ملفات خاصة

 
 
 

فينيسيا 2025..

تكريم للشغف السينمائي والتجريب الجريء

فينيسيا -عرفان رشيد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

جائزة Campari Passion for Film للأميركي جوس ڤان سانت 

وعرض عالمي أول لـDead Man’s Wire

أعلنت بينالي فينيسيا وشركة Campari عن منح المخرج الأميركي جوس ڤان سانت جائزة Campari Passion for Film، في الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي للفن التي تُقام في جزيرة الليدو من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025.

وتأتي هذا الجائزة احتفاءً بشغف ڤان سانت الإبداعي وقدرته على الجمع بين الرؤية الفنية الجريئة والتواصل الحي مع الجمهور، بانسجامه الكامل مع الأهداف التي أُطلقت من أجلها قبل سبع سنوات في فينيسيا، إذْ لم تُصمَّم لتكون وساماً تكريمياً يُمنح عند نهاية المسيرة، بل هي اعتراف بديناميكية الشغف الفني، وبقدرة المبدعين على تحويل الرؤية إلى طاقة متوهجة داخل الفيلم؛ ولهذا السبب وقع الاختيار هذه السنة على ڤان سانت، الذي لم يتوقف يوماً عن التجديد، وتأكيداً على التزام الجائزة المتواصل بدعم المحترفين الذين يمنحون السينما طابعها الخلّاق.

وسيُقام حفل تسليم الجائزة الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 في "قصر السينما" (Sala Grande) قبيل العرض العالمي الأول لفيلم ڤان سانت الجديد Dead Man’s Wire، وهو فيلم خارج المسابقة من إنتاج الولايات المتحدة ومدته 105 دقائق، من بطولة بيل سكارسجارد، وداكر مونتجومري، وكولمان دومينجو، وكاري إلويس، ومايالا، وآل باتشينو.

السينما شغف لا ينضب

وأعرب جوس ڤان سانت عن امتنانه "لهذه الالتفاتة"، وقال: "إنها تعني لي الكثير، ليس فقط للاعتراف بعملي، بل للدعم الذي يُقدّم إلى إحدى أعرق المؤسسات السينمائية في العالم".

وأضاف: "إنه امتياز حقيقي أن أكون جزءاً من هذا التقليد، وأقدّر بشدة الشغف الذي يكرسونه للأفلام".

ووصف مدير للمهرجان ألبيرتو باربيرا، المخرج المُكرّم بكونه "أحد الأصوات المتفردة في المشهد السينمائي المعاصر، لأنه قادر على المزاوجة ما بين نزعة مستقلة صلبة وانفتاح نادر على الجمهور"، مشيراً إلى أنه "يتنقل بحرية بين نظام هوليوود وسينما المؤلف، من دون أن يسلبه منطق وآليات الصناعة أو أن يُفرّط في رؤيته الشخصية".

وأكد باربيرا أن "ڤان سانت بعد 40 عاماً من أول أفلامه، ما يزال فناناً متوهّجاً، يُعيد ابتكار نفسه باستمرار"، والدليل هو "هذا الفيلم الجديد الرائع Dead Man’s Wire".

من هوامش المجتمع إلى الأوسكار

يُعد جوس ڤان سانت أحد أبرز رموز السينما المستقلة الأميركية منذ الثمانينيات، وتميّزت أعماله بتركيزها على الشخصيات المهمشة والمقصيّة والمراهقين الضائعين، وعلى الوحدة في المدينة والاغتراب الاجتماعي بأسلوب بصري يجمع بين التجريب، التعاطف، والتقشف السردي.

الخطوة الأولى بـ Mala Noche

بدأ مسيرته بفيلم Mala Noche عام 1985، لكنه حصد شهرة واسعة مع Drugstore Cowboy عام 1989، الذي نال 4 جوائز Independent Spirit في العام التالي.

ثمّ جاء الفيلم الذي كرسّه عالمياً، My Own Private Idaho (1991) وكان من بطولة ريڤر فينيكس وكيانو ريفز، وعُرض في مهرجان فينيسيا حيث فاز فينيكس بجائزة "كأس ڤولپي" لأفضل تمثيل.

في 1997، أنجز ڤان سانت Good Will Hunting، الذي نال أوسكارَين: أفضل ممثل مساعد لـ"روبن ويليامز"، وأفضل سيناريو أصلي لـ"مات ديمون" و"بِنْ آفليك"، ثمّ نال السعفة الذهبية وجائزة أفضل إخراج في مهرجان كان 2003 عن فيلم Elephant، المستوحى من مجزرة مدرسة كولومباين.

وفي 2008، عاد بأحد أبرز أفلامه السياسية Milk، عن ناشط الحقوق المدنية هارڤي ميلك، الذي فاز بجائزتي أوسكار: أفضل ممثل رئيسي لـ"شون پِن"، وأفضل سيناريو أصلي.

آخر أفلامه قبل Dead Man’s Wire كان Don’t Worry، من بطولة جواكين فينيكس وجونا هيل، وقد عُرض في مهرجان برلين عام 2018.

جديده عن الهوَس الاجتماعي والعدالة الذاتية

فيلم Dead Man’s Wire يستند إلى حادثة حقيقية وقعت عام 1977، حين أقدم توني كيريتسِس، وهو وكيل عقاري سابق، على احتجاز سمساره كرهينة بعدما شعر أن مؤسسته المصرفية احتالت عليه.

واستخدم كيريتسِس بندقية مقطوعة الفوهة ربطها إلى عنق الرهينة بآلية يمكن أن تقتله فوراً إذا ما أقدمَ على أي حركة. لم تكن مطالبه بسيطة، "5 ملايين دولار، وحصانة كاملة، واعتذار علني".

كتب سيناريو الفيلم أوستن كولودني، ويجمع ما بين التشويق النفسي والدراما السياسية والاجتماعية، ليضيف إلى مسيرة ڤان سانت عملاً جديداً يحمل توقيعه البصري وتأملاته العميقة في العنف الأميركي والعدالة الشعبية.

سينمائي لا يهدأ

ما يميّز جوس ڤان سانت ليس فقط بصمته الجمالية أو اختياراته الجريئة، بل كونه سينمائياً لا يكرر نفسه، بل هو دائم الشغف بالتغيّر، ومفتون بالتجريب، وحاضر بقوة على أكثر من جبهة: "السينما، والرسم، والتصوير الفوتوجرافي، والموسيقى".

وفي فينيسيا 2025، لا يعود إلينا فقط كمُكرّم، بل كصانع فيلم حيوي، يعيد تأكيد حضوره كأحد أبرز الأصوات في السينما المعاصرة.

 

الشرق نيوز السعودية في

01.08.2025

 
 
 
 
 

أفلام كورية تضيء مهرجان تورنتو والبندقية السينمائيين 2025

طارق البحار

يستعد عشاق السينما الكورية لعام حافل على صعيد المهرجانات العالمية، حيث ستعرض 4 أفلام كورية جديدة هي: "Project Y"، "The Ugly"، "Good News"، و"No Other Choice" في عرضها الأول ضمن فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي (TIFF) ومهرجان البندقية السينمائي الدولي لعام 2025. هذه الأفلام الواعدة تستعد لإحداث ضجة كبيرة في المشهد السينمائي العالمي.

يُتوقع أن يقدم عام 2025 قصصاً كورية قوية مباشرة إلى أكبر المهرجانات العالمية. هذه العناوين البارزة، بما في ذلك "Project Y"، "The Ugly"، "Good News"، و"No Other Choice"، تستعد لإبهار الجماهير في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي (TIFF) 2025 ومهرجان البندقية السينمائي الدولي 2025.

تُظهر هذه الأفلام التأثير المتزايد للسينما الكورية وتَعِد باهتمام وتقدير دوليين كبيرين. يعرض وجودها في مهرجاني تورنتو والبندقية جودة وتنوع السرد القصصي الكوري - من أفلام الإثارة النوار المشوقة إلى الدراما المكثفة.

سيُسلط مهرجان تورنتو الضوء على أفلام النوار الكورية والروايات المبتكرة، بينما يُبرز مهرجان البندقية الواقعية الاجتماعية والتعقيد الأخلاقي. معاً، تُؤكد هذه العروض الأولى على تأثير كوريا المتزايد وتقدم للجماهير منظورات جديدة ومقنعة في السينما العالمية.

يُقام مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2025 من 4 إلى 14 سبتمبر 2025. بينما يُقام مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2025 من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025.

"Project Y"

فيلم "Project Y" : يُعد هذا الفيلم الجريمة الكوري المثير أحد أكثر الأفلام المنتظرة هذا العام، خاصة لعشاق أفلام الإثارة والجريمة. يجمع الفيلم بين هان سو هي من مسلسل "My Name" وجيون جونغ سيو من مسلسل "Money Heist: Korea"، واعداً بكيمياء تمثيلية قوية.

تستكشف القصة الحقائق القاسية ويأس امرأتين تخططان لسرقة أموال سوداء وسبائك ذهبية مخبأة للهروب من واقعهما المؤلم. يمكن لعشاق أفلام النوار الكورية توقع قصة معقدة مليئة بالتشويق، التعقيدات الأخلاقية، والتحولات غير المتوقعة.

"The Ugly" في تورنتو

المخرج يون سانغ هو، المعروف بإخراجه المتميز في فيلمي "Train to Busan" و"Hellbound"، قدم هذا العام فيلماً آخر لا بد من مشاهدته هو "The Ugly"تتعمق القصة في لغز عائلي مظلم يمتد لـ40 عاماً. وبطولة كوون هاي هيو وبارك جونغ مين في دوري الأب والابن، ستكشف القصة عن حقائق مؤلمة.

من خلال مزج الغموض ببراعة مع العمق العاطفي، يُقدم المخرج يون سانغ هو قصة تعرف كيف تمزج الإثارة بالإنسانية. توقع أحداث من التشويق مغلفة بدراما عائلية محبوكة بإحكام.

"Good News"  في تورنتو

ينضم العمل الجديد للمخرج بيون سونغ هيون، فيلم "Good News"إلى قائمة الأفلام المعروضة في مهرجان تورنتو. معروف بإخراجه فيلم الأكشن والانتقام "Kill Bok Soon"، وقد كتب أيضاً قصة هذا الفيلم المثير.

يضم الفيلم طاقماً تمثيلياً قوياً، بما في ذلك سول كيونغ غو في دور حلّال مشاكل غامض يظهر فقط عند الحاجة لفك القضايا، وهونغ كيونغ في دور ملازم أول بالقوات الجوية، وريو سونغ بوم في دور المسؤول الحكومي الذي يقود العملية السرية.

تتكشف القصة عن عملية سرية ومريبة لهبوط طائرة مختطفة بأي وسيلة ضرورية. يقدم هذا الفيلم مطاردة مشوقة بين القط والفأر مع تشويق سياسي، في إطار يعود إلى فترة السبعينيات. الفيلم جزء من إنتاج "Netflix Original" كوري جنوبي ومن المقرر إصداره قبل نهاية عام 2025.

"No Other Choice" في البندقية

فيلم كوري آخر، "No Other Choice"، من إخراج بارك تشان ووك الشهير بفيلم "Decision to Leave"، سيُعرض ضمن المسابقة الرئيسية في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2025.

الفيلم من بطولة لي بيونغ هون وسون يي جين، ويستكشف مرونة العائلة في مواجهة الأزمات. عندما يُطرد رجل من عمله بشكل غير متوقع، يجب أن يكافح بشدة لحماية عائلته ومنزله. بفضل قصته الشيقة وممثليه من الصف الأول الذين يحيون شخصياته، سيأسر هذا الفيلم المشاهدين في قائمة البندقية المرموقة.

 

البلاد البحرينية في

03.08.2025

 
 
 
 
 

غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي

أسامة صفار

تنطلق الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في الفترة من 27 أغسطس/آب الجاري، وتستمر حتى 6 سبتمبر/أيلول المقبل 2025، وسط مشهد سينمائي دولي يتأرجح بين الأسئلة الأخلاقية والتقلبات السياسية والانشغالات البيئية. تشمل المسابقة الرسمية لهذا العام 21 فيلما من مختلف دول العالم، بينها 4 أفلام، تعكس الهم الفلسطيني والعربي.

وصرح ألبرتو باربيرا مدير المهرجان للموقع الرسمي للمهرجان أن هذه الدورة "تتحدى الشكل السينمائي المعتاد، وتحتفي بالصوت المختلف الذي يأتي من أماكن غير متوقعة"، وأضاف أن لجنة الاختيار حرصت على "تنويع الخلفيات والأساليب والتجارب التي يتبناها السينمائيون اليوم".

هند رجب.. صوت غزة

يسجل صناع السينما العرب حضورا مميزا هذا العام في فينيسيا، وذلك من خلال 4 أفلام، فلسطيني وتونسي ومغربي، وسعودي. المخرجة التونسية كوثر بن هنية تشارك في المسابقة الرسمية بفيلم "صوت هند رجب"، والذي يأتي بعد فيلمها "أربع بنات" الذي رشح لجائزة الأوسكار. ترصد كوثر جريمة قتل الطفلة الغزاوية هند رجب، البالغة من العمر 6 سنوات، والتي اغتالها الجيش الإسرائيلي في يناير/كانون الثاني 2024.

تعيد بن هنية بناء الواقعة عبر مزيج هجين من التوثيق والسرد الذي يرفض السماح باختزال موضوعه إلى إحصائيات أو مقاطع صوتية. ومن فلسطين، يشارك المخرج سعيد زاغة بفيلم "ذئاب البراري"، ليصبح أول فيلم فلسطيني قصير يُختار لمسابقة "أوريزونتي" للأفلام القصيرة في الدورة الـ82 لمهرجان البندقية السينمائي.

وتواصل المغربية مريم توزاني نجاحها بعد فيلميها "آدم" و"القفطان الأزرق"، بعمل جديد هو "شارع مالقة"، وهو فيلم درامي تدور أحداثه في مدينة طنجة، حيث تكافح إسبانية مسنة للحفاظ على منزل طفولتها في المغرب بعد أن قررت ابنتها بيعه، وتعيش ماريا إنخيليس، الأرملة الإسبانية التي تبلغ 74 من العمر، منذ وفاة زوجها بمفردها في مسقط رأسها طنجة. تقاوم ماريا قرار ابنتها ببيع شقتها التي عاشت فيها 40 عاما. وبينما تستعيد ممتلكاتها، تكتشف من جديد مشاعر لم تتوقعها. وتشارك السعودية شهد أمين بفيلم "هجرة" الذي يعد ثاني أعمالها الطويلة في قسم "تسليط الضوء" بالمهرجان، وكانت أمين قد لفتت الأنظار إليها بفيلمها الأول "سيدة البحر".

ويدور "هجرة" حول جدة تُدعى خِيرية (تؤدي دورها الممثلة خِيرية نظمي)، تنطلق في رحلة عبر الصحراء السعودية بحثًا عن حفيدتها المفقودة، بصحبة حفيدتها الصغرى جانا (تؤدي دورها لامار فدّان). تتحول الرحلة من تنقّل جغرافي بين مدن مثل الطائف ومكة والمدينة والعُلا إلى رحلة داخلية تسعى فيها الشخصيات إلى استعادة الصوت والجذور والسلطة الرمزية.

الافتتاح والمسابقة الرسمية

تضم المسابقة الرسمية للدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 23 فيلما تعد من أبرز الأعمال العالمية التي أنتجت في العام الماضي، وتنسب لكبار صناع السينما في العالم، ويُعرض فيلم "النعمة" (La Grazia) للمخرج باولو سورينتينو في ليلة الافتتاح، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة بعدد من الأفلام اللافتة، من بينها "أب وأم وأخت وأخ" (Father Mother Sister Brother) للمخرج جيم غارموش، و"بيت الديناميت" (A House of Dynamite) لكاثرين بيغلو، و"جاي كيلي" (Jay Kelly) لنوح بومباخ، و"آلة التدمير" (The Smashing Machine) لبيني صفدي.

ومن فرنسا جاء فيلم "الغريب" (L’Étranger) من توقيع فرانسوا أوزون، إلى جانب "على أعتاب العمل" (À Pied d’Oeuvre) من إخراج فاليري دونزيلي. وقدمت إيطاليا حضورا قويا بـ4 أفلام: "دوسي" (Duse) لبييترو مارسيلو، و"إليزا" (Elisa) لليوناردو دي كوستانزو، و"فيلم صُنع بشكل جيد" (Un Film Fatto Per Bene) لفرانكو ماريسكو.

أما كوريا الجنوبية، فشاركت بفيلم "لا خيار آخر" (No Other Choice) للمخرج بارك تشان ووك، فيما قدّمت الصين فيلم "الشمس تشرق علينا جميعًا" (The Sun Rises on Us All) من إخراج كاي شانغجون.

وحضرت المجر بفيلم "اليتيم" (Orphan) للمخرج لازلو نيميس، وألمانيا بفيلم "الصديق الصامت" (Silent Friend) لإيلديكو إنيدي، بينما مثّلت النرويج بفيلم "شهادة آن لي" (The Testament of Ann Lee) من توقيع منى فاستفولد، وسويسرا بفيلم "تحت الغيوم" (Sotto le Nuvole) لجيانفرانكو روسي. وشاركت تونس بفيلم "صوت هند رجب" من إخراج كوثر بن هنية، فيما مثّلت اليونان بفيلم "بوغونيا" (Bugonia) ليورجوس لانثيموس.

أما المكسيك، فشاركت بفيلم "فرانكشتاين" (Frankenstein) لغييرمو ديل تورو، وقدّمت إيطاليا أيضًا فيلمًا آخر بالتعاون مع سويسرا بعنوان "ساحر الكرملين" (The Wizard of the Kremlin) للمخرج أوليفييه أساياس، ومثّلت الصين في إنتاج مشترك مع تايوان مرة أخرى بفيلم "فتاة" (Girl) للمخرجة شو تشي.

ويرأس المخرج الأميركي ألكسندر باين لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، فيما تضم اللجنة في عضويتها 7 أسماء لامعة من مختلف أنحاء العالم، سيشرفون على اختيار الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي، ويُعتبر باين، الحائز على جائزتي أوسكار عن فئة أفضل سيناريو مقتبس لفيلميه "طرق جانبية" (Sideways) و"الأحفاد" (The Descendants)، أحد أبرز المخرجين الأميركيين. يشتهر بأسلوبه الذي يمزج بين الكوميديا السوداء والدراما الإنسانية العميقة، كما يتجلى في أحدث أعماله "المتبقون" (The Holdover) الذي فاز مؤخرا بجائزة أوسكار.

أما الأعضاء السبعة للجنة، فهم المخرج والسيناريست الفرنسي ستيفان بريزيه، الذي عُرف بأفلامه التي تتناول الواقع الاجتماعي وتأثير العولمة على الأفراد، وحصل على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية مرموقة مثل كان وفينيسيا.

ومن إيطاليا اختيرت المخرجة ماورا ديل بيرو، التي حصد فيلمها "القرمزي" (Vermiglio) جائزة الأسد الفضي والجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان فينيسيا، لتصبح بذلك أول امرأة تفوز بجائزة "دافيد دي دوناتيلو" لأفضل إخراج. واختارت إدارة المهرجان لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الروماني كريستيان مونغيو الذي يعد من أبرز صناع السينما الأوروبية المعاصرة، وقد فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه الشهير "4 أشهر، 3 أسابيع ويومان" عام 2007.

واختار المهرجان من إيران المخرج محمد رسولوف، الذي حصل على جائزة في مهرجان "كان" عن فيلمه الأخير "بذرة التين المقدس" (The Seed of the Sacred Fig)، ومن البرازيل تأتي الممثلة والكاتبة المخضرمة فيرناندا توريس، والتي حازت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان عام 1986، كما رُشحت مؤخرا للأوسكار عن فيلم "ما زلت هنا" (I’m Still Here)، كما تشارك في اللجنة الممثلة الصينية تشاو تاو، والتي اشتهرت بتعاونها مع المخرج جيا زانغ كي، وفازت بالعديد من الجوائز في مهرجانات عالمية منها شيكاغو وتورونتو.

مكرمون وضيوف شرف

يكرم المهرجان هذا العام مجموعة من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما، من خلال منحهم جوائز فخرية، وبينهم الممثلة الأميركية الأسطورية كيم نوفاك التي تمنح جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر، تُعرف نوفاك بأدوارها الكلاسيكية، خاصة في فيلمي "فيرتيغو" (Vertigo) و"رحلة" (Picnic)، وتعتبر أيقونة من أيقونات هوليود.

ويحصل المخرج الأميركي المخضرم غوس فان سانت على جائزة "كامباري شغف السينما" تقديرا لشغفه وتجربته السينمائية الجريئة، كما يُعرض فيلمه الجديد "مفتاح الرجل الميت" (Dead Man’s Wire) خارج المسابقة، وهو من بطولة بيل سكارسغارد وآل باتشينو.

ومن الولايات المتحدة أيضا، يكرم المخرج جوليان شنابل، ويُمنح جائزة "كارتييه المجد لصانع الأفلام" (Cartier Glory to the Filmmaker) تقديرا لمساهماته الأصلية في الفن السابع. ويعرض فيلمه "بين يدي دانتي" (In the Hand of Dante) الذي يجمع نجوما مثل آل باتشينو، وجيرارد بتلر، وجون مالكوفيتش.

يضم مهرجان فينيسيا العديد من الأقسام الموازية التي تتيح عرضا واسعا للأنماط السينمائية المختلفة، من بينها "فينيسيا كلاسيك"، وهو مخصص لعرض الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها مؤخرا، ويعد بمثابة احتفاء بتاريخ السينما، ويفتتح هذا العام بعرض نسخة مرممة من فيلم "كيلي الملكة" 1929 (Queen Kelly) للمخرج إريك فون شترونهايم.

ويسلط برنامج "فينيسيا سبوت لايت" الضوء على أعمال سينمائية من مختلف أنحاء العالم، ويهتم بالاكتشافات الفنية الجديدة. يختص برنامج "فينيسيا إميرسيف" بالأعمال التفاعلية، في تجربة سينمائية فريدة، بالإضافة إلى مسابقة "أوريزونتي" الدولية التي تهدف إلى إبراز التوجهات الجديدة في عالم السينما.

ويضم المهرجان فعاليتين مستقلتين تقامان بالتوازي هما "أسبوع النقاد الدولي" و"يوميات المؤلفين"، وتوفران مساحة لصناع الأفلام المستقلين لعرض تجاربهم السينمائية المبتكرة.

المصدرالجزيرة

 

الجزيرة نت القطرية في

07.08.2025

 
 
 
 
 

القضايا السياسية تفرض نفسها على شاشة مهرجان فينيسيا السينمائى

خالد محمود

الأفلام تغوص فى التحولات السياسية والصراعات الدولية ونزاعات السلطة

• «ساحر الكرملين» يسلط الضوء على صعود بوتين من الظل إلى القمة

• «صوت هند رجب» توثيق إنسانى للحرب فى غزة.. والمخرجة كوثر بن هنية: السينما قادرة على مقاومة النسيان

• «بيت من الديناميت» يرصد الانقسامات داخل الولايات المتحدة.. و«يتيم» تداعيات الانتفاضة المجرية ضد النظام الشيوعى

يعود مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى دورته الثانية والثمانين التى تُقام من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر، ليؤكد مجددًا أن السينما ليست فقط وسيلة ترفيه أومجرد نجوم كبيرة تبهرنا، بل أداة حيوية لطرح الأسئلة الكبرى التى تواجه العالم سياسيًا وإنسانيًا. حيث يحتضن برنامج المهرجان مجموعة من الأفلام التى تغوص فى عمق التحولات السياسية والصراعات الدولية، والسلطة النزاعات، العدالة الاجتماعية والعداء بين الدول من خلال رؤى سينمائية لنماذج متعددة منها قصة صعود بوتين، التوتر النووى، مأساة غزة، وثقافة الاعتراف بالقضايا الأخلاقية داخل المؤسسات، حيث تشكل هذه الدورة جسرًا بين الفن والسياسة الواقعية.

يُعد فيلم ساحر الكرملين The Wizard of the Kremlin، أحد أبرز العناوين السياسية هذا العام، للمخرج الفرنسى أوليفييه أسايس، بطولة جود لو، بول دانو، وأليسيا فيكاندر، وزاك جاليفياناكيس، توم ستوريدج.

يعيد الفيلم المُقتبس من رواية جوليانو دا إمبولى الأكثر مبيعًا، بناء المرحلة المفصلية بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، مسلطًا الضوء على الصعود السياسى لفلاديمير بوتين الذى يجسده «جود لو» من الظل إلى قمة السلطة، كما يقدم الفيلم رؤية معقدة حول العلاقة بين الإعلام، النفوذ السياسى، وأجهزة الأمن، ما يجعله عملًا سياسيًا بامتياز، متقاطعًا مع الواقع الجيوسياسى الحالى.

دراما سياسية تقدم نقدًا رمزيًا للأنظمة الاستبدادية، من خلال سياق أحداث تدور حول مخرج أفلام روسى شاب يصبح مستشارًا غير متوقع لبوتن وينتقل بين تعقيدات الماضى وفوضى العصر الجديد.

من المتوقع أن يكون فيلم «ساحر الكرملين» مثيرًا للاهتمام، لا سيما أن الفرنسى أسايس هو مخرج أعمال شهيرة أثارت جدلًا مثل «إيرما فيب» و«المتسوق الشخصى» و«كارلوس» و«ساعات الصيف».

صوت الضمير

من أبرز الأفلام الوثائقية وأكثرها إثارة للواقع السياسى والإنسانى فى غزة فيلم «صوت هند رجب» «The Voice of Hind Rajab» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذى يسرد نداءات الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال عدوان غزة فى يناير 2024. يقدم الفيلم شهادة مؤلمة عن العجز الدولى أمام مأساة مستمرة، ما يجعله صرخة سياسية ضد الاحتلال والعنف المسلّح، ونداءً للضمير العالمى.

يحكى قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، وهى تبلغ من العمر خمس سنوات، توفيت فى غارة على غزة هى وستة من أفراد عائلتها أثناء الحصار فى السيارة التى كانت عائلتها بداخلها. وقد تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالًا طارئًا من هند العالقة فى سيارة تحت نيران كثيفة فى غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما يحاولون إبقاءها على الخط، يبذلون قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها.

يستخدم الفيلم التسجيلات الصوتية الحقيقية لمركز الهلال الأحمر، ما يمنحه وقعًا إنسانيًا مؤثرًا وقوة سياسية مميزة، فهو يقدم شهادة مؤلمة عن العجز الدولى أمام مأساة مستمرة، ما يجعله صرخة سياسية ضد الاحتلال والعنف المسلّح، ونداءً للضمير العالمى.

رئيس مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا وصفه بأنه فيلم مؤثر يعتقد أنه سيثير إعجاب الجمهور والنقاد، على حد سواء.

وقالت المخرجة كوثر بن هنية، إنها صادفت قصة هند رجب لأول مرة أثناء حملة جوائز فيلمها الروائى الطويل «أربع بنات» الذى عُرض فى مهرجان كان السينمائى عام 2023، وفاز بجائزة الفيلم الوثائقى، ثم رُشِّح لجائزة الأوسكار عام 2024.

بدأت القصة عندما كنت فى خضم حملة ترويج الأوسكار لفيلم «أربع بنات»، ثم، أثناء توقفى فى مطار لوس أنجلوس الدولى، انقلب كل شىء رأسًا على عقب.. سمعتُ تسجيلًا صوتيًا لهند رجب، وهى تتوسل للمساعدة، حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. شعرت على الفور بمزيج من العجز والحزن الشديد.. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تهتز تحتى.. لم أستطع الاستمرار كما خططت.

تواصلت مع الهلال الأحمر وطلبت منهم سماع التسجيل الصوتى كاملًا، كان مدته حوالى 70 دقيقة، وكان مُريعًا، بعد الاستماع إليه، أدركتُ، دون أدنى شك، أننى يجب أن أتخلى عن كل شىء آخر، كان علىّ أن أصنع هذا الفيلم.

تحدثتُ مطولًا مع والدة هند، ومع الأشخاص الذين كانوا على الطرف الآخر من المكالمة، والذين حاولوا مساعدتها. استمعتُ، بكيت، وكتبتُ.

ثم نسجتُ قصة حول شهاداتهم، مستخدمة التسجيل الصوتى الحقيقى لصوت هند، وصوّرتُ فيلمًا فى موقع واحد، حيث يبقى العنف بعيدًا عن الشاشة. كان هذا خيارًا مقصودًا، لأن صور العنف فى كل مكان على شاشاتنا، ومساراتنا الزمنية، وهواتفنا.

ما أردته هو التركيز على ما هو غير مرئى: الانتظار، والخوف، وصوت الصمت الذى لا يُطاق عند غياب المساعدة. أحيانًا، ما لا تراه يكون أشد وطأة مما تراه.

وأضافت بن هنية: جوهر هذا الفيلم بسيط للغاية، ويصعب العيش معه.. فأنا لا أستطيع تقبل عالم يطلب فيه طفل المساعدة ولا أحد يستجيب.

هذا الألم، هذا الفشل، ملك لنا جميعًا.. وهذه القصة ليست عن غزة فحسب، بل تُعبّر عن حزن عالمى، وأعتقد أن الخيال (خاصة عندما يستمدّ من أحداث حقيقية مُوثّقة ومؤلمة) هو أقوى أدوات السينما.. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة، السينما قادرة على حفظ الذاكرة. وقادرة على مقاومة النسيان.. لم أتخيل قطّ أنه من الممكن إنجازالفيلم من البداية إلى النهاية فى ١٢ شهرًا فقط.

وأضافت بن هنية: فى قلب هذا الفيلم شيء بسيط للغاية، يصعب التعايش معه. لا أستطيع تقبّل عالم يستغيث فيه طفل ولا أحد يستجيب.. هذا الألم، هذا الفشل، ملك لنا جميعًا. هذه القصة لا تقتصر على غزة، بل تحكى حزنًا عالميًا. وأعتقد أن الخيال (خاصة عندما يستمد من أحداث حقيقية مؤلمة وموثقة) هو أقوى أدوات السينما. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة السينما قادرة على حفظ الذاكرة، قادرة على مقاومة النسيان.

«بيت من الديناميت»

تتناول المخرجة كاثرين بيجلو فى فيلمها «بيت من الديناميت A House of Dynamite» موضوعًا شائكًا، وهو التهديد النووى والصراع بين القوى الكبرى.

العمل يُحاكى أزمة خيالية، لكن إسقاطاته على الواقع السياسى الحالى، خاصة بين روسيا والغرب، واضحة. فهو يوظّف الإثارة لخدمة نقد سياسى خفى حول هشاشة التوازن العالمى وخطر قرارات الزعماء التى تتلاعب بمصير دول.

تتناول المخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار أزمة تنطلق بوادرها عندما يُطلق صاروخ واحد غير مُنسَب إلى جهة محددة على الولايات المتحدة، ليبدأ سباق لتحديد المسئول وكيفية الرد.

مستعرضة صورة مجتمع سياسى امريكى مهدّد بالانقسام والتوترات الاجتماعية، ومن يملك النفوذ فى واشنطن.

الفيلم من بطولة إدريس إلبا، ريبيكا فيرجسون، جابرييل باسو، جاريد هاريس، تريسى ليتس، أنتونى راموس، موسى إنجرام، جونا هاور كينج، جريتا لى وجيسون كلارك.

«النعمة»

يقدم المخرج باولو سورّينتو فيلمه «La Grazia» (النعمة)، والذى يفتتح مهرجان فينيسيا من بطولة تونى سيرفيلو، وآنا فيرزيتى، وماسيمو فينتورييلو، وهو فيلم يتناول علاقة عاطفية غامضة لرئيس وزراء إيطالى خلال أيامه الأخيرة فى الحكم، ورغم الطابع الرومانسى، يطرح الفيلم تساؤلات سياسية حول السلطة، القيادة، والذاكرة الوطنية، فى ظل تحولات أوروبا السياسية المعاصرة.

تأتى عودة باولو سوريتينو الفائز بالاوسكار عن «الجمال العظيم» إلى المنافسة مع فيلم من المقرر أن يترك بصمته لأصالته وتناغمه القوى مع الحاضر.

فى حديثه عن فيلمه الجديد قال المخرج: «على مدى العشرين عامًا الماضية، كنتُ أنا وتونى سيرفيلو نتحدث عن إنتاج فيلم رومانسى. والآن، حان الوقت، وجدنا أخيرًا الأسلوب الأمثل لنقل الحب على الشاشة الكبيرة».

«بعد المطاردة»

فى فيلمه الجديد «بعد المطاردة After the Hunt»، يقدم المخرج لوكا جوادانيينو قصة أستاذة جامعية تواجه تحقيقًا داخليًا إثر اتهامات أخلاقية. يعكس الفيلم أصداء حركة #MeToo وتأثيرها على المؤسسات الأكاديمية، طارحًا تساؤلات سياسية واجتماعية حول مفهوم «ثقافة الإلغاء»، والعدالة داخل مجتمعات النخبة.

الفيلم دراما نفسية مشوقة وفق حبكة معقدة، نرى فى أحداثه أستاذة جامعية (جوليا روبرتس) تجد نفسها عند مفترق طرق شخصى ومهنى عندما يوجه طالب متفوق (آيو إيديبيرى) اتهامًا ضد أحد زملائها (أندرو جارفيلد)، ويهدد بكشف سر مظلم من ماضيها بالخروج إلى النور. شعار الفيلم هو: «ليس كل شىء يُفترض أن يُشعرك بالراحة».

«جاى كيلى»

يقدم المخرج نوح بومبايخ فى فيلمه «جاى كيلى» كوميديا درامية ذات خلفية سياسية، تعكس أزمات الهوية والسلطة خلال أزمة منتصف العمر لمجموعة أفراد ضمن مؤسسات أمريكية نخبوية، بما يعكس الضغوط الاجتماعية والسياسية المعاصرة، وذلك من خلال قصة الممثل السينمائى الشهير جاى كيلى (جورج كلونى) ومدير أعماله المُخلص رون (آدم ساندلر)، وهما ينطلقان فى رحلة عاصفة وعميقة بشكل غير متوقع عبر أوروبا. وفى خضمّ هذه الرحلة، يُجبر الرجلان على مواجهة الخيارات التى اتخذاها، وعلاقاتهما مع أحبائهما، والإرث الذى سيتركانه وراءهما.

تحدث كلونى، الحائز على جائزتى أوسكار، لمجلة فانيتى فير عن كيف مثّل دور نجم سينمائى مُسنّ فى فيلم «جاى كيلى» رمزًا لتحول فى مسيرته المهنية.

وقال: «عندما تكون ممثلًا فى سنى، فإن العثور على أدوار كهذه ليس أمرًا شائعًا. إذا لم تستطع التصالح مع التقدم فى السن، فعليك ترك هذا المجال والاختفاء. أنا الآن الشخص الذى عندما أطارد شخصًا سيئًا، يكون الأمر مضحكًا - وليس مُثيرًا للتشويق».

«الغريب»

وعلى شاشة المهرجان نرى فيلم «الغريب» للمخرج الفرنسى فرانسوا أوزون، وبطولة بنجامين فويسن، ريبيكا ماردر، بيير لوتين، دينيس لافانت، سوان أرلود.

الفيلم مستوحى من رواية الأديب ألبير كام والصادرة عام ١٩٤٢، ويغوص فى عوالم الاستعمار، العدالة والسيطرة فى الجزائر خلال ثلاثينيات القرن العشرين، بمنظور فلسفى وسياسى قوى.

الرواية تدور أحداثها فى الجزائرالفرنسية عام 1938، حول «مورسو» شاب فرنسى فى الثلاثين من عمره منعزل يُظهر لامبالاته التامة بالحياة، ويؤدى انفصاله العاطفى إلى جريمة قتل، حيث يقتل رجلًا عربيًا مجهول الهوية فى الجزائر بعد أسابيع من جنازة والدته، وتستكشف المحاكمة التى تلت ذلك الجريمة وشخصيته خلال السرد.

«السلطة والهوية الوطنية»

بينما يستعرض المخرج لازلو نيميس بالفيلم الدرامى التاريخى «يتيم»، تداعيات الانتفاضة المجرية ضد النظام الشيوعى فى بودابست من خلال قصة صبى مجرى ينشأ فى أعقاب ثورة 1956، مع سرد يطرح فجوة الذاكرة التاريخية والعلاقة مع السلطة والهوية الوطنية، حيث يكتشف الصبى الصغير اندرو حقيقة بقاء والدته على قيد الحياة فى الحرب العالمية السابقة، عندما يظهر رجل من ماضى والدته ويكتشف القصة الحقيقية لنجاتها خلال الحرب، ويتعين على أندور أن يتصالح مع هذا الرجل كأب مُستبدٍّ لا يكنّ له سوى الكراهية.

الفيلم إنتاج مشترك بين المجر وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بطولة بويتورجان باراباس، وجريجورى جادبوا، وأندريا واسكوفيتش، وكما فى فيلميه السابقين، «غروب الشمس» (2018) و«ابن شاول» (2015)، شارك نيميس فى كتابة السيناريو مع كلارا روير.

«الطبيعة والذاكرة الجماعية»

ويأتى فيلم «الصديق الصامت» للمخرجة إيلديكو إنيدى، الحائزة على جائزة الدب الذهبى والمرشحة لجائزة الأوسكار عن فيلم «الجسد والروح»، وهو فيلم فلسفى رمزى يروى قصة شجرة عجوز فى حديقة نباتية ترصد البشر عبر الزمن وتروى حكاياتهم من خلال ثلاث قصص مترابطة بشكل غير مترابط فى عصور مختلفة: ١٩٠٨، ١٩٧٢، ٢٠٢٠، مسلطًا الضوء على العلاقة بين الطبيعة والسلطة والذاكرة الجماعية.

الفيلم بطولة تونى ليونج تشيو واى، لونا ويدلر، إنزو بروم.

«وصية آن لى»

فى فيلم «وصية آن لى» للمخرجة مونا فاستفولد، نرى دراما موسيقية سياسية عن قائد أمريكى فى القرن الثامن عشر، تعبّر عن الصراع بين الحرية الفردية والمجتمع المؤسساتى والنظام السياسى الناشئ آنذاك.

الفيلم بطولة أماندا سيفريد فى دور آن لى، الزعيمة المؤسسة لطائفة الشاكرز الدينية فى القرن الثامن عشر. وقد وصفته فاستفولد بأنه «مذهل حقًا».

«آلة التحطيم»

ويجئ فيلم «آلة التحطيم» اخراج بينى صفدى ليس فقط فيلمًا عن مصارع MMA، بل أيضًا تأمل فى نظام القوة، الطموح، والعلاقات المؤسسية فى أمريكا، مع نقد ضمنى للنظام السياسى والثقافى الذى يستغل الأفراد فى سبيل النجاح والشهرة.

ما يميز مهرجان فينيسيا 2025 هو توازن ذكى بين اللغة السينمائية العالية والرسائل السياسية الجريئة. فبدلًا من الطرح المباشر، اختار صناع الأفلام هذا العام أسلوبًا أكثر تعقيدًا: تقديم السياسة من خلال التجربة الشخصية، الذاكرة، أو الرمزية. وقد مثّلت هذه الأفلام مرآة للعالم المعاصر، بما فيه من صراعات على النفوذ، أزمات هوية، وتوترات دولية متزايدة.

ولعلّ مهرجان فينيسيا بهذا التوجه يذكّرنا بأن الفن لا يمكن أن يكون محايدًا، خصوصًا فى عالم يتغير بتسارع، ويتعرض فيه الإنسان باستمرار لمتغيرات ومنحنيات كبيرة بين حروب نفسية.

 

الشرق المصرية في

09.08.2025

 
 
 
 
 

بـ 12 فيلماً حظيت بدعم المؤسسة

الدوحة للأفلام تسجّل مشاركة قياسية في البندقية السينمائي الدولي

البلاد/ مسافات

تواصل مؤسسة الدوحة للأفلام ترسيخ مكانتها المميزة كقوة دافعة في المشهد السينمائي العالمي مع تسجيل مشاركة قياسية تتمثل بـ 12  فيلماً حظيت بدعم المؤسسة في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، التي تقام في الفترة من 27 أغسطس إلى 9 سبتمبر 2025.

تمثل هذه الأفلام قصصاً جريئة ومتنوعة وآنية من العالم العربي وخارجه، لتجسّد حضور المؤسسة في أبرز أقسام المهرجان وأكثرها تنافسية وتأثيراً، بما في ذلك المسابقة الرسمية، أسبوع النقاد، أيام المؤلفين، وفاينال كت في البندقية وجسر الإنتاج في البندقية.

يعكس هذا الحضور القوي التزام المؤسسة الراسخ بدعم السرديات الأصيلة وذات التأثير العابر للحدود، وتمكين صُنّاع الأفلام المستقلين ممن قد لا تصل أصواتهم إلى العالم بدون هذا الدعم. كما تظهر الأفلام المختارة عمق وتنوع وأهمية الحضور العالمي المتنامي للأعمال التي تدعمها المؤسسة والتي تقدمها الأصوات الصاعدة والمخرجين العالميين البارزين على حدّ سواء.

في هذا السياق، صرّحت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "إنّ هذا الحضور البارز لـ 12 فيلماً حصلت على دعم من المؤسسة في مهرجان البندقية السينمائي خير دليل على رسالتنا الهادفة إلى الارتقاء بسرديات جريئة وملهمة يقدمها صناع الأفلام الذين لا تُسمع أصواتهم في أكثر الأوقات. فهذه الأفلام تنبض بالحقيقة والصمود والرؤية، وتتحدث إلى العالم متخطية حواجز والثقافات والمفاهيم المختلفة. وما يضفي على اختيار هذا العام قيمة خاصة هو مشاركة مواهب قطرية محلية، ما يعكس افتخارنا بالتميز الإبداع المتنامي من داخل مجتمعنا. فدورنا لا يقتصر على دعم صُنّاع الأفلام، بل يتعداه إلى تمكين قصص تتحدى المألوف وتلهم الآخرين وتوسع آفاق الحوار السينمائي العالمي. إنّ هذا الإنجاز يؤكد مجدداً على مدى تأثير المؤسسة في تشكيل مشهد سينمائي أكثر توازناً وتمثيلاً."

الأفلام المشاركة في مختلف أقسام المهرجان هي:

ضمن المسابقة الرسمية لجائزة الأسد الذهبي، يشارك فيلم "صوت هند رجب" (تونس/فرنسا) للمخرجة الحائزة على الجوائز كوثر بن هنية، ويقدم تصويراً مؤثراً لمعاناة الطفلة هند رجب (5 سنوات)، التي قُتلت برفقة عائلتها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويُعد الفيلم، وهو مشروع تمويل مشترك مع مؤسسة الدوحة للأفلام، عرضاً عالمياً أولاً في مهرجان البندقية السينمائي وإدانة مروّعة لتكلفة الحرب على الإنسان.

ضمن قسم العروض خارج المسابقة في فئة الأفلام غير الروائية، يُعرض فيلم "بابا والقذافي" (ليبيا/الولايات المتحدة/قطر) للمخرجة جِيهان الكيخيا، وهو عمل شخصي عميق يوثّق رحلة المخرجة في كشف الحقيقة وراء اختفاء والدها خلال حكم القذافي.

"ذكرى" (روسيا/فرنسا/هولندا/قطر) للمخرجة فلادلينا ساندو، وهو عمل سينمائي يتناول صدمات حرب الشيشان، حيث تستعيد المخرجة ماضيها من خلال الفن.

"نجوم الامل والألم" (لبنان/الولايات المتحدة/ألمانيا/المملكة العربية السعودية/قطر) من إخراج سيريل عريس، يسرد قصة حب تمتد لعقود تدور أحداثها في بيروت، وسط مشهد متغير من المآسي والصمود.

"هدوء نسبي؟" (لبنان/فرنسا/قطر) للمخرجة لانا ظاهر، يستكشف الهوية اللبنانية عبر سبعة عقود من الثقافة الشعبية والسياسة والذاكرة الجماعية.

"ملكة القطن" (السودان/ألمانيا/فرنسا/فلسطين/مصر/قطر) للمخرجة سوزانا ميرغني يتتبع قصة المراهقة نفيسة التي تصبح محور صراع على البذور المعدلة وراثياً لتحديد مستقبل قريتها، في عمل يمزج بين النقد البيئي ودراما البلوغ.

"رقية" (الجزائر/فرنسا/المملكة العربية السعودية/قطر) للمخرج يانيس كوسيم تدور أحداثه في عام 1993، ويستكشف الصدمات وسبل التعافي من خلال قصة زمنية مزدوجة تتناول فقدان الذاكرة والرقية الشرعية ومخاوف الأجيال.

تعرض مؤسّسة الدوحة للأفلام في إطار منصّة الأفلام لمهرجان البندقية المخصّصة للأفلام الإفريقية وبعض دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مرحلة ما بعد الإنتاج فيلمين حصلا على دعم من المؤسسة:

"المحطة" (اليمن/الأردن/فرنسا/ألمانيا/هولندا/النرويج/قطر) للمخرجة سارة إسحاق، وتدور أحداثه في محطة وقود مخصصة للنساء فقط في اليمن الذي مزقته الحرب، حيث يواجه ثلاثة أشقاء خيارات مستحيلة.

"مشروع بلا عنوان من اليمن" (اليمن/النرويج/فرنسا/قطر) للمخرجة مريم الذبحاني، وهو فيلم وثائقي خام يستكشف مفاهيم البقاء والذاكرة وهشاشة مفهوم الوطن في ظل الصراع.

جسر الإنتاج في البندقية:

تم اختيار ثلاثة أفلام حصلت على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام للمشاركة في هذه المنصة الحيوية للإنتاج المشترك والتمويل:

"صوت الصمت" (لبنان/فرنسا/اليونان/المملكة المتحدة/قطر) للمخرجة جويْس نشواتي، وهو فيلم رعب مثير تدور أحداثه في اليونان خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث تواجه شابتان طائفة موت أثناء لجوئهما إلى دير.

"طرفاية" (المغرب/فرنسا/بلجيكا/قطر) للمخرجة صوفيا علوي، وهو حكاية خيال علمي عن وباء غامض يصيب الناس بنوم عميق، ويدفع إلى رحلة بحث عن الحقيقة وروابط إنسانية جديدة.

"الجمل المفقود" (المغرب/فرنسا/السنغال/موريتانيا/قطر) للمخرج شيخ نداي، وهو عمل يمزج بين الفولكلور والسياسة في رحلة رجل يسعى لاستعادة نسبه الملكي بينما يواجه إرث الاستعمار.

من خلال هذه الأفلام الجريئة والمتنوعة، تسجل مؤسسة الدوحة للأفلام إنجازاً جديد في مسيرتها الحافلة في مهرجان البندقية السينمائي، وتجدد تأكيد دورها العالمي الذي يشكل دافعاً قوياً للسينما التحويلية. فمن خلال إبراز قصص من مناطق غالباً ما يتم تجاهلها في الإعلام السائد، تواصل المؤسسة دعم أصوات جريئة تلقى صدىً عالمياً لتعيد تشكيل مشهد السرد القصصي العالمي.

 

البلاد البحرينية في

13.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004