جديد حداد

 
 
 
 

مدير التصوير السينمائي

سعيد شيمي..!!

( 2 ـ 3 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

ينفي سعيد شيمي تهمة سرقة الكادرات عن المخرج يوسف شاهين، حيث يؤكد ذلك في حديثه، حين يقول: (...أي مخرج من الممكن أن يتأثر في أسلوبه بشخص ما، لكن هذا لا يعني أنه يسرق كادراته، ثم إن مسألة سرقة الكادرات غير صحيحة علمياً، لأن صناعة الكادر هي جزء من علم التكوين الذي يتم تدريسه منذ عصر النهضة، وليس صحيحاً من الناحية العلمية أن نقول إن كادراً ما تمت سرقته، لكن الأمر الذي لا يستطيع أحد إنكاره هو أن شاهين برع في صناعة الكادر، والكادر هو البنية الأساسية في لغة السينما العالمية، ولهذا السبب نجح يوسف شاهين ووصل للعالمية...) *

ويواصل حديثه عن شاهين، بقوله: (...يوسف شاهين كان سابقاً لعصره، لأنه اعتمد بشكل كبير علي لغة الصورة، في حين أن المتلقي في بلادنا يفتقد فهم مفردات اللغة البصرية، لأن موروثنا الثقافي عودنا علي تلقي المعلومة من الحكي أو القراء، ولهذا السبب اتهمت أعماله بأنها غير مفهومة»..

حتى يكون كلامي محدداً ابدأ بتعريف الكادر بأنه ترتيب عناصر فنية معينة داخل إطار، وهذا الإطار من المفترض أن يعطينا معني درامياً محدداً، وترتيب تلك العناصر يكون مسؤولية المخرج أولاً ثم المصور، وقد اشتهر يوسف شاهين بحبه لتنسيق العناصر الفنية داخل الكادر فكان يوظف الإضاءة مع الحركة والألوان والتمثيل والموسيقي وكل العناصر الفنية حتى يعطينا إبهاراً وذروة للدراما، وهو يحرص علي هذا منذ أن قدم «بابا أمين».. أول أفلامه، لكن اعتماد شاهين بشكل كبير علي لغة الصورة جعله يعاني في وصوله للمتلقي، وقد حقق ذلك بصعوبة، ففي فيلم «باب الحديد» علي سبيل المثل كانت لغة الصورة عالية، والكادرات في غاية التألق، لكن الفيلم فشل تجارياً وقتها، وقد استغرق يوسف شاهين وقتاً طويلاً حتى يستوعب الناس لغته البصرية، وحين أراد شاهين الاقتراب من الناس قدم أعمالاً تعتمد علي النص بدرجة أكبر من اعتمادها علي لغة الصورة، فقدم أفلام «فجر يوم جديد» و«الناصر صلاح الدين» و«الأرض» قصة عبدالرحمن الشرقاوي، واشترك في كتابة السيناريو حسن فؤاد وعبدالرحمن الخميسي، وكلها أسماء رائدة في التأليف السينمائي، فحققت تلك الأعمال انتشاراً جماهيرياً، كما حققت هدف شاهين في الوصول للمتلقي الذي يغويه النص أكثر مما تغويه لغة الصورة «رغم أن تلك الأعمال كانت تتمتع بلغة بصرية عالية لكن النص كان أعلي»، ثم عاد شاهين لأسلوبه الأول في أفلامه الأخيرة معتمداً بشكل أكبر علي جماليات الكادر وتنسيق العناصر الفنية بداخله، ورغم أن هذا الأسلوب لا يجذب المتلقي الشرقي أو العربي إلا أن شاهين أصر علي العمل به لسبب واضح هو أنه يتلقي تمويلاً من الخارج ولا تهمه مسألة تحقيق أفلامه إيرادات عالية...) *

____________________________________________________________

* محمد حسني ـ المصري اليوم ـ 29 يوليو 2008

 

هنا البحرين في

12.05.2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)