ملفات خاصة

 
 
 

"فينيسيا 82":

تغييرات طفيفة لا تحجب فرادة المهرجان

محمد هاشم عبد السلام

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

قبل إعلان ألبيرتو باربيرا، المدير الفني لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي"، أفلام الدورة 82 (27 أغسطس/آب ـ 6 سبتمبر/أيلول 2025)، تساءلتُ بدهشة: إنْ كانت أفلام لوكا غوادانينو وغاس فان سانت وجوليان شنايبل وصوفيا كوبولا وفيرنر هيرتزوغ وألكسندر سوكوروف وغيرهم ستعرض خارج المسابقة، فماذا هناك للمسابقة الرئيسية؟

بعد دقائق قليلة، اختتم باربيرا إعلانه ببرمجة أفلامٍ لإليديكو إنييدي وجيم جارموش ويورغوس لانتيموس وغييرمو دِلْ تورو وكاترين بيغولو ولازلو نيميش وباولو سورينتينو، وغيرهم، لتتفاقم الدهشة من قدرة الرجل، في سنوات قليلة، على جذب كلّ هذه الأفلام والأسماء والنجوم، مُؤكّداً تفوّق المهرجان على نفسه، وعلى غيره، دورة تلو أخرى، ليصبح "فينيسيا" بإدراته، وبجدارة، الأهمّ والأكثر فنيّة ومصداقية.

بعيداً عن برمجته المسابقة الرئيسية، ستشهد منافسة "شرسة" لأسماءٍ مُكرّسة وأخرى طامحة، وبخلاف قوّة البرمجة وتنوّعها في مختلف الأقسام، هناك تغييرات مُفاجئة وغير مُعلنة مسبقاً، أوّلها إلغاء قسم "آفاق إكسترا"، المُدَشَّن في الدورة 77 (عام 2020)، والمُقام أصلاً بوصفه جزءاً من تطوير قسم "آفاق".

في إعلان "آفاق إكسترا"، قيل يومها إنّه سيُركّز على أفلامٍ تُظهر تجريباً وتنوّعاً في الأسلوب والرؤية، وذات مواضيع غير تقليدية، وإنّه يُفسح مجالاً لأعمال روائية ووثائقية غير كلاسيكية، كما خُصّصت به جائزة تُمنح بناءً على تصويت الجمهور.

المُثير أنّ "آفاق إكسترا" نفسه حَلّ محلّ قسم "سكونفيني (Sconfini)"، الذي أُنشئ عام 2018 لعرض أفلامٍ طليعية وتجريبية، أو هجينة، أو منتمية إلى "آرت هاوس"، أو سلاسل تلفزيونية. ألغي القسم في دورة عام 2020 بسبب الإجراءات المرتبطة بتفشّي كورونا، وضرورة تقليص برنامج العروض لإتاحة المقاعد لأفلام الأقسام الرئيسية فقط. ثمّ أُلغِيَ "سكونفيني" عام 2021، واستُبدِل بـ"آفاق إكسترا"، مع الاحتفاظ ببعض خصائص القسم المُلغى، والتركيز على أنْ تزيد مدّة الأفلام المعروضة عن 60 دقيقة، وألّا يتجاوز عدد أفلامه 10.

هذا العام، تغيّر فجأة عنوان "آفاق إكسترا" (مع الإبقاء على مقوّماته وسماته وعدد أفلامه)، فأصبح "أضواء فينيسيا"، وهذا من دون سبب أو مبرّر. المثير أنّ غالبية الأفلام المختارة للقسم (ثمانية ـ تسعة أفلام فقط)، لا تتوفّر فيها العناصر المُعلَنة، أو التي تستهدفها برمجته، فغالبيتها ذات طابع كلاسيكي، ما يدعو إلى التساؤل عن آلية برمجتها، أو تدشين القسم نفسه، المُتغيّر عنوانه أكثر من مرّة.

هذا يؤكّد طبيعة الأفلام العربية المعروضة فيه منذ إطلاقه، كـ"جنائن معلّقة" (2022) للعراقي أحمد الدراجي، و"نزوح" (2022) للسورية سؤدد كعدان، وأخيراً "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" (2024) للمصري خالد منصور.

كما تمّ تغيير اسم قسم "عروض خاصة"، المُدرج "خارج المسابقة"، وبات عنوانه "عروض سينمائية وموسيقية خاصة خارج المسابقة"، ما يُثير تساؤلات عدّة عن إلغاء قسم، وتغيير عنوان آخر، أو ماهية برمجة قسم فرعي للعروض الخاصة به (أربعة أفلام فقط).

وفقاً للتقسيم الجديد، أصبحت البرامج/الأقسام الرئيسية سبعة: المسابقة الرئيسية، خارج المسابقة، آفاق، أضواء فينيسيا، كلاسيكيات فينيسيا، أفلام الواقع الافتراضي، أفلام بينالي الجامعات. إضافة إلى تظاهرتين فرعيتين: "أسبوع النقّاد"، و"أيام المؤلّفين".

مُتغيّرات أخرى: وَقْف التعاون مع لورينزو ماتوتي، الفنان التشكيلي والمُصمّم الإيطالي لملصقات المهرجان، منذ الدورة 75، وصاحب البصمة المتميّزة في تصميم الملصقات السابقة، واستبداله بالإيطالي مانويل فيور، رسّام الكاريكاتور المعروف، ودارس العمارة في فينيسيا، قبل تحوّله إلى فنّ الرواية المُصوّرة. ورغم ما ينطوي عليه تصميم فيور من جماليات وفنيات ووجهة نظر خاصة، وإبراز دور العمارة الفينيسية، فَقَد المهرجانُ الهويةَ البصرية المميّزة لملصقات دوراته الماضية.

أيضاً، وخلافاً للدورات السابقة، قُلِّص عدد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية إلى سبعة أفراد، بدلاً من ثمانية، كما في العام الماضي. هذه ليست مصادفة، مع التنبّه إلى تقليص عدد أعضاء لجنة تحكيم "آفاق" إلى خمسة فقط، بدلاً من سبعة سابقاً. أمّا عدد أعضاء لجنة تحكيم "مسابقة العمل الأول ـ لويجي دي لورنتس"، فبات ثلاثة بدلاً من خمسة.

إلى هذه التغييرات، التزم المهرجان، كعادته، العدد نفسه للأفلام المبرمجة في كلّ قسم، وإنْ كانت برمجة الأفلام، خاصة القصيرة، تُثير حيرةً، إذْ يسهل ببساطة ضمّ هذه الأفلام في برنامج واحد، عوضاً عن توزيعها في "آفاق للأفلام القصيرة" و"آفاق للأفلام القصيرة خارج المسابقة"، وهذا القسم يحتوي على فيلمٍ واحد فقط. أيضاً، تخصيص قسم فرعي منبثق من خارج المسابقة، لعرض ثلاثة أفلام قصيرة في "أفلام قصيرة خارج المسابقة". هذا بخلاف أفلام الطلبة القصيرة، المُدرجة في "آفاق" أيضاً.

 

العربي الجديد اللندنية في

24.07.2025

 
 
 
 
 

فينيسيا 82… هنا يبدأ موسم الجوائز الكبرى

هيثم مفيد

مع إعلان أفلام النسخة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا، يمكننا القول إن موسم الجوائز الكبرى قد بدأ من السجادة الحمراء الممتدة على جزيرة ليدو الإيطالية، حيث تقام الدورة الأحدث من المهرجان بين يومي الـ27 من أغسطس وحتى السادس من سبتمبر المقبلين

كعادته كل عام، يعد البرنامج المعلن لفينيسيا بتجربة سينمائية ثرية، تجمع بين وجوه سينمائية مألوفة وأسماءً مخضرمة ستسير لأول مرة نحو قصر السينما.

جمال” سورينتينو

فيما تميل معظم المهرجانات الدولية إلى اختيار أفلام مضمونة الجماهيرية لافتتاحها، وعادة ما تكون فيلمًا منتظرًا لاحد كبار مخرجي هوليوود، اختار مهرجان فينيسيا أن يفتتح فعالياته هذا العام بفيلم المخرج الإيطالي المخضرم باولو سورينتينو “جمال La Grazia مع شريكه الدائم النجم توني سيرفيلو. ولا تزال حبكة الفيلم سرية للغاية، ولا نعرف عنه بخلاف صورة دعائية واحدة، سوى أنه يدور حول قصة حب تجري وقائعها ف يمكان ما في إيطاليا.  

تأتي عودة باولو سورينتينو للمنافسة على الأسد الذهبي بالمسابقة الرسمية للمهرجان، بعد ظهوره الأخير قبل أربع سنوات بفيلم “يد الله The Hand of God” الفائز بالأسد الفضي. ومن المتوقع أن يترك فيلم سورنتينو الجديد بصمة كبيرة في المهرجان لأصالة مخرجه وانتظار جمهور فينيسيا له. خاصة وان مدير المهرجان ألبرتو باربيرا وعد الجمهور باكتشاف عظيم سيجدونه في الفيلم ليلة الافتتاح

الفيلم السنوي لـ لانثيموس 

تزخر المسابقة الرسمية التي تضم عشرين فيلمًا بعيديد من الأسماء البارزة، في مقدمتها اليوناني الصادم يورغوس لانثيموس الذي ينافس على الأسد الذهبي بفيلم “بوغونيا Bugonia، الذي تدور أحداثه حول شابان مهووسان بنظريات المؤامرة يختطفان باختطاف الرئيس التنفيذي لشركة كبيرة، مقتنعين بأنها كائن فضائي عازم على تدمير كوكب الأرض.

الفيلم يمثل أحدث تعاون بين لانثيموس وممثلته المفضلة على ما يبدو إما ستون، فهذا هو فيلمهما الرابع على التوالي معًا منذ “المفضلة The favorite” والذي تلاه فيلما “كائنات مسكينة Poor things” و”أنواع من الحنو Kinds of kindness”. وشاركا بفيلم “كائنات مسكينة” في مسابقة فينيسيا سنة 2023، والذي توج حينها بالأسد الذهبي ثم جائزة أوسكار لإما ستون وثلاث جوائز أخرى.

من بين مفاجآت المسابقة الرسمية، تواجد النجم داوين جونسون بفيلم “آلة التحطيم The Smashing Machine” للمخرج بيني سافدي، وتشاركه البطولة إميلي بلانت

كان من المخطط عرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية، لكنه عاد إلى الداخل بعدما اكتشف باربيرا أنه “فيلم رائع عن شخصيتين عظيمتين، يتمكنان من إعادة بناء ليس فقط حياة ومشاكل بطل المصارعة مارك كير، ولكن أيضًا تصوير عالم وزمن محدد” بحسب تصريحاته.

وبعد غيابها عن المسابقة العام الماضي، تعود عملاقة البث الرقمي “نتفليكس” بثلاثة أفلام كبرى منتظرة في المسابقة الرسمية، في خطوة قد يراها البعض كرمًا بالغًا من إدارة المهرجان للمنصة الأمريكية

حيث يعود المخرج الغائب منذ سنوات نواه بومباخ بفيلم “جاي كيلي Jay Kelly”، بعد غياب 3 سنوات على مشاركته الأخيرة بفيلم “ضجيج أبيض White Noise”، والذي لم يحقق صخبًا هائلًا في فينيسيا وقتها مثلما فعل مع “قصة زواج Marriage Story” قبل 6 سنوات.

وبعد غياب دام 17 عامًا، تعود المخرجة الأمريكية كاثرين بيجلو، للمسابقة الرسمية بفيلم “بيت من ديناميت A House Of Dynamite” من بطولة النجم إدريس إلبا، وتدور أحداثه حول مجموعة من موظفي البيت الأبيض الذين يحاولون مواجهة هجوم صاروخي وشيك على أمريكا، وتتطور الأحداث في الوقت الحقيقي مع تصاعد التوترات.

أما ثالث عناوين نتفليكس المنتظرة فيلمفرانكنشتاين Frankenstein” للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، الذي سبق وتوج بالأسد الذهبي قبل ثماني سنوات عن فيلمه “شكل المياه The Shape of Water”.

الفيلم الذي يقوم ببطولته أوسكار إيزاك ومعه ميا جوث، يغوص في أعماق الحكاية الأسطورية لفرانكنشتاين، والتي تدور حول عالم لامع ولكنه أناني، يجلب مخلوقًا إلى الحياة في تجربة وحشية تؤدي في النهاية إلى هلاك الخالق وخلقه المأساوي.

أما المخرج الأمريكي جيم جارموش، فسيأخذ نصيبه الكامل من الأضواء في دورة المهرجان الجديدة بفيلم “أب أم أخت أخ Father Mother Sister Brother”، الذي يمثل ظهوره الأول في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا.

صُمم أحدث أفلام جارموش كلوحة ثلاثية، تتناول قصصها الثلاث علاقات الأبناء البالغين، مع آبائهم أو أمهاتهم البعيدين نوعًا. حيث تدور أحداث كل فصل من الفصول الثلاثة في الوقت الحاضر، وفي بلد مختلف: تدور أحداث “الأب” في شمال شرق الولايات المتحدة، و”الأم” في دبلن، أيرلندا، و”الأخ/الأخت” في باريس، فرنسا. وكما هو الحال في أي فيلم من أفلام جارموش، فهو دراسة شخصية تمزج بين الحزن والكوميديا.

بين أوروبا وآسيا 

وبعيدًا عن أسوار هوليوود، أوضح باربيرا أن السينما الفرنسية والإيطالية وأجزاء أخرى تحضر في المهرجان بمشاركات قوية، خاصة جنوب شرق آسيا التي تتواجد في المنافسة هذا العام لأول مرة منذ سنوات عديدة

أهم هذه العناوين، فيلم المخرج الكوري الجنوبي بارك تشان ووك “لا توجد خيارات أخرى No Other Choice”، الذي يعود لفينيسيا بعد غياب عقدين منذ أخر أفلامه “سيدة الانتقام Lady Vengeance”. 

يصور الفيلم قصة موظف مكتب مُسرّح من عمله، يحاول التخلص من منافسيه خلال عملية إعادة التوظيف. الفيلم مقتبس من رواية “Axe” للكاتب الأمريكي دونالد ويستليك، وهو أول فيلم روائي طويل لبارك تشان ووك منذ ثلاث سنوات منذ فيلم “قرار الرحيل Decision to Leave”.

وتعود المخرجة المجرية إلديكو إنيدي، لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، بعد 31 عامًا، بفيلم “الصديق الصامت Silent Friend”، ضمن عروض المسابقة الرسمية، بعدما شاركت للمرة الأولى عام 1994، بفيلم الفانتازيا “Büvös vadász”، الذي نافس على جائزة الأسد الذهبي.

يمثل – كعادة أفلام إنيدي – تجربة حسية بين البشر والطبيعة. ويحكي ثلاث قصص مرتبطة بشجرة على مدى أكثر من 100 عام، ويركز على التحولات الجذرية في إدراك الإنسان والنباتات الحيوانات لبعضهم البعض

وبعد ست سنوات منذ أخر مشاركاته في فينيسيا، يعود المخرج الفرنسي أولفييه أساياس، بفيلم الدراما السياسية “ساحر الكريملين The Wizard Of The Kremlin” من بطولة النجم جود لو، وتدور أحداثه حول مخرج أفلام روسي شاب يصبح مستشارًا غير متوقع لفلاديمير بوتن مع صعوده إلى السلطة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، ويتعامل مع تعقيدات وفوضى العصر الجديد.

ومنذ أن حصد جائزة الاتحاد الدولي للنقاد “فيبريسي” بمهرجان فينيسيا قبل سبع سنوات عن فيلم “غروب Sunset”، يسجل المخرج المجري لازلو نمش ظهوره الأول في المسابقة الرسمية بفيلم يحمل اسم “يتيم Orphan”، الذي تدور أحداثه بعد الانتفاضة المجرية عام 1956، حيث يواجه صبي صغير، ربته والدته على قصة والده الميت المثالي، رجلاً وحشيًا يدعي أنه والده الحقيقي.

أصوات نسائية عربية 

لا شك أن مهرجان فينيسيا السينمائي هو ما صنع جانبًا كبيرًا من مجد المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وقتما شاركت قبل خمس سنوات بفيلم “الرجل الذي باع ظهره” ووصلت به إلى جوائز الأوسكار.

هذا العام، تعود بن هنية بحكاية مؤثرة، ستثير إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، مثلما صرح باربيرا. قصة تقول المخرجة التونسية أن جوهرها بسيطٌ جدًا، ويصعب العيش فيه. حيث لا تستطيع تقبّل عالمٍ يطلب فيه طفلٌ المساعدة ولا أحد يستجيب.

يروي الفيلم، المشارك في المسابقة الرسمية، قصة الطفلة الفسليطينة هند رجب التي قتلها رصاص الجيش الإسرائيلي في غزة العام الماضي مع ستة من أفراد عائلتها. أثار مقتل رجب احتجاجات عالمية، أبرزها في جامعة كولومبيا، حيث أعاد الطلاب تسمية قاعة هاميلتون باسم قاعة هند. كما أصدر مغني الراب الأمريكي ماكيلمور أغنية احتجاجية بعنوان “قاعة هند Hend’s hall” ثم أصدر جزء ثان من الأغنية نفسية قدم فيه فنانون فلسطينيون، ووجه أرباح الأغنيتين بالكامل لإغاثة الفسلطينيين في قطاع غزة.

صوت هند رجب (2025)

أما المخرجة السعودية شهد أمين، التي خطفت الأنظار في فينيسيا قبل ست سنوات بفيلم “سيدة البحر”، الفائز بجائزة نادي فيرونا لأفضل عمل مبتكر، تعود إلى فينيسيا هذا العام بفيلمهجرة، ضمن قسم “فينيسيا سبوتلايت” الذي آتى بديلاً لقسم “آفاق إكسترا”.

يمثل هذا الاختيار علامة فارقة في مسيرة المخرجة شهد أمين، التي تعود إلى فينيسيا ككاتبة ومخرجة بفيلم طريق شعري، تدور أحداثه في عام 2001، ويتبع قصة جدة تسافر من جنوب المملكة العربية السعودية إلى مكة المكرمة مع حفيدتيها. وعندما تختفي إحداهما، تتحول الرحلة شمالًا بحثًا عنها، كاشفة عن المناظر الطبيعية العاطفية والجسدية للمملكة العربية السعودية

صُوّر الفيلم في تسعة مواقع متنوعة – من العلا وتبوك إلى نيوم وجدة – وهو استكشاف سينمائي للأنوثة والهوية. حيث يستكشف سرد أمين الدور التاريخي للمملكة العربية السعودية باعتبارها مفترق طرق للمجتمعات الإسلامية، وينسج موضوعات الهجرة والمرونة بين الأجيال. ووصف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية عبدالله القحطاني، المشاركة، بأنها “انعكاس للتقدم الملحوظ الذي تشهده السينما السعودية وتفاني صناع الأفلام لدينا”.

فيلم هجرة (2025)

وفي نفس القسم، تشارك المخرجة المغربية مريم توزاني بفيلم “شارع ملقا”، الذي تشارك في بطولته الممثلة الإسبانية الشهيرة كارمن ماورا، ملهمة المخرج بيدرو ألمودوفار، وتلعب خلاله دور امرأة تبلغ من العمر 74 عامًا، تنتمي إلى الجالية الإسبانية في طنجة، وتستمتع بهدوء حياتها في هذه المدينة الساحلية المغربية الزاهية. عندما تقرر ابنتها بيع منزلها، تُجبر على الرحيل رغمًا عنها. فتنطلق لاستعادة منزلها وأثاثها، اللذين بيعا لتاجر تحف. ومن خلال هذا اللقاء، تكتشف فجأةً إمكانية الحب والإثارة.

بابا والقذافي (2025)

أما خارج المسابقة الرسمية، فتتواجد المخرجة الليبية جيهان، بشريطها الوثائقيبابا والقذافي“. تدور أحداث القصة عن رحلة بحث جيهان عن والدها، منصور رشيد الكيخيا، الذي كان وزير خارجية ليبيا وسفيرًا لدى الأمم المتحدة قبل أن ينشق عن نظام القذافي، وتعرض لعملية خطف أثناء تواجده في القاهرة العام 1993، ثم عثِر لاحقًا على جثمانه في ثلاجة تجميد بـ«فيلا» تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية بطرابلس، قرب محل إقامة القذافي، بعد سقوط النظام العام 2011.

 

####

 

برنامج «أيام فينيسيا» يعلن عن قائمة أفلام نسخته الـ22

هيثم مفيد

كشف مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن أفلام برنامجه الموازي «أيام فينيسيا» في نسخته الـ22، والذي يضم أفلامًا من أجزاء من العالم تعاني من الحرب وغيرها من الصعوبات؛ وتنحدر هذه الأفلام من دول مثل إيران، ولبنان، وكينيا، وليتوانيا، والبوسنة والهرسك، والمكسيك، وإسبانيا، واليونان، وإيطاليا.

يفتتح البرنامج -الذي يضم 10 أفلام- فعالياته بفيلم وثائقي سيرة ذاتية بعنوان «Memory» للمخرجة الأوكرانية المولد فلادلينا ساندو، والذي يستعيد ذكريات طفولتها المؤلمة في الشيشان التي مزقتها الحرب.

وتضم المسابقة، التي تسلط الضوء على السينما التي تولي اهتمام خاص للابتكار والبحث والأصالة والاستقلالية، 10 أفلام، تتنافس جميعها على جائزة لجنة تحكيم أيام المؤلفين التي يترأسها المخرج النرويجي داج يوهان هاوجيرود، الفائز بجائزة الدب الذهبي في برلين هذا العام عن فيلم «Dreams (Sex Love».

ويشارك في المسابقة الرسمية الفيلم اللبناني «أحلام الأمل والألم» للمخرج سيريل عريس، يتتبع خلالها المخرج ثلاثة عقود من التاريخ اللبناني، مسلطًا الضوء على قصة حب بين رجل وامرأة وُلدا في نفس اليوم تحت وطأة القصف، فرقتهما الحياة، ثم جمعهما القدر. يتناوب الفيلم بين لحظات من البهجة وومضات من الحزن العميق، ويروي المحاولة العنيدة للإيمان بالحب وإمكانية البقاء بشرًا بينما ينهار العالم من حولهما.

La Gioia

من بين الأفلام البارزة الأخرى فيلم «La Gioia» للمخرج الإيطالي نيكولانجيلو جيلورميني، من بطولة فاليريا غولينو وياسمين ترينكا. هذا الفيلم الروائي الطويل الثاني لجيلورميني، الذي عمل مساعدًا لباولو سورينتينو وأخرج المسلسل التلفزيوني «The Art of Joy» الذي عُرض في كان العام الماضي.

ومن بين العناوين البارزة الأخرى خارج المسابقة فيلم «Writing Life – Annie Ernaux Through the Eyes of High School Students» للمخرجة الفرنسية كلير سيمون، والذي يصور حياة الروائية الحائزة على جائزة نوبل آني إرنو من خلال قراءات كتبها من قبل طلاب المدارس الثانوية الفرنسية.

Do You Love Me

وتشارك المخرجة اللبنانية لانا ضاهر، ضمن قسم العروض الخاصة، بفيلم «Do you loveme»، وهو تدفق بصري وصوتي مبني بالكامل على مواد سمعية وبصرية أرشيفية. إنه إعلان حب لبلد، لبنان، جريح ولكنه في حركة دائمة، حيث تُعاد صياغة هويته بدقة متناهية في التفتت.

وفيما يلي القائمة الكاملة لأفلام مسابقة «أيام فينيسيا»:

المسابقة الرسمية

Memory – فلادلينا ساندو (فيلم الافتتاح)

أيام الأمل والألم- سيريل عريس

Last Night I Conquered the City of Thebes – غابريال أزورين

Bearcave – سترجيوس دينوبولوس، كريسيانا بي. باباداكيس

Inside Amir – أمير عزيزي

La Gioia – نيكولانجيلو جيلورميني

Memory of Princess Mumbi – داميان هاوزر

Short Summer – ناستيا كوركيا

Vanilla – مايرا هيرموسيلو

Past Future Continuous – مرتضى أحمدوند، فيروزة خسرفاني

خارج المسابقة الرسمية

Damned if You do, Damned if You Don’t – جياني دي جريجوريو

العروض الخاصة

Do you love me – لانا ضاهر

Writing Life – Annie Ernaux Through the Eyes of High School Students – كلير سيمون

I Want Her Dead – جيانلوكا ماتاريسي

Laguna – شاروناس بارتاس

Who is Still Alive – نيكولاس واديموف

 

موقع "فاصلة" السعودي في

24.07.2025

 
 
 
 
 

رحلة "هجرة" تفتح أبواب العالمية للسينما السعودية

ثلاثي عربي يتحدى العالم في فينيسيا.. وفيلم كلينك في صدارة المشهد

شيماء صافي

إيلاف من البندقيةتعود فيلم كلينك إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ82 بمشاركة متميزة في الاختيارات الرسمية بثلاثة أفلام تمثل كلاً من السعودية والسودان والجزائر. أول هذه الأفلام "هجرة" للمخرجة شهد أمين، والذي يُعرض ضمن مسابقة Spotlight ، ويعد هذا العمل و التعاون الثاني بين شهد وفيلم كلينك بعد فيلمها الأول " سيدة البحر" الحائز على إشادات نقدية واسعة، أما فيلمها الجديد فهو إنتاج مشترك مع فيلم كلينك ، وتتولى توزيعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شركة فيلم كلينك المستقلة للتوزيع. كما تشارك في قسم أسبوع النقاد الدولي بفيلمَين آخرين "ملكة القطن" هو أول فيلم روائي طويل للمخرجة السودانية الروسية سوزانا ميرغني، بعد نجاحها الكبير بفيلمها القصير "الست" الحاصل على عدة جوائز. الفيلم من إنتاج مشترك مع "فيلم كلينك" وتوزيع مشترك في المنطقة بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي "ماد سولوشنز". أما الفيلم الثالث، فهو فيلم الرعب "رقية" من تأليف وإخراج يانيس كوسيم،ويعد فيلمه الطويل الأول بعد فيلمه القصير الناجح "خويا". وتتولى شركة "فيلم كلينك المستقلة للتوزيع " توزيع "رقية" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال محمد حفظي، مؤسس "فيلم كلينك" ومديرها التنفيذي: "للمرة الأولى، نشارك في فينيسيا بثلاثة أفلام من صُناع أفلام متنوعين للغاية إلى جانب كونهم موهوبين. اثنتان من المخرجات المتميزات تقفان خلف فيلمَي "هجرة" و"ملكة القطن"، وهما شهد أمين وسوزانا ميرغني، أما يانيس كوسيم، الذي نفخر بتوزيع فيلمه في المنطقة، يثبت أن السينما الشمال إفريقية قادرة على تطوير مستوى أفلام الرعب والوصول بها للجمهور العالمي، هذه المرة من خلال أقدم مهرجان سينمائي في العالم، الأفلام الثلاثة تقدم دليلاً ملموساً على التطور المستمر للسينما العربية التي نعتز بها."

فيلم "هجرة" يحكي قصة جدة تسافر في عام 2001 من جنوب السعودية إلى مكة المكرمة برفقة حفيدتيها، وعندما تختفي الحفيدة الكبرى، تنطلق الجدة مع الصغرى في رحلة شمالاً للبحث عنها، وخلال الرحلة، يستعرض الفيلم جمال المملكة، ويسلط الضوء على تنوعها الثقافي والحضاري وعمقها التاريخي، من خلال سرد شاعري وإنساني، ويشارك في البطولة خيرية نظمي، نواف الظفيري، لمار فدان، وبراء عالم، ومن إنتاج "بيت أمين للإنتاج"، والمركز العراقي المستقل للأفلام، و"أيديشن ستوديوز" ( فيصل بالطيور)، بمشاركة المنتجين أيمن جمال، محمد علوي، و فيلم كلينك (محمد حفظي) ، بالإضافة إلى "هيومن فيلم" (علي الداردي)، و"ثري آرتس" (عبود عياش وسيد أبو حيدر)، و"فيلم العلا"، ومؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كما تلقى الفيلم دعماً حيوياً من وزارة الثقافة السعودية عبر مبادرة "ضوء" (هيئة الأفلام)، إلى جانب دعم نيوم وإثراء. تتولى فيلم كلينك المستقلة للتوزيع التوزيع في العالم العربي، بينما توزع "سين ويفز" الفيلم في السعودية، أما توزيعه عالميا فتقوم به وكالة CAA.

أما فيلم "ملكة القطن"، فهو دراما نسوية تدور أحداثها في قرية سودانية تزرع القطن، حيث تعيش المراهقة نفيسة التي تربت على بطولات جدتها "الست"، زعيمة القرية، في مقاومة الاستعمار البريطاني. لكن وصول رجل أعمال شاب من الخارج بخطط تنموية وبذور قطن معدلة وراثياً، يدفع بنفيسة إلى قلب صراع لتحديد مستقبل القرية. ومع استيقاظ وعيها الذاتي، تنطلق نفيسة في مهمة لإنقاذ الحقول — وإنقاذ نفسها، الفيلم من تأليف وإخراج سوزانا ميرغني، وبطولة ميهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، وحسن محيي الدين، وإنتاج مشترك بين ألمانيا (Strange Bird GmbH - Jip Film – Verleih - Storming Donkey Productions ) وفرنسا (Maneki Films) وفلسطين (Philistine Films) ومصر (Film Clinic MAD Solutions) وقطر والمملكة العربية السعودية، ويمتلك حقوق توزيع الفيلم في الشرق الأوسط كل من MAD Solutions و فيلم كلينك المستقلة للتوزيع.

"رقية"، يدور في إطار رعب، ويحكي قصة أحمد الذي فقد ذاكرته بعد حادثة عام 1993. وفي الوقت الحاضر، يعاني شيخ من مرض الزهايمر، تحت أنظار تلميذه القلق، وبينما يخشى أحمد استعادة ذاكرته، يخشى التلميذ فقدان أستاذه لذاكرته، وهو ما قد يعيد شرًا قديماً تم تقييده منذ ثلاثين عاماً، الفيلم بطولة أكرم جغيم، علي نموس، ومصطفى جادجام، ومن إنتاج Supernova Films, 19, Mulholland Drive Production. و قد حصل الفيلم على دعم كل من وزارة الفن و الثقافة الجزائرية، CNC, Algiers French Institute and the French Embassy in Algeria, صندوق البحر الأحمر، آفاق و مؤسسة الدوحة للأفلام. وتتولى " فيلم كلينك المستقلة للتوزيع" توزيعه في العالم العربي .

 

موقع "إيلاف" السعودي في

24.07.2025

 
 
 
 
 

جوليا روبرتس تشارك لأول مرة

5  أفلام إيطالية تتنافس على "الأسد الذهبي" في البندقية

البلاد/ طارق البحار

أعلن مدير مهرجان البندقية السينمائي، ألبرتو باربيرا، أن 5 أفلام إيطالية ستتنافس على جائزة "الأسد الذهبي" المرموقة في نسخة هذا العام من المهرجان. ومن المقرر أن يُفتتح المهرجان، الذي يُقام في الفترة من 26 أغسطس إلى 6 سبتمبر، بفيلم (La Grazia)  للمخرج الفائز بجائزة الأوسكار باولو سورينتينو، وهو ما كان قد تم الكشف عنه مسبقاً.

تتضمن قائمة الأفلام الإيطالية الأربعة الأخرى المتنافسة على الجائزة الكبرى: فيلم "إليسا" (Elisa) للمخرج ليوناردو دي كوستانزو، فيلم "دوسي" (Duse) للمخرج بيترو مارتشيلو، فيلم "فيلم صنع بشكل صحيح" (Un Film Fatto per Bene) للمخرج فرانكو ماريسكو، وفيلم "تحت السحب" (Sotto le Nuvole) للمخرج جيانفرانكو روسي.

وفي خبر يضيف بريقاً خاصاً للمهرجان، أعلن باربيرا أيضاً أن النجمة جوليا روبرتس ستشارك في أقدم مهرجانات السينما في العالم للمرة الأولى هذا العام. ستقدم روبرتس فيلم (After The Hunt)  للمخرج لوكا غوادانينو، والذي تجسد فيه دور محاضرة في إحدى جامعات "آيفي ليغ" المرموقة، تدافع عن زميل متهم بالاعتداء الجنسي على طالبة.

 

البلاد البحرينية في

24.07.2025

 
 
 
 
 

مدير مهرجان فينيسيا السينمائي يتحدث عن اختيارات هذا العام

في الصحافة الأجنبيةمهرجانات أجنبية

حتى بمعايير مهرجان فينيسيا الرفيعة، يُعدّ برنامج المهرجان لعام 2025 مُثيرًا ومُلفتًا للنظر، وهو ما كشف عنه المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا يوم الثلاثاء.

قد تكون قوة النجوم في أعلى مستوياتها على الإطلاق، من جورج كلوني إلى جوليا روبرتس، ومن إدريس إلبا إلى جاكوب إلوردي، ومن كيت بلانشيت إلى إميلي بلانت، ومن توني ليونغ إلى دواين جونسون.

قدّم ألبرتو باربيرا، مرة أخرى، مزيجًا رائعًا من أفلام هوليوود والأفلام الفنية، بالإضافة إلى وفرة من الأفلام الوثائقية الرائعة. وكان قد سبق له أن تحدث عن نقص أفلام استوديوهات هوليوود الكبيرة التقليدية هذا العام (وهي مشكلة مُستمرة في هذا القطاع)، ولكن هناك حضور قوي من جانب منصات البث المباشر وشركات الانتاج المستقلة.

أجرينا مقابلة مع باربيرا لمناقشة تشكيلة الأفلام القوية، والمرشّحين لجوائز الأوسكار، والاختيارات الشائكة، ولماذا يبدو أن العديد من صناع الأفلام يصنعون أفلامًا أطول في الوقت الحالي.

** ما رأيك في تشكيلة الأفلام؟

 ألبرتو باربيرا: أنا سعيد جدًا لأنني نجحت في الحصول على معظم الأفلام التي أردتها، 95% منها. إنها تشكيلة متنوعة حقًا. أفلام ضخمة، أسماء لامعة، ومخرجون عظماء، بالإضافة إلى الكثير من الاكتشافات والمفاجآت، والكثير من الأفلام الوثائقية الممتازة. الأفلام الوثائقية هذا العام قوية جدًا جدًا.

** سيمتلئ المهرجان هذا العام بالنجوم. نفترض أن معظمهم سيحضرون. هل تعرف أيًا منهم لن يتمكن من الحضور؟

باربيرا: نعم، نتوقع حضور الأغلبية. هناك دائمًا شخص أو اثنان لن يتمكنا من الحضور بسبب التزامات التصوير أو لأسباب أخرى. على سبيل المثال، يُصوّر جيسون موموا فيلم “الكثبان الرملية”، لذا سيكون من الصعب عليه الحضور. أوسكار إسحق مُشارك في فيلمين في المهرجان، ويمكنه المشاركة مع أحدهما، ولكن ربما لا يشارك مع عرض الفيلم الآخر..

** هل ستكون هناك أي إضافات لأفلام المهرجان؟

باربيرا: لا. سيكون من الصعب جدًا العثور على أماكن للعرض الآن.

** ذكرتَ في المؤتمر الصحفي أن أمازون ولوكا غوادانيينو قررا عدم مشاركة فيلم “بعد الصيد” في المسابقة. لماذا؟

باربيرا: نعم، كانوا واضحين بشأن ذلك منذ البداية. أمازون تؤمن بشدة بالفيلم، وسيكون بالتأكيد مرشحًا قويًا لجوائز الأوسكار بالنسبة لهم، لكنهم لم يكونوا مهتمين بالمنافسة على جائزة الأسد الذهبي. لوكا راضٍ عن هذا القرار. أنا متأكد من أنهم سيضعون جوليا روبرتس في مكانة مرموقة لجوائز الأوسكار الأمريكية وسيستثمرون في الحملة.

** هل كنتم ترغبون في عرضه في المسابقة؟

باربيرا: إنه فيلم قوي جدًا، كما سترون. كان من الممكن عرضه بسهولة في المسابقة، نعم.

** هل هناك أفلام أخرى تلفت انتباهكم نظرًا لفرصها في ترشيحات الأوسكار؟

 باربيرا: هناك العديد من الأفلام الرائعة والأداءات التي ستتنافس، كما سترون. على سبيل المثال، أداء إميلي بلانت ودواين جونسون رائع في فيلم “الآلة المدمرة”. فيلم كاثرين بيغلو فيلمٌ رائعٌ آخر. فيلم غييرمو ديل تورو على الأرجح سيكون ضمن المنافسة..

** فيلم بيغلو يدور حول مجموعة من مسؤولي البيت الأبيض يتعاملون مع هجوم صاروخي وشيك على الولايات المتحدة

باربيرا: نعم، تهديد نووي. إنه فيلم معاصر للغاية وفي الوقت المناسب.

** ما الذي سنتعلمه من فيلم مايك فيجيس الوثائقي من وراء الكواليس عن “ميغالوبوليس”؟ هل سنرى الكثير من الفوضى؟

باربيرا: إنه في الواقع فيلم من وراء الكواليس، وليس فيلمًا وثائقيًا. إنه يُظهر حقًا كيف أخرج كوبولا الفيلم. إنه فيلم جيد. بالطبع هناك عنصر من الفوضى.

** هل يمكنكِ توقع أي أفلام رائعة أو مفاجآت في البرنامج؟

 باربيرا: سيكون فيلم الافتتاح لباولو سورينتينو مفاجأة. إنه مختلف تمامًا عن أفلامه الأخيرة. يُذكرني أكثر بأحد أفلامه الأولى، “عواقب الحب”. إنها قصة أصلية للغاية. لا أريد أن أبالغ في وصفها لأنها تستحق الاكتشاف، لكنها أنيقة للغاية.

** ذكرتِ في المؤتمر الصحفي أن فيلم “صوت هند رجب” لكوثر بن هنية من أكثر الأفلام إثارةً للإعجاب.

باربرا: نعم، إنه من أكثر الأفلام تأثيرًا. إنه فيلم شديد القسوة تقريبًا. إنه قصة فتاة فلسطينية في السادسة من عمرها تُحاصر داخل سيارة بعد قصفها من قِبل القوات الإسرائيلية. يُقتل جميع أفراد عائلتها. استطاعت كوثر استخدام مكالمات الفتاة الأصلية مع خدمات الطوارئ التي كانت تحاول إنقاذها. إنه موضوع بشكل حساس للغاية كما نعلم، ونأمل ألا يُثار حوله جدل عنيف. إنه فيلم إنساني ومؤثر للغاية.

** في المؤتمر الصحفي، أشرتِ إلى أن العديد من الأفلام يتراوح معدل مدتها بين ساعتين ونصف، وأن هذا الطول في مدة العرض أصبح أمرًا شائعًا. إنه أمر محبط للمشاهد، وربما للممولين أيضًا. لماذا تعتقد أن هذا الأمر أصبح أكثر شيوعًا؟

باربيرا: أجل، في نهاية عروضنا لاختيار الأفلام، غالبًا ما نقول: “كان جيدًا، لكن كان ليكون أفضل لو كان أقصر بعشر دقائق أو عشرين دقيقة”. أما سبب حدوث ذلك، فقد يكون نوعًا من رد فعل تجاه التلفزيون. قد يكون صانعو الأفلام أكثر اعتيادًا على مشاهدة مسلسلات تلفزيونية أطول وأكثر نجاحًا، لذا يشعرون بالحاجة إلى تكرار تلك القصة الأطول. قد يشعرون أيضًا بضغط لجعل فيلمهم “حدثًا”، أو “أكثر من مجرد مسلسل”، أو “تجربة سينمائية حقيقية” يقارنونها بمدة عرض أطول.

** في المؤتمر الصحفي، ذكرتَ أيضًا نزاعًا بين جوليان شنابل وممولي فيلم “في يد دانتي”. ما سبب ذلك؟

باربرا: أعتقد أنه وقّع عقدًا ينص على أنه سيُنتج فيلمًا مدته ساعتان وبالألوان، لكنه في النهاية كان ساعتين ونصفًا وجزء منه بالأبيض والأسود. لذا فقد أمضوا عامًا على الأقل في مباحثات حول النسخة النهائية. وقد ناضل شنابل من أجل نسخته، وهي التي ستُعرض في المهرجان. أعتقد أنهم توصلوا إلى اتفاق.

** لماذا يغيب المخرج بول توماس أندرسون وفيلمه “معركة تلو الأخرى” عن قائمة الأفلام المشاركة؟

 باربيرا: لم أتلقَّ ردًا حقيقيًا من شركة وارنر براذرز حول سبب ذلك. على الأقل، لم يُعرض آخر فيلمين لبول في المهرجانات.

** كانت هناك تكهنات بأن وارنر براذرز ربما شعرت بالندم بعد تجربة فيلم “جوكر 2″، لذلك لم ترغب في تجربة العرض في “ليدو” مرة أخرى.

 باربيرا: لا أعتقد ذلك. ربما يكون الأمر مزيجًا من عدة عوامل. لا أعتقد أن بول يحب السفر مع أفلامه. ربما كانت تجربة “جوكر” عاملًا، لا أعرف. عليك سؤال وارنر براذرز. صحيح أن إحضار الفيلم إلى هنا كان سيكلفها الكثير.

** كان من الممكن أن يكون فيلم “قصيدة لاعب صغير” لإدوارد بيرجر The Ballad of A Small Player من نتفليكس إضافة رائعة.

باربيرا: لا أحب الحديث عن الأفلام التي لن تعرض هنا. شاهدنا الفيلم. لكن وجود أربعة أفلام من نتفليكس في المسابقة ربما كان سيصبح أمرا مبالغًا فيه بعض الشيء.

** ألكسندر باين هو رئيس لجنة التحكيم. هل كان هناك أي تردد في الاختيار بالنظر إلى الادعاءات التي وجهتها إليه روز ماكجوان قبل خمس سنوات؟

باربيرا: لا. لقد فهمنا أن هذا الوضع قد حُلّ. لم يتطور الوضع بعد الادعاء، وقد أوضح ألكسندر قضيته في ذلك الوقت.

** هل لدى المهرجان لجنة تدقيق لمثل هذه الحالات، أم أن القرار يقع على عاتقك وحدك؟

باربيرا: لا. تحدثت مع ألكسندر وقال إنه لا داعي للقلق، وأن الادعاءات غير صحيحة.

** والآن يأتي دور برمجة جميع هذه الأفلام..

باربيرا: نعم، إنه كابوس. أقل ما يُعجبني في العمل هو أنه يبدأ غدًا. سيكون هناك الكثير من النقاش والجدل والطلبات. تم تحديد بعض مواعيد عرض الأفلام مع الاستوديوهات، لكن معظمها لم يُحدد بعد.

Deadline

22 يوليو 2025

 

####

 

حضور سعودي في مهرجان فينيسيا القادم

أخبار وتحقيقات

أعلنت هيئة الأفلام السعودية أنها ستشارك في الدورة القادمة من مهرجان فينيسيا السينمائي (27 أغسطس- 6 سبتمبر) بتنظيم جلسة طاولة مستديرة بعنوان “الجمهور الشاب ودور السينما”، لمناقشة سبل جذب الأجيال الجديدة نحو دور العرض، واستعراض تجارب محلية ودولية حول العلاقة المتغيرة بين الشباب والفن السابع.

كما تنظم الهيئة جلسة حوارية بعنوان “صناعة النجاح السينمائي” في مبنى “الأبازيا”، لتسليط الضوء على تجارب صناع أفلام سعوديين في تطوير الأفكار، وبناء سرديات مستمدة من الثقافة المحلية تُقدَّم بأساليب مبتكرة تستهدف الجمهور العالمي.

ويحتضن المبنى أيضًا عروضًا خاصة لـ 9 أفلام سعودية قصيرة على هامش المهرجان، بهدف إبراز تنوّع التجارب الإبداعية المحلية، وعكس مسارات تطور المشهد السينمائي المحلي؛ لتمثل هذه العروض استثمار الهيئة في تطوير الأصوات الإبداعية الناشئة، وربطها بمنصات دولية تؤمن بمستقبل سردي متعدد الثقافات.

يذكر أن برنامج “ضوء” لدعم الأفلام يُعد من أبرز المبادرات التي أطلقتها هيئة الأفلام، حيث أسهم في دعم إنتاج أعمال سينمائية سعودية نوعية، ومكّن العديد من المواهب من الوصول إلى منصات دولية مرموقة، وتأتي هذه المشاركة انسجامًا مع جهود الهيئة في ترسيخ حضور سعودي فاعل على خريطة الإنتاج السينمائي العالمي، وضمن توجه إستراتيجي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة2030  في بناء قطاع ثقافي إبداعي وتنافسي، يعكس الهوية السعودية ويعزز التبادل الثقافي على المستوى الدولي.

يذكر أن المهرجان سيعرض فيلم “هجرة” للمخرجة السعودية- البريطانية شهد أمين، ضمن قسم “دائرة الضوء” المستحدث في المهرجان هذا العام. والفيلم من الإنتاج المشترك بين السعودية والعراق ومصر وبريطانيا.

 

####

 

مهرجان فينيسيا يسلط الضوء على السينما المغربية

أخبار وتحقيقات

في مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام، الذي يفتتح في 27 أغسطس، والذي يُعدّ من أكثر مهرجانات السينما تميّزًا وتأثيرا، سيتم تكريم المغرب كدولة مميزة في برنامج “جسر الإنتاج” الذي يقام خلال الدورة الثانية والثمانين من المهرجان، مسجلةً بذلك أول مرة تحظى فيها دولة عربية بمثل هذا التكريم في تاريخ المهرجان العريق.

إن كان هناك وقتٌ للاحتفال بالسينما المغربية، فهو الآن، وبالنسبة لمن تابعوا عن كثب، يبدو هذا التكريم متأخرًا، فقد شقّ المغرب، بهدوءٍ ولكن بإصرار، لنفسه مكانًا في السينما العالمية، ليس بمحاكاة الغرب، بل باستغلال ثراء تناقضاته: القديم والحديث، الريفي والعالمي، المتدين والمتمرد. وينسج نخبة من صانعي الأفلام الجدد هذه القوام في عملٍ مؤثرٍ وعاجل، ومغربيٍّ بلا أي اعتذار.

تأملوا السريالية الحالمة لأسماء المدير، التي حصد فيلمها “أم الأكاذيب” جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان السينمائي لعام ٢٠٢٣ ضمن فئة “نظرة ما”، أو أسلوب السرد الذي يتخطى الحدود لفوزي بن سعيدي، الذي يجمع في عمله بين الطابع المسرحي ونظرة الشارع.

في الوقت نفسه، تواجه مخرجات مثل صوفيا العلوي (فيلم “حيوانية”) وليلى الكيلاني (فيلم “على الحافة”) قضايا النوع الاجتماعي والطبقة والمناخ من خلال تجارب النوع والبصريات، وأفلامهن ليست مجرد فضوليات إقليمية، بل حوارات عالمية تُدار بإيقاع مغربي مميز.

في وقتٍ تُفكّر فيه الثقافة السينمائية العالمية في الشمولية، يُقدّم تسليط الضوء على المغرب في مهرجان فينيسيا السينمائي أكثر من مجرد لفتة رمزية، فهو يُتيح مساحةً لنقاشٍ أعمق حول السينما العربية – ليس كسوق “ناشئة” (وهي ليست كذلك)، بل كجزءٍ ديناميكيّ وحيويّ متزايد الأهمية في المنظومة السينمائية العالمية.

 

موقع "عين على السينما" في

24.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004