شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

أربعة أفلام صينية نموذجاً

جماليات السهل الممتنع تحصد الجوائز وتقلق النقاد

عدنان مدانات

 

 

 

 

 

 

ثمة ظاهرة انتشرت في مهرجانات السينما العالمية منذ نحو عقدين من الزمن، تمثلت في الجوائز الرئيسية التي باتت تمنح لأفلام يجري إنتاجها في دول لم يكن لها في السابق مكان على خارطة الصناعة السينمائية العالمية. وتتعلق هذه الظاهرة تحديدا بمجموعة أفلام صينية وإيرانية تناوب مخرجوها خلال السنوات الماضية على الفوز بالجوائز الرئيسية، مما لفت أنظار نقاد السينما إلى المستوى الراقي والمميز لهذه الأفلام وإلى موهبة مخرجيها، الذين صار بعضهم ينتمي إلى قائمة كبار مخرجي عصرهم، مثل الإيراني عباس كياروستامي أو الصيني زانغ ييمو. إن ما أثار النقاد السينمائيين ومحبي السينما في العالم بشكل خاص في ما يتعلق بالأفلام الصينية والإيرانية، هو القدرة على إثارة قضايا فكرية من خلال حكايات بسيطة تستمد مادتها من واقع حياة الناس العاديين، وأكثر من ذلك القدرة على تضمين الحكايات البسيطة التي تعتمد على تفاصيل نثرية من الحياة اليومية شحنات درامية عالية وقيمة شعرية عاطفية من ناحية، ومن ناحية ثانية تقديم فن إخراجي وجماليات مشهدية من دون اللجوء إلى التقنيات السينمائية المتطورة التي تحتاج إلى كلفة مادية كبيرة كما هو الأمر بالنسبة لصناعة السينما التجارية. ثمة صفة أخرى تتمتع بها هذه الأفلام تندرج تحت وصف “السهل الممتنع” وتنطبق على الأفلام البسيطة المواضيع والتقنيات والكلفة من حيث الإبداع الفني وكذلك المضمون الفكري سواء بسواء.

هنا إطلالة على أربعة أفلام صينية معاصرة نالت نجاحا كبيرا في المهرجانات الدولية، وبعضها حصد شعبية جماهيرية في الدول الأجنبية.

الحمّام

يقدم فيلم “الحمّام” عدداً من النماذج الإنسانية لتصوير ذلك. فهناك الشاب المراهق الخجول الذي يعاني من رهبة الغناء أمام الجمهور خارج الحمام الشعبي ولكنه يشعر بالثقة ويجد الشجاعة الكافية للغناء بأعلى صوته في الحمام حيث يتحول المستحمون إلى جمهور مستمعيه. وهناك الرجال المسنون الذين أصبح الحمام الشعبي في نظرهم المنزل الذي يحلمون به. فهم يقضون فيه أمتع الأوقات في الأحاديث وشرب الشاي ولعب الشطرنج وممارسة مباريات سباق حشرات صرصار الليل. وهناك المستثمر الفاشل الذي يحلم بالثراء ويجد في الحمام الشعبي ملاذاً يحتمي فيه من المدينين الذين يلاحقونه.

ويرى الأب صاحب الحمام الشعبي أنه مسؤول كلياً عن راحة زبائنه وسعادتهم. وهو يبذل كل ما في استطاعته في سبيل رضاهم وسلامتهم، حتى انه يتوسط لإصلاح ذات البين بين زبون وزوجته بعد أن ساءت العلاقة بينهما.

إلاّ أن الابن الزائر لا يجد ما يربطه بمجتمعه القديم أو بتقاليده ويرى أن الحمامات الشعبية لم تعد شيئاً عملياً يواكب العصر ولا بد من استبدالها بحمامات “الدش” السريعة المناسبة للحياة العصرية. إنه ينظر نظرة ازدراء إلى كل ما يراه في حيه القديم. وهو في عجالة للعودة إلى حياته العصرية السريعة الخطى، ولكنه يجد نفسه مرغماً على تأجيل رحلته وإلقاء نظرة أخرى على أولوياته بعد أن يضيع شقيقه الأبله ويحمله والده مسؤولية ذلك.

ويدرك الأب النظرة الفوقية لابنه وازدرائه لطريقة حياته التقليدية وتقاليده الشعبية، ولكنه لا يعبأ بذلك. ويقول لابنه المتعجرف إنه فخور بحياته وبما يفعله كل يوم ويطلب من ابنه العودة إلى حياة الرفاه والمال. لكن الحمام الشعبي القديم يتعرض في ذلك المساء لأمطار غزيرة أدت الى تسرب المياه من سطحه. وهنا يهب دا منج لمساعدة والده على إصلاح سقف الحمام، مظهراً أول مبادرة إنسانية منذ عودته. ويعمل الاثنان معاً بصمت على إصلاح السقف تحت تساقط المطر، ومع طلوع الفجر تبدو علامات الاتصال بينهما ويبدأ كل منهما فهم الآخر. وفي اليوم التالي يبقى دا منج للعناية بوالده الذي أصيب ببرد شديد بعد تعرضه لتجربة الليلة السابقة، ولإدارة الحمام الشعبي إلى أن يتماثل والده للشفاء. وفي النهاية يتقبل دا منج تحمل مسؤوليات الأسرة ويستبدل بذلته الرسمية بغطاء الحمام الأبيض.

ويبرز المخرج جانغ يانغ في فيلم “الحمّام” التباين بين الأجيال المختلفة والقيم المختلفة.ويؤكد الفيلم الصراع بين التقدم التكنولوجي في العالم العصري وبساطة التقاليد القديمة الأصيلة كالحمام الشعبي الصيني. إلاّ أن المخرج يتجنب الأسلوب الوعظي، ولا يريد أن يقول إن التقاليد القديمة هي الصواب وإن التقدم خطأ، بل يبحث عن نوع من التوازن الذي يجمع بين الأمرين.ويشجع فيلم “الحمّام” المشاهدين على التأمل في عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية القديمة مع المحافظة على الاتصال مع الحاضر. ويفعل المخرج كل ذلك من وجهة نظر بطل الفيلم دا منج.فمع تعرفنا الى الأسرة والى مجتمع الحمام الشعبي، يستعيد دا منج اتصاله بالقيم القديمة عن طريق مراقبة والده وشقيقه والتفاعل معهما.

وإذا كان التنبؤ بنهاية القصة واضحاً للمشاهد، فإن ذلك لا يشكّل ضعفاً في الفيلم، لأنه ليس لذلك أهمية تذكر، فالقصة تركز على الأسرة وعلى علاقات أفرادها وطبيعة حياتهم في عالم آخذ في التغير، وعلى العنصر الإنساني الأصيل لأفرادها، بأسلوب جميل في الحوار والتمثيل. وينجح المخرج جانغ يانغ في تقديم فيلم يجلب الدفء إلى القلب والابتسامة إلى الشفاه.

عرض فيلم “الحمّام” في عدد من المهرجانات السينمائية وفاز بعدة جوائز منها جائزة النقاد العالميين في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في مهرجان سياتل السينمائي الدولي.

كسر الصمت

يروي فيلم “كسر الصمت” حسب العنوان المترجم للإنجليزية للتوزيع الخارجي للمخرج الصيني سون زو قصة امرأة من الطبقة العاملة في الصين الحديثة، تعيش وحيدة مع ابنها الصغير المصاب بصمم جزئي، بعد أن طلقها زوجها الذي يعمل سائق تاكسي محملا إياها مسؤولية إعاقة ابنهما، فهو يريد ابنا كاملا معافى ولا يحتمل تحطم هذه الصورة التي في ذهنه. تحاول هذه الأم المحبة الحانية جاهدة أن تتجاوز قدر الإمكان الوضع الصعب الذي تعيشه، فهي لا تحصل على أجر كاف من عملها يساعدها على العناية بابنها ولا تحصل من طليقها إلا على الفتات وفي أوقات متقطعة. ونتيجة لذلك فهي تقوم بنفسها بتدريب ابنها على النطق مستعينة بالسماعات الطبية أملا في إدخاله مدرسة عادية للأطفال.في بداية الفيلم نراها تسعى إلى إقناع مديرة المدرسة بقبول ابنها تلميذا فيها، غير أن المديرة ترفض وتنصحها بإدخاله في مدرسة خاصة بالأطفال الصم، وذلك بعد أن فشل الابن في تسميع نص مدرسي أمامها بشكل واضح. وتقرر الأم المضي قدما في تعليم ابنها النطق على أمل أن تتمكن من إقناع المديرة بقبوله أو إدخاله المدرسة في العام التالي وتستعين بذلك بأستاذ الرسم في المدرسة الذي يبدي تعاطفا معها ويقوم بدوره بتشجيع الطفل على اكتساب مهارة الرسم في منزله الخاص.

تتأزم أحوال الأم بعد أن تنكسر سماعة الابن أثناء شجار مع أطفال في الشارع، وتجد الأم نفسها عاجزة عن دفع ثمن سماعة جديدة. هكذا تستقيل الأم من المشغل الذي تعمل فيه وتقرر القيام بأعمال حرة، ومنها تنظيف بيوت الناس، طمعا في الحصول على دخل أفضل.

هنا يكتسب الفيلم بعدا جديدا، يتجاوز حكاية الطفل الأصم وتضحية الأم، نحو رسم صور واقعية تجسد صعوبة الحياة بالنسبة للفئات الفقيرة في المجتمع الصيني المعاصر وما ينجم عن ذلك من سلوكيات مرضية وتجاوزات وفساد اجتماعي وأخلاقي.

هذا الفيلم من أول أفلام الصين التي تتناول قضية طفل معاق، والفيلم كما رآه بعض النقاد الغربيين يفتح عين المشاهد على قضية الانسجام والتجانس في المجتمع وكيف أن على الفرد أن يحاول العيش بانسجام ضمن هذا النسيج، إضافة إلى مدى تأثير أن يكون فرد من أسرة ما معاقا في الوالدين عاطفيا وجسديا. ما التحديات التي على الوالدين مواجهتها في هذه الحالة ومن أبسطها أسئلة الفضوليين من المحيطين؟ وما العمل لتصبح هذه الأسرة في وضع مقبول ضمن نسيج مجتمع يصعب عليه أن يتقبل الاختلاف.من أجمل مشاهد الفيلم إصرار الابن، الطفل الممثل الأصم فعلا، على أن يتعلم قصة البقرة العطشى التي عليها أن يحكيها أمام المديرة ليدخل المدرسة العادية في حين أن المديرة لا تقدر حالته و جهوده وبالتالي لا يقبل في المدرسة.

تقوم بدور الأم الممثلة لي جونغ بدور من أجمل أدوارها بل بدور مميز، كما قال أحد النقاد الأمريكيين الذي قارنها في هذا الدور بالممثلة السويدية انجريد بيرجمان. وتكريما لها فقد اختيرت كرئيسة للجنة التحكيم في مهرجان برلين سنة 2000 و هي عندما سئلت عن دورها في الفيلم أجابت “لقد قمت بدوري بإخلاص. المخرج هو من يجب أن نكرمه فهو فيلمه”. لقد لعبت لي جونغ وباقتدار في هذا الفيلم دور امرأة تعيش على حافة الانهيار، حيث حازت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان مونتريال عام 2000.

الطريق إلى البيت

في فيلم “الطريق إلى البيت” للمخرج زانغ ييمو يعود رجل الأعمال الشاب لو يوشنغ إلى قريته الأم في إحدى المقاطعات الصينية بعد غياب طويل استمر عدة أعوام، وذلك للمشاركة في دفن والده الذي عمل في القرية أستاذا طوال حياته. هناك يكتشف أن جثمان والده محفوظ في ثلاجة المستشفى في المدينة وأن عليه الإشراف على نقله إلى القرية. لكن هذا الإجراء لن يكون بالسهولة التي يعتقد، ذلك أن والدته العجوز العنيدة، تصر، اتباعا لتقاليد قديمة، على أن يتم نقل الجثمان  محمولا من قبل رجال القرية سيرا على الأقدام. ويطلب رئيس مجلس القرية  من الابن أن يقنع والدته باستحالة تحقيق رغبتها، فالطريق من المدينة إلى القرية طويلة جدا والطقس يشير إلى موجة من تساقط الثلوج، كما انه لا يوجد في القرية عدد كاف من الرجال القادرين على حمل الجثمان عبر هذه المسافة الطويلة، ذلك أن معظم الشبان قد هاجروا إلى المدن المجاورة  بحثا عن العمل. غير أن الأم تزداد إصرارا وتعطي للابن مبلغا كبيرا من المال هو كل ما وفرته طوال حياتها من عملها في نسج الأقمشة. وفي هذه الأثناء تنهمك الأم في نسج قطعة من القماش الأحمر  لتغطية الكفن بها اتباعا لذات التقاليد القديمة، رغم أن وضعها الصحي لم يعد يساعدها على مثل هذا العمل.

تستمر  هذه الأحداث على مدى ربع الساعة الأول من الفيلم تقريبا وتشكل مقدمة للعودة إلى أحداث من الماضي تروي واحدة من أجمل وأرق قصص الحب التي تم تقديمها في السينما، وهو الحب الذي جمع ما بين والده ووالدته قبل نحو أربعين عاما.

أما أبرز الأحداث التي يعرضها الفيلم فهي التصرفات الطفولية الطابع في معظم الأحيان التي تلجأ لها الفتاة العاشقة، والتي تشكل المادة الرئيسية لأحداث الفيلم، وهي التي تمنح الحكاية جمالها وزخمها العاطفي وقوة تأثيرها. من أجمل المشاهد التي تصور حالة الحب النقية العفيفة ولكن المتقدة، المشهد الذي يصور وقائع تشييد المبنى الجديد لمدرسة القرية، حيث تقوم كل أسرة، وحسب التقاليد المرعية بتحضير وجبة طعام واحدة لكي يأكل منها أحد العمال. وفي العادة توضع جميع الوجبات التي تحضرها نساء وفتيات القرية على مائدة واحدة فيتناول كل عامل أول وجبة تقع بين يديه. وهذا التصرف الروتيني يتحول في الفيلم إلى دراما حقيقية بالنسبة للشابة العاشقة زاو دي التي يخفق قلبها في كل مرة تراقب فيها عن بعد محبوبها، الغافل  عن عاطفتها نحوه، وهو يقترب من المائدة ليختار وجبة له، متأملة أن يختار الوجبة التي أعدتها.

بعد هذه الأحداث ينتقل الفيلم إلى الحاضر ليتابع محاولات الابن تنفيذ رغبة والدته، وهو ما ينجح فيه في النهاية بعدما توافد تلاميذ الأب القدامى من المدن المختلفة وحملوا جثمانه في جنازة وداعية لم تصور السينما مثيلا لها من قبل. أما الابن فيعود إلى عمله في المدينة ولكن بعد ان يعطي درسا للتلاميذ نيابة عن والده الراحل.

أهم إنجازات الفيلم على الصعيد السردي قدرته على أن يعطي لحكاية حب عادية جمال وقوة تأثير الشعر وان ينجح في سرد الحكاية على طريقة السهل الممتنع والمعنى العميق المستتر وراء السطور.

الإنجاز الآخر في الفيلم هو قوة الإخراج وجمال التصوير والأداء المبهر لبطلة الفيلم بخاصة في مرحلة الشباب، وهذا كله أقل ما يمكن توقعه من مخرج كبير مثل زانغ ييمو، الذي يعتبر الآن أحد كبار المخرجين في السينما العالمية.

ولا واحد أقل

يستخدم المخرج الصيني زانغ ييمو في فيلم “ولا واحد أقل” بدلاً من الممثلين المحترفين مجموعة من القرويين وسكان المدن العاديين، كتلاميذ المدارس وأصحاب الدكاكين والموظفين الصغار، الذين يقوم معظمهم في الفيلم بأدوارهم الحقيقية في الحياة. ويبتعد المخرج في هذا الفيلم عن تأثيرات جمال الألوان وروعة التشكيلات التي استخدمها ببراعة في أفلامه الأولى، مثل “جو دو” و”الذرة الحمراء”، مفضلاً على ذلك التركيز على واقع الحياة اليومية لقرية صينية فقيرة نائية يغطيها الغبار.

الشخصية المحورية في فيلم “ولا واحد أقل” فتاة في الثالثة عشرة تدعى “وي” خريجة مدرسة ابتدائية تكلف بالعمل كمعلمة بديلة تحل محل معلم عجوز في مدرسة ابتدائية أثناء غيابه. وهي ليست أطول من تلاميذها إلاّ قليلاً. ومؤهلاتها الوحيدة هي قدرتها على إصدار الأوامر وعبوسها وخطها الجميل وحفظها أغنية واحدة فقط عن ماوتسي تونج تغنيها بصوت مرتعش.

ويقدم النصف الأول لفيلم “ولا واحد أقل” بأسلوب ما يعرف بسينما الحقيقة. فنرى المعلمة وي تكتب الدروس على اللوح الأسود، وتلاميذها ينقلون ما تكتب في جو يخيم عليه الكآبة. وليس هناك أي انسجام بين المعلمة والتلاميذ. فإما أن تنجح المعلمة في تخويف تلاميذها، وإما أنهم ينجحون في تحقيرها، وفي مقدمتهم جانج هويك الذي يدفع المعلمة إلى أقصى درجات مشاعر الإحباط.

ولكن جانج هويك يجد نفسه مضطراً للذهاب إلى المدينة لكي يعمل ويسدد ديون والديه. وتشد المعلمة وي الرحال وتذهب إلى المدينة بحثاً عنه لأنها وعدت قبل أن تتولى مهمة عملها في المدرسة بأن تحصل على مكافأة إذا نجحت في المحافظة على عدد طلاب الصف كاملاً، ومن هنا استمد الفيلم اسمه، وهو “ولا واحد أقل”. وفجأة تتسارع خطى الفيلم حين تنقلنا القصة من حياة القرية الهادئة البطيئة إلى حياة المدينة بصخبها وخطاها السريعة.

وتواجه وي في النصف الثاني للفيلم وهي تواصل البحث عن جانج هويك في شوارع المدينة الكبيرة عالماً شديد القسوة. ويتساءل المشاهد عن سبب مثابرتها على البحث عن تلميذها في وجه عالم ضخم لا يلين ولا يعرف حدوداً لقسوته. ولكن المعلمة وي ترفض الاستسلام، معتمدة على قوة إرادتها وعزيمتها مما يطور فيلم “ولا واحد أقل” من الواقعية إلى دنيا الشعر. 

الخليج الإماراتية في 21 فبراير 2005