ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان فينيسيا السينمائي 2025: كل ما تحتاج معرفته عن الدورة الـ82

سيدتي - عمرو رضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

مع انطلاق الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي مساء اليوم الأربعاء، تعود مدينة البندقية لتصبح وجهة لعشاق السينما وصنّاعها من مختلف أنحاء العالم، حيث تمتزج السجادة الحمراء ببريق النجوم مع حضور أعمال سينمائية مرتقبة، في حدث يظل الأقدم والأكثر تأثيرًا بين مهرجانات الفن السابع.

متى وأين يُقام المهرجان؟

تنطلق فعاليات المهرجان على جزيرة ليدو في فينيسيا خلال الفترة من 27 أغسطس وحتى 6 سبتمبر 2025، بإشراف "La Biennale di Venezia" وإدارة الناقد الإيطالي ألبرتو باربيرا. هذه الدورة، مثل سابقاتها، توازن بين الصناعة والفن والابتكار، وتعيد أيضًا إحياء قسم "فينيسيا كلاسيك" المخصص لترميم واستعادة أعمال سينمائية شكلت ذاكرة الأجيال.

رئيس لجنة التحكيم

يتولى المخرج الأمريكي ألكسندر باين رئاسة لجنة التحكيم الرئيسية، وهو صاحب أعمال بارزة مثل Sideways وNebraska. وقد أكد باين أن رئاسته للجنة تأتي بدافع تقديره العميق لتاريخ المهرجان الذي يمتد إلى ما يقارب القرن، معتبرًا أن فينيسيا ما زالت تقدم السينما باعتبارها فنًا حرًا وقوة إنسانية.

وتضم اللجنة أسماء بارزة مثل ستيفان بريزي، ماورا ديلبيرو، كريستيان مونجيو، إلى جانب الممثلتين فيرناندا توريس وتشاو تاو، فيما ترأس الفرنسية جوليا دوكورنو لجنة قسم "آفاق" (Orizzonti).

افتتاح وختام بنكهة أوروبية

يفتتح المهرجان بفيلم "La Grazia" للمخرج الإيطالي باولو سورّينتينو، الذي يعيد التعاون مع الممثل توني سيرڤيلو، في عمل يمزج الشعرية السينمائية بالغموض العاطفي. أما الختام فسيكون بفيلم "Chien51" للمخرج الفرنسي سيدريك جيمينيز، ليمنح التوازن بين المحلية الإيطالية والانفتاح على السينما الأوروبية.

تكريمات الأسد الذهبي

يُمنح الأسد الذهبي للتكريم مدى الحياة هذا العام إلى اثنين من الرموز: المخرج الألماني فيرنر هرتزوغ، أحد أكثر السينمائيين تأثيرًا وتجريبًا في العقود الأخيرة، وأيقونة هوليوود كيم نوفاك، صاحبة أدوار خالدة أبرزها في فيلم Vertigo. تكريم يعكس وفاء فينيسيا لمسيرة فنية عابرة للأجيال.

مسابقة رسمية مشتعلة

تتضمن المسابقة الرسمية باقة من الأفلام المرشحة لتكون أحاديث موسم الجوائز العالمي من أبرزها:

"Frankenstein" لـ Guillermo del Toro، بطولة Oscar Isaac وJacob Elordi.

"Bugonia" لـ Yorgos Lanthimos، مع Emma Stone وJesse Plemons.

"Jay Kelly" لنوح باومبخ، بطولة George Clooney وAdam Sandler وLaura Dern.

"After the Hunt" لـ Luca Guadagnino، بطولة Julia Roberts وAndrew Garfield.

"The Smashing Machine" لبيني سفدي، بطولة Dwayne Johnson وEmily Blunt.

"A House of Dynamite" لـ Kathryn Bigelow.

"Father Mother Sister Brother" لـ Jim Jarmusch، مع Cate Blanchett وTom Waits.

"The Wizard of the Kremlin" لـ Olivier Assayas مع Jude Law.

بالإضافة إلى أفلام لفرانسوا أوزون، بارك تشان-ووك، فاليري دونزيلي، مونا فاستفولد، وكوثر بن هنية وآخرين.

خارج المنافسة وتجارب وثائقية

خارج السباق، يحضر فيلم "Chien51" ليختتم المهرجان، إلى جانب مشاريع لجاك أوديار وبيتر مارشيلو. كما يقدَّم عدد من الوثائقيات البارزة:

"Marc by Sofia" لصوفيا كوبولا عن المصمم Marc Jacobs.

"Ghost Elephants" لويرنر هرتزوغ.

"Nuestra Tierra" للوكريسيا مارتيل عن الاستعمار في أميركا اللاتينية.

"Dead Man’s Wire" لغاس فان سانت.

فيلم قصير لـ Charlie Kaufman بعنوان "How to Shoot a Ghost".

"Broken English" عن Marianne Faithfull من توقيع Jane Pollard وIain Forsyth.

حضور إيطالي بارز

تحضر السينما الإيطالية بأفلام مثل "Elisa" لـ Leonardo Di Costanzo، بطولة Barbara Ronchi وValeria Golino، وفيلم "Duse" لـ Pietro Marcello الذي يحتفي بالأسطورة Eleonora Duse. كما يشارك وثائقيان يعكسان حيوية السينما المحلية هما: "Un film fatto per bene" و"Sotto le nuvole".

مشاركات مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بمهرجان فينيسيا السينمائي الـ82

تعود مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هذا العام، إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الـ82 بمجموعة قوية من الأفلام والأنشطة المتخصصة، مؤكدةً دورها كمنصة رائدة لدعم الأصوات السينمائية الصاعدة من المملكة العربية السعودية، والعالم العربي، وقارتي إفريقيا وآسيا.

من أبرز المشاركات فيلم "هجرة" للمخرجة السعودية شهد أمين التي رسخت مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات الصاعدة في المملكة، بفضل أسلوبها الشعري الفريد.

ويحظى الفيلم، بدعم من صندوق البحر الأحمر، ويُعرض ضمن برنامج "فينيسيا سبوتلايت"، "ليشكّل عودتها إلى المهرجان بعد العرض الأول لفيلمها الروائي "سعَف" عام 2019 على جزيرة ليدو التي تستضيف هذا الحدث.

ويُعرض فيلم "نجوم الأمل والألم" للمخرج اللبناني سيريل عريس، وهو عمل دراما جرى تطويره بدعم من معامل البحر الأحمر وصندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر. ويجسّد اختياره للعرض في أيام المؤلفين التزام المؤسسة بدعم الأصوات الإقليمية الصاعدة، منذ المراحل الأولى، وحتى وصولها إلى المنصات العالمية.

أما فيلم "رقية" للمخرج الجزائري ينيس كوسيم، وفيلم "ملكة القطن" للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، فيُعرضان ضمن برنامج أسبوع النقّاد المرموق، ليتم من خلالهما تقديم سرديات آسرة تحمل رسائل قوية، وتكشف عن أبعاد الهوية العربية وتحولاتها المعاصرة.

وتكتمل القائمة مع فيلم "ذاكرة الأميرة مومبي" للمخرج داميان هاوزر، المدعوم من صندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر، حيث وقع الاختيار عليه لعرضه في أيام المؤلفين، ومن المنتظر أن يرفد المشهد السينمائي بصوت إفريقي مؤثر يستحضر قضايا الإرث والذاكرة.

إلى جانب العروض الرسمية، سيكون للمؤسسة حضورًا في البرامج المتخصصة للمهرجان، فقد اُخْتِير فيلم "طرفاية" للمخرجة المغربية الفرنسية صوفيا علوي، الذي طُوِّر في "لودج معامل البحر الأحمر 2024"، للمشاركة في "سوق التمويل التكميلي" Gap Financing Market.

في الوقت ذاته، يواصل فيلم "ماي سيمبا" للمخرج هوغو سلفاتيرا الذي عُرض لأول مرة في سوق البحر الأحمر 2023، مسيرته في برنامج "فاينال كت".

فيصل بالطيور: "يُعد هذا التكريم إقرارًا بفضل صنّاع الأفلام ذوي الرؤى الإبداعية"

قال فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "تعتز أسرة المؤسسة بحضور خمسة من أفلامها المدعومة عبر برامجها السنوية، معامل البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر؛ ضمن أقسام متعددة من مهرجان فينيسيا السينمائي العريق.. ويُعد هذا التكريم إقرارًا بفضل صنّاع الأفلام ذوي الرؤى الإبداعية الذين حظينا بشرف التعاون معهم.. هذا إلى جانب اختيار مشروعين إضافيّين ضمن أبرز برامج الصناعة في مهرجان البندقية، مما يعكس عمق الشراكة وقوة الحضور الذي رسخته المؤسسة".

فينيسيا... ما زالت البوصلة

منذ تأسيسه عام 1932، ظل مهرجان فينيسيا منصة تسبق الجوائز العالمية الكبرى، حيث شكّلت عروضه الأولى انطلاقة لأفلام حصدت ترشيحات وفوزًا بالأوسكار. دورة 2025 تعيد تأكيد مكانة فينيسيا كجسر بين الحلم السينمائي والواقع الثقافي، حيث تمتزج السينما بالسياسة، الفن بالصناعة، والمحلية بالعالمية.

 

####

 

مهرجان فينيسيا السينمائي 2025:

كيف تحول لمنصة عالمية للإبداع والحوار السينمائي في دورته الـ82؟

سيدتي - عمرو رضا

مع انطلاق فعاليات الدورة الثانية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في الفترة ما بين 27 أغسطس و7 سبتمبر 2025، يواصل المهرجان تعزيز مكانته كأحد أهم الفضاءات الثقافية والفنية في العالم من خلال برامجه المتنوعة. ومن أبرز تلك الفعاليات برنامج "ماستركلاس ومحادثات" (Masterclasses and Conversations)، الذي يُقام في فضاء "ماتش بوينت أرينا" (Match Point Arena) داخل قصر السينما (Palazzo del Cinema) في ليدو دي فينيسيا.

هذا البرنامج لا يقتصر على استضافة النجوم الكبار، بل يفتح المجال أمام حوار معمّق بين صناع السينما والجمهور، ويمنح الأجيال الجديدة من المخرجين والكتّاب والممثلين فرصة نادرة للاستماع مباشرة إلى أبرز المبدعين في الصناعة.

"ماتش بوينت أرينا": منصة جديدة للحوار والإلهام

يمثل "ماتش بوينت أرينا" مساحة مبتكرة داخل المهرجان تهدف إلى تحويل التفاعل بين الفنانين والجمهور إلى تجربة أكثر حيوية وثراءً. وقد تم إطلاق هذه المبادرة لتكون منصة مخصصة للنقاشات المفتوحة، الماستركلاس، والحوارات التفاعلية.

يُشرف على البرنامج فريق المهرجان بقيادة المدير الفني ألبرتو باربيرا، الذي أكد أن الهدف الأساسي هو "خلق فضاء يتيح تبادل الخبرات بين المخضرمين في السينما وصناع الأفلام الشباب، بما يعزز من مكانة فينيسيا كجسر عالمي للحوار الفني والثقافي."

برنامج غني يجمع نخبة من نجوم السينما العالمية

يتميز برنامج هذا العام بجدول متنوع من الجلسات التي تستضيف مجموعة من أبرز الأسماء في عالم السينما، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو الإنتاج.

جورج كلوني وآدم ساندلر مع نواه بومباخ – 29 أغسطس 2025

في جلسة استثنائية، يلتقي الجمهور مع ثلاثي فيلم "Jay Kelly" (المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان)، بمشاركة الممثلة لورا ديرن. النقاش سيدور حول تحديات المزج بين الكوميديا والدراما في عمل يتناول قضايا وجودية، إضافة إلى الحديث عن كيفية تقديم شخصيات معقدة تعكس صراعات الحياة الحقيقية.

جورج كلوني، الحائز على جائزتي أوسكار، سيكشف عن تجربته كممثل ومنتج، وعن اختياره لأدوار أكثر نضجًا في هذه المرحلة من مسيرته.

آدم ساندلر سيشارك تفاصيل تحوله من الكوميديا الخفيفة إلى الأدوار الدرامية الأكثر عمقًا.

أما بومباخ، فسيناقش مع فريقه الفني طبيعة الرؤية الإخراجية وكيفية المزج بين الفكاهة والتأملات الوجودية.

ماستركلاس حول الإنتاج السينمائي – 4 سبتمبر 2025

يقود الجلسة عدد من أبرز المنتجين في هوليوود، وعلى رأسهم إيمي باسكال (منتجة فيلم Jay Kelly والمشاركة في إنتاج الجزء المقبل من سلسلة جيمس بوند). الجلسة ستتناول التحديات اللوجستية والإبداعية في إنتاج أفلام كبرى، وكيفية الموازنة بين الطموح الفني والاعتبارات التجارية.

تنوع في الأصوات والرؤى

يتضمن البرنامج خمس ماستركلاس وأربع محادثات تحت عنوان "فن وحرفة السينما"، بالتعاون مع La Biennale. تشمل الجلسات نخبة من المبدعين الحائزين على جوائز مرموقة، مع التركيز على تنوع الخبرات والثقافات.

فيرنر هيرتزوغ (28 أغسطس، 4:00 م): المخرج الألماني الحائز على الأسد الذهبي لإنجاز العمر 2025 يقدم ماستركلاس يقودها الناقد السينمائي فيديريكو بونتيجيا. سيناقش هيرتزوغ، المعروف بأفلامه مثل Aguirre, the Wrath of God، رؤيته الفريدة في السينما، مع التركيز على فيلمه الجديد Ghost Elephants المعروض خارج المسابقة.

صوفيا كوبولا وميلينا كانونيرو (29 أغسطس، 3:30 م): الحائزة على الأسد الذهبي عام 2010 عن Somewhere، صوفيا كوبولا، تتحاور مع مصممة الأزياء الإيطالية ميلينا كانونيرو الحائزة على أربع جوائز أوسكار. ستناقش الثنائي، بقيادة الناقد ستيفان ليروج، تعاونهما في فيلم Marc by Sofia، وهو وثائقي عن مارك جاكوبس، مع التركيز على دور تصميم الأزياء في السرد السينمائي.

جيا تشانغ-كه (30 أغسطس، 4:00 م): المخرج الصيني الحائز على الأسد الذهبي عام 2006 عن Still Life، يقدم جلسة يقودها الناقدة إيلينا بولاكي. سيركز على تجربته في مزج السينما الواقعية مع السرد الشعري، ودور السينما في توثيق التغيرات الاجتماعية في الصين.

سيرجيو كاستيليتو ومارغريت مازانتيني (31 أغسطس، 4:00 م): الممثل والمخرج الإيطالي سيرجيو كاستيليتو يتحاور مع زوجته الكاتبة مارغريت مازانتيني، بقيادة ستيفان ليروج. سيناقشان تعاونهما الفني وكيفية تحويل النصوص الأدبية إلى أفلام، مع التركيز على أعمالهما المشتركة مثل Non ti Muovere.

كيم نوفاك (3 سبتمبر، 4:00 م): الممثلة الأسطورية، الحائزة على الأسد الذهبي لإنجاز العمر 2025، تشارك في ماستركلاس يقودها الناقدة جوليا د’أغنولو فالان. ستناقش مسيرتها، خاصة دورها في Vertigo لهيتشكوك، والوثائقي الجديد Kim Novak’s Vertigo المعروض في المهرجان.

ألفونسو كوارون ومايكل سيريسين (1 سبتمبر، 4:00 م): المخرج المكسيكي الحائز على الأسد الذهبي عام 2018 عن Roma يتحاور مع مدير التصوير مايكل سيريسين، بقيادة ستيفان ليروج. سيركزان على التعاون بين المخرج ومدير التصوير في خلق رؤية بصرية مميزة، مع إشارات إلى أعمال كوارون مثل Gravity وRoma.

جين كامبيون وتانيا سيغاتشيان (2 سبتمبر، 4:00 م): المخرجة النيوزيلندية الحائزة على الأسد الفضي عام 2021 عن The Power of the Dog تتحاور مع المنتجة الإنجليزية تانيا سيغاتشيان، بقيادة ستيفان ليروج. ستناقشان دور المنتج في دعم الرؤية الإبداعية، مع التركيز على تجربتهما في The Power of the Dog ومبادرة كامبيون A Wave in the Ocean، وهي مدرسة سينمائية في نيوزيلندا.

كريستيان مونجيو (4 سبتمبر، 2:30 م): المخرج الروماني، عضو لجنة تحكيم فينيسيا 82 والحائز على السعفة الذهبية عام 2007 عن 4 Months, 3 Weeks and 2 Days، يقدم جلسة يقودها الناقدة أنجيلا برودنزي. سيركز على تحديات السينما المستقلة في أوروبا الشرقية.

تساي مينغ-ليانغ (5 سبتمبر، 4:00 م): المخرج التايواني الحائز على الأسد الذهبي عام 1994 عن Vive l’Amour، يقدم ماستركلاس يقودها إيلينا بولاكي. سيناقش أسلوبه البصري البطيء وفيلمه الجديد Back Home المعروض خارج المسابقة.

بُعد تعليمي وثقافي يتجاوز حدود المحادثات

لا يقتصر البرنامج على استعراض تجارب شخصية لنجوم السينما، بل يفتح مساحة للتعمق في التحديات الراهنة التي تواجه الصناعة، مثل:

تأثير منصات البث العالمية مثل نتفليكس على السينما التقليدية.

دور الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل السرد السينمائي.

قضايا التنوع والشمولية وتمثيل الثقافات المختلفة على الشاشة.

كما ستشهد بعض الجلسات مشاركة مخرجات وصانعات سينما بارزات، مثل نادين لبكي، التي ستتحدث عن تمثيل المجتمعات العربية في السينما العالمية، وعن تجربتها في خلق أعمال تحمل أبعادًا إنسانية واجتماعية.

تكامل البرنامج مع باقي فعاليات المهرجان

يأتي برنامج "ماستركلاس ومحادثات" كجزء من الرؤية الشمولية لمهرجان فينيسيا، حيث يُكمل عروض الأفلام الرئيسية والأقسام الموازية مثل "فينيسيا إميرسيف" المخصص للتجارب الغامرة بالواقع الافتراضي.

فبينما يتابع الجمهور العروض التنافسية لأفلام مثل Jay Kelly أو A House of Dynamite، يمكنهم أيضًا حضور جلسات حوارية مع صناع تلك الأفلام، مما يعزز من تجربة الحضور ويجعلها أكثر تكاملاً وثراءً.

وتأكيدًا على الانفتاح العالمي للمهرجان، سيتم بث بعض الجلسات مباشرة عبر المنصة الرقمية الرسمية، ما يتيح للمشاهدين حول العالم فرصة المشاركة عن بُعد.

إلهام الأجيال الجديدة من صناع السينما

يُعتبر هذا البرنامج بمثابة مدرسة مفتوحة لصناع الأفلام الشباب، حيث يوفر لهم فرصة نادرة للتواصل المباشر مع مبدعين عالميين. وقد سبق أن ساهمت برامج مماثلة في المهرجان باستضافة أسماء بارزة مثل ألفونسو كوارون وبونغ جون هو، وهو ما ألهم العديد من المخرجين الناشئين الذين حققوا لاحقًا نجاحات في مهرجانات كبرى.

ويرتبط البرنامج بمبادرات أخرى مثل "Biennale College Cinema"، التي تقدم دعمًا إنتاجيًا وإرشاديًا للمواهب الناشئة، مما يعزز من دور المهرجان كمنصة دولية لتطوير وصقل المهارات السينمائية.

يمثل برنامج "ماستركلاس ومحادثات" في الدورة 82 لمهرجان فينيسيا السينمائي أكثر من مجرد سلسلة من اللقاءات مع نجوم هوليوود؛ إنه منصة للحوار الثقافي والإبداعي، وفضاء للتفكير في مستقبل السينما.

من خلال مشاركة أسماء مثل جورج كلوني، آدم ساندلر، نواه بومباخ، ومن خلال جلسات تُعقد في فضاء مبتكر مثل ماتش بوينت أرينا، يعزز البرنامج من مكانة المهرجان كأحد أهم الملتقيات السينمائية العالمية.

سواء كنت صانع أفلام طموحًا يبحث عن الإلهام، أو عاشقًا للسينما يرغب في فهم ما وراء الكاميرا، فإن هذه الجلسات تعد نافذة مثالية على العملية الإبداعية التي تصنع الأفلام وتشكل ملامح الثقافة المعاصرة.

 

####

 

الأسد الذهبي: القصة الكاملة لأرفع جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي

سيدتي - عمرو رضا

يعتبر الأسد الذهبي golden lion award أرفع جائزة يقدمها مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، وواحدة من أكثر الجوائز هيبة في صناعة السينما العالمية. ليس مجرد تمثال يُمنح للفائزين، بل رمز ثقافي وتاريخي يعكس هوية مدينة فينيسيا ومكانتها كمركز فني عالمي. يُنظر إليه كمؤشر مبكر للنجاح في موسم الجوائز العالمي، حيث غالبًا ما تُتوج الأفلام الفائزة بترشيحات الأوسكار.

جذور الجائزة.. من ساحة سان ماركو إلى منصات التتويج

تعود أصول جائزة الأسد الذهبي إلى عام 1949، حين قُدمت لأول مرة باسمها الحالي، بعد أن كانت تُعرف جوائز مهرجان فينيسيا عامي 1947 و1948 بـ"الجائزة الدولية الكبرى لمدينة البندقية".

الجائزة مستوحاة من الأسد المجنح، الرمز الرسمي لمدينة فينيسيا منذ العصور الوسطى. هذا الأسد، الذي يظهر في شعار المدينة، يمثل القوة، الشجاعة، السلطة، والروحانية، مستلهمًا من تراث فينيسيا كقوة بحرية وثقافية. اختيار الأسد كرمز للجائزة كان إشارة إلى العمق الثقافي والتاريخي للمدينة.

من مهرجان بلا جوائز إلى ولادة الأسد الذهبي

في عام 1932، انطلقت الدورة الأولى لمهرجان فينيسيا كجزء من "بينالي فينيسيا"، بهدف الاحتفاء بالفن السابع ومنافسة هيمنة هوليوود. أُقيم العرض الأول على شرفة فندق إكسلسيور، حيث عُرض فيلم دكتور جيكل ومستر هايد دون جوائز رسمية.

بحلول عام 1934، بدأ المهرجان بتقديم جوائز تنافسية، مما مهد الطريق لظهور جائزة رئيسية تعكس هيبته.

استلهم تصميم الأسد الذهبي من تماثيل أسد القديس مرقس في ساحة سان ماركو وأعمدة فينيسيا القديمة.

التمثال، على شكل أسد مجنح ذهبي واقف على قاعدة، يجسد التراث الإيطالي وروح الإبداع.

حافظ التمثال على تصميمه الأيقوني عبر العقود، معززًا مكانة المهرجان كمنصة للتميز الفني.

سنوات الاضطراب والتوقف

خلال الثلاثينيات والأربعينيات، ارتبطت بعض الجوائز بـ"كأس موسوليني" في ظل النظام الإيطالي، مما أثار جدلًا.

بعد الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء هذه الارتباطات السياسية، وتثبيت الأسد الذهبي كرمز فني خالص.

لكن بين عامي 1969 و1979، توقف منح الجائزة نتيجة الاحتجاجات الطلابية والاضطرابات في إيطاليا بعد أحداث 1968، حيث تحول المهرجان إلى حدث غير تنافسي. هذه الفترة تُعد واحدة من أكثر الصفحات جدلًا في تاريخه.

الاعتراف الرسمي بالأسد الذهبي

في عام 1954، اعتُمد الأسد الذهبي رسميًا كجائزة رئيسية للمهرجان، وكان فيلم On the Waterfront للمخرج إيليا كازان من أوائل الفائزين، محققًا صدى عالميًا وعزز مكانة الجائزة.

منذ ذلك الحين، أصبحت الجائزة معيارًا للتميز الفني، ومؤشرًا للإبداع السينمائي على مستوى العالم.

لحظات مفصلية في تاريخ الجائزة

منذ انطلاقتها، شهدت الجائزة لحظات حاسمة أعادت تعريف السينما العالمية:

2005: Brokeback Mountain (أنغ لي – الولايات المتحدة)، دراما رومانسية عن علاقة عاطفية أثارت نقاشات عالمية ورُشحت للأوسكار.

2006: Still Life (جيا زانغكه – الصين)، دراما هادئة عن التغيرات الاجتماعية في الصين.

2010: Somewhere (صوفيا كوبولا – الولايات المتحدة)، دراما عاطفية عن علاقة أب بابنته.

2011: Faust (ألكسندر سوكوروف – روسيا)، معالجة بصرية لأسطورة غوته.

2012: Pietà (كيم كي-دوك – كوريا الجنوبية)، دراما قاسية تُسجل فوزًا تاريخيًا للسينما الكورية.

2013: Sacro GRA (جيانفرانكو روسي – إيطاليا)، أول فيلم وثائقي يحصد الجائزة.

2015: From Afar (لورنزو فيغاس – فنزويلا)، أول فيلم من أمريكا اللاتينية يفوز.

2018: Roma (ألفونسو كوارون – المكسيك)، أول إنتاج لنتفليكس يفوز، مثيرًا جدلًا حول مستقبل السينما.

2021: L'Événement (أودري ديوان – فرنسا)، فيلم عن الإجهاض غير القانوني في الستينيات.

2022: All the Beauty and the Bloodshed (لورا بويتراس – الولايات المتحدة)، ثاني فيلم وثائقي يفوز.

2024: The Room Next Door (بيدرو ألمودوفار – إسبانيا)، دراما عاطفية عززت مكانة المخرج الإسباني.

هذه الأفلام لم تكتفِ بالفوز، بل ساهمت في إعادة تعريف السينما من خلال تنوعها الثقافي والفني.

تنوع جغرافي وفني يعكس روح المهرجان

منذ 1949، مُنح الأسد الذهبي لنحو 60 فيلمًا، مع تنوع جغرافي ملحوظ:

إيطاليا: أكثر الدول فوزًا، مع أفلام مثل The Great War (1959) وSacro GRA (2013).

الولايات المتحدة وفرنسا: حضور قوي، مع أفلام مثل Brokeback Mountain وL'Événement.

آسيا: شهدت صعودًا في الألفية الجديدة، مع فوز كوريا الجنوبية (2012)، والصين (2006).

أمريكا اللاتينية: برزت مع فوز فنزويلا (2015) والمكسيك (2018).

من حيث الأنواع:

الدراما تهيمن بنسبة تقارب 70% من الأفلام الفائزة.

الأفلام الوثائقية، مثل Sacro GRA (2013) وAll the Beauty and the Bloodshed (2022)، سجلت حضورًا نادرًا.

الأفلام التجريبية مثل Faust (2011) أثبتت قدرة المهرجان على احتضان الأعمال غير التقليدية.

المواضيع الاجتماعية (الهوية، العنف الأسري) تحظى باهتمام لجان التحكيم.

من فينيسيا إلى هوليوود.. الطريق إلى الأوسكار

حوالي 30% من الأفلام الفائزة بالأسد الذهبي في القرن الـ21 رُشحت أو فازت بجوائز الأوسكار، مما يجعل الجائزة مؤشرًا مبكرًا لموسم الجوائز.

من الأمثلة:

Brokeback Mountain (2005)

The Shape of Water (غوليرمو ديل تورو – 2017)

Nomadland (كلوي جاو – 2020)

Roma (2018)

جدل لا ينتهي.. الأسد الذهبي والخيارات الجريئة

الأسد الذهبي لم يخلُ من الجدل. ففوز فيلم Roma في 2018 أثار نقاشات حول دور منصات البث الرقمية في السينما التقليدية.

كذلك، اختيارات لجنة التحكيم في بعض السنوات اقارت الكثير من الجدل، مثل تفضيل أفلام تجريبية على أعمال تجارية، وكلها قرارات أثارت انقسامات بين النقاد والجمهور.

النساء وصناعة التاريخ

رغم هيمنة المخرجين الرجال على الجائزة، شهدت العقود الأخيرة صعودًا للنساء. تشكل المخرجات الفائزات أقل من 10% من إجمالي الفائزين، لكن إنجازاتهن لافتة:

صوفيا كوبولا (Somewhere – 2010)

أودري ديوان (L'Événement – 2021)

لورا بويتراس (All the Beauty and the Bloodshed – 2022)

تكريم الكبار.. الأسد الذهبي الفخري

منذ عام 1970، يمنح المهرجان الأسد الذهبي للمسيرة الفنية لتكريم رموز السينما. من أبرز المكرّمين:

2003: منحت الجائزة الفخرية للنجم العالمي عمر الشريف تكريماً لمسيرته السينمائية الخالدةإنغمار بيرغمان (1971)

شارلي شابلن (1972)

جولي آندروز (2019)

كيم نوفاك وفيرنر هرتزوج (2025)

هذه الجائزة تكمل مكانة الأسد الذهبي وتؤكد دور المهرجان في الاحتفاء بالإبداع طويل الأمد.

نحو المستقبل

مع افتتاح الدورة الـ82 (27 أغسطس - 6 سبتمبر 2025)، يترقب العالم اختيارات جديدة تعكس تنوع السينما العالمية، مع أفلام مثل Father Mother Sister Brother لجيم جارموش في المنافسة. ويبقى الأسد الذهبي رمزًا للإبداع والابتكار، يجمع بين تراث فينيسيا وطموح السينما العالمية.

 

سيدتي نت السعودية في

27.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004