ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
حمام الملاطيلي

إنتاج عام 1973

صلاح أبوسيف

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 10 سبتمبر 1993

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

شمس البارودي + محمد العربي + يوسف شعبان + فايز حلاوة + إبراهيم عبد الرازق + نعمت مختار

قصة: إسماعيل ولي الدين ـ سيناريو: محسن زايد + أبو سيف ـ حوار: محسن زايد ـ تصوير: إبراهيم شامات، عبد المنعم بهنسي ـ موسيقى: جمال سلامة ـ مونتاج: محي عبد الجواد ـ إنتاج: صلاح أبو سيف

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

حمام الملاطيلي

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

الجنس قضية اجتماعية هامة في عالمنا المعاصر، والجنس في فيلم (حمام الملاطيلي) عبارة عن إسقاطات على الفساد الأخلاقي والسياسي والإداري الذي عالجها أبو سيف بواقعية وصدق حقيقيان، حيث عرض شرائح تمثل المجتمع المصري بعد هزيمة 67. كما أراد من خلال فيلمه هذا، أن يقول بأن الهزيمة لم تأت من خارج المجتمع المصري وإنما من داخله، من ذلك الفساد والتسوس الذي كان ينخر في نفوس الناس.

يبدأ الفيلم بمقدمة مدتها ثلاث دقائق، هي عبارة عن شريط تسجيلي عن الحياة في القاهرة. تطوف الكاميرا شوارع القاهرة لنشاهد المباني الشاهقة المخصصة لإدارة الإنتاج، والتي تضم رجالاً ونساءً لا يعملون. ونلاحظ تلك الأوامر الكثيرة المنتشرة في كل مكان والتي زادت على الحد الطبيعي، ولم يعد ينفذها أحد، تلك الأوامر المتمثلة في لافتات الممنوعات. حتى أننا نلاحظها في تماثيل الميادين، حيث تجد أغلبها لأشخاص يشيرون بأصابعهم بصيغة الأمر. وفي هذا الشريط التسجيلي وفق أبو سيف بحركة كاميرته الموفقة ولقطاته السريعة والمتلاحقة للقطات الزوم والبان والترافلنج.

كذلك قدم لنا أبو سيف الانحراف الجنسي، ليعبر عن ضعف الإنسان الذي يلجأ إلى الجنس والمخدرات والشذوذ. ومثلما طرح أبو سيف في فيلمه (القضية 68) على أن الهزيمة هي مسؤولية النظام السياسي الفاسد، فهو في هذا الفيلم يرجع الهزيمة إلى فساد المجتمع أيضاً. فالشاب أحمد حائز بين الروتين والمجتمع الجامد.. بين الفضيلة والرذيلة.. بين الشرف والخيانة. ويرى في الانحراف وسيلة لنسيان همومه.

يلتقي أحمد في البداية بنعيمة، التي هربت من أهلها في الريف وجاءت إلى القاهرة لتعمل، إلا أن الفقر جنى عليها فباعت جسدها لمن يدفع الثمن. ومن خلال هذه الشخصية يعرض لنا أبو سيف شريحة مهمة في المجتمع المصري، تعيش على بيع جسدها مقابل لقمة العيش، وقد قدم هذه الشريحة بصدق وبجرأة حادة. ثم يذهب أحمد إلى الحمام الشعبي (وهو صورة مصغرة للمجتمع) للسكن هناك. ويشاهد في الحمام الشعبي عالماً آخراً بشخصياته المختلفة. يستقبله المعلم صاحب الحمام ابن البلد الأصيل والطيب، ويتعرف على رءوف بيه الإنسان المريض جنسياً والذي ظلمته أسرته والمجتمع على السواء ولم يجد من ينقذه من محنته، ويتردد على الحمام عله يجد من يشبع رغباته الجنسية الشاذة. وكذلك يشاهد الشيخ الراوي الذي نفهم من رواياته وأحاديثه إسقاطات فلسفية وسياسية نقدية للمجتمع، خصوصاً في قوله ( إصحي يا مصر.. شدي الهمة وعدي يا مصر.. التاريخ ما بيستناش حد ). كما أن أبو سيف في هذا الفيلم قد عرض لنا ظاهرة التسيب في مكاتب القطاع العام، من خلال الموظفين المشغولين بحل الكلمات المتقاطعة وقراءة الجرائد وغيرها من أمور تعطلهم عن القيام بتخليص المعاملات للجمهور.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004