جمال سليمان: انا سعيد لمشاركتي في فيلم حليم يمثل دور صحافي وصديق حميم لعبد الحليم حافظ القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمد عاطف: |
الفنان جمال سليمان هو أحد أبرز فرسان الدراما السورية والعربية لذلك وقع عليه الاختيار ليكون واحداً من أبطال فيلم حليم وقد فرغ بالفعل من تصوير دوره قبل الأزمة الصحية التي تعرض لها بطل الفيلم أحمد زكي مؤخرا بسبب جلطة في القدم. · سألنا جمال سليمان كيف تم التعاقد معك في فيلم حليم ؟ في آخر شهر رمضان الماضي تمت دعوتي للمشاركة في إحدي حلقات برنامج الإعلامي عماد الدين أديب علي شاشة الأوربت وبعد الحلقة كشف لي عماد أن في ذهنه مشروعاً فنياً ويرغب في مشاركتي به.. ولأنني احترمه وأحترم الطريقة التي يفكر بها أبديت له سعادتي بالمشاركة في مشروعه.. وبعد أسبوعين اتصل بي ودعاني إلي القاهرة كي ألتقي مع المخرج شريف عرفة بعد أن كشف لي أن مشروعه هو فيلم حليم عن العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.. وأعجبني سيناريو الفيلم. · كيف كان أول يوم تصوير بالفيلم؟ في اليوم الأول انتهينا من تصوير خمسة مشاهد.. وطوال الوقت كنت مبهوراً بالفنان أحمد زكي فأنا معجب به من سنوات طويلة وهو أحد أفضل الممثلين العرب والعمل معه في حد ذاته مكسب وممتع لا سيما أن جميع مشاهدي في الفيلم تجمعني به.. أيضاً أجواء العمل كانت متميزة من حيث التصوير والإضاءة والديكور وهو عبارة عن استديو للإذاعة وفي السبعينيات وأراه ممتازاً. والطريف انه في اليوم الأول تم تأجيل تصوير أربع لقطات لي. لكن باعتبار أن المشهد بيني وبين احمد زكي أصر علي تنفيذه وعندما قال له المخرج سنصور غداً اعترض أحمد وقال: أنا صحتي جيدة فرد عليه شريف عرفة قائلاً: لم أؤجل التصوير من أجلك بل لأنه لم تعد لدي افلام خام. · وما دورك في الفيلم؟ أجسد دور المذيع رمزي وهو شخص يعمل في الإذاعة ويسجل حياة عبد الحليم حافظ ومشواره.. كما انه ليس مذيعاً عادياً إنما هو صديق لعبد الحليم ويحاول ان يوثق حياة العندليب من خلال حوار واقعي.. وفي لحظة من اللحظات يتأزم الموقف بينه وبين عبد الحليم.. لأن هذا المحاور يريد ان ينبش في كل الزوايا ويفتح كل أسرار عبد الحليم.. في الوقت الذي لدي كل فنان ـ وتحديداً عبد الحليم ـ أسرار يريدون الحفاظ عليها. · وهل رمزي كان شخصاً حقيقياً في حياة عبد الحليم؟ لا.. وعبد الحليم لم يكن لديه صديق إعلامي اسمه رمزي لكن هناك عدة شخصيات إعلامية أحاطت بعبد الحليم وتقريباً رمزي الشخص الذي يرمز إليهم. · علمنا ان الفيلم سيقدم بطريقة الفلاش باك بمعني أنك تحاور عبد الحليم داخل مبني الإذاعة ومع كل إجابة تتم العودة إلي مشاهد من حياته.. ألا تعد هذه الطريقة مملة علي شاشة السينما؟ بل هي طريقة سينمائية غير تقليدية.. تعطي المرونة والإمكانيات للفيلم كي يغطي اهم المراحل في حياة عبد الحليم حافظ.. ثم لا تنسي أن معظم الناس يعرفون حياة عبد الحليم.. ومن وجهة نظري أن أهمية هذا الفيلم تكمن في انه يستحضر حياة واحد من عظماء الفن العربي.. وإنسان كان لصوته وأغانيه تأثير كبير في تفكير جيل عربي بأكمله.. وهذا كان متزامناً مع مرحلة النهوض القومي ومرحلة البحث عن الذات.. كما أن حياة عبد الحليم ذات بعد رمزي تمثل قصة نجاح الناس البسطاء المهمشين الذين استطاعوا أن يحققوا وجوداً ونجومية كبيرين جداً. · بصراحة هل قبلت الفيلم لأن الأجر المادي كان مغرياً أم لأن الفيلم عن عبد الحليم حافظ أم ماذا؟ صدقني وبصراحة أنا قبلت الفيلم لأنه عن عبد الحليم ومن بطولة احمد زكي وإخراج شريف عرفة.. وأن الشركة المنتجة لديها عقلية احترافية ممتازة في العمل خاصة انها أنتجت باكورة أفلامها عمارة يعقوبيان وهذا يؤكد أن لديهم بالشركة خطة متميزة لتقديم سينما من طابع خاص. · في الحفل الخاص بالإعلان عن الفيلم ظهر أحمد زكي مجهداً هل كان في التصوير هكذا؟ بل احمد زكي عمل يوم تصوير كاملاً مثله مثل أي ممثل ليست لديه مشكلة صحية.. واستمر التصوير أول يوم من العاشرة صباحاً وحتي الثامنة والنصف مساء.. وجسد مشاهد من الناحية النفسية صعبة.. وهو يتذكر أموراً ويستحضر شخصية حليم وهذه تحتاج إلي قدرة هائلة علي التركيز من جانبه كممثل وأدهش الجميع طاقم الفيلم لقدرته علي التحمل. · وما هي اول ملاحظة علي اداء احمد زكي في اول مشهد؟ بعد أول مشهد صفق له الجميع بالاستديو فنظر إليــنا وقال: رجاء لا يجاملني أحد يا إخواننا .. أرجوكم هل شاهـــــدتم في المشهد الذي صورته عبد الحليم فعلاً أم لم تروه؟ وأريدكم ان تنسوا أحمد زكي وتروا عبد الحليم فقط.. فقال له من بالاستديو : نحن نصفق لأننا شاهدنا عبد الحليم حافظ . وبالمناسبة كانت شخصية عبد الحليم تهرب من احمد زكي فكان يوقف التصوير ويطلب الإعادة ويقول لا..ده.. عبد الحليم هرب مني .. واحياناً كان المخرج شريف عرفة يعيد المشهد ويقول : كان لازم نعمل الحركة الفلانية لعبد الحليم وبالتالي كانت مصلحة العمل بعيدة عن الحالة العاطفية تجاه مرض أحمد زكي.. ولم أشعر بأي مجاملة له. · هل أقنعك بانه عبدالحليم حافظ؟ فعلاً أقنعني أنه عبد الحليم حافظ.. والشيء المهم أنه التقط روح العندليب وشاعريته وحساسيته والطريقة التي كان يفكر بها.. فعبد الحليم كان شخصاً ذكياً جداً.. يستطيع أن يقول الحقيقة ولو جارحة بأسلوب بسيط.. وأري أن المهم في الأفلام عن الشخصيات التاريخية ليس التطابق الشكلي بين الشخصيتين لأنه بعد خمس دقائق من الفيلم لا يعود الشكل مهماً.. بل يهمك قدرة الممثل علي استحضار روح وذهن الشخصية.. وهذا ما نجح فيه مؤخراً الممثل أنطوني هوبكنز في تجسيد شخصية الرئيس نيكسون في احد أفلامه.. وأعتقد أن احمد زكي لديه نفس القدرة علي تجسيد أي شخصية تاريخية. القدس العربي في 23 فبراير 2005 |
|