شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

 

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

المرشح بقوة لنيل الأوسكار

دي كابريو:

النجاح يفتح لي مساحة الاختيار

ترجمة: باسل أبو حمدة

 

 

 

 

يمتلك ليوناردو دي كابريو، المولود في لوس انجلوس العام 1974 الكثير من الشهرة والثروة. ولدى هذا الشاب الذهبي مسيرة يحسد عليها في هوليوود، منذ بداياته مع «من يحب جلبرت جريب؟» و«حياة هذا الصبي» في العام 1993، وتحوله الى نجم المراهقين في «روميو وجولييت» لوليام شكسبير (1996) ووصوله الى القمة عندما لعب دور البطولة في «تايتانيك» العام 1997.

وهذه السلسلة المتعاقبة من الانتصارات كانت منسية على الدوام من جانب القائمين على توزيع جوائز الاوسكار الذين اداروا ظهورهم للنصر التاريخي الذي حققه دي كابريو في «تايتانيك» أما الآن، فان ليوناردو دي كابريو يعود مع تحد جديد وهو فيلم «الملاح»، الذي يروي سيرة هوارد هيوز.

وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته صحيفة «الباييس» الاسبانية مع الممثل ليوناردو دي كابريو في لوس انجلوس:

·         ما العبرة التي يبدو انها رافقتك مثل الخاتم في الاصبع في مسيرتك الفنية المتواصلة؟

ـ حسناً، لقد أكملت للتو 30 عاما من عمري، وبالتالي، فانهم مهما ألحوا علي بالسؤال حول ما اذا كنت اشعر كرجل، فانني لن أجد كلاماً اقوله. لكن من الواضح اني املك تجربة أكبر بكثير من تلك التي كنت امتلكها عندما بدأت مسيرتي واني تعلمت اشياء كثيرة سواء في حياتي الخاصة او في مهنتي. صحيح ايضا ان عملي في «الطيار، هو العمل الاكثر نضجاً» حتى الآن، اذ قادني مارتن سكورسيزي في عملية تحول هوارد هيوز منذ ان كان عمره 20 عاماً ونيف حتى دخل سن الاربعين.

·         ألا تعتقد باشتركك معه في الطموح؟

ـ قد يكون ذلك صحيحا اذا تحدثنا عن المال لاني لن انكر مدى اهميته في هذه الصناعة، لكن الدافع مختلف. فبفضل النجاح بوسعي التمتع بما املك من حرية كفنان، وبوسعي اختيار الادوار التي اريدها كممثل والاهم من ذلك هو المال الذي يسمح لي بالتوفير كي أتمكن يوماً ما من تحقيق رغبتي بعمل شيء مفيد سواء للبيئة أو للطفولة.

·         هل يعني هذا ان تطلعاتك فنية اكثر منها اقتصادية؟

ـ اعتقد انني عندما بدأت امثل كنت اشعر بأني محظوظ جدا كلما حصلت على دور والمسألة لا تعني انني لست حريصاَ على اختيار ادواري، لكنه شعور نما مع مرور الوقت، ومع تعرفي على اناس مثل مارتن سكورسيزي ومشاهدتي للمزيد من الافلام الكلاسيكية، افلام مثل «لص الدراجات الهوائية» وهو فيلم بسيط يمكنك الحديث عنه اياماً.

·         هل هذا ما رأيته في «الطيار»؟

ـ لقد كانت ثماني سنوات مكرسة للمشروع، وذلك منذ المرة الاولى التي قرأت فيها كتاب ريتشارد هاك حول هيوز الذي تدور قصة الفيلم حوله. ولقد سحرتني شخصية كازانوفا، التي فتنت هوليوود لسنوات طويلة أيضا.

·     هذا هو الفيلم الثاني الذي تصوره مع مارتن، هل تفكران بتكرار التجربة، وما رأيك بأن يقال عنك انك تحولت الى روبرت دي نيرو جديد؟

ـ ما يخطر ببالي هو تصوير «حياة هذا الصبي» اذ عملت مع روبرت دي نيرو، وهو الفيلم الذي قررت فيه ان اصبح ممثلا، وحينها ادركت انه يوجد شخص يدعى مارتن سكورسيزي الذي كان دي نيرو عمل معه عدة مرات وفي تلك اللحظة بالذات اصبحت مفتونا تماماً بعمل سكورسيزي وشاهدت جميع افلامه، وحضرت الى الموعد فزعا، حتى ادركت ان من كان يقف امامي لم يكن عبقرياً فحسب، وانما شخص مجنون بالسينما ايضا.

·         وأي نوع من الرجال انت؟

ـ لن اتمكن من التعريف بنفسي لكن ما ادركه هو اني اعيش افضل لحظة في مسيرتي الفنية.

·         حتى في ظل الخيبة التي ألمت بك مع عدم تحقق أمنية عيد ميلادك بهزيمة جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية الماضية؟

ـ ادرك ان الكثيرين انتقدوا قيامنا في هوليوود بالاعلان عن دعمنا لجون كيري، وحشر النجوم لانوفهم في السياسة. وهذه مشكلتهم فذلك حقي كمواطن، وأنا لا أبالي بتلك الانتقادات. وقد كرست وقتي لايضاح الطبيعة الكارثية لسياسة جورج بوش في ميدان البيئة.

·         أشرت الى خططك باستثمار اموالك في مشروع خيري، هل بامكانك ان تكون اكثر تحديداً؟

ـ في الوقت الحالي أتعاون مع مستشفى للاطفال في لوس انجلوس مكرسا لمرض السرطان، كما انني اتعاون مع الكثير من البرامج البيئية، وهذه الميادين هي التي تشد انتباهي في العالم الصناعي الذي نعيش فيه.

·         هل فكرت بتجسيد افكارك السياسية على الشاشة؟

ـ لا. ولا اريد حتى التفكير في ذلك.

البيان الإماراتية في 17 فبراير 2005

 

"السلاحف تطير أيضاً"

إيراني عراقي يُصوّر مخيمات الأكراد اللاجئين

غوبادي: أطفال الفيلم صغار في الظاهر لكننا نكبر سريعاً هنا

نشرت المجلة الأسبوعية الفرنسية "كورييه أنترناسيونال"، في عددها الأخير (745، 10/16 شباط الجاري)، حواراً مع المخرج الإيراني بهمان غوبادي (مواليد "باني" في كردستان إيران، في الأول من شباط 1969) أجراه غويسّو جهانغيري عشية بدء العروض الفرنسية لفيلمه الروائي الطويل الجديد "السلاحف تطير أيضاً" (إنتاج عراقي إيراني مشترك، 2003، 95 دقيقة) في الثالث والعشرين من شباط الجاري.

فاز الفيلم بجوائز سينمائية دولية عدّة في خلال العام الفائت، منها: "جائزة لجنة التحكيم الخاصّة" في مهرجان شيكاغو و"كونشا الذهبية" لأفضل فيلم في مهرجان سان سيباستيان و"جائزة الجمهور" في مهرجان مونتريال و"جائزة لجنة التحكيم الخاصّة" في مهرجان طوكيو.

يُذكر أن غوبادي أول سينمائي يصوّر فيلماً في العراق بعد سقوط نظام صدّام حسين منذ أقلّ من عامين. كما أنجز عدداً من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، فاز بعضها بجوائز عدّة من مهرجانات محلية ودولية، وروائيان طويلان هما "العيش في الضباب" و"وقت لسُكْر الأحصنة".

·     تدور أحداث فيلمك الأخير هذا في كردستان العراقية عند الحدود مع تركيا في ربيع العام 2003، قبل أسبوعين فقط من اندلاع الحرب.

قبل بدء الحرب بقليل، أنذر صدام حسين الشعب العراقي، الأكراد تحديداً، بأنه سيُطلق قنابل كيميائية على مناطقهم. نظراً إلى الحادثة السابقة في حلبجة (قُتل فيها خمسة آلاف كرديّ بسبب قنابل الغاز التي أطلقها نظام البعث الصدّامي عليهم في العام 1988)، ترك الناس منازلهم بسرعة والتجأوا إلى مُخيّمات أقيمت على طول الحدود مع تركيا وإيران. في الواقع، صوّرت هذه الأمكنة بعد سقوط نظام صدام واضطررتُ لإعادة بناء كل شيء، كالمخيم وسوق الأسلحة. حتى أني اضطررتُ لنقل هياكل الدبابات والصهاريج.

·         رأى البعض أن فيلمك "روائيّ وثائقي" حول الأكراد. مع ذلك، فإن أهميته دولية. ذكّرني بالحروب في أفغانستان وطاجكستان.

معك حق. مع ذلك، لا أحسب نفسي سينمائياً سياسياً ولا أشعر أني أنجزت فيلماً سياسياً. لكن السياسة لا تُفصَل عن حياة بلادنا. نعم، أنا سينمائيّ ضد الحرب. أنا معارض. أصوّر أفلامي بغضب كبير. إن فيلمي يريد الذهاب إلى أبعد من الشرق الأوسط، لأني معنيّ بأناس الأرض جميعهم، على الرغم من أن مشاكل الأكراد مألوفة أكثر لي، وعلى الرغم من أني أعترض بقوّة على شروط حياتهم في إيران وتركيا. بتصويري معاناتهم، أكشف حالات اللاعدالة كلّها الموجودة في هذا العالم.

·         قلتَ إن "السلاحف تطير أيضاً" فيلمٌ مهذّبٌ جداً إزاء الغزو الأميركي.

أتساءل ما الذي يفعله بالضبط أولئك الذين يأتون من بعيد ويتدخّلون في منطقتي. لديهم مشاكل كثيرة محتاجة إلى حلول. يكفي النظر إلى المعاناة التي تضرب القارة الأميركية. لو أننا لم نملك أي ثراء أو أي نقطة بترول، ألم نكن سنعاني التخلّي نفسه الذي عرفته القارة الأفريقية كلّها؟

·         إن ممثليك هم من المراهقين والأولاد فقط، الذين جنّدتهم ميدانياً. هل تنخرط في خط السينما الإيرانية المُركِّزة على الأولاد؟

لم أصنع فيلماً عن الأولاد. لكني، مثل أولئك الذين في الفيلم، لم أعش الطفولة، ولم أعرف خفّتها، ولم أستمتع بأوقات فراغها. فنحن لم نرَ إلاّ الحرب، نهاراً وليلاً: أولاً، الحرب الإيرانية العراقية، ثم الحرب الكردية الداخلية. شخصياً، فقدت أهلي الأقربين. أطفال الفيلم ليسوا إلاّ أطفالاً في الظاهر، إذ نكبر بسرعة، هنا. في الأصل، أردتُ تحقيق فيلم ضد الحرب. لكن، حين التقيتُ عدداً كبيراً من الأطفال في سوق الأسلحة، تساءلتُ: لماذا ليسوا جالسين على مقاعد الصفّ؟ لماذا هذا العدد الكبير من الأطفال المعوّقين بسبب الحرب والألغام؟ منذ ذلك الوقت، لم يعد البالغون والعجائز القريبون جداً من الموت يثيرون اهتمامي. إن مستقبل العراق مصنوع من هؤلاء الأولاد/البالغين. أردت أن ألفت نظر الجمهور إلى هذه المسألة. لم أرد أن أصنع فيلماً مُثيراً للدموع، ولهذا السبب يمتلأ فيلمي بلحظات كوميدية. أحبّ أن يغادر المُشاهد الصالة بغصّة في الحلق وبرأس مليء بالأسئلة.

السفير اللبنانية ـ 17 فبراير 2005