائق لحساب شرطة أوبر لنقل الأفراد. وذات مرة يصدم غزالة صغيرة في طريق ريفي، ويحملها معها ويروي فيما بعد لأبيه كيف أنه اضطر إلى خنقها لكي يريحها من عذابها ولم يستع ذبحها قط. ويعلق قائلا إنه رأى فيها أيضا لحما شهيا مجانيا. وعندما تستلطفه راكبة من الراكبات اللاتي ينقلهن بالسيارة وتدعوه الى مسكنها، يفشل في مماسة الجنس معها، فعقله مشغول بفكرة واحدة، وجسده منهك تماما بفعل ما يمارسه من أعمال شاقة!

الممثل باستيان بويون، يبدو مناسبا تماما لشخصية بول، البارد، الذي يبدو كما لو كان منوما، متجها نحو مصير غامض، بعد تخليه الطوعي عن حياة ابن الطبقة الوسطى، لكي يحقق ذاته عن طريق الكتابة. ولكن الكتابة تقتضي العثور على ناشر، والناشر يفرض نوعية معينة من الكتب التي يرحب بنشرها، والنشر ليس معناه النجاح، وإشادة النقاد بالكتاب لا يعني أن الكتاب سيبيع. والخلاصة التي خرجت بها شخصيا من هذا الفيلم، هي أننا جميعا- أي الكتاب- مجانين، وأننا نكتب أساسا لإرضاء أنفسنا، وان الكاتب الذي يحلم بالعيش من الكتابة هو شخص واهم، فمن دون عمل حقيقي يجب أن يكون مستعدا لمواجهة الموت الاقتصادي أو الانتحار الاجتماعي!

 

موقع "عين على السينما" في

31.08.2025

 
 
 
 
 

«بوغونيا» ليورغوس لانثيموس:

كابوس معاصر بين أوهام المؤامرة وفشل الإنسان في الإنقاذ

نسرين سيد أحمد

البندقية – «القدس العربي» : منذ بزوغ نجمه على الساحة السينمائية، صنع المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس عالماً خاصاً به؛ عالماً بارداً، ساخراً، غريباً، يشعرنا بالانقباض والغربة، لكنه في الوقت ذاته آسر بتفاصيله، يضع فيه البشر تحت عدسة مجهرية لا ترحم.

في فيلمه الجديد «بوغونيا» (Bugonia)المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي (27 أغسطس/آب ـ 7 سبتمبر/أيلول 2025)، يقدّم لانثيموس واحداً من أكثر أفلامه إثارة للجدل، مزيجاً من الكوميديا السوداء والرعب النفسي والتعليق السياسي المباشر، في إطار يبدو أحياناً عبثياً، وأحياناً أخرى مأساوياً حد القسوة. الفيلم مأخوذ عن العمل الكوري الجنوبي «أنقذوا الكوكب الأخضر» (2003) للمخرج جانغ جون – هوان، غير أن لانثيموس لا يكتفي بمجرد إعادة إنتاجه، بل يشبعه بروحه الخاصة، ويغيّر بعض العناصر المفصلية مثل، جنس الشخصية الرئيسية في الشركة الدوائية، ليحوّل النص إلى مواجهة أكثر وضوحاً مع حاضرنا، الذي تملؤه الريبة، وانهيار الثقة بالمؤسسات، ونظريات المؤامرة العابرة.

الشخصية الرئيسية في الفيلم هو تيدي (جيسي بليمنز)، الذي يعمل في وظيفة بسيطة في شركة دوائية كبرى، ويربي مجموعة من خلايا النحل. يعيش تيدي على هامش المجتمع، محاصرا بهواجس انهيار مستعمرات النحل التي يرى فيها نذيراً بانهيار الأرض نفسها. تيدي ليس مجرد هاوٍ لحماية البيئة، فهو رجل مثخن بالجراح الشخصية. ترقد والدته في غيبوبة بعد مشاركتها في تجربة دوائية فاشلة أنتجتها شركة «أوكسوليث» العملاقة، التي يعمل تيدي كعامل توصيل فيها. هذه الشركة تديرها وترأس مجلس إدارتها ميشيل فولر (إيما ستون)، في أداء مميز. تتحوّل فولر في ذهن تيدي إلى تجسيد للشر المطلق، ليس فقط بسبب فسادها الرأسمالي، بل لأنه يؤمن بأنها ليست بشرية أصلاً، بل كائن فضائي متنكّر جاء لتدمير الكوكب. يستدرج تيدي ابن عمه البسيط دون (إيدن ديلبس) إلى مخطّط يدبر له منذ أمد طويل، وهو خطف ميشيل وتعذيبها حتى تعترف بهويتها ككائن فضائي، وتتعهد بسحب جنسها من الأرض. ومنذ لحظة الخطف، يدخل المشاهد إلى فضاء مغلق، أقرب إلى مسرحية كابوسية، يتنقل فيها بين لحظات سخرية بالغة، ومشاهد عنف جسدي قاسٍ، وصولاً إلى جدل فكري لا يقل قسوة عن أدوات التعذيب.

تتميز إيما ستون، التي باتت ملهمة لانثيموس الثابتة، قدرتها على التنقل بين أدوار نسائية متطرفة في تباينها. هنا، تبتعد كلياً عن جرأة بطلتها في «أشياء مسكينة» (Poor Things)، لتقدم شخصية باردة، متعالية، تُخفي قسوتها بابتسامات مزيّفة أمام الموظفين.

تحضر ميشيل إلى الشركة في الصباح الباكر، بعد تدريباتها الرياضية اليومية، لتلقي محاضرات عن التوازن بين العمل والحياة. تقول كل مصطلحات الصوابية السياسية، وتباهي بأنها تسمح لموظفيها بالمغادرة عند الخامسة والنصف مساء، وكأنها تمنحهم نعمة سماوية، ولكنها في الواقع تمارس ضغوطا بالغة عليهم لتحقيق حصة الإنتاج المقررة. حين تقع ميشيل أسيرة في قبو تيدي، تستخدم كل ما لديها من مقدرة على المراوغة لمحاولة الفرار. تحاول الاستعطاف والغضب والسخرية، وحتى مسايرة تيدي في اعتقاده بأنها كائن فضائي. ستون تتماهى تماماً مع الشخصية، حتى أنها تبدو بشعرها الحليق تماماً وعينيها الواسعتين كما لو أنها حقاً كائن فضائي. أما بليمنز، فيقدّم أحد أبرز أدواره. يبدو نحيلا للغاية، كما لو أنه كان في حمية خاصة نفذها خصيصاً للدور. يبدو كما لو كان في مهمة قتالية، يتدرب يومياً، يتناول عقاقير للقضاء على الشهوة الجنسية، حتى لا يعطله الجسد عن مهمته القتالية. هناك فارق شاسع بين تصور تيدي لذاته كمقاتل في سبيل إنقاذ البشرية، وصورة المريض النفسي الذي يراه الآخرون.

تيدي ليس وحشاً بالمعنى التقليدي، بل تجسيد لتناقضات عصرنا، فهو شخص يبحث عن حقيقة وسط طوفان المعلومات الكاذبة، يجرب كل الأيديولوجيات، من اليمين المتطرف إلى الماركسية، فلا يجد لنفسه هوية سوى نظرية المؤامرة، هو يستمع إلى مقاطع فيديو عن سيطرة الفضائيين على المؤسسات والمناصب الحيوية الرئيسية في الأرض، ويعتقد بهذا أنه مثقف وحظي بالعلم الذي يؤهله لخوض الحرب ضد المؤسسات الفاسدة. أسلوب لانثيموس حاضر بوضوح في الفيلم، يتمثل في نظرة باردة أشبه بمبضع جراح، مسافة ساخرة من الأحداث، ومشاهد عنف نجفل من قسوتها أحياناً، وموسيقى صاخبة تخترق الأذن، كما تمزّق المشاهد الداخلية أحشاء الشخصيات.

غير أن الفيلم، الممتد على ساعتين كاملتين، يعاني أحيانا من الترهل. الكثير من التكرار، الكثير من الدوران حول الفكرة ذاتها: هل ميشيل إنسانية أم فضائية؟ هل تيدي مريض نفسي وعقلي أم مقاتل يسعى لإنقاذ الأرض؟ كان يمكن لنسخة أقصر أن تكون أكثر تركيزاً وتأثيراً، لكن لانثيموس ارتأى أن الإغراق في الحيرة مع مشهد النهاية الكاشف لتحقيق رؤيته. تكمن قوة «بوغونيا» في تقديم صورة لعصرنا، انهيار الثقة في الشركات الكبرى، سطوة الشركات الكبرى، العقاقير التي تروج لها الشركات الدوائية على أنها الحل لمشاكلنا الصحية رغم آثارها الجانبية البالغة، التحولات البيئية وتلوث البيئة، جنون نظريات المؤامرة، هشاشة الديمقراطيات، كل ذلك حاضر. لكن لانثيموس لا يمنح أي طرف نصراً أخلاقياً.

نحن جميعاً عالقون بين الجلاد والضحية، بين إنقاذ العالم والاستسلام لفنائه.

العنوان ذاته «بوغونيا» يحيل إلى أسطورة قديمة عن ولادة النحل من جثة ثور نافق. في رمزية مباشرة، يذكّرنا لانثيموس بأن الحياة تنبع من الفساد، وأن الأمل، وإن وُجد، يولد من العفن ذاته. غير أن هذا الأمل يبقى هشاً، ملتبساً.

إذا كان فيلم لانثيموس السابق «مخلوقات مسكينة» قد كشف جانباً إنسانياً أكثر دفئاً لدى لانثيموس، وإذا كان فيلمه «أنواع من اللطف» قد غاص في ثلاثية من العبث والعدمية، فإن «بوغونيا» يقف بين الاثنين: فيلم يحمل قسوة فيلمه «مقتل غزال مقدس»، وغرابة فيلمه «السلطعون»، لكنه يتطلّع في الوقت نفسه إلى أن يكون رسالة عن حاضرنا. البعض قد يرى فيه انحرافاً نحو المباشرة أو الثقل الوعظي، والبعض الآخر قد يعتبره صياغة سينمائية جريئة لمعضلة إنسانية لا حل لها.

في المشهد الختامي، يقدّم لانثيموس رؤية تجعلنا نرى الأرض كألعوبة في أيادٍ تضمر الشر لكوكبنا المسكين. ويبقى «بوغونيا» عملاً مُربكاً، صاخباً، غير متوازن تماماً، لكنه، ككل أفلام لانثيموس، فيلم لا يمكن تجاهله، ولا يمكن الخروج منه دون شعور بالانقباض والدهشة في الآن نفسه.

 

القدس العربي اللندنية في

31.08.2025

 
 
 
 
 

على هامش مهرجان البندقية السينمائي

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي يجمع صنّاع الأفلام على مائدته

البلاد/ مسافات

استضافت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي مأدبة غداء خاصة على هامش الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، احتفاءً بصنّاع الأفلام الذين حظوا بدعمها عبر برامجها المختلفة، وبحضور شخصيات سينمائية بارزة وقيادات المؤسسة وعدد من شركائها الدوليين.

وشهدت المأدبة حضور نخبة من صنّاع الأفلام المدعومة من المؤسسة، من بينهم المخرجة السعودية شهد أمين (فيلم هجرة)، والمنتج محمد الدراجي، والنجم السعودي نواف الظفيري، والمخرج سيريل عريس، والنجمة منية عقل (فيلم نجوم الأمل والألم)، والمنتج جورج شوقير، والمخرج يانيس كوسّيم (فيلم رُقيّة)، والمنتج فارس لادجيمي، والمخرج والمنتج داميان هاوزر (فيلم ذاكرة الأميرة مومبي)، والمنتج أديسولا أجيلوغبا، والمخرجة صوفيا علوي (فيلم طرفاية)، والمنتج كريس بارال، إلى جانب فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، وشيفاني بانديا مالهوترا المديرة التنفيذية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

يأتي هذا اللقاء استمرارًا لحضور المؤسسة الفاعل في المهرجان، حيث يشارك هذا العام خمسة من أفلامها المدعومة ضمن برامجه الرسمية، إضافة إلى مشروعات في أبرز برامجه الصناعية. ويجسّد هذا الحضور التزام المؤسسة بدعم الأصوات السينمائية الصاعدة من المملكة العربية السعودية، والعالم العربي، وإفريقيا، وآسيا.

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هي جهة مستقلة غير ربحية أُسِّست لتحويل المملكة العربية السعودية والعالم العربي إلى مركز عالمي لصناعة الأفلام، وتأتي تحت مظلتها عدة أقسام شاملة لجميع جوانب الصناعة السينمائية تساهم معًا في تشكيل هيكلها وبناء كيانها، وهي: سوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

تُعتبر المؤسسة منصة رئيسية لصُنّاع الأفلام الواعدين في الصناعة، حيث تُمكنهم من ترك بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي مع الحفاظ على تراث السينما العربية الكلاسيكية.

تلعب مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دوراً محورياً في رعاية الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام، كما أنها تعمل على بناء صناعة أفلام مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.

 

البلاد البحرينية في

31.08.2025

 
 
 
 
 

فينيسيا 2025: فلسطين في الواجهة.. وحضور طاغ لأفلام المخرجات

فينيسيا -عرفان رشيد

تستمر فعاليات الدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي مع احتجاجات ضد الهجوم الإسرائيلي على فلسطين بمشاركة نحو عشرة آلاف متظاهر. شهد المهرجان عودة المخرج لوكا جوادانيينو بفيلمه الجديد "After the Hunt" وبطولة جوليا روبرتس، بالإضافة إلى عروض أفلام لمخرجين عالميين مثل بارك تشان-ووك والمخرجة المغربية مريم التوزاني التي تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة.

*ملخص بالذكاء الاصطناعي. تحقق من السياق في النص الأصلي.

تتواصل فعاليات الدورة الثانية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والتي شهدت، عصر السبت، إحدى أكثر التظاهرات احتشاداً، للاحتجاج على خمول سلوك الحكومات الأوروبية إزاء ما يحدث في غزة ومدن فلسطين الأخرى على يد الجيش الإسرائيلي، وقد اختار منظمو الاحتجاج عدم الاقتصار على غزّة وحدها، فرُغم مأساوية ودمويّة ما يجري في غزة، فإنّ "الهجمة الإسرائيلية"، برأيهم "موجّهةٌ ضد عموم الشعب الفلسطيني، ويسعى إلى وأد فكرة قيام دولة فلسطينية على مبدأ دولتين لشعبين". 

ورُغم الصعوبات اللوجستية والتحرّك البطيء في جزيرة الليدو، قد قُدّر عدد المنظّمون عدد المشاركين بحوالي عشرة آلاف متظاهر.

وعكس ما كان قد طالب به المتظاهرون بصعود وفد منهم إلى السجادة الحمراء بالأعلام الفلسطينية، فقد منعت السلطات وصول التظاهرة إلى قصر المهرجان.

عودة جوادانيينو 

كما شهدت فعاليات المهرجان في يومه الرابع، الخطوة الأولى للنجمة الهوليوودية جوليا روبرتس على السجادة الحمراء، كما تشهد عودة المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو إلى جزيرة الليدو بفيلمه الجديد After the Hunt (المعروض خارج المسابقة الرسمية).

يتناول الفيلم موضوع التحرش الجنسي، وتشارك جوليا روبرتس بطولته مع الممثل أندرو جارفيلد.

تدور أحداث After the Hunt حول البروفيسورة آلما أنفيل، وهي أستاذة جامعة ييل الأميركية المرموقة، تجد نفسها في مواجهة معضلة أخلاقية وشخصية كبرى، حين تتقدّم إحدى طالباتها المتفوّقات باتهامات خطيرة ضد زميل للبروفيسورة، فتستحضر ألما في تلك اللحظة ظلالاً ثقيلة من ماضيها.

قال جوادانّيينو في المؤتمر الصحفي للفيلم: "إنّ After the Hunt فيلم معاصر إلى أقصى الحدود؛ من حيث المجتمع، والانقسامات الاجتماعية، والمواقف المتطرفة التي قد نتبناها حيال أيّ رأي. يتناول ما يحدث في البيئة الأكاديمية بين الأجيال المختلفة، ويتطرق إلى مفهوم الاقتناع والانصياع، إنّه موضوع حساس ضمن فيلم استفزازي ومركّب".

واعتبر جوادانيينو أداء جوليا روبرتس في الفيلم "أفضل أداء في مسيرتها"، كما أشاد بآيو إديبيري، التي صارت بفضل مسلسل The Bear من أكثر الممثلات طلبًا في هوليوود: "آيو نجمة حقيقية بالمعنى الكامل للكلمة، تمتلك تفانياً نادراً في هذا الزمن السينمائي".

أما أندرو جارفيلد، الذي يؤدي دور الأستاذ المتهم، فقد أكّد أنّه تأثر بعمق بطريقة جوادانيينو الإخراجية، وأضاف: "ما أبهرني حقّاً في لوكا (جوادانيينو) هو عفويته، وهدوؤه، وتلقائيته في موقع التصوير، وقدرته على عيش اللحظة والتركيز التام حين يلزم الأمر. إنّه يبدو وكأنّه يترك لليوم، والمشهد، واللحظة حرية التشكّل، لكنه في الوقت نفسه مخرج بالغ الدقة".

ثلاثة خيارات عسيرة

وضمن الفعاليات أيضاً، التقينا أيضاً مع المخرجة (والممثلة) الفرنسية فاليري دونزيلي، الصوت القادر على تحويل تفاصيل الحياة اليومية إلى سرد سينمائي نافذ؛ ومع بارك تشان-ووك، المعلّم الكوري الجنوبي ذو النظرة الحادّة؛ ومع مريم التوزاني، المخرجة المغربية التي تضخّ في السينما المغاربية طاقة متجددة.

وقالت فاليري دونزيلّي في ملخّص حكاية فيلمها: "إن إنهاء نصّ ما، لا يعني بالضرورة أن يُنشر، ونشره لا يعني أن يُقرأ، وقراءته لا تعني أن يُحَبْ، وحبُّه لا يعني أن يُكلَّل بالنجاح، أما النجاح فلا يَعِدُ بالثروة".

يروي فيلم À pied d’œuvre القصة الحقيقية لمصوّر فوتوغرافي ناجح يقرّر أن يترك كل شيء خلفه ليتفرغ للكتابة، فيكتشف الفقر

إنّه سردٌ جذري، يمزج بين الوضوح والتهكم على الذات، ليصوّر مسيرة رجلٍ مستعد لدفع أثمان باهظة لقاء حريته.

تنتمي فاليري دونزيلي إلى جيل فرنسي أعاد للسينما طابعها الشخصي والحميمي، بعد بداياتها كممثلة، لفتت الأنظار كمخرجة، وتؤكد حضورها اليوم عبر فيلمها الجديد À pied d’œuvre – "في موقع العمل" – الذي تعود به إلى اليوميات كمساحة للمقاومة. شخصياتها الصغيرة تتحوّل إلى مرآة كبرى؛ وإصرارها على رصد تفاصيل العيش يجعل من العمل والالتزام أفعالاً بطولية صامتة، وبذلك تثبت دونزيلي أنّ السينما قادرة على منح الكرامة حتى للحظات الأكثر بساطة، لتغدو حكاياتها أقرب إلى نشيد إنساني مفتوح.

عودة "مستر ووك"

وكما تنتظر بطل فيلم À pied d’œuvre، وهو مصوّر فوتوغرافي، قرارات صعبة، فإنّ على العامل المسرّح من عمله في  فيلم No Other Choice للكوري بارك تشان-ووك أيضًا أن يتّخذ خيارات عسيرة.

هذا الفيلم، المقتبس عن رواية نوار للكاتب دونالد ويستلايك (الذي سبق وأن ألهم المخرج كوستا جافراس)، ويعيد بارك - تشان ووك من خلاله ترسيخ مكانته كأحد أعمدة الموجة الكورية الجديدة، التي أعادت الاعتبار للسينما الآسيوية مطلع الألفية.

حصد شهرته العالمية مع Old Boy (2003)، حيث صاغ ملحمة انتقامية لا تُنسى، ثم قدّم Sympathy for Mr. Vengeance وLady Revenge ليؤكد مهارته في الجمع بين الأسلوب البصري المدهش والتساؤلات الأخلاقية العميقة.

وبهذا الفيلم  الجديد الممتد على 139 دقيقة، يعيدنا إلى اللحظة الحرجة التي قد يمرّ بها أي إنسان، حين يصبح القرار مسألة حياة أو موت، هنا لا يكتفي بارك برسم صراع دموي، بل يدفعنا لنتساءل: ماذا يبقى من الإنسان عندما تُغلق جميع الأبواب؟ بعينه الإخراجية المتقنة، يضاعف قوة التوتر، ويحوّل القصة إلى مرآة عنيفة لزمننا المعاصر.

إسبانية في طنجة

ومع جديدها Calle Malaga (زنقة مالاجا)، تنقلنا المخرجة والكاتبة المغربية مريم التوزاني إلى فضاء جديد، حيث تمتزج اللغة الإسبانية بذاكرة المغرب والبحر المتوسط. عبر حكايات عن الهجرة والهوية والحنين، تواصل مشروعها الإبداعي القائم على جعل المهمّشين في الواجهة، مانحة النساء والأقليات حضوراً مركزياً على الشاشة، بأسلوب بصري هادئ ومشحون بالعاطفة، تعيد صياغة أسئلة الذاكرة والانتماء في عالم يتغير بسرعة.

برزت مريم التوزاني أولًا ككاتبة وصانعة أفلام قصيرة، قبل أن تلفت الأنظار إليها بفيلمها الروائي الأول آدم (2019)، الذي دخل سباق الأوسكار، ونال استحسان النقاد بفضل تصويره الحساس لعلاقة حبٍّ في قلب مجتمع محافظ، وفي قفطان أزرق (2022)، قدّمت عملاً ناضجاً وعميقاً حول الحب والحرية والتقاليد، وحصد الفيلم جوائز دولية، مؤكّداً مكانة مريم توزاني كصوت نسوي بارز في السينما العربية.

ثلاثة أفلام، وثلاث رؤى كبرى للسينما: كمرآة وسلاح، كاعتراف ونظرة نحو العالم. يقدّم بارك تشان-ووك، وفاليري دونزيلي، ومريم التوزاني رؤى متباينة، لكن ما يجمع بينهم خيط واحد: الرغبة في مساءلة زماننا، رغباتنا وتناقضاتنا.

إنّها أفلامٌ هي في جوهرها دعوة إلى النظر.. إلى التفكير.. وربما إلى الاختيار، حتى عندما يبدو أنّه لم يعد هناك خيار آخر.

 

الشرق نيوز السعودية في

31.08.2025

 
 
 
 
 

مهرجان فينيسيا السينمائي يستضيف العرض العالمي الأول لفليم "ساحر الكرملين"

فينيسيا/ العربي الجديد

يؤدّي الممثل البريطاني جود لو شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فيلم "The Wizard of the Kremlin" (ساحر الكرملين) للمخرج أوليفييه أساياس، الذي يُعرض عالميّاً لأول مرة يوم الأحد ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي Venice Film Festival.

الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الإيطالي جوليانو دا إمبولي الأكثر مبيعاً بالعنوان نفسه، حيث يسرد صعود بوتين إلى السلطة من خلال شخصية مستشار خيالي يُدعى فاديم بارانوف، يؤدي دوره الممثل بول دانو. تجري الأحداث جزئيّاً في أوائل تسعينيات القرن الماضي وسط فوضى ما بعد الاتحاد السوفييتي. وشخصية بارانوف مستوحاة من المستشار السياسي الحقيقي فلاديسلاف سوركوف، الذي يُنظر إليه باعتباره مهندس النظام السياسي المحكم الذي أرساه بوتين. وكان سوركوف قد استقال عام 2013 من منصبه نائباً لرئيس الوزراء.

الفيلم مرشّح لإثارة نقاشات واسعة، وخصوصاً في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، إذ لم تُفضِ المساعي الدبلوماسية إلى وقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سلام شاملة تنهي أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ويمثّل العمل أول تجربة باللغة الإنكليزية للمخرج الفرنسي أساياس، المعروف بأفلام مثل "غيوم سيلس ماريا" (Clouds of Sils Maria) و"المتسوّقة الشخصية" (Personal Shopper)، إضافة إلى مسلسل "كارلوس" (Carlos). وتشارك في البطولة الممثلة السويدية أليسيا فيكاندر (Alicia Vikander)، التي سبق أن تعاونت معه في مسلسل "إيرما فيب" (Irma Vep). علماً بأن الفيلم صُوّر في لاتفيا بعد تعذّر التصوير في روسيا.

وكتب أساياس في بيان إخراجه: "هذا ليس فيلماً عن صعود رجل واحد، ولا عن القوة التي تُفرض بها السلطة، أو إعادة اختراع أمة حديثة وقديمة في آن واحد، تخضع مجدداً لنير الشمولية. إنه عمل متجذّر في أحداث واقعية معاصرة، لكنه بالأحرى تأمل في السياسة الحديثة، أو في الأقنعة الدخانية التي تختبئ وراءها: ساخرة، خادعة، وسامّة". وأضاف: "’ساحر الكرملين‘ ليس فيلماً سياسيّاً بقدر ما هو فيلم عن السياسة، وعن انحراف أساليبها التي باتت تأسرنا جميعًا".

يُعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، إلى جانب أعمال مثل "فرانكشتاين" (Frankenstein)، و"بوغونيا" (Bugonia)، و"ذا فويس أوف هند رجب" (The Voice of Hind Rajab)، و"لا غراتسيا" (La Grazia)، و"نو أوذر تشويس" (No Other Choice)، حيث يتنافس صناعها على الجوائز الكبرى، بما في ذلك جوائز التمثيل والإخراج. ومن المقرر إعلان الفائزين في السادس من سبتمبر/أيلول.

 

العربي الجديد اللندنية في

31.08.2025

 
 
 
 
 

وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر..

ديل تورو يُطلق "فرانكشتاين" من البندقية

أطلق المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو أمس السبت فيلم "فرانكشتاين" (Frankenstein) ذا الموازنة الضخمة من مهرجان البندقية السينمائي، مشيرا قبيل عرضه العالمي الأول إلى أنه كان يحلم بإخراجه منذ الصغر.

وسبق لديل تورو أن فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان عام 2017 عن مخلوق آخر وُلِد على شاشات البندقية هو الكائن المائي في فيلم "ذي شايب أوف ووتر" (The Shape of Water) الذي نال عنه أيضا جائزة الأوسكار.

ويسعى فيلم ديل تورو المقتبس من تحفة الكاتبة ماري شيلي إلى الفوز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وهو من بين الأعمال الـ21 المتنافسة عليها.

وقال ديل تورو في مؤتمر صحافي قبل ساعات من عرض الفيلم أمس السبت: "كنت أتابع هذا المخلوق منذ صغري. انتظرتُ دائما أن تتوفر الظروف المناسبة لإنتاج الفيلم، سواء من الناحية الإبداعية أو من حيث تحقيق النطاق الذي أحتاج إليه لأجعله مختلفا، وأن يُنجز على نطاق يتيح إعادة بناء العالم بأسره".

وأشار إلى أنه يعاني في الوقت الراهن "اكتئاب ما بعد الولادة". ولم يكن من قبيل المصادفة أن يُقام العرض العالمي الأول للفيلم في ما يُعرف بـ"يوم فرانكشتاين"، وهو ذكرى ميلاد مؤلفة الرواية ماري شيلي في 30 أغسطس/آب.

ويُقدّم الفيلم الذي يتولى بطولته أوسكار آيزك في دور فيكتور فرانكشتاين وجايكوب إلوردي في دور الكائن الذي ابتكره، مشهدا قوطيا جريئا.

ومن خلال تَتبُع الفيلم العالِم المهووس بكائنه، يستكشف مواضيع الإنسانية والانتقام والإرادة الجامحة وعواقب الغطرسة.

ومنذ فيلم "فرانكشتاين" للمخرج جيمس ويل عام 1931 من بطولة بوريس كارلوف، تعددت الاقتباسات من الرواية.

وتراوحت هذه الاقتباسات بين تلك الجادة مثل "ماري شيليز فرانكشتاين" (Mary Shelley’s Frankenstein) عام 1994 للمخرج كينيث براناه، وفيلم ميل بروكس الساخر "يونغ فرانكشتاين" (Young Frankenstein) عام 1974.

ورأى ديل تورو أن رواية ماري شيلي تحاول الإجابة عن سؤال "ما معنى أن تكون إنسانا؟".

وقال في المؤتمر الصحافي "أعتقد أن الفيلم يحاول إظهار شخصيات غير مثالية وحقنا في أن نبقى غير مثاليين، وحقنا في فهم بعضنا بعض في ظل أقسى الظروف".

وأضاف "ما مِن مهمة أكثر إلحاحا من الحفاظ على إنسانيتنا في زمن يتجه فيه كل شيء نحو فهم ثنائي القطب لإنسانيتنا".

ويُعرض الفيلم الذي أنتجته "نتفليكس" لوقت محدود في دور السينما في أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يُتاح عبر الإنترنت في نوفمبر/تشرين الثاني.

المصدرالفرنسية

 

الجزيرة نت القطرية في

31.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004