أشاد بمجموعة من الأعمال المشاركة ناقد عربي يحذر من سيطرة نموذج هوليوود على "أفلام من الإمارات" أبوظبي - وليد علاء الدين |
رأي الناقد السينمائي المصري المقيم في باريس صلاح هاشم أن معظم أفلام الطلبة، وبعض الأفلام العامة التي شاركت في الدورة الرابعة من مسابقة “أفلام من الإمارات” التي اختتمت فعالياتها في أبوظبي مساء أمس، تقليد لنماذج أفلام الرعب والدموية في أمريكا، وأشار إلى ولعها الظاهر بحكايات العفاريت والجن والخرافة، وأضاف خلال لقاء مفتوح أقيم صباح أمس في المجمع الثقافي في أبوظبي: معروف أن الأفلام الأصلية هي إفراز لمجتمعات غربية استهلاكية فقدت الروح منذ زمن، والسؤال: هل يمكن أن يكون الاهتمام الواضح من قبل هؤلاء الشباب نوعاً من الهروب من الواقع إلى أحضان الخرافة؟ وساق هاشم عدة أمثلة على كلامه منها فيلم أحمد الوكيل (أغمضي عينيك)، و(التقمص) لعلاء محمد العكاوي، والفيلمان أتيا من الجامعة الأمريكية في الشارقة، وفيلم (جني حقيقة أم خيال) لخديجة الخاجة، الذي ينشغل بمحاولة الإجابة عن الفرق بين المصروع طبياً أو بواسطة الجن. وأضاف: هل هذا هو الأمر الذي يشغل شباب الإمارات، في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة في العديد من الأزمات. وعلق الناقد السينمائي صلاح هاشم على فيلم (اكتشاف دبي) للمخرجة نائلة الخاجة، قائلاً: بدت المخرجة وكأنها تتسول من الفتى الألماني الأشقر إعجابه وانبهاره بالإمارات، وكأن الإمارات في حاجة إلى اعترافه هذا، وأضاف: ان هذه النوعية من الأفلام تثير سخرية الأجانب، وتساءل: إلى أي ثقافة ينتمي هؤلاء الشباب الذي يتحدثون ويفكرون بالإنجليزية، كيف نتوقع منهم أن يصنعوا سينما في الإمارات وهم غائبون عن الوعي بمجتمعهم ومنجزهم الحضاري محلياً وعربياً؟ وأضاف: اسمى ما شاهدته خزعبلات، وشخبطات، وتمارين مدرسية جافة وعقيمة، ومعظمها يجب أن يُلقى به في سلة المهملات، وأفضلها ربما يجد طريقه إلى بعض المحطات العربية التي اعتادت أن تقذفنا كل يوم بما هو بائس ومبتذل. مرّ هؤلاء الشباب بعملية غسيل مخ، وما أنتجوه مجرد شرائط فيديو منزلية يبدو كل واحد منهم فيها فخوراً بنفسه جداً. واقترح هاشم تخصيص قسم خاص في المسابقة يضم هذه الأفلام، ويرحل الجيد من أفلام الطلبة إلى قسم المحترمين/ المحترفين، مع استبعاد “الفيديو كليب” تماماً من المسابقة. وعدّد هاشم مجموعة من المآخذ التي اعتبرها الأهم فيما شاهده من أفلام في دورة المسابقة، أولها أن هذه “الشرائط” كما يحب أن يصفها، لا تحترم إنسانية صانعيها، وتظهرهم وكأنهم هبطوا علينا من كوكب هوليوود، ومقبلات الثقافة الأمريكية في وجهها المشوه. والمأخذ الثاني هو أن فن السينما في الأساس يعتمد على الحكي بالصورة/ التلميح وليس التصريح، أو “الزعيق” والهتاف، إلا أن معظم هذه الشرائط كانت تأتي الصورة فيه في المؤخرة بعد مقدمة موسيقية هادرة تكتسح كل شيء أمامها، وكأن الفيلم هو حبل موسيقي تعلقت عليه بعض الصور. ثالث ما رصده هاشم من مآخذ طغيان طابع الوعظ والإرشاد والتحذير من الآفات، أما المأخذ الرابع والأخير فلخصه في أن العديد من الأفلام أظهرت أن الشباب لا يعرفون ماذا يصنعون بحياتهم. وأضاف: هذه المآخذ تشير إلى عدم وجود أي تصور حول عمل السينما سوى طغيان النموذج الأمريكي السيئ، والقطيعة التامة مع منجزنا العربي في أرقى صوره، مؤكداً أن من واجب مسابقة “أفلام من الإمارات” التصدي للقيام بهذه المهمة والتعريف بالتراث السينمائي العربي وتوجهات السينما العربية الجدية، وقال: هذه الطاقة الإبداعية لدى الشباب لن تتطور من دون أن نضعها على الطريق الصحيح من خلال تعريفها بنفسها وتاريخها وتراثها وحضارتها. وأشار هاشم إلى أنه لا يكفي أن نلعب بتقنيات السينما بهذا الشكل الساذج الذي جعل من معظم الشرائط مجرد مزحة، السينما ليست تصويراً وحسب كما في مسلسلاتنا العربية، إنها سحر الاستكشاف والدهشة وصنع نظرة جديدة، والقيمة الأساسية في السينما أنها أداة تفكير وتأمل في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ومعرفة ما إذا كنا غرباء فيها، السينما محاولة لأن نسمو بحياتنا الروحية ونقترب أكثر من إنسانيتنا. وأضاف: على هذا الأساس، فإنني أرى مجموعة من التجارب تستحق الإشادة بها وسط ما شاهدته خلال فعاليات الدورة، وهي : (الفستان) للمخرج عبد الله حسن أحمد، و(الغيث) لفاضل سعيد المهيري، و(سمو الفعل) لعبدالله حسن أحمد و(آمين) لعبد الله حسن أحمد، و(عناوين الموتى) لوليد الشحي، (قهوة وبرتقال) لأمجد أبو العلاء، و(العزب) لأحمد زين، و(الموت للمتعة) لندى محمد الكريمي، و(هذه الحياة العاملة) لنوري أمير. الخليج الإماراتية في 8 مارس 2005 |
نتائج مسابقة أفلام من الإمارات في أبو ظبي: "حلم" يتحقق في "صور" تشبهنا أبو ظبي من صلاح هاشم: حققت الدورة الرابعة من "مسابقة أفلام من الإمارات" من تنظيم "المجمع الثقافي" في أبو ظبي والمخصصة للأفلام القصيرة، التي عقدت في الفترة من 2 إلي 7 مارس، وبحضور "إيلاف"، حققت الكثير، فقد سلطت الضوء علي مواهب سينمائية إماراتية صاعدة وواعدة، وبدأت ترسي ومنذ تأسيسها عام 2002، تحت إدارة الفنان مسعود أمر الله، دعائم ثقافة سينمائية أصيلة علي أرضية الإمارات. ثقافة مدعومة بخبرات المخرجين والنقاد السينمائيين العرب المخضرمين، الذين تدعوهم تلك التظاهرة المهمة في كل مرة، للاحتكاك بالأجيال السينمائية الجديدة، حتى تستفيد من تجاربهم، وتناقشهم، وتتعلم منهم، علي سكة خلق السينما العربية الجديدة التي نريدها في بلادنا، وصنع صورة تشبهنا، كما ذكر رئيس لجنة التحكيم المخرج المغربي محمد عسلي( فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق ) في اللقاء المفتوح الذي جري معه قبل إعلان الجوائز.. وقد تحقق الحلم، بعرض فيلم "حلم»- روائي، 71 دقيقة - من إخراج هاني الشيباني، أول فيلم إماراتي طويل بأسلوب الديجيتال، في حفل ختام المسابقة، وإعلان صقر غباش وكيل وزارة الإعلام والثقافة في أبو ظبي، ونيابة عن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة، بأن الوزارة سوف تدعم المسابقة ماديا، بعد أن أثبتت جدارتها، وسوف تتكفل بدءا من العام المقبل بميزانية جوائزها وتكاليف مشاركة الأفلام الفائزة في المهرجانات والفعاليات السينمائية الدولية المهمة في الخارج، وأعرب عن تقدير الوزارة للجهود التي بذلها المجمع الثقافي، تحت إدارة أمينه العام الشاعر محمد أحمد السويدي، والسينمائي مسعود أمر الله مدير المسابقة، وتحملهما عبء تأسيس سينما إماراتية، واصرارهما الذي يعطي ثماره الآن.. وكانت لجنة التحكيم برئاسة المخرج المغربي محمد عسلي، ومشاركة كل من المخرج التلفزيوني جاسم جبر من البحرين، والممثل والمخرج المسرحي إبراهيم سالم مدير المسرح الحديث بالشارقة، والناقد السينمائي عبد الستار ناجي من الكويت، كانت أعدت مجموعة من التوصيات، من ضمنها توصية بدعم تلك التظاهرة السينمائية المتميزة، وتقديم العون الضروري واللازم لها من قبل الهيئات الثقافية الرسمية المعنية، وإذا بمبادرة الوزارة تلك وحتى قبل إعلان الجوائز مع التوصيات، فكانت مفاجأة أثلجت صدر الجميع، وقوبلت بتصفيق مدوي من القاعة.. جوائز «مسابقة أفلام من الإمارات " عرض مهرجان «مسابقة أفلام من الإمارات «في دورته الرابعة هذه 138 فيلما إماراتيا، و126 فيلما مستضافا من 36 دولة، وفي حفل الختام، وزعت لجنة التحكيم برئاسة المخرج المغربي محمد عسلي جوائزها كالتالي: *جائزة أفضل فيلم روائي ( عام ): فيلم "الفستان"للمخرج عبد الله حسن أحمد *جائزة أفضل سيناريو( عام ): فيلم «الغيث» للمخرج فاضل سعيد المهيري *جائزة أفضل فيلم تسجيلي( عام ) : فيلم «سمو الفعل «للمخرج عبد الله حسن أحمد *جائزة لجنة التحكيم الخاصة( عام ): خيط وراء خيط «للمخرجة ميسون صقر القاسمي *جائزة مهرجان دبي لأفضل موهبة إماراتية: قدمت إلي المخرج عمر إبراهيم عن فيلمه «يوم عادي " *جائزة أفضل فيلم روائي ( طلبة ) : فيلم «نيوز نيوز «لذياب التميمي *جائزة أفضل فيلم تسجيلي ( طلبة ) : فيلم "أصوات الألم «لخالد أحمد الحامدي *جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم «قمة عالية ونية صافية «لخالد أحمد الحامدي.
وسوف نعود إلي قراءة نقدية متأنية لحصاد الدورة الرابعة وأفلامها في عدد قادم من "إيلاف"
|