"السينما بين الواقع والخيال" كتاب
جديد للناقد أمير العمري
صدر عن دائى الثقافة والإعلام في
الشارقة كتاب جديد للناقد السينمائي المصري أمير
العمري بعنوان "السينما بين الواقع والخيال"، يقع في
368 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي مجموعة من الدراسات
والمقالات النقدية التي تطلع القاريء على الصورة
الدقيقة لطبيعة الفيلم الفني الذي يبحر في عوالم
وأجواء خيالية، وفي الوقت نفسه، تتطرق إلى أسس فهم
واستيعاب وتحليل السينما التسجيلية والوثائقية التي
أصبحت تعرف اليوم باسم "السينما غير الخيالية".
وقد اختار المؤلف أن يطلق هذا العنوان
على كتبه أي (السينما بين الواقع والخيال) تأكيدا على
التداخل الكبير بين الجنسين السينمائيين، وبعد أن أصبح
الفيلم "التسجيلي- الوثائقي- غير الخيالي" يطرق الكثير
من المناطق الإبداعية الخيالية أيضا، ويستخدم مخرجوه
أساليب تقنية وفنية، لا تتفق مع الصورة التقليدية التي
شاعت لعقود عدة، للفيلم الذي يصور الواقع كمعادل.
يضم الكتاب مقدمة وثلاثين فصلا تجميع
بين الدراسات النظرية حول الفيلم الروائي والتسجيلي
(11 فصلا) و19 فصلا أخرى في النقد التطبيقي من خلال
درسات الأفلام التسجيلية والروائية التي انتقاها
المرلف بعناية لكي تعبر عن مفهومه النقدي ومنهاجه في
تقويم الأفلام.
يناقش الكتاب بالتفصيل الأسس التي
ينبني عليها القول بأننا أمام فيلم فني، ثم يتوقف
طويلا أمام ما شاع كثيرا في النقد السينمائي العربي
حول مفهوم الفيلم الجيد، هل هو بالضرورة الفيلم "صاحب
الرسالة" أو "الهدف"، ويناقش طبيعة الفيلم الذي يبتعد
عن التصنيفات المعهودة (الأنواع السينمائية
genres)
ليتوقف أمام مفهوم "السينما الشعرية" ويتساءل هل لهذا
المصطلح معنى أم أنه تعبير يقصد به النقاد التهرب من
التصنيف بعد أن يستعصي عليهم.
ومن السينما الشعرية ينتقل المؤلف الى
مناقشة ما يسمى بـ السينما "الخالصة فيبحث في هذا
المصطلح ومعناه، وما إذا كان للسينما الخالصة وجود
حقيقي، وما الذي يميزها عن غيرها. وعن الفيلم التسجيلي
يطرح المؤلف السؤال التالي: هل من الممكن أن يكذب
الفيلم التسجيلي؟ ويناقش هذا الموضوع المثير للجدل ،
مع بعض الأمثلة المحددة. ومنه ينطلق إلى مناقشة
العلاقة بين الفيلم التسجيلي والجمهور، كيف كانت وكيف
تطورت، وما هي ضمانات بقاء الفيلم التسجيلي، وآفاق
وصوله إلى جمهور أوسع.
وبعد ذلك يناقش طبيعة ودور النقد
السينمائي.. كيف يكون الحكم على الأفلام، هل ينطلق من
التذوق الشخصي فقط، أم من أسس محددة، أم يستند إلى
ثقافة أخرى تمتد خارج ثقافة الفيلم، وما الذي يجعلنا
نتوصل في النهاية، أي بعد أن نجهد أنفسنا في المشاهدة
والتأمل والتحليل، إلى إعتبار فيلما ما فيلما جيدا أو
رديئا.
ومن خلال مجموعة الأفلام التي يحللها
المؤلف في كتابه تفصيلا، وهي تنتمي الى بلدان وثقافات
عدة متنوعة، ولمخرجين من أجيال مختلفة، ولسينمائيين من
العالم العربي ومن العالم الخارجي، يتوقف أمام الملامح
المميزة لكل منها، ما الذي يجعلها أفلاما مهمة في
تاريخ مبدعيها، ولماذا حققت ما حققته من نجاح في
العالم كله.
ويقول المؤلف إن هدفه من الجمع بين
النظري والتطبيقي في هذا الكتاب، هو خلق جسر تأملي بين
الناقد والقاريء، وحث القاريء على العودة لمشاهدة ما
فاتته مشاهدته من هذه الروائع الحديثة، والعودة إلى
طرح التساؤلات النظرية على نفسه والسعي للعثور على
إجابة عنها من عنده، في ضوء استعابه لها. |